حديث البداية
أ. محمد بن سالم بن علي جابر
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 1 .. ص 6
رابط العدد 1 : اضغط هنا
عزيزي القارئ الكريم:
حضرموت الثقافية، المجلة التي بين يديك عددها الأول، نأمل أن يكون إضافة جديدة للمشهد الثقافي والحضاري لحضرموت، الوطن والمهجر، وأن يشكل إضاءة وإشعاع لرسالة المركز الذي اخذ على عاتقه من لحظة التأسيس الأولى خدمة تراث وتاريخ وحضارة وإنسان حضرموت، أينما كان وحيثما حل، بعيداً عن التقوقع المقيت والاستقطاب المفتت لكينونة حضرموت، كل حضرموت.
عزيزي القارئ الكريم:
على الرغم من إدراكنا العميق لصعوبة البدايات لأي مشروع نهضوي وتنويري يستقي من جذور التاريخ المجيد ليغرسها في لحظة تأصيل راهنة مندرجة في سياقها الحضاري والإنساني الذي كانته حضرموت، مستشرفاً المستقبل بآفاقه وأبعاده اللامتناهية في محاولة واعية بفكر متجدد لاستعادة الهوية وتبيان تنوعها وثرائها وتثاقفها العابر للبحار والمحيطات والموغل في القدم مع الشعوب المنطقة خاصة والعالم عامة، إلا أننا نكون أكثر حرصاً على الانطلاق والاستمرار بهذه المجلة الواعدة التي تأتي في سياق الأهداف العامة التي حملها مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر.
عزيزي القارئ الكريم:
وما يجعلنا نزداد قناعة بأهمية وضرورة هذا الدور، ويدفعنا إلى السير الحثيث به وفيه، والانطلاق بعزيمة وإصرار هو ما لمسناه من تجاوب كبير وحرص شديد من كل الأساتذة الأجلاء من حملة الأقلام (كتاباً وباحثين ومبدعين) في داخل حضرموت وخارجها، الذين رفدوا العدد الأول بمقالاتهم ودراساتهم وأبحاثهم وإبداعاتهم الشعرية والسرية، وكذلك تفاعل الكثير من الصحفيين والإعلاميين الذين أمدونا باستطلاعاتهم وتغطياتهم وتحقيقاتهم المتنوعة عن جغرافية حضرموت وما تحتويه من كنوز إنسانية ومعرفية وتاريخيهم وحضارية، ستجدها، عزيزي القارئ الكريم، بين دفتي هذا الإصدار، مؤكدين أننا سنظل في حاجة ماسة لمساهماتكم الدائمة وملاحظاتكم المستمرة لتدقيق وتطوير عمل المجلة وتعميق حضورها في المشهد الثقافي الحضرمي ونثر رسالتها الرصينة والجادة لثقافة تكون أكثر التصاقاً بتراث وتاريخ وحضارة الإنسان الحضرمي في مشارق الأرض ومغاربها، وسنبذل في هذا الصدد قصارى جهدنا لتعميم فائدتها ونشر رسالتها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
عزيزي القارئ الكريم:
في خاتمة هذه الإطلالة الأولى من حديث البداية، لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل الأحبة – في هيئة التحرير – الذين أخذوا على عاتقهم النهوض بهذا العمل والسهر على انجازه، والشكر موصول مجدداً لكل الأعزاء الكتّاب والمثقفين والباحثين والإعلاميين والصحفيين الذين تشرفنا بمشاركاتهم في العدد الأول من مجلة حضرموت الثقافية، موجهين الدعوة للذين لم يسعفهم الوقت للمساهمة في هذا العدد بالمشاركة في العدد القادم وما يليه من إعداد، إذ ستظل صفحات (حضرموت الثقافية) مفردة صفحاتها لكل الأقلام والكتابات التي تثري الواقع الثقافي وتنمي الوعي، فدعونا ننطلق معاً، على أمل اللقاء بكم جميعاً في الأعداد القادمة، إن شاء الله.