أعلام
سند محمد بايعشوت
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 2 .. ص 42
رابط العدد 2 : اضغط هنا
يعد الشيخ محفوظ يسلم بن عبده من المعاصرين لنشوء وتطور الدولة القعيطية ورائدا للصحافة المطبوعة بحضرموت وهو احد رجال القصر السلطانى المقربين بدء من الجمعدار عوض بن عمر ثم ابنائه غالب وعمر حتى السلطان صالح بن غالب، ويعود له الفضل أن تشهد المكلا مطلع القرن العشرين ميلاد صحيفة (النهضة الحضرمية ) عام1927 م في نسختها الثالثة مع السياسي والأديب الألمعى الطيب الساسي (1893 -1959) أحد أفراد الجالية الحجازية التي نزحت إلى ثغر حضرموت أبان الحرب الحجازية النجدية سنة 1343 هـ 1922 م ، وموفد الدولتين القعيطية والكثيرية للمؤتمر الإصلاحي بسنغافورة عام 1928 م ، وقد نزح مع الساده ال الدباغ ومنه السيد محمد حسين الحسني الدباغ مؤسس مدرسة الفلاح ومديرها في المكلا فترة العشرينات وعدن فترة( الثلاثينات ). وقد صدر العدد الأول من صحيفة (النهضة الحضرمية)من مطبعة حكومة سلطان الشحر والمكلا في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي حيث كان الشيخ محفوظ يسلم بن عبده مديرا للمطبعة السلطانية التي كانت تطبع “يدويا” الاوراق المالية وسندات الجمارك وخزانة الحكومة ودواوين الحكومة ، وقد حفل العدد الاول للنهضة الحضرمية الذي جاء إصداره متزامنا مع عقد المؤتمرات الإصلاحية في المكلا والشحر وسنغافورة والمواضيع والخطب التي تعنى بالشؤون الحضرمية، وكان ثمن الاشتراك بالصحيفة في الداخل والخارج (3) روبيات هندية، وقد أصدر الطيب الساسي من (النهضة) عددا يتيماً ولأسباب سياسية أبعدته و أسرته الى خارج حضرموت، غير أنه عاد اليها مرة أخرى في عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي بعد عودته مباركا العهد السعودي ومبايعاً للملك عبدالعزيز.
نتف من سيرة الشيخ بن عبده:
من مواليد حضرموت الداخل عام 1878م و امتد به العمر حتى عام 1975 م ، عاش معظمه في بداية شبابه في عدن للعمل في التجارة، ارتبط بعالم الصحافة و الطباعة في وقت مبكر من عمره ، حيث أستورد أول ماكينة للطباعة عام 1898 م في عهد الجمعدار عوض بن عمر القعيطي مؤسس الدولة القعيطية حيث كان موظفا خاصا لدى السلطان عوض بن عمر (ت 1910) ثم السلطان غالب بن عوض القعيطي (ت 1922) فالسلطان عمر بن عوض القعيطي (ت 1936)، سافر بن عبده في مقتبل عمره إلى أمريكا و أوربا والهند وبعض البلاد العربية وتعرف من خلال سفرياته على الاقتصادي المصري طلعت حرب (صاحب مطبعة مصر) خلال زيارته المتعددة الى القاهرة وعلى الأديب ابوبكر بن شهاب في الهند وتركيا، والتقى أيضا برائد الطباعة العربية (مصطفى الابي الحلبى) وتعرف على صاحب جريده العمران عبد المسيح الانطاكي خلال زيارته الاولى للقاهرة وتعلم على يده اصول الصحافة والطباعة ، حضر حفلة تتويج الملك جورج الخامس في الهند عام 1911 م، أنتدبه أبناء الجمعدار عوض بن عمر القعيطي السلطانان (غالب وعمر) بعد وصول المطبعة الى المكلا للعمل فيها . ولما عرف عنه من تمتعه بمهارات ومواهب عديده وعمله في مطابع عدن، أصبح مديرا ومسؤلا عن المطبعة السلطانية في عهد كل من السلطانين (غالب وعمر) وكان موقع المطبعة السلطانية في القصر بجانب مكتب البرقيات السلطانية (موقع مستودعات شركة التجارة) حاليا . وعندما تولى السلطان صالح بن غالب القعيطي الحكم تم تجديد وتطوير المطبعة وشراء مطبعة جديدة من مصر، وعمل الشيخ بن عبده مهندسا خاصا لها، كما شغل في وظيفة ضابط الصرف في الجيش النظامي ثم في الجيش غير النظامي، كما تولى إدارة الجمارك مرتين ثم المالية قبل مجيء الوزير جهان خان باكستانى الجنسية لإدارة الجمارك والمالية عام 1938م إلى جانب أشرافه على المطابع، مكث في خدمة الحكومة القعيطية لفترة 45 عاما في عهد السلطان صالح بن غالب، استقال من الوظيفة الحكومية ليتفرغ لإصدار صحيفة (المنبر) في يناير 1939 م التي أستمرت تصدر شهريا لفترة طويلة في مطبعته الخاصة ومقرها في سكة (يعقوب) و أصدر منها صحيفته الثانية (الأمل) في سبتمبر 1946م و أستمر يعمل في المطبعة لسنوات حتى تقاعد عن العمل لكبر سنه، في أواخر حياته نقل مطبعته إلى بيته في الديس، ثم أممت في السبعينات، عرف عن الشيخ بن عبده أنه ( متعدد المواهب) له اهتمام خاص بالكيمياء والتصوير الضوئي والخط العربي، ويجيد الانجليزية بطلاقة .
كيف دخل ” بن عبده ” عالم الصحافة:
عمل الشيخ محفوظ بن عبده في العمل الصحفي قبل نشوء الصحافة الحضرمية في المهجر السنغافوري وقبل صدور أول صحيفة حضرمية وهى صحيفة الامام عام1906 لمؤسسها محمد بن عقيل بن يحيى في المهجر السنغافوري، وقد اختمرت فكرة الصحافة في رأسه حينما كان مدعوا في مأدبة غداء أقامها الوجيه أبوبكر بن عبدالله العطاس قبل انعقاد مؤتمر الإصلاح الحضرمي عام 1927 م في سنغافورة حيث قدم له طبق (( الاقراقر)) وهو نوع من ((الفالوذة)) يؤكل وسيتعمل للطباعة، وهنا فكر بإصدار صحيفة تطبع على قوالب الفالوذه ((الاقراقر )) مثل الروينو.
صدور صحيفة الأحقاف:
عندما عاد ” بن عبده ” الى المكلا من المهجر الحضرمي فكر في إصدار صحيفة الأحقاف و أسند رئاسة تحرير الاحقاف للشيخ سعيد بن سالم بن وبر باعنقود والد الشيخ عبدالله سعيد باعنقود المربي الفاضل في مدارس المكلا والغيل وخطيب مسجد الروضة ردحا من الزمن، فيما تولى الشيخ “بن عبده ” مجال الطباعة، وكان أول عدد من صحيفة الأحقاف صدر في المكلا عام 1898 م ، ولم يستمر إصدار الصحيفة طويلا حيث كان يطالبه الجمهور بنشر راتب الحداد مما أرغمهما بتلبية الطلب، و استمرت لمدة ستة أشهر .
ولعل من حسن الطالع أن يؤرخ بدء الحركة الصحفية في حضرموت إلى عام 1898/ 1320 هـ بيد الشيخ مجفوظ بن عبده والشيخ سعيد باعنقود.
ولان الرغبة في التجديد والتغيير ديدنه وهو المشبع بمشاهداته و مطالعاته و انطباعاته عند زياراته لدور الصحف الكبرى في تلك البلدان التي سافر لها فقد شعر بنقل تلك التجربة في وقت مبكر الى المكلا متزامنة مع تطور الحياة السياسية للدولة القعيطية .
وزادت تلك الرغبة عند ” بن عبده ” لدى دراسته العمل الصحفي على يد الصحفي الكبير عبد المسيح الانطاكي صاحب جريدة العمران التي كانت تصدر في القاهرة عام عام 1896 م وتشجيع الشيخ عبد المسيح الانطاكي لبن عبده عند زيارته الاولى للقاهره ثم زيارة عبد المسيح الانطاكي للمكلا عام 1915 م / 1337 هـ في عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي ومرافقته له.
صحيفة النهضة الحضرمية:
أًصدر الشيخ بن عبده صحيفة النهضة الحضرمية في ثلاث مراحل تاريخية أولها كان عام 1903 م / 1325 هـ و أستمر فيها لمدة وجيزة ثم توقفت، ثم أستأنف إصدارها عام 1923 م / 1345 هـ و استمرت لفترة شهرين، وقد تزامن الإصدار الثاني من النهضة الحضرمية مع قدوم طلائع الجالية الحجازية إلى مدينة المكلا و تأسيسها لمدرسة ال الدباغ بالمكلا بعد تأسيس مدرسة الفلاح في مكة ثم جدة ، وكانت المكلا المحطة الاولى لمدرسة الفلاح لمؤسسها الشيخ محمد على زينل عام 1910م، ثم انتقلت إلى عدن بعد إصدار أمر من السلطان عمر بن عوض القعيطي بإغلاقها عام 1933 م لأسباب سياسية ولكن الذي يهمنا في هذه الجزئية الإصدار الثالث لصحيفة النهضة الحضرمية أثناء تواجد الجالية الحجازية وقد تزامنت مع انعقاد مؤتمر الإصلاح الحضرمي الاول في المكلا عام 1927 م وما تمخض عنه من اتفاقية الشحر التي تهدف إلى وحدة حضرموت .
“بن عبده ” و الطيب السياسي:
في الإصدار الثالث من صحيفة النهضة الحضرمية وقد تولى الكتابة في هذا الاصدار كل من أفراد الجالية الحجازية أمثال سعيد خان وحاكم الشرع الأفور (قاضي المكلا) الفهامة المحقق السيد محسن جعفر بونمي ، والشيخ عبد المطلوب علي بازنبور و الشيخ عبدالله طاهر بازنبور ، والشيخ عوض سالم بلقدي .وقد نشرت من قرارات و أخبار مؤتمر الاصلاح الحضرمي في المكلا ثم توقفت عن الصدور .زامل الشيخ ” بن عبده ” الطيب السياسي وهو مبعوث الدولتين القعيطية والكثيرية لمؤتمر الحضارم في سنغفوره .
ولد الشيخ محمد الطيب بن طاهر الساسي في المدينة المنورة عام 1893م.وتلقى تعليمه الدينى فيها الى ان اعلنت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين ضد الوجود التركىفى الحجاز اشتغل فى الصحافة والسياسةوكان كاتباً مؤثراً وخطيباً مرتجلاً، حسن البيان، كثير الحفظ، حاضر البديهة.وعيّن الطيب الساسي مديراً للمدرسة الراقية فأدارها بما عرف عنه من حزم وإخلاص. وتولى إدارة صحيفة (القبلة) فى العهد الهاشمى بعد الشيخ محب الدين الخطيب عام 1336هـ الموافق 1919 حتى تنازل الشريف حسين لابنه علي، وانتقل إلى جدة عند دخول الملك عبدالعزيز إلى مكة عام 1343هـ 1926م وبدأ حصار جدة، ، ترأس رئاسة تحريرجريدة (بريد الحجاز) الدى اسسها محمد صالح نصيف عام 1926 ، غادر الطيب الساسىفى العام نفسه جدة إلى بورت سودان، ومنها إلى عدن،وحضرموت وذلك قبيل أيام من تسليم جدة للملك عبدالعزيز ورحيل الشريف علي. و اتصل بالسيد حامد المحضار فأخذ عنه الحديث والتفسير واللغة العربية، فواصل رحلته إلى الهند وإندونيسيا، فسنغافورة،
عاد الطيب الساسي إلى مكة وأعلن ولاءه للعهد السعودى، فلقي من عطف الملك عبدالعزيز وتشجيعه، فعيّنه الملك عبدالعزيز رئيساً لتحرير جريدة (أم القرى) فى العهد السعودى عام 1366هـ 1949، كما أصبح عضواً في مجلس المعارف وعضواً في مجلس الشورى عام 1375 1959 وقبلها بعد عودته مباشرةكان مديراً لجمعية الإسعاف الخيري بمكة المكرمة والقى محاضرة عام 1939 فى الجمعية بعنوان: (مشاهداتي في الجنوب العربي). وعضواً في لجنة جمع التبرعات للفلسطينيين،فقد وصف بأنه من “جيل العهدين”.
يمتاز الشيخ الطيب الساسى بحفظً الكثير من الطرائف الأدبية والملح الفكاهية، وقد تمرس في أعمال الصحافة، فكان كاتباً مؤثراً وخطيباً مرتجلاً، وقد مكَّنه حسن بيانه وكثرة محفوظاته وخفة روحه من إطراب سُمَّاره وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم وافتقادهم له والشعور بالوحشة كلما غاب عنهم.
ظل يجاهد في خدمة دينه، وبلاده، وأمته في العلم والأدب والأعمال الخيرية والإنسانية إلى أن وافته المنية في شوال سنة 1378هـ الموافق 1959 عن عمر ناهز 62 عاما في حادث سير بطريق مكة- جدة وهو في طريقه لزيارة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة وقد نعاه مجلس الشورى حينها ووصفه بأنه من ابرزأعضائه، وأنشطهم فكراً وعملاً، وأبلغهم بياناً ونقاشاً.. هو فضيلة الشيخ الطيب الساسي الذي توفي ثاني أيام عيد الفطر المبارك، في حادث اصطدام بين سيارته وسيارة أخرى في طريق جدة.، مخلفاً بنتين وولدين، وكان شديد الحرص على تعليمهم وبذل ما في وسعه لتثقيفهم.
جيل من الرواد في ( المنبر )
عندما تولى السلطان صالح بن غالب القعيطي مقاليد الحكم انتقلت المطبعة الى خارج اسوار القصر السلطاني الى منطقة (السيله) في اتجاه منطقه خلف ، وكان يعمل خلف الشيخ بن عبده فريق من طلبة الصف الرابع بمدرسة حصن الشيبه قبل انتقالها للمدرسهالغربيه ( مستشفى باشراحيل حاليا ) من هؤلاء ندكر على سبيل المثال : سالم عبدالله باصمد ، سالم سرور بن هامل ، عبدالله محمد مقيدحان ، محمد مكرم خان الى جانب الاديب عمر مثنى حسن ورجب الهندي من افراد الجالية الهندية بالمكلا ، و يتقاضون راتبا شهريا مقداره 6 روبيات هندية . وقد تعاقب على اخراج المنبر آخرون لايتسع المجال لدكرهم الى جانب القائمين عليها في التحرير مثل الاخوين باعشن ( أحمد سالم ، عبدالله سالم ) ، والشيخ عبدااله سعيد بن وبر باعنقود رئيس تحرير ( المنبر ) 1939 م والشيخ محفوظ بن عبده المدير الفني .
مختارات من ( المنبر )
قبل أن تستعرض مختارات من صحيفة ( المنبر ) حرى بنا أن ندكر الكتاب الدين ساهموا في الكتابة في ( المنبر ) من العلماء والمشايخ و الاساتده الاجلاء ، وقد كتب على ترويسة الصحيفة ” يحررها جماعة من الشباب وهي صحيفة شهرية تعني اهتمامها بـ ( علم . أدب . اجتماع ) ” . ومن كتاب الصحيفة في الثلاثينات ندكر الشيخ عبدالله سعيد باعنقود ، الشيخ عبدالله عوض بكير ، الشيخ سعيد صديق خان _ من أفراد الجالية الحجازية _الشيخ محمد عبدالله باجنيد ، السيد علي النعيري العطاس ، الشيخ عبدالله أحمد الناخبي ، السيد عبدالقادر أحمد بافقيه ، الشيخ أحمد عبدالله باجنيد ، الشيخ علي سالم باعشن ، الشيخ عبداللطيف منصور بو عيران ، الشيخ عبدالله سالم باعشن ، السيد محسن علوي السقاف ، الشيخ عثمان أبوبكر العمودي ، السيد شيخ عبدالله الحبشي و آخرون .
وأهم المواضيع التي تناولتها ( المنبر ) سلسلة من المقالات النقدية من وجهة نظر اجتماعية كتبها كل من الشيخ عبدالله عوض بكير ، الشيخ محمد عبدالله باجنيد ، الشيخ عبدالله أحمد الناخبي فيما اهتم الشيخ عبداللطيف منصور بو عيران ( ياور السلطان صالح بن غالب القعيطي ) بكتابة سلسلة على صفحات المنبر من ( أدب الرحلات ) للسلطان صالح بن غالب في رحلاته لداخل وخارج حضرموت وسلسلة من المقالات التاريخية التي يكتبها السيد عبدالقادر أحمد بافقيه ، ويساهم السلطان صالح بن غالب القعيطي في كتابة ( افتتاحية ) المنبر التي تعبر في مجملها عن تطلعات العهد الجديد لتولى السلطان صالح مقاليد الحكم وطبيعة المرحله في توجهات الدوله برسم سياساتها من الناحية الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية . وقد عكست ( المنبر ) بشكل عام من خلال صفحاتها أشكال الادب الاكثر ارتباطا بالمجتمع ، وعبر خطابها الاعلامي عن التطلع المدني نحو بناء المجتمع المؤسسي الحديث ، ولاشك أن ( المنبر ) قد أرخت لتلك المنطلقات والمقدمات لقيام الدولة الحديثة بحضرموت .
مختارات من ( الامل )
من الصعوبه بمكان استعراض الاعداد الكامله لـ (الامل ) بهده العجاله ، غير انه من المناسب الاشارة لمختارات من أرشيف ( الامل ) الصحفي في السنوات الثلات الاولى من الاصدار نمودجا للحديث عن أعوام 46_48 م . في تلك الفترة سجلت ( الامل ) للاحداث التي شهدتها حضرموت من أهمها تأسيس الحزب الوطني في المكلا 1946 م ، النهوض بالمسألة التعليمية ، و الوحدة الحضرمية ، وغيرها من الوقائع التي كانت حضرموت شاهدة على احتلال فلسطين 1948 م ، و أشياء كثيرة أخرى .وقد اهتمت ( الامل ) بنشر فعاليات مؤسسات المجتمع المدني و أعطتها الاولوية في تغطية أخبارها ونشاطاتها السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة ، و أفسحت لها مساحة كبيرة من صفحاتها في جميع أعدادها وتركت هامشا ضيقا لنشر الاخبار الرسميه للقصر السلطاني رغم عناية السلطان صالح بن غالب القعيطي واهتماماته في تشجيع الصحافة الاهلية المستقلة ودعمه لها خلال توفير لوازم الطباعة لقناعاته بوظيفتها المجتمعية .
وقد ساهم بالكتابة على صفحات ( الامل ) عدد كبير من الادباء والعلماء مثل حسين عمر بن شيخان ، محمد أحمد بركات ، عبدالرحمن عبدالله بكير ، حسين محمد البار ، محمد عبدالقادر بامطرف ، عبدالله سالم البيض ، سالم محفوظ شماخ ، سالم يعقوب باوزير ، علي محفوظ حورة ، أحمد محمد العطاس ، عثمان بن شملان التميمي و آخرون .
ومن أهم القضايا الساخنة التي تطرقت لها الصحيفة وشهدت من خلالها متوالية من النقاشات والحوار المجتمعي البديع بين ( الديني / الاجتماعي ) و ( الثقافي / السياسي ) والتي أفضت الى ساحة جدل واسعة الامتداد نحو المسجد ، النادي ، المقهى ، من تلك السجالات والمعارك الصحفية ندكر منها قضايا ( الدين ، السينما ، والمسرح ) ، ( تشكيل الاحزاب السياسية ) ، ( مسالة الوحدة الحضرمية ) وغيرها . وقد تعاملت ( الامل ) بشفافية وكشف الحقائق للرأي العام حيث دأبت على نشر ميزانية الدولة حتى يتعرف المواطن على أوجه الصرف للاموال التي تجبيها الحكومة من الشعب على شكل ضرائب منها نشر حساباتها الخيريه شهريا بصفحاتها بحرية وديمقراطية الاربعينيات ، فيما تجلت استفزازات ( الامل ) وهي تقدم اتجاها جديدا ( مشاكسا /معاكسا ) للتابو السياسي الديني في السؤال والبحث عن الحيقة الغائبة من المسئولين في الدوله مباشرة مثل طرحها بل اصرارها على تلقي اجابات شافية من المسئولين في أحد أعدادها لأسئلتها حول ( لمادا لم تحل مشكلة التموين ؟ لمادا امتنع التمثيل المسرحي في حضرموت ؟ لمادا قام مشروع استغلال أراضي ميفع ؟ ماهي الاسباب التي من أجلها منعت السينما ؟ ) و دأبت ( الامل ) في معظم أعدادها على توجيه انتقادات لادعة للدولة من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .