إبداع
أ.د. أحمد سعيد عبيدون
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 6 .. ص 108
رابط العدد 6 : اضغط هنا
(١)
وطنٌ يميل
من الظّلال إلى الظّلال
وينحني عند انتصاف الحلم
يكبح وردةً في القلب
مذهولٌ يسيل
من الخيال إلى الخيال
تتشرّد الغابات في أشواقه
ينثال يعبر في الجهات
من الشّمال إلى الشّمال
وطنٌ تباغته الكمائن
والقبائل والقنابل والجدال
يتسلّق المجهول يمضي
في اختلاج الضّوء مفتونٌ
يضيء من الجمال إلى الجمال
من أول التاريخ
تعبر في محيّاه الحقيقة
يستفيق من السّؤال إلى السّؤال
وعلى جنوبٍ من حنان الشّوق
في الأحداق يغفو البرتقال
يتساقطون لقلبه في الحبّ
لا قمرٌ يمر ببابه في الحلم
لا بشرى
ولا امرأة تقول له تعال !
————–
(٢)
وطنٌ ينفح الجرح في دمه
وورود السّؤال
تتسلّق رقّته سلّم الدّمع
يخفق كالخوف
يرتدّ في كلّ حال
وطنٌ أسمر الشّوق
حين تحدّق عيناك في صمته
أبيضٌ حين تفتح عينيك في قلبه
يتمدّد في الوهم كالسّهم
أو كانطلاق الغزال
وطنٌ يملأ الآخرين بأشواقه
ثم ترسب في راحتيه الرّمال
وطنٌ لا تملّ الكناية ترسل جيرانها
وهي تهبط من غيمة في الخيال
وطنٌ لا يزال
————
(٣)
وطنٌ في مواويله تتدلّى المسافات
في حزنه يستطيل
يهتدي بالغيوم إذا ما غفا البحر
وارتفعت في العيون النّوارس
وامتدّ في الليل موجٌ طويل
وطنٌ يقضم الدّمع
يكظم أوتارَهُ
يتهادى على حُسنه
يتردّد في صمته
يستقيل
وطنٌ تتلفّت فيه النّواحي على مهلها
والفيافي على جهلها
والنّخيل
وطنٌ يستحيل
—————
(٤)
وطن ٌ
يتباعد وهو يؤوب إلينا
ويرحل وهو يباغتنا باللقاء
وطن ٌ
يتراجع عند الهزيع الأخير من الويل
يرسم أفراحه بانتظار العناء
وطن ٌ
من هواء وماء