حديث البداية
أ. محمد بن سالم بن علي جابر
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 7 .. ص 4
رابط العدد 7 : اضغط هنا
عزيزي القارئ الكريم:
نلتقي بك مجددًا على صفحات العدد (السابع) من مجلتكم الثقافية التي ترحل بكم ومعكم منذ لحظة التأسيس لـ(مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر)، ويأتي إصدار هذا العدد والمركز قد استطاع أن يتنقّل في محطات مهمة لخدمة تاريخ حضرموت وثقافتها وحضارتها التليدة وبدأ يؤسس لحاضر أكثر تجذرًا واتساقًا مع هذا التراث الحضاري والإنساني الثري والممتد في كل مراحل التاريخ وحقبه المتعددة وإدراكًا عميقًا بأهمية ردم الهوة السحيقة التي عانت منها حضرموت خلال السنوات الماضية من خلال عزلها الممنهج عن ماضيها والتشويش على حاضرها لتغييبها في المستقبل.
إننا في مركز حضرموت نحاول في كل خططنا العلمية والثقافية أن نستعيد الذاكرة الحضرمية المفقودة لنرسم خطى استراتيجية لقادم أكثر وعيًا وأعمق دلالة وأنصع تعبيرًا عن حضرموت ساحلها وواديها وصحرائها ووديانها وجبالها وشعابها وسهولها ومهاجرها.
عزيزي القارئ الكريم:
هذه الآمال والطموحات والأهداف ندرك صعوبة الوصول إليها وتحقيقها ولكننا على يقين كبير بأن الجميع في حضرموت بات اليوم يعي دوره ومكانته في المشهد الثقافي والعلمي والحضاري والإنساني لرسم خارطة حضرموت الآتية، لذا بدأنا في وضع اللبنات الأولية لمشروع استراتيجي ضروري ومهم يتمثّل في: (الموسوعة الحضرمية: الأعلام – القبائل – البلدان) منذ بدء التاريخ الحضرمي وعلى كل الرقعة الجغرافية الحضرمية التي لازمت هذا التاريخ وتقلباته الجيوسياسية حتى اليوم.
عزيزي القارئ الكريم:
في خاتمة هذه الكلمة لا يسعني إلا أن أدعو جميع النخب العلمية والثقافية والمرجعيات والشخصيات الاعتبارية والمهتمين والمختصين والمحبين لتراث حضرموت وتاريخها أن يسهموا معنا في إنجاز مشروع الأمّة الحضرمية، الحلم الذي حلمناه منذ سنوات مضت كمشكاة تنير لنا دروب العطاء والبذل في (مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر) وآن الأوان اليوم أن تتسع دائرة النور والضياء لمشكاة حضرموت الماضي والحاضر والمستقبل لتغدو حقيقة أكثر ضياء ونورًا بتلاحم الجميع وتكافتهم لإنجاز الحلم.