دراسات
أ.د. عبدالعزيز سعيد الصيغ
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 7 .. ص 53
رابط العدد 7 : اضغط هنا
القسم الثالث: الملاحظات الشعرية:
مقدمة
تمثل الملاحظات الشعرية العصب الأساس للمعجم، فالمادة الأولى للمعجم هي الشعر، والشعر يتأثر كثيرًا بأي تغيير في العبارة، سواءً بالزيادة أم بالنقص أم بالتقديم والتأخير، وربّما يتحوّل بيت شعري بشيء من هذا التغيير تحوُّلًا يسلبه جماليته بل يكسبه ثقلًا ، ويخرجه من دائرة الشعر، ويدخله في دائرة الكلام الممل .
وقد جنى كثير ممّن تصدّوا إلى جمع الأشعار الشعبية، أو الكتابة عنها، جناية كبيرة، وكنت أتمنّى لأخي عبدالله أن ينزّه معجمه من الوقوع في ما يعيب الشعر، سواءً أكان خللًا وزنيًّا أم خللًا في القافية، أم اختيارات لا تسري فيها روح الشعر الدفاقة .
قسمت الملاحظات الشعرية على أقسام ثلاثة : منها ما يختص بالأوزان وخللها، ومنها ما يختص بالقافية، ومنها ما يتصل بنوعية الشعر وقيمته الدلالية .
أوّلًا : الأوزان:
الأوزان هي موسيقى الشعر، يذهب رونق الشعر بذهابها، وأكثر ما يشكو الشعر من فقدان هذه الموسيقى، وكثير من الشعر يرويه الناس فتجده باردًا لا إمتاع فيه ولا نغم بسبب تغيير في بنية البيت بإبدال كلمة، أو تقديم كلمة أو تأخيرها، أو حذف كلمة أو غيرها، وقد فصلت التغييرات بحسب الأسباب التي وجدتها على النحو الآتي:
الخلل بسبب الحذف :
يحدث الخلل بسبب الحذف ، سواء أحذف حرف، أم كلمة أم اكثر من كلمة ، فمن حذف الحرف ما جاء في بيت الشاعر عبدالرحمن باهرمز، وهو من المربوع :
رحمة الله على من مات في حصن سمعون رحمة واسعة والعفو مرجو ومسهون
والحذف هنا دقيق جدًّا، والخلل دقيق لا يتبينه إلا من تمرس في معرفة أوزان الشعر ، وموضع الخلل هــنا في الشــطر الثاني في كلمــة (رحمــة) التي صحتها (رحمته) وبها يكون الــوزن مستقيمًا ، فهذه الهاء الضمير أدى حذفها إلى اختلال الوزن .
ومن حذف الحرف قول الشاعر سعيد بخضر من بحر ( البسيط) من بحور الفصحى :
نا داخل الباب ما نا بــــــرع المردم قائـــم على الشغل ملقي زام يتبع زام
با سباع ما هو كذا بالكذب عا يزعم القاصـــــــــــــرة ما بغينا بها نلتام[85]
والشطر الثاني من البيت الثاني موضع الخلل، في عبارة (بغينا) التي صحتها (بغيناها)، وقد حذف حرفان هما الهاء والألف (ها)، والبيت بعد التصحيح : القاصرة ما بغيـناها بها نلتام .
ومن حذف الحرف أيضًا ما جاء في شعر الشاعر أبي سالم من بحر المخموس :
قال بو سالم صبوحي خمستعشر قوصرة والضحى سبعة عقود
با لقي له دهن صح مـــــــــول المعصرة يا سخيفين العقول[86]
والخلل في الشطر الأول من البيت الثاني و تمامه على النحو الآتي :
با لقي له دهن لا قد صح مول المعصرة يا سخيفين العقول
والحذف (لا قد) أو ما هو في زنته، وقد أكملت النقص بهاتين الأداتين لأنهما تسدان الوزن والمعنى، ويمكن أن يكون البيت جاء بغير هذا، وانما أردت أن أوضح المحذوف.
وهناك خلل آخر في قافية البيت الأول حيث انتهى البيت الأول بالدال في حين انتهى البيت الثاني باللام، والأغلب أن الكلمة في نهاية البيت الأول هي (عجول) وليست (عقود) وبذلك يستقيم المعنى والقافية.
ومن حذف الحرف إلى حذف الأداة كما حدث في البيت الذي حذف منه أداة الاستثناء (إلا) الزائدة في المعنى للشاعر أحمد باسويد وهو من بحر البسيط في الفصحى :
يا محسن القرش حين اقبضه في يدي وان قده في البيت شوفه كما القارة [87]
والشطر الثاني ناقص وهو في حالة تمامه هكذا: وان قده في البيت شوفه إلا كما القارة.
ومن حذف الحرف ما حدث في الشطر الآتي من بحر المثمون :
ونعم سيئون فيها الأنس حازت كل فن [88]
وتصحيح الشطر هكذا : ونعمها سيئون فيها الأنس حازت كل فن ، وواضح أن الذي حذف هو (الهاء والألف).
ومثله الحذف في قول الشاعر سالم رزق الله: لا لا تهملونه وابحثوا عن سبب معقول [89] ، الذي حذف منه المقطع الصوتي (له) والشطر هكذا: لا لا تهملونه وابحثوا له عن سبب معقول
ومن ذلك أيضا قول الشاعر محفوظ العطيشي من مجزوء بحر المسدوس [90] :
سعيد حمود لا تغرك الدنيا عمالك با تجيبك في خلا خالي [91]
وبعد اليوم عادك با تدور لي ونا قابض وغالب عا قفول الباب
والخلل في الشطر الأول من البيت الأول، وينبغي أن يكون هكذا: سعيد احمود لا لا تغرك الدنيا ، بتكرار الحرف ( لا ) ، وشيء آخر هو زيادة همزة قبل الاسم حمود حيث غيابها يؤدي الى انكسار الوزن .
ومنه قول الشاعر سعيد زحفان من بحر البسيط في الفصحى :
بقدر الله ما شي حال با يخرب ولعاد شي نوم غزل الحيك عالديلاب [92]
والحذف في كلمة ( بقدرة) التي سقطت منها التاء المربوطة
ومن حذف الحرف أيضا ما حدث في البيت الشهير للشاعر علي بن حسن العطاس من بحر المربوع :
بن حسن قال من بايشترحيشترح والنار ما تحرق الا حيث تنطرح [93]
ولا يستقيم الوزن الا بعودة المحذوف ( ما ) بعد ( حيث )
ومن حذف الحرف ما جاء في شعر الشاعر محمد عبد الخالق بن طاهر من بحر مجزوء المثمون [94] الذي يقول فيه :
قلدت باب الشعر ما لي فيه يـد ما مــــــدها عاللحمــــة المغفونة
تلحق خلافي لي ينوشون العدد والقلت لـــــي فيه الخمج يردونه
قال اننا ملقيك يا صاحب سـند لا طقت تطلق رجل المرصونة[95]
حيث حذفت (الكاف) من كلمة ( رجلك)
ومن حذف الحرف أيضًا ما جاء في شعر الشاعر ناصر سالم بن حيمد الذي يقول من بحر المربوع :
ما تجي طامة سوداء من البحر الاطم با تصبحك يا حصن القبيلة مهدم[96]
فقد ذهب حرف من كلمة ( الالطم ) وهو (اللام) مما أوجد خللا وزنيا واضحا
ومن حذف الكلمة ما ورد في بيتي الشاعر عمر باعطوة من بحر الهزج الفصيح التام :
أبو ناصر يقول العز مرفوع ومن رام العلا ينفق ضماره
ويصبر عالظما والجــــــوع لميدا يعتلي رأس المـــــنارة [97]
فقد حذف كلمة (الحر) من الشطر الأول للبيت الثاني، وقد أورد بامطرف البيتين في ميزانه [98] .
و أخيرًا من الخلل الوزني الناتـج عن الحذف في شعر الشاعر عبود الغتنيني من بحر مجزوء المثمون في البيت الآتي الذي حذفت منه كلمة ربما تكون ( جم) :
من صلح التربة ومن فيها عفر واليوم قدها زاهية بالسبول [99]
والبيت في وضعه الصحيح يكون الشطر الثاني هكذا : واليوم قدها زاهية جم بالسبول
الخلل بسبب الزيادة:
الزيادة كالحذف تخل بوزن البيت، وقد تعدّدت الزيادات التي أدت إلى اختلالات في الأوزان، منها ما يكون بزيادة حرف أو كلمة أو أكثر من كلمة، فمن زيادة الحرف البيت الآتي للشاعر سعيد بالحاف من مجزوء بحر المثمون:
ما قد قط شدوا للرحيل أصلا ولو سلوني ما سلوت عنهم [100]
والزيادة هنا حرف التحقيق ( قد ) ، ولو حذف لصح البيت هكذا :
ما قط شدوا للرحيل أصلا ولو سلوني ما سلوت عنهم
وفي الشطر الأول ملاحظة فالمعنى يقتضي أن تكون الكلمة ( رحلا ) بدلا من (وصلا) وربما كان الشطر : (ما قط شدوا للمسير رحلا).
ومنها البيت الشهير لسالم سعيد بامحيسون الشاعر المعروف، حين ردّ على الشاعر سعيد هادي الشنظوري ويردِّده الكثيرون بزيادة، ولا يتنبهون لهذه الزيادة، ولتتضح الصورة نذكر بيت سعيد هادي الذي وجهه لبامحيسون ، وهو من السريع [101] من بحور الفصحى :
سعفت يا سالم وبا لقيك صيم جيت العرب عا قطع فاقه
فرد عليه بامحيسون بالبيت الذي ذكر في معجم حداد :
غشيم يا ود هادي واصرك الا غشيم هذا حمق والّا سماقة [102]
وكلمة ( غشيم ) الأولى زائدة والشطر الصحيح هكذا : يا ود هادي واصرك إلا غشيم.
ومن الزيادة ما حدث في شعر الشاعر أبو علي بانافع الذي وجهه إلى السلطان عوض بن عمر القعيطي من مشطور بحر المثمون:
بدلت أنس الشحـــــــــــر وفرحها إلى مأتم حدادي
ما تستحي عادك تخرج شخص في الساحة ينادي
ويقول ذا حكم الدولة الدولة على الرعوي يحادي [103]
حيث جاء البيت الثالث بزيادة ( تاء مربوطة ) فتحولت الكلمة وهي ( الدول) من الجمع إلى الإفراد.
ومن الخلل المتولد من الزيادة ما حدث في شعر الشاعر صالح عبد الرحمن المفلحي من بحر مجزوء البسيط :
رسول بلغ لخلاني الســـلام لمن لهم عهد في حفظ الولاء
إذا تذكرتهم عل مني المنام وحرم النوم طرفي ما غفا [104]
وقد زيدت في الشطر الأول من البيت الثاني كلمة ( مني ).
ومن الزيادة أيضًا ما جاء في شعر الشاعر عبد بن محمد العامري الذي جاء على بحر البسيط :
لا فلح قال شــــــــاعر لي عطـــــاه الشور
لـــــــــــي قال له بع قنابيسك وصلح بيوله
بغضوه الطرب بعض العرب لي يشهدون الزور
قالوا انه يصلح سم وهو يطرح كلنجو في القوارير [105]
والشعر فيه زيادة في الشطر الأول من البيت الثاني وهي كلمة (الطرب) التي إذا حذفت استقام البيت ، وفيه حذف في الشطر الأول من البيت الأول وهو (ما) قبل الفعل (فلح) ولو أعيدت الكلمة لاستقام وزن الشطر.
الخلل بسبب إبدال كلمة:
وقد يكون الخلل الوزني بسبب إبدال كلمة مكان كلمة كما حدث في أبيات متعددة، منها البيت الذي نسب إلى الشاعر عبدالله البسري من بحر المخموس الذي يقول فيه :
رب عوضنا بعائض هت لنا واحد بديله الذي يعرف شروط الحكوم هي والقوانين [106]
وقد تغيرت كلمة ( المحكمة) وهي الكلمة المناسبة معنى ووزنا إلى كلمة ( الحكوم ).
والبيت الذي نسب إلى الشاعر عبدالله أحمد مخرج أبو ريس وهو من مجزوء المخموس الذي يقول فيه :
عادنا من نار حمر با شرب لا عبارة عالجوابي والعتوم [107]
وقد تغيّرت كلمة (حمراء) إلى كلمة (حمر).
ومن ذلك أيضًا تغيير كلمة (غائر) إلى كلمة (غار) في بيت الشاعر عبدالله ناصر بن هرهرة ، من بحر مجزوء المخموس ، وأيضًا كلمة (أمواجه) التي تغيرت إلى (موجه) مما أخل بوزنه والبيت هو الآتي :
قال ابن ناصر بأبياتي بديت من بحر غار لموجه دواء [108]
ومن ذلك أيضا ما جاء من تغيير في بيت الشاعر حسين احمد الحامد من بحر المثمون:
لو فتشوا قلبي لما حصلوا غير المحن من طولة الغربة وشوقي للأحبة والوطن [109]
والذي حدث فيه حذف وإحلال ، فقد حذف حرف الجر والضمير ( به ) وكذلك حذفت جملة ( وجدوا ) وحل محلهما جملة ( حصلوا ) فجاء البيت على النحو السالف :
والبيت قبل التغيير والحذف ، وفي حالته الوزنية السليمة :
لو فتشوا قلبي لما وجدوا به غير المحن من طولة الغربة وشوقي للأحبة والوطن
ومن ذلك ما جاء في أحد الأشطار للشاعر سعد بن سعيد الظفاري وهي من بحر البسيط في الفصحى : وسريت بالليل لو عندي خـــبر ما سريت
ووصلت الى المكلا بعت لي واشتريت [110]
و الشطر بعد التصحيح : ووصلت لما المكلا بعت لي واشتريت
الخلل بسبب تغيير التركيب:
وقد يكون التغيير بما هو أكثر من إبدال كلمة، وربما كان مما يصعب تصحيحه ، كالبيت الآتي للشاعر حسن بن عبدالله الكاف من بحر المستطيل وهو من البحور المهملة في دائرة الخليل التي سماها ( المختلف ) [111] :
ودمعي فوق الوجن والخد قد صب وراسي قبل لا أبلغ العشرين شيب [112]
فالشطر الأول وزنه مختل ويمكن تصور البيت موزونا على النحو الآتي : ( ودمعي كالمطر في الوجن والخد قد صب ).
ومن الخلل التركيبي ما ورد في البيت الثاني من البيتين التاليين للشاعر سالم ناصر بن حيمد :
خرج وارتحل لي هو عزم با يكابر وشمس الجزيرة شارقة عاريومها
وقد شفت لي هو سار في خن زاهر وجملة سفن واســــــــــعفهم ببومها [113]
والبيتان على وزن بحر الطويل في الفصحى والشطر الثاني من البيت الثاني بائن الاختلال ، وبحر الطويل تمثل له الأستاذ بامطرف بالبيت الآتي:
بحصن الخطم قد حط مزن السحابي وعدت على وادي حويرة سمومها [114]
ويستقيم الشطر المذكور بشيء من التعديل والإضافة على النحو الآتي :
وقد شفت لي هو سار في خن زاهر وجملة سفائن سـعفهم هي وبومها
ومن التغيير التركيبي المحدث للخلل الوزني ما جاء في بيت الشاعر عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف من بحر مجزوء المثمون :
الكذب عادتكم وأما شركم كله يوقع فوق كيران الضعاف [115]
والشطر الثاني هو موضع الخلل ، فهو مختل بسبب تغيير، و تصحيحه على النحو الآتي :
الكـــــــــذب عادتكم وأما شركم كله يقع من فوق كيران الضعاف
وظاهرة التغير في تركيب الجمل في البيت الشعري تكثر كثرة لافتة في الأبيات التي تأتي على الأوزان الطويلة الأحد عشري والاثني عشري، لكون أوزانها صعبة الضبط ، ولأن الجمل فيها كثيرة بسبب طول البيت الشعري، ولا تتبين إلا لمن له أساس في معرفة الأوزان.
ومن ذلك ما جاء في بيت الشاعر عبدالله بن سالم الغدة، إذ يقول:
رعى الله زمن كانت العربان تأخذ وتعطي عاصداقية
ما تجد في الوجه والسارحة تقصير والكلمة لها ميزان
حسبت التجارة من لقى هندول ولقى عليه [116]
لق لك معمل وطالع ونازل في الفرضة مثل بن كرمان
وبالنظرة المجردة العابرة نتبيّن أن الشطر الأول من البيت الثاني قد ذهب منه عدة كلمات جعلت النقص واضحًا فيه.
ومثل ذلك الأبيات التي أوردها للشاعر عوض السبتي ، ومنها هذان البيتان:
با اعطيك خطي يا المعنى لقه عالراس فوق الدريرة
بلغه عا راس ضاحي حيث مرعى النوب[117]
جليل العجر عديت ستين في شوعته حاوي عزيرة
ما يشرب إلا من قلوت السبال الصافية لي تروي المتعوب
وبالنظر المجرد يتبين النقص في الشطر الثاني من البيت الأول.
ومن تغيير تركيب البيت والتصرف في الجمل، ما جاء في شعر الأستاذ محمد بامطرف على بحر البسيط الفصيح في المثال الذي استشهد به وهو :
إذا تحقق كلامك وانقضـــــى لي شان با اعمل وليمة فرح للشيب والشبان
على سهالاتعا صافي عسل جردان و با يقع أنس عباسي عـــلى الآلات
ودعوة للجميع وسبيل يا عطشان [118]
والشطر الأخير اختل وزنه بسبب التغيير الذي حدث له ، ويستقيم حين يصير له شيء من التغيير ، على النحو الآتي : ( دعوة غذاء عامة وسبيل يا عطشان ) ، ولا أظن أن الأستاذ لم ينتبه للخلل، والأغلب أنه جاء ممّن روى الأشطار.
وقد يتجاوز التغيير في تركيب البيت حدود الحذف والزيادة إلى تداخل الشطرين في كتابة البيت، كما حدث في شعر الشاعر علوي طاهر الحداد من بحر البسيط :
والشوع بين العرب يا صـــــــــاح تقارب الشـــــــوف في حاليها والقار[119]
غابت نجوم الهدا غارب قفا غارب عسى خلوفه تقع بعـــــد الذي قد سار
واليوم ماحد مبديه غـــير بو طالب في الأرض قصوى من أهل العقل والأ فكار
والأبيات كما هو واضح مقيدة بحرف الباء في الشطر الأول من كل بيت وحرف الراء في الشطر الثاني ، والنظرة العابرة تبيِّن الخطأ في البيت الأول ؛ حيث جاء شطره الأول منتهيًا بحرف الحاء، كما أن الكلام في الشطر ناقص يوضح أن فيه حذف، وبعد تأمل يتضح أن الكلمة الأولى في الشطر الثاني هي نهاية للشطر الأول، وبتعديل قليل يمكن الوصول إلى حقيقة البيت قبل هذا التداخل، ويمكن أن يصح على النحو الآتي وربما كانت صورته الصحيحة كما قالها الشاعر:
والشوع بين العرب يا صاحبي تقارب تقارب الشوف في حاليها والقار
ومما لا يتبين تصحيح الخلل فيه بسهولة ما حدث من تغيير في أحد بيتي الشاعر علي باقروان من بحر المخموس [120] :
يا إله العرش يا اللي حكمتك في الناس حكمة
رب جلت قدرتك يا خالق الناس والأكوان [121]
والأجل مكتوب عندك أنت مســــتطلع بعلمه
ما لنا شي علم ودراية بذي في الغيب ما بان
والخلل في الشطر الثاني من البيت الأول ، وواضح أن تدخُّلا حدث من الراوية الذي نسي بناء البيت فتصوره على النحو السابق ، أو من النقلة الذين غيروا فيه دون دراية ، ولو أن الراوية له دراية بالأوزان لتصرف بما لا يخدش الوزن ، ويمكن تصحيح الشطر على النحو الآتي : رب جلت قدرتك يا خالقي والأنس والجان.
[85] المعجم ص/ 121
[86] المعجم ص/ 24
[87] المعجم ص 39
[88] المعجم ص / 63
[89] المعجم ص/90
[90] بحر المسدوس: تفعيلاته تقابل تفعيلات بحر الهزج في دائرته (مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن ) ، ويأتي في الاستعمال على تفعيلتين
[91] المعجم ص / 109
[92] المعجم ص / 110
[93] المعجم ص / 223
[94] وبحر المثمون يقابل بحر الرجز بزيادة تفعيلة، حيث الرجز ثلاث تفعيلات ( مستفعلن مستفعلن مستفعلن) والمثمون أربع تفعيلات
[95] المعجم ص / 312
[96]المعجم ص / 327
[97] المعجم ص / 255
[98] ينظر: الميزان ص / 86
[99] المعجم ص / 205
[100] المعجم ص/123
[101] والسريع من بحور الفصحى وتفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن فاعلن )
[102] المعجم ص / 86
[103] المعجم ص /26
[104] المعجم ص / 149
[105] المعجم ص / 199
[106] المعجم ص / 172
[107] المعجم ص / 173
[108] المعجم ص / 199
[109] المعجم ص / 63
[110] المعجم ص / 103
[111] ينظر كتاب العروض التعليمي ، الدكتور عبدالعزيز نبوي والدكتور سالم عباس خدادة، مكتبة المنار الاسلامية ط 3 الكويت 2000م ص / 266
[112] المعجم ص/59
[113] المعجم ص / 99
[114] التراث وصناعة الشعر ص / 24
[115] المعجم ص / 159
[116] المعجم ص / 196
[117] المعجم ص / 266
[118] المعجم ص / 313
[119] المعجم ص / 218
[120] ينظر : التراث وصناعة الشعر ص / 21
[121] المعجم ص / 225