إبداع
أبو بكر محمود باجابر
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 7 .. ص 109
رابط العدد 7 : اضغط هنا
هذه الضمادة تمنح الجرح وقتًا لينمو !
وظلًّا ليستريح !
متساهلة
كهبَّة شعبيَّة غزلتها شوارب الريح
وودودة بما يكفي لإغواء جرح قديم بالتعرِّي
وبما لا يكفي لإطفاء رغبة نبتتْ بالخطأ في مكانيَ الصحيح !!
هذه الضمادة
وسادة تسرق النوم من رأسي
تتسلَّلُ من تحتي؛ لتُطعِم بي جروًا فاجرًا ينبح بوجه السماء كلّما حاولت حَمْلَ جثتي بعيداً !
لما منعه من النباح , بقدر ما حذّرتُ منه السماء؛ حتى لا تتورَّط بي مثلما سبق وتورّطتْ أختها الأرض ..
الأرض لم تفعل الكثير
فقط , كانت ترغب في أن تكون القشّة الطيّبة
لأنجو , فكانتِ النهرَ !!
النهر الذي التفَّح ولي ــ فيما بعد ــ على شكل ضمادة بحجم العدم !
فكانت هذه الضمادة ..
وكنتُ الجرح الذي سيكبر أكثر وأكثر بين يديها !
وفي عينيها !
هل قلتَ لي : ” إنَّ هذه الضمادة اسم الٌرثة قطعتها نزوة عابرة من قميص المستحيل ” ؟!
ليس بعد , فهذه الضمادة لم تفقد شهيَّتها في أن تكون القميص
القميص الذي يأخذ كلَّ مقاسات يأسي
” الإنسان جرحٌ مفتوح!! ” مجنون يضاجع الراعية والقطيع معًا على الطريق العام
أنا لا أريد أن أصبح إنسانًا أبدا !!
فالإنسان فضيحة عارمة مدعومة بإجماع أُممي , وسخطٍ شعبيٍّ نهم يأكلُ اليابس؛ ليبصق الأخضر في وجه اللوائح والنظم المؤيدة لحقوق الإنسان !!
” جرح مفتوح!! ” أنا على ما أظن
“وهذه الضمادة؟! “
لاضير !!
اتركوها عليَّ , وشدُّوها بكلِّ ما أوتيتم مني !
فهذه الضمادة لا تنقض وضوء الوجع
ولا تثير قلق العتمة !!
هي الكذبة التي لا تقول إلا الصدق
وهي بالمناسبة ــ أكبرمن أن تغلق جرحًا بحجم العدم
وأكثر من أن تهرِّب فجرًا يانعًا إلى رئتيه !
إنَّ هذه الضمادة تدحض ببداهة
وببلاهة كلَّ الشائعات المغرضة القائلة بوجودي !!