كتابات
أ. سالم العبد الحمومي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 8 .. ص 23
رابط العدد 8 : اضغط هنا
لشد ما كنت مأخوذًا بنظرية التراكم التي طالما كانت مصاحبة لتطور المجتمعات البشرية حد التلازم في أطوارها صعودًا ونهوضًا يلبي مطامح البشر وتوقهم المشروع في تجسيد أحلامهم للوصول إلى الأفضل والأحسن والأكمل تناغمًا مع سنة الله في الأرض التي استخلفها بني آدم لإعمارها والتنعم بخيراتها وأعطياتها المتجددة.. وطيلة مسيرة البشر الملحمية بدءًا بطفولتها الغضَّة المتلمسة لمخاطر الطريق وندرة مساحاتها الآمنة.. مرورًا بفتوتها واكتمال عنفوانها حين تتحقق المشاريع التاريخية الكبرى بوصفها واحدة من المحطات أو التحولات الكبرى التي تضيف تراكمًا يستحق أن يكون موثقًا في صفحات السجل العام لبني الإنسان.. ليعودوا إليه ويستلهمون منه العبر ليتجاوزوا العثرات ويتزودوا بالطاقة والعزم والحافز الذي يمكنهم من الانطلاق إلى إنجاز وإرساء دعائم مشروع جديد يضاف إلى تاريخهم الحافل بالانتصارات والانتكاسات، وتلك هي الحياة بتنوعها الذي استودعه الله فيها. ولكن أن تنضب حوافز الحياة والتوق الفطري إلى التطور، وتتيبس العقول أو تكاد عن ابتكار المشاريع الكبرى الكملة لمسيرة التطور والمحققة لنظرية التراكم الملهمة.. فتلك لعمري طاقة تحاكي العدم والخواء والتراجع العبثي..