شخصيات
سعيد سبتي
أعود باستمرار، في أوقات غير مرتبة، لقضاء نزهة قصيرة في مكتبتي المتواضعة.
وأجيل النظر طويلًا في أرففها. وفي كل مرة ألمح كتابًا، لم يزل محمّلًا بالسوابق، التي لا توفر له الفرار بشكل نهائي مني، وبين كل زيارة وأخرى يروّعني غياب شيء من مكتبتي.
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 8 .. ص 96
رابط العدد 8 : اضغط هنا
قبل أيام، دخلت إلى مكتبتي بحثًا عن بعض المراجع، التي تعينني على إتمام البحث، الذي أعكف عليه حول مشكلة هجرة الحضارم وتأثيراتها المتشابكة، وعلاقاتها بكافة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، والتي ما تزال تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتحليل.
فوقع نظري على كتاب للأستاذ القدير فاروق لقمان بعنوان (هشام ومحمد علي حافظ.. وتدويل الصحافة العربية).
ورغم أن عنوان الكتاب يبدو للوهلة الأولى أن لا صلة مباشرة له بقضية الهجرة الحضرمية، غير أن هناك جزئية استوقفتني ولفتت انتباهي وأنا أتصفح الكتاب.
فبعد أن فرغ الأستاذ لقمان من كتابة مسودة كتابه القيّم الآنف الذكر، قدمه للناشرين محمد وعلي حافظ لمراجعته وإبداء الملاحظات حوله. وقد اعترف الأخوان محمد وعلي حافظ -بعد اطلاعهما على مسودة الكتاب- أنهما لم يجريا على الكتاب أية تعديلات؛ لأنه جاء على وصف مفصّل لمراحل بدايتهما الصحفية، وخلفياتهما التعليمية، وخبراتهما، والأدوار التي مرا بها في حياتهما العملية.
ولكن .. !!
في كلمتهما الإيضاحية التي نشرت في الكتاب الصادر عام (1417هـ/ 1997م) شعر الناشران بأن هناك بعض المعلومات المهمة، التي لم يتطرق إليها الأستاذ فاروق لقمان، من بينها ثلاث شخصيات، كانت لها دور بارز في مسيرة حياتهما العلمية .. ومن بين هؤلاء الثلاثة الذين ورد ذكرهم في الكلمة، الرجل الثاني (عبدالهادي عبدربه بافقير).
يقول الناشران بالنص: »عبدالهادي بافقير، هو الرجل الثاني .. أحد أبناء الأسرة، الذي جاء مع والده إلى (المدينة المنورة) من حضرموت وهو طفل صغير. والتحق الشيخ عبدربه بالعمل مع والدنا وعمّنا -رحمهما الله- في جريدة (المدينة المنورة) .. واستقبلت والدتنا -حفظها الله- عبدالهادي كأحد أبنائها في منزلنا، وتربى مع أخينا (سعود) “الرجل الأول”؛ باعتباره أقرب الأبناء إلى سنه«.
ويضيفان:
»وعندما انتقلت جريدة (المدينة المنورة) إلى جدة، ثم عندما أنشئت (شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر) في جدة، قرر (عبدالهادي) أن يلتحق بجزء الأسرة الذي انتقل إلى جدة، وباشر عمله في شركة المدينة للطباعة، كعامل وعمره لم يتعد العاشرة إلا بسنتين أو ثلاث. ولم تهدأ لوالدنا السيد حافظ نفس حتى تمكن من الحصول على الجنسية السعودية لجميع أسرة الشيخ عبدربه بافقير التي رافقتنا في كفاحنا الطويل«.
وخلال (32) عامًا من العمل المستمر في (شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر) أصبح عبدالهادي بافقير مديرًا عامًا لأكبر دار نشر وطباعة في العالم العربي، لها فروع في ثلاث مناطق في المملكة العربية السعودية، وتطبع خمس صحف يومية، وإحدى عشرة جريدة ومجلة أسبوعية وشهرية، متعددة الأشكال ومختلفة المضامين، منها: »المجلة – سيدتي – الشرق الأوسط – المسلمون – باسم (للطفل) – الرياضية – عالم الرياضة – السيارات – مجلة الرجل – مجلة هي – الاقتصادية اليومية – الأوردي – تي في – مجلة الجميلة .. إلخ«.
وتصنف (شركة المدينة للطباعة والنشر) منذ سنوات في عداد المائة الأولى من الشركات الكبيرة في المملكة العربية السعودية.
ويقول الناشران: »نحن خمسة إخوان أشقاء .. ولكننا نعتبر (عبدالهادي) شقيقنا السادس.. إنه مثل صارخ للمقدرة والذكاء والعمل الدؤوب لتحقيق الهدف. لقد أصبح اليوم أحد الخبراء القلائل النادرين في الطباعة في العالم العربي اليوم«.
والأستاذ فاروق لقمان -لمن لا يعرفه- نقول: إنه من أبناء (عدن) ولد ودرس فيها، ونال شهادة الليسانس في العلوم السياسية والتاريخ من جامعة (بومبي) بالهند عام 1958م، ونال درجة الماجستير في الصحافة من جامعة (كولومبيا) بأمريكا عام 1962م، وعمل بدار نشر تمتلكها أسرته في عدن، وتصدر (فتاة الجزيرة)، و(القلم العدني)، و(الأخبار)، و(أخبار الجنوب)، و(الصومال) بالعربية، و(إيدن كرونيكال) بالإنجليزية، وكان مراسلًا في عدن لـ(ديلي ميل)، و(فانياشتيل تايمز)، و(نيوزويك)، و(وكالة ناتيدبرس) العالمية للأنباء.
وساهم الأستاذ فاروق مع الناشرين السيدين هشام ومحمد علي حافظ في إصدار جريدة (عرب نيوز)، أول جريدة بالإنجليزية في المملكة العربية السعودية، وظل مديرًا بها، ثم رئيسًا للتحرير لمدة عشرين عامًا، كما عمل مديرًا لتحرير جريدة (الاقتصادية) في السعودية.
صدر له بالإنجليزية (اليمن اليوم)، و(اليمن الجنوبية)، و(جيبوتي). وبالعربية (توابل هندية)، و(عالم بلا حدود)، و(حكاية تايوان)، و(بصمات)، و(هشام ومحمد علي حافظ .. وتدويل الصحافة العربية).