الأستاذ والمربّي الحبيب حامد أبوبكر الجفري
شخصيات
صالح سعيد باحيدرة


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 8 .. ص 98
رابط العدد 8 : اضغط هنا
ولد الأستاذ والمربّي الحبيب حامد أبوبكر الجفري أمدّه الله بالعافية والصحة في عام 1355 هجرية في منطقة الخريبة إحدى مناطق وادي دوعن وأكبرها، وهي منطقة معروفة بعلمائها وصلاحها وأهلها الأخيار.
نشأ وترعرع في الخريبة نشأة صالحة ووجّهه والده من صغره إلى معلّمي البلدة ومؤدّبيها فكان حريصًا كلّ الحرص على التلقّي في المعلامات المحلية وعلى مجالسة معلّميه فتلقّى تعليم القرآن الكريم وتعلّم المبادئ الأساسية بها ومن هؤلاء المعلمين الذين تلقّى تعليمه الأوّلي عنهم الشيخ عمر صالح دحدوح ، والشيخ صالح بن عبدالله باجسير.
ثمّ تلقّى تعليمه في مدرسة تسمّى مدرسة (اليمن والسعادة) في الخريبة، وكان مديرها حينذاك الأستاذ الفاضل عمر علي باناجة. ثمّ انتقل الأستاذ الجفري ليكمل باقي تعليمه في منطقة رباط باعشن في مدرسة رباط باعشن التي تأسست عام 1945م، وكان مديرها الأستاذ سالم خميس حبليل من منطقة غيل باوزير في عهد الدولة القعيطية، فتلقّى تعليمه فيها لمدة أربع سنوات وهي المرحلة الأساسية، وهذه المدرسة مرتبطة بنظام الدولة القعيطية حيث كان يدرس فيها المنهج السوداني، ومن أبرز الذين بذروا فيه روح التعليم الأستاذ أحمد سعيد جوبان، والأستاذ أحمد سعيد مديحج، ثم خلف المدير السابق الأستاذ سالم خميس حبليل على إدارة المدرسة الأستاذ والشاعر والأديب حسين بن محمد البار، وفي مدة دراسة الأستاذ حامد في مدرسة رباط باعشن زارهم المستشار البريطاني بوستيد.

ثمّ بعد إكماله تعليمه في مدرسة رباط باعشن سافر إلى المملكة العربية السعودية ليعمل في شركات الشيخ محمد عوض بن لادن، حيث اشتغل في مكاتب الشركة كمحاسب لنبوغه في علم الحساب، ثمّ تدرّج في شركة بن لادن ثمّ عاد إلى الوطن ليكمل بقية سيرته كمعلّم مخلص في مدرسة الخريبة الأهلية مدرسة (باصادق)، وهي مدرسة تعود لأسرة السادة آل الجفري، وكان أستاذنا من مؤسّسي المدرسة، التي افتتحت سنة 1378هجرية الموافق 1959م، تحت رعاية وإشراف العلامة الحبيب حامد بن عبدالهادي الجيلاني كبير المدرّسين، وإشراف إداري من قبل الأستاذ عمر علي بن جويهر، حيث كان أستاذنا حامد من بين هؤلاء المعلمين الذين يتمتّعون بالحزم والاستقامة فضلًا عنْ كونه يتمتّع بذوق فني وخطّ جميل، حيث عمل معلمًا ثلاثَ عشرةَ سنة في ذلك الصرح العلمي الذي أبدع وتفنّن في تعليم وتربية وتنشئة تلاميذه، فأحبّوه وبذر فيهم حسن الأخلاق وحب التعلم، ومن المعلّمين الذين رافقوا أستاذنا حامد الجفريّ الأستاذ علي باهارون، وحسن بن حسين البار، وحسن بن محمد البار، والشيخ محمد باحنان، وعلي بن محمد الجفري، وغيرهم، ومن أهمّ المواد التي درّسها الأستاذ حامد في المدرسة اللغة العربية وعلم الحساب.
والطلاب الذين درسوا على يده منهم من واصل تعليمه وأصبح له مكانة في المجتمع، كفضيلة العلامة الحبيب عمر بن حامد الجيلاني مفتي الشافعية في الحجاز، وفضيلة الحبيب عبدالله حامد الجيلاني مفتي دوعن ومدير ثانوية الخريبة الأهلية، والأستاذ صالح باعوم مدير مكتب التربية بالمحافظة ووكيل وزارة التربية سابقًا رحمه الله، والسيد المهندس عيدروس بن عبدالله البار مدير بلدية جدة بالحجاز، والدكتور عبدالقادر علي باعيسى أستاذ الأدب والنقد في جامعة حضرموت، والشيخ محمد علي باجبير رجل أعمال بالرياض، وسالم عمر باقلب، رجل أعمال بالرياض، وسعيد عمر باقلب رجل أعمال بالرياض، والمهندس علي أحمد باحكيم مهندس طيران اليمن، والأستاذ سالم عبدالله بن سلمان مدير (دار حضرموت للدراسات والنشر)، والمهندس علوي محمد باروم في مجموعة بن لادن، وغيرهم، فقد بلغ عدد الطلاب في المدرسة ستمائة طالب، كما وُصِفَ هؤلاء الطلاب بالأدب والاحترام، فهم كانوا وما زالوا يكنّون له الاحترام.
توقّف الأستاذ حامد أبوبكر الجفري عن التدريس في مدرسة الخريبة الأهلية بعد إغلاقها في عام 1970م .