إبداع
مريم بن سمير
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 8 .. ص111
رابط العدد 8 : اضغط هنا
ما زلت أُمطر
بعد كل الحريق والدمار
ما زلت أشتعل نارًا
بعد كل الخراب
ما زلت أراك أنت
وأنت وأنت
رغم الضباب
رغم السراب
تريني كيف أرمم الرماد
أمد الحياة للأحياء
أعلم الحب للأقدار
أنا الانتظار.. أتى الاقتراب
ما لي أجهل خلق حوار؟!
ما حدث للجدار؟!
ألن تقول عذبني الاشتياق؟
وإن حياتي بقيت إليكِ؟
ألا ملاذ للصلوات؟!
ولما قيل مع الاشتياق؟
فقد حرَّ بي موعدنا
استنفدت موتًا ودموعًا وعتابًا
لعلك تهبني خيالًا مُصاب
لتأتي إليَّ ثباتًا صائبًا
تعال إليَّ خطايا وافتراءات
لم يغلق أي باب
لم يكن هناك أبواب
لا قضبان تقيد الصدى
لا سماء تلد الأغنيات
لا نسيان يعذر الأسباب
بقيت أنت أنت
مغيثٌ ينامُ بالذات
والوقت مرتجفٌ بيننا
تغلفنا الثقاب والسواد
لُعنت الأجرام كما جَبُنَت الأجراس
لا محراب يحل الضياع
بقيت أطنان الرماد تخسر الرماد
أتتحامل علينا الإجابات؟!
فإذا رميمٌ يضمُ وهن ضيمنا
يلهم وهمًا للعمر الآتي
————
ألا تشفع للهوى؟
وقلبي قلَّما يهوى
أتلومه وتريد مني ختامًا ملحميًا
وبكاءً يعذُر النوى؟
أصراطًا يختفي خلفي كلما
ألد نسيانًا وقليلًا ما أحيا!
أيّ نحيبٍ أو انتحارٍ أو شعرٍ يرثنا
أو ملائكةٍ تذرف جثمان رحيلنا
أتريد قيدًا تحررني به
واذهبي مني إلى الصدى؟
أأصير وردةً ترتدُ غروبًا وتموت إذا غاب المساء؟
سحابٌ يبتعد ويتعدى
حزنًا وشوقًا ومطرًا ولظى
ما نويت بك حياةَ الهناء
أريد أن أبقى ها هنا
لا تقيدني بأرضٍ أخرى
قيدني هنا
حررني هنا
أتظن حبكَ فعلًا منكرًا؟
نجومٌ تهتدي بك صوابًا ورشدًا
كونٌ يولي سواك السدى
ليرثي بذنوبك الآيات الأولى
لتكون شفيعًا للحب الذي انقضى