حديث البداية
أ. محمد بن سالم بن علي جابر
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 9 .. ص 4
رابط العدد 9 : اضغط هنا
في زياراتنا المتكررة لمركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر منذ إشهاره بتاريخ 20 ديسمبر 2015م ونحن نلاحظ التطور المضطرد الذي يشهده، ذلك لأنه قام على أسس إدارية منظمة بدءًا من إعداد ومناقشة وإقرار نظامه الأساسي، وتشكيل رئاسته، وإداراته العاملة، ولجنته العلمية، وهيئته الاستشارية، ووضع خططه السنوية، ورسم آفاقه المستقبلية للمسار الذي يمكن أن ينتهجه لا سيما أننا اعتمدنا في إنشائه على نخبة من الكفاءات الأكاديمية والإدارية الجيدة التي تعمل بجديّة ومن منظور علمي للحفاظ على هوية حضرموت التاريخية والثقافية، وتأصيلها، والعمل على إبرازها تيسيرًا لوصول المعرفة إلى القارئ المحلي، والإقليمي، والعربي، والعالمي، والأجيال القادمة من أبناء حضرموت قبل أن تأخذ موروثنا الثقافي من وثائق ومخطوطات وحصون وقلاع ومساجد وعمارات سكنية يد الإهمال والضياع.
إن التركيز على الجانب العلمي سواء في كفاءة الكادر العامل في المركز أو في رسم خططه الراهنة وآفاقه المستقبلية يدل دلالة واضحة على أن المركز لا يؤدي وظيفة إدارية فحسب، وإنما وظيفة علمية – إدارية وضع على عاتقه مهمة النهوض بها بمنطق الإدارة الحديثة ووسائل ونتائج العلم الحديث في قراءة التاريخ وفهمه واسستنباط حقائقه وذلك ما وضعناه نصب أعيننا وخططنا له منذ تأسيس المركز، بل قبل ذلك بسنوات، مع إلمامنا بأن ما داخلنا من قلق حول هذا الموضوع حتى برز حقيقة مجسدة في مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر قد داخل كثيرًا من الباحثين والمهتمين منذ عقود عديدة خلت، ولكن بحمد الله وتوفيقه جاء إبراز هذه الفكرة إلى حيز الوجود بتعاوننا جميعًا مع الخيرين والمهتمين من أبناء حضرموت في الداخل والخارج، وكان الجميع ومنذ البدء يؤكدون على أهمية الحرص على هذه العلمية في بناء الإدارة والمعرفة على حد سواء.
ومع كل عام يمر، ومع كل زيارة سنوية جديدة لنا إلى المركز يتأكد لنا أننا وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح، ولعل المتابع لنشاط المركز سيلمح هذا عند زيارته له أو متابعة نشاطاته عبر هذه المجلة أو عبر موقع المركز أو مواقع التواصل الاجتماعي انطلاقًا من إيماننا بأن إخلاص النية في أي عمل ووضوح الرؤية والأهداف والرسالة تُعد عوامل ديناميكية مهمة عندما يتم ترجمتها عمليًا.
وفي هذا السياق نتوجه إلى مثقفينا ومسؤولينا وتجارنا داخل حضرموت وخارجها بالدعوة لدعم هذا المركز، ومشروع الموسوعة الحضرمية التي نعدها مشروع المركز المستقبلي الكبير، وإحاطته بعنايتهم ورعايتهم حتى يشتد عوده بصورة أقوى ويقطع المسافات البعيدة التي رسمناها وما زلنا نرسمها له في مسيرته الطويلة المتطورة بإذن الله.