حوار
خالد أحمد القحوم
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 9 .. ص 72
رابط العدد 9 : اضغط هنا
حاورها: خالد أحمد القحوم
هي إحدى الطاقات التي شكلت باقة العمل الإعلامي عامة، والإذاعي خاصة في حضرموت.. بعد أن تألقت في سماء الإعلام، وواصلت هذا التألق في المجال المسرحي؛ لتصبح أحد أعمدته في عصره الذهبي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
إنها المذيعة والممثلة القديرة أنيسة خميس بن جبير، التي وضعت وكتبت إبداعها بأحرف جميلة لن تمحى من ذاكرة الإبداع الحضرمي في هذين المجالين الفنيين الجميلين.. ونحن في مجلة (حضرموت الثقافية) نقدم لقرائنا محطات سريعة من حياة هذه الشخصية المبدعة من خلال هذا الحوار:
• الانطلاقة على دروب العمل الإعلامي الإذاعي، كيف جاءت؟
– شكل بداية بث إذاعة المكلا في سبتمبر 1967م نقلة نوعية مهمة في حياة الناس.. وقد كنت مستمعة جيدة.. فبدأت مشاركة ومساهمة في برنامج (ندوة المستمعين)، الذي كان يعده الزميل محمد زين الكاف.. وبقيت هذه العلاقة بيني وبين الإذاعة حتى عام 1974م حينما قدمني صهري المنلوجست عوض بن جبير إلى مدير الإذاعة أحمد باعقبة، الذي أمر بإجراء الاختبارات الصوتية، وتم اختياري بعدها مذيعة مساهمة؛ لأنني كنت أعمل معلمة في سلك التدريس، وبحكم مهنة التدريس التي تتطلب الانتقال إلى مناطق مختلفة، فقد تم تثبيت وظيفتي في الإذاعة في عام 1975م، ومن يومها بدأت رحلة الإبداع المهني الإذاعي.
• ما هي أبرز العوامل التي أسهمت في نجاحكم إذاعيًا؟
– أعتقد أن البيئة الأسرية التي كنت أعيشها كان لها دور فاعل في تنمية قدراتي من خلال الاطلاع والقراءة والتثقيف الذاتي، ومتابعة الإذاعات الشهيرة آنذاك.. بالإضافة إلى أن عملي معلمة أكسبني الكثير من الصفات التي أفادتني فيما بعد، وأبرزها الحوار والمخاطبة والإنصات الجيد للآخرين..
• ما هي أدوات المذيع الناجح؟
– في المقام الأول الملكة والموهبة، والتثقيف والاطلاع المستمر، وكذا سرعة البديهة لاحتواء المواقف الطارئة، بالإضافة إلى الحب والإخلاص لهذا العمل الإبداعي، ناهيك عن ضرورة الاهتمام بالهندام المناسب لكي تنقل الصورة الجمالية..
• أنيسة خميس، مذيعة.. معدة برامج.. مخرجة..
– (طبعًا) أفضل عشقي الأول الميكروفون.. ولكن هذا لم يمنع خوض غمار الإعداد والإخراج، حتى إنني قمت بإخراج بعض البرامج الدرامية..
أما الإعداد فإني أشعر بالارتياح لقيامي بإعداد البرنامج الاجتماعي (مجلة الأسرة)، الذي قدمت من خلاله الكثير من المعلومات حول هذا الكيان المجتمعي المهم لأكثر من عشرين عامًا..
• الرحلة الإبداعية المتألقة لأنيسة خميس في المجال التمثيلي والمسرحية.. ماذا عنها؟
– يا خالد تلكم رحلة كانت جميلة..
• كيف بدأت؟ ما هي أهم محطاتها؟
– بدأت من المدرسة التي تعد الأرض الخصبة لنمو الموهبة، وقد هويت المسرح؛ لأنه أبو الفنون.. وشاركت مع فرقة المسرح الوطني التابع لإدارة الثقافة بحضرموت في الكثير من المسرحيات مع عمالقة هذا الفن في عصره الذهبي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، أمثال الزملاء زكي بن كوير، وعبدالعزيز باحكيم، ويحيى بن علي الحاج، وعائشة بكير، وغيرهم.
• ما هو أبرز عمل مسرحي تفخرين به؟
– مسرحية (الشيخ الكبير) للكاتب الموسوعي الكبير محمد عبدالقادر بامطرف.
وأحب أن أضيف أننا خلال تلك الفترة قدمنا الكثير من الأعمال المسرحية العربية والعالمية، بعد أن تمت معالجتها فنيًا لكي تحاكي واقعنا المحلي..
• هل تلقيتم التأهيل في هذا المجال؟
– نعم.. فقد حصلت على دبلوم في اختصاص التمثيل بامتياز بعد انخراطي في دورة في (معهد الفنون الجميلة) في عدن في عام 1976م.
• وماذا عن محطة العمل الدرامي مع إذاعة المكلا؟
– شاركت في العديد من الأعمال الدرامية في إذاعة المكلا.. وأهم تلك الأعمال (نساء خلدهن التاريخ)، للأستاذ عمر محفوظ باني، إخراج الأستاذ أحمد سالم، المبدع العراقي.. وكذا العمل الدرامي (رجال ومواقف)، بالإضافة إلى العمل الدرامي (الموج وصخور الشاطئ)، للأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف، ولكن يبقى عمل (نساء خلدهن التاريخ) علامة متميزة، حتى إن هذا العمل قدمته الإذاعة ضمن برامج التبادل الإعلامي مع الإذاعات العربية الأخرى.
• بعد هذا العطاء الإبداعي الكبير.. هل ضاعت منك أحلام إبداعية أخرى؟
– نعم.. ضاعت مني بعض الأحلام، ولكني أضعتها بإرادتي واختياري؛ لأني فضلت البقاء في إذاعتي الأثيرة إلى نفسي المكلا؛ لأن بُعد المكلا شاق..
ففي نهاية السبعينيات تحصلت على فرصة للعمل في إذاعة أبوظبي، كما تلقيت عرضًا آخر للعمل في إذاعة جدة في السعودية، وعرض عليَّ العمل في إذاعة صنعاء.
والتجربة الوحيدة الناجحة التي خضتها خارج المكلا، كانت في إذاعة عدن في عامي 88- 1989م.
• شكرًا أستاذة أنيسة.. ومع الشكر أمنيات خالصة بالتوفيق والنجاح.
– أبادلكم الشكر، وأتمنى لمجلتكم النجاح أيضًا، ولمركزكم النهوض ليشع فكرًا حضرميًا معبرًا عن الآمال الكبيرة التي نرجوها جميعًا.