ملف العدد
رياض باكرموم
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 10 .. ص75
رابط العدد 10 : اضغط هنا
ملخص البحث:
هذا البحث دراسة تحليلية مقارنة لبعض الألفاظ المتعلقة بالخنجر الحضرمي (الجنبية الحضرمية)، في محاولة لتوثيق هذه المفردات الخاصة، المتعلقة بصناعة واقتناء هذا السلاح في حضرموت، موضحًا أنواع الخناجر (الجنابي)، معرِّجًا إلى أهميتها الاجتماعية، محاولًا ربطها بالأمثال الشعبية المحلية، ومقارنتها قدْرَ الإمكان بنظائرها في اليمن وعُمَان، وجمعها في قالب واحد؛ للتسهيل على الباحثين والمهتمين بهذا الجانب، معتمدًا على الروايات الشفهية لصناع الجنابي في حضرموت، والأبحاث المنشورة بهذا الصدد.
تعود أقدم الأدلة الأثرية على استخدام الإنسان للسلاح الأبيض في حضرموت إلى الألف الثالث قبل الميلاد وبداية الألف الثاني قبل الميلاد (فوكت 1999: 33) عندما عثر علماء الآثار في منطقة الهضبة الجنوبية (الجول) على شواهد قبور نُحتت عليها صور لمحاربين يتمنطقون الخناجر(صورة 1)، وهذه الشواهد – التي عثر عليها في وادي المحمديين- محفوَظَةٌ حاليًّا في متحف المكلا، كما تُظْهِرُ الرسومات الصخرية من وادي دوعن أشخاصًا يحملون خناجر وسُيُوفًا تؤرِّخُ لفترات الألف الأول قبل الميلاد، واستمرَّ ظهور الخنجر في التماثيل في حضارات جنوب الجزيرة العربية بعد ذلك، كتمثال من العهد السَّبَئي بالمتحف الوطني بصنعاء، يعودُ بتاريخُه إلى القرن الثامن قبل الميلاد (بركات 2003: 905)، في اتصال حضاري متواصل إلى يومنا هذا. ولا يمكن عزل صناعة الخناجر عن صناعة السيوف فهما من الصناعات المعدنيَّة، ولم تقتصرْ صناعة الأسلحة على منطقة حضرموت فقط، بَلْ جاءَتْ في ثقافة شاملةٍ لمناطق مختلفة من اليمن والجزيرة العربية وحتى بقية مناطق الشرق الأدنى القديم؛ حيثُ صُنِعَتِ السيوفُ بمكة ونجد بوسط الجزيرة العربية، وفي أريحا بفلسطين، وفي البصرة بالعراق، وكان أشهرُهَا على الإطلاق السيوفَ المصنوعةَ في اليمن (عامر : 153).
ويمكن من خلال هذا المبحث رصدُ بعض الألفاظ الخاصة بهذا الصناعة في حضرموت دون غيرها؛ لاختلاف المسمَّيات بينها وبين مناطق أخرى من اليمن على النحو الآتي:
1 – جَنْبِيَّة، وجمعها: جَنَابِي: الخنجر، المتكوِّن من ثلاثة أجزاء: الرأس (المقبض)، الشفرة الحادَّة، والغِمْد. ويعتَقِدُ البَعْضُ أنَّ هذا الاسمَ مُشْتَقٌّ مِنْ كيفية لبسها؛ حيثُ تُرْبَطُ بحزام جلديٍّ بشكل مائل في الجنب الأيمن لحاملها (بن عقيل 2009: 21)، وطريقة لبس الجنبية بالشكل الجانبي المائل ما زالَ عَادَةً ساريَةً حتى يومنا هذا في مناطق الهضبة الجنوبية من قبائل نوَّح وسيبان وغيرها من قبائل أودية دوعن وعمد ويبعث والمناطق الغربية من حضرموت، وهي الكيفية نَفْسُهَا المنحوتَةُ في الأنصاب الحجرية، التي تعود بتاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، الأمر الذي يُعْطِي دلالةً على الاستمرارية الحضارية، والتمسُّك بالموروث المُوْغِل في القِدَم.
ويكادُ يكونُ لبسُ الجنبية صفةً ملازمةً للرجولة والصَّلابةِ في المجتمع المحليِّ، وتُعْطِي دلالةً اجتماعيةً عَلَى ذلك، ويدلُّ التَّمَنْطُقُ بالجَنْبِيَّة على العِزَّة والقُوَّة، ويُذْكَرُ المَثَلُ الشَّعْبِيُّ: “مَاجَات اليَدْ عَلَى الجنبيَّة” للدلالة على الذي يتعرَّضُ للهَوَانِ وهو مُتَمَنْطِقٌ جنبيَّتَه وكأنَّ يَدَهُ ضَلَّتْ طَرِيْقَهَا إلى سلاحه فلحقتْ به خسارةٌ كبيرةٌ وذُلٌّ وهَوَانٌ لا يُغْتَفَرُ (بامطرف 2008: 337).
وللجنبية أهميَّةٌ كبيرةٌ في العُرْفِ القَبَلِيِّ بحضرموت وعموم اليمن، فهي تُقَدَّمُ ك”عدالة” وجمعها “عدايل”؛ لإقامة الحقِّ بينَ المتخاصِمِينَ، فيتقدَّمُ بها صاحبُها لِمَنْ يطلبه حقًّا كرَهْنٍ للتفاهم معه، وترهن الجنبية دون غيرها من الممتلكات كعدايل؛ لأنَّها كما يقال: “تضوي الحق”، أيْ أنَّ لها مكانةً خاصةً عند مالكها، فلا يتركها مرهونةً وقتًا طويلًا، ويسعى إلى فض النزاعات بسرعة، وفَكِّ رِهَانِهِ وإعَادَة جنبيَّتِهِ، وذلك باب من أبواب الأحكام القبلية بحضرموت له قواعده الخاصة.
كما تستخدم الجنبية في الرقص التقليدي المحلي لقبائل المنطقة، فتُنْزَعُ من غِمْدِهَا وتُرْفَعُ عَالِيًا باليد اليمنى في رقصات “الحَفّة” بأوزانها المتعدِّدة العاديَّة والمثلوثة والمربوعة ونحوها، أو في رقصة البرع في شمال اليمن، وتكادُ تكونُ الجنبيَّةُ رمزًا وهُوِيَّةً تُمَيَّزُ مناطقُ جنوب الجزيرة العربية كَكُلٍّ في حضرموت واليمن وعُمَان.
2- زَهَاب: غمد الخنجر، وهو على نوعَيْنِ: الأول، المصنوع من الخشب المغلَّف بالجلد الرقيق، والآخر، المصنوع من الفِضَّة. وعادَةً ما يُدَوِّنُ صانعُ الزهاب عباراتٍ تحتوي على دعاءٍ لِمَنْ يلبسُ الخنجرَ، على نحو: “ملبوس العافية لمولاه”، واسم صانع الزهاب، بالإضافة إلى تدوين سَنَةِ الصُّنْعِ في مُنْتَصَفِ الزهاب، وهناك أُسَرٌ اشتهرتْ بصناعة الجنابي على مَرِّ السنين، مِنْ أهمِّها عائلة باقطيَّان، وبقيَّتُهُمْ مِنْ صُنَّاع الجنابي في مدينة الشحر، وفيهم قال الشاعر المحضار:
ياباقطيان،،، صلح لي زهاب الجنبية
إن كنت فنان وصنعتك صنعة غالية
من قال صنعت من؟ أنا باقول صنعة باقطيان
(مرجع)
وفي اللهجة اليمنية الزَّهاب الرَحَل بأدواته، وفي المَثَلِ: “إذَا جاع الجمل رجع على زهابه” (أرياني 1996: 407)، ورُبَّما يُعْطِي المعنى دلالةً على الشيءِ العزيز الذي يُحْفَظُ ولا يباع مهما كانت الظروف، ورُبَّما للمعنى دلالةٌ على التبعيَّة، فالزَّهاب يتبعُ الجنبيةَ، كما يتبعُ زهابُ الجملِ الجملَ ويُلازِمُهُ وهو الأرجح. وفي لهجة حضرموت كما هي كذلك في لهجة اليمن زهَّبَ الشيءَ، أي: أعَدَّهُ وحضَّرَهُ كالطعام ونحوه، ويذكر المثل الحضرمي “السيف يفِزِّع وهو في زهابه” (بامطرف 2008: 101)، ويضرب المثل “شفرة مغلولة زهابها من ذهب” للدلالة على المظاهر الخداعة وللشخص الذي يقدسه الجهلة المخدوعين وهو على عكس ما يظهر (بامطرف 2008: 233).
3 – جَفير: غِمْدُ الخِنْجَرِ، كمُسَمًّى آخرَ للغِمْد، ويَذْكُرُ (بامطرف 2008: 161) المثل الحضرمي “أم الصَمرمر عند الجفير” بمعنى داهية الدواهي، قصة رجل مُدَّعٍ للشجاعة اعترضَه قاطعُ طريقٍ فطلب منه رَمْيَ سلاحه ففعل، فطلب منه رَمْيَ خِنْجَرِهِ ففعل، وطلب منه نَزْعَ الجفيرِ ورَمْيَهُ، فَانْتَفَضَ مُدَّعِي الشَّجَاعَةِ رَافِضًا، وقال: “أم الصمرمر عند الجفير!” ويُسْتَدَلُّ بِالمَثَلِ لِمَنْ يتمسَّك بالأشياءِ الحقيرةِ بعد أنْ يفرِّط بالأشياء الثمينة، وإنْ كان لنا وجهة نظر أخرى حول المثل، فالجفير مرتبطٌ بالحزام والحزام ما يربطُ مِئْزَرَ الرَّجُلِ، وعند انحلاله وفكِّه تظهرُ عَوْرَتُهُ، وحينها تكونُ فِعْلًا أمّ الصمرمر عند الجفير، ولهذه القصَّةِ قصَّةٌ مشابهةٌ في شمال اليمن يذكُرُها (بركات 2003: 910) على لسان رافض التسليم قائلًا: “أما الخِنفق لو سار راسي”، وفِيْ عُمَان يسمَّى القطاعة، وغالبًا ما يكون من الجلد المنقوش بأسلاكٍ من الفضَّة أو صفائحِ الفضَّةِ المنقوشة برسومات بديعة ( هـ.ع.ص.ح 2009 :192).
4- ميان: غِمْدُ الخنجر المصنوع من الفضَّة غيرُ المُنْحَنِي، بشكل الأغماد الجلدية نفسِها.
5 – عابدي: غمد الخنجر المصنوع من الفضة على شكل حرف اللام باللغة العربية، ويتكون من وصلتين: القطعة العلوية، وتسمَّى صَدْرًا، والقطعة السفلى المنحنية، والمسمَّاة ++++، كما تسمَّى القطعة الأخيرة أيضًا حُذوة في النوع الذي يفصل بين القطعتين جلد، وليس فضة في كامل الغمد كما هو في العابدي، وهذا النوع من الأغماد يحتِّم على صاحبه لبس الجنبية بطريقة عمودية، ويمنع بذلك المَيَلَانَ المُتَعَارَفَ عليه في طريقة لبس الجنبية عند الحضارم، وهي طريقة لبس الجنبية عند قبائل وادي وصحراء حضرموت، والطريقة المنتشرة مُؤَخَّرًا بين أوساط الشباب. ومن أشهر صانعي العابدي في وادي دوعن الصائغ محمد سعيد العماري من ليسر.
6- عكف: الغمد المصنوع من الخشب، واللفظة رُبَّما لها دلالة على الاعوجاج أو المَيَلان، وتَرِدُ لفظةُ العُكْفَة في اللهجة اليمنية بمعنى الملازمة من الاعتكاف (الأرياني 1996: 648).
7- قَرن: رأس الخنجر (المقبض)، الجزء الأعلى من الجنبية، والأغلى ثمنًا، وهو الجزء الظاهر من الخنجر، وبه يفاخر مالِكُه، وعادةً ما يكون بحجم قبضة اليد، وهو على أنواع وأشكال تختلف في ألوانها وموادِّ صُنْعِهَا وأثمانِهَا، ومن أهمها:
8- زَرَاف: قرن الخنجر المصنوع من قرن حيوان وحيد القرن، ويُعَدُّ أفضلَ الأنواع في حضرموت، والأغلى ثمنًا، ويرغبه الناس ويفضِّلونه على بقية الأنواع، ويَرِدُ هذا الجَذْرُ في النقوش السبئيَّة بمعنى مجموعة من الرجال، كوكبة (بيستون 1982: 170)، وربَّما لِلَّفظَةِ علاقةٌ باللَّون لا أكثرَ.
9- صيفاني: مُسَمًّى آخر للزراف، خاصة بسكان مناطق شمال اليمن، ومعروفة بالنسبة للحضارم.
10- بهاص/ بهيص: قرن الجنجر المصنوع من قرون حيوانات آخرى، وهو أقلُّ درجةً من الزراف، ولكنه مُؤَخَّرًا يُعَدُّ من الأنواع الجيِّدةِ بعدَ انتشار الجنابي “الصيني”، أو الجنابي البلاستيك غير الأصلية، وقد انتشرت مُؤَخَّرًا بشكلٍ ملحوظ، ورُبَّما لِلَّفْظَةِ علاقةٌ ما باللَّمَعَانِ والبريق، فَفِيْ لهجة حضرموت يِبِهْصِصِ الشيء، أي يصدرُ بريقًا ولَمَعَانًا. ويَرِدُ في اللهجة اليمنية البهس بالسين بمعنى الاهتراء والتفكُّك، فتَبَهْسَسَ الثَّوْبُ، أي: اهْتَرَأَ وتهلهل (الأرياني 1996: 89).
11- عاج: قرن الخنجر المصنوع مِنْ سِنِّ الفِيْل، وكان في السابق ينافسُ النوعَ الزراف في الرغبة، ويرغبه أهلُ المدنِ وسلاطينُ حضرموت وحاشيتُهم، ويُزَيَّنُ بالذَّهَبِ الخالِصِ وذلك على عكس سكان البوادي الذين لا يرغبون فِيْ قرنَ العاج. (بن عقيل 2009: 18).
12- ظَلف/ خِف: نوع من قرون الخناجر المصنوعة من أطراف الحيوانات، ويكون ذَا لونٍ أسودَ، وهو أقلُّ درجةً ورغبةً من الأنواع السابقة، وهنا يمكن الإشارة إلى قضية تفضيل العرب لأجزاء معيَّنة من الحيوان، فالقرن أعلى الرأس، وله مكانة تختلف عن القدم، وقول الحطئية في المدح:
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم
فمن يسوي بأنف الناقة الذنب
ويمكنُ أيضًا ربطُ قضيَّةِ وسومِ الجمال، ومواضع الوَسْمِ عند العرب بالمكانة الاجتماعية للقبيلة التابعة لها الجمال الموسومة، فالوَسْمُ بالرأس قدْ يُعْطِي دلالةً على أهميةٍ أكبرَ من الوسم بالرقبة أو الفخذ، وهي قضايا مَتْرُوكَةٌ للدراسة، وظاهرةُ تعدُّدِ مسمَّيَاتِ الخَنَاجِرِ وِفْقًا لِجَوْدَتِهَا ونوعية المادَّة المصنوعة منها موجودة في منطقة عُمَان أيضًا، فهناك الخنجر السعيدي، والنزواني، والصحاري، والصُّوري (هـ.ع.ص.ح 2009 :192).
13 – نصلة: وجمعها نِصَال، الشفرة الحديدية، وهي الجزء السفليُّ الحَادُّ من الخنجر، ولا تقلُّ أهميَّةً عند الحضرمي من القرن، وهي الأخرى على أنواعٍ وأشكالٍ مختلفة، من أهمها:
14- قَديمي: من أنواع النصال، وجمعها قديميَّات، نصلةٌ بحجمٍ متوسِّطٍ، ووزنٍ خفيف.
15- قُصبي: من أنواع النصال، وجمعها قصابي، وهي النوع المرغوب فيه، والأكثر شيوعًا في حضرموت، ولها وزنٌ أكبرُ من النوع المسمَّى قديمي.
16- قِبلي: من أنواع النصال، وجمعها قبالي، وتتميَّز بكِبَرِ حَجْمِهَا مقارنةً ببقيَّةِ النِّصَال.
17- حُسَيْنِيّ: من أنواع النِّصَال القصبي، يَذْكُرُ ابْنُ عقيل (2009: 14) أنَّ سببَ التَّسْمِيَةِ نسبةٌ إلى تاجرٍ من السَّادَةِ الحُسَيْنِيِّيْنَ، الذي كان يَجْلِبُ هذا النوعَ من الهند. ويتفرَّع عن هذا النوعِ نوعٌ آخَرُ يُسَمَّى حُسَيْنِي حَدَّادِي وهو التقليد المحلِّي للنوع المسمَّى حسيني.
والنصلة في اللهجة اليمنية تأتي من الانفكاك والانفصال أي ما ينفصل جزء عن بقية الأجزاء (أرياني 1996: 867)، والنصلة هي التي تنفصل عن الغمد عند الاستخدام، ويمكنُ أنْ يعبَّر عن الجنبية كاملةً بالنصلة كما في المثل الشعبي “نصلة بيد فسل” (بامطرف 2008: 375) الذي يُضْرَبُ لِمَنْ يملِكُ القوَّةَ ولا يستطيعُ استخدامَها، والفَسْلُ هُوَ الضَّعِيْفُ الجَبَان.
18- حَرَاث: العمود الحديدي الذي يدخل في القرن ليربطه بالنصلة. ويَرِدُ جَذْرُ هذه اللفظةِ في النقوش السبئية بمعنى: “حمل سلاحًا” (بيستون 1982: 71).
19- لُك: مادة من اللُّبَان البدويِّ لسدِّ القرن من أسفل، أعلى النصلة من الجهة السفلية للقرن، واللفظةُ رُبَّمَا لها علاقةٌ بالمَضْغِ فَيَلُوكُ الشَّيْءَ يَمْضَغُهُ في لهجة بادية حضرموت. فربما تعني اسمًا للمادَّة المعجونة.
20– شَمسه: وجمعها شُمس، وهي الأشكالُ الدائريَّةُ التي تزيِّنُ الرأسَ، وهي ما يثبِّتُ القرن بالنصلة، ورُبَّمَا لِلَّفْظَةِ علاقةٌ بالشَّكْلِ الشمسيِّ الدائري، والشيءُ الجَدِيرُ بالملاحظة هو كيفية لفظِ الباديةِ لحروفها. وتُسَمَّى هذه القطع “حرف” في شمال اليمن (بركات 2003: 906).
21- مَشْخَص: وجمعها مشاخص، وهي الأشكال الدائرية التي تُزَيِّنُ الرأسَ، وتنمازُ عن الشمس بكِبَرِ حجمِها، والمَشْخَصُ في اللهجة اليمنية مِنْ حُلِيِّ النِّسَاءِ الذهبية، ذُوْ شكلٍ دائري تلبسه المرأة (الأرياني 1996: 470).
22- حَظار: الحزام الدائري المصنوع من الفضَّة، الذي يفصل القرن عن النصلة. ويسمَّى مَبْسَم في شمال اليمن (بركات 2003: 906).
23- خَناق: حِزَامٌ يَلِفُّ وَسطَ القَرْنِ، مصنوعٌ من الذَّهَبِ ونحوه كزِينَةٍ لمنتصف القرن. واللفظة رُبَّمَا تدلُّ على الهيئة والكيفيَّة التي تكون عليها من حال القرن فيلف وسطه بالكامل.
24- بِطانة: قطعة فضية كاملة تغطي الرأس (القرن) من الخلف.
25- كَتُوف: الزينة الذهبية ونحوها المتفرِّعة من المشخص.
26- دَرمة/ كَرده: الجنبية المَلْسَاء من أعلى الرأس، ولها دلالة على استحالة أخذها من يد صاحبها عند العِرَاك؛ لصعوبة الإمساك بها، وفي العُرْفِ القَبَلِيِّ أنَّ انتزاع الجنبية من صاحبها يُعَدُّ فِعْلًا يُلْحِقُ بصاحِبِهَا العَارُ.
27- مَركنه: الجنبية ذاتُ القرنِ الكبير المُنْتَهِي بحوافَّ حادَّةٍ، وهذا النوعُ شبيهٌ بالجنبية في شمال اليمن، وهي صفة أي الجنبية ذات الأركان والزوائد في القرن.
28- هندي: الجنبية ذات القرن الدائري.
29- رَش: وهو التزيينُ الذي يتمُّ في قرن الجنبية باستخدام المعادن كالفضَّة أو النحاس أو الحديد، ويعود اختلاف مواد التزيين إلى اختلاف القدرة المالية للمُلَّاك.
30- تقريش هندي: وهو زينة قرن الجنبية المتصلُ بعضُها ببعضٍ، وهي ذَاتُ شَكْلٍ جميل.
31- ضرغه: وهي الأوساخ الناتجة عن الاستخدام والإمساكِ بالجنبيَّة وتكونُ على مقبضها وعلى ظاهر غِمْدِهَا وحَوْلَ الزينة التي تزيِّنُها، وهي محبَّبةٌ عند الحضارم وتزيدُ من قيمة الجنبية لأنَّها تدلُّ على القدم والأصالة.
32- شذر: الجزء الخلفي الذي يتم به تثبيت الشمس والمشاخص، وهو شبيه بالواشر.
33: تصدير: الزخرفة الموجودة أعلى النصلة أسفل القرن مباشرة، وعادةً ما تكون خطوطًا متقاطعة.
34- ذلق/ دلق: أول النصلة، الجزء الحادُّ المدبَّبُ منها، وهي لفظة ترتبطُ بجميع أنواع الأسلحة الحديدية، كالسكين والسيف ونحوهما، ولا تقتصر على الجنبية فقط.
35- سَبْتِه: الحزام، وفي عُمَان يُسمَّى نِطَاقًا (هـ.ع.ص.ح 2009 :192)، والنطاق في بادية حضرموت يُطْلَقُ على حـزامِ المـرأة المصنـوعِ من الفضَّة.
المصادر والمراجع:
1) الأرياني، مطهر، المعجم اليمني في اللغة والتراث، دار الفكر، دمشق، 1996م.
2) المقحفي، إبراهيم أحمد، معجم البلدان والقبائل اليمنية، صنعاء: دار الكلمة، 2002م.
3) باكرموم، رياض أحمد، الحياة من منظور الشخص الحضرمي، (مهن وحرف من حضرموت) كتيب خاص بفعالية تيدكس مكلا، 2015م.
4) بامطرف، محمد عبدالقادر، معجم الأمثال والاصطلاحات العامية المتداولة في حضرموت، دار حضرموت للدراسات والنشر، المكلا. طبعة برعاية مؤسسة العون للتنمية. توزيع معرض الحياة الدائم، 2008م.
5) بركات، أحمد قائد، الجنبية في: الموسوعة اليمنية، (تحرير: العواضي، حميد مطيع. وآخرون). مؤسسة العفيف الثقافية، صنعاء، 904-910، 2003م.
6) بن عقيل، عبدالرحمن، الجنابي الحضرمية، مجلة آفاق التراث الشعبي، العدد الثاني (9-26)، 2009م.
7) بيستون، الفريد، ريكمانز، جاك، الغول، محمود و موللر، والتر، 1982م.
8) فوكت، بوركهارد، المعجم السبئي، منشورات جامعة صنعاء، بيروت: دار نشريات بيترز- لوفان الجديدة، مكتبة لبنان. 1999م.
9) نهاية ما قبل التاريخ في حضرموت (30-33)، في كتاب اليمن في بلاد ملكة سبأ ترجمة بدر الدين عرودكي، معهد العالم العربي.
10) عامر، جمال سليمان علي، الحرف والصناعات اليدوية في شبة الجزيرة العربية قبل الإسلام، رسالة ماجستير غير منشورة من المعهد العالي لحضارات الشرق الأدني القديم، قسم شبه الجزيرة العربية، جامعة الزقازيق، جمهورية مصر العربية. هـ.غ.ص.ح، 2009م.
11) الحرف العمانية، دراسة توثيقية، تنفيذ وإصدار الهيئة العامة للصناعات الحرفية / سلطنة عمان، ط 1.
المراجع الشفوية:
1) باقطيان، علي عبدالله حمد: مقابلة شخصية.
2) باكرموم، أحمد سعيد.
الإختصارات:
هـ.ع.ص.ح : الهيئة العامة للصناعات الحرفية بسلطنة عمان.