أضواء
محمد علي باحميد
بدأ التعليم المتوسط بالسلطنة الكثيرية يوم أن زفّ مساعد المستشار للمناطق الشمالية إلى سكرتير الدولة الكثيرية بشرى خبر الموافقة بفتح أول مدرسة وسطى بسيئون، وعليه رأى ناظر المعارف السيد علي بن شيخ بلفقيه أنه في الإمكان عقد امتحان القبول للطلاب، وقد أوصى مساعد المستشار سكرتير الدولة الكثيرية بتسهيل مهمة ناظر المعارف وتوفير له كل المساعدات الممكنة، وأن يسمح له بالتوجه إلى المكلا لإعداد كل ما يلزم بالتنسيق مع ناظر المعارف القعيطي والمستشار المقيم والمعتمد البريطاني. وابتهاجًا بهذا الحدث التعليمي المهم بعث سكرتير الدول الكثيرية برسالة حملها السيد ناظر المعارف إلى معالي وزير السلطنة القعيطية يخبره فيها بأنه قد تم العزم على فتح المدرسة الوسطى بالدولة الكثيرية في الفاتح من نوفمبر 1958م، طالبًا منه تقديم بعض المساعدات، مبدئيًا استعداد الدولة الكثيرية لقبول طلاب المناطق المجاورة لمدينة سيئون التابعة للدولة القعيطية.
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 11 .. ص 20
رابط العدد 11 : اضغط هنا
في أثر هذه الروح الأخوية بين السلطنتين وجه الأخ ناظر المعارف بالسلطنة القعيطية خطابًا إلى مسئول المدرسة الوسطى بغيل باوزير بتاريخ 29 أكتوبر 1958م يطلب منه فيه تقديم كل المساعدة الممكنة لمبعوثي الدولة الكثيرية الأستاذين خالد عيدروس فدعق ومحمد عبدالله العيدروس، وتسهيل مهمتهما وهي الاطلاع على الأنظمة المدرسية، ونظام القسم الداخلي والمقررات والمناهج وأن يسمح لهما بحضور بعض الحصص بالصف الأول، والاستفادة من مدرسي المواد الدراسية الأخرى، وكذلك الاطلاع على برامج النشاطات ونظام الجمعيات، وتزويدهما بنسخ من تلك المقررات والمناهج.
واستفادة من تجربة المدرسة الوسطى بغيل باوزير وضع ناظر معارف الدولة الكثيرية صيغة اتفاق يتضمن شروط الالتحاق بالمدرسة الوسطى بسيئون يوقع عليه كل من ناظر المعارف كطرف أول، وولي أمر الطالب كطرفٍ ثانٍ، والطالب نفسه كطرف ثالث.
وعندما افتحت المدرسة الوسطى كانت الدولة الكثيرية عند وعدها الذي قطعته على نفسها وهو قبول عدد من طلاب المناطق القعيطية المجاورة. وكانت أول مجموعة وعددهم عشرة طلاب هم:
حسين مصطفى بن سميط، عمر سالم صابر، صالح محفوظ القفيل، عوض جمعان حيدر، يسلم سعيد صابر، فرج محمد التوي، صالح أحمد التميمي، عبدالله محسن بن هرهرة، علي صلاح لرضي، محمد علي الجبل بن عجاج.
وقد بدأ الصف الأول بها بـ(أربعين طالبًا)، عشرة من أبناء الدولة القعيطية، والبقية وعددهم ثلاثون طالبًا من سيئون وتريم وحوطة أحمد بن زين وساه.
تحمل مسؤولية إدارة المدرسة الوسطى عند التأسيس الأستاذ أحمد بن زين بلفقيه يساعده في تلك المهمة الأستاذان خالد عيدروس فدعق ومحمد عبدالله العيدروس وذلك قبل وصول المدرسين السودانيين.
في عام 1959م وصل الأستاذ: سيد أحمد الحردلوحسن ليكون أول مدير سوداني للمدرسة، كما قدم إلى سيئون الأستاذان حسين يوسف الكردفاني، ومحمد عبدالله الشيخ ليعملا مدرسين بالمدرسة.
في عام 1960م عاد الأستاذ عبداللاه بن محمد بارجاء من بريطانيا ليكون في منصب مدير المدرسة الوسطى، وفي عهده انتقلت المدرسة بصفوفها الدراسية وبقسمها الداخلي إلى هذا المبنى الذي عرف بـ(بنداعر).
في سبتمبر 1962م أقيل الأستاذ عبداللاه محمد بارجاء من منصبه كمدير للمدرسة الوسطى بناء على قرار من لجنة المعارف العليا، وجاء خلفًا له الأستاذ: عبدالرحمن طاهر أبوبكر بن طاهر في أكتوبر 1962م الذي أصيب في يوليو 1964م بشلل في النصف الأيسر من جسمه، وقد عمل بالنيابة عنه الأستاذ: حسن صالح جاويش -سوداني الجنسية- حتى عام 1965م، ثم جاء من بعده الأستاذ: أحمد محمد بن صافي ليعمل مديرًا بها بين عام 65- 1966م، ثم جاء الأستاذ: عوض إسماعيل -سوداني الجنسية- حتى عام 1967م.
المقررات الدراسية بالمدرسة الوسطى:
سارت الدراسة بالمدرسة الوسطى بنظام السنوات الأربع، أي من الصف الأول إلى الصف الرابع، وبمعدل ست حصص في اليوم، وزمن الحصة الواحدة (45 دقيقة).
وكانت المواد العلمية التي تدرس بالمدرسة هي:
إلى جانب هذا التحصيل العلمي، تم الاهتمام بالنشاطات اللاصفية، وتحولت المدرسة الوسطى في عهد إدارة الأستاذ عبداللاه بارجاء الزاهر إلى خلية نحل دائبة من الصباح الباكر وحتى المساء من كل يوم. فمع تباشير نور كل صباح وحتى حلول وقت الظهر يتلقى الطلاب دراسة صفية منهجية جادة، أما فترة ما بعد الظهر أي -في العصريات- يتوزع فيها الطلاب على مختلف الأنشطة المتنوعة: (جمعية صغار المزارعين، جمعية تربية الدواجن، جمعية النجارة، الجمعية الصحية، جمعية الفنون، جمعية الجلسات الأبية العربية والإنجليزية، محكمة العدل، جمعية الصحافة المدرسية، جمعية التصوير الفوتغرافي، جمعية الدكان التعاوني، فرقة الغناء والموسيقى)، وكان من أبرز الطلاب فيها: أبوبكر محمد الكاف، أحمد سالم حميد، علي حداد الكاف، وعدد آخر من الطلاب.
وقد استفادت المدرسة في تسيير هذه النشاطات المتنوعة من تجربة المدرسة الوسطى بغيل باوزير وخاصة المتعلقة بـ(الدكان التعاوني)، و(اللجنة الرياضية)، و(محكمة العدل)؛ حيث زودت بنسخ من جميع القوانين واللوائح الخاصة بتلك الجمعيات.
في عام 1968 صادق مجلس الوزراء في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على العديد من الخطوط الرئيسة من أجل إحداث تغييرات جذرية في مسار العملية التربوية والتعليمية، ومن أبرز تلك الخطوط:
ومن أجل إدخال هذه الخطوط دور التطبيق والممارسة عقد المؤتمر التربوي الأول في المدة من 22- 27 يونيو 1968م، تحت إشراف وزير التربية والتعليم وكان الوزير حينها -الدكتور فيما بعد- محمد عبدالقادر بافقيه عليه رحمة الله.
النشاط الرياضي بالمدرسة الوسطى داخليًا.. وخارجيًا
كان لقدوم البعثات التعليمية السودانية إلى المدارس المتوسطة ببلدات وادي حضرموت وقراه دور كبير فيغرس بذور النشاط الرياضي المنظم، فقد بذل المعلم الرياضي السوداني جهودًا جبارة في هذا المضمار، وكانت له يد بيضاء في تقديم المساعدة والتوجيه والتدريب للأندية الرياضية الأهلية في كل المناطق التي ذهب إليها معلمًا بمدارسها. وبفضل عطاء تلك البعثات السودانية السخي ظلت محل تقدير ومحبة وإعجاب أبناء حضرموت واديًا وساحلًا لها حتى اليوم.
فعندما قدم الأستاذ: سيد أحمد الرحدلوحسن، أول مدير سوداني للمدرسة الوسطى بسيئون عام 1959م، كان يدرك تمامًا أن المدرسة هي المجال الأرحب لممارسة الرياضة من قبل الطلاب وفي مختلف الألعاب. لذا عند تسلمه مسؤولية إدارة المدرسة تقدم إلى ناظر المعارف بكشف يعتبر الأول من نوعه يومها، اشتمل على ألعاب وأدوات رياضية لم تعهدها المنطقة من قبل ولم تسمع بها، كما قام بتخطيط أول ملعب لكرة القدم تابع للمدرسة الوسطى في (ساقية البلاد) شارع الجزائر اليوم..
وقد كان موقعه شرقي بيت المواطن الفاضل محسن بن محمد الكثيري القائم بحري روضة الطفل؛ حيث امتد حتى أطراف مبنى (بنقاله) مقر المدرسة الوسطى بعد بيت آل بن بصري. وقد قام المجلس البلدي بسيئون بتحمل تنفيذ وتسوية وتصفية ساحة الملعب من الأحجار. كما تم عمل مرمى للعبة كرة القدم وكرة السلة وأعمدة لكرة الطائرة في (مشروع المبيات الحضرمي) بسيئون (شركة سيئون للمعدات الصناعية والزراعية) اليوم.
وعندما انتقلت المدرسة عام 1960م إلى مبنى (بنداعر) الجميل الفسيح دخلت عهدًا جعل منها نموذجًا يحتذى به في تفعيل الرياضة المدرسية؛ إذ تميَّز هذا المبنى بساحاته الواسعة وغُرَفِهِ العديدة وحوض السباحة الممتد أمام أروقته، والبستان البهيج عند مدخله مما جعل النشاط الرياضي والألعاب الرياضية المتنوعة تلمع هنا وهناك. فمن تلك الألعاب: كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وتنس الطاولة، والبادمنن، والعقلة، والقفز العالي، والقفز المستطيل، وقفز الحصان الخشبي، والسباحة، والجمباز، والمتنسب الأرضي، ورمي الرمح، ورمي القلة، وغيرها من الألعاب الفكرية كالشطرنج، والدمنة، والدامة.
كما فُتِحَ نادٍ للطلاب يمارس نشاطه في ليالي شهر رمضان المعظم وفي أيام الإجازة الصيفية، ويتولى فتح المدرسة للطلاب في هذه الأيام ضابط الداخلية بها.
أتت لعبة كرة القدم ولعبتا كرة السلة والكرة الطائرة في مقدمة الألعاب الرياضية الأخرى، وقد تم توزيع طلاب المدرسة ليتمكنوا من ممارسة هذه الألعاب إلى أربعة منازل هي: الوادي، والشاطئ، والينبوع، والبحيرة. ومن أجل أن يكون للمدرسة حضور في المجتمع، وتظل على صلة وثيقة.. وتنافسية مع الأندية الرياضية الأهلية بالوادي تم تشكيل (الفريق المختار) لها من بين أبرز لاعبي تلك المنازل الأربعة، وقد تم تحديد يومين له في الأسبوع لممارسة تمارينه على (ملعب نادي الأحقاف الرياضي) بسيئون، وقد أشرف على تدريب الفريق المختار الأستاذان: أحمد عبدالخالق أحمد، وحسن صالح جاويش.
لقد أشرف على إدارة النشاط الرياضي العام بالمدرسة لجنة رياضية (أعضاؤها من الطلاب، يعينهم المدرس المسؤول عن النشاط، وكانت تعقد اجتماعاتها مرة في الأسبوع تحت رئاسته).
تخوض المنازل الرياضية الأربعة فيما بينها دوريًا تنافسيًا في كل عام دراسي على كأس تقدِّمه إدارة المدرسة، وفي المباراة الختامية للدوري توجه الدعوة إلى عظمة السلطان لحضورها؛ لتسليم الكأس للفريق الفائز، كما يدعى كبار المسؤولين، وجنود الشرطة لحفظ الأمن والنظام.
وعلى كأس دوري عظمة السلطان الحسين بن علي الكثيري خاض الفريق المختار للمدرسة أول دوري مع الأندية الأهلية عام 1962م، وقد شاركت فيه ثلاث فرق فقط، هي: المدرسة الوسطى، ونادي الأحقاف بسيئون، ونادي الشباب الشنفري الكثيري ببلدة الغرفة، وقد حاز على الكأس نادي الأحقاف الرياضي في مباراة نهائية بينه وبين فريق المدرسة الوسطى، وذلك يوم الإثنين 14 فبراير.
وفي الدورة الثانية لكأس السلطان عام 1963م شاركت المدرسة الوسطى فيه، وحازت على الكأس في المباراة النهائية، التي جرت بينها وبين خصمها اللدود نادي الأحقاف؛ إذ ظل صداها يتردد في أذهان الناس حتى اليوم؛ حيث سجل الأستاذ: حسن صالح جاويش هدفين من ركلتين مباشرتين من خط منتصف الملعب في مرمى حارس الأحقاف الشهير حسين حامد المشهور عليه رحمة الله.
استمر هذا الفريق المختار في خوض العديد من المباريات الودية مع الأندية الرياضية الأهلية، التي كان لها دور كبير في ربط المدرسة بالمجتمع، فالرياضة تملك من وسائل الجذب والتآخي، والاستقطاب بين الناس الشيء الكثير، فقد التقى الفريق المختار للمدرسة في مباريات ودية مع:
وفي أثناء رحلة لطلاب الصف الرابع إلى المكلا في نوفمبر 1964م لعب الفريق المختار للمدرسة مباراتين في كرة القدم مع مدرسة النقع بالمكلا وفريق ثانوية المكلا. وفي غيل باوزير لعب فريق المدرسة مباراة مع فريق المدرسة الوسطى. وكذلك في الشحر لعب مع فريق المدرسة الوسطى بها. وكان المدرس المشرف على الرحلة الأستاذ: حسن صالح جاويش.
وفي رحلة أخرى إلى مناطق الساحل عام 1965م لعب فريق المدرسة وفريق وسطى الشحر بفريق مختار واحد من بينهما مع نادي كوكب الصباح الرياضي بالشحر.
لقد كان الاهتمام في المدرسة الوسطى بالرياضة الصباحية كبيرًا، والمشاركة فيها إلزاميًا على الطلاب جميعًا دون استثناء، وقد ساعد على تفعيلها والمداومة عليها وجود طلاب القسم الداخلي، وكانت من أهدافه: تهيئة الجو العلمي للطلاب، وإشاعة الروح الاجتماعية والرياضية بين الطلاب، وتوفير أسباب الحياة الصحية، والاستفادة من أوقات الفراغ وملؤها بما يفيد الطلاب.
كذلك كان طلاب القسم الخارجي ملزمين بالحضور مبكرًا بعد أداء الصلاة الأولى من صلوات اليوم لممارسة هذه الرياضة الصباحية التي تبني الجسم وتشبع فيه الحيوية وتحافظ على سلامته. وحتى يتسنى لهم ذلك تم توفير وجبة الفطور لهم بالمدرسة كما يسبق تناولها شرب كوب من الحليب في مساحة من الأرض لها سور قصير أطلق عليها الطلاب اسم (حوش اللبن)، وكان مدرب هذه الرياضة الصباحية يتم تعيينه من قبل قائد الشرطة المسلمة الكثيرية لثلاثة أيام في الأسبوع. وقد تعاقب على القيام بالتدريب كل من الفريق: أحمد سعيّد بشير، وعوض بن سيف بلصقع الجابري، وحسين علي بن بدر الكثيري. وكانت المدرسة تشارك بنماذج من ألعاب الجمباز في الاحتفاء بعيد جلوس عظمة السلطان.
في عام 1962م اقتصر ممارسة الرياضة الصباحية على طلاب القسم الداخلي بسبب عدم استمرار توفير وجبة الفطور والشاي لطلاب القسم الخارجي.
من خلال هذا العرض السريع لمجمل النشاط الرياضي بالمدرسة الوسطى -المدرسة الأم- بوادي حضرموت، نجد أننا نمتلك إرثًا رياضيًا هائلًا وماضيًا رائعًا يمكننا الاستفادة منه وتطبيق ما يمكننا تطبيقه في مدارسنا اليوم، وتبنِّي مثل تلك الأفكار والنظم والأهداف فالعقل السليم كما يقولون في الجسم السليم.
القسم الداخلي بالمدرسة الوسطى ضبّاطه.. ونظامه
أنشئ القسم الداخلي بالمدرسة الوسطى بسيئون ليحتضن الطلاب القادمين من البلدات والقرى والمناطق النائية عن مدينة سيئون؛ حيث لا توجد بها مدارس متوسطة آنذاك. وقد وضع للقسم الداخلي نظام خاص حدد أهدافه، منها:
وكان الالتحاق بالقسم الداخلي يتم اختياريًا على أن يتعهد ولي الأمر بأن ابنه سيتقيد التقيد التام بجميع النظم واللوائح الخاصة بالقسم. وقد نصت تلك اللوائح على تشكيل لجنة إشراف على القسم الداخلي، تتكون من ضابط الداخلية ورؤساء الغرف من الطلاب، على أن تجتمع تلك اللجنة دوريًا برئاسة مدير المدرسة لبحث شئون القسم ووضع الحلول والمخارج لها.
وكان يُصرف لطلاب القسم الداخلي إلى عام 1961م صرفيات جيب مقدارها (12 شلنًا) لكل طالب شهريًا، وقد عمل بمطبخ القسم الداخلي كل من: يسلم بشير باسلمه، صالح مبارك باصالح، محمد حسن السقاف، تساعدهم بعض العاملات: سلمى أحمد شظام، عطاالله فرج، بركة عليان، والسقاية عائشة عوض بن بخيت، التي تعمل في جلب الماء للشرب وتوفيره في دورات المياه وتنظيفها.
في 22 أكتوبر 1958م تم تعيين أول ضابط للقسم الداخلي بالمدرسة الوسطى هو السيد الفاضل أحمد بن جعفر السقاف، وقد حددت له اختصاصات عمله من قبل ناظر المعارف ومدير المدرسة. كما وجه ناظر المعارف السيد ضابط الداخلية إلى ضرورة الحرص على حضور جلسات (محكمة العدل) بالمدرسة؛ ليكون على اطلاع بالقضايا المعروضة عليها من قبل الطلاب.
في أبريل 1961م تقدم السيد: أحمد بن جعفر السقاف برسالة استقالته من وظيفة ضابط الداخلية إلى السيد ناظر المعارف لكنها رُفضت، وأبدى مدير المدرسة وكل المعلمين استعدادهم للتعاون معه ومساعدته، لكنه لم يقو على الاستمرار في وظيفته لكبر سنه، وأمام إصراره على الاستقالة قبلت منه، فوجه السيد ناظر المعارف رسالة إلى كل من يهمه الأمر في مايو 1961م أوضح فيها (بأن السيد: أحمد بن جعفر السقاف عمل مخلصًا ونشيطًا، محافظًا على راحة التلاميذ، وغرس الروح الدينية والسلوك الحسن بينهم).
جاء الأستاذ سالم بن عبدالقادر باحميد ضابطًا للقسم الداخلي خلفًا للسيد: أحمد بن جعفر السقاف واستمر أربعة شهور في هذه الوظيفة، ثم جاء خلفًا له الأستاذ: محمد عبدالرحمن مولى الدويلة الذي استمرَّ في تحمل هذه المسؤولية قرابة سبعة شهور بعدها الذي استمر في تحمل هذه المسؤولية قرابة سبعة شهور بعدها تقدم باستقالته إلى ناظر المعارف مبديًا فيها عدم رغبته في الاستمرار؛ لعدم ارتياحه للعمل في هذه الوظيفة، وأمام إصراره على ذلك عين السيد: ناظر المعارف مساعدًا له هو الإداري بالمدرسة الأستاذ: محفوظ الحيد لينوب عنه عند غيابه. لكن الأستاذ: محمد مولى الدويلة ظل متمسكًا بقراره على الاستقالة مما جعل السيد ناظر المعارف مرغمًا على قبولها، طالبًا منه تسليم متعلقات العمل للأستاذ مدير المدرسة ليسلمها بدوره للأستاذ أحمد حسين العيدروس على أن يعود إلى مدرسته لتأدية حصصه كاملة غير منقوصة؛ حيث خفضت له أربع حصص من نصابه عندما تحمل مسؤولية ضابط الداخلية بالمدرسة الوسطى.
بعد انقضاء ثمانية شهور على تسلم الأستاذ: أحمد بن حسن العيدروس مهمة مسؤولية ضابط القسم الداخلي أعيد تعيين الأستاذ: سالم بن عبدالقادر باحميد مرة ثانية في تحمل هذه المسؤولية في الوقت الذي كان يشغل فيه مديرًا للمدرسة الابتدائية الحكومية بحوطة أحمد بن زين.
في عهد الأستاذ القدير علي بن محمد السقاف ناظر المعارف يومها -عليه رحمة الله- وبالتحديد في شهر نوفمبر 1966م تم تعيين الأستاذ حسين بن عبدالله المشهور مشاركًا ومساعدًا للأستاذ سالم بن عبدالقادر باحميد في إدارة شئون القسم الداخلي على أن يوزع العمل بينهما، وكذلك علاوة العمل.
في عام 1971 ألغي القسم الداخلي بالمدرسة الوسطى، وأنشئ بدلًا عنه (بيت الطالب) في فبراير 1972م، الذي شكلت له لجنة خاصة من طلاب القسم الداخلي؛ للإشراف عليه وإدارته بموجب اتفاق تم بين مكتب التربية والتعليم واللجنة المشرفة من الطلاب على البيت.