دراسات
محمد عوض محروس
المشترك والمختلف في لهجة حضرموت (1):
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 11 .. ص 72
رابط العدد 11 : اضغط هنا
لهجة حضرموت هي اللهجة العربية المحلية التي يتحدث بها أبناء حضرموت، بالإضافة إلى لغتهم الأم اللغة العربية الفصحى؛ حيث إن الموروث الشعبي وما يستجد منه يُصاغ في الغالب باللهجة المحلية في حضرموت، بمساحتها المعروفة اليوم، بساحلها وواديها وصحرائها، وفي مناطق تواجد الحضارم في أراضي الشتات والمهاجر. وتحتوي لهجة الحضارم في هذه المساحة الواسعة في الداخل على ما هو مشترك في نطق كل أبناء حضرموت، وفيها ما يختلف بعض الشيء من منطقة لأخرى داخل حضرموت نفسها، حيث التباين في اللهجة الحضرمية، هو ضمن الإطار العام للهجة، وهو واقع ملموس ليس في حضرموت وحدها، ولكن في كل البلدان العربية التي تختلف وتتنوع لهجات الناس فيها من منطقة ومن مدينة إلى أخرى.
والتباين في لهجة حضرموت يتضح من خلال اختلاف لهجات الناس في الساحل الحضرمي؛ حيث تختلف لهجة الناس في شرق الساحل الحضرمي عن لهجة أهل المعراب، أي غرب حضرموت في المكلا والشحر مثلًا، وتختلف لهجات الناس في وادي حضرموت عن لهجات أهل الساحل بعض الشيء، وتختلف لهجات أهل الأرياف والبوادي عن لهجات أهل المدن، ومن خلال الاختلاف والتباين الواضح أو الطفيف في لهجات أهل حضرموت يمكن تمييز اللهجات الرئيسة الآتية:
وتسميتا المشقاص والمعراب هما تسميتان قديمتان؛ حيث يعني المشقاص الشرق، أي المناطق الواقعة شرق حضرموت، بينما يعني المعراب الغرب. وتقع منطقة المشقاص في جنوب شرق حضرموت، شاملة السهل الساحلي الشرقي، والجزء الشرقي في هضبة حضرموت الجنوبية، وهي لا تشمل شرق وادي حضرموت، ولا القسم الشرقي من صحرائها، وقد تحدثت كتابات القرن العاشر الهجري في حضرموت عن حيريج وقشن وحصوين في المهرة ضمن مناطق المشقاص([1])، ومصطلحي المشقاص والمعراب موجودان في اللغة الشحرية (الجبالية) في ظفار، وهما (مشقيص، ومعريب).
ومنذ القدم كانت مدينة الشحر، الأسعا كما كانت تسمى حينذاك عاصمة وميناءً رئيسًا لإقليم الشحر، بالإضافة إلى مرباط عاصمة وميناء القسم الشرقي من الإقليم؛ حيث كانت وما زالت إمكانية التبادل التجاري متوفرة بوجود السلع المحلية والمستوردة في أسواق مدينة الشحر، وفي أوقات متأخرة أطلق اسم المشقاص على المناطق الممتدة شرق الشحر المدينة إلى آخر حدود حضرموت على الشريط الساحلي، ويحصر أغلب الناس اليوم منطقة المشقاص في مديرية الريدة وقصيعر شرق الساحل الحضرمي.
واللهجة المشقاصية هي في الأصل لهجة قبائل المشقاص الحموم وثعين، والسكان الحضر في المدن الريفية، والقرى المنتشرة في شرق ساحل حضرموت، وفي شرق هضبتها الجنوبية، وتمتد جغرافية اللهجة المشقاصية من عيص خرد شرق مدينة الشحر إلى شرق محافظة حضرموت على الساحل، وتمتد بامتداد قبائل آل كثير في غرب محافظة المهرة، أما في المناطق الداخلية فتمتد من وادي عرف شمال الشحر إلى غيل يمين شمالًا، وإلى مثاوي القبائل البدوية الواقعة حواليها، وإلى الشرق منها شاملة شرق هضبة حضرموت الجنوبية؛ حيث تتواجد قبائل الحموم وثعين وغيرها من قبائل المشقاص، كما أن اللهجة المشقاصية ليست غريبة على أهالي مدن الساحل الحضرمي الأخرى، ومدن وادي حضرموت، (المكلا، والشحر، وغيل باوزير، وشحير، وسيئون، وتريم، وساه وغيرها من المدن)، حيث يتداخل الناس في مواقع السكن والعمل، وفي المناسبات الاجتماعية، ومن خلال تداول الموروث الشعبي الأمر الذي يساعد على تداخل اللهجات وتقاربها.
والمعراب جغرافيًا يشمل المناطق الواقعة إلى الغرب من منطقة المشقاص، حيث يتداول الناس لهجة قبائل سيبان ونوّح وغيرها من القبائل القديمة في المنطقة، والسكان الحضر القاطنين في مدن وأرياف هذه المساحة الواسعة من حضرموت، مع ملاحظة بعض التباين في اللهجة من مدينة ومن قرية إلى أخرى، والاختلاف بين لهجة المدينة والبادية، ومثال ذلك الاختلاف بين لهجة الناس في مدينة غيل باوزير وضواحيها عن لهجة الناس في مدينة الشحر والمكلا مثلًا؛ من حيث إدغام بعض الحروف وحذفها وإبدالها؛ ومن حيث نطق أهل الغيل ألفاظًا لا توجد في لهجات المدن الأخرى، مثل:
لفظة بعوض التي ينطقها أهالي غيل باوزير (حُمُش). ولفظة ضفدعة التي ينطقها أهالي غيل باوزير (ضعيفلة). ولفظة ضدح التي ينطقها أهالي غيل باوزير (بهايا). ولفظة جم التي ينطقها الحضارم عامة (يم)، وينطقها الناس في غيل باوزير (يميته).
كما أنهم يبدلون الهمزة على الألف في لفظ مثل (يأكل) إلى واو؛ حيث ينطقون الفعل (يأكل) (يُّوْكُل)، ويدغمون بعض الحروف ويحذفون بعضها في نطقهم لبعض الأسماء مثل:
سعيد ينطقونه سعيدو، وعمر ينطقونه عمارو، وعبدالله ينطقونه عباد، عبادي، وعبدالرحمن ينطقونه دُحمي، محمد عوض ينطقونه محمدَّعوض، وسالم أحمد ينطقونه سحمد.
وتقترب لهجة الناس في وادي حضرموت من لهجة أهل المعراب في المناطق الساحلية الغربية من حضرموت وفي غرب هضبتها الجنوبية، فهي تختلف عن لهجة أهل المشقاص في شرق حضرموت، وفي لهجة أهل الوادي يلاحظ تميز واضح في لهجة أهالي المنطقة الممتدة من شبام في الغرب إلى شرق مدينة تريم في الشرق عن لهجة أهالي المنطقة الوسطى والغربية من وادي حضرموت، حيث تقترب لهجة أهالي المناطق الوسطى والغربية من وادي حضرموت من لهجة الناس في مناطق السيطان وصحراء حضرموت.
وبينما تتسم لهجة أهالي المعراب باللِّين في النطق على عادة السكان الحضر في مدن وأرياف المنطقة الغربية في حضرموت نجد أن لهجة أهل المشقاص تتميز بالشدة في النطق كقولهم:
بقَرَّه بدلًا عن نطق أهل المعراب بَقَره. وبُسرَّه بدلًا عن نطق أهل المعراب بِسرَه. وسعَفَّة بدلًا عن نطق أهل المعراب سَعفَه، وهي جريدة النخل. وحُمُسَّه بدلًا عن نطق أهل المعراب حُمسَه وحِمسَه. وخِلفَّه بدلًا عن نطق أهل المعراب خَلفَه. وصُبُخه بدلًا عن نطق أهل المعراب صُبَخه.
وفي لهجة حضرموت يختصر الحضارم كغيرهم من العرب حرف الجر (على) إلى حرف (ع) كقولهم:
وكما جاء في قول الشاعر عوض عبدالله سبيتي:
يا الهاشمي ناجرت لي عبارة
في بحر والبحر ما قد تبلد غزارة
وصبرت صبر الخشب ع النجارة
عاحد بلطه وعادق بالمسمار
وفي لهجة أهل المشقاص يدخل حرف العين على الجملة الفعلية قبل الفعل المضارع ليفيد استمرار الفعل كقولهم:
عاهدر ونيبي سام ودي لحقك ذليق ليشك عادك ما تلتام
وقول الشاعر سعيد بن عوض العمودي([2]):
تمخروا في السفن وتعدلوا يا فلوك
ع يقلدوا رسم جمهوري بتاج الملوك
كما يتم حذف نون الأفعال الخمسة المتصلة بها واو الجماعة وهي مرفوعة، ويعوضون عنه بالألف كما جاء في القول السابق، وفي قول الشاعر عيظة بن عوض بن الطير الجمحي([3]):
حيا بالموجهين الهروج كما العسل عايسقوا من نهر زين
كذلك تظهر زيادة حرف الياء في الفعل الماضي المتصلة به ضمير المتكلم (التاء)، والمتكلمين (نا) في لهجة أهل المشقاص كقول الشاعر بن حمادة([4]):
لأجل زلة نكريت والعقول العارفين ع الحقيقة بصريت
نا من أول ما ذريت حيث الجودة باتبقل سوميت ومطريت
وبصيغة ضمير المتكلمين نحن قال الشاعر عبدالله محمد بن سلم:
صبحينا بعود النافية([5]) لك هدية والقرنفل بقل ع الطش فوق المطيه
وكما قال الدكتور سعيد سالم الجريري في قصيدته (ندامه)([6]):
ما تفكرينا في غنمكم والعجول وانتم فتحتوا العين عاللي في الحقول
والقصد لما هو هنا متصافيين يكفي حلبتوها خدعتوا سالمين
ويُنطق ضمير المتكلمين (نحن) في مناطق المعراب في غرب حضرموت، وفي الوادي، كما هو في العربية الفصحى (نحن)، باستثناء مناطق المشقاص التي ينطق في أغلبها (نحا)، بدون النون الثانية التي عُوِض عنها بالألف، ويمتد هذا النطق إلى السكان القاطنين في مدينة تريم وحواليها في شرق وادي حضرموت، ويستثنى من ذلك مدينتا الحامي والديس الشرقية في شرق حضرموت على ساحل بحر العرب التي ينطق فيهما ضمير المتكلمين (نحن) بالصيغة التي ينطق بها في اللغة المهرية (نها).
كما تتميز لهجة المشقاص بإمالة الألف نحو الياء في كثير من الأسماء مثل:
سالم الذي ينطق سِيِلِم. وهادف الذي ينطق هِيِدِف. ومساعد الذي ينطق مِسِيِعِد، وهذا النطق شائع في مناطق المعراب في الشحر والمكلا وفي تريم في وادي حضرموت وفي دوعن وربما في مناطق أخرى في الوادي.
سارق الذي ينطق سِيِرِق. وبارد الذي ينطق بِيِرِد. وشارد الذي ينطق شِيِرِد. وراجع الذي ينطق رِيِجِع.
كما يُنطق الألف في أسماء بعض الفاعلين بإمالة نحو الياء في لهجة مدينة المكلا كما أوضح د. عبدالله صالح بابعير([7])، وفي بعض المناطق الأخرى من ساحل حضرموت.
كما يوجد في لهجة المشقاص حذف وإبدال في وسط اسم الفاعل كقولهم:
قيم بدلًا من قائم؛ حيث تحذف الألف وتبدل الهمزة ياءً.
نيم بدلًا من نائم؛ حيث تحذف الألف وتبدل الهمزة ياءً.
صيم بدلًا من صائم؛ حيث تحذف الألف وتبدل الهمزة ياءً.
وفي لفظة جائع تبدل الألف واوًا والهمزة ياءً وتنطق: جويع.
وفي بادية المشقاص يبدلون حرف اللام بحرف الياء، مثل:
خلق تُنطق خيق.
حلق تُنطق حيق.
وحرف العين في سعد يبدلها البعض ألفًا، حيث تنطق ساد، كما جاء في نقش الملك الحضرمي (يدع إل بين بن ربشمس) الخاص بإحياء طقوس الصيد([8]). وهناك حذف في إبدال وإدغام لبعض الحروف في نطقهم لبعض أسماء الأشخاص، وفي بعضها يتم جمع اسمين في نطق واحد كقولهم في:
عبدالله الذي ينطق بعدة أشكال منها: (عِض الله، عِد الله، عِدوه، عِضوه، عبادي).
سعد عبدالرحمن ينطق في بعض مناطق المشقاص: (سعد حمان).
سعد عوض ينطق في بعض مناطق المشقاص: (سَعوض).
عبود سالم ينطق في بعض مناطق المشقاص: (عُبُسَه).
وفي مدينة الشحر ينطق الناس النون لامًا، كما في قولهم: غلم بدلًا من غنم، وهذا النطق ليس جديدًا على أهالي الشحر، فقد ذكر محمد عبدالقادر بامطرف أن »سوق الغنم يكتبه الربان باسباع (ت 950ھ) الغلم«([9])، كما أن هذا النطق ليس جديدًا على المنطقة كلها، فقد ذكر د. جواد علي أن لفظة صنم كانت تكتب عند عرب الجنوب في العصور القديمة (صنم) و(صلم)([10]).
لقد كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية التي طرأت على حضرموت -بعد سقوط مملكتها في القرن الرابع الميلادي- السبب الرئيس في تأصل اللهجات المتعددة في حضرموت وبقائها، حيث كان لصعوبة المواصلات والتواصل بين مختلف المناطق بسبب الفوضى والصراعات القبلية، التي استمرت لقرون عديدة في كل أنحاء حضرموت بالغ الأثر في عزل المناطق والوديان وحتى المدن والقرى عن بعضها البعض، وبالتالي بقاء اللهجات كما هي؛ حيث انعزل الناس في مواقع سكنهم، وأصبح التواصل والاختلاط نادرًا، الأمر الذي جعل كل منطقة تحتفظ بلهجتها، حيث كانت الحركة بين المناطق ضعيفة جدًا، فوجهة أبناء المشقاص مثلًا كانت لا تتعدى الشحر عاصمة اللواء([11]) قبل سريان الهدنة التي فرضها المستشار البريطاني في حضرموت وليم هارولد إنجرامس في عام 1937م، وكانت صعوبة حركة الناس في أنها لا تتم بين منطقة وأخرى إلا بخفارة قبلية، كانوا يطلقون عليها (سياره)، مقابل مبالغ نقدية معينة لمن يقوم بالخفارة، وكان لكل قبيلة حدودها، حيث يتم تغيير الخفارة من منطقة لأخرى بمبالغ أخرى تدفع لمن يقوم بالخفارة([12])، وقد تحدث »شاهد عيان عن التحولات التي لاحظها أثناء هدنة السلام بقوله: في عهد السلطان صالح تواصلت الناس وتخالطوا وتعارفوا وتفاهموا وتقاربت أفكارهم وتزاوجوا وتقاربت لغاتهم ولهجاتهم«([13])، ويتذكر كثير من أبناء المشقاص الذين درسوا في مدارس مدينة غيل باوزير (المدرسة الوسطى، والمعهد الديني، ودار المعلمين) في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كيف كانت بعض عباراتهم وألفاظهم تُقابل بالاستغراب والاستهزاء من قبل الطلاب الآخرين، الذين كانوا يرددونها بشكل تهكمي، وكيف كان بعض أبناء المشقاص ينزوي خجلًا من ذلك، على الرغم من أن لهجة أهل المشقاص لم تكن غريبة في غيل باوزير وفي مناطق المعراب في غرب حضرموت، فالشاعر محفوظ عبدالرحمن العطيشي من أهالي منطقة الصداع في مديرية غيل باوزير يقول بلهجة مشقاصية:
يا اللي تهد في البحر نا في البر مثلك عانهد
وقوله([14]):
كله السبب سالم قريشن كادنا ما قال لي بابور بكره با يصل
وصلت نا واياه واق القاصره وتفاشلينا بعد ما كنا سدود
وكذلك قول الشاعر محمد أحمد بن هادي باوزير (بو سراجين) من أهالي الغيل([15]):
طلعيت العلم وفوليت الجزيره لاتعكت علي با نطراح البار ع البار
وقول الشاعر سعيد باحريز من المكلا([16]):
دنيا الندم والوقت حيلة بحيلة حد تضحكه ذي الدنيا وحد عاتبكيه
وقوله في المسرحة، التي قالها عام 1953م([17]):
تليت المسابت كلها
وبلغيت المروة حدها
وقول الشاعر سعيد سالم بانهيم من بادية سيبان([18]):
عا تخب ملقي هدو وتعكار مخشبك([19]) كنه بايهد لصبار
بالإضافة إلى وجود صيغة المبالغة المشقاصية (يفعوِل)، في لهجة مدينة المكلا كما يقوله د. عبدالله صالح بابعير([20])، حيث تتردد هذه الصيغة بكثرة في لهجة أهل المشقاص في الفعلين الماضي والمضارع:
الفعل الماضي | صيغة المبالغة في الفعل الماضي على وزن (فعوَل) | الفعل المضارع | صيغة المبالغة في الفعل المضارع على وزن (يفعوِل) |
كتب ضحك بكى دهر زفن | كتوَب ضحوَك بكوَى دهوَر زفوَن | يكتب يضحك يبكي يدهر يزفن | يكتوِب يضحوِك يبكوِي يدهوِر يزفوِن |
ويلاحظ في لهجة الناس في وادي حضرموت التشديد في نطقهم لبعض الحروف، والضغط عليها عند النطق، كما في قولهم:
وقولهم:
وبينما يحذف الناس في ساحل حضرموت الهمزة من صيغة (أَفعل) التي ينطقونها قرح بدلًا من أقرح، وعور بدلًا من أعور، نجد أن الناس في وادي حضرموت يحذفون الهمزة من صيغة (أفعل) مقرونة بحذف الألف من (أل) القمرية في الأسماء كما في قولهم:
وهذه الظاهرة، حذف همزة أفعل مع حذف الألف من (أل) القمرية غير موجودة في لهجة أهل المشقاص في شرق حضرموت، وهي شائعة في غرب حضرموت والوادي، وفي لهجة الناس في محافظات شبوة وأبين ولحج والضالع، في أسماء الناس، مثل: لعجم، لسود، لحول، لعور، لدهم، لشطل، لصور، لزرق، لملس. وهي موجودة أيضًا في أسماء بعض الناس في مدينة الشحر، مثل: لحمر، لعوج، ولرضي. وهي أكثر شيوعًا في مدينة المكلا مركز المحافظة.
وهذه الصيغة موجودة في نطقنا لأسماء بعض المناطق، مثل: لرمي الواقعة شمال فوه في مديرية المكلا، ولدواس في هضبة حضرموت الجنوبية على الطريق المؤدية إلى وادي حضرموت، وفي نطقنا لوادي دوعن ليمن وليسر، وربما في لقنة في ريدة المعارة، وفي لبنه ولجرات في دوعن، وفي اسمي سلسلتي جبال (لنمر) و(لنسر) بالقرب من شبوة عاصمة حضرموت القديمة، وكذلك في الأسماء، مثل: لحمر في شرق محافظة أبين، وفي لودر في أبين وفي لبعوس في يافع.
ويحذف الناس في ساحل حضرموت حرف الألف من الفعل في صيغة فعل الأمر كقولهم:
– بِعد من حبيبك يحبك، بينما ينطقه الناس في وادي حضرموت بصيغته العربية الصحيحة: ابعد من حبيبك يحبك.
– بِعد من الشر وغنِّي له، بينما ينطقه الناس في وادي حضرموت بصيغته العربية الصحيحة: ابعد من الشر وغنِّ له.
– عمل خير تلق خير، بينما ينطقه الناس في وادي حضرموت بصيغته العربية الصحيحة: اعمل خير تلقَ خير.
ويحذف البعض في وادي حضرموت الحرف الذي يلي حرف الألف في الفعل الماضي الذي تبدأ به الجملة كقولهم:
ويحذف الناس في ساحل حضرموت الألف من أول الاسم، كقولهم:
وتتغير بعض الأدوات، أي الحروف المستعملة في حديث أهل الساحل عمَّا هي عليه في لهجة أهل الوادي، كقولهم في الوادي:
وتنفرد لهجة الناس في الوادي ببعض الألفاظ القديمة أو غير المتداولة في الساحل، وهي مثل:
[1] – محمد عمر الطيب بافقيه، تاريخ الشحر وأخبار القرن العاشر، ص198، 305، 320، 321.
[2] – ديوان صاحب الريادة الشيخ كرامة بن عمرو بن حمادة، ص43.
[3] – المصدر السابق، ص83.
[4] – المصدر السابق، ص91.
[5] – عود النافية: عود الند.
[6] – بخيته ومبخوت قصائد بالعامية الحضرمية، ص28.
[7] – انحراف اللهجات العامية الحديثة عن العربية الفصحى مظاهر من لهجة مدينة المكلا، ص31.
[8] – انظر نص النقش جاكلين بيرن الشواهد الكتابية لمنطقة شبوة وتاريخها، شبوة عاصمة حضرموت القديمة، ص25.
[9]– الشهداء السبعة، ص41.
[10]– المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج6، ص73.
[11]– كانت السلطنة القعيطية تتكون من ألوية مفردها لواء، كلواء الشحر، ولواء المكلا، ولواء حجر، وغيرها.
[12]– علي حسن علي وعبدالرحمن عبدالكريم الملاحي، تاريخ الصراع الحمومي القعيطي، الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت 1900- 1963م، ص254.
[13]– عبدالله سعيد سليمان الجعيدي، الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في حضرموت 1918- 1945م، ص188.
[14]– محمد عبدالقادر بامطرف، الميزان، ص117.
[15] – مجدي سالم باحمدان، باحريز فارس المداره، ص169.
[16] – عمر محفوظ باني، الشعر الحميني في حضرموت، ص128.
[17] – المصدر السابق، ص56.
[18] – عبدالله صالح حداد، معجم شعراء العامية الحضارمة، ص114.
[19] – مخشبك: فأسك. لصبار أي الأصبار وهي الجبال.
[20] – انحراف اللهجات العامية الحديثة عن العربية الفصحى مظاهر من لهجة مدينة المكلا، ص92.