شخصيات
يوسف عمر باسنبل
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 11 .. ص 108
رابط العدد 11 : اضغط هنا
ولد السيد حسين بن حامد بن الإمام أحمد بن محمد بن علوي بن محمد بن طالب بن علي بن جعفر بن أبي بكر عمر المحضار بن الشيخ أبي بكر بن سالم العلوي، وزير الدولة القعيطية، الذي تولى شؤونها ونهض بها، ومكث فيها أكثر من 25 عامًا، في قرية (الجبيل)، بمنطقة لجرات، بوادي دوعن الأيمن، سنة (1283هـ/ 1865م)، ونشأ في رعاية جده الإمام أحمد بن محمد المحضار، وفي عناية أبيه الحبيب حامد بن أحمد المحضار، وحفظ القرآن الكريم وأتقنه، توفي في مدينة المكلا يوم الإثنين 12 من ذي الحجة سنة 1345هـ، ودفن بـ(قبّة يعقوب).
وجاء في كتاب من أشعار السيد الوزير حسين بن حامد المحضار (1865- 1927م)، وزير الدولة القعيطية لمؤلفه الباحث د. محمد سالم باحمدان، أن السيد حسين بن حامد المحضار، كانت له صلة بالقبائل بعد اتصاله بأعيان بلاده وقادتها، وكان شاعرًا شعبيًا مبرزًا، وكان لشعره أثر في تكوين أمره وتقوية صلاته.
شخصية السيد الوزير
كان يرحمه الله من الشخصيات الفذة، وكان شخصية نادرة وفريدة، فهو مفكر، وشاعر، وحكيم، وسياسي محنك، ووزير مؤتمن، ومن صفاته الحميدة الذكاء، والحنكة، والعلم، والفهم، والرجولة، والشجاعة.. وكان من الرجال الأقوياء الذين لا يهتمون لأي شخص كان خاصة إذا وصل به الأمر بأن يغمط حقه واتهامه بما ليس فيه حتى لو كان من ذوي النفوذ والسلطة، ومن ذلك أن السلطان غالبًا انقبض عليه ولم يتكلم معه لوشاية من الخائنين للتفريق بينهما، فلما رأى الوزير انقباض الملك لزم بيته ولم يذهب إليه، وأقام المقدم الكندي وجماعته عند بيته مدافعًا عن السيد الوزير، وبعد مدة اتضحت الأمور للسلطان غالب وعرف أنها وشاية كاذب، فقال قوموا بنا نسترضي السيد حسين الذي أسأنا إليه واتهمناه بما ليس فيه، ودخلوا بزامل وصولًا إلى بيت الوزير الذي ظهر لهم من نافذة بيته، وقال هذا البيت:
صاحبي عايب بي ونا ما عبِت به صلي معه من حيث ما صلى إمام
ونا معي شيخ الجهه مقطور به ما نا حقيبة بنطــرح فوق الســـــنام
وخرج لاستقبال السلطان، والتأم الشمل بينهما.
وقال عن نفسه هذه الأبيات تعبيرًا عن شموخه واعتزازه بنفسه وعدم خوفه من الأعداء:
يقول الفتى بو طالب الدُّر واللــول غالي بحوره عميقة مهيله ما تجي بالفضيلة
بغا له سلاسل قوية ذي تشل الثقــــالي تسير المراكب عليها في البحور الطويلة
بغيت البنادر وقلبي بالقويرة حلالي وعينات ساسي ولها فيها الرسوم الدويلة
وقومي تنعشر مئة من غير ذي في الجبالي يكنون راسي إذا ثجّت على المخيلة
حمولي مشطف وضني با تشــله جمــالي إذا غدر الليل حني بالخزين الدويلة
رعا الله ليالي مضت في الشحر والقلب سالي ولانا مبالي ونوّش بالحــمول الثقيلة
جمالي قوية بعون الله ومولى بـــلالي وسر السلف والقعيطي والسيوف الصقيلة
العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله وثناؤه على الوزير المحضار:
كانت علاقة السيد حسين المحضار بالعلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف علاقة وطيدة، وأثنى العلامة ابن عبيدالله على الوزير حسين المحضار بعدما رأى حنكته حول المعاهدة التي وقعت في عدن، وتعد أول إنجاز رسمي لم يقع مثله طيلة مدة الحكم القعيطي الكثيري، وترتب على ذلك الحلف، وقد عبر الوزير حسين المحضار عن ذلك في أبياته ممثلًا للدولة الكثيرية والدولة القعيطية في آن واحد قائلًا:
محسن عصا بيدي وغالب ساعدي والحكن واحد من قسم لما بين
وإن وقعت الجنة تقع يا لواحدي وإلا صبرنا عالميافي والجذن
وإليكم بعض ما قاله السيد ابن عبيدالله السقاف في قصيدته التي وجهها لبطل الحلف:
أهلًا وسهلًا بمن وافانا وموضعه مني وإن لمت فوق الرأس والمُقل
ابن المحاضير من طابت شمائله ولم يحـل قط عن ودي ولم أحــل
مهذب النفس ذو الوجه الوسيم إلى القلب السليم من الأدناس والدخل
وصفي له وهو أدهى الناس يجعلني دريئة للخطاء والعي والخطـــل
من أشعاره:
– بين الوزير حسين المحضار وجده أحمد بن محمد:
قال السيد العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف: اجتمعت في بيت الحبيب أحمد المحضار عدد من الحبالى رغم ضعف حاله، فلما دخل عليه حفيده حسين وكان جده يحبه فوجه له أبياتًا من الشعر قال فيها:
حسين ربك يسهل كل ما هو صعب
حسين معنا حبالى ست في الدار تِب
فرد حسين على البديهة قائلًا:
عسى المهيمن يسهل أمرهن يستهب
وإلا إلى المقبرة كلا بشغبه يهب
فصاحت الحريم فال الله ولا فالك
– حجر بين قشمر والمحضار:
قيل إن الوزير المحضار استقدم الشاعر قشمرًا بعد فشله في إخضاع حجر للحكم القعيطي في عام 1317هـ/ 1899م، وهزيمتهم من قبل قبائل حجر، فخاطبه الوزير المحضار قائلًا:
ذا السنة يا سعيد قشمر يا حلالك يا زوالك
ما كفى لي قد جرى لك شتروا مركبك تشتير
الشاعر قشمر:
قلت لك من عام لوّل لا تضيّع رأس مالك
فاطن أهل الهاشمية يوم ردوكم مقاهير
الوزير المحضار:
فاطن أهل الهاشمية والذي ببالي ببالك
با هجم لك بالعساكر والبنادق والطوابير
الشاعر قشمر:
يا حبيبي خاف صالح بالعبارة ما حكى لك
الذي حضروا الوقيعة عندنا قدهم محازير