إبداع
صالح سعيد بحرق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 11 .. ص 111
رابط العدد 11 : اضغط هنا
استيطان:
للألم يستوطن قلبه ، يشرع للولوج في تضاعيف الذكرى ..
يفتح أشرعة الزمن على فجوات الأمس،
ويستوطنها ..
مبحرًا نحو أقاليم اليأس التي تنهمر من مسافات غيابه..
يدنو من حواف مشتعلة بالحنين
ويرسو على شاطئ النسيان…
موج:
حين دنا من المدينة، تشاغبت في خلده لحظات الأمس المنسية ..
حاول أن يصد أبواب الذكرى على مفترق طرق الوعد ..
فانهمرت من كل صوب أيام الحرمان…
رسالة:
مرت به ذات فجاءة.. انغمس في أتون التذكار..
تدافعت أمانيه الحائرة على درب الشوق ..
تقدم ببطء إليها. تسابقت إليه لحيظات الحنين..
همس في سره لها.. تبعها بنظرات الوله.. أشارت إليه من طرف خفي بالشوق..
ثم ابتلعها الدرب الطيني، الطويل..
غوص:
في السديم الممتد بين فراقها وحنينه ..
راحت أمانيه تتسابق..
تغترف من حياض الشوق.. تهمي وعدًا واخضرارًا
تستفيق على ذكريات الأمس ..
تداعب انطفاءاته.. تدنو منه
تعتلي هجسه .. وتغوص ، تغوص به إلى فراشات الدهشة..
يصحو.. يمتطي وعد السنين ..
تتوه به في أوحال الذكرى.. والحنين..
ولا تبقي منه إلا شبحًا في فضاء الوحدة .
مطر:
وقفت أمام عمود النور..
التصقت به .. خوف المطر ..
فجأة وقطرات المطر تغزو جسدها.. تفتق داخلها أمنيات جميلة
وتنتابها حالة من الدفء، فتلتصق أكثر فأكثر ..
يشع من داخل جسدها إشراقات فرح، تطاله هناك ، وهو واقف على الرصيف المقابل، يتأملها..
موعد:
لأول مرة يذهب إلى موعد..
يجلس ينظر إلى ساعته، المرة، ثم المرة، ثم المرة .
يقلق.. ينظر إلى الأفق. تذهب من داخله زفرات تلون المدى المواجه له ..
ينظر إلى ساعته.. تأتيه أماني الأمس.. أماني الطريق.. أماني الشوق..
وهو لما يزل ينظر إلى عقارب ساعته..