مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتراث والنشر

حديث البداية .. على هامش ملف المرأة في هذا العدد

حديث البداية

د. عبدالقادر باعيسى - رئيس التحرير


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 12 .. ص 4

رابط العدد 12 : اضغط هنا


مازالت المرأة بحاجة إلى إحياء، فمازالت قراءتنا لها محدودة، ومازالت قراءتها لنفسها محدودة، وإن أخذت توجهات القراءة الثقافية- الحداثية تكشف بعضا من خبايا المرأة الذهنية والنفسية المطمورة فيها وفينا، وليس الغاية من هذا في المحصلة البعيدة كشف الأنساق المخبوءة في المرأة، وإنما محاولة تأسيس إنسانة جديدة وإنسان جديد أيضاً.

أمام هذا الوعد الجميل الذي نرتجيه فإن إشكالات التراث والواقع حول المرأة وحولنا كثيرة، وأبرز هذه الإشكالات أن مفاهيمنا في قراءة المرأة، والقراءة الثقافية بشكل عام مفاهيم جديدة، وبعضها مازال غير مترجم إلى العربية، ننقلها بلفظها الأجنبي إلى كتاباتنا وأبحاثنا، أي لا وجود لها في لغتنا، ومن ثم في ثقافتنا وتفكيرنا، وذلك إشكال بحاجة إلى تفهم لتحديد وضعنا ووضع المرأة في قراءتنا لها ولأنفسنا عنصر الرجال، إلا إذا أردنا أن ننتج قراءات شكلية تقوم على الانفعال العاطفي الواضح بما فيها كتابتنا البحثية التي تتسم بقدر كبير من الجرأة والرغبة في التغيير السريع والحاسم للواقع، فالرغبة في الانفتاح على فكر الآخر وفهمه وتبنيه شيء، والرغبة في تحويله إلى أداة إجرائية عملية في واقعنا شيء آخر مختلف، ذلك لأن الانفعالية والتعميمية في النقل والتطبيق لن تنتج إلا نماذج مشوهة لصورة المرأة المرتجاة، فرهانات خطابنا المعاصر حول المرأة مازالت صعبة أمام نفسه، قبل أن تكون صعبة أمام تطبيقاته، حيث لا يمكن أن يحدث اندماج مطلق للآفاق المعرفية العالمية في النظر إلى المرأة في العالم العربي والنظر إلى إليها في العالم الغربي، وإن ادعينا النزعة الانسانية الشاملة، فنحن رغم ابتهاجنا بالحداثة نعاني من بؤس معرفي بها وبتطبيقاتها فينا علينا أن نعترف به حتى ننتصر على أنفسنا فبل أن ننتصر على الأفكار التي نراها قدامية أو تخلفية.