ملف العدد
سارة العجيلي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 12 .. ص 108
رابط العدد 12 : اضغط هنا
ليت لي كل عيد لأهديه كل يد، إنني أتمنى حقًا أن أملك علبة أحلام حقيقية أرش محتواها على الجميع حتى تختفي تلك الأيادي تمامًا وتقوم كل الأحلام من المنام .
ما زلت أرتق وأوسع ثوب الحلم بالقطع الملونة ما استطعت، فكل الأيادي التي صادفتها باتت تنهش هذا البقاء مني لتجبرني على إعادة الحلم بصورة أكبر وبفضاء بلا إطار ليحتضن كل الأيادي بكافة أحجامها وألوانها حتى تختفي تماما ؛ أحلم بصورة بلا أيادٍ وكوابيس بلا ملاحقة، وطريق بلا أحلام ضائعة ، وأنا بلا انكسار أو وجع ثائر .
الفقر في هذه المدينة لا يخجل، إنه وبكل بساطة يفرش أيادي المتسولين في كل مكان؛ في الأزقة المظلمة كما في الشوارع العامة التي تتراشق الأضواء فيها وتنحشر المركبات بأبواقها لتفضح السكون .
في كل مكان تمره هنا لا بد أن تلاحقك الأيادي ويهرول خلفك الهزال، وعلى قلبك يهطل الكثير من وجع الكلمات، أما على الأرصفة فيبيع الأطفال أحلامهم وتسدل النساء نقابهن على الأراضي التي ربما تمطرها يدك السماء بحديدة خردة مما أعاده لك للتو صاحب المركبة – إن لم يعطِك عوضًا عن الفكة حلوى – ، ويرتعد الجو بأكمله لامتداد يد مجعدة قد فاض بها الزمن .
أيعقل أن يراق المشهد على وجه الأيام بهذه البشاعة، وبالصورة التي تفيض على كل إطار لتكبره ؟
في تاريخ كل هذه الأيادي أسابيع ويكون العيد ، ولن يكون العيد أكبر من العافية – إن كانوا بعافية أصلًا – والإجماع على جمال كل ثوب يمرق من أمامهم، وكل حلوى لم تصل إلى أفواههم، وكل كبش لم يصلهم إلا صوته .
في مكان آخر وفي ذات التوقيت سيكون العيد حقًا، لكن الأعياد لا تصل كل الأيادي .