مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتراث والنشر

أعجوبة كلمة..

ملف العدد

عائشة علي


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 12 .. ص 112

رابط العدد 12 : اضغط هنا


قيل إن الكلمة أوتيت قوة رغم قلة حروفها، لذا من صادق الحديث أن تسمع قصصًا وكأنها أقرب إلى الخيال، وليس في ذاك شيءٌ من التصنع أو التلفيق.

في القدم كانوا أكثر حِكمةً ونُطقًا في التفوُّه بالكلمات، بل كانوا يَعُدُّون مجالسَ لا تخلو من ضرب أمثال في هذا وذاك لتعظيم شأنٍ ما أو لأخذ عبرة فيما سلف عن حدث ما. كانت لمجالسهم عظمة لعظم شأن ما كان يُقال، ولأن للكلمة سحرًا ما زلنا نتوق شوقًا حين يحدثنا كهل أو شيخ عن حديث سمعه في وقت من زمنه كانت فيه للكلمة جبروتها، بل تفوق وزن ذهبٍ كجبل أحد. في وقتٍ أصبحت الساحة تعج بأفواه تنطق بما لا يخفى عليك خافية، تيقن أن كلمة بلغت مبلغًا تكاد تكون فيه إما تحيي العظام وهي رميم وإمَّا أن ترديك متأثرًا بجراحاتك.