ملف العدد
وسيلة أحمد
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 12 .. ص 113
رابط العدد 12 : اضغط هنا
أوشكت قهوتي
أن تُغادر الفنجان
بدأت في التضائل
شيئًا فـ شيئًا
ببرودٍ شديد
..
وطعمُها المُر
بدأ في التسلل بعيدًا
وكأنها تُودعني
ببعض القُبلات المتناثرة
على شفتي
..
لأول مرة
أشعرُ بهكذا وداع
وكأنهُ أبدي
وكأننا لن نلتقي مجددًا
وكأنها تُشعرني
بقبلة الوداع لفنجاني
وكأنها تُحدثني سرًا
بأنها آخر مرة
سيكون الفنجان بين يدي
..
ما علتي
ما علةُ فنجان قهوتي
وكأنما أول مرةٍ أنظرُ إليه وأستلذُ بهِ
..
أُربتُ عليهِ
كطفلٍ.. يحاول خلسة أن يتسلل من بين يدي
أعيشهُ مع كل رشفة
وأعيشُ بهِ
..
فنجاني
حدثني
ما لي أراك تفيضُ بالحُبِ
وكأنك صبيٌّ مغرم
..
فنجاني
غادرتهُ حبيبته
وتسللت في فمي
لم يعد فيك الآن
إلا بقايا..
وها أنت الآن تُغادرُ يدي
وتستقر براحة يديها
لتُقرأ.. أنت
وتقرأني
ويُفضحُ سرُنا
ذاك الذي ساق كلينا
على نفس الدرب
لنهتدي
..
تنهدت قارئتك
فجأةً
فسال دمعُ عيني وبلل محجري
قالت.. بصوت شبهِ خافتِ
سأبكي عليك
سأبكي عليه
سأبكي على ما فات في العمرِ وما سينقضي
..
ساد السكونُ
وكأن الزمان توقفَ
وسمعتُ صوتًا من بعيدٍ آتيًا
ما بالُ فنجانك اليوم لا يكادُ ينتهي
..
عذرًا إليكِ
فإنني
رأيتُ حلمًا مزعجًا
رأيتُ أن سعادتي إذا ما قرأتُ فنجاني
ستنتهي
عذرًا إليكِ
فإنني
ما عدتُ راغبةً أن يُغادر الفنجانُ يدي