أضواء
محسن علوي أبو بكر باعلوي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 13 .. ص 22
رابط العدد 13 : اضغط هنا
الأَبَارِقَة:
سَوْط الأبارِقة من سِيْطان الرَّيدة، وأهل هذه الجهات يقولون في السَّوط – وهو الصَّحراء الجبليَّة-: (صَاط) باشباع الفتحة -فتحة الشين- حتى تصير ألفًا، وحذف الواو، ومثله قولهم في الكَوْر -بمعنى الراس-: كار، والشَّوْر: شَار، والثَّوْر: ثار.
وسوط الأبارِقَة يشمل عدة شرُوج وقُرَى منها: (إلْمَر باخَرْبُوش)، و(عَنَق بلْشِرَف)، و(الحُرَيْث)، و(الوُلَيْجَات)، و(باكُبيْدَة)، و(السَّحَم)، و(ضَغَر)، وتصبُّ في (وادي عَمِد)، وتقع في الجِهة الشَّرقيَّة الشماليَّة للرَيْدة، إلى الشَّرق من بلدة (بَرَاوْرَة)؛ بل كانت براورة بلد السَّادة آل الجيلاني من أملاك الأبارِقَة في القديم، ثم انتقل ملكها للسَّادة، وكان للأبارِقة حصنٌ في براورة هدمه باتيس أيام النظام السَّابق في الجنوب، وعمل في موقعه مدرسة ابتدائية.
والأبارِقَة: بكسر الرَّاء، والعامَّة في تلك الجهات ينطقونها (لَبارقة): بحذف ألف (آل)، والألف الذي بعدها، ويصلونها بنفس الكلمة، وينقلون إليها حركة الألف المحذوفة؛ كقولهم في (الأدْواس): لَدْواس، وفي (الإشْعَر): لِشْعر، بكسر اللام، ومثله قول عامة الحضارمة في (الأحمدي): لَحْمدي، وفي الأرْضِي: لَرْضي.
مع أنهم في مفرده يقولون: (بَرَيْقي).
والأبارِقَة: فرعٌ من حلف الدَّيِّن ومرجعهم إلى قبيلة حمير، وقول المقحفي في (مُعجم البلدان 1/ 13): »ومسكنهم وادي دوعن« غير صحيح؛ بل يسكنون ريدة الدَّيِّن.
ومن الأبارِقة: آل باسَالم، وآل بَلْشِرَف، وآل باخَرْبُوش، وآل باقَحْدُوم، ومُقدَّم الأبارقة (رئيسهم) اليوم -سنة 1440هـ- أحمد باطالب.
الأبايِض:
وهي الأجوال (جمع جول) التي على ظهر جبل الأبيض (لبيض)، تُسقى من منحدرات الأشاعر.
الأبْيَض:
جبل دون الأشْعَر، وفوق الأقْحَل، سُمِّي بذلك؛ لأنَّ حجارتَهُ بيضاء، وكذلك طينته، وتستخدم طينته في البِنَاء، كالإسمنت، وفي طلاء الجُدران من الخارج، تخلط بالبُغل: وهو قِشر البُّر (التِّبن)، ويقال له في هذه الجهات: (التِّبل) باللام، وله قدرة عجيبة في مقاومة الماء والأمطار، إضافة إلى أنَّه يُعطي منظرًا بهيًّا للبيوت، فتراها بيضاء كأنها حبَّات اللؤلؤ.
والعامة في هذه الجهات ينطقونها: (لِبْيَض) بكسر اللام، وسكون الباء، وفتح الياء؛ لأنهم يكسرون همزة الأبيض، ومثل هذا قولهم في (الأشْعَر): لِشْعَر، وقد سبقت له نظائر في الذي قبله.
الأبْيَضَين:
بسكون الباء، وفتح الياء الأولى، والضاد، على صيغة المثنى: حصنُ الـ(باعَمَرو) المشهور، يقع في الجِهة البحريَّة لبلدة (براورة)، أي في جنوبها، قريبة من (بَرِيْرة بامَسْعَدي)، ومن (مِيْراد باسُوْدان)، وهي بالنسبة لـ(الضَّليعَة) في جِهة الشّمال الشَّرقي، وقول المقحفي في (مُعجم البلدان 1/ 21): »قرية صغيرة في منطقة الضَّليعة من وادي دَوْعن بحضرموت« غير دقيق؛ فليست هي من الضليعة، وليست الضليعة من وادي دوعن؛ بل من مرتفعات دوعن؛ وإن كانت في النظام السَّابق تبع لدَوْعن من النَّاحية الإداريَّة.
والعامَّة في هذه الجهات ينطقونها: (لِبْيَضَين) بكسر اللام، وسكون الباء، وفتح الياء والضَّاد، وسكون الياء الأخيرة، وقد مضتْ نظائرُه.
و(الأبيضين): سُمِّيت بذلك؛ لأنها تقع على ظهر الأبيض، وهو جبلٌ كما سبق، كما أنَّ (الأقحلين) سُمِّيت بذلك؛ لأنها تقع على الأقحل (قَحَل)، و(الأشْعَرَين)؛ لأنها على الأشْعَر، وكذا (الحَتَارَين)، و(قَطَاطَيْن).
وسُكَّانه من آل (باعَمَرو): بفتح العين، والميم، وبزيادة الواو في الخط: من الدَّيِّن.
وفي القرية مسجدان، ومدرسة، وكريفان للماء، ويشتغل أهلُها بالرَّعي، والزَّرع، والتِّجارة، والتَّدريس.
ولمَّا وقعتْ الحربُ بين القعيطي، والدَّيِّن بسبب أجارة المسَادِسَة السَّيدَ محمد بن عمر باعقيل، تقدَّم عسكر القعيطي على الأشْعَر(جبل)، -وهو فوق كريق باماخش الواقع على جبل الأبيض الآن-، ووضعوا عليه مدفعهم، فانكشفت لهم (بَرَاورَة) شمالًا، و(الأبيضين) جنوبًا، فوجهوا المدفع أولًا إلى بلاد السَّادة (بَرَاورَة) فلم يروا شيئًا، وما كانوا يعلمون أنها للسَّادة، ثم وجَّهوه إلى (الأبيضين) بلاد الباعَمَرو (الدَّيِّن)، فضربوا حصنًا لهم، وهدموه، ووقعت المعركة بقرب حيلة السَّلامة، وما تزال مرابي العسكر موجودة إلى اليوم هناك.
ويُذكر عن علي بن حمد باعَمَرو أنَّه كان مُرابيًا، واشترى من السَّادة في (بَرِيْرة) -بسكون الياء-، ومن آل باسالم، ومن غيرهم مساحات واسعة، ولما دُفِن جاءت إلى قبره صاعقة فأخرجته منه، هكذا يُذْكر، والله أعلم.
وكان لـ(باعَمَرو) بقرٌ يعمل عليها في شرج (المِلاح)، ويُمسِّيها في بلاد السَّادة الجيلاني (بَرَاورَة)، فقام بعض شباب السَّادة بقطع أعصاب الأبقار، فاحتكموا عند الباحنحن، وفي الطَّريق التقاهما رجل من آل باقطيان، فقال لباعَمَرو: (أيه فعلت في بقرك لمَّا صبحوهن يدحِين (يعني يزحَفن)، فردَّ الباعَمَرو بكلام فيه مسبَّة للسَّيد، فأسرَّها السَّيد في نفسه، ثم أبداها له في الطَّريق، ثم مرَّا على كريف، فوضع الباعمرو بندقيته ليشرب، فأخذها السَّيد وضربه بها فأغشاه، ثم قتله، ثم تحصَّن السَّادة بعدها في الحصُون، وتوارَى الباعَمَرو قريبًا من بيوتهم، وكمِنَ لهم هناك، وفي الليل كان السَّيد يسمر عند صهره في الشّق الشَّرقي من براورة، فوَشَى به بعض العبيد المُرْتشين، وأخبر الباعَمَرو، فلمَّا مرَّ ضربه بجنبيَّة فأرداه قتيلًا، لكن الباعمرو خَرَقَ بعد فعلته هذه، وجَبُنَ فلم يتحرَّك من مكانه، فقامت جارية من جواري العبيد المُرتشين فضربته بعود لأجل أن يقوم، فقام وهرَبَ، ثم تَمَّ الصُّلح بينهما بعد ذلك.
وجاء في (تاج الأعراس للحبيب علي بن حسين العطَّاس 2/ 177) حكاية عن سعيد -بفتح السين، والعين- بن عمر باعمرو الدَّيِّني ساكن الأبيضين في مجيء الحبيب العلامة صالح بن عبدالله العطَّاس إلى صوط القثم أحد السِّيطان المجاورة لريدة الدَّيِّن، وهي طويلة، فليرجع إليها من شاء.
ومُقدَّم الـ(باعَمَرو) توفي، وليس لهم مُقدَّم اليوم – سنة 1440هـ.
وفي الأبيضين حصنان: حصن لعلي بن حمد باعمرو المذكور، وحصن للمجموعة.
ويسيل ماءُ (الأبيَضَيْن) في شَرْج بَرِيْرة -بسكون الياء-، وهي في شرج (باظَفَار)، وهو في (الحَتَار).
أجْدَمُ الرَّاس:
و(أجْدَم) على صيغة أفعل التَّفضيل، بسكون الجيم، وفتح الدال المُهملة، والعامَّة في هذه الجهات تقول: (جَدَم الرَّاس) بحذف الألف، كقولهم في (أحمر اللون): حَمَر، وفي (أحْمَد): حَمَد.
والرَّاس هنا تعني الأعلى، فمعنى (أجدم الراس): أجدم الأعلى، في مقابل (أجدم الأسفل)، والحضارمة يطلقون (الرَّاس) على القِمَّة، والمكان العالي في الجبل، أو الحَيْد، ومنه (راس حُوَيْرة)، و(راس الكَرَع)، (وراس طَابَة)، و(راس الوَّدِن)، والثلاثة الأخيرة من بلدان (ريدة الدَّيِّن).
وهي قرية تقع في الجهة الشَّرقية للرَّيْدة قريبة من (الفِشْلِة)، ومن (العِطَيف)، و(غَيْضَة المُعُوس)، وكذا من (القطاطين)، ويسيل ماؤها في (الفِشْلِة)، ثم في (جَدَم الأسفل)، ثم في (العِطَيف) إلى أن يصل إلى (شِعْب قيْدُون).
وتقع على الطَّريق المعبَّد المسلُوك (خط الإسفلت) الذي يربط دوعن بالضَّليعَة، وهي أول قرية تأتي بعد الرَّيدة على يسار الذاهب إلى دوعن، وعندها سِقَاية على الخط.
ويسكنها آل (بُو سَعَد) بفتح السين، والعين من نُوَّح، وآل (باعَطَا) بفتح العين، والطاء: من (نُوَّح) أيضًا، و(نُوَّح): بضم النون، وتشديد الواو مع الفتح: قبيلة مشهورة، وتذكر كثيرًا في مقابل سَيبان، فيقال: (نُوَّح وسَيْبَان)، ونُوَّح يرون أنهم قبيلة مستقلة، وأن حدودهم تخالف حدود سيبان، مع أن أصحاب الأنساب يقولون: (نُوَّح من سيبان)، وأغلب مساكن (نُوَّح) في وادي حجر فهي قاعدتهم، وقسم منهم في دوعن، قسم في السِّيطان -المرتفعات الجبيلة-، وطائلتهم -المقدم على جميع نُوَّح- في بيت البارشيد.
وهي -أجدم الراس- عدَّها العلَّامة علوي الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 505) ضمن شرُوج المُعُوس، ويقول البعض إنها من شروج البُوسَعَد لا المعوس، والله أعلم.
وأهلها كانوا على تَدَيّنٍ كان بها مسجد قديم جدًّا في الوقت الذي لم يكن بالشروج المجاورة مساجد، ويشتغل أهلها بالرَّعي، والزَّرع والحرث، والبيع والشِّراء.
وفيها حصن في مقدمتها يُرى من الطريق.
وجميع شرُوج المُعُوس تصبُّ في شِعْب قيدُون، ما عدا (نَعَيِّمة) فتصب في وادي عمد.
وهناك قرية في أرياف المكلا في جهة الطريق القبلية إلى دوعن قريب من النّويمة تسمى: (إجدمة)، والناس يلفظونها: (يدمة)، أو (يدما) بحذف الألف، وقلب الجيم ياء.
أجْدَمُ الأسْفَل:
سُمِّيت بذلك لأنها تقع أسفل (أجْدَم الرَّاس)، وهي قريبة من (أجدم الرَّاس)، ومن (الفِشْلِة)، و(العُطَيف)، تقع في الجِهة الشَّرقية للرَّيدة.
والعامَّة في هذه الجهات تقول: (جَدَم لَسْفَل) بحذف الألف في الكلمتين، وربما قيل: (جدم السَّفل).
و(أجدم الأسفل): عدَّها العلامة علوي الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 505) ضمن شروج المعوس، فالله أعلم.
ويسكنها آل (باعَطَا)، ومرجعهم إلى (نُوَّح)، كما سبق.
الأحْجَالُ:
جمعُ حِجِل، والحِجِل بكسر الحاء، والجيم: هو الحَقل، والجرُوب التي يزرعون عليها، وتكون في الشّرُوج، ويكون عند كل حِجِل حصن، أو أكثر، وبعض الحضارمة يُسمِّي الحِجِل: مالًا، أو طينًا، ومنهم من يُسميه بالذَّبر، بالذال المعجمة المثقلة مع الفتح، وفي بعض مناطق الساحل كغيل باوزير ونحوها يسمونه: أرضًا، واسمه في اللغة الفُصحَى: الحقل، والمزرعة.
وتعتمد جميع أحجال الرَّيدة على الأمطار المُوسميَّة، وهي شحيحة جدًّا، يَبْذرون البذور إذا امتلأت الأحجال بماء السَّماء في بعض النجوم، وفي بعضها يبذرون إذا نشِفَ الحجل ماءه.
والأحجال تكون على مجاري الأمطار تأتي إليها من منحدرات الأجوال (جمع جول)، ويحاط الحجل بالحجارة، والشّوك، والأسلاك، ويقسم الحجل إلى جُروب: جمع جِرْبة، وإلى مُطُر: جمع مُطَيْرة، ويُفصَل بين القِطَع الأرضية بالأسوام: جمع سوم: وهو حاجز ترابي.
ويُزرع في الحِجِل البُّر الهَلْبَاء، والذّرَة، وهما أكثر المزروعات، وكذلك الدُّخن، والمسيبلي، والجِلْجِل (السِّمْسِم)، والدِّجر، وينبت في الحجل العُشْب ويسمى عندهم بـ(الرّمام) -وله أصل في اللغة- يُحَشّ ويُلفُّ كالحبال، ثم يعلف للأغنام، وقسم منه يباع في الأسواق.
الأخْشَابُ:
بسكون الخاء، وفتح الشين: قرية تقع في الجِهة الغربيَّة من براورة، بعد السَّد -سد باقبيلي- والمسافة من السَّد إليها نحو نصف ساعة بالرِّجل، وهي قريبة من (إلْمَر) بلدة باخَرْبُوش.
والعامَّة في هذه الجهات ينطقونها: (لَخْشَاب)، بحذف الألف، وفتح اللام، وقد سبقت نظائره.
وفي (تاج العرُوس 2/ 358): »وكلُّ خَشِنٍ غليظٍ من الجبال فهو أخْشَب«اهـ.
ويسكنها المشايخ (آل العَمُودي)، ومنصب آل العمودي في السِّيطان يكون في بلدة (النَّجِيدَين) التي هي قاعدة المشايخ في السِّيطان، ومحتكمهم اليوم -سنة 1440هـ- إلى عثمان باشيبة العمودي، وأصول آل العمودي الذين بالأخشاب من (قيدون) بوادي دوعن، وجدهم هو عمر بن عبدالقادر العمودي صاحب قيدون.
وفي الأخشاب مسجدان، ومدرسة ابتدائية تُسمَّى مدرسة (ابن خلدون)، وأربعة كرفان، وفيها ثلاثة حصون، ويشتغل أهلها بالرَّعي، والزَّرع، والتِّجارة، وقسم كبير منهم مسافرون، ولهم أيادي في الخير مذكورة مشكورة.
ويسيل ماءُ (الأخشاب) في بلدة (صَبَلِة)، ثم إلى (وادي عَمِد).
الأخيَاسُ:
بسكون الخاء، وفتح الياء: شرج في الجِهة الشّماليَّة للرَّيدة، قريب من (عَنَق بَلْشِرَف)، وفيه أملاك لآل (بلشِرَف) ساكني بلدة (عَنَق بلشِرَف) من الأبارِقة، وآل (باقَارِح) ساكني بلدة (الثَّجَر).
والعامَّة في هذه الجهات ينطقونها: (لَخْياس) بحذف الألف، وفتح اللام، وقد مضت نظائره.
وفيه أطلال وخرائب، يقال إنها كانت مُلكًا لـ(بافَنَع) من قبائل نُوَّح الساكنين بدوعن، وكان يقال له: (سَوْط بافَنَع).
وفيه حصونٌ قديمة يَدَّعي الأبارِقة أنَّها لهم.
ويأتيه السَّيل من (عَنَق بلشِرَف)، ويصبُّ ماؤه في (وادي عَمِد).
الأرْضَاح:
بسكون الراء، وفتح الضاد: جمع رضح، والمراد بها الصَّفاة الملسَاء الكبيرة المستوية التي تكون في أماكن مجرى السَّيل يُرضح عليها العُشَر، ثم تدبغ به الجلود.
ويقال للحصاة التي يُرضح -أي يُدق بها- نَوَى التمر، أو العُشَر: مِرْضَحة، وفي (تاج العروس 6/ 397): »والمِرْضَحة؛ كمِكْنَسَة: ما يدق بها النَّوى للعلف«اهـ.
وسيأتي في حرف الباء: (بَيْن الأرْضَاح): وهو مجرى للسَّيل القادم من (براورة)، ومن (بَرِيْرة) يلتقيان فيه، وهو يصبُّ في شِعب (المِلاح) من شعاب براورة.
وفي وادي (عَمِد) بلدة يقال لها: (الرَّضْحَيْن): تثنية رضح، وهي قريبة من بلدة (الشُّعْبة) يصب فيها شِعب الملاح القادم من (بين الأرضاح).
أرْضُ الحَاجُّ:
قرية تقع ضمن شرُوج المُعُوس (بامُعُس)، في الجِهة الشَّرقيَّة للرَّيدة، بينها وبين العِطَيف نحو خمس دقائق.
ويسكنها آل (بادُخُن) ويرجعون إلى (بلْحَيْمَر) من المُعُوس، والمُعُوس من نُوَّح كما سبق.
وفي القرية مسجد، ويشتغل أهلها بالرَّعي، والزَّرع، والتِّجارة.
وجميع شروج المُعُوس تسيل في شِعب قيدُون.
أرْضِين:
هو الاسم القديم لرَيْدة الدَّيِّن، قال العَلَّامة عبدالرَّحمن بنُ عبيدالله السَّقَّاف في (إدام القوت، ص137): »وكان يُقال لها رَيدة أرْضِين، ثم قيل لها رَيْدة الدَّيِّن نسبة إلى سُكانها المتأخرين«اهـ، وذكرها أبو محمد الهَمَداني في (صِفَة جزيرة العَرَب 1/ 58)، فقال: »والصَّيعر قبيلة من الصَّدِف، تنسب إليها رَيْدة ليفرَّق بينها وبين (رَيْدة أرْضِين)«اهـ.
وقال ابنُ عبيدالله السَّقَّاف في كتابه (الإدام، ص138): »وكلَّما ذكرَ ابنُ الحَائك (رَيْدة أرْضِين)، فالظَّاهر أنَّه إنَّما يعني رَيْدة الدَّيِّن«اهـ. وقال في (بضَائِع التَّابُوت) عند وصف حملة قائد الإمام المتوكِّل على حضرموت: »حتى انتهى إلى رَيْدة بامَسْدُوس، وهي التي يقال لها رَيْدة الدَّيِّن، وسمَّاها الهمداني رَيْدة أرْضِين«اهـ.
و(أرضِين) يحتمل أن يكون ضبطها بسكون الراء، أو فتحها، وكسر الضاد، وسكون الياء: جمع أرض، سُمِّيت بذلك لسعة مساحاتها، وهي التي يقال لها الأجوال، أو الجيلان فإنه لا يدركها الطَّرف من جميع الجهات، وهي أكبر الرِّيَد على الإطلاق.
وقال المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف في (ملاحظاته على الهمداني ص42): »ويذكر الهمداني مكانًا اسمه ريدة أرضين، وهذا خطأ، والصحيح هو (ريدة الدَّيِّن)«اهـ. كأنه يقصد أنها تصحَّفت على الهمداني وما ذكره مع أنَّه لا دليل عليه بعيد؛ للاختلاف الواضح بين الكلمتين، ولو قال: إنها تصحَّفت من (أرض الدَّيِّن) إلى أرْضَّيِّن لكان أقرب، وأقرب منه أن يقال: إن أصلها (أرض الدَّيِّن) فتحولت بكثرة الاستعمال إلى (أرْضَّيِّن) بأن حذف الألف واللام من كلمة الدَّيِّن، وأبدلت الضاد بالدال فأصبحت: (أرض ضين) ثم أدغمت الضاد في الضاد، وهذا لا يكون إلا إذا ضبطت بسكون الراء، وفتح الضاد، وكسر الياء المثقلة، والله أعلم.
الأسْحَمُ:
بسكون السين، وفتح الحاء: قرية تقع في جِهة شمال الرَّيدة بالقرب من قرية (الحُرَيْث)، ليس بينهما إلا نحو ثلث ساعة بالسَّيارة، وتقرب أيضًا من قريتي (الزُّرُوب)، و(بَرَاورَة) ومن وادي عَمِد – أي أعاليه، و(الأسْحَم) معدودة في قرى سَوْط الأبارِقة وشرُوجه.
والعامَّة في هذه الجِهات تنطقها (السَّحَم): بحذف الألف الثانية، وتشديد السَّين، كقولهم في (الأقحل): قَحَل، كما سيأتي بيانه في موضعه، وأوردها أخونا الدكتور مُحمَّد يسلم عبدالنُّور في فهرس حرف السَّين من فهارس (الشَّامل في تاريخ حضرموت)، وصوابه في حرف الألف.
والأسْحَم: الأسود، و(السَّحم): السَّواد كما في (تاج العروس 32/ 349)، وهو -الأسْحَم- من أسماء الجبال؛ لسواد حِجَارته، وكذا هذه الجبال والنجود مغطاة بحجارة سوداء قد تكون بركانية، و(أسْحَم) حصنٌ في مديرية ردفان بلحج، و(سُحَيم) تصغير سَحَم: قرية في جنوب الزَّيدية بتهامة اليمن كما في (مُعجم البلدان للمقحفي 1/ 60 و1/ 777).
ويسكن في الأسحم آل (بامِسَلَّم): بكسر الميم، وفتح السين، وبتشديد اللام، فصيلة من الدَّيِّن، ولا يوجد لهم -بامسلم- مُقدَّم اليوم – سنة 1440هـ.
وفيها مسجدان، ومدرسة، وكريفان للماء، وبها حصن، ويشتغل أهله بالرَّعي، والزَّرع، والتِّجارة.
ويسيل ماءُ (الأسحم)، وكذا بلدة (الحُرَيْث) في (حِبْرِة آل ماضي) بوادي عَمِد.
وفي المَثل: (أيْه في السَّحَم بامِسَلَّم زَحَم): أي وصل.
أسْفَل الحِجِل:
بَيْدٌ (خلاء غير محجور) يقع أسفل حجل (براورة) في الجهة الغربية، وعنده كريف -حوض ماء- في الأقحل، ويُسقى من الأبايض، وهي من (سواقي الأثل).
وفي البيد كثير من أشجار العَوْسَج، والقَرَظ، والقَرْمَل، والسَّمُر، والأثَل، والنَّتِش، والعُشَر، والشَّحِط، وترعى فيه أغنام البلدة، وغيرها من الحيوانات.
والعامة في هذه الجهات تنطقها: (سَفَل الحِجِل) بحذف الألف، وفتح السين، والفاء، ومثله نطق البدو الساكنين في أرياف المكلا لـ(أسفل العين) -وهي قرية في وادي المِسْنا من أرض العكابرة- يقولون: (سَفل العين).
الأسَيْودَات:
بفتح السين، وسكون الياء، وكسر الواو: قرية وشَرْجٌ من شرُوج آل (بايومين) تقع في الجِهة القبليَّة -الغربيَّة- بالقرب من قرية (الأخشاب)، ومن شرج (باغَنَيْم).
والعامة في هذه الجهات تنطقها: (لَسَيْودات) بحذف الألف الأولى والثانية، وفتح اللام، وسكون الياء، ومنهم من يقول: (اللسيودات) بزيادة الألف واللام التعريفية.
ويسكنها آل (بامَصَيِّم): بفتح الميم، والصاد، وكسر الياء المثقلة، ويرجعون إلى (باكَرْشُوم)، وهو من آل (بايومين)، وبايومين كِنْدي من قبيلة كندة، وهي ثلث الحِلف الدَّيِّني، ومقدم الـ(بايومين): باصواب ساكن في بلدة (الحِجْلَين)، -وهي قاعدة آل بايومين- في (النخيلات) منها.
وفي (الأسيودات) مسجد، ولا مدرسة بها إنما يدرس أولادهم في قرية (باغنيم) القريبة منها، ويعتمد أهلها في الماء على الكرفان كسائر أهل الريدة.
ويسيل ماء (الأسيودات) في شعب يسيل آخره في (صَبَلِة)، ثم في وادي عمد.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتِّجارة.
الأشَاعِلَةُ:
سَوط الأشاعِلة من سِيطان الرَّيدة، يشمل عدة شرُوج وقرى منها: جِدْفرة الأشَاعِلة، والذِّياب، والثَّجَر، وطَسَلَة باهبَيْص، وتقع في الشّمال، والشّمال الشَّرقي.
والأشَاعِلة: بفتح الألف، والهمزة، وكسر العين، والعامَّة في هذه الجِهات ينطقونها (لَشَاعِلة): بحذف ألف الأولى والثانية، وسبقت نظائره في (الأبارقة)، ويقولون في (السَّوط): صَاط، ومفرد الأشاعلة: (أشْعَلي).
والأشاعِلة: من فروع قبيلة الكَرَب بفتح الكاف، والراء، مفرده كُرْبي بضم الكاف، والكَرَب فرع من حِمْيَر، ومُقدَّم الأشاعلة اليوم -سنة 1440هـ- عمر بن أحمد باقارِح.
ومن الأشَاعِلة: آل (باقارِح) سُكَّان الثَّجَر، وآل (بامَنْصُور) سُكَّان شرج بامَنْصُور، وآل (باثابت) سُكَّان المَعْصُورة، وآل (باجَعْوَل) سُكَّان قرية الجِدْفرة.
الأشْعَر:
أعلى الجبال في رَيْدة الدَّيِّن، ودونه الحَزِم، ثم الأبيض، ثم الأقْحَل، ثم الحَتَار، ثم الحَاجِب.
وطينته حمراء، بخلاف الأبيض فطينته بيضاء كما سبق، ويستخرج منه صُروف الوَدِف؛ وهي ألواح حجريَّة كبيرة بُنيَّة اللون تستعمل في سقف البيوت، وهي نافعة جدًا إذ لا تتخللها الأمطار.
و(عَبْلَةُ باسَالم)، وهي الجول الأعظم المشهور بالرَّيْدة تقع على ظهر الأشْعَر، والأشْعر هو الحَدُّ الفاصل بين أرض الدَّيِّن، وأرض القَثَم، ولمَّا قامتْ الحربُ بين المَسَادِسة والقعيطي تترَّس العسكر بالأشْعر، ووضعوا مدفعهم عليه، وقاموا بضرب الأبيضين، وقد أمضينا الكلام على هذه الأحداث في (الأبيضين).
وتسمية الجبال بالأشعر، والأبيض موجود في غير هذه البلدة، قال الزبيدي في (تاج العروس 12/ 193): »الأشعر جبل مُطل على سَبُوحة، وحُنين، ويذكر مع الأبيض، والأشعر جبل آخر لجُهينة بين الحرمين يذكر مع الأجرد«اهـ.
يعني يُذكر الأشعر تارة مع الأبيض، وتارة مع الأجرد، ولعلَّ الأقحل هنا -في رَيدة الدَّيِّن وما حولها- بمعنى الأجرد؛ فإنَّ الجَرَد محركة: فضَاء لا نبات فيه، وهو بمعنى القَحَل.
والعامَّة في هذه الجِهات ينطقونها: (لِشْعَر) بكسر اللام، وسكون الشين، وفتح العين، وقد سبقت نظائره.
الأشْعَرَين:
بسكون الشين، وفتح العين، والراء، على صيغة المثنى: قرية، وشرج من شرُوج الضَّليعَة، يقع فوق الضَّليعَة في الجِهة البحريَّة – الجنوبيَّة.
والعامَّة في هذه الجِهات -جهات الريدة- تنطقها: (لِشَاعَرَين) بحذف الألف الأولى، وإشباع الفتحة حتى تصير ألفًا، وقد مضت نظائره، ومنهم من يقول: (الشِعْرَين) بحذف الألف الثانية، وكسر الشين، وسكون العين، وفتح الراء.
و(الأشْعَرَين): مثنى الأشْعَر كما سبق، والأشعر: اسم جبل.
ويسكنها آل (باجَرْبَى) من الدَّيِّن.
الأقْحَلُ:
بسكون القاف، وفتح الحاء: جبلٌ دون الأبيض، وفوق الحَتَار؛ سُمِّي بذلك لأنَّه لا ينبت فيه شيء، فهو كالأجرد، ويستخرج منه (القِرِف) بكسر القاف واللام، وهي ألواح حجرية كلسية بنيَّة اللون تتكون من عدة طبقات تستعمل في بناء البيوت، فترص فوق بعضها البعض، وتخلط بالطِّين، والبُغل (التِّبن)، ويسمى في هذه الجهات بـ(التِّبل) باللام، فتقوم مقام الحِجارة، والطُّوب في السَّاحل، والقرف: لغة عربية صحيحة؛ إذ القِرْف بالكسر: القشر، وجمعه قروف، كما في (تاج العروس للزبيدي 24/ 248)، وقد سبق أن هذا الحجر يتكون من عدة طبقات كالقشور.
ومن فوائد الأقحل أن طبقته تمسك الماء، فما إلا عليه تكون الكُرْفان، والنِّقاب – جمع نَقَبَة: وهي حفرة يحفرها الإنسان في الأرض يكون أسفلها أوسع من أعلاها تحفظ فيها مياه الأمطار المنحدرة إليها.
وكثير من بلدان الرَّيدة هي على ظهر الأقحل؛ كالضَّليعَة وهي قاعدة الدَّيِّن، وكذا بلدة السَّادة (براورة)، وبلدة (باكُبَيْدَة).
والعامَّة في جِهات الريدة ينطقونها: (لِقْحَل) بكسر اللام، وسكون القاف، وفتح الحاء، وقد سبقت نظائره في (الأبيض)، و(الأشعر)، وغيرهما، وربما تساهلوا فقالوا: (قَحَل)، كقولهم في (الأسحم): سحم.
الأقْحَلَين:
بسكون القاف، وفتح الحاء، واللام، على صيغة المثنى: قرية تقع في الجِهة الغربيَّة البحريَّة للرَّيدة، وهو ما يُسمى بالجِهة الحجرية، أي ما كان في اتجاه (حَجَر بن دغَّار).
والعامَّة في هذه الجهات ينطقونها: (لِقْحَلَيْن) بكسر اللام، وسكون القاف، وفتح الحاء واللام، وسكون الياء، وقد مضت نظائره.
و(الأقْحَلَين): مثنى الأقْحَل، كـ(الأبيضين) مثنى الأبيض، و(الأشعرين) مثنى الأشعر.
وسُكَّان (الأقحلين) من آل (سُوَيدان) من الدَّيِّن، وآل (باسُليمان) من المشاجرة، وآل (بلْمَرَض) من الدَّيِّن أيضًا، وآل (باقارِح) من قبيلة الكَرَب.
وفي القرية مسجد، وكريفان للماء، وبها حصن، ويشتغل أهلها بالرَّعي، والزَّرع، والسَّفر.
*والأقْحَلين أيضًا شرج للسَّادة آل الجيلاني باعوه للمشايخ المَهَاجِيس -جمع المَهْجُوس-، وهم من آل العمودي سُكان شعبة (بامَحَمَّد) -بفتح الميم- في وادي عَمِد.
ويقع في الجِهة السّفليَّة لبراورة –الشّمالية- فوق زُرُوب بَلْصَعَر، ويوجد به حصن واحد، وبيت واحد يُسْكن فيه وقت الموسم.
ومن الطَّرائف أنَّ العموديين قالوا لجدهم لمَّا اشتراه: الناس اشتكوا من قُحْل، وأنت اشتريت قُحْلين.
الأكَارِع:
بفتح الكاف، وكسر الراء: شرج من شرُوج الضَّليعَة، قريب من (باقراديد)، و(الطّفاح)، و(جرب القارة).
ويأتيه الماء من (الهجلة)، و(الكبكبة)، وعَطَف خاصة بها، ويصبُّ مع بقية الشرُوج المجاورة له في (السَّيلة)، ثم في شِعب (صَبَلة)، ثم في وادي عَمِد.
والعامَّة في هذه الجهات تنطقها: (لَكَارِع) بحذف الألف، وقد سبقت نظائره.
والكَرَع: ماء السَّماء في الحُفر، والغدران، وأكارع الأرض: أطرافها ونواحيها، كما في (تاج العرُوس للزبيدي 22/ 118- 119).
إلْمَر باخَرْبُوش:
شرج من شرُوج الأبارِقة يقع في الجِهة القبليَّة -الغربية- قريب من الأخشاب.
و(إلْمَر): بكسر الهمزة، وسكون اللام، وفتح الميم، والعامَّة في هذه الجِهات ينطقونها: (مَرْ باخربوش)، بحذف الألف، واللام، وأوردها أخونا الدكتور محمد يسلم عبدالنُّور في فهرس حرف الميم من فهارس (الشَّامل في تاريخ حضرموت)، مع أنَّ الأصل فيها الهمز، ولعله ظنها (المر) بالألف واللام التعريفية.
ويسكنه (آل باخَرْبُوش) بفتح الحاء، وسكون الراء، وضم الباء: من الأبارِقة، ومُقدَّمهم اليوم – سنة 1440هـ أحمد باطالب.
وفيها مسجدان، ومدرسة، وبها حصنان، ويشتغل أهلها برعي الأغنام، وبالحرث والزَّرع، وبالتِّجارة.
ويسيل ماؤه في (غيضة المشايخ)، ثم في (بِجُودة)، فـ(عَزَالة) بالعين، ثم يصبُّ في وادي عمِد.
إلْمَر بَلْكَسَح:
قرية صغيرة تقع في جِهة القبلة – الغرب، تقرب من (قِدَّة) على وزن (جِدَّة)، ومن (روضة بلْعَمَش).
وينطقه العامَّة كسابقه: (مَرْ بلْكَسَح)، وبلْكَسَح: بفتح الباء، وسكون اللام، وفتح الكاف، والسين.
ويسكنه آل (بلكسح) من المشَاجِرة قبيلة مرجعها إلى حمير.
أُمُّ مُسَلَّمَة:
ومسلمة: بضم الميم الأولى، وفتح اللام المثقلة، وفتح الميم الثانية: شرج من شرُوج (براورة) يقع في الجِهة النَّجدية لبراورة –الشّمالية- فوق المِلاح والزُّرُوب.
وهو محل لرَعي الأغنام، والإبل، وفيه أشجار (الأثَل)، و(الأراك)، و(العَوْسَج): وهي أشجار صغيرة تستخدمها الأرانب للتعشيش، و(السَّمُر): معروف، يجنيه النَّحل، وعوده قوي يستخدم حطبًا، و(الضُّب) -جمع ضُبَة- عيدانها قوية تستخدم كمكاسر(أعمدة) للحُجَر، وفي ودف البيوت، و(بعض العلُوب): (السِّدر)، و(القَتَاد): ومفردها قتادة، وتأكل أوراقها الأغنام والأبل، وفيها مادة صمغيَّة، ويجنيه النَّحل، وفي (تاج العروس 1/5): »القتاد: كسحاب: شجر صلب له شوكة كالإبر، وجناة كجناة السَّمُر«اهـ.
و(العُشَر): ويستخدم في دباغة الجلود، و(الشَّوْحَط)، ويقال له في هذه الجهات: (الشَّحِط): وتأكله الإبل والغنم، و(النَّتِش): أشجار شوكية صغيرة تشبه الشُّبَّاب، و(القَرَظ)، واحدته: قَرَظه يجنيه النحل، ويستخرج منه الصمغ، ويستخدم القرظ في دباغة الجلود، وعيدانها وخشبها من أصلب الخشب، وجمره يبقى إلى الصَّباح لا ينطفي، وفي المثل: (جمر القرظ ما يحرق إلا حيث يَنْطرح)، إلا أنه كثير الدُّخان، وفيه يقول الشَّاعر:
ما يلْتحقْ شيء زين في عُودِ القَرَظْ لا مَا لَقَى دُخَّان مَا يَلْقي شَرار
وقريب منه قول حمدَّن في (العُشَر والرَّاك):
السَّاج ما يندخلْ والزَّين ما شيء مثيله ***
ما هو شجار العُشَرْ والرَّاك في كلِّ وادي ***
موجود ما هو قليلةْ **
وأكثر هذه الأشجار هي من مما يقال له في اللغة: شجر العِضَاة، والعِضَاة: اسم يقع على شجر من شجر الشَّوك: كالسَّمُر، والعُرفَط، والقرَظ، والقتاد، والعوسج، والسِّدر.
*و(أُمُّ مُسَلَّمَة): أيضًا كريف من كُرْفان براورة، و(الكَرِيْف): كالغدير وزنًا ومعنى؛ حوض في الأرض يجمع فيه ماء المطر.
*وأُمُّ مُسَلَّمَة: أيضًا حَيْلة في الأبيض (لِبْيَض)، والحَيْلَة: حوض للماء دون الكريف.