نصوص قصيرة جدًّا
صالح سعيد بحرق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 13 .. ص 113
رابط العدد 13 : اضغط هنا
تجانس
لأمد طويل يتمنى الشيء ولا يجده.. تخذله رغباته.. تنزوي به إلى جحيم. أكثر من مرة يتوق إلى الانعتاق.. يهفو إلى التجانس مع الأشياء من حوله.. يهاتفها ذات ليلة باردة.. يشعر بمدى من الفرح ينهمر في أسلاك الهاتف.. وتجانس..
غيمة
تتساقط بهجته في طريق الإياب إليها.. يستحضر ليالي الأمس.. يغرق في فجرها.. فتهطل من كل غيمة نداءات الحنين إليها .. يفسح للمدى نافذة.. توقًا.. ويسير ببطء إلى شاطئيها ..
تكامل
يعيش وحيدًا في قرية بدوية.. رجع من الجامعة ولم يستطع التكيف..
حمل فقط صورتها معه.. يتأملها في العشيات..
ويحس بتكامل.. يحس بانثيالات جميلة، تدفعه إلى فهم طبيعته بشغف جديد..
عندما تستدعيه الحاجة، يذهب إلى المدينة، يطوي في سريرته حبًا لباديته.. ذات نهار.. أبصرها تعبر الدرب
وحيدة .. إلا من أشجان قديمة.. استفاقت في داخله المدينة من جديد.. نظر إلى الطريق المتعرجة إلى باديته.. كانت ضيقة.. ضيقة..
رغبة
بين حين وحين يحلو له أن يسافر إلى تخوم الوجد، يترك معطفه على شجرة التذكار، ويهمي في داخله وعدها، تستمطره الليالي الوحيدة، وأحلام الأمس، فيغيب عن المكان.. عن الزمان إلا أنه يظل يحس برغبة قوية كلما هاجرت الطيور من مكان إلى مكان.. وقشعريرة..
وجه
يضيعه دائمًا في زحام الأمنيات، يفتقده في ليالي الحنين، يظل عالقًا في خلده مدى سنوات الشوق، والهديل..
ذات ليلة، من نيسان، رآه، وسط الحافلة، ظل يتذكره، كان الشيب قد اعتلى مفرقه، وقد خطت السنون على محياه دهشة غريبة، لكن الذي بقي، ولم يغب، نظرته إلى الأشياء، والطريق..
فضاءات حضرمية
يتشكل أساه في ذات الطريق إليها، يعتجن بالطين، والدان، والحناء ، على يديها، يتموسق مع الأشياء حواليها، يحس بها كتلة شوق عصية، ونواح، وهمهمات في ليل ندي، وأشواق بهية، تنداح على شاطئيها، يناجي قمر الشوق، فيصحبه عنوة، إلى جنات مقلتيها..