أضواء
محسن علوي أبو بكر باعلوي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 14 .. ص 34
رابط العدد 14 : اضغط هنا
باجَوْف:
بفتح الحاء، وسكون الواو: مجرى يقع في الجهة الجنوبية الشَّرقية للرَّيدة، قريب من قُرى الباحِنْحِن: من (النِّحَي)، و(القَفَل).
ومجرى باجوف يشمل قرى عدة؛ منها: (اللُّصَيب): تصغير لَصْب، وفيها آل باشَرْخيم: بفتح الشِّين، وسكون الراء، ومرجعه إلى آل باقاري من الدَّيِّن من ثلث الأجاردة. وقرية (العَيْبَل): بفتح العين والباء، وسكون الياء بينهما، وفيها باشَرْخيم كذلك. و(الخُرْبة): بضم الخاء، وسكون الراء، وفتح الباء؛ وسكانه من آل باشِهاب من قبيلة نُوَّح. و(دُقَيْم باحِنْحِن): تصغير دقم، وباحنحن: بكسر الحاءين، وسكون النون بينهما، وهم من حلف الدَّين من ثلث الأجاردة، ومُقدَّم الباحنحن اليوم: عُبيد باعَمَر، وكان الحَكَم في السابق عبدالله بن سالم باحنحن. و(القنَوَّر): بتشديد الواو: وهي آخر قرية في المجرى إلى جهة دوعن. وهناك قرية بين الدقيم وباجوف يسكن فيها آل بابلْعِيد: بسكون اللام، وكسر العين، وآل (بارشِيد): بكسر الشين، وكلهم من الدَّين.
والجوف في اللغة: المكان المطمئن المتسع من الأرض الذي صار كالجوف، وهو أوسع من الشعب؛ تسيل فيه التلاع والأودية كما في (تاج العروس، 23/ 106).
وفي هذه القرى مساجد، ومدرسة، ويأتيهم السَّيل من الرؤوس في جهة النِّحي، وقَفَل، والرَّوضة، وتَصُبُّ في رباط باعشن من بلدان دوعن.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والبيع والشراء.
و(باجوف) ذكرها أخونا الدكتور محمد يسلم عبدالنور في فهارس (الشَّامل) في القبائل، والصَّواب أنها مكان، وليست قبيلة.
باحُسَين:
نِقَاب -جمع نَقْبة- فوق حجل براورة من الجهة الشَّرقية، عذبة الماء، خاصة بأهل براورة، وإلى اليوم يستفيد أهل براورة منها في الشرب، وأهل البلاد يضيفون إليها الألف واللام في النطق فيقولون: الباحسين.
باحَفْص:
بفتح الحاء، وسكون الفاء: سوط يحوي نحو عشرين قرية، ويقع في الجهة القبلية –الغربية- للرَّيدة، ومن أهمها: روضة بِلَّعمش: بتشديد اللام من المشاجرة. وقِدَّة: على زنة جِدَّة: فيها باعَمَر بفتح العين والميم من المشاجرة. والغَمِيس، وفيه المشايخ آل العمودي. وإلْمَر بَلْكسح: وقد سبق الكلام عليه في حرف الألف، وفيه آل بَلْكسَح من المشاجرة، وضِراك، وضِريِّكة، وعَزَالة وفيها المشايخ آل العمودي، والخانق، وفيها المشايخ آل العمودي كذلك.
وباحفص مرجعه إلى المشاجرة: قبيلة من حمير، وقاعدتهم وادي يبعث المسمى بوادي المشاجرة، ولهم بعض الشروج في الجهة الغربية لريدة الدَّيِّن.
وينبغي التنبيه إلى أن هذا الاسم (باحفص) يوجد في قبائل عدة أخرى غير المشاجرة؛ فهو من (المتفق المفترق في الأنساب):
2- فباحفص: ديني من آل سُويدان: بضم السين، وفتح الواو، وسكون الياء: تصغير سودان، وآل سويدان أكبر قبيلة في الدَّين، ومسكن آل باحفص في (صبابير)، وقاعدة آل سويدان (عتود)، وبها مقدم الطائفة، وهو اليوم سنة 1440هـ: أحمد باطالب، ومرجع آل سُويدان، والأبارقة إلى قبيلة حمير، ويكونون ثلث الحلف الدَّيني.
3- وباحفص: مُحمُّدي، من قبيلة المُحمديين الساكنين بوادي المحمديين المعروف بأرياف المكلا، وهم من قبيلة سيبان.
وممن اشتهر من آل باحفص:
1- الشيخ أبوبكر باحفص من علماء القرن الثامن الهجري، ذكره ابن جندان كما (في مختصر الدر والياقوت، ص77).
2- والشيخ أحمد بن أبي بكر باحفص العَمْدي، (ت 784هـ)، ذكره (شنبل في تاريخه، ص185).
3- والشيخ محمد بن أبي بكر باحفص، (ت 785هـ)، ذكره (شنبل أيضًا في تاريخه، ص185)، ولعلهما من أبناء الشيخ أبي بكر المذكور أولًا.
4- والشيخ عبدالله بن يحيى بن أبي بكر باحفص العمدي، (ت 786هـ)، ذكره (شنبل في تاريخه ص186)، والعمدي نسبة إلى وادي عمد، ولا أدري هل المذكورون يرجعون إلى المشاجرة، أم إلى باحفص الدَّيني، وكلاهما مرجعه إلى حمير، والمعروف أن وادي عمد هو وادي قضاعة، ومرجعها إلى حمير، أو هم من قبيلة أخرى؟
باحَمْرَة:
بفتح الحاء، وسكون الميم، وفتح الراء: شرج صغير في جهة جنوب الضليعة، قريب من (عَتُود): بفتح العين، وضم التاء، ومن قرية (الأقحلين).
وسكانه من آل (باسَفَن): بفتح السين، والفاء: مرجعهم إلى آل سُويدان من الدَّيِّن الحميريين.
وفي القرية مسجد، ويسيل ماؤها في (حجر).
باحَيَارَة:
بفتح الحاء، والياء، والراء: قرية صغيرة تتبع الشَّعَبَات تقع خارج حدود ريدة الدَّيِّن غرب الضليعة، وهي ضمن سوط آل هَمِيم، وتتبع مديرية الضليعة من الناحية الإدارية، وسوط آل هميم يقع ضمن سوط بِلْعبَيد الممتد من حضرموت إلى شبوة.
ويسكن (باحيارة) آل باظَفَر: بفتح الظاء، والفاء: من قبيلة آل هميم، ويرجعون إلى آل بلعبيد.
باخُرْبَة:
بضم الخاء، وسكون الراء، وفتح الباء: من شروج لُبْنة بارشَيد، يقع شرق الطَّويلة، والطويلة تقع شرق الحيسر.
سكانها من آل بارَشَيد: بفتح الراء، والشين من قبيلة نُوَّح، وفيها آل ابن مالك وهم مشايخ آل بارشيد، ومرجعهم إلى قبيلة نُوَّح.
ومصطلح الشيخ عند قبائل حضرموت يختلف عن الشيخ في قبائل شمال اليمن، فالشيخ في قبائل اليمن هو رئيس القبيلة، وأما عند قبائل حضرموت فهو من يحتكمون إليه، ممن له منزلة روحية لكنه يكون من غير القبيلة، وأما رئيس القبيلة الذي يحتكمون إليه، وهو منها فيسمونه بالمُقدَّم.
ورتبة الشيخ عند الحضارمة أعلى من رتبة القبيلي، والقبيلي هو من يسكن في تجمعات قبلية ويحمل السلاح، ويكون منتسبًا في الغالب إلى القبائل الكبرى كحمير، أو همدان، أو كندة.
والقبيلي له ثلاثة أحوال: الحال الأول أن يبقى على قبولته، والحال الثاني أن يتشيَّخ بأن يطلب العلم، أو يتصوف، فترتقي درجته، ويطلق عليه لفظ (الشيخ)، والحال الثالث: أن يتمسكن: بأن يعيش في الحواضر، ويترك حمل السلاح، كما هو حال أغلب قبائل كندة.
وشيوخ قبائل الشَّرق كالحموم: آل (باعبَّاد)، وشيوخ قبائل القِبلة: آل (العمودي)، وشيوخ قبائل العوابثة المذحجية: آل (باوزير).
وفي القرية مسجد، ولا حصن بها، ولا مدرسة، ويدرس أولادهم في الطَّويلة.
ويأتيها الماء من القُوْر، ومَصَبُّه في وادي دوعن.
باضَان:
بفتح الضاد: شرج يقع في جنوب الرَّيدة قريب من الضليعة، ومن (عَجَاز)، و(غابة باجَعَيم)، ومن (صبابير).
وسكانه من آل باضان، ويرجعون إلى باقاري من الدَّين، من ثلث الأجاردة، ومن آل باعُجْري: بضم العين، وسكون الجيم: وهم من آل باضان، كذلك، وآل بَلْكَسَر: بفتح الباء، والكاف، وسكون اللام بينهما، وفتح السين، من آل باضان، وفيه من المشايخ آل ابن مالك، ومرجعهم إلى نُوَّح، وهم مشايخ آل بارشيد النوحي.
وفي القرية مسجدان، وحصون، وكريفان، ويدرس أولادهم في مدرسة (عمر بن الخطاب) بقرية (عَجَاز) المجاورة، وبعضهم في الضليعة.
ويشتغل أهلها بالرعي، والحرث، والبيع والشراء.
وكانت بالشرج امرأة من آل ابن مالك تعالج بالطب العربي، ولديها خبرة عجيبة في علاج الأمراض، اشتهرت في ريدة الدَّين، وفي القرى والمدن المجاورة؛ بل وصلت شهرتها إلى وادي حضرموت، بل إلى الحجاز، توفيت في السنة الماضية (1439هـ).
وقول المقحفي (في المعجم، 1/ 128): «آل باضان من قبائل وادي دوعن بحضرموت لهم قرية تعرف باسم (شرج باضان) الواقعة بالقرب من مدينة الضليعة». غير دقيق؛ فآل باضان من قبائل ريدة الدَّين كما عرفت، والريدة تقع أعلى وادي دوعن، وكانت في النظام السابق قبل الوحدة تتبع وادي دوعن من الناحية الإدارية، أما اليوم فالضليعة مديرية مستقلة.
باطُرَيِّق:
بضم الطاء، وفتح الراء، وكسر الياء المثقلة، على صيغة التصغير على لهجة الحضارمة؛ قرية تقع في الجهة الحَجَرية – أي في الجهة الغربية الجنوبية للريدة، بين الضليعة ويبعث؛ سُمِّيت بذلك لأنها على الطريق الذاهبة إلى عقبة (المِدْلاة) فوق (يبعث).
وهي غرب الضليعة، وتبعد عنها بنحو (15) كلم.
وسكانه من آل بابَدَر: بفتح الباء، والدال: ومرجعهم إلى آل باقاري من الدَّين من ثلث الأجاردة.
وفي القرية مسجدان، أحدهما قديم، والآخر حديث، ولا توجد بها مدرسة إنما يدرس أولادهم في الضليعة، أو في (دُقَيْم بَلْحَرَك)، وبها حصنان.
باطَوِيْل:
بفتح الطاء، كسر الواو، وسكون الياء: نقاب -جمع نقبة- بعد الحضيراء (الخضيرة)، تقع شمال الرَّيدة على الطريق القديمة وأنت ذاهب إلى عقبة قيدون، كانوا في القديم يحفرون النقاب على الطرق لأجل شرب المسافرين.
باظَفَار:
بفتح الظاء، والفاء: شرج من شروج براورة بلد السَّادة آل الجيلاني يقع في الجهة القبلية –الغربية- لبراورة.
سمي بذلك لأنه تنبت فيه (الظُّفرة): بالضم: نبات حرِّيف كالظفر يشبه قشور الأناناس، ينفع القروح، ويستخدم في علاج الرُّكب يُسحق، وتضمد به الرُّكبة.
كان به حصن وانهدم، وهو حجل زراعي، ومراعٍ، ويزرع في حجله البُّر الهلباء، والذرة، والمسيبلي، والدُّخن (نوع من الذرة)، وتوجد في مراعيه أشجار العَوسَج، والقَرَظ، والقَتَاد، والشَّحط، والسِّدر، والضُّب، والسَّمُر، والنَّتش.
ومحلُّهُ مظنَّة لوجود الأرانب البريَّة، ولهذا يقصده القناصون، والصيادون.
ويستقي باظفار من شرج بَرِيْرة -بسكون الياء- ويصب في الحَتَار، ثم في الحَنَكة، ثم في شرج المِلاح.
باعَمَر:
نقاب في الطريق الذاهبة من الضليعة، وبراورة إلى دوعن إلى عقبة الخريبة، تمر بالزَّعفرانة، ثم بجول شَعْفور فوق الخريبة، ثم تنزل منه إلى عقبة شعفور بالخريبة، وهي طريق رجل، قديمة، وتسلكها أيضًا الجمال، والحُمُر، ويرتادها المسافرون والتجار ينقلون البضائع من وإلى سوق الخريبة، وهي عقبة وعرة ليست بالسَّهلة كسائر عقاب الخريبة، ورحم الله الشاعر القائل:
تَعَبْتيني عقابش كبيرة يالخريبة
باغَنَيْم:
بفتح الغين، والنون، وسكون الياء، وضبطها العلَّامة علوي الحداد في (الشَّامل، 2/ 503): «بكسر ففتح فسكون»، والأمر فيه سهل، لأنهم ينطقونها بين الفتح والكسر.
قرية وشرج من شروج آل بايومين تقع في الجهة الغربيَّة للرَّيدة قريب من (الأسيودات).
وسكانها من آل باكَرْشُوم: بفتح الكاف، وسكون الراء، وضم الشين: ومرجعهم إلى آل بايومين من حلف الدَّين، من الثلث الكندي.
وفي القرية مسجد، ومدرسة يدرس فيها أولادهم مع أولاد القرى المجاورة كالأسيودات.
وفي القرية حصن، وكريفان للماء.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والبيع والشراء، والسَّفر.
وذكرها أخونا الدكتور محمد يسلم عبدالنور في فهارس (الشامل) ضمن فهرس القبائل، والصواب أنها قرية، وليست قبيلة.
*وباغنيم: أيضًا اسم نقاب واقعة في الطريق من براورة إلى (باغنيم)؛ سُمِّيت بذلك لأنها تقع في طريق باغنيم.
باقَرَادِيْد:
بفتح القاف، والراء، وكسر الدال، وسكون الياء على صيغة الجمع؛ كخرطوم وخراطيم: شرج من شروج الضليعة، يقع في الجهة الشرقيَّة للضليعة على بعد (300) متر، وهو عبارة عن أحجال زراعية تابعة لأهل الضليعة.
ويأتيه السيل من (الأكارع) الواقع في الجهة الشرقية منه، ولا يوجد به حصن.
باكُبَيْدَة:
بضم الكاف، وفتح الباء، وسكون الياء: تصغير كَبِد: قرية تقع على رأس الأقحل في الجهة الشرقية الشمالية، بالقرب من بلدة (الوليجات)، ليس بينهما إلا نحو عشر دقائق بالرجل، وكذا من بلدة (باويس)، وهي ضمن سوط الأبارقة.
وهي واقعة على الطريق القديمة الذاهبة إلى دوعن، وفي المثل: (ما تعرف الطريق إلا من باكبيدة)؛ يعني طريق دوعن.
وسُمِّيت بكبيدة لأنها وسط الجبال، وفي (تاج العروس، 9/ 90- 91): «والكَبِد: وسط الشيء، ومعظمه، وفي الحديث (في كبد جبل) أي جوفه من كهف، أو شعب». اهـ.
وتوجد في هذه الجهات من مسميات البلدان ما هو على مسمى أجزاء الإنسان، أو الحيوان: كالكُتيِّفة، والوُريِّكة بالتصغير، وكلتاهما من شروج لُبنة بارشيد، والضلعة: حسر في الطريق إلى دوعن سيأتي ذكرها في حرف الضاد، وفخيدة قرية في وادي عُوَج (الهُوتة) بأرياف المكلا.
وسكان (باكبيدة) من آل (باقَحْدُوم): بفتح القاف، وسكون الحاء، وضم الدال من الأبارقة من ثلث الدَّين الحميري، وآل (باحَسَر).
وأغلبهم -يعني آل باقحدوم- سافروا منها إلى الهند، ولا يوجد اليوم بها سوى أسرة واحدة منهم مع آل باحسر، باعوا جزءًا من أرضهم لباحَكُوم من بلاد دوعن.
وفي القرية مسجد، وكريف، وبها حصن.
ويشتغل أهلها بالرعي، وفي الحجل.
ويسيل ماؤها في شعب قيدون بدوعن.
باكَلِّة:
بفتح الكاف، وكسر اللام المثقلة: نقاب تقع فوق حجل براورة من الجهة الشمالية على الطريق الذاهبة إلى الزُّروب، وإلى الوليجات، والذِّياب.
بامَجْبُور:
بفتح الميم، وسكون الجيم، وضم الباء: شرج يطلق على الحنو، يقع في شمال الرَّيدة قريب من (صبابير).
وسكانه من آل (بامَجْبُور): ويرجعون إلى آل سُويدان من الثلث الحميري للدَّين.
وقول المقحفي في (معجم البلدان، 1/ 830): «وديارهم – يعني قبيلة آل سويدان في الشِّحر بحضرموت» غير صحيح؛ بل يسكنون ريدة الدَّين.
وذكر ابن جندان آل بامجبور في قبائل كندة كما في (مختصر الدر والياقوت، ص37)، وقال: «من سكان بلاد الدوعن، وهم أصحاب الصفق في الأسواق». اهـ، فعلى ما ذكره تكون هناك قبيلتان بالاسم بنفسه، إحداهما من حمير، والأخرى من كندة، فهو من (المتفق والمفترق في الأنساب)، هذا إن كان ما ذكره صحيحًا.
فيه مسجدان، وكريف للماء.
ويشتغل أهله بالرعي، والحرث، والتجارة.
بامَقْحُوف:
بفتح الميم، وسكون القاف، وضم الحاء: من شروج القثم، يقع في الجهة الشرقية للرَّيدة، قريب من الغُوَيْل، وشرق السُّويرقة الواقعة على الطريق المعبد المسمى عند الناس بالخط، وتبعد بامقحوف عن الخط بنحو ثلث ساعة.
وفيها مسجد.
ويسكنها آل بامقحوف، وهم من (عيال علي بامِسَلَّم): بكسر الميم، ففتح، فتشديد اللام المفتوحة: من قبيلة القثم، ومرجع القثم إلى قبيلة (الخامعة)، والخامعة يقول أهل الأنساب إنها من سيبان، وهم –الخامعة- خمس ديار: باصرة وفيهم بيت الرئاسة، وباقديم، والقثم، وبارشِيد بكسر الشين، وباسلوم.
والقثم أربعة بيوت:
آل بامغرومة، وآل المقدم، وآل الصُّقعان، وعيال علي.
وبيت عيال علي يشمل عدة فروع: منهم: آل باوقَّاش بتشديد القاف، وابن جُرَيِّد: بتشديد الياء المكسورة، وآل باسِت، وآل بامقحوف، وآل باجُبَير، وعيال مبارك، وآل بامسلَّم، وآل بَلْعجم، والأخيران يسكنان في لجرات من بلاد دوعن.
وكانت التقدمة في بيت بامغرومة.
والقثم أصحاب إبل، وحدثني شيخنا القاضي سعد باشكيل أنه في أيام النظام السابق حصل خلاف بين القثم والدَّين حول حجر الأراضي، وذلك أنَّ الدَّين كلما رأوا رَهْوة وهو المكان المنخفض من الأرض الذي يجتمع به ماء السماء حجروها لأجل أن تكون شرجًا، فعطَّل ذلك على أصحاب الإبل، واشتكوا عند مأمور دوعن، فكونت لجنة لحل المشكلة مكونة من المأمور ومن مسؤول أمن الدولة، ومن قاضي دوعن، وهو شيخنا سعد باشكيل فقاموا بزيارة جميع الشروج في السيطان، وحلوا المشكلة، وألغيت كثير من الشروج المصطنعة.
وبامقحوف يأتيها السَّيل من العَبْلا، ومن باجوف، وتصب في وادي دوعن.
بامَنْصُور:
شرج يقع في الجهة الشمالية للرَّيدة قريب من الزُّروب، ومن براورة، بينه وبين براورة نحو خمس دقائق بالسيارة، وعشرين دقيقة بالرجل.
وفي الشرج دار واحدة، ومسجد، ونخيلات، وهو لبامنصور من الأشاعلة الكَرَب، وكان في القديم ملكًا للأبارقة، فاشتراه بامنصور، ثم بعد ذلك باع جزءًا منه لباخربوش صاحب (إلمر)، وبينهما في ذلك منازعات طويلة في المحاكم استمرت نحو خمسة وعشرين سنة، وهي من عجائب المحاكمات وغرائبها.
ويسكن –بامنصور- اليوم في الشرج من مدينة المكلا.
وينبغي التنبيه إلى أن هذا الاسم (بامنصور) يوجد في قبائل عدة أخر؛ فهو من المتفق المفترق في الأنساب:
2- فبامنصور: كندي، ذكره ابن جندان في قبائل كندة كما في (مختصر الدر والياقوت، ص115).
3- وبامنصور: سومحي (ومرجعهم إلى سيبان)، ومسكنهم في يُوَن من وادي حجر.
وذكر العلامة علوي بن طاهر الحداد في (الشامل، 3/ 785) بلدة (جريف آل بامنصور) في الوادي الأيسر من دوعن، فلعل مرجع هؤلاء إلى كندة، والله أعلم.
وممن اشتهر من آل بامنصور الكندي الشيخ علي بن عبدالله بامنصور، وعقيل بن مسلمة بامنصور ذكرهما ابن جندان في الكتاب المشار إليه سابقًا (مختصر الدر، ص115).
وذكر الشِّلِّي في (المشرع الرّوي، 2/ 72) عمر بامنصور تلميذ السيد أحمد بن علوي جحدب باعلوي.
باوَيْس:
بفتح الواو، وسكون الياء: شرج يقع في الجهة الشرقية الشمالية للرَّيدة، على الجهة الشرقية من بلدة براورة بالقرب من الوليجات، ومن باكبيدة، وقد سبق في (باكبيدة) أن بينها وبين بلدة (باويس) نحو عشر دقائق بالرجل.
وهي واقعة – كباكبيدة – على صبر الأقحل، وتقرب من حدود سوط القثم.
وسكانها من آل باسالم من الأبارقة، وآل باقحدوم كلاهما من الثلث الحميري للدَّين.
وفي القرية مسجد، ولا مدرسة بها إنما يدرس أولادهم في مدرسة باكبيدة الابتدائية القريبة منهم.
ويصب ماؤها في الغُوَيل من شروج القثم، ثم في وادي دوعن.
بايَوْمَيْن:
شروج بايومين تقع في الجهة الشمالية الغربية للرَّيدة تمتد حول رأس وادي الخميلة، ورأس وادي الشعبة.
وتشمل قرى عدة، منها: الحِجِلَين: وهي قاعدة آل بايومين، وباغنيم، وبَلْجِنف، والنَّخيلات، ومَدْهُون، ودفيقة، وزَيْد الهابطي، ودَلَثْلة، والصَّلل، وبَجِيْدة.
وآل بايومين يرجعون في النسب إلى قبيلة كندة، ذكرهم ابن جندان في قبائل كندة كما في (مختصر الدر والياقوت، ص222)، وقال: ومسكنهم في الأصل ريدة الدَّين، وهم وآل إلياس على جد واحد … ثم قال: ويرجع نسبهم إلى سعيد بن حويل بن سعد بن أبي يومين… إلخ.
ثم ذكر من اشتهر منهم؛ وهو الفقيه علي بن سلّوم بايومين (ت 1095هـ).
وقوله: (وهم وآل إلياس على جد واحد)، صحيح، وقبيلة إلياس من قبائل الدَّين، وتسكن في (عَتُود)، كما سيأتي بيانه في حرف العين بإذن الله.
ويذكر أهل هذه الجهات حكاية مفادها أن ثلاثة إخوة من كندة ذهب أحدهم إلى ريدة الدَّين، وقال لإخوته: سأمكث يومين وأرجع؛ لكن لما وصلها، طاب له فيها العيش، فاستقر بها، فقيل له: بايومين.
وذهب الثاني إلى حجر، وقال: (سأدغر): أي سأدخل عليهم، وأنا قائم، ثم سأرجع، بمعنى أنه لن يجلس بها؛ بل سيرجع إثر وصوله، فمكث واستقر بها، فقيل له: ابن دغار، وذهب الثالث إلى دوعن، واحتفظ بها فقيل له: ابن محفوظ.
وينبغي التنبيه إلى أن الدَّيِّن ليست قبيلة واحدة؛ بل هو حلف مكوَّن من ثلاث قبائل؛ هي: (الأجاردة، وحمير، وكندة)، وسيأتي مزيد إيضاح لهذا عند الكلام على ريدة الدَّين في حرف الراء.
والظاهر أن العلامة علوي بن طاهر الحداد يعتقد أنهم -يعني الدين- قبيلة واحدة، بدليل قوله في (الشامل، 2/ 503): ويقال إنهم -يعني آل بايومين- من كندة، وصريخهم للدين». اهـ، والصواب أن آل بايومين من حلف الدين، ولا ينافيه كونهم من كندة.
ومن آل بايومين: آل باكرشوم، وآل عِفشان بكسر العين، وآل بلَّكسر بفتح اللام المثقلة، وآل ابن مبارك، وآل بامصيِّم بتشديد الياء المكسورة، وآل باشميل، وآل بَلْجِنف، وفيهم – أي آل بلجنف التَّقدمة والرئاسة.
ثم صارت إلى بلكسر، ثم إلى بامصيم، ومقدم آل بايومين اليوم –سنة (1440هـ)- سعيد باصواب ساكن في النَّخيلات تحت الحِجِلين.
بَجُود:
بفتح الباء، وضم الجيم: شعب فيه مزارع ورمام، وفيه أملاك لآل جبير الساكنين بلدة الرَّضْحَين بوادي عمد.
ويقع بعد الحِجْلَين في الجهة الغربية للرَّيدة.
وفي (تاج العروس، 7/ 398): «وبَجَدَ بالمكان بُجُودًا: أقام به»، وفيه: «البَجْدة: بفتح فسكون: الأصل، والصحراء، والتراب، وبجودات: مواضع، وربما قالوا: بَجُودة».
ويسكن في بَجُود قِلَّة من الناس من آل باكرشوم، وابن سالمين.
وبجود يأتيه الماء من (غيضة المشايخ آل العمودي)، وتصب بعد ذلك في وادي عمد.
بِجَيِّدة:
بكسر الباء، وفتح الجيم، وكسر الياء المشددة: قرية تقع في الجهة الغربيَّة للرَّيدة بعد الحِجِلَين قريب من (مَدْهون)، ومن (المِقْتلة)، وربما زيد فيها الألف واللام التعريفية، فيقال: (البجيدة).
ويسكنها آل باسَنَام: بفتح السين، والنون: من الدَّيِّن، وآل باشُميل: بضم الشين، وفتح الميم، وسكون الياء: من آل باقضاعة ومرجعهم إلى آل بايومين من الدَّين من الثلث الكندي.
وذكر ابن جندان آل باشميل في أنساب كندة، كما في (مختصر الدر والياقوت، ص111)، وذكر أنهم من سكان دوعن؛ لكن ذكر العلامة علوي بن طاهر الحداد في (الشَّامل 2/ 740) أنَّ العلامة القاضي محمد بن أحمد باشُميل نسب نفسه إلى الأزد في الكتاب الذي ألفه عن طلبهِ للعلم».
وفي القرية مسجد، وكريفان.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والبيع والشراء.
بَرَاوَرَة:
بفتح الباء، والراء الأولى والثانية، والواو بينهما: وضبطها العلامة علوي بن طاهر الحداد في (الشَّامل 2/ 503) بكسر الواو: وهي من كبريات قرى ريدة الدَّين، ويقال لها أيضًا (حوطة السادة آل الجيلاني)، و(جول السادة):
يا مُسَافر على عَقْبَة بضَة سَلِّمُوا لي على كُل مَن عَبَر
سَلِّمُوا لي على الجُول النَّدي برَّة الهاشمي أرض المَسَر
نسَّم الله على مَن به ضَجَر
وقول المقحفي في (معجم البلدان 1/ 151) إنها: «قرية في منطقة الضليعة». غير سديد، فليست هي في الضليعة؛ وإن كانت تابعة لها من الناحية الإدارية في النظام القائم اليوم، وهناك مناطق خارجة عن حدود ريدة الدَّين فضلًا عن الضليعة تتبع الضليعة في هذا النظام؛ كالمناطق الواقعة في سوط القثم، وسوط المعوس، وسوط آل هميم.
تقع براورة على ظهر الأقحل في الجهة الشمالية للرَّيدة، تبعد عن الضليعة بنحو ربع ساعة بالسيارة، ويحدها من الشرق الوليجات، وعَنَق بَلْشرف، ومن الغرب الأخشاب، ومن الجنوب لبيضين، وبريْرة، ومن الشمال الزُّروب، وشرج بامنصور، ومدخلها من الطريق المعبد -خط الإسفلت- من عند محطة باحنحن تتجه جهة الشمال في طريق غير معبد، ثم تنحني إلى جهة القبلة فتأتي منه على كريف باماخش، ومنه تنزل على براورة في جهة الشمال.
وتعد براورة خُبَة، والخُبَة هي الأرض الواسعة بين عطفة جبلين يحيطان بها مِن بُعْد، ويقابل الخبة الحَنَكة: وهي الأرض الضيقة بين عطفة الجبلين.
وسميت بذلك إما نسبة إلى البَرِّ: بفتح الباء؛ لكونها واسعة الأرجاء، ومنه سُمِّيت الصحراء بَرِيَّة، وتجمع على براري، وإما من البِرِّ بالكسر؛ لأنها برَّة بأهلها.
وكانت براورة في القديم ملكًا لِبَلْشِرَف من الأبارقة، ثم اشتراها منهم السَّيد الجيلاني.
وقَدِمَ جدهم الجيلاني من (روضة بني إسرائيل) بوادي ميفعة جنوب شرق شبوة وأصله من بغداد، وما يزال جماعة من آل الجيلاني في الروضة يلقبون بالبغدادي، قدم رحمه الله على مطيَّة له يقودها عبده يبحث عن أرض للسكنى، فبركت ناقته في بريرة أولًا، ثم قامت بعد ذلك وبركت مرة أخرى في براورة في المكان المعروف اليوم بالمقبرة، ولم تُطعه هذه المرة في القيام، فاستبرك بالمكان، وقال قولته المشهورة: ناقة الحِيْلِة من بريرة إلى براورة: أي المحلة.
وكان بها حصن قديم للأبارقة وسط البلاد، فذهب إليه السَّيد، فاستضافه من في الحصن، ووضع قشر البُن على الغطاء (طبق مصنوع من الخُوص)، وأخذ يعرضه على النار، ويحمص عليه البُن، والغطاء لا يحترق، وقال للسَّيد هات ماء للقهوة، فذهب السَّيد وجاء بالماء في الخُبْرة (سَلَّة الرُّطب): وعاء مصنوع من الخُوص)، فلم يتقاطر منها الماء، فلما رأى ذلك قال للسَّيد: لا يصلح سيفان في جفير: أي في غمد واحد، وترك للسَّيد المحلة بها.
ويقال: إن السَّيد كان في حجله (مزرعته) يومًا، فجاءه سائل فأعطاه وأكرمه بِسَبُول -السَّبولة سُنبلة القمح أو الذرة-، ثم جاءه من مكان آخر، فأكرمه، ثم جاءه من مكان ثالث فأكرمه، وقال له: ما ألتعك من سائل -أي ما أثقلك-، فقال له السائل: وأنت ما أكرمك من سيَّد، ثم رد عليه سَبوله، فعرف أنه الخضر، فتمنَّى أن يملك سبعة شروج، فاستجاب الله له، وبلغه أمنيته، بل أصبح آل الجيلاني أكثر من يملك الشروج في ريدة الدَّين، بل لهم أملاك خارج بلدتهم براورة ملكوا في المكان القريب من (شرج بامنصور) ثم باعوه لابن دحمان العمودي من أهل الشُّعبة، وملكوا في (الذياب) وفي (الحنو)، وفي أماكن وبلدان عدة.
ويسكن براورة السادة آل الجيلاني، وفيها آل بافَرَج، وآل باسُوَيلم.
وآل الجيلاني يرجع نسبهم إلى أبي صالح نصر بن أبي بكر عبدالرزاق بن علَم الأولياء، وشيخ بغداد والإسلام عبدالقادر بن أبي صالح عبدالله الجيلاني، المولود بجيلان الواقعة بإيران سنة (471هـ)، والمتوفى سنة (561هـ)، وهو حسني من ذرية الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم، وهناك أسرة أخرى في حضرموت من آل الجيلاني يرجع نسبهم إلى آل باعلوي الحسينيين.
وآل الجيلاني الحسنيين الذين في براورة ديار عدة: آل البامحمد، وآل باصالح، وآل باجيلاني، وآل باحمد، والبابكر، والبامسيبلي، والبامرضاح، والباحسين، والباهادي، وبعضها ألقاب كـ(بامسيبلي)، و(بامرضاح).
ويشتغل أهلها بالتجارة في بلدهم، وفي دوعن، وفي روكب، وجول مسحة، وبالزراعة، والرعي، والتدريس في المدارس الحكومية في بلدهم براورة وخارج بلدهم، وقسم منهم مسافرون في السعودية.
وتشتهر براورة بالغَرْيَل وهو ثمرة مستديرة تشبه البطاطس الصغيرة تنبت أسفل الأرض بإذن الله وبدون بذور، وله طعم لذيذ، يقال إنه نفع السادة أيام المجاعة، ولهذا قيل لهم سادة الغريل، ويقال إن هذه الثمرة لا تنبت في شيء من بلدان الريدة إلا في براورة.
وبها خمسة مساجد: الجامع الكبير، ومسجد صالح بن علوي تحت حصن باحسين، ومسجد الباهادي تحت الحصن، ومسجد الفاروق، ومسجد صغير وسط البلاد.
وبها خمسة حصون: حصن باحسين، وحصن المجموعة: وهم الباصالح، وبامحمد، وباحمد، وباجيلاني، وحصنان لباهادي، وحصن قديم كان للأبارقة في وسط البلاد هدمه باتيس أيام النظام السابق وبنى مكانه مدرسة.
وفيها مدرستان: مدرسة قديمة تسمى بمدرسة (14 أكتوبر)، أقيمت في محل حصن قديم للأبارقة هدمه باتيس أيام النظام السابق، ثم أنشئت مدرسة حديثة في جهة الشرق تسمى عندهم بالشَّارقة، ومدير المدرسة هو السيد سالم بن صالح الجيلاني.
وبها ثلاث مقابر: المقبرة الشرقية، والمقبرة الغربية، ومقبرة قديمة كانت للأبارقة أسفل البلدة، وهي مهجورة اليوم.
شروج براورة وخليانها: بريْرة، وباظفار، والمِلاح، والحَتَار، والحَتَارَين، وأسفل الحجل، وأم مُسلَّمة، والثَّرار، والرُّوح، والحنيْوة، والشَّريج، وخُبيَّات الزِّير، والخُبين، والحَنَكة، والخُبيِّة، والشُّعب، وحاجب الغتِر، والوَلَجة، ودُقَيْم الهَام، وخُبَة حسين، والظُّهور، والعُروض، والشَّراح، وسواقي بَلْصَقَع، وسواقي الأثل، والسَّرسُور.
كرفان براورة: كريف باماخش وهو أكبرها وعليه الاعتماد في نقل الماء في غير الشرب مدت إليه أنابيب المياه، ووصلت إلى كل بيت، وكريف المشروع بناه فاعل الخيرات والمبرات الشيخ أحمد بغلف، وكريف بامرضاح، وكريف أم مسلمة، وكريف الصدور، وكريف دقيم الهام، وكريف عطف الثرار، وكريف نقبة الصَّلب، وكريف عمر بن صالح، وكريف صالح بن علوي، وكريف ابن سعيد، وكريف المهجوس.
حَيْلات براورة: حَيْلة حمد بن علي في الملاح، وحيلة الحجل، حيلة حمودة، وحيلة الحَنَكة، وحيلة باظفار، وحيلة بريرة، وحيلة مُصَيقُورة في العروض، وحيلة الحمراء في المِلاح.
ومن أفاضل آل الجيلاني المنحدرين من براورة:
1- العلامة السيد عمر بن أحمد الجيلاني، ذكره العلامة علوي الحداد في (الشامل 2/ 622)، وقال: «ومن أهل الصلاح والاستغراق في الله، والذهول عما سواه الحبيب الصالح العابد الزاهد العالم عمر بن عبدالله الجيلاني كان من تلاميذ الشيخ عبدالله باسودان، وابنه الشيخ محمد». اهـ.
وقوله: عمر بن عبدالله الجيلاني: صوابه: عمر بن أحمد.
2- الطبيب عبدالهادي بن عبدالله بن عمر بن أحمد الجيلاني: والد العلامة حامد، كان طبيبًا حاذقًا استقدمه من الهند السَّيد عبدالرحمن بن شيخ الكاف، وفتح له مستشفى في تريم، ذكره العلامة ابن عبيدالله السَّقاف في (إدام القوت، ص150) باسم عبدالهادي بن محمد بن عمر، وصوابه: ابن عبدالله بن عمر.
3- علامة وادي دوعن السَّيد الفقيه الورع حامد بن عبدالهادي الجيلاني (ت 1414هـ)، ذكره العلامة ابن عبيدالله السقاف في (الإدام، ص152)، فقال: «طلب العلم بتريم، وله نباهة، وذكاء على تواضع وسيما صلاح، وقد انتفع به أهل الخريبة انتفاعًا كثيرًا». اهـ.
ومن ورعه رحمه الله أنه إذا قُدِّم له تمر، ثم قيل له: إنه تمر حَجَر أخرجه من فمه، لِمَا عُرِفَ عن كثير منهم الاستيلاء على أموال الوقف خصوصًا النخيل، وقد حدَّثت بهذا شيخنا الشيخ سعد باشكيل مدير الأوقاف السابق فحدثني أن أهل الغيل لا يأكلون تمر وادي بامردوف؛ لأن السلطان القعيطي استولى عليه ظلمًا، وهو من أملاك آل ابن عمر باعمر، وأخبرني أيضًا أن في ميفع المشهورة بزراعة الحبحب أرضًا زراعية كبيرة من أراضي الأوقاف مغصوبة إلى اليوم.
4- ابنه مفتي الشافعية بمكة المكرمة شيخنا الفقيه العالم الرباني عمر بن حامد الجيلاني، ولد بالخريبة في حدود سنة (1372هـ)، وأخذ عن والده، وعن غيره من علماء الخريبة وتريم، ورحل إلى مكة سنة (1390هـ)، وأخذ بها عن بعض شيوخها، وهو اليوم مفتي الشافعية بمكة، وله رحلات كثيرة في الدعوة والتعليم.
5- أخوه مفتي دوعن العلامة عبدالله بن حامد الجيلاني، أخذ عن والده، وقرأ على العلامة محمد بن سالم بن حفيظ، وعلى السيد محمد بن علوي المالكي، وعلى أخيه العلامة عمر الجيلاني كما ذكر لنا ذلك ابنه الفاضل (حامد) حفظه الله تعالى.
بَرِيْرَة:
بفتح الباء، وكسر الراء الأولى، وسكون الياء، وفتح الراء الثانية، كاسم الصحابية بريرة بنت صفوان مولاة عائشة رضي الله عنهما؛ لكن أهل هذه الجهات ينطقونها بكسر الراء الثانية على لهجتهم.
وضبطها العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشامل 2/ 502): «بكسر، ففتح، فتشديد الياء المكسورة»، وما قاله غير صحيح، والصواب ما ذكرناه، ولعل العلامة الحداد ظن أن ضبطها كضبط (بُرَيِّرة): -تصغير بَرِيْرَة على لهجة الحضارمة- وهي قرية أخرى للسّمُوح (السّومحي) من سيبان تقع بالقرب من الفَرْضَحة والدَّهْماء، وهذه أشهر وأذكر، وكان كثيرًا ما يزورها نائب لواء دوعن باصرة في عهد السَّلطنة القعيطية.
وبَريْرة: شرج يقع في الجهة الشمالية للريدة، قريب من (الأبيضين)، ومن بلدة براورة في الجهة الجنوبية منها.
وتعد بريرة أكبر شرج زراعي في ريدة الدَّين، وكان في الأصل ملكًا للسادة آل الجيلاني أهل براورة، ثم إنهم باعوا أجزاء منها لقبائل بامسعدي، ولباعمرو، وبامسدوس، وبارزيقة، والملك الأكبر فيها لآل الجيلاني.
وبريرة مشهورة بكبرها، وعرضها، وإذا شربت وصل خيرها لجميع الريدة، وفيها يقول الشاعر:
لا يَا بَرِيْرَة تعبتينا تَعَب ذه السَّنة جِيب صُرَّابش منين
و(لا) بمعنى ليه، أي لأي شيء، و(صرابش) بمعنى حُصَّادك، (جيب) بمعنى نأتي، و(منين): بمعنى من أين؟ والمقصود أنه إذا شربت بماء السماء، فإن الناس يتعبون من حصادها لكبرها، ولا ينتهي حصادها إلا في أربعة، أو خمسة أشهر، ويستفيد من حصادها الكل؛ إذ يأتي لزكاتها من كان في دوعن، ووادي عمد، والضليعة، وحجر.
وإذا اخضرَّت يأتي إليها النُوَّاب -مربو النَّحل- ويضعون بها جبوح النحل، ويتبارك النحل، ويزداد جناه، وكذلك في وقت الاخضرار تكون مظنة لوجود الأرانب البريَّة.
وهي مشهورة بجودة بُرِّها المسمى بالهلباء، ويزرع فيها كذلك الدخن، والمسيبلي، والذرة البيضاء، والدِّجر، والجرجير، والكثة، وبها أشجار السَّمُر، والضُّب.
وبها أوقاف لإفطار الصائم بالمساجد، وأوقاف على (المقهاية) لإطعام الغريب، و(المقهاية) في عرف هذه الجهات بناية مخصصة لاستضافة الغريب.
وتسقى بريرة من جهة (ميراد باعمرو)، و(ميراد باسودان)، ومن (سواقي عيون الأبايض)، وتصب في شرج (باظفار).
وقد سبق أن ناقة السَّيد الجيلاني جد السادة آل الجيلاني عندما قدم من بلدته (الروضة) -روضة بني إسرائيل، أو حوطة بني إسرائيل- التابعة لشبوة بركت في بريرة فاستبرك بذلك.
وفي الجهة البحرية لبريرة قرية صغيرة يسكنها آل بامَسْعَدي: بفتح الميم والعين، وسكون السين بينهما من الدَّين يتبع المسادسة، تقدر بيوتهم بنحو العشرة، لهم في بريرة حجل، ولهم حصن قديم فوق بيوتهم، وفيها مسجد، وكريفان للماء، ويشتغلون بالرعي، والحراثة، ويدرس أولادهم في بلدة (براورة) القريبة منهم.
وكان واحدٌ من آل بامسعدي سافر هو وابنه عُبيد إلى السعودية، ثم خرج الأب إلى قريته بريرة، واستمر الابن في غربته، واشتاق الأب لرؤية ابنه، ومضت على ذلك مدة طويلة تقدر بنحو ستٍّ وعشرين سنة، ولم يخرج الابن، وأصبح الأب شيخًا كبيرًا، فأرسل الأب له قصيدة في شريط كاسيت، مع رجل وقال له سمِّعْه ابني لعله إذا سمعها يشتاق لرؤيتي وينزل: قال في بداية هذه الأبيات:
وانْشِدْ على عبيد وتخبَّر خاف هو باينشدك منِّي
وبغيت باشوفه ذا اليوم مِنْ قبل لَعْوَرْ يواجهني
ستة وعشرين له مُدَّة ما هو بالوهم في عقلي
واليوم شيبة على المُوْكَى ولعاد شي عزم في عظمي
لا جيت بعزم وبا عنده ما يوجد النول في يدي
لا عندك النول ما يوجد با وِجِّد النول من عندي
با بيع في المال والنِّشرة من كسب يدك وشي من كسبي
البيت زرته وحجيته من فضل مالي ونا زكِّي
رمضان صومه ونا شهِّد والفرض لا جا ونا صلي
لكنها لم تؤثر فيه، ولم ينزل إلا بعد موت أبيه بمدة، ونزل إلى المكلا، ومعه نقود كثيرة، وضعها تحت رأسه، فسرقت من تحته، فكانت سببًا في جنونه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
البُرُوح:
بضم الباء، والراء: شرج من شروج الضليعة، يقع في الجهة الجنوبية الغربية للضليعة، وهو عبارة عن أحجال زراعية تابعة لأهل الضليعة.
وفوقه حصن قديم غير مسكون، يقال له: حصن باحوت.
وفي (تاج العروس 6/ 307): «البراح: كسحاب: المتسع من الأرض لا زرع بها». اهـ.
البِلَاد:
يطلق هذا الاسم في جهات الريدة على (الضليعة)، لكونها حاضرتها، ويطلق على الضليعة أيضًا اسم (الريدة).
والبلاد لغة: جمع بَلَد، وبَلْدة: وهي مساحة واسعة من الأرض مُعيَّنة بحدود، أو سكان، كما في (تحرير التنوير) لابن عاشور.
والتعريف في البلاد هنا للعهدية: أي بلدة الضليعة، وليس للجنس.
*والبلاد أيضًا اسم لقرية في الشَّعَبات تقع في الجهة الغربية للرَّيدة خارج حدودها ضمن حدود سوط آل هميم من قبائل آل بلعبيد يسكنها آل باظَفَر من آل هميم، فيها مسجد، وخمسة حصون.
بَلْجِنَف:
بفتح الباء، وسكون اللام، وفتح الجيم، والنون، وأصلها (بالأجنف)، وأهل هذه الجهات ينطقون الأجنف: لجنف بحذف الألفين، وفتح اللام، وسكون الجيم، ولما أدخلوا عليه (با) حذفوا ألفها، وسكنوا اللام، وفتحوا الجيم فصارت: بَلْجَنف، وأوردها العلامة علوي بن طاهر الحداد في (الشامل 2/ 503)، فقال: «وبالجنف بسكون الجيم، وفتح النون – الأجنف». اهـ، والصواب أنهم ينطقونها: بلجنف، وليس بالجنف.
وشرج بلجنف يقع ضمن شروج آل بايومين بالقرب من الحجلين في الجهة الشمالية الغربية للريدة، ومنهم من يسميه بـ(جور بلجنف)، والجور بمعنى الحي، أو الحارة، أو الرَّبع.
ويسكنها آل بلجنف، فصيلة من آل باكرشوم، وهم بيت التقدمة والرئاسة في آل بايومين.
وينبغي التفريق بين (بلجنف)، وبين (بَجْنف)، فبجنف، ويقال: باجنف: نُعماني يعيشون في وادي سلمون، وفي جبال نعمان، وفي (نحر البجنف)، وهو رأس قبائل نُعمان.
البَيْد:
بفتح الباء، وسكون الياء: خلاء غير محجور فيه مراعي، لا يستطيع أحد أن يمنع أحدًا من الرعي فيه، ويسمى أيضًا بالخِطَمة: بكسر الخاء، وسكون الطاء: وتجمع على خِطَم.
والبيد مثل: الخُبيَّة، والخُبيْن، وخُبيَّات الزِّير، وعطف الصَّفارة، وخطمة نَسْر؛ وتقع فوق حَبْرة آل ماضي.
والفرق بين البيد، والجول: أن البيد فيه مراعٍ للنِّشْرة -الأغنام والإبل-، بخلاف الجول، ويجمع على بيود، قال شاعر الرَّيدة والسِّيطان صلاح باخريبة:
والقاف قفَّتْ وقالتْ لي سَنة مُقْفَلة ولْعَاد بنِّد الأرض هي والبيُود
بَيْن الأرْضَاح:
الأرضاح: بسكون الراء، وفتح الضاد: جمع رضح، والمراد بها الصَّفاة الملسَاء الكبيرة المستوية التي تكون في أماكن مجرى السَّيل يُرضح عليها العُشَر، ثم تدبغ به الجلود.
وقد سبق ذكر هذا في (الأرضاح) من حرف الألف.
و(بَيْن الأرْضَاح): هو شعب يجرى فيه السَّيل القادم من (براورة)، ومن (بَرِيْرة) يلتقيان فيه، وهو يصبُّ في شِعب (المِلاح) من شعاب براورة.
وسميت بـ(بين الأرضاح) لكون الشعب يقع بين عدة أرضاح، ويماثلها في الاسم (بين الجبال) قرية معروفة تتبع أرياف المكلا، سميت بذلك لوقوعها بين الجبال، و(بين اللصوب) قرية تقع بعد وادي المسنا ضمن أرياف المكلا، سميت بذلك لكونها بين اللصوب، واللصب عند الحضارمة هو مجرى أكبر من الشعب، ودون الوادي، وهي كلمة عربية فصيحة، ففي (تاج العروس 4/ 207): اللِّصْب: شق في الجبل أضيق من اللِّهْب، وأوسع من الشِّعْب … أو هو مضيق الوادي، والجمع لِصاب، ولَصُوب)، وهناك قرية في أرياف المكلا قريبة من ثلة باعمر تسمى اللَّصُب بها أوقاف لآل باوزير، واللُّصَيب: تصغير لَصْب قرية تقع في (مجرى باجوف) من ريدة الدَّين، ذكرناها في (باجوف).