حوار
عبدالعزيز محمد بامحسون
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 14 .. ص 100
رابط العدد 14 : اضغط هنا
– اكتشفت في أثناء زيارتي حضرموت أنها بحاجة إلى من يوثق أعمالها ونشاطاتها بطريقة احترافية.. فعملت موسوعتي الشهيرة باسمها!!
– عملت كمصورة لوكالة رويترز العالمية.. وسيدات البيت الأبيض..
يعد التصوير فنًا بصريًا له مذاقه وجماله وخصوصياته، فمهما صيغ الخبر أو المقال مقروءًا أو مرئيًا بشكل لافت وتراكيب لغوية ثم نشر أو بث بغير صورة فليس له أي قيمة تذكر.
لهذا يظل حديث الصورة أقوى من حديث الكلمة، بل يعدل أيضًا ألف كلمة.
ضيفتنا في هذا العدد المصورة الفوتغرافية المحترفة السعودية سوزان باعقيل التي ترجع أصولها من حضرموت، التي تمتلك خبرة عريقة في التصوير التجاري والإعلان والدعاية والتصوير المعماري والآثار والسياحة والأزياء والبورتري والأفراح والمؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية سواء بالفوتوغرافي أو الفيديو والمونتاج.
وإليكم ما دار في هذا اللقاء من خلال هذه السطور:
* من هي سوزان باعقيل؟
– أول مصورة محترفة عربية سعودية، التحقت بجامعة ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية في العام 1979م، وتخصصت في آداب الفن وفن التصوير (Fine Art and photography)، وعلم نفس (Psychology Human Service Part of)، وتخرجت في العام 1983م.. أسست أول استديو نسائي في السعودية للتصوير الاحترافي، وهو أول استديو نسائي على مستوى الخليج والعالم العربي، ومؤسس ومالك مركز الإبداع المطلق للتدريب على التصوير الرقمي الاحترافي والسينمائي، وهو أول مركز من نوعه، وذلك حرصًا مني على المساهمة في تعليم مهارات التصوير للأجيال القادمة، وتهيئة المرأة السعودية للعمل في هذا المجال انطلاقًا مع رؤية 2030م، وذلك بفضل خبراتي وعراقتي في مجال التصوير الذي يمتد لأكثر من (30) عامًا، وما زلت دائمًا أتابع التطوير في فن التصوير، والذهاب إلى ألمانيا وإيطاليا وأمريكا لأطور نفسي بكل جديد في هذا العلم (فن التصوير) من ناحية التقنيات الحديثة.
* كيف كانت بدايتك مع فن التصوير، ومن شجعك؟
– هو توفيق من الله، الله يرحم زوجي كان مؤمنًا بموهبتي فكان الداعم الأساسي لهذه الموهبة، فتحولت هذه الموهبة مباشرة إلى حرفة مهنية.
* التصوير بالنسبة لك هل أخذْتِهِ كمهنة احترافية أم هواية؟
– التصوير بالنسبة لي احتراف ولم أتخذه كهواية عابرة لحبي وشغفي إلا في صغري فقط اعتبرته هواية، أحببتُ احترافه وأتعمق في علمه؛ كي أبدع في هذا الفن الساحر، الذي ليس له حدود بمجالاته المختلفة من تصوير، سواء كان سينمائيًا أو فوتوغرافيًا، وتصوير الجمال البورتريت، وتوثيق الإنسان وحياته أفراحه وأحزانه، وتصوير الطبيعة لإظهار إبداع صنع الخالق.
* ما هي الجوائز التي حصلْتِ عليها؟
– هناك جوائز عدة نلتها وهي تتعدى أكثر من (57) جائزة ما بين محلية ودولية في فن التصوير الفوتغرافي والبورتريه، كما تشرفت ببعض التكريمات منها:
حصولي على الجائزة الأولى لمسابقة الأمير سلطان بن سلمان للتصوير الضوئي على مستوى المملكة والخليج العربي.
حصولي على جائزة المرأة السعودية الثانية 2018م، وتم تكريمي من قبل وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك فهد للمميزات.
حصولي على مسابقة أجمل صورة في البورتوريه على مستوى العالم العربي عام 1992م.
فزت بمسابقة الأمم المتحدة، وحصلت على المركز الثاني ودرع الأمم المتحدة من الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) عام 1993م.
فزت بجائزة الأمير فهد بن سلطان في مسابقة التصوير الفوتغرافي للمعرض البيئي السعودي عام 1995م.
اقتُنِيَتْ لوحاتي لدى متاحف مثل V&A البريطاني والمتحف الكندي في كويبيك.
كرمني الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتاني في العام 2007م، وأطلق عليَّ لقب الفارس (Cavaliere)، وقلدني النجمة الذهبية التضامنية في حفل اختتام معرض دولي بعنوان (إيطاليا بعيون عربية)، وهذا أول تكريم من حكومة أجنبية لفنانة عربية.
كرمت من قبل وزارة الثقافة ومكتبة الملك فهد للتراث برعاية حرم أمير الرياض سمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود لدوري الرائد في فن التصوير.
كرمت في مهرجان رائدات الأعمال من جمهورية مصر العربية في العام 2019م.
كرمتني أيضًا (جمعية الثقافة والفنون) كوني أول مصورة محترفة عربية تقوم بالتصوير الجوي من خلال الطائرة العمودية (الهليكوبتر) للحرم الشريف بمكة المكرمة، وغار حراء بجبل النور، والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
* في أكتوبر 2019م نالت المصورة الفوتغرافية سوزان باعقيل الوسام الفضي للمرأة العربية (صانعات التغيير في الوطن العربي) من بين أكثر من 1000 امرأة عربية تقدَّمْنَ للظفر بجوائز المسابقة وأوسمتها.. كيف نلت هذا الوسام، ولمن تهدينه؟
– أولًا فوزي بهذا الوسام لم يأت من فراغ بل بمصداقية فلسفتي في التغيير وإثبات قدراتي في المشاركة في التنمية وتطوير الوطن بدعم من مسيرة قيادتنا الرشيدة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي أطلق رؤيته 2030م للتطوير والتنمية في جميع مجالات الحياة، وجهودي التي بذلتها حتى أصل إلى ما أريده، وقد جاء هذا الفوز بعد منافسة شديدة مع عدد كثير من النساء من شتى مختلف الدول العربية، واللاتي وصل عددهن حوالي إلى 1000 امرأة تقدَّمْنَ للمنافسة في المرحلة التمهيدية، ومن بينهن (20) امرأة من بلدي ومن ضمنهن أميرات، وبعد أن تجاوزت المرحلة الأولى التي تنافست عليها مع (250) امرأة عربية، تأهلت للمرحلة الثانية من التصويت للفوز بوسام صانعات التغيير في الوطن العربي للتنافس مع (56) امرأة عربية للفوز بالوسام والتكريم في المؤتمر العربي التاسع للمرأة العربية، الذي عقد في الرابع عشر من سبتمبر بتونس برعاية السيدة نزيهة العبيدي وزيرة المرأة في تونس.
أهدي هذا الفوز لكل امرأة سعودية، ولكل من صوَّتَ لي ومنحني مبادرته الحضارية، وأعتبر أن فوزي بهذا الوسام هو فوز لكل امرأة شاركت في هذا الحدث.
* هل لديك عضويات في بعض كيانات التصوير العربية والعالمية؟
– نعم أنا عضو في مجلس إدارات الجمعية السعودية للتصوير الضوئي (SPA)، وجمعية التصوير الأمريكية (PSA)، والهيئة الدولية الأمريكية للمصورين (IFPO)، والاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي (FIAP)، والجمعية الدولية لفن التصوير الفوتوغرافي الإيطالية ANAF “بيت الفوتغرافيين سابقًا”، والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة (SASCA)، والجمعية الأمريكية للمحترفين (PMA)، وعضو في أكوموس (ICOMOS).
* كم عدد المرات التي زرت فيها حضرموت، وماذا مثلت لك هذه الزيارات؟
– أنا زرت حضرموت بلاد الأجداد خمس مرات، كانت أول زيارة في عام 2005م عن طريق الربع الخالي، حقيقة اكتشفت فيها الكثير من الموروثات والكنوز والعادات والتقاليد، نعم هي بلد العلم والعلماء والمثقفين، أعجبت بمناظرها الخلابة وبساطة أهلها وطيبة ناسها، فعلًا إن الإنسان الحضرمي له شخصيته المميزة دون سواه، اكتشفت أن حضرموت بلد الأجداد بحاجة إلى من يوثق أعمالها من تقاليد ومناظر وأزياء وعاداتها الاجتماعية وغيرها وبطريقة احترافية، فقررت أن أوثق وأعمل موسوعة عنها، وهذا ما حدث أن عملت موسوعة مكونة من ثلاثة مجلدات وأطلقت عليها (حضرموت بلاد الحضارمة)، وصدرت في عام 2016م، لينتفع بها أبناء حضرموت المغتربون وغيرهم من المؤرخين ودور العلم والأدباء والشخصيات المهمة للاطلاع والتعرف عن قرب على ما دونته الكاميرا.
* ماذا أضافت لك هذه الموسوعة، وهل لك إصدارات أخرى؟
– لا شك إن هذه الموسوعة أضافت لي الكثير، منها زيادة رصيدي المعنوي والتواصل مع المسئولين في حضرموت والمغتربين الحضارمة في مهاجرهم، وهي تحتوي على أكثر من ألف صورة باللغتين العربية والإنجليزية وما حكته كاميرتي عن حضرموت ماضيًا وحاضرًا، والتي هي مهد الرجال الذين تنقلوا وهاجروا منها إلى أرجاء المعمورة وبنوا لأنفسهم مكانة اجتماعية واقتصادية يتباهى بها الجميع.
إن هذا الكتاب يصور البيئة الحضرمية من الداخل ويحكي للمتصفح وكل مهتم بحضرموت وطبيعتها وواقع مجتمعها العريق، ومصدر لإثراء المعرفة للأجيال من أبناء المهاجرين الحضارم في الخارج، وتعريفهم بديار الآباء والأجداد، والوديان والشعاب التي احتضنت القرى ومبانيها.. وفي حقيقة الأمر إنني بذلت جهدًا لا يستهان به في إعداد هذا الكتاب الذي دام (10) سنوات في التنقل بين القرى والمدن لتصوير وتجميع ما حواه الكتاب بدقة احترافية ومهنية عالية وخبرة في التصوير، وقد تطرقت لأدق التفاصيل للحياة اليومية والحرفية للمواطن في حضرموت العزيزة، واعتمدت في جميع زياراتي على إيجاد التنوع في الصور حيث رصدت المواسم والكثير من الأنشطة في حياة الإنسان الحضرمي اليومية.
كما أصدرت كتاب (حرف من الجزيرة العربية) باللغتين العربية والإنجليزية، وكذا تم طباعته باللغة الألمانية، وهو أول كتاب يوثق نشاط المرأة السعودية في العمل سويًا مع أخيها الرجل.
وكتيب عن الملك عبدالعزيز آل سعود بمناسبة ولادة حفيده الأمير عبدالعزيز بن محمد في عام 2011م.
إضافة إلى عمل بوسترات وكروت للحرمين الشريفين.
* هل عملت لصالح وسيلة إعلامية؟
– نعم، عملت كمصورة فوتغرافية لوكالة رويترز العالمية، ومجلة الإندبندنت، ومجلة أرامكو، ومجلة سيدتي.
كما عملت مصورة خاصة لوزير الخارجية الأميركي السابقة هيلاري كلينتون، وحرم الرئيس الأميركي لورا بوش، والمصممة المشهورة كارولينا هيريرا وغيرهم من القادة والشخصيات المهمة، ومصورة البيت الأبيض.
كما أفتخر وأعتز أنني كنت ضمن الوفد المدني لتمثيل المملكة خلال الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) إلى إيطاليا والفاتيكان، كما وجهت لي الدعوة السامية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) لتصوير المؤتمر العالمي للحوار بالعاصمة الإسبانية (مدريد)، وذلك في يوليو 2008م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك الإسباني كارلوس.
ومن خلال زياراتي ومرافقتي للوفود الرسمية والشعبية نقلت الصورة الحقيقية للمجتمع، وهو مثال حي عن المرأة السعودية المحترفة العصامية.
* كيف يلتقط المصور صوره حتى تكون في أفضل صورة؟
– هناك عناصر عدة أساسية أخي الكريم لكي تكون الصورة في أفضل ودقة متناهية لعل أبرزها:
العلم – الحس – الإضاءة – فتحة العدسة – الوقت – تعريف الصورة.
* أي الأماكن تفضلين تصويرها: الجامدة أم المتحركة؟
– لكل نوع له جماله وحسب النوع والظروف المكان والزمان.
* يطلق على سوزان باعقيل (ملكة الكاميرا) ماذا أضاف لك هذا اللقب؟
– إلى جانب هذا اللقب، لقبت بألقاب عدة، منها؛ قاهرة الجبال، قاهرة الصحراء، وحواء غير.
هذه الألقاب جعلتني أتحمل أعباء كثيرة على عاتقي من خلال عين الكاميرا، والتي أشوف وأعبر بما يخطر في بالي من تصوير بمناظرها الجميلة والخلابة حتى أصل لهدفي السامي والمنشود، والصورة ليست مجرد صورة فهي لغة عالمية يفهمها الجميع، والتي لا تحتاج إلى ترجمة لإبراز الجمال وتوثيق الواقع، وحصولي على لقب ملكة الكاميرا أمر شاق للغاية وممتع في الوقت نفسه؛ لأنه يحتاج مني أن أكون سفيرة لهذا الفن سواء أكان سينمائيًا أو فوتغرافيًا، لتوثيق الإنسان ومشاعره، ولخدمة الإنسانية، وهذا شعاري بالتصوير التي استطعت أن أغير فكر!
ومن خلال هذا الفن استطعت أن أكون سفير سلام، والتي به خدمة بلدي والإسلام والوطن العربي.
* كيف هو شعورك وأنت تنالين الجوائز والتكريمات بين فترة وأخرى؟
– شعوري لا يوصف، وهو بحق فخر واعتزاز لبلدي كوني أول امرأة مصورة عربية محترفة، وفائزة بجوائز عدة عالمية، وهذا يعد بصمة يخلدها التاريخ كامراة عصامية، وبفضل الله ثم الصبر والحب والإصرار والشغف استطعت الوصول إلى ما أنا فيه اليوم، فهذا الاجتهاد والنجاح والعطاء أسعدني خصوصًا وأن كثيرين يقولون لي: أنتِ قدوتنا وإلهامنا ونتمنى أن نكون مثلك والوصول إلى العالمية.
لهذا أقول لك إنني مثال ورمز وقدوة حسنة في التصوير، وأشجع كل فتاة تحب هذا الفن، والتصوير في الماضي كان مهنة ذكورية حتى في الغرب.
* يقال عن الصورة إنها تعدل ألف كلمة، وحديث الصورة أقوى من حديث الكلمة، بماذا تفسرين ذلك كمصورة؟
– صحيح، فالتصوير فن بصري يعبر فيه المصور عن جمالياته وفنه البديع، فهو لغة عالمية يفهمها الكل، ولا تحتاج الصورة إلى ترجمة إذ تعبر عن ألف كلمة، ومن خلال هذا الفن استطعت أن أخدم الإنسانية.
لهذا أحب أن أقول مقولة (التصوير ما هي كبسة زر! وإنما بالتصوير استطعت أن أغير فكر!)، فحرام أن تكون موهبة عابرة أو تكون مجرد “سِلْفِي”.
* شخصية مصورة تأثرت بها؟
– هم ثلاث شخصيات تأثرت بهم، وهم الأمريكان آنسل آدم (Ansel Adam)، وفريد آرشر (Fred Archer)، والبروفسور جون (Johns)، والأخير كان كل يوم اثنين لديه محاضرة في النقد بالجامعة التي درست فيها، وكان يقول لنا في القاعة؛ نترك صور سوزان باعقيل للآخر لأن الكلام فيها كثير!
ولي الشرف أن تحتفظ الجامعة بأعمالي لكي تكون كمثال رائع للطلاب.
* ما هي نصائحك للمصورين الشباب؟
– عدم المجازفة في التقاط الصور بشكل عشوائي، والبدء في التقاط الصور بشكل احترافي، أيضًا لا بد من التعلم سواء كانت بغرض المتعة الشخصية أو في محاولة لبدء مستقبل مهني في التصوير الفوتوغرافي.
نلتقط الكثير من الصور من أي وقت مضى وننشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ونشاركها مع الأصدقاء ونستخدمها لتوثيق أماكن وجودنا وما نفعله وما نشعر به، لكن القليل منا يستطيع التعبير عن نفسه في الصور، أو الادعاء بأنه مصور محترف أو فهم معنى هذه الوظيفة.. لذا أناشد من يمتهن مهنة التصوير من الشباب احترامها بأمانة.
* إذن كيف يمكن محاولة فهم التصوير الاحترافي، وما يتطلبه سلك هذا الدرب لكسب العيش؟
– هناك أمثلة عدة لمجالات التصوير الاحترافي، منها: التصوير الصحفي، والتصوير التجاري، وتصوير الأزياء والموروثات التقليدية والشعبية، والأماكن السياحية، والآثار، والصور الشخصية، وتوثيق النشاطات الاجتماعية كأفراح الزواجات، أو من خلال السفريات.
* هل تنصحين أن تكون الفتاة مصورة فوتغرافية؟
– نعم، أنصح أن تكون الفتاة مصورة فوتغرافية، ولكن أقول للفتيات إن التصوير مهنة مكلفة، ولكن تحتاج إلى نفس طويل وصبر وشجاعة.
* موقف ظريف أو محرج صادفك خلال مشوارك الفني؟
– الموقف الظريف الذي صادفني هو أنه بعد رجوعي من أمريكا عام 1983م أحببت أن أصور جدة القديمة بعد أن أخذت تصريحًا بذلك، فكنت أصور إحدى المباني القديمة، فقيل لي: أنتِ المفروض أحد أن يصورك ويصورك كأعجوبة وليس تصوير هذا المبنى القديم.. تصور أخي الكريم لماذا؟ لأنني كنت لابسة عباية وماسكة الكاميرا.
* علمنا أن زوجك الشيخ محمد مبارك باعارمة (رحمه الله) كان يحترف فن التصوير، وكذا أولادك من هواة التصوير حدثينا عنهم؟
– نعم، كان زوجي -الله يرحمه- يحب التصوير تحت البحر، وله صور جميلة، وابني مالك (الله يرحمه) كان مبدعًا في التصوير، وفاز في مسابقات عدة، وكان يساعدني ويصور معي في وادي دوعن، وله لقطات جميلة، وكذا ابني ساري وابنتي جنة وجهينة الله يطول في أعمارهم هم مبدعون في التصوير ومنتجو الأفلام، فهم كما يقال: (ابن الوز عوام).
* هل لك هوايات أخرى؟
– لي هواية الاهتمام بالأزياء التراثية الشعبية، فلدي أزياء من جميع مناطق الجزيرة العربية، وأقيم وأشارك بها في معارض دولية، كما اخترت في لجنة التحكيم في ملتقى الأميرة نوره للأزياء التقليدية المعاصرة بأبها 2008م، واخترت أيضًا في لجنة التحكيم للأزياء الكرنفالية البندقية في أيطاليا Carnevale Di Venezia Italia 2019.
* هل يمكنك أن تحددي لنا مشاركاتك في المعارض الإقليمية والدولية لهذا التراث الثقافي الأصيل؟
– نعم تكمن مشاركتي في هذا التراث الأصيل والأزياء في معارض الأزياء التقليدية في أغلب مناطق المملكة، ولي مشاركات في إيطاليا وبريطانيا والهند والبرازيل وبرلين والمغرب وماليزيا وكوريا وإندونيسيا وغيرها من الدول، كما عملت العديد من المعارض الفوتغرافية الدولية الشخصية عن الإسلام، وصور الحرمين الشريفين، والتراث السعودي، والمرأة السعودية، في دول عدة من أهمها بريطانيا وإيطاليا وألمانيا والنرويج وماليزيا وكوريا والبرازيل والهند والمغرب والكويت ومصر، حيث حصلت أعمالي المعروضة على تقدير كبير ومتابعة عربية وغربية، حيث بيعت أعمالي في مزادات كرستي (CHRISTIE’S of London)، كما أقمت نحو (17) معرضًا شخصيًا داخل السعودية وخارجها وشاركت في أكثر من (95) معرضًا جماعيًا على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
* كلمة أخيرة تودين قولها في ختام هذا اللقاء؟
– في الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم إليك بالشكر والتقدير لاستضافتي في هذا المنبر الإعلامي الجميل مجلة (حضرموت الثقافية)، وأشكر هيئة تحريرها وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في مهامهم الثقافية والأدبية تجاه حضرموت الثقافة والتراث والعلم والمشهود لها بعراقتها وتاريخها منذ فجر الإسلام.