أضواء
محسن علوي أبو بكر باعلوي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 15 .. ص 29
رابط العدد 15 : اضغط هنا
حَرْفُ التَّاء:
تُلُمُّص:
بضم التاء، واللام، والميم المثقلة، هكذا ينطقه العامَّة اليوم، وأورده الزَّبيدي في (تاج العروس 18/15 1) بفتح التاء، واللام، والميم المثقلة، وقال: »تَلَمَّص اسم موضع، قال الأعْشَى:
هَلْ تَذْكرُ العَهْدَ في تَلَمَّصَ إذْ تَضْرِبُ لي قَاعِدًا بِهَا مَثَلا؟«.
وتلمص قد تكون من أَلْمَصَ الشَّجر إلماصًا: أمكن أن يُلْمص: أي يُرْعَى. (ينظر: تاج العروس 18/ 150).
وهذا منطبق عليها إذ هي حجل زراعي ينبت به الكلأ والعشب، أما موقعه فيقع في الجهة الشّمالية لبلدة الضَّليعة بعد (الحَنُو)، مقابل لقرية (المِكْراب)، بينه وبين الضليعة نحو سبع دقائق بالرِّجل، وهي على يمين الذاهب إلى الضَّليعة تحت قارة تلمص.
ويسكن في (تلمص) آل بامِكْراب: بكسر، فسكون، وآل بارَزَيْقة: بفتح الراء، والزاي، وسكون الياء: وكلهم من المسَادِسَة (بامَسْدُوس)، وهم من حلف الدَّيِّن من ثلث الأجاردة، وآل بارزيقة يسكنون في طرف تلمص في المكان المسمى (المنْقع)، وفي تلمص أيضًا أموال لآل باعَبَد.
و(تلمص) حِجِل زراعي للمسَادِسَة قريب من الضَّليعة كما سبق، وفيه (سِرِه): بكسر السين، والراء: مَبْنَى لاستظلال الرُّعاة، أو مبيتهم، واحتمائهم من البرد، والمطر.
وهذا الاسم (تلمص) لا نظير له اليوم في شيء من مناطق حضرموت فيما نعلم، إنما نظيره في (صَعْدة اليمن)، وقول الأعشى السَّابق ما أخاله إلا في (تلمص صعدة)؛ لأنَّ الأعشى مَدَح بقصيدته هذه (ذا فائِش الحِمْيري)، وقد قال في مُستهلِّها:
وإنَّ مَحِلًّا وإنَّ مُرْتحَلا وإنَّ في السَّفَرِ إذ مَضَوا مَهَلا
وإنْ كان قد زار ديار كندة بحضرموت؛ كما في قوله:
وطَوَّفتُ للمَالِ آفاقَهُ عُمَانَ وحِمْصَ فأُوْرَى شَلَمْ
أتيْتُ النَّجاشيَّ في دَارهِ وأرْضَ النَّبيطِ وأرضَ العَجَمْ
فنَجْرَانَ فالسَّروَ مِنْ حِمْيرٍ فأيّ مَرَامٍ لَهُ لمْ أرِمْ
ومِنْ بعدِ ذاك إلى حَضْرَمُو تَ أوْفيْتُ هَمِّي وحِينًا أهمْ
وفي (تاريخ شنبل، ص192) في حوادث سنة (794هـ): »وفيها بنى آل سُوَيد بن ظبيان قرن تلمص بوادي يبهوض«، كذا ورد في الطبعة الثانية الصادرة في سنة 1428هـ/ 2007م عن مكتبة الإرشاد بصنعاء، وجاء في الطبعة الثانية الصادرة في سنة 1424هـ/ 2003م عن مكتبة صنعاء الأثرية ما نصه: »بنى آل سويد بن طبّال قرن بَلْمص بوادي شُهُوص« ومثله في (جواهر تاريخ الأحقاف لباحنان، ص449).
وفي (إدام القوت لابن عبيدالله السقاف، ص256 طبعة المقحفي): »أن آل سويد بن عسّال بنوا قرن بالميص بوادي يبهوض«.
فهي وردت على ثلاثة وجوه: (تلمص)، و(بلمص)، و(بالميص) ولا شك أن الصواب واحد، والبقية تصحيف.
وعمومًا فلو ثبت أنها (تلمص) فهذه حديثة؛ لأنها بُنيت أواخر القرن الثامن، وليست هي بـ(تلمص) التي في ريدة الدين المذكورة.
ووادي (يبهوض) المذكور يحتمل أن يكون المراد به (وادي يبهوظ) بالظاء، كما في (الشامل للحداد، 2/ 567 و601 تحقيق: د. عبدالنور)، وضبط بالضاد، كما في (إدام القوت، ص255): وهو من أودية حضرموت الداخل ويسكنه آل بن (حريز)، قال في (إدام القوت، ص255): »وادي عن يمين الداخل من الشرق إلى وادي سَر«.
ويحتمل أن يُفرَّق بين (القَرن) و(تلمص)، فيكون (القَرن) هو الذي بُني في آخر القرن الثامن، بخلاف تلمص نفسها، وهذا كالتفريق بين (سيئون)، و(قرن سيئون)، والله أعلم.
وتوجد مناطق أخر في (ريدة الدَّيِّن) متشابهة في الاسم مع مناطق في صعدة اليمن كـ(العَبْلا)، (والخَانق)، و(الخليف)، وفي صعدة: (الصَّفراء)، وفي الرَّيدة: (الصُّفيراء) -(الصَّفارة)-: تصغير صفراء، فيحتمل أن تكون هذه الأسماء من تسميات جيش الإمام المتوكل الذي مرَّ بالرَّيدة في غزوه حضرموت سنة (1070هـ)، ونزل بعد ذلك إلى الهجرين، ويحتمل أن تكون من توافق الأسماء.
تَنَيْبِة ابنِ يَزِيْد:
تَنَيْبِة: بفتح التاء، والنون، وسكون الياء، وكسر الباء: هكذا ينطقها أهل تلك الجهات، ووقعت في كتاب (الشَّامل لعلوي بن طاهر الحداد 2/ 471) بتقديم الباء على الياء، وبالهاء بدل التاء: تنبيه، ولعله خطأ من الناسخ أو الطابع.
والذي يظهر أنَّ أصلها بضم التاء، وتشديد النون: تصغير تِنَّبة؛ فقد جاء في (تاج العروس للزبيدي 2/ 77) أن تِنَّب: على زنة قِنَّب: اسم موضع بالشَّام، وفي مراصد الاطِّلاع: أنَّها من قُرى حَلَب.
تقع (تَنَيْبِة) في الجهة الشّمالية للرَّيدة، غرب سوط القثم، قريب من بلدة طسلة، تقع منها في جهة الشمال الشَّرقي، فيها حجل وسرين، ويحلها بعض القثم من آل بامَغْرُومة من بلدة (نُعُومة) الواقعة في سوط القثم.
ويقال إن ملكها يعود لبعض الجعدة من آل (لَجْدَم) من وادي عَمِد.
التُّوَيْلَقِة:
بضم التاء المثقلة، وفتح الواو، واللام، وسكون الياء، وكسر القاف: حنكة صغيرة من شروج المشاجرة تقع في قرية (قاطين) في الجهة القبلية -الشّمالية- للرَّيدة قريب من قريتي (عَيْدمَة)، و(المَحَافِل).
ويسكنها آل (بامَعَوَّض): بفتح الميم، والعين، والواو المثقلة من قبيلة المشاجرة الحميرية.
حَرْفُ الثَّاء:
ثَبْرَة:
بفتح الثاء، والراء، وسكون الباء بينهما: حُفرة مثل الحَوْمة، أو القَلْت، أو الكريف تمتلئ بالماء أيام المطر، وتستمر لمدة طويلة قد تبلغ خمسة أشهر، تقع في شعب المِلاح قريب من سَدِّ باقبيلي.
تنمو في حروفها أشجار الرَّاك، والسَّمُر، ويستفاد منها في شرب الأغنام، والإبل، وكذلك يستفيد منها الناس في تغسيل الفرش ونحوها.
والفرق بين القَلْت والثبرة أن القلت قاعُهُ من حَجَر، بخلاف الثبرة فأرضها قد تكون من حجر، وقد تكون من طين، والقلت يكون في الشعاب بخلاف الثبرة فإنها تكون فوق الشعب.
وهناك ثَبَرات أخر في ريدة الدَّيِّن، منها: ثبرة الخُبَيْن: -بضم، ففتح، فسكون- لكنها أصغر من هذه، وثبرة الشُّرَيْج: بضم المثقلة، ففتح، فسكون: تصغير شرج.
والثَّبْرة لغة فصيحة، ففي (تاج العروس للزَّبيدي 10/ 311): »الثَّبْرة: النُّقْرَة في الجَبَل تُمسك الماء، يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيْج«. اهـ.
وهي كالحَشْرَج، ولهذا قال الأزهري كما في (تاج العروس 5/ 482): »والحَشْرَج: النُّقرة في الجبل يصفو فيها الماء«. اهـ، وفيه (14/ 276): »النُّقْرَة: بالضم: الوَهْدة المستديرة في الأرض ليست بالكبيرة يُستنقع فيها الماء«. اهـ.
الثِّجَر:
بكسر الثاء المثقلة، وفتح الجيم، تقع في الجهة الشّماليَّة للرَّيدة قريب من قرية (عَنَق بَلْشَرف)، ومن قريتي (الحُرَيْث) و(الوليْجَات)، وهي في شمال براورة، بينهما نحو ثلث ساعة بالسَّيارة، وبالرِّجل نحو ساعة.
وذكرها العلَّامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 503) ضمن سوط الأبارقة، وهم من الدَّيِّن الحميريين، والصَّواب أنَّها ضمن سوط الأشاعلة الكرَب، لكنها قريبة من سوط الأبارقة.
وقول المقحفي في (معجم البلدان 1/ 253): »قرية في منطقة الضَّليعة من مديرية دوعن«، غير دقيق؛ فليست هي في منطقة الضَّليعة؛ وإن كانت تتبعها من الناحية الإدارية، وقد سبق التنبيه على نظائِرِهِ مِرارًا.
والثَّجَر: جمع ثُجْرة: بالضَّم، وتعني عندهم المكان المنخفض الذي يرقد فيه الماء، وهو صحيح لغة ففي (تاج العروس للزَّبيدي 10/ 312): »الثُّجْرَة: بالضم: الوَهْدة المنخفضة من الأرض«. اهـ.
ويسكن الثِّجَر آل (باقَارِح): بكسر الراء: قبيلة من الكرَب الأشاعلة، وهم من حمير كما سبق.
وفيها مسجدان، وحصن كبير فوق الحجل، وبها أكثر من كريف لحفظ ماء السَّماء، ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتِّجارة.
ويأتيها الماء من رؤوس (إلْمَر)، وتصب في وادي (عَمِد).
الثِّجْرَة:
بكسر الثاء المثقلة، وسكون الجيم، وفتح الراء: ومنهم من ينطقها بضم الثاء، وقد سبق أنها تعني المكان الذي يرقد فيه ماء المطر، ويقال لها: (ثُجْرة بامَسْدُوس)، وتقع في الجهة القبلية -الشّمالية الغربيَّة- للضَّليعة قريبًا من شرج (باغَنَيم)، الواقع في الجهة الجنوبيَّة، بينهما نحو خمس دقائق بالسَّيارة، ومن قرية (صَاهِد) الواقعة في الشّمال، وبينهما أيضًا نحو خمس دقائق، وتبعد (الثُّجْرة) عن الضَّليعة بنحو (7كم)، يفصل بينهما شرج (الأصْفَى) التابع للنُّوَيْس من المسَادِسَة.
ووردت في كتاب (الشَّامل للعلامة علوي بن طاهر الحدَّاد، ص151) بلفظ: (الشِّجْرة) بالشين، قال رحمه الله: »والشِّجْرة -بكسر فسكون- للمسَادِسَة – آل بامسدوس«، والظَّاهر أنَّه خطأ من النَّاسخ، أو الطَّابع.
ويسكن (الثُّجْرة): آل (النُّوَيْس): بضم النون المثقلة، وفتح الواو، وسكون الياء: تصغير نوس، وآل (الهُنُود)، وآل (بِلْحمد): بكسر فسكون، وآل (باعَوْزر)، وآل (باقُنْبِع)، وكلهم من قبيلة (المَسَادِسَة -آل بامَسْدُوس- وبامسدوس جريدي، وهو رأس الدَّيِّن، ويقال له (أبو الدَّيِّن)، ومرجعهم إلى قبيلة حمير.
وبالثُّجرة مسجد قديم، يحتاج إلى ترميم، وإصلاح، لا يسع المُصَلِّين في صلاة العيد؛ بل يصلي بعضهم خارجه، وبها حصن، وعدد من الكرفان، ومدرسة ابتدائية بها فُصُول صُغرى.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتَّدريس، والسَّفر.
وتُسقى من (صَاهِد)، ويصب ماؤها في قرية (باغنيم)، ومنها إلى (الأسيودات)، إلى أن يصب في وادي (عَمِد).
الثَّرَار:
بفتح الثاء المثقلة، والراء: جمع ثَرَّة، وتجمع الثَّرَّة في اللغة على ثِرار بالكسر، والضم، وهو يخالف ما عليه نطق العامة هنا إذ ينطقونه بالفتح.
والثَّرار: عطف يقع غرب براورة في عطفة فوق شعب الملاح، ولهذا يقال لها: (عَطْف الثَّرار)، سمي بذلك لأنه تنمو به شجرة الثرار؛ وهي شجرة شوكيَّة طولها يقارب طول الإنسان، لها عيدان قوية لا تندخل، غبراء اللون تستعمل في ودف البيوت، وتنمو بالعطف أيضًا كثير من أشجار الشَّخَر، والشَّخر عندهم يعني أشجار الشَّوك: كالسَّمُر، والقَرَظ، والعَوْسَج، والقتاد، والضُّب.
*والثرار: أيضًا خلاء يقع بين قرية (باجوف)، وبين (رَوْضة باقطيَّان) في الجهة الشَّرقية الجنوبية للرَّيدة.
حَرْفُ الجِيْم
الجِدَاب:
بكسر الجيم، وفتح الدال المهملة: قرية تقع في (مَجْرى الحَنُو)، في الجهة الشّمالية قريبًا من الحنُو، بينهما نحو نصف ساعة بالرِّجل، ومن قريتي (فِشْلة باجِعَيْم)، و(صَبَلة).
والجِداب: جمع جدْبة، بسكون الدال المهملة: وهي تعني عندهم القطعة من الأرض التي ينبت فيها الرَّمام (الحشيش)، وهو ينبت بسبب الأمطار بطبيعة الأرض بغير بذور، وهي لا تكون إلا محدودة الجهات، هذا هو معنى الجدْبة عندهم، وهو عكس ما في اللغة؛ فإنَّ الجَدْب هو القَحْط، وأما إنْ كانت بالذال المعجمة، فيحتمل أن يكون لها أصل في اللغة، ففي (تاج العروس للزَّبيدي 2/ 143): »وبينه وبين المنزل جَذْبة: أي قطعة بعيدة«. اهـ.
ويسكن في (الجداب) آل (باهِنْدي): بكسر الهاء، وسكون النون، ويرجعون إلى آل (بامَجْبور)، وهم من آل (سُويدان) من الدَّيِّن من الثلث الحميري.
وآل (المُقُرْوُع): بضم الميم، والقاف، والواو، وسكون الراء: وهم من المسَادِسَة -آل بامَسْدُوس- من الدَّيِّن من ثلث الأجاردة.
وفيها أموال لبعض السَّادة من آل الجيلاني أهل (براورة) يذهبون إليها وقت الموسم، ولآل (باسُودان) أصحاب (الميراد)، وكذا لآل (باعَمَرو) أهل (الأبيضين).
وفيها كريف، ومسجد صغير فوق الجداب لآل (بلحمد)، و(الهندي) من المسادسة أهل الثجرة، ولا مدرسة بها، ولا جامع، إنما يصلون الجمعة في قرية (صَبَلة) القريبة منهم، وأما الدراسة فيدرس أولادهم في مدرسة مشتركة بين (الحَنُو) و(صَبَلة).
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والبيع والشراء.
ويسيل ماؤها في شعب (صَبَلة)، إلى أن يصل إلى (السَّد) –سَدّ باقبيلي-، ثم يصب بعد ذلك في (الرَّضْحين)، ثم في (الشُّعبة) – شُعبة بامَحَمَّد: بتفخيم الميم، والحاء بوادي (عَمِد).
الجِدْفِرة:
بكسر الجيم، وسكون الدال المهملة، وكسر الفاء، والراء: قرية تقع في الجهة الشّمالية الشَّرقيَّة للرَّيدة قريبًا من (راس كَرَع) الواقعة في قبلتها، وبينهما نحو خمس دقائق، ومن (الذِّياب) بينهما نحو نصف ساعة.
وتقع قرية (الجدفرة) فوق صَبر الحاجب.
وهي واقعة ضمن (سوط الأشاعلة الكَرَب)، وهو خارج حدود رَيْدة الدَّيِّن، وهي قاعدة الأشاعلة الكرب في السِّيطان، ويقال لها: (جدفرة الأشاعلة)، ويقال لها كذلك: (جدفرة المشايخ): أي المشايخ آل العمودي؛ لأنهم من سكانها، وجعلها العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 504) ضمن (سوط الأبارقة)، والصَّواب أنها ضمن (سوط الأشاعلة).
والجدفرة: تعني الطين القوية المتماسكة، قال العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 518): »والجِدْفر: كلمة حضرمية تعني طبقة طينية من الطِّين الحُرّ الصَّلب، قد تكون بسطح الأرض، وقد تكون تحت طبقة أخرى من الرَّمل، أو الحصى«. اهـ.
والطين الحُرُّ: هو الطين الخالص سمي بذلك لخلوصه من الرَّمل، والحصى.
ويسكن (الجدفرة): آل (باجَعْوَل): بفتح الجيم، والواو، وسكون العين بينهما، وآل (بِلَّهيج): بكسر الباء، وفتح اللام المثقلة، وآل (باسُليمان)، وكلهم من الأشاعلة الكَرَب، وفيها مشايخ من آل (العمودي) –يقال لهم: (باعمودي)-، وعبيد من آل باجَوْهر (باجاهر)، وآل باحمادي: بتفخيم الحاء، والميم المفتوحتين.
ومقدم الأشاعلة اليوم: عمر بن أحمد باقارح، قد سبق ذكره مرارًا.
وقد خَلَط المقحفي في (معجم البلدان 1/ 300) بين (جدفرة المراضيح) في وادي عَمِد، وبين (جدفرة الأشاعلة) هذه، فقال: »قرية الجدفرة في وادي عمد بمديرية دوعن، وفيها يسكن الباجعول -بفتح الجيم، والواو، وسكون العين- من الأبارقة، كما أن فيها المشايخ آل العمودي، وطائفة من آل العطاس، وثلاثة بيوت من الجعدة«. اهـ.
فالمراضيح الجَعْدة (آل ابن مرضاح)، والسادة آل العطاس هم الذين يسكنون في جدفرة المراضيح بوادي عمد، وأما باجعول، والعمودي فيسكنون في جدفرة الأشاعلة بالسِّيطان، وشتان بينهما، وسبب خلطه أنَّه جمع بين كلام العلامة ابن عبيدالله السَّقَّاف في كتابه (إدام القوت، ص130) في قوله عن جدفرة المراضيح: »ثم الجدفرة: فيها ناس من آل العطاس، وثلاثة بيوت من الجعدة«. اهـ، وبين كلام العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 504) في قوله عن (جدفرة الأشاعلة): »الجدفرة: بكسر فسكون، فكسر الفاء: فيه آل باجعول بفتح الجيم، والواو، وسكون العين – من الأبارقة، وفيه المشايخ آل العمودي«. اهـ، وحصل له مثل هذا الخلط في قرية (الخليف)، وسيأتي التنبيه عليه في (الخليف) من حرف الخاء.
وبالجدفرة مسجدان: قديم، وجديد، وجامع، وبها حصنان، أحدهما صغير، وبها دكاكين ومدرسة، ويسيل ماؤها في شعب قيدون.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتجارة.
جَدْفُون:
بفتح الجيم وسكون الدال وضم الفاء، من شروج آل (بَارشَيد) تقع في مجرى بين صِفيْن الوادي في الجهة البحرية، وقارة (العبلاء) في الجهة الشمالية، وبينها وبين الحيسر نحو ثلث ساعة بالسيارة.
ويسكنها آل (باسندوة)، وآل (باراس)، وآل (باضروس).
وبها مسجد، وتستقي من العبلاء وتصب في جهة (رُوبة) من أرض حجر، كما أفادنا بذلك العم عبدالله بارشيد.
جَدَم الأسْفَل:
مضى في (أجدم الأسفل) من حرف الألف.
جَدَم الرَّاس:
مضى في (أجدم الرَّاس) من حرف الألف.
الجُدَيْبَة:
بضم الجيم، وفتح الدال: تصغير جَدْبة: والناس هنا ينطقونها بفتح الجيم: قطعة الأرض التي ينمو بها الرَّمام.
والجُديْبات في الرَّيدة كثر، منها: الجديبة التي في شعب (المِلاح) غرب براورة، ينمو فيها الرَّمام، والعَنْصَل: هكذا ينطقونه بفتح العين والصَّاد، (وهو في اللغة: بضم العين، والصَّاد: نبات ينمو في البراري أغصانه تشبه أغصان بصل باغفَّار، تؤكل بعد غليها كالضَّدِح)، والقَيْصَم (وهو القيْصُوم لغة من نبات البادية تشبه أوراقه أوراق البقدونس تُخرط أوراقه ثم تؤكل مغلية)، والعَضْرُوط: شجر تأكله الإبل.
الجِرَاف:
بكسر الجيم، وفتح الراء: جمع جرف: قرية تقع بالقرب من قرية (الغميس)، ومن (الخليف) الواقع في غربها.
يسكنها آل باشملان من الدَّيِّن.
وبها مسجد، وحصن، ويسيل ماؤها في (الخليف) و(النجيدين).
جَرَب القَارَة:
(جَرَب): بفتح الجيم، والراء، جمع جِرْبة، والقارة كما في كتاب (تاج العروس للزَّبيدي 13/ 488): »الجُبيل الصَّغير، وزاد اللحياني: المنقطع من الجبال، وتجمع على قارات، وقار، وقُور بالضم«.
والقارة عند أهل هذه الجهات هو هضبة الأشعر المنقطعة عن الجبل ينفصل جانباها عن الجبل بطريق يقال له خليف، وسيأتي بيان هذا عند الكلام على (الخليف) من حرف الخاء، وما ذكرناه من تحديد القارة عند أهل هذه الجهات يوافق ما زاده اللحياني.
وجَرَب القارة: حجل زراعي لآل (بامِكْراب)، وهم من المسَادِسَة من أهل الضَّليعة، يقع في الجهة الشَّمالية للضَّليعة، وفوق الحجل قارة يستخرج منها القِرِف لبناء البيوت.
جِرْبة بارَحِيْم:
الجربة: بكسر الجيم، وسكون الراء: تقع في الجهة الشَّرقية للرَّيدة، شرق الجدفرة.
والجِرْبة: هي الأرض المُصْلحة للزّراعة، ويختلف تقديرها فقد يصل بعضها إلى مائة مطيرة، والمطيرة محددة في مناطق حضرموت؛ لكن يختلف تحديدها من منطقة إلى أخرى، فعند بعضهم اثنا عشر ذراعًا مربعًا، ولهذا يقسمها بعضهم إلى مطر قيدونيَّة، وإلى مطر ثُلثيَّة، وهي أصغر من القيدونية.
والجرب الكبيرة يقال لها الوَدِن: بكسر الدال، وسيأتي الكلام عليها عند الكلام على (راس الودن) من حرف الراء، والخُط عندهم خمس مطر فأقل، والمِتن: أكثر من خمس مطر، وفي أرياف المكلا التقسيم عندهم يبدأ بالمطيرة، ثم الحاد، ثم العتم، ثم الجربة.
وجربة بارحيم ملك لآل بارحيم من آل العمودي، كانوا يأتون إليها وقت الموسم، وبسبب مشقة الصُّعُود فقد عاملوها لبعض القثم من آل (باسِت)، وهو ساكن بها اليوم.
وفي جربة بارحيم يلتقي السيل القادم من الجدفرة، والقادم من الحولا، والصَّيْعريَّة.
الجَرْف:
بفتح الجيم، وسكون الراء: حجل زراعي لآل (بارزيقة)، وللمسَادسَة من أهل الضَّليعة يقع في الجهة الشّماليَّة للضَّليعة.
وهو في اللغة بكسر الجيم، أو ضمها، ففي (تاج العروس للزَّبيدي 23/ 81): »الجِرْف: المكان الذي لا يأخذه السَّيل، ويُضم«. اهـ، يعني يجوز فيه الكسر، والضم.
وهناك (حصن الجرف) كان يسكنه قديمًا بارزيقة، وبامكراب، والآن ليس به سوى سِرِيْن: مكان للاحتماء والاستظلال.
الجُوْر:
الجور بضم الجيم، وسكون الواو: وتعني عند أهل هذه الجهات: الحي، أو الحارة، ويجمعونه على جُوار، ومن هذه الجُوار:
جُوْر ابن عَلَوي:
ويقع في بلدة (براورة)، ويبدأ من الجهة الشَّرقيَّة، ويمتد إلى جهة الشّمال إلى عند نقاب (الباحسين)، وعلى ظهره تقع بعض حصون براورة.
جُوْر السَّادَة:
ويسمى (بالحارة)، وهو للسَّادة آل الجيلاني سكان براورة، ويقع في قرية (الذِّياب) في جهة الشّمال قريب من (مَعْصُورة باثابت).
وفي الجور نحو أربعة بيوت، ويسكنها السَّادة في وقت الموسم، ولهم فيه حجل.
وقرية (الذِّياب) مقسمة إلى نحو ثلاثة جوار (أحياء): جُور السَّادة، ويسمى بالحارة كما سبق، وجور باصُرَّة، ويسمى بالحتار، وجُور باثابت، ويسمى بالمعصورة، وسيأتي مزيدٌ من البيان عند الكلام على (حتار باصُرَّة) من حرف الحاء، وعند الكلام على (الذِّياب) من حرف الذال المعجمة.
جُوْر باعَبَد:
ويقع في الجهة الشَّرقيَّة للضَّليعة، ويسكنه آل باعَبَد: بفتح العين، والباء، وبه بعض الحُصُون.
جُوْر بَلْجِنَف:
يقع في بلدة (الحِجْلَين)، وقد مضى له ذكر في (بلجنف) من حرف الباء، وسيأتي في (الحجلين) من حرف الحاء.
جُوْرُ المسَادِسَة:
ويقع في الجهة الشّماليَّة الغربيَّة للضَّليعة يسكنه آل (بامَسْدُوس) الجريدي -رأس الدَّيِّن-، وتقع به حصون عدَّة نحو ستة، ويفرقه عن جور الباعَبَد مسجد الحَيْلة جوار حصن المَعْصُورة.
الجَوْل:
الجَوْل: بفتح الجيم، وسكون الواو، ويجمع على أجوال، وأهل حضرموت يجمعونه على جيلان؛ كسَوْط وسِيْطان.
والجَوْل: هو سطح قاحل قريب من خط الاستواء، أو هو الصَّحراء الجبيليَّة، ولا ينبت فيه إلا نباتات صغيرة كالقَرْمَل: على زنة جعفر: شجر ضعيف ينمو بعد الأمطار له سويقة قصيرة، لا تُكِنّ ولا تُظِل، ولهذا يقول الحضارمة في أمثالهم: (تغط من الشَّر بقرملة)، ولها زهرة شديدة الصُّفرة يَجْرُسُها النَّحل، وكذا الراء: وهو نبات معروف تُحشى منه الوسائد، والمخاد.
وقد ذكرنا الفرق بين الجول، والبيد، في (البيد) من حرف الباء، وأما الفرق بين الجول، والسَّوط، فالسوط أعم، فهو يشمل أجولة عدة، وبه مراع، وخليان، وبيود، ومحال للسُّكنى، وإنما لم يسكن أصحاب الأرياف الجيلان؛ لأنه ليس بها مراع لنشرتهم، وليس بها أحجال للزراعة التي يعتمدون عليها في الغذاء، بخلاف أهل المدن فإنهم يسكنونها لأنهم ليسوا بحاجة إلى الرَّعي.
وفي الرَّيدة، وما جاورها أجوال عِدَّة، منها:
جَوْل شَعْفُور:
ويقع بعد الزَّعْفَرانة -وهي قرية للقثم- في الطريق الذاهبة إلى عقبة الخريبة، وبمناسبة الحديث عن جول شعفور نتكلم عن واقعة حصلت بين القثم، وبين الخامعة في شعب شعفور في عهد السَّلطنة القعيطيَّة، (وهي وقعة خَدَع القثمُ فيها الخامعةَ، وغشَّهم رجل من آل برَّبيعة)، وكان صديقًا للخامعة، فدفع له القثم (100) ريال فرانصة على أن يستدرج خصومهم من الخامعة إلى شعب شعفور، فأخبر الخامعة بوجود إبل للقثم في الشعب، وأنه سيدلهم على موضعها لأخذها، فذهب معه مُحمُّد سَعَيد باصُرَّة – مُحمُّد بضم الميم، وسَعَيد بفتح العين المفخمة، وصالح بافاجع باسلوم، فصعد بهما في بداية الليل فوق شعب شعفور، وذهب ليأتي بالإبل، لكنه تركهما ولم يعد، (وكان القثم قد سبقوا إلى الأماكن العالية)، بحكم أنهم يسكنون السِّيطان، فكان القثم في الأعلى، والخامعة في الأسفل، لكن بحكم ظلمة الليل لم يتبين القثم أشخاص الخامعة، فكان أحد القثم يطل برأسه من رأس الشعب ليتراءى الخامعة، فكان إذا شرف حجب النجم في السماء بالنسبة للخمعي الخادع في الأسفل، إذا نظر إلى أعلى الشعب، ففطن لها بافاجع فصوَّب بندقيته على موضع النجم، فلما شرف القثمي رماه فأرداه، ثم اشتدت الحرب بينهما، وحمي الوطيس، (وأظهر الخامعة من ضروب الصَّبر والشجاعة ما لا يزال حديث الناس)، وقُتل بافاجع، وأصيب محمد سعيد باصُرة في يده اليمنى، وقارب الموت، فنادى في القثم، وهو مرمي على الأرض، وقال: يا سليمان بن هرهرة تعالَ وتجمَّل بخالك قبل ما يتجمَّل به غيرك، يعني يريد من سليمان أن يطعنه ويُخلِّصه، ولا يريد غيره أن يقتله، وكانت بينهما صهورية، ولهذا ناداه بلفظ الخؤولة، وكان قد رمى بندقيته ليطمئن القثم؛ لكنه خبأ جنبيته بيده اليسرى تحت ظهره، فنزل سليمان بن هرهرة القثمي، وأخذ بعكفة رأس باصُرَّة لينحره، فتناوله باصرة بجنبيته فقصَّ بطنه نصفين، فماتا في الحال، وقد قصَّ لنا هذه القصة الفاضل عبدالله باصرة، وذكرها العلامة الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 628)، وما بين الأقواس مأخوذ منه، وقد تناول الشعراء هذه الحادثة، وجادت بها ألسنتهم، من ذلك قصيدة الشَّاعر السَّومحي المشهورة، والتي تغنَّى بها الناس، ووصل خبرها إلى المكلا وعدن، نذكر منها هذه الأبيات:
شدَّت خيُول العَوالق رَيْتني عَوْلقي * * يا رَيْت مَا نا قبيلي رَيْتني إلا صَبي
با شِلْ صَمِيلي وبا رُوِّح مع الأوَّلي * * مَا ضوِيك يا طَاق باصُرَّة ولا أنتَ ضُوي
على مُحمُّد وصَالح يا الرَّشِيد احْزني * * بَجْسَاس يحْزن ويحْزن بَلْحُلوق الزَّهي
في شِعْب شَعْفُور ظل الدَّم يعْوي عَوِي * * وطَّاعنوا بالحديد المَيْس لمَّا رُوي
ومُحمُّد سَعَيد يهْري وين لي با يجي * * مَا فزَّعه الموت قِدْ قاداه ما بو عَلي
يا رَيْتَ لي حصن في ذاك الجبل يبتني * * يا القبُولة عند باصُرَّة سعيد احتبي
وقال شاعر آخر في زيارة باراس بدوعن:
يا مَا بحَالي لا ذكرتْ الفَاجِعي وبقيتْ صَابي بين ليَّات العَضَيْد
وضَاع ترْتُوبي وسَمْعِي والبَصَر مِنْ بَعْد ما رَوَّح مُحمُّد بن سَعَيد
و(ليات العضيد): هي مجموعة الناس، والشَّطر الثاني في القصيدة الأولى يُروى أيضًا هكذا: (يا رَيْت مَا نا قبيلي عَبْد وإلا صَبِي)، ويا ريت: معناها يا ليت، وقوله: (على مُحمُّد وصَالح يا الرَّشِيد احْزني)، مُحمَّد: هو باصُرة، وصَالح: هو بافاجع، والرَّشيد بلدة بدوعن قريبة من الخريبة، و(على) تنطق: عالى، وبَجْسَاس: حصن، وبَلْحلوق: كذلك حصن لباصُرَّة في الرَّشيد المذكورة، وقوله: (يا رَيْت لي حصن في ذاك الجبل يبتني) أي في الجبل المُطل على شعب (شعفور)، وذلك لصد هجمات القثم، ويقال إن المقدم عمر باصُرَّة بنى بعد ذلك حصنًا عليه.
وحدثني الفاضل (المقدم عبدالله بَصْفر) بعد الكلام على هذه الحادثة أن الحضارمة السابقين لو كانت عندهم هذه الآليات والبنادق الحديثة، التي تقتل المئات في طرفة عين لم يبق اليوم في حضرموت أحدٌ، وصدق؛ فإن كثرة الحروب والقتل بين الحضارمة في السَّابق إنما كان ببنادق قديمة لا تطلق إلا رصاصة واحدة، ومع ذلك فإعداد هذه الرصاصة للرَّمي يحتاج إلى زمن، فكيف إذا وقعت بأيديهم الآلات الحديثة؟
جَوْل العَبْلا:
ويُسَمَّى (عَبْلة باسَالم): وهو أعظم الجِيلان في رَيْدة الدَّيِّن، وأوسعها، يتيه فيه السَّالك الغريب، ويضيع، وسيأتي الكلام عليه في (العَبْلا) من حرف العين.
جَوْل النَّقع:
يقع بين بلدة (براورة) وبين (الزُّرُوب)، سيأتي الكلام عليه في (النَّقع) من حرف النون.
جِيْلان الغَبَر:
(الغَبَر): بفتح الغين، والباء: وتقع هذه الجِيلان بعد سَوط المعُوس، في الجهة الشَّرقية للرَّيدة، قريبًا من (خِطْمَة مَنْقَل)، وسيأتي الكلام عليها في (الغَبَر) من حرف الغين بإذن الله.
جِيْلان المِدْلاة:
(المِدْلاة): بكسر الميم، وسكون الدال، وتقع هذه الجيلان في الجهة الغربيَّة الجنوبية للرَّيدة، فوق عقبة المِدْلاة أعلى وادي يبعث، ويقال إنها أعظم وأكبر من جول العبلا المشهور، وكانت هذه الجيلان -أي جيلان المدلاة- في القديم سببًا في الحروب والمعارك بين قبائل المشاجرة، وقبائل الدَّيِّن، كل قبيلة تريد الاستيلاء على أكبر قدر منها، وسيأتي الكلام عليها في (المِدْلاة) من حرف الميم.