دراسات
عمر خميس بامتيرف
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 15 .. ص 63
رابط العدد 15 : اضغط هنا
يزخر بحر العرب بثروة هائلة من الأسماك والأحياء البحرية الطبيعية المتجددة غير الناضبة، والمميز عن غيره من بحار العالم بمصدره المهم الرافد للتنمية الاقتصادية بقدرة الله سبحانه وتعالى، الذي أكرمنا بأسماك وأحياء عالية الجودة في الذوق والطعم، وهذا ما أظهرته الأسواق الدولية وبخاصة في أسماك التونة والبياض والرخويات والقشريات، كما تعد هذه الثروة مصدر دخل لأكبر شريحة مجتمعية (قطاع الصيادين)، ومن أهم الاحتياجات الغذائية الأساسية لتلبية حاجة سكان حضرموت والساحل بصفة خاصة.
مكونات الأسماك والأحياء البحرية
تحتوي الأسماك والأحياء البحرية على عوائل متعددة الأنواع والمواصفات، وعلى سبيل المثال عوائل الأسماك العظمية البيوض المميزة بهيكل داخلي ساند ومتماسك بالعظام، ويغطي جلدها عادة قشور متداخلة وصغيرة للغاية، وأخرى قشورها معتدلة على شكل صفائح، وبعضها بدون قشور (ملساء)، والقليل منها لها جلد صلب، وطريقة سيرها (حركتها) إلى الأمام، ولا تستطيع الرجوع إلى الوراء (الخلف) غير عائلة القربيب حالة تعرضها (شعورها) للخطر، ومدة تزاوج الأسماك محددة بمواسم معينة قصيرة باستثناء الحوت العظمي (الشوحط) الولود الذي يستغرق أشهرًا عدة فترة حالة التزاوج، ومدة حضانتها تصل السنتين ومنها حوت العنبر، فالأسماك البيوض تفضي ما في أحشائها من بيض ورحل (بروتين) في وقت واحد، وعلى سبيل المثال: عائلة سمكة الساردين (العيدة) وعملية التزاوج والتلقيح بين الذكر والأنثى عبر الوغز بتلامس بعضها بين أول دفعة من أسماك العيدة في نجم الغُفر 28 أبريل من فصل الصيف كل عام، والذكر الواحد قادر على تلقيح أعداد كبيرة من الإناث، وخلال تلك المدة تكون الإناث الهائلة حاملة بالبيض والذكور الأقل عددًا مرافقة لها لتضع أول دفعة من البيض الناضج لموسم جديد، وبكميات كبيرة وسط حفر عميقة مظلمة، والذكور تحوم حولها لتضخ وتفضي بالبروتين السائل ويلتصق بالبيض في آنٍ واحد، وتكتمل العملية في نجم الزبان وتستمر لمدة 26 يومًا، وتستغرق عملية التخصيب والتفقيس مدة لا تزيد عن اليومين في وسط حفر رملية عميقة يتوافر فيها مخلفات السيول من مادة الطفل (الطمي) والهوائم النباتية الدقيقة جدَّا، ومنها أربعة مواقع رئيسة على طول الشريط الساحلي، الموقع الأول: حفرة رأس الكلب باتجاه ميفع لاعتمادها على مجرى وادي حجر، الموقع الثاني: حفرة جدرفة شحير لاعتمادها على مجرى وادي عيص بويش ووادي حويرة، الموقع الثالث: حفرة سيحوت لاعتمادها على وادي شرخات (رخوت) ووادي المسيلة ووادي طيكر ووادي رخوت وعتاب، الموقع الرابع: حفرة محيفيف باتجاه يروب بالمهرة لاعتمادها على وادي جزع وغيره، وبعدها يفرخ بحيوان قادر على الحياة حتى تصل سطح الماء الدفعة الأولى حديثة العهد وتسمى (عيدة خنين)، وهي المدة التي يزيد فيه اللويسك (السيلك) مع تغير لون البحر المشبع بالهوائم ومخلفات الطحالب النباتية.
وهكذا تستمر العملية بشكل يومي بين مجموعات أخرى من حوت العيدة، وفي نجمي الشول والنعائم يظهر حوت العيدة (النفنوف)، والعيدة (الخضيرة)، وآخر دفعة من سمكة العيدة تفضي كل ما في أحشائها من البيض والرحل في 30 سبتمبر آخر يوم في نجم الفرغ نهاية فصل الخريف من كل عام، وهذه العملية تنطبق على عوائل أخرى من الأسماك العظمية والغضروفية، ولكن بفارق المواقيت، وهناك أسماك تتم عملية التزاوج والتلقيح ووضع البيض في فصلي الصيف والخريف وبخاصة أسماك الساردين والتونة، وأخرى تتم عملية تزاوجها وتلقيحها ووضع بيضها خلال فصلي الشتاء والربيع وبخاصة أغلب أنواع أسماك البياض، وفي الحلقة (5) سوف يقدم تفصيل كامل عن أسماك الساردين (العيدة).
لعل القارئ يحتاج إلى معرفة المزيد عن الأسماء الشعبية المتداولة للأسماك والأحياء البحرية المتوافرة في بحر العرب ساحل حضرموت، والتي تقدر بأكثر من 450 اسم لأكثر من 600 نوع من الأسماك، والمقسمة على 6 فصائل، الموزعة على آلاف الأشكال والأنواع من الأسماك البحرية المميزة بدمها البارد، وأكثر من 100 نوع من الأحياء البحرية بمختلف الأشكال والأنواع المقسمة لعدد 6 فصائل أخرى، وكل منها تعيش في بيئتها الخاصة بها.
ومن خلال ذلك أود توضيح محتويات الأسماك العظمية التي تشمل: 1- الرأس، 2- الفم، 3- الأنف، 4- العين، 5- غطاء الخيشوم، 6- الزعنفة الظهرية الأولى، 7- الزعنفة الظهرية الثانية، 8- الزعانف القريبة من الذيل، 9- زعنفة الذيل، 10- الطرف العلوي للذيل 11- الطرف الأسفل من الذيل 12- الزعنفة الشرجية 13- فتحة الشرج 14- الخط الجانبي الحسي 15- الزعنفة الصدرية.
مكونات الأسماك الغضروفية تحتوي على: 1- الرأس 2- العينين، 3- فتحات الخياشيم، 4- الزعنفة الظهرية الأولى، 5- الزعنفة الظهرية الثانية، 6- زعنفة الذيل، 7- الطرف العلوي للذيل، 8- الطرف السفلي للذيل، 9- الزعنفة الشرجية، 10- العضو التناسلي للذكر، 11- الفتحة الشرجية، 12- الزعنفة البطنية، 13- الزعنفة الصدرية (الأذن)، 14- الفم، 15- الأنف.
وأما مكونات الأحياء القشرية كالشروخ مثلًا تتكون من: 1- الرأس، 2- العينين، 3- الصدر، 4- قرنيات الاستشعار، 5- البطن، 6- الذيل، 7- الأرجل، 8- الظهر.
مكونات الحبار (العزيز): 1- الرأس، 2- العينين، 3- الفم، 4- الممصات اللاقطة، 5- المجسمات الماصة، 6- الأذرع (الجناحين)، 7- العظم الجيري.
وتتميز الأسماك العظمية مثل الحيوانات الفقارية الأخرى بوجود الهيكل المحوري أو العمود الفقري الذي يحتوي على فقارات منفصلة، وظيفتها الأساسية هي دفع الأسماك في الماء عبر الذيل؛ إذ إن الأطراف وحدها هي التي تقوم بهذه الحركة، وتكسو جلود الأسماك أيضًا طبقة من مادة مخاطية تسمى شعبيًا (سلاكة)، وظيفتها وقائية فهي تحيط بالفطريات والجراثيم التي قد تعلق بجسم السمكة، وعندما تفقد السمكة جزءًا من قشورها فإن الميكروبات تستطيع أن تصل إلى الجزء العاري الخالي من المادة المخاطية، فتتعرض السمكة لكثير من الأمراض، ومن صفات الأسماك العظمية أيضًا وجود الزعانف التي تدعمها أشواك غضروفية أو عظمية، والزعانف تكون فردية أو زوجية، فالفردية هي الزعنفة الظهرية والشرجية والذيلية، وأما الزوجية فهي زعنفتا الصدر.
وفي وقتنا الحاضر بلغ العبث والاستهانة ببعض الأسماك حدًّا كبيرًا مما أدى إلى تدني ثقافة الجيل الجديد وعدم الحفاظ على التراث البحري مما أسهم إلى حد كبير بفقدان هوية أسماء بعضها، وهي الأسماء الشعبية المتداولة والمتوارثة من الأجداد الذين يعود لهم الفضل بوضع الاسم على المسمى المتطابق مع مواصفاته، والسبب الاحتكاك والتأثير بالدخلاء الوافدين من خارج حضرموت وبخاصة من القرن الأفريقي الذين تهيأت لهم الظروف بإشاعة أسماء مغايرة وغريبة لتحل محل الأسماء الشعبية المتداولة بين العامة في حضرموت، وذلك مدة تسويق وارداتهم من الأسماك في مواقع الإنزال السمكي في أسواق الحراج بالمكلا والشحر، والمحرِّجون هم أول من يلتقطون الأسماء الدخيلة، ويعطونها قبولًا ويبثونها بين العامة، وشارك في ذلك الصياد والباعة وجمعيهم أسهموا للأسف الشديد في استبدال أسماء بعض الأسماك بسبب الطمع، والنتيجة النهائية عدم معرفة اسمها الحقيقي المتداول قديمًا في حضرموت، مثال على ذلك: سمكة (الثمد أبو خنجر إلى اسم سمكة المصارع هوقن)، ومن اسم سمكة (ثمد باهي ربع إلى اسم سمكة ثمد شبابي)، (ومن سمكة مدهر خال الغلس إلى اسم الملكي)، (ومن سمكة شيخ القشار إلى اسم سمكة شركة جونسون)، (ومن سمكة الصعوبان إلى اسم سمكة باص الرويشان)، حتى باعة اللخم المجفف أطلقوا على أي نوع من اللخم أطراف زعانفه عليها علامة سوداء سموها لخم قريني بينما اللخم القريني واسمه العلمي أبو مطرقة، وهو نوع مميز برأسه الشبيه بالمطرقة وعيناه متباعدة في أطراف الرأس([1])، وعليه نعرض صورًا تعريفية لهذه الأسماك التي تعرضت أسماؤها للطمس والتشويه.
تمر أسماك التونة (الثمد) بمراحل عمرية متدرجة بعد خروجها إلى الواقع الطبيعي بالمرحلة الأولى ويسمى (ثمد باطوطة)، طوله يبدأ من 30 سم، ويقدر وزنه حوالي من 1- 3 كيلو غرام تقريبًا، وينمو قليلًا حتى يصل طوله إلى 50 سم يسمى (ثمد تيلم)، وصيادو الشحر يطلقون عليه (يحدر) طوله يزيد عن 80 سم، ويستمر في النمو حتى يتجاوز طوله 100 سم تقريبًا يسمى (ثمد باهي ربع)، وهي المدة التي يتجمع فيها سمك الثمد، ويختلط متوسط الحجم والكبير ويستقران في مواقع معينة وثابتة وفي مدد محددة بحثًا عن الغذاء الذي يقتات منه ويسمى صيد الماء، وموسمها فصل الربيع والصيف.
ثمد أبو خنجر ويتميز بكبر حجمه، وطول الزعنفتين الظهرية والشرجية التي تصل أطرافها إلى عند الذيل الشبيهة بالخنجر، ويصل طول الثمد أبو خنجر حوالي 250 سم، وعمره حوالي 15 سنة، علمًا أن غالب أنواع أسماك الثمد أبو الزعنفة الصفراء يتم اصطيادها من السنة إلى الست سنوات، أي من مقاس 60 سم إلى 120 سم، وبعضها تصل من 140 سم إلى 200 سم، وتتميز عائلة أسماك التونة بالأوعية الدموية التي تضخ الدم من تحت الجلد إلى داخل العضلات والخلايا مما يكسب لحمها اللون الأحمر، ويُعد الثمد من الأسماك العظمية السطحية المهاجرة عبر المحيطات، ويبلغ سرعته أكثر من 43 ميلًا في الساعة، والثمد نوعان:
النوع الأول: ذو الزعنفة الصفراء، ويوجد في بحر العرب والمحيط الهندي، والنوع الثاني: ذو الزعنفة الزرقاء ويوجد في مياه البحار الباردة.
وللثمد نكهة خاصةً في ذوقه المتميز ومتانة لحمه، ويتمتع بقيمة اقتصادية عالية في الأسواق المحلية ومطلوب عالميًا، وموسمه في فصل الشتاء والربيع، ويتوفر أحيانًا على مدار العام وبخاصة في فصلي الصيف والخريف، وتربطه علاقة قوية مع بعض الحيتان المهاجرة (الدولفينات) واسمه الشعبي حوت الغَبَر (معيلي)، ويفضل تناول أسماك السواد مرتين في الأسبوع وبخاصةً للأطفال وكبار السن وللنساء الحوامل، والذين يعانون من الاضطرابات النفسية، ويتميز أنواع الثمد أبو الزعنفة الصفراء الطويلة الشبيهة بالخنجر وسمك التونة مفضلة ومنافسة عالميًا.
سمكة مدهر (خال الغلس): طوله لا يزيد عن 150 سم، ولون جسمه رمادي، وظهره داكن ضارب للسواد، وجسمه أسطواني، وعليه قشور صغيرة ودقيقة محببة، وزعانفه رمادية داكنة، له عينان واسعتان لونها أزرق مائلة للاخضرار، وأسنان حادة، وذيل هلالية طرفها الأسفل أطول، ويُعد من أسماك الأعماق، ومن خلال البحث عن اسم هذه السمكة عبر الصيادين كبار السن في مناطق ساحل المهرة وحضرموت أكدّوا عدم أحقية ما يطلق عليه مؤخرًا، وهذه السمكة نادرًا ما يتم اصطيادها؛ لأنها من أسماك الأعماق، وتوجد في الأعماق على مسافة 30 ميلًا بحريًا داخل البحر، وأحيانًا تقترب لمسافة أقرب عندما تشتد برودة البحر خصوصًا في مدة تزايد أحياء قناديل البحر (السليط) وصغار الحبار والجراد وقت برودة مياه البحر في نجوم فصل الخريف السبعة (النعايم، البلدة، المرزم، سهيل، باعريق، خبأ، الفرغ).
وتتميز سمكة مدهر بزيادة الدهون التي يكنزها لحمها الذي يسبب بعض حالات الغثيان والاسهال مما يفضل صناعته مالحًا، ونادرًا يتم اصطيادها بالشباك العائمة عندما تعلق بها في مدة موسم استخدام وسيلة التصبية في فصل الخريف، وأحيانًا عبر الشكات والشباك القاعية مدة بحثه عن غذائه، ويأتي في المرتبة الرابعة من حيث الجودة في صناعة المالح بعد أسماك الديرك والغودة والعنبرية، وبعدها أسماك مدهر (خال الغلس) الطمكري، والمظراس، والزرب.
سمكة الصعوبان طولها لا يزيد عن 120 سم، وجسمها مستطيل مضغوط ومتعدد الألوان وبخاصة في مدة اصطيادها مباشرةً، ولها زعنفة ظهرية ممتدة من فوق الرأس إلى قرب الذيل، وزعنفة ثانية تمتد من عند الصُر (فتحة الأست) إلى قرب الذيل، ورأسها دائري مضغوط من الأعلى أصغره (صعوبان عنفلوس): طوله لا يزيد عن 60 سم، وأكبر أنواع الصعوبان يسمى (أبو فاس): جسمه أصفر وعليه طهوة سوداء وزرقاء، طوله لا يزيد عن 200 سم، ويتميز بخورة (عظم) على الرأس، ويتوافر الصعوبان في مختلف الأعماق عرض البحر من الرصيف القاري، ولحمه طيب ولذيذ وشهي، وتسمى كل أنواع الصعوبان في كل دول الخليج (ماهي ماهي). ويفضل نضجه كبسة صيادية، ويصنع مالحًا، أو صفيفًا، وموسمها فصل الربيع حتى منتصف الصيف.
سمكة شيخ القشار: طولها لا يزيد عن 30 سم قشورها مربعة، ولونها برتقالي فاتح ذو لمعة فضية، ولها عينان كبيرتان، وزعانفها لينة برتقالية، وتتوافر مع الأسماك المرجانية واليرعيش وكوس والحصيحصة، وتسمى في دولة الكويت (حمراء)، وهي من الأسماك التي تعرضت مواقعها للتهجير، موسمها في فصل الشتاء، ويفضل نضجها مقلية بالفلفل.
حوت القرش القريني ويسمى علميًا أبو مطرقة، وهو نوعان: الأول: لخم قريني المطلوب للاستهلاك اليومي، طوله لا يزيد عن 80 سم، لون جسمه العلوي رمادي فاتح، وأسفل الجسم ناحية البطن أبيض، وعيناه في أطراف مطرقة الرأس، وأطراف الأذنين، والطرف الأسفل الذيل عليه علامة سوداء، والزعنفة الظهرية عريضة وحادة، وصغار الحوت (الدقوس) الموجودة في بطن الأنثى تطبخ ربيسًا ناشفًا، ويفضل تجفيفه لخمًا، وترتيبه الغذائي يأتي رقم 4، بعد رقم 1 لخم القطقطة، رقم 2 لخم الحيم، رقم 3 لخم الجند.
وأكبر أنواع اللخم القريني يسمى ذيلًا، يصل طوله أكثر من 400 سم، لون جسمه العلوي رمادي داكن، وعليه طهوة غامقة بين الزعانف وأسفل الجسم الأبيض، والذيل كبير وعريض، النوع الثاني، رأسه منحنٍ شبه دائري.
مواقع إنزال الاصطياد:
مواقع الإنزال المتعارف عليها بين عامة الصيادين وهي الأماكن الآمنة لتجمعات أصحاب المهنة كل حسب وسائله وأدواته التقليدية المرتبطة بمراكز اصطياد الأسماك، والتي غالبًا ما تكون محل تسويق الأسماك والأحياء البحرية المستهدفة من جهة الغرب شقرة بأبين، وميناء بلحاف، ومركز بئر علي بشبوة حاليًا الممتد بساحل أنبح من الواد، ورأس الوكفة، ورأس الكلب حتى ميفع إلى بروم وخيصة حصيحصة، ظلومة، شموسة، وحلة، وفوة، حتى المكلا ومن جهة الشرق تأتي روكب، بويش، الريان، شحير، الشحر، الحامي، مقرة، القرن (خيصة شرمة)، يثمون، ذمبات، عسد الفاي، قصيعر، الريدة، العيق، المضي، المصينعة، حتى حضاتهم نهاية ساحل حضرموت، وإلى جهة الشرق تأتي المهرة، وتبدأ من حساي، ومجحب الدمخ، ثمنون، عريوط، رخوت الغربية (يهوت)، شرخات، العيص، درفات، سيحوت، خيصة خطر، رخوت الشرقية، عتاب، ليبن، قشن، هيور، صقر، جدوة، حصوين، ميناء خيصيت، نشطون، والمسافة من ميناء نشطون حتى محمية حوف 51 ميلًا بحريًا، وبينها ضبوت، هروت، محيفيف، الغيضة، الكدرة، مونغ، يروب، الفيدمي، ميناء الفتك، دمقوت حتى جادب حوف بالمهرة شرقًا.
فوائد الأسماك والأحياء البحرية:
أثبت الأطباء بأن الأسماك والأحياء البحرية أكثر فعالية وفائدة للإنسان، مؤكدين أهميتها من خلال تناول وجبات رئيسة من الأسماك والأحياء البحرية، وبشكل منتظم، ويفضل الإكثار منها، وبخاصة أسماك البياض، وهذا ما كان عليه سكان المناطق الساحلية، واعتمادهم على الوجبات المفضلة لتكزم مع التمر والخبز والآن مع الأرز، والنتيجة فيما كانوا عليه الأجداد من صحة جسمانية خالية من أمراض السكر، والبواسير، وأمراض القلب، وضعف النظر، وأمراض تكسرات الدم، والضغط، والأمراض السرطانية الأخرى، وهذا دليل مشهود عليه، وكما هو الحال اليوم أصبح العالم كله يتجه نحو تناول الأسماك والأحياء البحرية ذات القيمة الغذائية الخالية من المواد الكيماوية، ومزايا يتكيف معها الإنسان وقاية وعلاجًا؛ لأن الأسماك تحتوي جميع مكونات الفيتامينات وخاصةً (a – b – c – d) من البروتين، والهرمون، والكالسيوم، والفسفور، والحديد، والصوديم، واليود، وإن ما يحتاجه جسم الإنسان من السمك في كل يوم بمعدل 250 جرامًا (ربع كيلو)، وما زاد فهو أفضل عكس اللحوم الأخرى التي ينصح منها الطبيب وعدم الإفراط فيها إلا إن بعض الناس يظنون أن تناول الأسماك تصيبهم بالأذى، والحقيقة عكس ذلك؛ لأن الإكثار من أكل الأسماك الطازجة في وجبات منتظمة علاج كامل، وخاصة في أوقات موسمها لكونها تساعد على بنية الجسم، والنوم المريح، وسريعة الهضم، كما تساعد دهونها تدريجيًا في القضاء على الكولسترول، وتساعد لعلاج المسالك البولية، وتفتيت حصوات الكلى، وتقلل من خطر إصابة البنكرياس، وتقضي على الدهون المتجمعة حول الكبد، كما تعالج أمراض السكر، والتهابات كريات الدم، ويفضل تناولها بديلًا عن كل أنواع الأدوية للوقاية من الأمراض الشهيرة التي يعاني منها الإنسان، وتعوض عن نقص المواد المفيدة في الخـضار والفواكه؛ لاعتمادها على الشعاب المرجانية، وينصح الأطباء بها خاصة (للنساء) فترات الحمل؛ حيث يساعدهن على إنجاب أطفال أصحاء، وأفضل وجبة يجب تناولها في كبدها، ولكن هناك أنواع قليلة من بعض ذكور السمك الصخري البياض، مثل: الجوار، والبُشت، والطمكري، والطرناك، والريدو، والحذور؛ لكونها تزيد فيها المادة البروتينة والنشوية مما يؤدي إلى نبش بعض الحالات النادرة الموجودة لدى بعض الأفراد المفرطين في أكل المكسرات، وخاصةً اللوز، والفستق، والبيض، والموز، ويقال عنها نشو، وعلى كل إنسان تنظيم تناول وجباته الثلاث (بسط، غذاء، عشاء)، وهذه جوامع طبية متعارف عليها تحددت في خصال عدة تقيد الإنسان، وإن شاء الله لن تراجع الطبيب و(ليكن غذاؤك دواءَك)، وفيما يأتي ملخص بتعدد تناول وجبات الأسماك والأحياء البحرية وذلك من خلال الاستعانة برأي الربان محمد عمر بن قرمان (باجول) البالغ من العمر 80 سنة يقول: بالنسبة لأسماك العيدة كنا نأكلها في موسمها على مدار الوجبات الثلاث (وجبة الفطور كمية من أسماك العيدة غبوبة، تجهز عبر التنور، وتكزم مع خبز الذرة أو بر، ومن بعدها وجبة الغداء وتحل محلها كمية من أسماك العيد، نقوم بشويها بالفحم (الصخر) خارج البيوت، وجبة العشاء كمية من أسماك العيدة تجهز عبر دهرة التنور، وتكزم مع الخبز والتمر وأحيانًا مع الرز)، ولكن هناك أسماك متنوعة أخرى تتوافر على مدار فصول السنة، يفضل تناولها حسب مواسمها، ومن خلالها لخصنا وجبات متوافقة مع حاجة الإنسان ورغبته لها لتمثل رافدًا غذائيًا متنوعًا في الآتي:
يفضل تناول أسماك العيدة ثلاث مرات في الأسبوع فترة موسمها من 1 أكتوبر حتى 31 ديسمبر.
يفضل تناول الأسماك العظمية الشوكية مرة في الشهر فترة موسمها من 1 يناير حتى 31 مارس.
يفضل تناول الأسماك العظمية ذوات اللحم الأبيض مرتين في الأسبوع، وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول أسماك التونة ذوات اللحم الأسود (الأحمر) مرتين في الأسبوع وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول الأسماك الغضروفية (اللخم) مرة في الأسبوع، وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول القشريات (الشروخ، الربيان، أبو مقص) مرة في الشهر، وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول الرخويات (الحبار، البقار) مرة في الشهر، وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول أحشاء (كراش) الأسماك مرة في الأسبوع، وكل نوع حسب موسمه.
يفضل تناول محصول العنبر وفق وصفة متخصصة عند الحاجة بقدر حبة الطعام مرة في العام.
الأسماك العظمية الشوكية في بحر العرب
عائلة الساردينات
يبدأ موسم أسماك الساردين من فصل الشتاء 1 أكتوبر (تشرين الأول) أول يوم في نجم الدلو، وبخاصة حوت العيدة حتى نهاية ديسمبر (كانون أول) نهاية نجم الهقعة (الهكعة)، ومن بعد ذلك تقل قيمتها الغذائية تدريجيًا، وتنمو في وسط لحمها أشواك (عظام)، ومن ميزتها احتوائها على كل المواد المفيدة المتوافرة لجميع أنواع الأسماك والأحياء البحرية، ويفضل اصطيادها (بالغدف) بوساطة شباك المغوير، ولها طرق عدة في نضجها، وأفضلها بالفحم (الصخر) عبر التنور، وفي آخر موسمها يتم طحنها أعلافًا أو تصنيعها مالحًا في أحواض الخزف الجير الطيني أو وعاء البلاستيك بدلًا من الأحواض الحديدية، كما أنها مفيدة لكل المخلوقات والأشجار، ويستخرج منها الصيفة.
مراحل نمو العيدة:
العيدة تمر بسبع مراحل، أولًا: عيدة خنين بداية الخُلق في نجم القلب ويبدأ حجمها يتزايد، ثانيًا: عيدة نفنوف وطولها لا يزيد عن 5سم، وتتوافر من نهاية نجم النعائم وكثرتها في نجم الخباء (خراء أول) من فصل الخريف، ثالثًا: عيدة خضيرة (سقوط) طولها لا يزيد عن 8 سم وجسمها نحيف، مع قليل من القشور الدقيقة وعليه نقط، وتكبر قليلًا وتسمى عند البدو (عيدة قنّم)، لون ظهرها أزرق فاتح مائل للاخضرار، وباقي الجسم لماع، طولها لا يزيد عن 10سم، ولحمها لذيذ، وطيب، وتؤكل أحيانًا كاملة باستثناء الرأس (الكور) وتسمى (عومة بكاري)، وتفضل وزيفًا للركاب (الجمال)، ويبدأ حجمها للزيادة وهي الحوت أصلًا، رابعًا: عيدة دقل دون الربع، وعندما تكبر قليلًا يتم شويها أو دهرتها بالصخر (الفحم) الخفيف، وتوجد بكثرة بمختلف الأحجام في كل نجوم فصل الشتاء، خامسًا: العيدة الربع، وتزيد قليلًا وتسمى (عيدة فاخر) طولها لا يزيد عن 16سم، وجسمها من الأعلى أزرق غامق، وباقي جسمها فضي لماع، سادسًا: عيدة صيفية وتسمى (مخشبة) طولها لا يزيد عن 20سم، ورأسها أكبر، وباقي جسمها نحيل باتجاه البطن والذيل، ولحمها ساهٍ يتخلله الشوك العظمي. سابعًا: عيدة كبيرة وتسمى (باتوبة) طولها لا يزيد عن 22سم، ولون ظهرها أزرق غامق بلون عمق البحر، وباقي جسمها فضي مائل للبياض، وموسمها من نجم المرزم في فصل الخريف حتى منتصف فصل الشتاء، ويفضل نضج العيدة بالفحم عبر دهرة التنور، وحوت العيدة متوافرة في أغلب مناطق ساحل حضرموت، وتسمى علميًا ساردين، وفي دول الخليج ميد.
ويكون حوت العيدة في عمق حفر، يتوافر فيها غذاؤها من الطفل (الطمي) لاعتمادها على مخلفات السيول، وأهم مواقعها حفرة رأس الكلب بميفع لاعتمادها على وادي حجر، وفي جدرة شحير لاعتمادها على وادي حويرة، وفي حفرة سيحوت أرض الحوت لاعتمادها على المسيلة، وفي حفرة محيفيف لاعتمادها على وادي جزع.
عائلة المنتوج والشيظي وبنت عبدالنبي
سمك المنتوج والشيظي وبنت عبدالنبي (الرهد) لها شأن كبير في شرق آسيا وبخاصة في إندونيسيا، ويفضل تجفيفها وزفًا عبر أشعة الشمس، وأما الشيظي فيعلب تونة.
منتوج/ أنشوس: المنتوج نوعان، وأصغره يسمى خنين طوله لا يزيد عن 2سم، فالمنتوج الدرجة الأولى طوله لا يزيد عن 6سم، ويُعد من أصغر الأسماك المتداولة، وأجزاء كبيرة من جسمه ملساء، وظهره وجزء من جوانبه تميل للفضي وللسمرة، وعليه خط جانبي فضي لماع، ومواصفاته تفوق النوع الثاني منتوج مشعر (أنشوس) التجاري، طوله لا يزيد عن 8سم، وجسمه عريض، وجوانبه فضية فاتحة وعليها كثير من القشور الصغيرة، وتوجد في مواقع مختلفة، وبكميات كبيرة لتصل قرب السواحل في منتصف فصل الشتاء حتى نهاية فصل الصيف، وتتعرض دائمًا للمطاردة، ولكنه يؤذي أسماك العيدة وغالبًا تهرب منه، وأحيانًا يخنق الأسماك الأكبر منه حجمًا إذا اختلطت فيه، ويقتات على ما تقتاته العيدة التي لا تأكل إلا الطحالب أو الهوائم النباتية، وطفل السيول، وكل ما هو دقيق من مخلفات التربة والأشجار وموسمه فصل الشتاء.
الشيظي يمر بثلاث مراحل: أولها: يسمى خنين ثم يكبر قليلًا، ويسمى نفنوف طوله لا يزيد عن 3- 4سم، الأول شيظي صيفي طوله لا يزيد عن 8سم، مواصفاته أقرب إلى الأنشوس إلا أن رأسه أكبر، أما الشيظي الثاني الخريفي، طوله لا يزيد عن 12سم، ويتواجد مع الصني، وجسمه عليه قشور بيضاء، وظهره أزرق فاتح وله شاربان، أما الشيظي الثالث الشتوي طوله لا يزيد عن 18سم، وهو المطلوب لأن مواصفاته عالية، وجسمه العلوي أزرق، وقشوره رقيقة وثابتة، ورأسه أكبر، ويتوافر الشيظي بكميات كبيرة في فصل الشتاء، ويعلب محليًا ويسوق تجاريًا.
بنت عبدالنبي: والصغير منها خنين، وتسمى في عدن (رهد) من الأسماك العائمة، وجسمها رصاصي، وظهرها أزرق غامق شبيه بالبربير، وفمها منقاري، توجد في مختلف الأعماق، وتعد من صنف المنتوج، ولكن حجمها أكبر مع وجود جزء من جسمها أملس بدون قشور، وطولها لا يزيد عن 20سم تقريبًا ومحصولها قليل، وموسمها فصل الشتاء.
فصائل الأسماك العظمية الشوكية وعوائلها
العيدة، عرعرة، شفر، بربير، صبو، مرتع، باجوف، شارح المغن، ضبيك، سبسيب، أبوسيف، سليلاة، شمام، قوب، عتان، سوَيّد ويفضل تصنيعها مالحًا، وموسمها فصل الربيع.
الأسماك العظمية الشوكية وهي الأسماك التي يوجد في وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة وصغيرة محسوسة، وبعضها كبيرة متفرعة ومتنوعة، وتتميز بكثرة نسبة مادة الكالسيوم، وهي:
العيدة، المنتوج، عرعرة، شفر، بربير، صبو، مرتع، باجوف، شارح المغن، باسيف، سبسيب، ضبيك، شمام، سليلاة، عتان، قوب، العُرعرة نوعان، وبداية تكوينها تسمى خنين، وتكبر قليلًا وتسمى نفنوف، النوع الأول عرعرة كرموم طولها لا يزيد عن 10سم، والنوع الثاني عرعرة عريضة طولها لا يزيد عن 8سم، وتختلط أحيانًا بالعيدة والجدب والبربير والشفر في نهاية فصل الشتاء والربيع، وكلها تُعد من (الصني)، ومن الأسماك التي تعرضت للتهجير ويفضل نضجها بالفحم.
الشُفر نوعان، النوع الأول شفر سلطاني وبداية تكوينه يسمى نفنوف، طوله لا يزيد عن 5سم، ويكبر حتى يصل طوله إلى 20سم، وظهره أزرق وباقي جسمه فضي لماع، النوع الثاني شفر عريّض، وبداية تكوينه يسمى نفنوف، وينمو حتى يصل طوله 15سم، شكله مسطح، وظهره أزرق فاتح، وباقي جسمه فضي، أما البربير بداية تكوينه يسمى خنين، ويكبر قليلًا ويسمى نفنوف، طوله لا يزيد عن 5سم، وينمو حتى يصل طوله لا يزيد عن 23سم جسمه مُدَوَّر، ورأسه أطول من خال البربير، وعليه قشور أكبر ورقيقة، أما خال البربير يسمى باعيدون طوله لا يزيد عن 20سم، وجسمه مستدير، وعليه قشور قليلة ودقيقة في الجزء العلوي وباقي جسمه أملس، ورأسه طويل ومحدب، وغالب أنواع الأسماك العظمية الشوكية حجمها يتوقف عن النمو، وعمرها قصير لا يزيد عن العامين باستثناء السبسيب وأبوسيف وسليلاة وشمام وقوب وعتان وسوَيّد، كونها تعيش أكثر، وفي وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة، وصغيرة محسوسة متفرعة، ومتنوعة، ومن الأسماك للمعرضة للتهجير، ويفضل مالحًا.
الصبو طوله لا يزيد عن 25سم، والمرتع طوله لا يزيد عن 12سم، والصغير منه يسمى مرتع دقل، ويسمى في دولة الكويت صبور، وجسمه العلوي أزرق فاتح، وباقي الجسم فضي، وهذان النوعان (الصبو، والمرتع) يوجد في وسط لحمهما عظام (أشواك) دقيقة، وصغيرة محسوسة، متفرعة، ومتنوعة إلا إن المرتع أكثر لمعةً وأقل شوكًا وبغير نقطة سوداء، ويتوافر الصبو من منتصف فصل الربيع، والصيف كله، أما المرتع يظهر بداية فصل الخريف، وبكميات كبيرة على أطراف كاسر أمواج البحر في المناطق الرملية الساحلية، ويفضل مالحًا.
باجوف طوله لا يزيد عن 22سم، وزعانفه شفافة، وشكله قريب من الصبو إلا إن رأسه (كوره) أكبر، ولون ظهره أزرق مائل للاخضرار، وباقي الجسم فضي مائي، وعلى جسمه علامة سوداء قريبة من غطاء الخيشوم مقابلة للعين، أما شارح المغن طوله لا يزيد عن 18سم، وجسمه فضي لماع، شبيه بالمرتع، وظهره أزرق فاتح وزعانفه شفافة، وأطراف زعنفة الذيل سوداء، ولكنه أطول، وهذان النوعان توجد في وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة وصغيرة محسوسة متفرعة ومتنوعة.
الضبيك طوله لا يزيد عن 30 سم، وجسمه العلوي رمادي داكن ضارب للزرقة، وباقي جسمه فضي ضارب للرصاصي، وعيناه كبيرتان، وزعنفة الذيل سوداء ويتوسطها خطان عريضان رقيقان لونهما أبيض، وفي وسط لحمه قليل من الأشواك الدقيقة، وطعمه طيب ولذيذ، من الأسماك التي تعرضت للتهجير ونادر وجودها، وموسمه فصل الخريف ويفضل نضجه مقليًا.
عائلة السبسيب وأبوسيف
السبسيب وأبوسيف يكثر في وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة وصغيرة محسوسة، وبعضها كبيرة متفرعة ومتنوعة، وأكثرها يأتي في الجزء الأخير ناحية الذيل، ويفضل نضجها بالفحم عبر التنور. وكل أنواع السبسيب يسمى في دول الخليج (حاقول – خرمان).
قصبة البحر، وهي نوعان: النوع الأول: أبومدروف طوله لا يزيد عن 150سم، وجسمه مُدَوَّر، ولونه رمادي داكن وعليه طهوة ذهبية، وملحق (خيط) غضروفي مرتبط في نهاية الذيل صالح للأكل، ولحمه طيب، ويُعد من الصيد السطحي، ويوجد قرب السواحل الشاطئية، وموسمه الشتاء.
النوع الثاني أبو مدروف أحمر طوله لا يزيد عن 150سم، وجسمه مضغوط، وظهره أسمر غامق، وباقي الجسم لونه أحمر، والبطن فاتحة، وملحق (خيط) غضروفي مرتبط في نهاية الذيل صالح للأكل، ولحمه طيب، وتُعد من الصيد السطحي، وتتوافر في العمق المتوسط، وموسمها فصل الصيف.
أما السبسيب ثلاثة أنواع: الأول: سبسيب بايرعة طوله لا يزيد عن 120سم، وجسمه انسيابي عليه قشور صغيرة، والظهر أزرق غامق وبطنها أبيض، وعلى جوانبها بقع بنية فاتحة، وما بين الذيل والزعنفة العلوية والسفلية ثلاث نقط دائرية، ولها فم منقاري يطول من أعلاه، ويقصر من أسفل.
أما النوع الثاني سبسيب باسبتة طوله لا يزيد عن 100سم، الجسم انسيابي عريض مربوع، والظهر أزرق فاتح، والبطن فضية ضاربة للرصاصي، ويوجد خلف الزعنفة الصدرية خمس بقع فاتحة، وأطراف منقار الفم متساوية، وموسمها فصل الصيف، ويفضل نضجها بالفحم عبر التنور.
أما النوع الثالث سبسيب برغول طوله لا يزيد عن 80سم، الجسم ممدود دائري، والظهر أزرق غامق، والبطن فضية ضاربة للبياض، وأطراف منقار الفم متساوية، وأسنانها حادة.
باخنافو طوله لا يزيد عن 80سم، وعندما يكبر يسمى أبو سيف، ولا يزيد طوله عن 120سم، وجسمه مستطيل ومسطح فضي لماع، والظهر أزرق غامق، وزعانفه بنية فاتحة، والفك السفلي للفم يتقدم على الفك العلوي، الزعنفة الصدرية تحت الغطاء الخيشومي، وله زعانف احتياطية دقيقة تمتد على طول البطن حتى الفتحة الشرجية، ومن بعدها الزعنفة الشرجية المرتبطة بزعانف احتياطية إلى قرب الذيل، الزعنفة الظهرية مقابلة للزعنفة الشرجية، وفي وسط لحمه عظام (أشواك) دقيقة محسوسة وبعضها كبيرة متفرعة ومتنوعة، ويتوافر في الأعماق المتوسطة، ويفضل نضجه بالفحم عبر التنور أو تصنيعه مالحًا، وفي عدن ودولة الكويت يسمى (شاغل)، وموسمه فصل الربيع.
السليلاة موسمها فصل الشتاء، وتختلط أحيانًا مع الجدب في فصل الصيف، وتسمى في عدن فار، وتُعد من الصني، وهي نوعان: الأولى مربوعة، وأخرى مستديرة، السليلاة الأولى طولها لا يزيد عن 40سم، ولها منقار حاد، والجسم مربوع لونه أزرق فاتح من أعلى، وعليه خط رقيق يمتد من عند الخيشوم المقابل للعين وينتهي قبل الذيل، والجزء العلوي من الذيل أصفر، وباقي الزعانف شفافة ضاربة للاصفرار، ويتميز الذكر بنقطتين على جانبي الجسم الأكثر طولًا.
السليلاة الثانية مستديرة من الأسماك السطحية الموجودة في الخيص والموانئ، طولها لا يزيد عن 45سم، وجسمها بغير قشور كونها تتخلص منها، الظهر أزرق وعليه ثلاثة خطوط تمتد من الرأس، وتنتهي عند الزعنفة الظهرية، الجوانب مسهمة فضية، والبطن بيضاء، والفتحة الشرجة قريبة من الذيل ذي الطرف الأسفل أطول من الطرف العلوي، والزعانف شفافة، ولها منقار أسفل الفم طرفه أحمر.
عائلة الشمام والقوب والعتان
ويفضل نضجها بالفحم عبر التنور أو تصنيعها مالح، وكلها تُعد من الصيد
الشمام من الأسماك العظمية الشوكية، وهي نوعان، وتسمى مرواح وشماط، وفي دول الخليج تسمى (سليماني)، وكلها في وسط لحمها عظام (أشواك) صغيرة محسوسة، وبعضها كبيرة متفرعة ومتنوعة، وأشكالها وذوقها متقاربة من بعضها، النوع الأول شمام البحر طولها لا يزيد عن 100سم، وجسمها طويل الظهر مائل للزرقة، الجوانب والبطن فضية، ورأسها صغير، النوع الثاني شمام العيقة طولها لا يزيد عن 150سم، وتتوافر في العيق، جسمها طويل، والجزء العلوي من الجسم رمادي داكن، والبطن فضية، والرأس كبير.
قوب طوله لا يزيد عن 180سم، وجسمه العلوي مائل للزرقة، الجوانب رصاصية، وبطنه فضية، ورأسه كبير، وأطراف الذيل طويلة، الزعنفة الصدرية تحت الغطاء الخيشومي باتجاه البطن، ولحمها يحتوي على شوك أقوى من شوك الصبو والعتان، ويفضل تصنيعها مالحًا، وموسمه فصل الربيع.
العتان نوعان: الأولى طولها لا يزيد عن 100سم، وجسمه طويل ومسطح، الجوانب والبطن ذات لمعة فضية، وظهره أزرق ضارب للأخضر، وعليه نقط مرتبة مقابلة للعين حتى قرب الذيل ذي الأطراف الطويلة، وفي وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة وصغيرة محسوسة، وبعضها كبيرة متفرعة ومتنوعة، والنوع الثاني: عتان طولها لا يزيد عن 60سم، وجسمها مدروج، والظهر أزرق، والجوانب والبطن رمادية وفاتحة، وذيلها قصير، ولها فم شبيه بفم العسية، وفي وسط لحمها عظام (أشواك) دقيقة وصغيرة محسوسة متفرعة، وموسمها فصل الصيف، ويفضل تصنيعها مالحًا.
([1]) ومن هذا المنطلق أناشد الإخوة في كلية البيئة والأحياء البحرية جامعة حضرموت، وهيئة المصايد بوزارة الثروة السمكية بمحافظة حضرموت، والجمعيات السمكية إلزام الصيادين والقائمين بالتسويق بالحفاظ على أسماء الأسماك؛ لأن عودة الأسماء الأصيلة الحضرمية لأسماكنا هي عودة الهوية الأصيلة للتراث البحري الذي تعرض للعبث والاستهزاء في كل شيء وليس في أسماء الأسماك فقط.