إبداع
صالح سعيد بحرق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 15 .. ص 108
رابط العدد 15 : اضغط هنا
توق:
يذهب في بهاء (المكلا) فتنداح دوائر الشوق على غسق الليل، يعانق في صباحها ألفة وياسمينا، يصافح الوجوه الخطو إلى مجدها، وبشاراتها، في أفق السلام والدان، والمحضار، والمئذنة تلك الطويلة..
يراقص البحر أشجانه، وطربه، وذكرياته الأليمة.. تحييه العيون المزججة بالكحل.. والحكايا الجميلة..
القويرة:
ساحة أخرى للشجن، والفتوة والظهيرة .
فضاء للعب، مسرح لانهمارات الطفولة..
والحب إذ يطل من نوافذ الشوق، والليل الذي لا ينتهي..
وصوت السيل والحبيبة ..
رحيل:
حزم أمتعته.. أيقظ أهله.. جهز أدوات الصيد.. وضع فطيرة يابسة في سترته.. ومضى إلى البحر.
حين أقبل عليه، حياه بتلكم التحية اليومية، التي لا يعرفها أحد سواه.. اضطربت أمواج البحر.. ترد تحيته بأحسن منها.. هكذا كان يخيل إليه.. في ذلك اليوم أسمع البحر أغنيته.. أغنية الرحيل.. ورحل تاركًا على الموج رزقة غريبة..
فتاة:
منذ أن هبطت من البادية، وهي تتوق إلى تعلم الحرف.. كانت تبدي رغبة قوية للحصول على الحرية..
يؤلمها أن تبقى حبيسة الأربعة الجدران في المدينة.. تطلعت من أفق الشوق إلى البهجة، والحياة الجديدة، ذهبت في أتون مغامرة.. واغتالت حلمها.. تلك الأيادي الكبيرة..
انهمارات شجن:
يقبض على مقود سيارته، ويتأزم في داخله الحنين، يندم، يرتكب الحماقات تلو الحماقات، ويهمي فيه سيل الحرمان.. تصطف بريقًا من مدى لا يحيد..
يتأفف من الأشياء.. يصرخ.. يرتمي على يأسه
يذوب.. ينطفئ .. كفراشة فقدت ألوانها للتو..
ولا يفيق..
عذوبة:
بعفويتها المعتادة.. تعرف كيف تسكب في أفانين وجده صيغة مختلفة للحنين..
تعرف انطفاءات حلمه بالأمس..
وتعرف كيف تكون امرأة ..
ذات عذوبة.. وذات بريق..
تتماشى مع مفاصل الوجع، والذكرى، والهديل..