إبداع
بسّام سعيد دحي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 15 .. ص 113
رابط العدد 15 : اضغط هنا
(1)
أحبها، تلك الزهور الذاوية
للشاعر البريطاني روبرت بريدجز (1844- 1930م)
أحبها،
تلك الزهور الذاوية
ساحرة المجال
لاقحة الألوان الزاهية
بعطرها الخيال:
يا فرحة اللقاء!
يا مشهد الحب في الأرجاءْ!
كان ذلك -كلّه- في ومضة
وأغنيتي هي تلكمُ الزهرة!
وتلك الرياح الضاربةُ في الرحيل،
أحبها
من قبلُ،
كان لها على السماوات الأمرُ
ويهتزُّ طربًا بالترحيبِ بها المطرُ.
خفقُ نارٍ
معلنةً قيامة الأرواح
هي الرياح
ثم ترحلُ إلى اللامكان وتنداح
وأغنيتي هي تلكمُ الرياح!
اجعلِ الموت والغناء لكَ شهيقًا وزفير
واذوِ كالزهرِ الفوّاح
لا تخف من الموتِ
لا تخف من قبرٍ تُجددُه الرياح!
حلِّق
بابتهاج أيها الشعور
حلِّقْ بالحبِ
باللطفِ حلِّق.
احتفلْ بنعشكَ الآنْ
وعلى الجمال
أنْ يذرف الدمع قبل فوات الأوان.
(2)
علمتُ نفسي أنْ أحيا فقط
للشاعرة الروسية آنّا أخماتوفا (1889- 1966م)
علمتُ نفسي
أنْ أحيا فقط،
وبانتباه
أنْ أرنو إلى الإله في السماء
بابتهال،
أنْ أهيم طويلًا قبل المساء
إلى أنْ تغادرني الهموم
وعندما تُصدرُ الأشواك حفيفًا أسفل الوادي
وتحني الأشجارُ عناقيدها الكرزية
أنْظِمُ أشعارًا جذلى
تحكي عن تحلل الحياةِ،
اضمحلالها والجمال.
ثُمَّ أعودُ.
على وقعِ قطتي وهي تلعقُ راحة يدي،
على موائها العذب
وعلى وهجِ الشرارات المتناثرة من مناشير الخشب عند البحيرة.
وحدهُ بكاء الطير على سطح منزلي
بمقدوره أن يكسر الصمت أحيانًا.
أما إذا قرعتَ بابي
فربما -حتى- لنْ أسمعك.
(3)
حدادًا على “ما نظنّهُ عنّا”
للشاعر الأمريكي فرانك بيدارت (1939 – …)
بداخلِ تجربةٍ مدهشة، وُلِدنا.
أقلُّ ما فيها، ما نظنُّه عنّا. نعلمُ جيدًا أن لا مفرّ من طبعنا البشري: جدتي
علّمتني ذلك: طبعي الجلِف
علّمني ذلك: لكن أظنُّ أننا موجودين بداخلِ نظامٍ
حيث التاريخُ مجرد شبحٍ له –