أضواء
محسن علوي أبوبكر باعلوي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 16 .. ص 13
رابط العدد 16 : اضغط هنا
الحَاجِب:
بفتح الحاء، وكسر الجيم: صَبْر كالحَرْف والحَدِّ يقع تحت الحتار.
ويجمع عندهم على حُجْبان بضم أوله.
وفي (تاج العروس للزَّبيدي 2/ 239- 241): »الحجاب: ما أشرَفَ من الجبل… والحَجِب ككتف: الأكَمَة، وفي التكملة: الأجمة… وذكر الأصمعي أن امرأة قدَّمت إلى رجُل خبزة، أو قَرصة، فجعل يأكل من وسطها، فقالت له: كُلْ من حواجبها: أي حروفها«.
وينبت في الحاجب أشجار الشَّخَر: بفتح الشين المثقلة، والخاء: وهي تعني عند أهل هذه الجهات: أشجار الشَّوك كالعُشُر، والقَرَظ، والسَّمُر، والضُّب، والقتاد، والنَّتَش، وفي (تاج العروس للزَّبيدي 12/ 148): »والأشْخر: شجر العُشر لغة يمانية، وبه لُقب خاتمة فقهاء اليمن: أبوبكر محمد بن أبي بكر ت(991)هـ، تلميذ ابن حَجَر (ت 974هـ)«. انتهى كلام الزبيدي بزيادة ما بين القوسين، وهو تاريخ الوفاة.
وفي الرَّيدة حُجبان عدة منها:
حاجب الغَتِر: بفتح الغين، وكسر التاء: خلاء يشمل مجموعة عَطَف -بفتح أوله، وثانيه-: يقع فوق شعب (المِلاح) في الجهة الغربية لـ(براورة)، تنمو فيه الأشجار السَّابق ذكرها.
الحِتَار:
بكسر الحاء، وفتح التاء: ويقال له: (حتار باصُرَّة) يقع في الجهة الشِّمالية في رأس قرية (الذِّياب)، وفي جهته القبلية (المَعْصُورة).
والحتار يقع ضمن سوط الأشاعلة، وهو -أي سوط الأشاعلة- خارج حدود ريدة الدَّيِّن، يحد الرَّيدة من الجهة الشِّمالية.
والذياب تنقسم إلى ثلاثة جوار (أحياء): حتار باصرة، والمعصورة وفيها آل (باثابت) من الأشاعلة الكَرَب، وجور السَّادة، وقد مضى ذكره في حرف الجيم.
وسُمِّيت بذلك لأنها تقع على حتار، والحتار صَبْر صغير دون الأقحل، وقد سبق بيان (الأقحل) في حرف الألف، وهم يجمعون الحتار على حِتْران بكسر الحاء.
وفي (تاج العروس 10/ 525): »الحَتْرُ: ما ارتفع من الأرض، وطال«، وفيه: »الحِتار من كل شيء كفافه، وحرفه، وما استدار به، وأحاط كحِتار الأذن«. اهـ.
فالحتار، والحاجب من أسماء الصِبَار في (ريدة الدَّيِّن)، ومعناهما متقارب، بمعنى حرف الجبل، إلا أن الحتار فوق الحاجب، ودون الأقحل، وقد سبق ذكر ترتيب هذه الصِّبار في (الأشعر) من حرف الألف، والصِّبار: جمع صَبْر، وهو بمعنى الهضْبة المستوية.
ويسكن قرية (الحتار) الأباصِرة: بكسر الصَّاد، وينطقها أهل هذه الجهات: (لباصرِة): بحذف الألف، وكسر الراء، وقد سبقت نظائره، ويقال لهم أيضًا: باصُرَّان.
والأباصرة، أو الباصُرَّان: هم آل باصُرَّة: بضم الصَّاد، وفتح الراء المثقلة، وهم من الأشاعِلة الكَرَب، ومرجعهم إلى قبيلة حمير.
والأباصرة الذين يسكنون (الحتار) كلهم من دار واحدة، أي ينتسبون إلى رجل واحد.
وفي (حتار باصرة) يقول الشاعر:
وسلام يا حتار باصُرَّة وسلام لَهْلك وجِيْرَانك
قدْ جِيْت عاني ومتْعنِّي يا خُو علي جِيْت في شَانك
وينبغي التنبيه إلى أن هذا الاسم أو الكنية: (باصُرَّة) يقع في قبائل عدَّة:
1- فباصُرَّة كما سبق أشعلي كُربي.
2- وباصُرَّة: من السَّادة العلويين، وهم من سلالة أحمد المعلم بن حسن الطويل كما في (المعجم اللطيف للشَّاطري)، ومساكنهم بالوادي الأيسر من وادي دوعن.
3- وباصُرَّة: خمْعي، ومساكنهم بوادي (دوعن)، ومنهم نائب القعيطي الشهير المقدم عمر بن أحمد باصُرَّة.
وفي (الحتار) مسجد، وأكثر من كريف للماء.
ويستقي الحتار من الرؤوس القبليَّة بين الحتار، والحريث، ويصب في (الذِّياب).
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والبيع والشراء.
* والحتار: أيضًا شرج من شروج (براورة) ويقع في الجهة الغربية لبراورة، وهو شرج زراعي للسَّادة آل الجيلاني، وفيه مراع للنِّشرة -الإبل، والغنم- ويزرع فيه الذُّرة، والقمح، والدُّخن، والدِّجر، وتوجد به أشجار السَّمُر، والضُّب، والعوسج، والقتاد، والعلب.
وهو مشهور بكثرة الأرانب البريَّة؛ ولهذا قيل: (إيه في الحتار، قالوا أرنب تعكر عكار).
و(تعكر) معناها تثير الغبار، من اعتكرت الريح: جاءت بالغبار كما في (تاج العروس للزَّبيدي 13/ 119)، وهم على لهجتهم يقولون في مصدره: (عكار)، وأهل الساحل يقولون: عكير.
ويُسقى (حتار السَّادة) من شرج (باظفار)، ويصب في شعب (المِلاح) ثم في (الحَنَكة).
الحِتَارَين:
على صيغة التثنية، من شروج (براورة) يقع في الجهة الغربية لبراورة.
سمي بالحتارين؛ لأنه يقع في الحنكة بين حتارين.
و(الحتارين): شرج زراعي ومرعى للنشرة، يُسقى من (خبيَّات الزِّير)، ومن (عروض بَرِيْرة)، ويصب في شعب (المِلاح).
كان في القديم بَيْدٌ، ثم تمَّ إصلاحه، وتوسيعه. وليس به اليوم سوى بيت واحد من آل الجيلاني.
حِجِل باجِعَيْم:
الحِجِل: بكسر الحاء والجيم: وهو بمعنى المزرعة، وجِعَيْم: بكسر الجيم، وفتح العين، وسكون الياء: شرج زراعي يتبع أهل (الضَّليعة)، ويقع في شِمال الضَّليعة، ويبعد عنها بنحو (2 كم).
وهو ملك لآل (باعَبَد): بفتح العين والباء، من أهل الضَّليعة، ويحتمل أنهم اشتروه من آل (باجعيم). (إفادة من الأستاذ: عمر باعبد).
الحِجْلَين:
بكسر الحاء، وسكون الجيم، وفتح اللام، وسكون الياء على صيغة التثنية، والحجل: هو المزرعة، وقد مضى إيضاحه في (الأحجال) من حرف الألف.
وسميت بالحجلين: لأنه يوجد بها حجلان أحدهما بالجانب الأيمن، والآخر بالجانب الأيسر.
والحجلين: من كُبريات مُدن رَيدة الدَّيِّن، وهي قاعدة آل (بايومين) الكندي في ريدة الدَّيِّن، وتقع في جول بين (الأبيض)، و(الأقحل)، ويحيط بها الأشعر.
وهي واقعة ضمن شروج آل بايومين الواقعة في الجهة الشِّمالية الغربية للرَّيدة، وهي آخر حدود ريدة الدَّيِّن من هذه الجهة إذ يأتي بعدها سوط آل بلعبيد.
ويحدها من الجهة القبلية –الغربية- قرى عدة، منها: (الشَّعَبات): بفتح الشين والعين: من قرى سوط بلعبيد، يسكن بها آل باظَفَر، وآل باسلوم، وكلهم من آل بلعبيد، ومنها: (بجيدة)، وفيها باشُميل، و(السُّمينة)، وفيها باسَنام، و(المِقْتلة)، وفيها باكُليب.
ومن الجهة البحرية: (مَدْهُون)، ومن الجهة الشِّمالية (الأخشاب)، ومن الجهة الشَّرقية (باغنيم)، و(ثجرة بامسدوس).
وتقع على الطريق المُعبَّد المسمى بخط الإسفلت، وتبعد عن (الضَّليعة) بنحو (20 دقيقة) بالسَّيارة، تذهب من الضليعة إلى (مدهون) أولًا، ثم تتجه من مدهون إليها في اتجاه الشِّمال، ولها طريق ثانية من فوق (النخيلات)، وطريق ثالثة من (براورة) تذهب في جهة الغرب، فتمر على (شعب صَبَلة)، ثم قرية (الأسيودات)، ثم (الحجلين)، وتستغرق بالسيارة نحو نصف ساعة.
وهي تنقسم إلى جور البلجنف، وجور الباكرشوم.
ويسكنها آل بلجنف، وآل باكرشوم، ومنهم: آل باصواب، في (النخيلات)، وآل ابن قطيَّان، وآل بامُحمُّد: بضم الميمين، مع تشديد الثانية، وآل بابَرْمَة، وكلهم من آل بايومين، ومرجعهم إلى قبيلة كندة، ويكونون الثلث الكندي في حلف الدَّيِّن، والتقدمة (الرئاسة) في بيت البلجنف.
ومن آل بايومين: آل باسالم في (مدهون)، وآل باشُمَيل: بضم ففتح فسكون، في (بجيدة)، وقد أمضينا الكلام على بجيدة في حرف الباء، وآل باكُلَيب: بضم، ففتح، فسكون، في (المقتلة)، وآل ابن مبارك، في (مدهون)، وآل بامُصَيِّم: بضم الميم، وفتح الصاد، وكسر الياء المثقلة، في (الأسيودات)، وآل بابيتر، في (دَلَثْلة).
ومقدم آل بايومين: سَعَيد -بفتح العين مع التفخيم- باصواب ساكن في النخيلات المجاورة للحجلين.
وإنما قيل لهم: بايومين؛ لأن جدهم قال لإخوته: سأذهب الرَّيدة، وأمكث بها يومين، فطاب له فيها العيش، واستقر بها، فقيل له: بايومين.
وجاء في (إدراك الفوت) لعلي باخيل ما نصه: »آل بايومين: قبيلة من الدَّيِّن، وقيل هم من كندة«، وهذا خطأ كبير؛ لأن الدَّيِّن ليست قبيلة، إنما حلف مكون من ثلاث قبائل: هي: الأجاردة، وحمير، وكندة، فكون آل بايومين من كندة لا ينافيه كونهم من الدَّيِّن، وفهمه هذا أوقعه في استظهار كون الدَّيِّن من قبيلة (مهرة بن قضاعة) عند كلامه على قبيلة الدَّيِّن في كتابه المذكور، ولو عرف أنَّ الدَّيِّن حلفٌ لما قال بقولته هذه؛ إذ كيف تكون ثلاث قبائل مختلفة -أجاردة، حمير، كندة- تنتمي إلى قبيلة واحدة هي مهرة بن قضاعة؟
ولهذا الكلام مزيد تقرير وبسط سيأتي عند الكلام على الدَّيِّن في (رَيْدة الدَّيِّن) من حرف الراء.
ومن شروج آل بايومين: (النخيلات)، و(باغنيم)، و(مدهون)، و(السُّويداء)، و(الأسيودات)، و(زيد)، و(دلثلة)، و(منتر).
وفي الحجلين مساجد عدة، وجامع، يقع أحدها في جور البلجنف، واثنان في الباكرشوم، ويقع الجامع في جور الباكرشوم في طرفها بين النخيلات والحجلين.
وبها ثلاثة حصون: حصن في البلجنف، وحصنان لصالح ابن قطيَّان في الباكرشوم، وفي النَّخيلات حصن للباكرشوم، وبها عدد من الكرفان لحفظ مياه الأمطار.
وبها مركز صحي يقع وسط البلاد في مكان الباكرشوم، وكذا محطة بترول لسعيد بن قطيان في وسط البلاد كذلك، وبها بعض المحلات التجارية.
وبها مدرستان: ابتدائية، وإعدادية، وتسمى إحداهما بمدرسة (أسماء)، والأخرى بمدرسة (النصر).
وبها كذلك مدرسة ثانوية فتحت قريبًا تسمى بمدرسة (سالم الكندي)، ويدرس بالحجلين أهل القرى المجاورة كـ(الأسيودات)، و(الأخشاب)، و(إلمر باخربوش)، و(النخيلات)، و(باغنيم)، و(مدهون)، و(زيد الذيباني).
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتِّجارة، والتدريس، ومنهم من يسلك طرق الأسفار.
ويأتيها السَّيل من قرية (مدهون)، ومن (مقتلة)، وتصب في (شعب صَبَلة)، وينتهي سيلُها في (الرَّضْحَين)، ثم في (شُعبة بامَحمَّد) بوادي (عَمِد).
وذكر العلامة ابن عبيدالله السَّقَّاف في (بضائع التابوت) مقدم آل باكرشوم في عهد السَّلطنة القعيطية: عوض بن عمر باكرشوم، وكان رجلًا ذا صيت، وخبرة، وقد أدرك حرب القعيطي مع الدَّيِّن، ويذكر كثير أن القعيطي لم يتمكن من كشف ساحة المسادسة إلا من جهته.
(إفادة من السَّيد الفاضل العم عبدالله صالح الجيلاني، وابنه الأستاذ التربوي القدير: علي بن عبدالله الجيلاني).
الحِرَيْث:
بكسر الحاء، وفتح الراء، وسكون الياء، آخره ثاء مُثلَّثة: كذا ينطقونه، وهو تصغير حرث، فينبغي أن يضم أوله، والحرث بمعنى الحجل، ويقع في الجهة الشِّمالية بالقرب من (الذِّياب).
ويعد من أقرب قرى الريدة إلى وادي عَمِد بعد (طسلة).
ويسكنه آل (باهَمَش): بفتح الهاء، والميم: من الدَّيِّن من الثلث البريقي الحميري، ومقدمهم اليوم: عبدالله بن علي بَلْشرف ساكن في قرية (عَنَق بلشرف).
في الحريث مسجد، وبها حصن فوق الحجل، وأكثر من كريف لحفظ الماء.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتجارة.
وبحكم قرب (الحريث) من (وادي عمد) أرض الجعدة فإن ساحتهم لم تَخْلُ من دماء بينهم وبين الجعدة، من ذلك أن جماعة من آل شملان الجعدة لقوا جماعةً من الدَّيِّن في الخِطمة (خلاء للرَّعي)، فقتلوهم، ثم نزلوا إلى الوادي –عمد- فلقيهم بالوادي رجل من آل الشَّاحت فقال لهم ماذا فعلتم؟ فقالوا: قتلنا دُغش قَرَظة (إمعانًا في الاستخفاف بالدَّيِّن، والدُّغش بمعنى المجموعة، والقرظة: شجر معروف)، فقال الشَّاحث مُلغِزًا: خاف يغلا القرظ يا ابن شملان (خاف: بمعنى يمكن، ويغلا: بمعنى يغلو: أي يرتفع ثمنه وكلفته)، فترصَّد الدَّيِّن لآل شملان في الخِطمة، وبعد مضي زمن طلع جماعة من آل شملان إلى الخطمة مع عيالهم، فأدركتهم الدَّيِّن وقتلتْهم جميعًا، وتحقق فيهم قول عَمْرو بن مَعْدِ يَكْرِب:
أطَلْتُ فِراطَهُم حتى إذا ما قَتَلْتُ سَراتَهم كانتْ قَطَاطِ
أي أطلتُ إمهالهم والتأني بهم إلى أن قتلتهم، وقطاطِ بمعنى حسبي.
فلقي الشَّاحتُ ابنَ شملان السَّابق فقال له: غلا القرظ يا ابن شملان من كم قده؟ فقال ابن شملان: غرّبْ عن وجهي، يا الخُميم، وانقل. فأمره بترك الوادي، وأخرجه.
وبعد ذلك خاف الدَّيِّن على آل باهمش بسبب قربه من الجعدة، فقالوا له: إنك طارف: (أي على رأس الوادي فوق عَمِد)، وأرادوا منه ترك مكانه، فقال لهم: سأدافع وأرد عن نفسي، وأنتم كونوا رجالًا، ولن أرحل، ولو أحرقوني.
الحَزْم:
بفتح الحاء، وسكون الزاي: صَبْر كالحرف والحَدِّ يقع تحت الأشعر.
والناظر له يرى كأنه حزام على الأشعر.
وفي (تاج العروس للزَّبيدي 31/ 479- 480): »الحَيزُوم: الغليظ من الأرض… وسمَّى الأخطل الحَزْم من الأرض حيزومًا… وقيل: الحزم من الأرض: ما احتزم من السيل من نجوات الأرض، والظهور، وقيل: ما غلظ من الأرض، وكثرت حجارتُه، وحجارتُه أغلظ وأخشن وأكلب من حجارة الأكمة، غير أن ظهره عريض طويل.. لا تعلوها الإبل إلا في طريق له قبل، والجمع حزوم«.
وينبت في الحزم أشجار الشَّخَر: وهي تعني عند أهل هذه الجهات: أشجار الشَّوك كالعُشُر، والقَرَظ، والسَّمُر، والضُّب، والقَتَاد.
وفي الرَّيدة حزوم عدة مسماة بأسمائها: كـ(حزوم الشُّريج): تصغير شرج، و(حزوم المِلاح).
وحجارة الحزم صلبة، وهي المسماة في السَّاحل الحضرمي بـ(الحُوصي)، يستخدمه أهل الريدة في بناء أساسات البيوت، والمساجد، وفي بناء الحصون.
وتوجد الحزوم في جبال مدينة (قطامين) التونسية الأثرية، ويجمعونها على (أحزمة)، وهي مشابهة تمامًا لهذه الحزوم، وبعضهم يقول إن الحزوم تكونت بسبب انحسار المياة -التي غطت الأرض قديمًا- عن الجبال المرتفعة.
الحَسِر:
بفتح الحاء، وكسر السين، ومنهم من يفتحها: ويعني عند الحضارمة المكان المرتفع ارتفاعًا قليلًا في الجول؛ كالعقبة الصغيرة، ويسمى عند بعض أهل الرَّيدة بالصَّرَك، ويجمعونه على حُسُور، ومنهم من يجمعها على حُسُر: بضم الحاء والسين.
والحسور في ريدة الدَّيِّن كثيرة، ومن أمثلتها: حسر الخُبيَّات، وحسر الأبايض، وحسر الأشعر، وحسر الأبيضين، وحسر باماخش: وهو الذي وضع عليه جنود القعيطي مدفعهم لضرب الدَّيِّن بسبب إجارتهم السَّيد محمد باعقيل، ولم يكن في ذلك الوقت يسمى بحسر باماخش، وقد مضى ذكر تفاصيل هذه الواقعة في (الأبيضين) من حرف الألف.
وأما الحسور التي هي خارج ريدة الدَّيِّن، في الأماكن القريبة منها، فمن أشهرها: (حسر بابكر)، الذي وقعت بالقرب منه معركة بين الجنود التابعين لبريطانيا، وبين قبائل نُوَّح وسيبان، بسبب غلق القبائل طريق حسر بابكر، فقامت الطائرات البريطانية بضرب القبائل، وقُتِل رجل هو من خيرة الرجال يُدعى سالم بافيَّاض من قبيلة نُوَّح، بسبب أنه أزعج الطائرات بالتصويب والرمي نحوها، فوجهت قنابلها إليه، وجرح اثنان من آل بارشَيد، وما يزال خشر رصاص المعركة عند مقدم (بامحمود) الصباحي النُّوحي في (نقاب باخميس) إلى اليوم على ما أخبرنا به المقدم الفاضل: عبدالله بصفر.
الحُسُو:
بضم الحاء، وضم السِّين: حوض صغير تجتمع به أمطار السماء، دون الحَيْلة في السّعة، وأرضه من القِرِف الذي يمسك ماء المطر.
ويستفاد منه في غسل الفُرُش، والأغنام، والحسي في كثير من بلدان الرَّيدة، بل قد يوجد في البلدة أكثر من حسو، ومن أمثلتها: حسو (ابن حسن) في (براورة) خلف دار (ابن حسن)، وحسو (الزُّرُوب).
حِسْيِة السُّفْلَى:
بكسر الحاء، والياء، وسكون السِّين بينهما، ويقال لها: (سَفَل الحِسْية)، بمعنى أسفل: وهي من أكابر شروج المعوس، تقع في الجهة الشِّمالية الشَّرقية للرَّيدة، قريبة من قرية (المِقِر): بكسر الميم، والقاف، الواقعة في الجهة الشِّمالية منها، ومن (حسية العليا) الواقعة في الجهة الغربية، وليس بين الحسيتين -السفلى والعليا- إلا نحو نصف ساعة بالرِّجل.
وجعلها المقحفي في (معجم البلدان 1/ 466): قرية في منطقة (صِيف) من مديرية دوعن، وما قاله غير صحيح؛ بل هي من قرى سوط المعوس الواقع في الجهة الشِّمالية الشَّرقية لريدة الدَّيِّن، وأما (صِيف) فهي من مدن وادي دوعن، ولعله اعتمد على التقسيم الإداري السابق حيث كانت شروج المعوس تابعة لمديرية صيف من الناحية الإدارية، وتعد بلدة (صيف) أقرب مناطق دوعن إلى حسية؛ إذ إنهم يقطعون نصف شعب قيدون في الوصول إلى عقبة صيف، ثم ينزلون منها إلى بلدة (خذوف) بجنوب صيف، وذلك يستغرق نحو خمس ساعات بالرِّجل، وهي أقرب إليهم من عقبة (قيدون)؛ إذ يلزمهم في الطريق إليها قطع جميع الشعب – شعب قيدون.
والحسية تعني عندهم: المكان الذي يستنقع فيه الماء؛ كالنقبة، وقريب من معناه الثجرة، وقد سبق بيانها في حرف الثاء، وكذا الحشرج. والحِسْي: بفتح الحاء، وكسرها، مع سكون السين: كلمة عربية فصيحة، وهي تعني: سهل من الأرض يستنقع فيه الماء، وتجمع على أحْسَاء، وحِسَاء، كما في (تاج العروس للزبيدي 37/ 427)، وفيه (5/ 482): »الحشرج: حِسْيٌ يكون فيه حصى، وقيل: هو الحِسْي في الحصى، وقيل: هو شبه الحِسْي تجمع فيه المياه«. اهـ.
ويسكن (حسية السُّفلى) آل (ابن وتَّار): بفتح الواو، وتشديد التاء، وآل (باخُشم): بضم الخاء، وسكون الشين، وآل (الدُّهْمي)، بضم الدال المهملة المثقلة، وسكون الهاء، وكلهم من دار (مول السُّفْلى)، إحدى ديار قبيلة المُعُوس، ومرجعها إلى قبيلة نُوَّح.
والمُعُوس: سبع ديار:
1- آل بِلْحَيْمَر: بكسر الباء، وسكون اللام، وفتح الحاء والميم، بينهما ياء ساكنة، معروفون برقية الدَّبوة.
2- وآل بو عُبَيْد: بضم، ففتح، فسكون.
3- وآل باسَعَيد: بفتح السين، والعين مع تفخيمهما.
4- وآل باعُضَيْدة: بضم العين، وفتح الضَّاد: تصغير عَضُد.
5- وآل ابن كُسَيل: بضم الكاف، وفتح السين.
6- وآل حمد بن علي.
7- وآل مول السُّفلى.
ومقدم المعوس في السَّابق عمر بن حمد بوعُبيد من أهل (العُرفط)، وهو كذلك مقدم الطائلة على قبائل نُوَّح الحَنَكة، وسيأتي بيانها عند الكلام على (الحنكة) قريبًا، كان -رحمه الله- رجلًا حكيمًا طويلًا ضخمًا لا يحب الغلط، واللَّوم، له حكايات كثيرة تدل على حسن تدبيره، وإنصافه، سيأتي بيان بعضها عند الكلام على (العرفط) في حرف العين.
وعن الغارات بين المعوس وبين جيرانهم حدث ولا حرج، كالقثم، وكذا حصلت بينهم وبين الصَّيعر مقتلة في دُقم (الغَبَر) فوق عقبة (سَعِيدة) النازلة من السِّيطان على الهجرين، بسبب أن المعوس أخذوا بعيرًا لصبي تابع لآل ابن محفوظ الصيعري في إحدى غزواتهم، فأثار ذلك عليهم الصيعر فكمنوا لهم فوق عقبة الهجرين في الدقم المشار إليه، وهناك سالت الدماء، وتساقطت الرؤوس.
وذكرها العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 505)، وقال: »حسية السفلى فيها الباسلطان«، وتبعه على ذلك المقحفي في (معجم البلدان 1/ 466)، وزاد: (1/ 804): »والباسلطان عائلة من أهل قرية حسية السفلى بوادي دوعن«، والصَّواب أن آل باسلطان إنما يسكنون حسية العليا، لا السُّفلى.
وفي (حسية السُّفلى) مسجدان: أحدهما قديم، والآخر جديد: وهو جامع البلدة، ويقع في طرفها بجانب المدرسة، أما العيد فيصلونها في بلدة (المِقِر) القريبة منهم.
وفيها مدرسة قديمة متهالكة اليوم، وقد بنيت بجوارها مدرسة جديدة تسمى بمدرسة (عمر المختار)، تقع في طرف البلاد عند المسجد.
وبها أيضًا مركز صحي يقع بجنب المدرسة، ويقع بجنب المركز جامع البلاد، وفيها حصن يقع فوق الحجل.
وفيها نخل، ومُشُط (جمع مشطة: شجرة تشبه شجرة السدر، ومن الحضارمة من يجمع المشطة على مشاط)، وبها أكثر من أربع عيون تنبع بالماء، ويزرع بها البر الهلباء، والذرة.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتِّجارة، والتّدريس.
وفي القرية كريف بناه لهم العمودي صاحب (صيف).
ويأتيها الماء من (حسية العليا)، ويصب في قرية (المِقِر)، ثم في شعب (قيدون).
حِسْيِة العُلْيَا:
وتقع ضمن شروج المعوس في الجهة الشِّمالية الشَّرقية للرَّيدة بالقرب من قرية (العُرْفُط): بضم العين، والفاء، بينهما راء ساكنة، ومن قرية (حسية السُّفلى)، سُمِّيت بالعليا؛ لأنها أعلى من حسية السُّفلى.
وجعلها المقحفي في (معجم البلدان 1/ 466): قرية في منطقة صيف من مديرية دوعن، وما قاله غير صحيح؛ بل هي من قرى سوط المعوس الواقع في المرتفعات الجبلية في الجهة الشِّمالية الشَّرقية لريدة الدَّيِّن، وقد سبق التنبيه على نظيره قريبًا في (حسية السفلى).
ويسكنها آل باسُلْطان: بضم السِّين، وسكون اللام، وآل ابن كُسيل: بضم الكاف، وفتح السِّين، وسكون الياء، وفيها دار واحدة من آل باعبود: -بضم العين والباء، كما هو المتعارف عليه عند القبائل، أما في السَّادة فيكون بالفتح- وكلهم من قبيلة المعوس.
وفيها (الخَرَابة): بفتح الخاء، والراء، والباء، وهي كالحي التابع لها، يفصل بينهما المال (الحجل)، والخرابة فيها آل ابن كسيل فقط، وفيها مصلى بناه أحد أخوالهم من آل العفيف (معوس)، وبنى لهم كذلك خزانًا لحفظ الماء.
وفي حسية العليا مسجد واحد، ويصلون العيد في قرية (العُرفط) القريبة منهم.
وفيها كريف لحفظ الماء بناه لهم أحد آل ابن كسيل.
ويشتغل أهلها بالرعي، والحرث، والتجارة.
ويأتيها السيل من (العُرفط)، ويصب ماؤها في (حسية السُّفلى)، ثم في (المِقر)، ثم بعد ذلك في شعب قيدون.
(وقد أفادنا بالمعلومات حول (الحسيتين): العليا، والسُّفلى الأخ الفاضل الكريم الشهم: أحمد بن سالم بن سعيد بامعس صاحب مكتب المقاولات).
حِصْن باجِعَيْم:
الحصن: بكسر الحاء، وهو بمعنى القلعة، وأهل هذه الجهات ينطقونه: بفتح الحاء، وجعيم: بكسر الجيم، وفتح العين، وسكون الياء: كذا ينطقه أهل هذه الجهات، وحقه أن يضم أوله؛ لأنه تصغير جعم.
وحصن باجعيم: قرية تقع في الجهة الجنوبية للضَّليعة، في الطريق الذاهبة إلى (حجر)، قريبة من (عجاز باكدم)، ومن قريتي (صبابير)، و(شرج باضان).
وفي جهتها الشَّرقية: قرية (عجاز)، وفي الجهة القبلية (الغربية): شرج باضان، وفي الجهات الشِّمالية والجنوبية: الجيلان، وتبعد عن (الضليعة) بنحو (5 كم).
أما حدودها الداخلية فمن الشَّرق: حجل يسمى بحجل الطّفال، ومن الغرب: حجل حصن باجعيم، ومن الشِّمال: صَبر، وحجل، ومن الجنوب الأشعر.
وفي (معجم البلدان) للمقحفي (1/ 339): »والباجعيم –أيضًا- حصن، وبلدة في وادي دوعن بحضرموت«. اهـ، وفيه ما في سوابقه، فليست هي في وادي دوعن، وإنما في أعاليه، وتتبع الآن مديرية (الضَّليعة) من الناحية الإدارية.
وسُمِّي بالحصن نسبة إلى الحصن الواقع به.
وهي من جهة الشِّمال إلى الجنوب أوسع؛ إذ يبلغ طولها نحو (5 كم)، وأما من الشرق إلى الغرب فتبلغ نحو (3 كم).
ويسكنه آل (باجعيم)، ومرجعهم إلى آل (باسِلم): بكسر السِّين، وسكون اللام: من الدَّيِّن الأجاردة -(من الثلث الجرَيْدي)-، وهو يشمل قبائل عدة كآل بامسدوس، وآل باحنحن، وآل باسلم.
وآل باجعيم فروع عدَّة منهم: باسَعَيد بفتح العين مع التفخيم، وباعوض، وبامبارك، وباعُبيد، وبابحيث، وابن علي.
وهم داران: دار الحصن، ودار الغابة، ومحتكمهم إلى دار العانسة (آل باحوات، وآل باماقس)، ومقدمهم الآن: محمد بن سالم باماقس.
وأصلهم من بلدة (قلهم) قديمًا.
ولآل باجعيم في الرَّيدة قرى عدة غير (الحصن)، منها: (غابة باجعيم)، و(فشلة باجعيم)، و(نقع باجعيم)، وينسب إليهم (حجل باجعيم)، وقد سبق ذكره قريبًا.
وآل باجعيم مشهورون في الرَّيدة بتصريف المياه، ومعرفة ميزان الماء عند اختلاف القبائل عليه، ويشاركهم في هذه الخبرة آل بامجبور، وآل باخريبة.
وبالحصن مسجدان: أحدهما قديم، ويقال له المسجد التحتي؛ لأنه واقع في الأسفل، والثاني جديد، ويقال له الفوقي، وهو الجامع، بُني بالحجارة في سنة (2003م)، ويسع لنحو (400 مصلٍ)، ويقع شرق الحصن، تصلى به الجمعة، أما العيد فيصلون في (المجرى) عند مدرسة (عجاز).
وليس به مدرسة، إنما يدرس أولادهم في مدرسة (عمر بن الخطاب) بقرية (عجاز) القريبة منهم، وبه حصن أثري واحد، تمَّ ترميمه قبل نحو خمسة عشر عامًا من قِبَل أهل باجعيم، وتحت الحصن مَقْهى (مقهاية)، ويكون عنده اجتماع أهل الحصن مع بعضهم، أو مع أهل الغابة -غابة باجعيم – لحل مشاكلهم، ومبادلة الرأي، وبجنب المقهى نقبة، وبه حيلتان: حيلة الحجل، والحيلة الفوقية.
والحصن مشهور بجودة تربته، ويزرع به البر الهلباء، والذرة.
ويشتغل أهله بالرَّعي، والحرث، والتجارة.
ويأتيه السيل من جهة (شرج باضان)، ويصب من (الحصن) في قرية (عجاز)، ثم في (صبابير)، ثم في (النجيدين)، ثم في (الضليعة)، و(الحنو)، ثم إلى (السَّد).
(وقد أفادنا بهذه المعلومات الأخ الفاضل: عمر بن سالم باجعيم -خريج جامعة حضرموت- قسم التاريخ).
حَلَم:
بفتح الحاء، واللام: شرج من شروج المشاجرة يقع في الجهة الغربية للرَّيدة، يسكنه آل (بالْحُم): بسكون اللام، وضم الحاء: من قبيلة المشاجرة الحميرية.
الحَنَكَة:
بفتح الحاء، والنون، والكاف، وتعني عند أهل حضرموت المكان الضيق الواقع بين عطفتي جبلين.
وهي مأخوذة من حنك الفم، وتجمع عندهم على حناك.
والحنك في هذه السِّيطان كثيرة، منها:
(حنكة بَرِيْرة): وتقع غرب المِلاح، يلتقي فيها سيول (بريرة)، و(باظفار)، و(الحتار)، و(الحتارين)، وتصب في شعب (المِلاح)، وهي خلاء، أو بيد تنمو فيه أشجار السَّمُر، والرَّاك، والقتاد، والعَوْسج، والقَرَظ.
* والحَنَكة: أيضًا من شروج بارشيد، تقع بالقرب من (الحيسر) بينهما نحو ربع ساعة بالسَّيارة.
ويسكنها آل باحنكة، وآل باصاعري، وهم من آل بارشيد.
* والحنكة: أيضًا قرية في سوط آل سميدع، يقال لها: (حنكة العُوران)، وتقع في الجهة القبلية –الغربية- للرَّيدة، بالقرب من (روضة بلعمش)، وهي تتبع مديرية الضَّليعة من الناحية الإدارية.
ويسكن الحنكة: العُوران: (آل بَلْعَور): بفتح الباء، والعين، وسكون اللام: فصيلة من آل (ابن سميدع)، وهم من قبائل نعمان الحميرية.
*وحنكة الذِّياب: وتقع شرق قرية (الذِّياب): بها رمام، ومراع للنشرة.
وهي للقثم من آل بامغرومة أهل (القراقر)، وفيها أيضًا باقارح.
وتسقى (حنكة الذياب) من قرية (الأخياس)، وتصب بعد ذلك في شعب باثابت.
والحنك أو الحناك في حضرموت كثيرة، ولعل من أشهرها:
1-حنكة الوادي: أي وادي عمد، ويقع فوقها في السِّيطان قرية (ذي العُليب).
2-حنكة وادي النبي: تقع في وادي دوعن، ويقال لساكنيها (قبائل الحَنَكة)، أو (نُوَّح الحَنَكة)، وهي فصائل من قبيلة نُوَّح مشهورة بالحُنْكة -بضم الحاء- في مزاولة التجارة، ولهم كثير من الدكاكين والمحلات التجارية في حضرموت، والمكلا، وعدن، ومصر، والحجاز؛ كآل باصم، وآل باحميش، وآل باحكيم.
الحَنْو:
بفتح الحاء، وسكون النون، وضبطها العلامة علوي الحداد في كتابه (الشامل 2/ 501): بكسر الحاء، وهو وإن جاز في اللغة إلا أنه مخالف لما عليه نطق العامة في هذه الجهات، وتبعه المقحفي في (معجم البلدان 1/ 522).
وسُمِّيت بذلك لأنها مَحْنيَّة فوق حاجب: أي معطوفة، من حناه يحنوه: عطفه.
وفي (تاج العروس للزبيدي 37/ 488): »الحنو: بالكسر، والفتح: كل ما فيه اعوجاج، أو شبهه«.
وتقع الحنو في الجهة الشِّمالية بالقرب من (صَبَلة)، ومن (الجداب)، و(الفِشْلة)، وتقع في رأس الوادي الذي يسيل في (الشعبة)، فهي أول قرية في المجرى من جهة (الضَّليعة)، ولقربها من (الضَّليعة) فإنك ترى منها بيوت الضليعة، ليس بينهما سوى نصف ساعة بالرِّجل، وبينها وبين براورة نحو ساعة، أو تزيد قليلًا.
ويسكنها آل بامجبور، ومرجعهم إلى آل عَمَر: بالفتح، وهم من آل سُويدان، من الدَّيِّن من الثلث الحميري، ومنهم آل (ابن حاتم)، وباحلول، ويسكنها كذلك المشايخ آل باعشن، وأخطأ المقحفي عندما جعلهم من آل سُويدان في (معجم البلدان 1/ 830).
وللسَّادة آل الجيلاني أهل براورة أملاك في الحنو، وكذا لآل باغُشْمي، وآل بارزيقة، وآل بامكراب وكلهم من المسادسة (آل بامسدوس)، وفيها أيضًا آل بامحبوب.
وفيها ثلاثة مساجد: أحدها قديم: وهو غرفة، وحمام، والثاني غرفة، والثالث: جامع ومنارة.
وبها حصنان: حصن للمسادسة، وحصن لبامجبور، وبها أكثر من كريف للماء.
ويشتغل أهلها بالرَّعي، والحرث، والتِّجارة.
ويسيل ماؤها في (الجداب)، ثم في (صَبَلة)، ثم في (الفِشْلة)، ثم في (السَّد)، ثم (الرَّضْحَين)، ثم في (شعبة بامَحمَّد) بوادي عمد، وقد ذكرنا أنها تقع في رأس الوادي؛ ولهذا قال العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه (الشَّامل 2/ 501): »ومن قريب الحنو يبتدئ حفر الوادي الذي يسيل إلى الشعبة، وقرب (الميراد) يبتدئ الشعب الثاني، ثم يجتمعان، ويطلق عليهما وادي الشعبة«. اهـ.
ومرَادُهُ بـ(المِيْراد): ميراد باسُودان، فهو يصب في (الأبيضين)، وهي في (بَريْرة)، وهي في (باظفار)، ثم يصل بعد ذلك إلى (السَّد)، ومنه إلى (الرَّضْحَين)، ثم (الشعبة) بوادي عمد.
والحنو مواضع عدة، ذكر الأعشى إحداها، فقال:
همُ ضَرَبوا بالحِنْوِ حِنْوِ قَرَاقر مُقَدَّمَةَ الهامَرْزِ حتَّى تَوَلَّتِ
و(قراقر) هذه والتي يقع بها (الحنو) هي بين الكوفة والبصرة قريبة من ذي قار، وذو قار يوم مشهور من أيام العرب انتصروا فيه على الفرس، والهامرز: من قادة كسرى، والأعشى يمدح بقصيدته هذه العرب وخصوصًا ذهل بن شيبان في انتصارهم على الفرس، يقول في أولها:
فدىً لبني ذَهْلِ بنِ شَيبانَ ناقتي وراكبُها يوم اللقاءِ وقلَّتِ
مع العلم أنه يوجد في هذه الجهات: (الحنو)، و(قراقر)، فالحنو في الرَّيدة، و(قراقر) في سوط القثم، المجاور للرَّيدة، وستأتي في حرف القاف.
الحِنَيْوة:
بكسر الحاء، والنون، وسكون الياء: تصغير حنوة: بيد من بيود (براورة) يقع في الجهة الغربية من (براورة) تحت (أسفل الحِجِل)، فيها مراع للنشرة، إذ يوجد بها أشجار العوسج، والقَرَظ، والضُّب، والقتاد، والسَّمُر، والنَّتش.
الحَوَامر:
بفتح الحاء، والواو: مرعَى في جهة شروج المشاجرة يقع في الجهة الغربيَّة للرَّيدة.
الحوقة:
عقبة في واد في الطريق إلى (حجر) توصل بين ريدة الدَّيِّن والسِّيطان، وبين مدينة (حجر)، وأقرب القرى لها من جهة ريدة الدَّيِّن: قريتا: (عَتُود)، و(الأقحلين)، وهذه العقبة كانت تنزل بها الجمال في القديم.
(إفادة من العم عبدالله بن صالح الجيلاني، ومن الأستاذ: عمر باعبد).
الحَوْلا:
بفتح الحاء، واللام، وسكون الواو بينهما، آخرها ألف: وبعضهم ينطقها بكسر اللام، والظاهر أن آخرها الهمز (الحولاء)؛ لكن العامة حذفته مع الألف قبله.
والحولا: قرية من قرى (سوط المُعوس) تقع في الجهة الشِّمالية الشَّرقية للرَّيدة – ريدة الدَّيِّن، وهي واقعة بالقرب من قُرى: (الصَّيعريَّة)، و(مِشْطة)، و(دار العفيف)، وكلها للمعوس، وكذا من قرية (جدفرة الأشاعلة) الواقعة في غربها، وهي أيضًا قريبة من (سوط القثم)، ومن عقبة (بضة).
يسكنها آل (باعَطَا): بفتح المهملتين: وهم من قبيلة (نُوَّح)، وأقرب القبائل النُّوحيَّة للمعوس.
وبها حصن، وبها كذلك آبار ماء، ونخيل في الجهة السفلية، ويأتيها السيل من (الجدفرة)، وبعد ذلك يلتقي سيلاهما وسيل (الصَّيعريَّة) في شعب (قيدون).
الحَيْد:
بفتح الحاء، وسكون الياء: ومعناه عند الحضارمة جدار الجبل وجانبه، والغالب أن يكون مستقيمًا يصعب تسلقه، وقد يكون مائلًا من أعلاه كالقوس، يتكنن به البدو من المطر، وهو كلمة عربية فصيحة، قال الزَّبيدي في (تاج العروس 8/ 47): »الحيد من الجبل: حرف شاخص يخرج منه فيتقدم (كأنه جناح)، قاله ابن سيده، وفي التهذيب: ما شخص من الجبل، واعوج، يقال: جبل ذو حيود إذا كانت له حروف ناتئة في أعراضه لا في أعاليه، وكل ضلع شديدة الاعوجاج: حيد«. اهـ.
ويجمع على حُيُود، قال شاعر الرَّيدة والسِّيطان صلاح باخريبة:
الدَّال مَنْ دَلَّه المَوْلَى طُرُق مَهْدِيَةْ يذْكُر مُحمَّد عدد مَا شَرْقَهَا في الحُيُود
وقال:
والقاف قفَّتْ وقالتْ لي سَنة مُقْفَلة ولْعَاد بنِّد حُيُودِ الأرض هي والبيُود
فجمع -من غير كُلفة- بين الحيود، والبيود، ومع اتفاقهما في السجع، فكل واحد منهما مخالف للآخر، (فالحيد) المرتفع الشاخص على وجه الأرض، و(البيد): هو البَرُّ، والخلاء الذي لا مرتفع فيه.
ومن الحيود المشهورة بالرَّيدة: (حيد النُّوب): بضم، فسكون: توجد به بيوت النحل القديمة، ويُعتقد أن ذلك من مخلفات قوم عاد، و(حيد باغراب)، و(حيد الصَّفْصَف).
والحَضَارِمَة يُطلقون على جدار الجبل لفظ (الحَيْد)، ويُطلقون على ظهره لفظ (الجَوْل)، و(الرأس): شنخوب الجبل -أعلى قمة في الجبل-، و(عرض الجبل): هو سفح الجبل، وجانبه، والموضع المنحدر منه، و(القِرِة): بكسر القاف، والراء: هو المكان المستوي في حيد الجبل، وفي حزومه، والذي يمكن الجلوس والمكوث فيه، وهو مَظِنَّة وجود الوعول، وله أصل في اللغة في مادة (وقر)، و(الخُشم): طرف الجبل المُشْرِف كالأنف في الوجه، و(القَرن): الموضع الناتئ من الجبل، يرتفع على سفحه، أو على رأسه كأنه قرن، أو ناب فيل، و(الدُّقم): رأس الجبل، أو الجبل المشرف على وادٍ، أو شعب، ومنهم من يطلقه على زاوية الجبل، وللكلامِ بقيَّةٌ عند الكلام على (الدُّقَيْم) في حَرْفِ الدَّال.
تنبيه: ما ذكرناه في تعريف الحيد من أنه (جدار الجبل، وجانبه) هو المعروف عند الحضارمة، ومن الغريب قول سالم باراس في كتاب (المقدم سعيد بانهيم، ص39): »الحيد: هو أعلى حافة للوادي«، ولا أدري من أين جاء بهذا؟
ومثل هذا قوله عن الخطمة ص68: (الخطمة): الأرياف، وهو غريب جدًّا، وسيأتي إيضاح معنى الخطمة في حرف الخاء، وكذا قوله ص40: »والصبار: أعلى حافة الوادي«، والصبر إنما هو الهضبة، وسيأتي إيضاحه في حرف الصاد، ولنا عودة على تعريفاته عند الكلام على (السوط) في حرف السين.
الحَيْسَر:
بفتح الحاء، والسِّين، وسكون الياء بينهما: من كبريات شروج آل (بارَشَيد)، وتقع قريبًا من قرى عدة، منها: (لبنة بارشيد)، ومنها: (الحَنَكة) و(المياطنة)، ومنها: (شرج باصريح) المُرشدي، وكذا الخضراء.
وهو في مستوى أرضي واحد مع لبنة تقريبًا، بينهما عبلة فيها خليف، وأما (سَمَح بارشيد) فموقعه بعد لبنة، ويُعد (السَّمح) أرفع منطقة في شروج البارشيد.
وتقع شروج آل بارشيد في المرتفعات بين دوعن وحجر، وريدة الدَّيِّن: فدوعن من جهة الشمال، وحجر من جهة الجنوب، وريدة الدَّيِّن في جهة الشمال الغربي.
ومن أقرب مناطق دوعن لهم: (رباط باعشن)، وكذا (حصن باصَم)، يذهبون إليه عبر (خِطمة تَرْعة)، ثم ينزلون عقبة (الشّعيبة).
وينقسم الحيسر إلى قسمين: الحيسر (الصاعدي) الأعلى، والحيسر (الحادري) الأسفل.
والحيسر من شروج آل بارشيد، وكان في الأصل ملكًا للجمْسَري النُّوَّحي، ثم اشتراه بارشيد منهم، كما اشترى منهم كذلك حجل (ظمأ) لا الحصن، ويسكن الحيسر الصاعدي: آل (باعَمَر)، وآل (باقِرِز)، وهم من دار (باقَعْرُور)، وآل (باجحيش)، وهم من آل (باشيبة)، و(عيال حمد)، وكل المذكورين من قبيلة آل بارشَيْد.
وبارشَيْد: بفتح الشين، وسكون الياء، وأما الراء فالعامة يسكنونه، والأصل فيه الفتح، من قبيلة نُوَّح، بل هو (أبو نُوَّح): أي فيهم بيت الرئاسة على جميع قبائل نوح، ومقدمهم: عبدالله محمد باقعرور باشيبة.
ويسكن معهم في الصَّاعدي مشايخهم آل ابن مالك، ونفر من آل باحميش من (نُوَّح الحنكة)، وهم من أهل القُرحة بوادي دوعن، لهم تجارة هناك.
وأما الحادري فيسكن فيه (آل باقعرور)، وآل (باضروس).
وفي الحيسر مجموعة من المساجد، وجامع يتوسط البلاد، ومدرسة واقعة في الحيسر الصَّاعدي، وبه كذلك عدد من الحصون.
وبه كذلك محطة بترول تسمى محطة باجحيش: وهو من آل باشيبة كذلك، كانت المحطة في طرف البلاد، ثم توسع البنيان وقرب منها.
ومن الشروج التابعة لهم: (الحنكة)، وفيها آل باحَنَكة -(بارشيد)-، و(الصِّياقة)، وفيها آل باغازي، و(الوريكة)، وفيها آل بارشيد، وآل باضروس، و(الطَّويلة) وفيها ابن مالك، وباسندوة، وبارشيد.
ويعتمد الحيسر في الزراعة على المطر، ويزرع به البُر، والذرة، والمسيبلي، والطَّهف.
ويصب الحيسر في دوعن، وهو بهذا يخالف أخويه: (لُبنة)، و(السَّمَح) فإنهما يصبان في حجر.
وينبغي التفريق بين بارشيد هؤلاء، وبين (بارشِيد): بكسر الشين: قبيلة من الخامعة، ذكرناهم عند الكلام على القثم، وذكرنا أن الخامعة تشمل قبائل عدة، منها: باقديم، وفيهم التقدمة، وباسلوم، وبارشيد، وأغلبهم يسكن في بلدة (العيون)، وفي (حويرة).
و(آل بارشِيد): بكسر الشين أيضًا قبيلة من الدَّيِّن يسكنون بين الدقيم، وباجوف، ذكرناهم في (باجوف) من حرف الباء.
وقد اشتهر من آل بارشيد جماعة، منهم:
1- محمد بن أحمد بارشيد، فقد جاء في (تاريخ شنبل) في حوادث سنة (617هـ): »وفيها توفي الرجل الصالح محمد بن أحمد بارشيد«. اهـ.
2- أحمد بن يحيى بارشيد، ففي (تاريخ شنبل) في حوادث سنة (829هـ)، ما نصه: »توفي الرجل الصالح شهاب الدين أحمد بن يحيى بارشيد«. اهـ.
3- أحمد بن مبارك بارشيد، توفي سنة (914هـ)، كما في (تاريخ شنبل).
4- يحيى بن أحمد بن مبارك بارشيد: من تلامذة السَّيد محمد بن علي بن عبدالرحمن الأسقع، (ت 914هـ)، كما في (المشرع الروي) للشلي (1/ 181).
5- أحمد بن يحيى بن أحمد بن رشيد: ذكره صاحبا (المشرع 1/ 194)، و(النُّور السَّافر 1/ 111) في شيوخ السَّيد محمد بن علوي عيديد، (ت 924هـ)، وكذا في (خلاصة الخبر) للسَّيد عمر الكاف (ص56)، وذُكِرَ كذلك في كتاب (نشر النَّفَحَات المسْكيَّة في أخبار فضلاء الشِّحر المحميَّة) للسَّيد باحسن (ص484).
لكن لا ندري إلى أي قبيلة ينتمي المذكورون.
تنبيه: إيرادنا لشروج آل بارشيد في بحثنا هذا ليس لأنها تسمى سوطًا؛ بل لأنه يقتضيها؛ إذ مقصود البحث هو جميع القرى المجاورة لريدة الدَّيِّن، واسم المعجم الحاوي لها هو: (صبغ الفطور: معجم بلدان وأماكن ريدة الدَّيِّن، والسيطان المجاورة لها والحسور)، وإنما اكتفينا في عنوان المجلة على السيطان اختصارًا.
(المعلومات المأخوذة عن الحيسر هي من إفادة العم عبدالله بارشيد).
الحَيْلِة:
بفتح الحاء، وسكون الياء، وكسر اللام، حوض للماء دون الكريف، سُمِّيت بذلك لأن الناس، والنشرة تحول عليها من كل مكان – أي يحيطون بها، بخلاف الكريف فإنه لكبره لا يشرب منه إلا من مكان معين في الغالب، وتجمع الحَيْلة عندهم على (حِيَل): بكسر الحاء، وفتح الياء، ودون الحيلة في السعة: (الحُسُو)، وقد ذكرناه قريبًا.
ومن الحِيَل في الرَّيدة:
1- حيلة بَريْرة: في بريْرة.
2- حيلة باظَفَار: في باظفار.
3- حيلة الحِجِل في براورة.
4- حيلة الزُّرُوب.
5- حيلة الوَلَيْجات.
6- حيلة حمد بن علي في شعب المِلاح.
7- حيلة الحنكة.
8- حيلة السَّلامة: في جول العَبْلا، وعندها وقعت المعركة بين جنود القعيطي، وبين الدَّيِّن، بسبب إجارة الدَّيِّن السَّيد باعقيل، وقد ذكرنا خلاصتها في (الأبيضين) من حرف الألف، وطرفًا منها في (براورة) من حرف الباء.
الحَيْمرات:
بفتح الحاء، وسكون الياء: شرج من شروج (الضَّليعة) الزراعية يقع في الجهة الغربية منها، ويفصل بين مساكن (الضَّليعة)، وبين (الحيمرات) مجرى ماء يسمى (السَّيلة)، وهو من أملاك آل باعَبَد: بفتح الباء، والعين، من سكان الضَّليعة.
و(الحيمرات): بهذا الاسم كذلك قرية في حضرموت الداخل بالقرب من منطقة السَّوْم، ذكرها في (إدام القوت، ص359).
(المعلومات عن الحيمرات من إفادة الأستاذ التربوي: عمر باعَبَد من سكان الضَّليعة).