حوار
أحمد محفوظ بادويلان
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 17 .. ص 38
رابط العدد 17 : اضغط هنا
السيد محمد عبدالرحمن جمل الليل من مواليد منطقة (صيف) بوادي دوعن عام 1956م، متزوج ولديه ابنان وبنتان، شغف بالخط العربي منذ كان في الصف الخامس الابتدائي، واستمرت معه هذه الموهبة ترافقه طوال حياته، ولاستغلال هذه الموهبة بدأ بنسخ القرآن الكريم منذ عام 2010م، ودأب على نسخه بخط يده كل سنة حتى وصل إلى النسخة الثاني عشرة.. تولى السيد جمل الليل عدد من المناصب والوظائف منها رئيس قلم التوثيق بالمحكمة وأمين السر، وكذا عاقل حارة بمنطقة صيف، وعضوًا باللجنة المجتمعية، ولجنة الماء، والصرف الصحي بالمنطقة.. ولتسليط الضوء على موهبة الخط لديه واهتمامه بنسخ القرآن أجرينا معه هذا الحوار لنُعَرف القارئ الكريم على هذه الشخصية الحضرمية :
أجرى الحوار: أحمد محفوظ بادويلان ومحمد سالم بن صويلح
* السيد محمد كيف جاءت فكرة نسخ وكتابة القرآن الكريم بخط يدك؟
ج- جاءت الفكرة استغلالًا للوقت، ثم إن قراءة القرآن وكتابته والنظر إليه عبادة، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم، ومن قرأ مجلة (حضرموت الثقافية) والقائمون عليها صالح الأعمال.
* هل كنت متأثرًا بأحد الخطاطين قبل انطلاقك في نسخ القرآن الكريم؟
أنا أحب الخط العربي وأعشقه بجميع أشكاله ورسمه منذ مدة دراستي، ولدي إعجاب بكل الخطاطين، وأتمنى أن أتعلم قواعد الخط العربي وأصوله.
* بداياتك في التعليم هل كنت متميزًا بخطك، بحيث كان يثني عليك معلموك؟
بداية دراستي من الصف الخامس كنت واحدًا من خطاطي المجلة الحائطية، وكان جميع الطلبة أيام دراستي يمتازون بخطهم الجميل، وكان القلم المستخدم هو قلم الحبر؛ حيث يبدأ الكتابة به منذ الصف الخامس ويمنع استخدام غيره، وهذا ساعد على تحسين الخط.
* متى كانت الانطلاقة الأولى لنسخ القرآن الكريم كاملًا؟ هل كانت هناك أي عوائق؟
بداية كتابتي للمصحف الشريف كانت بالتحديد عام 2010م وما زلت إلى يومنا مستمر في كتابته دون توقف، وسأستمر في كتابته إلى ما شاء الله.. ولا هناك أي عوائق والحمد لله.
* كم كانت المدة التي استغرقتها في إتمام أول نسخة من القرآن الكريم؟
ج- المدة التي استغرقتها في كتابة المصحف لأول مرة إحدى عشر شهرًا تقريبًا.
* كيف تنظم برنامجك وخطتك خلال اليوم للكتابة؟ وما هي الأوقات التي تختارها للكتابة؟ وكم تتم من الصفحات في اليوم الواحد؟
أبدأ الكتابة من بعد صلاة الفجر إلى الساعة الثامنة والنصف صباحًا، وأحيانًا أبدأ قبل الفجر.. وأتوقف إلى الساعة العاشرة والنصف صباحًا لأعود وأكمل إلى الساعة الثاني عشرة ظهرًا، وأيضًا ما بين المغرب والعشاء… أكتب في اليوم قرابة ثلاث صفحات قد تزيد أسطر أو تنقص قليلًا.
* ما سر نسخك للقرآن لأكثر من مرة، ما هي الأشياء التي تكتشفها في النسخة الأولى تجعلك تعيد الكتابة للمرة الثانية والثالثة وهكذا..؟
لا يوجد سر من وراء كتابتي للمصحف الشريف بل إن أحسن الأوقات وأجملها هو الوقت الذي أقضيه في كتابة القرآن وتمضي عليَّ ساعات روحانية.. وحتى عند زيارتي لأقاربي خارج المنطقة آخذ معي أدوات الكتابة وأكتب دون توقف والحمد لله.
* هل هناك من جهة عرضتَ عليها مشروعك هذا ووعدت بتبنيه؟
لم أعرض ما كتبته من القرآن على أي جهة، ولا مانع من عرضه بعد مراجعته وتصحيحه.
* من هم أبرز الذين قاموا بزيارتك للاطلاع على عملك هذا؟
أتشرف كل عام بزيارة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ وبالدعاة والمشايخ وطلبة العلم، ومن الذين تكرموا بالاطلاع على المصحف المستشار القاضي سعد باشكيل وأحمد السعدي (مدير الأوقاف)، ود. عبدالله الحامد، والأستاذ سالم بانخر، والدكتور الشيخ محمد باعطية (رئيس جامعة العرب)، والمنصب أحمد المحضار، والشيخ محمد بن عبدالرب، وكثير من طلبة الجامعات والأندية ومن الإعلاميين قناة حضرموت الفضائية، وقناة السعيدة وغيرهم الكثير.
* هل كتبت مخطوطات أخرى بخط النسخ أو الرقعة أو غيرهما من الخطوط الأخرى؟
لا.. لم أكتب شيئًا.. فقط أكتب القرآن الكريم بخط النسخ منها (10 نسخ برواية حفص عن عاصم) و(2 برواية الدوري).
* ما نوع الورق والأقلام التي تستخدمها في أثناء الكتابة؟
أستخدم أقلام باركر 21 أو 51 بعد تعديل ريشته، وهذه الأنواع غير متوفرة في السوق.. أما الورق فأكتب على ورق أبيض أو أصفر وهذه متوفرة في المكتبات، والصعوبة في انعدام نوع الحبر الذي استخدمه واسمه (بلوكان) صناعة ألمانية، هذا النوع غير متوفر هنا ويوجد في صنعاء مع صعوبة الحصول عليه.
* نظرًا لما نشاهده من خطوط للطلاب ورداءة الكثير منها، ما تعليقك على ذلك؟
هذا يرجع إلى عدم اهتمام المعلمين بقسم الخط العربي، وكذلك الجهات المختصة.
* السيد محمد كلمة أخيرة تحب أن تقولها؟
أتمنى من الجهات الرسمية ذات العلاقة ممثلة بوزارة التربية والتعليم أن تهتم بالخط العربي كمادة أساسية ضمن المناهج المدرسية، وتوفير كادر متخصص في الخطوط العربية كون الطالب يكتب بخط يده.