شخصيات
محمد حسن الحسني
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 17 .. ص 92
رابط العدد 17 : اضغط هنا
قدر كبير من الحيرة انتابتني عند التفكير في الكتابة عن نجم حكايتنا، لست وحدي شعر بها، وإنما كل من التقيته ممن جمعته بالمرحوم ذكرى لقاء أو لحظة في ذلكم الزمن الجميل…
لست أدري من أين أبدأ الحديث عمن أسمّيه مدرسة الشعر الأولى في أرياف المكلا والمصباح الذي لم ينطفئ بعد.
هل أبدأ من منطقة اللبيب مسقط رأس نجم حكايتنا التي كانت أشهر من نار على علم في زمانه.. أو من كفاح المرحوم في موطنه ثم مهجره. أو من شعره الجميل! أو من تفرده في الخطابة!! أو من استمرارية ضوء مصباح شعره برغم رحيله عن دنيانا الفانية منذ أكثر من عشرين عامًا..
قال لي واحد ممن كانت له معه ذكريات:
أكتب عنه مدرسة الشعر الأولى في أرياف المكلا وكفى… وقال ثانٍ كان متفردًا عن بني جيله من الشعراء بكونه مثقفًا وعلى درجة عالية من المعرفة والاطلاع في مجالات متعددة منها الفقه الديني إذ كان خطيبًا في مسجد اللبيب..
وقال ثالث: كان ملمًا بالفن بمعناه العام فقد كان عازفًا جيدًا على آلة العود، وملحنًا مبدعًا أو مركبًا لبعض الأهازيج لجعلها أصوات غناء غياضي، لم يلتزم بنوع محدد أو مجال محدد من مجالات الشعر بل أبدع في معظمها كالسياسي والاجتماعي والعاطفي..
قال رابع: كان فكاهيًا من الدرجة الأولى، لذا يحظى مجلسه بعدد من رواد النكتة الساخرة، في زمن البساطة والعفوية.
فمن هو نجم حكايتنا؟!!
(1)
إنه الشاعر عوض عبيد باموسى الرحباني الحسني الملقب بـ(باعماني)، المولود في سنة 1930م في منطقة اللبيب بأرياف المكلا، اشتغل منذ باكورة شبابه بالزراعة كما كان جمالًا ينقل البضائع من منطقة إلى أخرى.
لم يطب له المقام كثيرًا في مهنة الزراعة والجمالة في منطقة اللبيب، إذ اتجه إلى مجال ومسار آخر متمثلًا بطريق الهجرة والعمل بالتجارة، متنقلًا في دول الساحل الأفريقي كتنزانيا وكينيا وأثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية، حيث مكث فيها نحو ثلاثين عامًا، قبل أن يمل الغربة ويعود إلى مسقط راسه في أواخر الستينيات، ثم غادرها في هجرة داخلية إلى منطقة روكب في بداية التسعينيات، وبعد أكثر من ثماني سنوات قضاها في روكب المدينة الساحلية -تحديدًا حي العوسجة- التي يرتبط أهلها بروابط متعددة مع أبناء وادي عوج عمومًا واللبيب بدرجة رئيسة، غادر دنيانا الفانية تحديدًا في العام 1999م عن عمر ناهز 69 عامًا.
(2)
ارتبط الشاعر الرحباني بمسقط راسه اللبيب ارتباطًا وثيقًا، فيها عاش وبها تعلق، منها انطلق في كفاح لم يتوقف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بداياته مع الشعر كان فيها، كان خطيبًا في مسجد القرية التي كانت في عهد مضى عاصمة الأرياف، كما كانت تهدي المكلا حاضرة المحافظة سلة غذاء متكاملة وبخاصة في وقت الخريف…
طالما الأمر كذلك هلَّا حدثتني عن منطقة اللبيب؟!! (صوت قادم من صديق عزيز)..
حسنًا:
منطقة اللبيب يا صاح:
تتكون من شقين أو ضفتين (شق اللبيب + شق بني حسن)، وهي ملتقى الواديين (وادي عوج ووادي حمم).
قال فيها أحد الشعار:
يا سلامي على أُم المدُن يا حضارة
عاصمة ملتقى الوديان شبه الإمارة
كان عدد سكانها تقريبًا آنذاك نحو 800 نسمة.
يسكن اللبيب من قبيلة بني حسن من فخذ الرحباني (باموسى وباقاسم وبن العدل)، وكذلك من فخذ باقديم (باحسين).
كما يسكن اللبيب أسر أبرزها: باحويرث، وبافرج، وباحريز، وبارميم، وباقادر، والحداد، وبانصر، وباغطاء وغيرهم.
وكذلك من (المتخرفين) الذين يطلعون في أيام خريف النخل فقط مثل: القاقا، وباخميس، وباعجاج، وبامحيسون، وبامندود، وباعييس، وبازياد، وبامتيرف، وبامجحفي وغيرهم.
من أبرز الشخصيات الاجتماعية في المنطقة: المقدم حسن عبيد الرحباني، والمقدم عبدالله حسين باحسين، والمقدم محمد عمر باحسين، وغيرهم كثير…
ومن الشعراء: الشاعر عوض عبيد باموسى الرحباني نجم حكايتنا لهذا اليوم، والشاعر عوض سالم باغطاء، رحمة الله عليهم أجمعين. وآخرون…
فيها مدرسة اللبيب للتعليم الأساسي، التي تعد من أوائل المدارس الحكومية تأسيسًا في أرياف المكلا؛ إذ تأسست في عام 1969م. كان فيها تعاونية استهلاكية، وفيها مطعم ومقهاية، وعدد 3 دكاكين، ومصوغة للفضة، وعدد 2 من الطواحين، ومحدادة. كان فيها مشروع لماء الشرب (أهلي)، وكان فيها مشروع كهرباء (أهلي).
كانت اللبيب من أفضل المناطق الزراعية حيث يزرع فيها الموز، والباباي، والبسباس، والبطاطا، والذرة، والدخن، والمسيبلي، وكثير من الخضار والفواكه والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى النخيل والكزاب.
هكذا كانت اللبيب، لكن لن أحدثكم الآن كيف أصبحت، ربما في حكاية أخرى…
بقي أن أشير بأن الهجرة بشكل كبير جدًّا بدأت من منطقة اللبيب بعد عام 2008م عندما جرفت السيول كل الأراضي الزراعية ولم يبق منها إلا أقل القليل. عندها صارت اللبيب منطقة أخرى وحكاية أخرى….
لكن ماذا عن شعر الراحل باعماني أو عوض الرحباني موضوع حكايتنا..
(3)
دعونا نبدأ بهذه القصيدة لشاعرنا الراحل التي أطربت البعض وأبكت البعض الآخر وما زال يرددها الكثيرون حتى اليوم، وقد قيلت هذه القصيدة في زواج في قرية الهوتة -إحدى قرى أرياف مدينة المكلا-.
يقول -رحمه الله – مخاطبًا آل باكردة الحامديين -لأن الزواج لأحد أبنائهم- وهو يعتز بهم كل الاعتزاز:
نفرح بواجبكم إذا جانا كتاب
من صدق يا ذري النمارة والأسُود
لما نشوف الحصن ذي له ألف باب
يتكدّر الخاطر ولاجانا رقود
ذي كان ساكن فيه مفتول الشناب
إذا اعتكت حاجة يفككها قيود
الحصن المقصود: بيت المقدم الشهير سالم باحميد الحامدي (بو المناقيد)، وهو خال الشاعر المرحوم عوض عبيد الرحباني.
من أشعاره أيضًا:
ما با صرف قرشي خماسي بايره
كل من صرف قرشه تحمّلها الخماسي البايرات
والراعيه في الشرح قمراها ولا هي داريه
وخواتها من سمح قمراهن ولا هن داريات
………………
الخماسي: عملة نقدية كانت متداولة قبل العانة والبيسة.
(4)
في قرية (الحوطة) إحدى قرى أرياف مدينة المكلا وفي أحد الأعراس التقى شاعرنا الراحل عوض عبيد الرحباني والشاعر صالح بحلص العكبري -رحمهما الله تعالى- ودارت بينهما هذه المساجلة الشعرية.
قال الرحباني:
أيش من نشوء روّح عالمفارع يدقمل
والذي في بحور الهند سمعوا رعوده
والمكوده من الحراث ما طاع يعمل
كل من هو في المجرى يمكّن سدوده
عادها با تقع زينه عسى الله يجمل
كل من هو ولي با يتهري من جدوده
والذي قدّم الدعوه جنيهات يبذل
والحَكم صار خاين ونكروا بُه شهوده
قال بحلص:
من بغى مال بالعدوان ما با يحصل
حكم مرفوض قط من تحت باب الشريعه
لا تمثل لنا، من سمح قدني ممثل
يا عوض خو حسن ما شي مثيل القناعه
قال الرحباني:
قل لبو محسن الشاعر عجبني كلامك
يوم بيّنت لي موضوع قدني بغيته
يوم تعرف قلم يدي ونعرف كتابك
ريتك إلا سعيفي في خساره وفيده
عطلوها على الأمة وعملوا صحابك
والذي عندنا عملوا وفي كل ريده
لا متى بسقي أرضي وتشرب بلادك
ساهن الزحي بيجي من مطارح بعيده
قال بحلص:
يا عوض ودّ باموسى كلامك منقّش
يصلح النقش فوق الباب محلى نقوشه
والذي داخل المطبخ طعامه مجرش
خل من بيجرش قلّه يدقق جروشه
(5)
وفي مساجله شعرية مع بحلص أيضًا وفي منطقة الهوتة:
قال شاعرنا الراحل عوض باموسى الرحباني رحمة الله عليه:
حيد النويمه جار وتجبور على ثلة باعمر
يا الحيد قِر، والله معانا ناس لك متجبورين
يا خار والله ميل دي نتخ وسط غُبّة قمر
وسطه ثنعشر ألف جندي والقباطن أربعين
ريته تفضّل شل باموسى وعازم عا السفر
وبغيت في خنّه على اليَسره وساعه ع اليمين
رد عليه المرحوم بحلص:
من ذي ذكر حيد النويمه، حيد دوبه مشتهر
صيته وصل وسط الإذاعه لبلاد الدردبين
يا مَحَسن الراحه تخلّي الحال دوبه معتمر
لا يا عوض هت لي خبارك ع اليساري واليمين
الموتر الملعون لقا له ضرب من فوق الكفر
والكلمة الزينة تقرّب يا عوض لاكُل زين
(6)
في قرية اللُّبيِب -إحدى قرى أرياف مدينة المكلا- وفي زواج عمر حسن عمر باحسين الحسني، التقى في زامل الغُسّة الشاعران: الشاعر عوض باموسى الرحباني، والشاعر عوض سالم باغطاء -رحمهما الله تعالى- في سجال ساخن على موضوع كان بينهما، وكانت الزوامل القديمة لا تتقيّد بربط، ولكن أهم شيء الجواب، وهذا بعض مما دار بينهما من سجال.. والذي كان في سبعينيات القرن الماضي.
قال الرحباني:
يا ذري بو مسعود ضيّعت الفلك
ومسيت غارق في غبب تلطم لطيم
ضيعت اسم الدار وانضيع سمك
عوذ من الشيطان وابليس الرجيم
وإنك تشوفه زين ومناسب معك
تقرر المضوى إلى نار الجحيم
قال باغطاء:
ذا سنَة عيشة البدوان كوره بلمْ
والطّهف والذّره والدُخن بايسعرونه
خلنا بين سودان العكف باتكلم
خلنا يا عوض ما حد يدخرس عيونه
قال الرحباني:
تستاهل الدخراس لا يا الهاشمي
يومك تحب العيف ذي سعره رخيص
من سمح نا حاذرك والله والنبي
لكن شوف الحلو بايرجع بصيص
قال باغطاء:
سوستها لا يا عوض وبنيت
وطلعتها زين القبالي
من بعد ما قدها غرف حلّيت
يا ذري بو زيد الهلالي
قال الرحباني:
وفراط ما بين الجداعه والجرب
وفراط ما بين الثريا والنجوم
يا باغطاء ما دام فوق الناس ربّ
ما شي قيامه فوق راسي باتقوم
قال باغطاء:
شفنا حمر عا الطول والهاجس حمر
يا باعماني وفّر كربها واللّيِف
وإلا من اسطمبول بيجيك الخبر
بتشوف بن يحيى وبن عبداللطيف
قال الرحباني:
لنته حمر يا باغطاء شفنا سود
لا قد قبصتك ما لحقت الراقي
بالصدق بتكلم ولا بي شي قهد
وإن جات شدّه ما حسبت الباقي
(7)
ذلكم غيض من فيض أشعار المرحوم بإذن الله تعالى شاعرنا الذي خاض في مختلف مجالات الشعر السياسي منها والاجتماعي والعاطفي، والرثاء وغيرها، وعاصر عددًا من بني جيله أبرزهم رفقاء دربه الرباعي عوض سالم باغطاء، ومحمد أحمد باسلوم، وأحمد حمدون العمودي، وصالح بحلص العكبري عليهم رحمة الله، وآخرون.
أشعاره الموجودة لا تتعدى 10% من الأشعار والقصائد التي صدح بها في جلسات الدان وفي الزوامل وجلسات السمر والمواقف العابرة.
(8)
في أواخر العام 1989م ولد عبداللطيف عوض الرحباني الابن الوحيد لشاعرنا.
عبداللطيف حمل مشعل الشعر، وسار على درب والده مع فارق أن الأب تألق في مسار الشعر الشعبي بينما الابن يتخذ من الشعر الفصيح ملعبًا يبرز فيه مواهبه، وإذا كان الأب ضاعت نحو 90% من أشعاره مع رياح عدم الاهتمام بتدوين الشعر، ورحيل من كان لهم اهتمام لحفظ أشعار الشعراء القدامى وأغلبهم لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، يحرص الابن على نشر أشعاره في صفحته على الفيسبوك التي أصبحت ساحة يعرض فيها كل جميل وغزير من معاني الشعر والكلم الجزيل.
لقد أصبح عبداللطيف -أطال الله في عمره- بمثابة ضوء يواصل نشر أشعته لنبصر بها بعضًا من ملامح مدرسة الشعر الأول في أرياف المكلا ممثلة في والده الذي نسأل الله جل شأنه أن يجعل قبره روضة من رياض الجنان.
(9)
وفي الختام نهديكم آخر أشعار الابن عبداللطيف عوض باموسى الرحباني (سُعدَى.. الفَرْقَدُ المُسْتَنِيرُ).
مَدَّ الزمانُ إليَّ كفَّ تودُّدِ
وكُسيتُ سِربالَ السُّرورِ الأسعدِ
وبلغتُ ما أمّلتُهُ بعزيمةٍ
تَرسُو على عينِ الإلهِ وتغتدِي
يُسرٌ وعُسرٌ وانفراجُ وشِدّةٌ
والدَّهْرُ مَدْرَجَةُ الْخُطُوبِ الأَصْيَدِ
طَورًا يُنضِّحنا بأسهُمِ بؤسِهِ
حَنَقًا، وتاراتٍ كأَعْذَبِ مَوْرِدِ
ما إِنْ يُصعِّرُ أو يميل بِخدِّهِ
حتى يبُشّ بوجهِهِ المُتورِّدِ
لا يستقيمُ على قَرارةِ بؤسِهِ
أبدًا، ولا يبقى مَسرَّ الحُسّدِ
* * *
يا مُشْرِعًا سيفَ الصَّبابةِ والهَوَى
إِنْ أنتَ لم تَصُنِ المُحبَّ فَأَغْمِدِ
مَنْ مُبَلِّغ السَّالِينَ عنّي أَنَّنِي
عنهم سَلَوتُ بمُستنيرِ الفَرقَدِ
بِصَبيَّةٍ رَيّا الشَّبابِ مليحةٍ
ذاتِ الشمائلِ والخصالِ الفُرَّدِ
عَذراءَ مُشْرِقةِ الجبينِ رقيقةٍ
كالشادنِ الأَحْوَى الأَغَنِّ الأَغْيدِ
عَسَلِيَّةِ العينينِ إِنْ هي سَدَّدَتْ
فَتَكَتْ بِنَا فَتْكًا بِغيرِ مُهنَّدِ
هَيفَاءَ كَحلاءَ المَحَاجِرِ لو رَنَتْ
سَلَبَتْ شِغَافَ النّاسكِ المُتَعبِّدِ
وضّاحة الخدّين ما إنْ أسفرت
شبّت لهيبَ متيمٍ مُتنهِّدِ
هَامَتْ بِصورَتِها النُّفوسُ وأُضنِيتْ
وَطَوَتْ لَهَا الأَنفاسُ عَرضَ الفَدْفَدِ
كَمُلَتْ بِها آيُ الأنوثةِ واكتَسَتْ
آيَ الحَيَاءِ وَمكْرُماتِ المَحْتِدِ
نظَرَاتُ واثقةٍ ومَنْطقُ حكمةٍ
وَحياءُ خَادِرةٍ ومشيةُ سَيِّدِ
تَاللهِ لَوْ لَمَحَ المُلوّحُ حُسنَها
أَزرَى بِلَيلَى في قَناعةِ زُهَّدِ
حَيرانَ مُستطِر الجَوَانِحِ وَالِهًا
يَقِظُ البصيرةِ مُولعٌ لَمْ يرقُدِ
مَالتْ بِبرقعِهَا فَخلتُ جَبِينَها
بَدرًا تَلَأْلَأَ في الظلامِ الأسودِ
وَغَشَتْ حَشَايَ من الروائعِ هَزّةٌ
حتَّى ظَنَنتُ القلبَ أُسقِطَ في يَدِي
فَكَأَنَّما الأَبصارُ بينَ خمائلٍ
خُضرٍ مُمرّعةٍ وعذبٍ أبردِ
ومرَاشفٍ لُعْسٍ كَأنّ لُعابها
شَهْدٌ إذا ما ذقتُهُ، قلتُ: ازددِ
صورٌ من الحُسنِ البديعِ فريدةٌ
مَا ينتهي الإعجابُ منها.. يَبتدِي
تجري محاسنها بكلِّ غريبةٍ
مجرى السُّلافة في عقول الرُشَّدِ
خودٌ تدلُّ على حكيمٍ صانعٍ
سبحانَ باريها البديعِ الأوحدِ
سُعدَى! وما سُعدَى؟: بقيّةُ بابلٍ
وعظيمُ آياتٍ وسرٍّ سرمدي
ونعيمُ لذّاتٍ وعَالَمُ صَبْوةٍ
وحدائقٍ غُلبٍ وفردوسٍ ندي
أَمسَى غرامُكِ في الفؤادِ مُخَلَّدًا
وهواكِ يا سُعْدَى أَجَلُّ المَقْصَدِ