عمر خميس بامتيرف
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 18 .. ص 40
رابط العدد 18 : اضغط هنا
الاصطياد البحري بموجب حساب فصول السنة والنجوم
[هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ] [يونس: 4].
موسم اصطياد الأسماك والأحياء البحرية في فصل الربيع
يبدأ موسم اصطياد الأسماك والأحياء البحرية في فصل الربيع في المدة من (1 يناير حتى 31 مارس من كل عام)، والتي تظهر بجودة عالية، وقيمة غذائية وشرائية على مستوى الأسواق المحلية والخارجية، وهي المدة التي يتوافر بعضها على مدار السنة، مثل أسماك الساردين، وأسماك التونة، ومن الأحياء البحرية الحبار، والشروخ. وهذا الموسم مرتبط بالمتغيرات التي تظهره أحوال البحر، وحالة أجواء الطقس المتعايش معها الصياد بكل رتابة في عمله اليومي المتداخلة بسبعة نجوم شمسية خلال فصل الربيع، وتبدأ حسب الترتيب الآتي:
١ يناير – كانون الثاني/ أول يوم نجم الهنعة.
١٤ يناير – كانون الثاني/ أول يوم نجم الذراع.
٢٧ يناير – كانون الثاني/ أول نجم يوم نجم النثرة.
٩ فبراير – شباط/ أول يوم نجم الطرف.
٢٢ فبراير – شباط/ أول يوم نجم الجبهة.
٧ مارس – آذار/ أول يوم نجم الزبرة.
٢٠ مارس – آذار/ أول يوم نجم الصرفة.
ومن خلالها اعتمد الصياد على خبرته ومعرفته برصد مواقع تمركز الأسماك والأحياء البحرية، وقياس الأعماق عبر المعالم (مضاعف) الثابتة البعيدة المدى كالمرتفعات (الجبال، منارات المساجد)، واعتمد عليها الصياد ورصدها في ذاكرته بحساب دقيق إلى درجة معرفة مدة انصراف الحوت من بداية نجم الصرفة للتزاوج والتفريخ عند بعض الأسماك والأحياء البحرية، وحزر مواقع تمركزها بما في ذلك اختلاف بيئاتها، ومتابعة دورات حالة المد والجزر، وحركة الرياح الرئيسة والفرعية، وكيفية اختلافها كنظام ثابت عبر منازل الشمس والقمر، ومنها ترسخت المفاهيم عند الصيادين، ووضع قانون لتنظيم عمله مدة مواسم اصطياد الأسماك والأحياء البحرية، وكل منطقة واختصاصها حسب الوسائل المستخدمة والمرتبطة بمعالم حدود البحر المتعارف عليها لدى عامة الصيادين حتى لا تكون لها آثار سلبية على علاقتهم بالمصايد البحرية، وهي المدة التي اعتاد عليها الصياد، وتقيد بقانون محكوم بقوة نظام عرفي برعاية مقدم البحر، صاحب الخبرة، المتفوق بالمعرفة بكل شئون البحر وأحواله، ولا يختلف عليه اثنان في تسيير عمل البحر حسب الطرق المتبعة، باستخدام الوسائل والأدوات التقليدية المشروطة في العمل المسموح بها، مع الالتزام والتقيد بالممنوع ممارسته في عمل البحر، وبموجب الأزمان المحددة بمهنة الاصطياد اليومي المجبرة بالعقوبات للمخالفين، وهي: 1- التوقف من ركوب البحر من يوم إلى أسبوع، 2- الحبس من يوم إلى 3 أيام، 3- الغرامة المالية من 5 إلى 100 شلن.
ومن أهم مواقع مراكز الاصطياد: (جزيرة الحلانية، جزيرة السخا، جزر غضرين، جزيرة البراقة بشبوة)، (مصايد قشار 20 رأس الوكفة، قشار 30 رأس الكلب، قشار 20 رأس الهنود، قشار 30 رأس شهاب، قشار رأس المعلق مويسع، قشار سالم، قشار 20 رأس الصدع، قشار رأس ريب، قشار رأس بانوسة، قشار 20 رأس الرخام، قشار الفرش، قشار 50 رأس بروم، 30- 60 رأس السود، قشار 30 الدحس، قشار 30 رأس الرضم، قشار 30 الشقين بروم ميفع)، (قشار 20- 30 فوة، قشار 20 مطلع زمن، قشار 50 رأس المكلا، قشار فرش خيصة المكلا)، (قشار رأس روكب قشار 60 المغلة 20- 50 الخليف، قشار 20 الروينة، قشار 20 روكب، قشار 30- 50 القمعة، قشار الشحفة 17- 70 غرب فلك بروكب)، (قشار 17- 70 المضيل، قشار 7- 20- 70 الريان، قشار 20- 70 القفاقف، قشار 20- 50 كربان، قشار 20- 60 الضبة، قشار الحرق المعينة شحير)، (قشار 20 الصبايا، قشار خالد، قشار الجلد، قشار زغيفات، قشار قليدة، قشار المسن، قشار مريم، قشار العلوب، قشار القطعة، قشار بن الصيغ، قشار 30- 40 بالشحر)، (قشار 60 الكبش، قشار بلحمام، قشار لحمر، قشار 60 بقرف، قشار 70 الصرا، قشار 12 بوحامد، قشار القحيبة، قشار البويرقين، قشار الفتخة، قشار الشيبة بالحامي)، (قشار السطل، قشار سرير، قشار سقبة، قشار خلفة، قشار الصرصر الديس الشرقية)، (قشار الصليبات، قشار 20- 70 ذمبات، قشار 17- 30- 70 قصيعر، قشار 7- 70 الريدة، قشار 20- 70 العيق، قشار 7- 50 المضي، قشار شعب المصينعة، قشار 20 حضاتهم بالريدة وقصيعر محافظة حضرموت).
وأما اليوم فظهرت أجهزة حديثة ومتطورة ساعدت إلى درجة الاستغناء عن كل المفاهيم السابقة، وأهمها جهاز ماجلان والثريا وأجهزة الاتصالات الأخرى، وكثرة المتابعين لنتائج الخرائط في البحار والمحيطات لتغطية مساحة واسعة، إضافة لعلماء المناخ والفلك للتوقعات المدارية عبر الأقمار الاصطناعية، ويتميز موسم فصل الربيع بالأفضلية بعد فصل الشتاء من حيث القيمة الشرائية والفائدة الغذائية بين فصيل كل عائلة من الأسماك البحرية، التي تمتاز بذوقها ولذة طعمها من الآخر بسبب اختلاف بيئات المراعي والشعاب المرجانية، ومن خلالها نوضح أفضل أنواع الأسماك خلال فصل الربيع، وأهمها:
عائلة الهامور (تامة بغية، خدية الخلخل، جمل الحذور، غنمة، حبشية)، ومن أسماك الجحش (معسف الخوضر، كتب، صبربار، بهارة)، ومن أنواع أسماك النسار (أبو خورة، بامطحنة، طيمة، نكس، صرعة،)، ومن أسماك التونة (ثمد، زينوب، طبوب، جدب، تبانة)، ومن أسماك البياض (غودة (السخلة)، طمكري، صعوبان، ظبية، طكية، شرام، خمخمة، بكسة، ديرك (كنعد) (طرناك)، غريض، صعفي، غلس)، من الأسماك التي تقتات على الأعشاب والهوائم النباتية (زرية (صافية) ثمان لمية، نفر سليب، بابوصي)، ومن الأسماك الساحلية والشاطئية (حيفول، مري، صليل، مشط، قفاد، عسية)، وأسماك أخرى يستمر موسمها حتى منتصف فصل الصيف..
أجود أنواع الأسماك خلال فصل الربيع
موسم تعزيب الصيادين (يناير – مايو)
يعتاد بعض الصيادين وعلى مر السنين قضاء مواسم التعزيب بحثًا عن الرزق، وبداياتهم كانت حركة الانتقال من مقرات مناطقهم إلى المناطق الأخرى التي تشتهر بتوافر الأسماك والأحياء البحرية، والبداية من أول أيام فصل الربيع حتى منتصف فصل الصيف من كل عام، وهي المدة التي تشهد أكثر استقرارًا في أحوال البحر، مما يساعد الصيادين على حركة التنقل عبر قواربهم الخشبية الشراعية (هواري، سنابيق) التقليدية إلى مراكز الإنزال للتصيف مما يظهر التعاون والتكاتف فيما بين الصيادين والقاطنين المجاورين لهم، ولعل ذلك يعد إرثًا حضاريًا اكتسبوه من مئات السنين، وهذه الميزة ارتبطت بالوسائل التقليدية المستخدمة حينها، فالصيادون المختصون بخدمة حزيقة العيدة (الوزيف)، وسيلتهم شبك المغوير والسنبوق الخشبي الشراعي وفيما بعد 1960م ظهرت وسيلة المكائن (5 – 6 – 7 – 9 – 12 – 15 خيل)، على سبيل المثال كانت مواقع تعزيب صيادي روكب المختصين بالحزيقة غالبًا ما تكون في اتجاه القدوم (جهة الشرق) في المناطق المختارة؛ لتجانسهم وعلاقتهم الحميدة مع أهالي وصيادي (الشحر، الحامي، مقرة بالديس الشرقية، شرخات حتى سيحوت بالمهرة)، وهذه العادة انقطعت في بداية 1970م، وأما الصيادون المختصون بوسيلة القرش فيفضلون التعزيب في المناطق الأكثر أمنًا (الخيص) لوسائلهم وحفظًا لقواربهم من حالات اضطرابات البحر؛ لاعتمادهم على المواقع الصخرية (القشار) لصيادة أسماك وأحياء بحرية خاصة (زرية، دقان، نسار، حبار، شروخ)، فمنهم من يتجه باتجاه الخور (جهة الغرب) للعمل في خيصة القطعة، خيصة سركبة، خيصة المكلا، خيصة حلة، خيصة الخامة بشموسة، خيصة ضلومة، خيصة بروم، خيصة الدحس، خيص رأس الدكم، خيصة الحمراء، خيصة حرو، خيصة إلخة، خيصة حصيصة، خيصة الحمراء، خيصة الرييمة، خيصة رأس الوكفة، ومنهم من يفضل التعزيب في خيصة خلفة القرن، وشرمة، ويثمون، وقصيعر.
وفيما بعد 1980م ظهرت وسائل تقليدية حديثة متطورة أخرى (المكائن 20- 40 وما فوق 60 خيلًا، والقوارب الفيبر جلاس المتطورة) ساعدت عامة الصيادين على التنقل لمسافات بعيدة في مناطق الساحل (بروم، والمكلا، وروكب، وشحير، والشحر، والحامي، والديس الشرقية) بزيادة الحركة والتنقل للعمل في عدن، وشقرة، الردة، خيصة مفرغة بعد بلحاف، بئر علي، خيصة المغداف، خيصة البيضاء، خيصة المجدحة، خيصة الريمة، الحمراء، مويسع، حصيصة، حتى المصينعة، وما بعدها مناطق اصطياد المهرة من دمخ حساي، رخوت، سيحوت، عتاب، قشن، خيصيت، نشطون، ضبوت، محيفيف، الفتك حتى جاذب حوف بالمهرة.