أضواء
أ.د. علي صالح الخلاقي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 19 .. ص 10
رابط العدد 19 : اضغط هنا
نص الوثيقة:
الحمد لله وحده
وبعد لمَّا كان يوم الجمعة فاتحة شهر ربيع أول سنة 1166هـ حضر سالم بن معوضة بن عمر بن ناجي وأهل خلاقة جميع رُتبة شبام وتحالفوا بعهد الله وميثاقه أنهم مقرِّبين الخير لبعضهم البعض ومُبعدِين الشرَّ كُلّن بجهده من حضرموت إلى جبل يافع إلى الشحر إلى أين ما يصل نفعهم منهم الجميع، وأنَّ كلَّن مع صاحبه لخير وشر وقتل وشايم وكل ما هو يلبث المذكورين سالم معوضة وأهل خلاقة إنَّ كلاً مبلغ جهده ومن شاف حَسِيْنه لصاحبه لا يحسده إياها، وهو حلف تحالف به لهم ولعيالهم من حضرموت إلى الشحر إلى جبل يافع، حلف طيب ونقا وصدق ووفا والله من ورائهم محيط. وكفى بالله شهيداً والحمد لله رب العالمين .
واندخل سالم معوضة عليه وعلى أصحابه
واندخلوا الحلفاء من أهل خلاقة عليهم وعلى أصحابهم:
وفي أعلى الوثيقة جهة اليمين
شهد على ذلك السيد حسين بن شيخ باعلوي
شرح الوثيقة:
الوثيقة أعلاه، وثيقة تحالف جرى توقيعها بين آل سالم بن معوضة بن عمر بن ناجي وآل خلاقة جميع رُتبة شبام حضرموت. ودعونا في البدء نتعرَّف على طَرَفَي التحالف.
الطرف الأول:
سالم بن معوضة بن عمر بن ناجي، شخصية اجتماعية بارزة، شيخ وزعيم قومه في عصره، سواء في حضرموت أو في يافع، كما ورد في وثائق أخرى، وبدليل أنه وقع على الحلف باسمه لوحده عنه وعن جماعته. وموطن سالم بن معوضة الأصلي في يافع في منطقة “تِيْ اللُّب” وتُنطق (تلُّب)، أحد عشرة بيوت حسب نظام المخصم والمغرم في عزلة (التُّلُّبي) إحدى العزل الخمس التي يتكون منها مكتب اليزيدي([2]). ويسكن أخلافه الذين يُسمّون “آل سالم معوضة” نسبة إليه قرية (الدّقة)، وما زال منزله القديم قائمًا في القرية القديمة. ووجود آل سالم معوضة في حضرموت قديم، بدليل ثقل مكانتهم وانتشارهم في حضرموت الوادي وفي الساحل. فهم في شبام مكوِّنٌ رئيسٌ من رُتبة شبام. ومساكن آل سالم معوضة في الوقت الحاضر تنتشر في الحامي والمكلا والديس الشرقية، ويُعرَفُونَ باليزيدي، ومنهم في دوعن بمنطقة (سيدة) في رباط باعش يُعرَفُونَ بالعسكري([3]).
ومنهم ابن معوضة اليافعي([4]) أحد ممثِّلي المكاتب اليافعية السبعة التي تقاسمت النفوذ في الشحر([5]). ويُروَى أن سالم معوضة كان صاحب جاه ومال وأملاك، وامتلك ثروة طائلة في الشحر؛ إذْ كان يملك فرضة (جُمرك)، وجمع منها أموالًا كثيرة، وكان يدفع أجر الحمَّالين والحراسة والنواخذ يوميًّا دون تأخير، وكان أصحاب السفن يقصدون فرضته لحسن معاملته وصِيتِهِ الحسن، وكانوا يطلقون عليه في الفرضة النقيب والشيخ الكريم والمقدَّم. حتى أن أصحاب (الفِرَض) الأخرى أخذتهم الغيرة منه وحاولوا الإضرار به، لكنْ دون جدوى؛ فقد تصدى لهم وظل يواجههم تارة ويهادنهم تارة أخرى([6]). وعند تأسيس آل بن بريك إمارتهم سنة 1156هـ/1751م، خضعت لهم بقية قبائل يافع المتناحرة في الشحر، واعترفت بإمارتهم إلا ابن معوضة، صاحب “مرير” الذي ظل يعارضهم، بل إنه بنى حصنًا، وأقام جمركًا بمنطقة مرير، خارج مدينة الشحر، وزوَّده بالرجال والسلاح لأخذ الجباية من القوافل القادمة إلى مدينة الشحر من غيل باوزير، والمكلا، وغيرها من المناطق، الأمر الذي أضر باقتصاديات آل بن بريك، وأصبح من الضروري إزالته. ولهذا عمل ناجي بن عمر لإنهاء هذا الوضع، ولكن المَنِيَّـةَ لمْ تُمهِلْهُ حتى يحقِّق هدفه؛ فقد توفي سنة 1193هـ/1779م، فقام بالمهمَّة خلفه نجله الأمير علي بن ناجي الذي ضيَّق الخناق على ابن معوضة اليافعي وحاصره حتى أجبره على الاستسلام وتوقيع الصلح وإعلان الطاعة لآل بن بريك([7]). وكما يروى فقد أخذ أمواله وخرج إلى بندر المكلا وعاش فيها وتملَّك منازل في الشرج وغيرها([8]).
الطرف الثاني:
أهل خلاقة، أو قبيلة الخلاقي، قبيلة كبيرة من مكتب الموسطة يافع يسكنون بلدة “خُلاقة”، وانتقلت فخائذها إلى حضرموت قديمًا، وينتشرون في مناطق الوادي والساحل الحضرمي، ولا نستطيع تحديد أول مكان سكن فيه آل خُلاقة، وأقدم ما نعرف أنَّ بعضًا منهم سكنوا في منطقة (ذهبان) قُربَ خشامر، وبعد خلافات جرت بينهم وبين آل علي جابر وآل هرهرة انتقل آل خلاقة إلى منطقة (الحصي) بالقطن وصارت مثوًى لهم([9]). ولقبيلة الخلاقي وجود كبير في منطقة (شحير)، حتى قيل في المثل الحضرمي “شحير من خلاقة وخلاقة من شحير”، وحكاية المثل أوردها الشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي([10]) يقول: عندما اختل الأمن في مدينة شحير وما حولها وبها كثير من آل خلاقة قال عاقلهم مناديًا أمام القبائل المجاورة: “شُحير من خُلاقة وخُلاقة من شحير”، واستتبَّ الأمن بحماية أفراد من خلاقة. كما يتوزعون بين منطقة العنين بمديرية القطن، ومنطقة الرشيد بدوعن، وغيل باوزير، والمكلا، وفوة، وميفع.
ومن آل الخلاقي صاحب حصن بن معمر الخلاقي بالقطن الذي كان الاعتداء عليه وتفجيره بالبارود سنة 1260ه من قبل منصور بن عمر بن جعفر الكثيري سببًا من أسباب قيام القعيطي بتأسيس دولته والتفاف يافع حوله.
الإطار الزمني للوثيقة:
يعود الإطار الزمني لهذه الوثيقة إلى منتصف ستينيات القرن الثاني عشر الهجري، فقد حُرِّرت يوم الجمعة في أول شهر ربيع أول سنة 1166هـ/ الموافق 6يناير 1753م. وهي الفترة التي شهدت ازدياد نفوذ يافع وحامياتها العسكرية في مدن حضرموت، التي استغلَّت اشتداد الخصومة بين آل كثير المتنافسين، وهم السلطان بدر المردوف والسلطان عمر بن جعفر بن علي بن عبدالله بن عمر الكثيري، الذي كان ناقمًا على يافع لتدخُّلهم في شؤون الدولة الكثيرية، وحاول أنْ يحدَّ من هذا التدخل ولكنه فشل، وفي الأخير تمكَّنت يافع من السيطرة على حضرموت بعد القضاء على الدولة الكثيرية في عهد آخر سلاطينها وهو جعفر بن عمر 1737م، واقتسمتْها يافعٌ بين عشائرها فصارت سيئون لآل الضُبَي، وتريس لآل النقيب، وتريم لآل لبعوس، ومريمة لآل البكري، وآل بن بريك في الشحر، وآل الكسادي في المكلا، وشبام للموسطة. وهكذا اختفت الدولة الكثيرية الأولى، وتوزَّعت حضرموت إلى دويلات يافعية صغيرة في مختلف المدن والقرى([11]).
مضمون الوثيقة:
تنص الوثيقة على تحالف الطرفين بالقسم بعهد الله وميثاقه على أنهم يقرّبون الخير لبعضهم البعض ويبعدون الشَّر كلٌّ بجهده من حضرموت إلى جبل يافع إلى الشحر وإلى أين ما يصل نفعهم منهم الجميع. ويبدو أن الحلف حرص على أن يتجاوز رُتبة شبام، حيث توقيع الوثيقة، ليشمل مساحة أوسع امتدَّت إلى أماكن تواجد المنتمين إلى الطرفين “آل سالم معوضة” و”آل الخلاقي”، سواء في حضرموت الوادي أو الساحل، وتحديدًا الشحر، فضلًا عن موطنهم الأصلي يافع الجبل.
كما اتفق الطرفان على أن يقف كُلٌّ منهم مع صاحبه لخير وشر وقتل وشايم([12])، وهذا أمر مطلوب في ظروف الفوضى التي عاشتها حضرموت؛ إذْ لجأت الأطراف المختلفة إلى عقد تحالفات فيما بينها، ومنها هذا الحلف الذي لمْ نجد له مثيلًا لدى أطراف أخرى تستقوي ببعضها لمواجهة أية أخطار مُحدِقة وردع أي اعتداء، وقد أسهمت تلك الأحلاف في استتباب الأمن والسلام الاجتماعي في ظل غياب السلطة المركزية.
واتفق الطرفان، سالم معوضة وأهل خلاقة على أنْ يبذل كُلٌّ جُهدَه، ومن رأى أمرًا حسنًا لصاحبه لا يحسده ولا يبغضه.
ونصّت الوثيقة على أن هذا الحلف هو تحالف لهم ولأولادهم من حضرموت إلى الشحر إلى جبل يافع، وأنه حلف طيب ونقاء وصدق ووفاء.
وجاء في نهايتها أسماء الموقعين عليها، أو كما ورد (اندخل) سالم معوضة عليه وعلى أصحابه، أي أن المذكور قد مثل أصحابه الذين لم يحضر معه أحد منهم، وهذا ينمُّ على أنه الرجل الأول أو الشخصية الاجتماعية الرئيسة، وصاحب القرار في قومه في حضرموت بشكل عام.
ومن آل الخلاقي (اندخل) عند كتابة وثيقة الحلف، أو حضر كما كُتب قبل اسم كل واحد منهم، الآتية أسماؤهم، نيابة عنهم وعن أصحابهم: سعيد بن أحمد حولل، عبدالله الحلسي، أحمد سعيد جياش أحمد الرباكي([13])، عمر معوضة الفتح، علي بوبك([14]) حولل، أحمد عمر علي.
وحضر، بمعنى: أنَّه كان موجودًا أثناء كتابة وثيقة الحلف، ونجد نظيرًا لكلمة (حضر) كلمة أخرى هي (بدا) كما في وثائق أخرى لأحلاف مماثلة، وبدا أو حضر أو ظهر تعطي المعنى نفسَه، وهو الوجود والحضور والظهور أثناء كتابة الوثيقة.
ومثل هذه الوثائق يكتبها عادةً الفقهاء أو القضاة أو السادة ذوو المكانة الاجتماعية والدينية ممن يكون حظُّهم مصدر ثقة لمعرفة الناس به وسهولة تمييزه. وكاتب هذه الوثيقة والشاهد عليها هو السيد حسين بن شيح باعلوي، كما يظهر اسمه وتوقعيه أعلى الوثيقة، ومعروف التأثير الروحي لآل باعلوي على يافع، خاصة مولى عينات الشيخ أبوبكر بن سالم وأولاده الذين كانت تنطاع لهم يافع، وتخصص لهم النذور والوقف والهدايا…إلخ.
الخلاصة
أبرزت الوثيقة أهمية التحالفات بين القبائل اليافعية صاحبة النفوذ في المدن الحضرمية بعد انتهاء الدولة الكثيرية الأولى، وأظهرت المكانة المهمَّة لآل سالم معوضة وآل الخلاقي ليس في رُتبة شبام فحسب في ذلك الحين، وهي من أهم مدن وادي حضرموت، بل وفي مناطق أخرى، بدليل سريان هذا الحلف على كل من ينتمي إلى الطرفين في بقية مدن حضرموت الوادي والساحل وحتى يافع الجبل. وكان لجوؤُهما إلى عقد هذا الحلف أسوة بأحلاف مماثلة بين القبائل اليافعية مع بعضها أو بينها وبين قبائل حضرمية والالتزام ببنوده، مما ساعد على استتباب الأمن والسلام الاجتماعي في ظل اضطراب الأمن بسبب غياب السلطة المركزية. وبيَّنت الوثيقة أسماء الشخصيات المحورية ذات المكانة الاجتماعية من الطرفين ممن وقعوا على الوثيقة.
في الختام نشير إلى أن الوثيقة قد كُتبت، كما جرت العادة، بنسختين مماثلتين، بحيث يحتفظ كل طرف منهما بنسخة خاصة به في أرشيف أسرته. وهذه النسخة حصلنا عليها من أرشيف آل سالم معوضة في يافع، ضمن وثائق أخرى من الأخ طالب بن عبدالوهاب بن سالم معوضة الذي نشكره على صنيعه هذا وتجاوبه بتقديم هذه الوثائق التاريخية لتكون في متناول الباحثين والمهتمين قبل أن تتعرض للتلف أو الضياع، ونأمل أن يقتدي به الآخرون ممَّن ما زالوا يتحفظون على إظهار ما لديهم من وثائق، تحمل كل شيء لأسرهم ولأسلافهم، وتعد شواهد تاريخية لمراحل، نحن بمسيس الحاجة لتوثيقها وكشف المزيد من الحقائق المجهولة عن علاقة يافع بحضرموت.
أ.د.علي صالح الخلاقي .. أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية – جامعة عدن
[1] – ومن آل الرباكي ممن هاجروا إلى الهند وبلغوا مرتبة عسكرية رفيعة الجمعدار جابر بن ناصر الرباكي الخلاقي، ورد اسمه ورتبته في رسالة من الجمعدار (أبوبكر) عوض سنة 1280هـ مع أسماء الجمعدار عوض بن عوض القعيطي والرسالة الأصل محفوظة مع الأخ صالح بن صالح الجليل الخلاقي. كما ورد اسمه في رسالة من محفوظات الأخ صلاح أحمد حسين الواحدي البكري.
[2] – الموسوعة اليافعية، نادر سعد عبادي حلبوب العمري، دار الوفاق، عدن، ط1، 2013م. المجلد 4 الجزء 5 ، ص 19
[3] – الموسوعة اليافعية، م8/ج12، ص446.
[4] – نَسَبت الموسوعة اليافعية آل معوضة في الشحر إلى آل العفيفي سلاطين يافع بني قاصد[الموسوعة اليافعية: م8/ج12، 84]، والأرجح أنهم من آل سالم معوضة، وهو ما تؤكده الروايات المتناقلة والوثائق الأسرية لدى آل سالم معوضة، أما قبيلة آل بن عفيف سلاطين يافع بني قاصد فينسبون إلى عفيف أو العفيفي[ انظر إثبات ما ليس مثبوت من تاريخ يافع في حضرموت، عبدالخالق بن عبدالله بن صالح البطاطي، دار البلاد، جدة، الطبعة الأولى، 1989م، ص 93].
[5] – هذه المكاتب هي 1- آل الشيخ علي بن هرهرة في تبالة. 2- بن عاطف جابر بحي الجزيرة. 3- البطاطي في حي الرملة. 4- بن معوضة في الحوطة والخور. 5- النشادي في قرية عرف. 6- بن عياش ومحل حصنهم الكودة. 7- آل قحطان (بن بريك) ومحل حصنهم شمال غرب مسجد عمرو وحصنهم الآخر المسمى قعطبة شمال غرب مسجد علي[إثبات ما ليس مثبوت من تاريخ يافع في حضرموت، ص 9].
[6] – إفادة من الأخ طالب عبدالوهاب بن عبدالله مُحُمّد بن سالم معوضة (60عاماً)، ويذكر أن موطن جدهم سالم معوضة الأصل هو ذي ناخب قبل انتقاله – بسبب مشاكل – إلى موطنه الجديد في مكتب اليزيدي حيث يعيش أحفاده في قرية الدقة، وما زال فيها قصره الكبير الذي شيده بنفسه قائمًا. ويبدو أنه توفي أواخر القرن الثاني عشر الهجري، لأنه لم يعد له ذكر بعد ذلك في الوثائق الأسرية. وكان يشتري بأمواله الطائلة وثروته التي كوَّنها من الشحر والمكلا الأملاك الزراعية في ذي ناخب واليزيدي لنفسه، كما في وثيقة تعود إلى سنة 1174هجرية تبيِّن ثراءَه وقدرته على كسب الكثير من الأملاك، جاء فيها: “بتاريخ شهر المحرم عاشور سنة أربعة وسبعون سنة ومائة وألف 1174هجرية، وبعد فاشترى الصدر الأجل الأكرم الشيخ سالم بن معوضة بن عمر بن ناجي بماله لنفسه من دون غيره، من البائعين إليه يومئذٍ الصدر الأجل الأكرم طاهر بن عبدالله بن علي بن سعيد، وكذلك الحرة الطاهرة عليا بنت يحيى المكنا عفاش بن عبدالعزيز بن علي أباعوا حقهم وملكهم وذي يقدرون على تصريفه شرعًا، قولًا وفعلًا، وذلك المبيع من دار القرية وهو نصف الدار من الساس إلى الرأس وما يخصهم من العَرَص والحواش (الأحواش) والعكام والوصار وما يخصهم من بيوت ناجي بن عبدالعزيز وما يخصهم من الرهوة والذراع الذي فوق بيوت قرن القرية وما يخص من ما هو في البيت والعكام من خشب وحجار وتراب ومدر من راس الذراع إلى محز البُن والبلد يسار ويمان من صامت وناطق مخلف الديام الذي كان بهن سعيد النعرة مشترات بيد عبدالعزيز بن ناجي صح المشترا جميع ما ذكر شامل كامل ، باع طاهر جميع السهوم الذي خرج لكريمته سلمى بنت عبدالله من ما ورثت من عبدأحمد بن عفاش وباعت عليا جميع ما حدد لها من ورث والدها عفاش وما ورثت من صنوها عبد أحمد وما ورثت من والدتها جميلة من كلما فرضت لها الشريعة وباعوا المذاكير ما ذكر جميع من رأس الذراع إلاَ مَحَزْ الجِرْبِة المسماة القرية، صالح وطايح، بيعًا صحيحًا شرعيًا نافذًا قطعًا بترًا، وذلك بثمن مبلغه وعدته مايتين وخمسين قرش حجر ميزان يافع، وأقروا البايعين بوفا الثمن ولا عاد بقا لهم لا دعوا ولا طلب ولا حق ولا بعض حق” [انظر صورة الوثيقة].
[7] – انظر: إمارة آل بن بريك في الشحر، خالد حسن الجوهي، دار الوفاق، عدن، ط1، 2010م، ص 40-41. وكذا: الشحر عبر التاريخ، خميس حميدان، مركز الدراسات والبحوث اليمني-صنعاء، 2005م، ص47.
[8] – حسب الروايات التي يتناقلها أحفاده فأن سالم معوضة بعد انتقاله إلى المكلا اتفق مع الكسادي بأن يقوم بتطوير فرضة المكلا ببناء مراسي وشداد ربط وعنابر ومخازن وما يلزم وبعد تمكنه نكث العهد الكسادي بالاتفاق وانكر بن معوضه، وقال كلمته (ما با يقع سيفين بغمد)، وانتقل بعدها بن معوضة إلى يافع حيث عاش بقية حياته حتى وفاته نهاية القرن الثاني عشر تقريباً. (إفادة من الأخ طالب عبدالوهاب بن سالم معوضة).
[9] – الموسوعة اليافعية: م8/ج12، ص 377-379.
[10] – انظر كتابه “يافع في أدوار التاريخ” ، ص211.
[11] – الدولة الكثيرية الثانية في حضرموت، ثابت صالح اليزيدي، ط1، 2002م، ص74
[12] – الشايم: من الشؤم، أي الأفعال المكروهة.
[13] – ومن آل الرباكي ممن هاجروا إلى الهند وبلغوا مرتبة عسكرية رفيعة الجمعدار جابر بن ناصر الرباكي الخلاقي، ورد اسمه ورتبته في رسالة من الجمعدار (أبوبكر) عوض سنة 1280هـ مع أسماء الجمعدار عوض بن عوض القعيطي والرسالة الأصل محفوظة مع الأخ صالح بن صالح الجليل الخلاقي. كما ورد اسمه في رسالة من محفوظات الأخ صلاح أحمد حسين الواحدي البكري.
[14] – بُوْبَك، يقصد به أبوبكر، كما يُنطق بلهجة يافع.