أضواء
أحمد صالح الرباكي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 19 .. ص 15
رابط العدد 19 : اضغط هنا
مدخل :
يعد القرن الثالث عشر الهجري من أهم القرون التاريخية لحضرموت المحملة بالأحداث العظيمة؛ ففيه تغيرت موازين القوى الحاكمة، وتم فيه إعادة الخارطة السياسية والديموغرافية، توِّجت بقيام السلطنتين الكثيرية والقعيطية، ومن جملة الحوادث التي بدأ به هذا القرن ما عرف بفتنة تريم سنة 1206هـ، هذه الحادثة رغم شهرتها وتناقلها عبر المرويات الشفهية غير أنَّ المصادر التاريخية سكتتْ عنها، ولم تورد أخبارها إلَّا قليلًا. ولقد عثرنا على بعض المصادر الأخرى خارج حضرموت – وإن كان مصدرها حضرموت- و رأينا أن نجمع بين المصادر جميعها، فنقدم للقارئ رواية واحدة صحيحة.
أورد ابن عبيدالله في (الإدام) ملخصًا للحادثة قائلًا: (وفي سنة 1206هـ نشبت الحرب في تريم بين يافع والحبيب محمد بن عبد الرحمن العيدروس منصب ثبي، وقام معه آل تميم وجميع قبائل حضرموت، ودخلوا تريمًا ونهبوها، وأحرقوا جملة بيوت في الحوطة والسحيل)[1].
1- المصادر الحضرمية:
الرواية الأولى:
في كتاب (الدر المزهر شرح قصيدة مدهر) تأليف أحمد بن علي الجنيد، وفي ترجمته للسيد علوي بن محمد المشهور أشار إلى هذه الحادثة قائلًا: (وقعت فتنة في تريم عظيمة بين يافع والحبيب محمد بن عبد الرحمن العيدروس صاحب ثبي، وساعدوا الحبيب محمد آل تميم وجميع قبائل حضرموت، ودخلوا البلد تريم ونهبوها وأحرقوا جملة بيوت في الحوطة والسحيل في سنة 1206هـ وهو خرج من البلد وهاجر في قرية اللسك في مسجد الشيخ أحمد باعيسى أخذ مدة حتى انتهت الفتنة وتوفي بعد ما رجع )[2]. انتهى كلام الجنيد في ترجمته للمشهور دون أن يشير إلى تفاصيل الحادثة، أو حتى أسبابها، وربما موضوع كتابه لا يسمح له بالتطرق إليها.
أما مؤرخ حضرموت ابن عبيدالله في (بضائعه) فقد أورد خبر الحادثة وذيَّله برواياتٍ عدَّة.
الرواية الثانية : (أما سبب الفتنة فقد اختلفت الروايات فيه، فالذي أخبرني به عبيد صالح سالمين بن عبدالله بن جعفر بن طالب عن أبيه عن جده أن أحد أولاد السيد محمد بن عبدالرحمن دخل إلى تريم، فألقى عليه القبض بعض رؤساء يافع، فاشتد الخطب، وتفاقم الصدع، وسار الحبيب محمد بن عبدالرحمن إلى سليل آل كثير يستنهضهم بنار أشعلها في طرف ثوب أخذ يجرُّه بينهم وهو يركض فرسه، فغضبوا حينئذ، وقاموا معه، فهجم بهم تريم، ونهبوها وتمكَّن في تلك الأثناء من بناء حصن العز)[3].
الرواية الثالثة: (والذي رأيته في مذكرة قديمة أن الفتنة كانت بين الحبيب محمد بن عبدالرحمن العيدروس وعبدالكريم الجهوري ويافع في سنة 1206هـ، وكانت بسبب القنيص بين أهل السوق وأهل الخليف، وكان للحبيب اتصال بإحدى الفريقين أ.هـ ولا مانع من وقوع الأمرين، وقول عبيد صالح أن العيدروس تمكن من بناء حصن العز في تلك الأثناء فإنْ أراد به الإعادة والترميم فقد يكون، وإلَّا فان الحصن المذكور قد كان مبنيا من قديم وقد مر أن عبدالله بن علي الكثيري بناه في سنة 842هـ ليحصر به تريم، ثم كانت ثبي ليافع، وأنهم باعوا نصفها للدولة، وأن الدولة أعطوا ذلك النصف للعيدروس إلا حصن العز فلم يعطوه له).
2- المصادر اليافعية:
الرواية الرابعة:
وهي متفقة مع الرواية الثالثة التي أوردها السقاف غيرَ أنها هنا بصورة مفصلة إلى حد كبير، والسبب أنها كانت مروية في رسالة شخصية فصَّلت الأخبار للحوادث الحاصلة في ذلك الشهر.
في إطار السعي الذي تقوم به مؤسسة الموسوعة اليافعية لكتابة التاريخ جمعت المصادر التاريخية المتاحة وغير المتاحة؛ لإعادة كتابة التاريخ بغير تحريف وتزييف، وتمَّ بفضل الله تعالى والقائمون على المشروع جمع العديد من المصادر التي تساعد لذلك، ومنها وثيقة مهمة صادرة من سيؤون، تسجل الحدث الذي نحن بصدده بالتفصيل، ولعل أهميتها تكمن في أنها شهادة معاصرة للحدث، وكاتبها أحد صُنَّاعه ومن بيدهم مقاليد الأمور في المنطقة وهو القاضي أحمد حيدر بن أحمد علي حيدر عز الدين بن أبي القاسم البكري اليافعي، أحد رجالات مكتب الضبي في حضرموت. وهذه الوثيقة تنشر لأول مرة من أرشيف أسرة الفقهاء آل عز الدين في مدينة بني بكر – يافع وهي مرسلة من سيؤون إلى الفقيه عبد الحبيب بن أحمد بن حيدر نائب الشرع في بلاد يافع وقاضي يافعين توارثه عن آبائه وأجداده، له دور كبير في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية، ومراسلات في بلاد أمراء وسلاطين ومشايخ يافع وحضرموت. وللقاضي أحمد حيدر عز الدين البكري ثلاثة أبناء (عبدالله – السنيدي – عبد الحبيب)، وتوجد لهم كثير من الوثائق إمَّا بأقلامهم أو موجَّهة لهم، وكانوا شهودًا على أحداث كثيرة في حضرموت ويافع، والذين – كما يبدو – كانوا يتداولون الجلوس في حضرموت ويافع، فقاموا بدور مكملٍ لبعض، خاصة في النصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري.
كما لا يخفى أنَّ لعُقَّال يافع ومشايخها دورًا في حضرموت كذلك كان للفقهاء دور كبير في ترتيب أوضاع الرتب والحاميات اليافعية بحضرموت ومقربين لدى مناصب عينات، ويتضح هذا من خلال الكمِّ الهائل من المراسلات الموجَّهة لهم من هذه القوى في القرن الثالث عشر الهجري، ومن خلال ألفاظ رسائل السلاطين والأمراء والمناصب لهم بالتبجيل والتعظيم وطلب الرأي والمشورة، فكان حس القاضي التوثيقي متجذرًا في هذه الأسرة وفي بقية شخصيات وأعيان وعقال بني بكر فحفظوا لنا أرشيف تاريخ يافع وحضرموت، وامتد إلى توثيق حوادث في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية كما يشاهد في الأرشيف الوثائقي.
رقم الوثيقة : الموسوعة 2- بني بكر | نوعها: رسالة شخصية |
المجموعة: القاضي ناصر علي الفقيه بن عزالدين البكري | تاريخها: الجمعة 15 ربيع الأول سنة 1206هـ الموافق 11 نوفمبر 1791م |
صادرة من: سيؤن – حضرموت | واردة الى: بني بكر – يافع |
المرسل: القاضي أحمد حيدر عز الدين البكري | المستلم: 1- أحمد ……. 2- السنيدي بن أحمد عبدالله 3- الفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر عز الدين 4- بقية مشايخ وعقال مدينة بني بكر |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد …………………
سادتي الأجلاء الكرام الماجدين الأ]خ[ ………………………
أحمد والصنو السنيدي ابن الوالد أحمد عبدالله ………………
الفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر عز الدين،[4] بني بكر] جميعا[…………
صدرت من سيؤن، ضحى يوم الجمعة وخمس عشر خلت في شهر ربيع أول سنة ست وميتين وألف[5] ……… لنا ويافع الجميع بعافية إلا من قد مضى، أخبار حضرموت] ساكنة[.. صالحة، أخبار يافع من قل الشور أخذنا إلى آخر عاشور[6] وقع ما بين أهل الخليف بتريم وأهل السوق[7] فتنة على قناصة،[8] ووقعت هده[9] بينهم، وقتلوا اثنين من أهل الخليف واحد(] ابن[ السيد محمد بن عبدالرحمن) ثبي[10]، واحد خادم (علي بن همام)[11]، وعبيد السوق رباعه[12] مع (علي بن عبدالكريم الجهوري)[13] علي بن همام دية في خادمه، والسيد محمد اسبر (أهل عبد الباقي)[14] عوار[15] وقتلوا واحد من عبيد يماني[16] أهل السوق، وتعير[17] (علي عبدالكريم) وزقر[18] (عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن)[19] في تريم وتخلص أربع مية قرش وأخرجه[20] وتعير[21] السيد (محمد بن عبدالرحمن) وصيح في (قاسم علي جابر)[22] وأهل كثير والعوامر وأهل جابر[23] وعيال بن ]عبدالقادر[، وولد (علي العفيف) من يافع مية زايد خمسة أنفار، ……. عورهم والسيد وبنوا له حصن في قارة العز[24] تحت تريم، ومن بعد بناء الحصن ولف[25] القوم ودخلوا تريم بالليل، وبن همام[26] مصادق السيد و(علي بن همام) مصادق (علي عبدالكريم)، وحلف ……….] واشتل[ بن عبدالقادر[27] ومن معهم من يافع محسوبين مية وخمستعشر دخلوا القوم من النويدرة[28] ويافع قدامهم ونهبوا من الرضيمة[29] إلى عرض دار أهل مخارش[30] طرف سوق النحاس[31] الى ديار أهل مسعود البعسي، انت عارف يا ولد عبد الحبيب وأخذوا يومين في تريم، وقتل واحد من أهل عبدات[32] الجبال، واحد ثاني واصطاب (بن كحيـّـل الكثيري)، وعشرة آخرين مصاويب من أهل كثير وعوامر، والشيخ (ناصر جابر النقيب)[33] والشيخ (يحيى بن مطهر)[34] و(المساوى)[35] يدرعون بين المذكورين[36] بغو صلاح أرسلهم الحبيب (سالم)[37] وحطو الوقعة، وحال الكتاب رجعوا أهل كثير إلى أماكنهم، والموسطة[38] نفذوا الكسر[39] مصايحة[40]، وحصلوا معهم من الكسر من يافع مقدر مية وعشر نفر، الولد (عبدالله أحمد)، و(ياقوت)، و(صلاح ……الله)، و(عوض عبد الحبيب)، (ولد مسعود عوض)، و(عمر الحدادي)، وولده، ولد ناصر، وعيال (أحمد جابر)، و(محسن سنان)، و(أحمد حسين)، و(عبد الحبيب بن أحمد علي)، وجملة من أصحابنا[41] مقدر خمسة وعشرين نفر، ولما توصلوا الى شبام ضحى يوم الربوع وسبع في شهر ربيع أول في السنة المذكورة، ومع وصولهم حفر يافع في البطحاء[42] وحملوا من البطحاء من لا خير فيه، ولا منه جودة، حملوا ……………. عند أهل…….. أمشق[43] من يافع ……….أهل العيدروس أهل الحزم[44] وشق من يافع …….. …….. وفي خرابة وسفل……………..
وقتلوا تحت الخرابة اثنين من أهل كثير، بن مهري وبالرواس، واثنين من أهل كثير مصاويب على النطف[45]، وجملة مصاويب من أهل كثير، والذي قتلوا من يافع (قاسم بن جابر بن قاسم الجهوري)، صاحب كيرعان[46]، و(صلاح سعيد بن محمد بن ناصر الرشيدي)،[47]و(ولد علي أحمد حولا الخلاقي)، و(حسين مقيدح قعيطي)، وثلاثة عبيد: (سرور) عبد الكلدي، و(سرور) عبد ابن أحمد ناصر، وعبد بن مقيدح، من شان الخلاقي قتل قريب من الولد السنيدي[48]، أخرج سلبه الولد السنيدي بندقه وعدته وجنبيته وهن سلب للرباكي[49] وهو عند الرباكي عسكري في بيته، وباقي القتلى من يافع راحوا هم وسلبهم، وحال الكتاب وساروا من الموسطة الى الكسور مصايحة، والولد (السنيدي) رجع معاهم الى الكسر، والولد السنيد(ي) قد كان في الكسر، ومن أصحابنا بني بكر مع الموسطة خمسة وعشرين …… الوقعة السابقة في الصلح الأول، وعادهم باقين في شبام الى ما يجون المصابيح[50] لخراج حضرموت، الفتنة من عينات الى شبام ما يعدي الطير،[51] ويافع مطيرين[52] من رتبة[53] سيؤن عند الحبيب[54] مرتبين ثلاثين نفر، ومن شبام مقدر عشرين نفر، وحبيبنا[55] طير[56] يافع يحب أحدا ويكره أحد، عيال (أحمد….غرامة)[57]سد و(عبدالقادر)،[58] و(سالم بن أحمد)[59] أخيه صلاح أكيد بينهم، وعسى الله يصلح ويقدر ما فيه الصلاح للحق، وحضرموت ]شحيحة[ أسعارها، ذرة أربعة مصاري[60] بوقية بر، ثلاثة مصاري بوقية تمر، عشرة أرطال بوقية، مبايعها البر كل شيء يبيع نفسه، العادة الكبر والبر الصغير العادة ثمانتعشر وستعشر، البن كان شح، وصل مع وصول أهل باعباد، من عشرة أرطال ونصف ………. والله يا ولد عبد الحبيب أن الشيخ عبدالرحمن طرح بنظر…….على قاصر واحدة وثمانين كيلة ]ثلوثي[[61]، نفذ تريم، وقال لنا بعد جلا نطرك وبعناه من عشرة أرطال ونصف، وحصلنا لنا اثنين ]وخمسين[ قرش، ومن شان بنّك الحملين الذي عند دحمي[62] ذكرت أن لك ……. من البجاد الذين كلمنا دحمي بانبيعها ومنع يقول انك قلت …….إنه يقول لحتى يجي نابىء[63] منك الان يا ولد الجفل[64]………………….. رطل وربع بقرش، ولكن نقول إن الجفل …………
وسلموا لنا على …….. الجميع والناس بخير على خير، والكتاب سلمه …..
………….. الله يبلغه إليكم، والسلام
المملوك أحمد حيدر عز الدين)
الرواية الأخيرة:
من خلال المقارنة بين المصادر الحضرمية واليافعية والروايات المتعلقة بالحادثة يتبين لنا أن الرواية الثالثة التي أوردها ابن عبيدالله هي الرواية المطابقة للوثيقة المعاصرة للحدث، وقد فصلت رواية الوثيقة كثيرًا من بدء الفتنة وأطرافها إلى عدد القتلى والمصابين والأماكن التي شهدت أحداث متعلقة بالفتنة، و على الرغم من أن الفتنة لم تنتهِ وقت كتابة الرسالة فإن الفتنة وتفاصيلها قد أخذت نصف الرسالة.
كما تحدثت الوثيقة عن وقائع أخرى في وادي حضرموت في الزمن نفسه، ومنها[65]:
وقعة الخَرَابة في شبام:
وقد أتت عوادي الزمن على الوثيقة فتآكلت وضاع جزء يسير ومهم من النص، وحاصل الحادثة أن جماعة من رجال يافع الموسطة ذهبوا إلى الكسر وجمعوا من مقاتلي يافع عددًا مقداره (110) شخصًا، وذكر أسماء بعضهم، وأن (25) شخصًا من بني بكر – وهم من الضبي -شاركوا في حملة الموسطة تلك، وذهبوا إلى شبام يوم الأربعاء 7 ربيع الأول من ذلك العام (1206هـ)، فحفروا في البطحاء، وأشار إلى مشاركة قبيلة آل أمشق الناخبية في الحادثة، والمؤسف أن بعض التفاصيل المهمة التي تشير إلى سبب الوقعة ضاعت بسبب تآكل في الوثيقة، وبقية النص يذكر موقعًا اسمه الخرابة، حدثت عنده مقتلة بين هؤلاء القوم من يافع وآل كثير، وذكر مصير أسلاب (أسلحة) قتلى يافع، وأن أكثرها وقعت بأيدي آل كثير، وأن رجال الموسطة بعد هذه الوقعة ذهبوا إلى الكسر مستنجدين بقومهم من يافع على آل كثير، فذهب معهم رجال من جملتهم (25) شخصًا من رجال بني بكر، وفيهم بعض من حضر الوقعة السابقة، وأنهم عند كتابته للرسالة (بعد أسبوع من الوقعة) موجودون في شبام، والفتنة قائمة بين الطرفين، وهم ينتظرون مجيء مناصب عيْنات، الذين وصفهم بالمصابيح لإخراج حضرموت من هذه الفتنة.
وضع رتبة سيؤون اليافعية:
ثم أشار صاحب هذه الرسالة في عبارة مقتضبة إلى أن رجال يافع في رتبة سيؤون مبعثرون (مُطَيّرون) في وادي حضرموت في أماكن متناثرة، وذكر أن منهم 30 شخصًا عند الحبيب في عينات، وحوالي 20 شخصًا في شبام، وأبدى امتعاضًا من منصب عينات (الحبيب)؛ لأنه سبب في تشتيت أهل يافع وعدم اجتماعهم، ولأنه يحب بعضهم ويكره بعضهم الآخر!
من أسعار السلع في سيؤون سنة 1206هـ:
تضمنت الوثيقة في إشارة إلى بعض الأسعار، وإن كانت بعض كلماتها غير واضحة أو مخرومة بسبب عوادي الزمن، غير أنها تفيد شحة الأمطار في حضرموت في تلك السنة، وأن “أسعارها ذرة أربعة مصاري بوقية بر، ثلاثة مصاري بوقية تمر، عشرة أرطال بوقية مبايعها البر، كل شيء يبيع نفسه العادة الكبير، والبر الصغير العادة ثمانتعشر، وستعشر”. وذكر أن البُن كاد يشح في سيؤون، فوصلت منه كمية مع آل باعباد الذين قدموا به من يافع، وأن الشيخ عبدالرحمن – من آل باعبّاد – ترك بنظر أحدهم مقدارًا من البن قدّره بالكيلة الثلوثية، وذهب إلى تريم، فباعه كاتب الرسالة من عشرة أرطال ونصف (ولم يحدد مقدار الثمن)، وأنه ربح من هذا البيع اثنين وخمسين قرشًا. وبقية النص تعرض للتآكل في الوثيقة، لكن وردت فيه إشارة إلى أن ثمن الرطل والربع من البُن الجَفَل (غير المُحمَّص) قرش واحد. وهذا يشير إلى أن بعض المهاجرين اليافعيين في حضرموت كانوا يزاولون أعمالًا تجارية في أسواقها إلى جانب عملهم العسكري، وأن بعض البضائع كانت تجلب من يافع إلى حضرموت، ومنها البُن.
[1] السقاف: عبدالرحمن بن عبيدالله، إدام القوت معجم بلدان حضرموت، دار المنهاج، جدة، ط1، ص 854.
[2] الجنيد: أحمد علي، الدر المزهر شرح قصيدة الحبيب عبدالله بن جعفر مدهر، مخطوط بمركز النور للدراسات والأبحاث، تريم، مجاميع 5/1، ص 105
[3] السقاف: عبدالرحمن بن عبيد الله، بضائع التابوت، نتف من تاريخ حضرموت، مخطوط نسخة مصورة لدى الباحث، ج2، ص 256.
[4] الفقيه عبد الحبيب بن احمد بن حيدر عز الدين البكري نائب الشرع في بلاد يافع وقاضي يافعين له دور كبير في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في يافع وحضرموت وله مراسلات مع امراء وسلاطين ومشايخ يافع وحضرموت (مقابلة شخصية مع الأخ ناصر بن علي عز الدين البكري- يافع بني بكر 2019م).
[5] الجمعة 15 ربيع الأول سنة 1206هـ الموافق 11 نوفمبر 1791م
[6] عاشور: أي شهر محرم ويسمى بحضرموت بعاشور نسبة إلى يوم العاشر منه يوم عاشوراء.
[7] الخليف: من حارات مدينة تريم وأقدمها والخليف – بضم الخاء ففتح فسكون – من حارات المدينة الغربية وتقع غرب حصن الرناد وجنوبه وحارة السوق وتقع شرق حصن الرناد.
[8] قناصة: أي قنيص الوعول، وهي من العادات التي توارثها الحضارم منذ قبل الإسلام إلى اليوم، ولها أحكام وأعراف خاصة.
[9] هده: مضرابة
[10] محمد بن عبدالرحمن: من آل العيدروس وصاحب ثبي، أي: ساكن وادي ثبي ومنصبه، وهو وادٍ جنوبَ تريم، وهو أول وادي الذهب.
[11] علي بن همام: الناخبي من أمراء آل همام بتريم، ومقر إمارتهم حارتا الخليف وعيديد وحصن الرناد.
[12] رباعة: تحت حماية.
[13] علي بن عبد الكريم الجهوري: رئيس الجهاورة، وأحد شيوخ قبيلة الموسطة في (شبام) بحضرموت في القرن الثالث عشر الهجري.
[14] أهل عبد الباقي: فخيذة من العوامر.
[15] عوار: أي طلب رفع العار.
[16] عبيد يماني: بقايا سلطنة آل يماني بتريم، التي انتهت بدخول السلطان أبي طويرق تريم سنة 925هـ.
[17] تعير: غضب لمقتل أحد الذين تحت حمايته.
[18] زقر: أمسك وقبض.
[19] ابن العيدروس.
[20] وأمسك بعبد الرحمن ابن السيد محمد بن عبد الرحمن ثبي واحتجزه عنده، فتخلّص من الحجز بدفع أربعمئة قرش للجَهْوَري.
[21] تعير: غضب لما لحق بابنه فصاح في القبائل وجمع 105 منهم.
[22] لعله قاسم بن علي بن جابر عمر السعيدي الموسطي شيخ الموسطة وآل علي جابر أهل خشامر توفي سنة 1215هـ، وقبره بجرب هيصم.
[23] أهل كثير والعوامر واهل جابر من قبائل حضرموت، وهؤلاء يجمعهم حلف الشنافر.
[24] قارة العز: حصن منيع جنوب تريم، بينها وبين ثبي بني سنة 842هـ، وقيل سنة 601هـ حيث كان بداية سور تريم الى حيد قاسم 0 السقاف: إدام … ص 857.
[25] ولف: التف.
[26] آل همام: وكان آل همام إلى جانب السيد محمد بن عبدالرحمن ضد علي بن هُمام المتحالف مع علي بن عبدالكريم الجهوري.
[27] بن عبدالقادر العمري البعسي أمير النويدرة.
[28] النويدرة: من حارات تريم، وتقع إلى الشمال.
[29] الرضيمة: من حارات تريم وتقع إلى الشمال الغربي.
[30] مخارش: قبيلة من يافع من مكتب الموسطة.
[31] سوق النحاس: جانب من سوق تريم.
[32] ابن عبدات من فخائذ آل كثير.
[33] الشيخ ناصر جابر النقيب: أحد شيوخ قبيلة الموسطة في (شبام) بحضرموت في القرن الثالث عشر الهجري
[34] يحيى بن مطهر: ابن هرهرة من أهل حصن مطهر الواقع جنوب تريم بحيد قاسم من رؤساء الرتب اليافعية في تريم. ورد اسم أخيه قحطان بن مطهر هرهرة في رسالة موجه إليه من السلطان أبي بكر بن عمر هرهرة، المتولي سلطنة يافع سنة 1158هـ (وثيقة ضمن مجموعة ناصر علي عز الدين).
[35] البكري اليافعي وليس المساوى باعلوي.
[36] يدرعون: يذهبون ويأتون بين الطرفين لأجل الصلح بتكليف من المنصب.
[37] الحبيب المنصب سالم بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن سالم بن أحمد بن الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم تولى المنصبة سنة 1177هـ وتوفي سنة 1211هـ (بستان العجائب ص 76 – 90).
[38] الموسطة: أي أفراد من مكتب الموسطة من مكاتب يافع العشرة.
[39] الكسر: الجزء الغربي من وادي حضرموت.
[40] مصايحة: صوت فزعة ومناصرة.
[41] البكريين.
[42] البطحى: بطحاء شبام، ويطلق على سائلة شبام الواقعة جنوبها.
[43] أمشق: قبيلة من يافع من مكتب الناخبي الموسوعة الجزء 6 ص 20.
[44] الحزم: قرية في الجنوب الشرقي من شبام، وتقع بسفح جبل الخبة الشرقي الشمالي. إدام القوت ص 547 ط المنهاج.
[45] النطف: ولعلها تعني أن الاثنين إصابتهم كبيرة، ومطلوب تقدير ضررها لتحديد التعويض المطلوب والنطف في الأخلاف والهدن أيضًا، وهو قيمة أو دية الشيء المفقود (من تعليقات الأستاذ حسن البرقي).
[46] كيرعان : من قرى سدبة، وتسمى حوطة حميشة. الإدام ص 435.
[47] صلاح سعيد بن محمد ناصر الرشيدي ابن أخ جابر محمد ناصر الرشيدي جد ال الرشيدي بحوطتهم بالقطن والده سعيد كان بحضرموت له ذكر في وثائق سنة 1190- 1192هـ، وله تردد على منطقتهم بيافع وادي مرحب (مقابلة شخصية مع الأخ سعيد عبدالله الرشيدي – القطن حضرموت 2019م)
[48] السنيدي : البكري.
[49] الرباكي : من أقدم قبائل يافع بحضرموت وأولهم سكنًا بها وخاصة بالقطن وشحير وفوة، سكن آل الرباكي في منطقة (جفل)- بكسر الجيم والفاء وتسكين اللام – وهي من أكبر قرى شبام، تقع إلى الجنوب من مدينة حوطة أحمد بن زين وإلى جنوب شرق مدينة شبام وشمال قرى وادي بن علي وقد آل إليهم أمرها, وبها كانت إمارتهم، وما تزال أطلال حصن الرباكي في قرية جفل شاهدة على قدمهم، وكان لهم وجود أيضًا في مثاوي يافع القطن فكانت لهم منطقة (المرقدة) بوسط القطن ، (الموسطي وآخرون، الموسوعة اليافعية، ص 420- 422).
[50] المصابيح : يقصد بهم المناصب الساعيين للصلح.
[51] دلالة على كثرة الفتن.
[52] موزعين.
[53] الرتبة: الحامية العسكرية.
[54] الحبيب: المنصب بعينات.
[55] حبيبنا: أي: المنصب بن الشيخ أبي بكر بن سالم.
[56] طير: فرقهم وبعثرهم.
[57] ابن غرامه المنصوري البعسي أمير تريم الشرقية.
[58] ابن عبدالقادر العمري البعسي أمير منطقة النويدرة بتريم.
[59] ابن غرامة
[60] المصاري: جمع مصري، وهو مكيال خاص للحبوب في حضرموت، يصنع من الخشب، وينقسم على نصف المصري، ويسمى الشطر، وإلى أجزاء أصغر.
[61] كيلة ثلوثي: الكيلة الثلوثية: مكيال كان شائعًا في يافع بني مالك، منسوب إلى سوق (الثلوث)، أي: الثلاثاء في الموسطة، ومقداره: أربعة كؤوس ثلوثية، والكأس الواحد مقداره (18) كوبًا مذنّبًا، وهو كوب من البورسلان كان شائعًا في القرن الماضي، يُشرب به الشاي مع طبق صغير (سَيْسَر)، واسمه في يافع (أبو شَهْر) لوجود صورة هلال فيه؛ حسب إفادة من الوالد المعمَّر عبادي بن أحمد علي الأشبط رحمه الله (1322-1434هـ) عندما التقيته في قرية مَنْقَل بالموسطة بتاريخ 3/11/1427هـ.(إفادة من الدكتور نادر سعد العمري).
[62] دحمي: المرادف والاختصار لاسم عبدالرحمن في حضرموت.
[63] نابئ: نبأ وجواب.
[64] الجفل: (بالفتح)، أي: البُن غير المحمص.
[65] حلبوب: نادر سعد، أخبار حضرموت في وثائق المراسلات اليافعية في القرن الثالث عشر الهجري، بحث غير منشور مقدم إلى المؤتمر العلمي الرابع التاريخ والمؤرخون الحضارمة ديسمبر 2020م ص 3-4 / 11-12.