صالح سعيد بحرق
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 19 .. ص 106
رابط العدد 19 : اضغط هنا
رسالة
إلى ولدي:
أعلم أنك بعيد عن كل فجاءة جميلة ..
أعلم أنك لا تجيد شيئًا سوى أن تهيم وحيدًا
فكن صديقًا للحمام
إذا أفرد جناحيه للطيران.. وحدّق في رحلته كثيرًا ..
كوت العيينة
مذ كان غارقًا في بحار الدهشة/ موغلًا في النسيان
يقف على ربوة..
شاخصًا/ بصره على الطريق
هائمًا في النشيد..
والحكايا/ والدان/ والنخلة الوحيدة..
أمر به فتجفل الدرب من تحتي/ تنتابني رعشة/ أبصر على مسافة بقايا المدفع/ وبقايا الأثافي /
والهمهمات البعيدة…
غروب
على ناصية طريق جبلية/ أخذت تعدد لحظات مأساتها/ منذ أن تركها ومضى إلى غربة في الروح..
تنظر إلى الأفق فيورق في أعطاف الحنين حنينها/ ويندى جبينها من فرط الذكرى/ إذ تهرب إليها ..
تتعارك في سماء انتظارها لواعج الشوق.. وتغرب في لحيظاتها.. أسماؤه القديمة ..
تشققات على جدار الصمت
من ركام النفي والسحق/ نهضت تبتغي أملًا جديدًا/ تركت الماضي بثقله الحديدي/ وراحت صوب أمانيها الجديدة/ أوصلت رسالتها/ أوضحت رؤيتها/ تحدثت/ ثارت في وجهها كل القلوب العنيدة/ لخصت قضيتها حريتها/ في كلمة واحدة: أكون أو لا أكون/ وسارت في طريق الحلم/ دكت جدار الصمت/ رمت بكل الأزياء القديمة..
المكلا
تتناسل وعودًا جميلة كلما زارها
يجلس على شاطئ البحر.. يرمي بصنارة الذكرى.. فتبدو له هنالك أشياء فريدة ..
يتصفح كتاب الأمس الذي كأنه.. وتومض في ليالي الحنين
مساءاتها الجديدة..
مئذنة في شبام
تحت أفيائها جلس جماعة من الشبيبة.. ترتد أبصارهم كلما نظروا إلى الأعلى.. حيث تخطفها رهبة المنازل المرتفعة.. فيعودون ينظرون إلى الأسفل.. حيث الباعة المتجولون بالتحف..
وثمة امرأة أجنبية قد التقطت صورًا لشبام.. وهي تسجل في مذكراتها أشياء لا يفهمها الناس.. ومضت توزع الشوكولاتا على الأطفال ..