سعيد محمد بن هاوي باوزير
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 19 .. ص 109
رابط العدد 19 : اضغط هنا
لوحدي في غرفتي الضيّقة
ونافذتي لم تزل مغلقة
علاها الغبارُ فما أبصرت
ضياءً ولا نسمةً معبقة
وحولي هموم الدجى عرسَّت
جميعًا وتنظر لي مشفقة
مع الليلِ والصّيفِ (والغيلِ) كم
أُبدّدُ عمري وكم أنفقه
وأحيي اللياليّ تُحسبُ من
شبابي الذي ليت أن ألحقه
وأسهرُ ليلي أنا والأسى
وجرحي الذي اعتدتُ أن ألعقه
ينامُ معي الحزن يا صاحبي
ويصحو مع مهجتي المرهقة
أنامُ على الجمرِ من عادتي
ويخشاني الجمرُ أن أحرقه
عيوني من السهد مجروحة
وجفنيّ يا ليت أن أطبقه
أتعرفُ صبًّا براه الضنى
فعالُ الهوى شيّبت مفرقه
إذا جُنَّ ليلي فيا شقوتي
أُقيمُ لشيطنتي مشنقة
جفاني الصحابُ فلا مؤنسٌ
سوى الدمعِ والدمعُ ما أصدقه
لقد ضيّعتنا أحاسيسنا
فهذي مقاديرنا المحدقة
لقد عملقتنا معاناتنا
ومن جرحها كانت العملقة
إذا أوجعتنا نصالُ الهوى
فمنها عرفنا الإبا والثّقة
فلا تسألوا عن جراحتنا
فمن يسأل الطيرَ في الشقشقة
فقد يستلذُّ الجريحُ العنا
ويستعذبُ المعدنُ المطرقة
سلوا إن اردتمُ سربَ الفرا
ش عن لذّةِ اللحظةِ المحرقة
فإن لم تكن جمرُ آهاتِنا
فما كانت الأحرف الصادقة