طاهر ناصر المشطي
ورقة مقدمة إلى الندوة العلمية
(المعالم الحضارية لحضرموت القديمة حتى فجر الإسلام)
المنعقدة بمدينة المكلا للفترة 9 – 10 يوليو 2007م
أعداد الباحث الأستاذ / طاهر ناصر المشطي
ميناء شُرْمَة التاريخي في العصور القديمة
( من عصور ما قبل التاريخ إلى قبيل الإسلام )
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 21 .. ص 24
رابط العدد 21 : اضغط هنا
المقدمة :
هكذا ضبطت في القواميس ( شُرْمَه ) ، بضم الشين ، وسكون الراء ، وفتح الميم ، جاء في ( تاج العروس من جواهر القاموس ) : وشُرْمَة: قَرْية بِحَضْرَمَوْت اليَمَن. [1] ، واللفظة مشتقة من الشرم ، وهو الشق بمعناه الواسع ، و منه ( الأشرم ) أبرهة الحبشي . وسميت شُرمة بهذه الاسم نتيجة لنحت الأمواج لساحل البحر ، ودخول لسان من الماء في هذه الشُرْمة ، مُشكِّلة لخليج ، أُطْلِقَ عليه ( خليج شُرْمَه ) ، وسُمِّيت المنطقة باسمه ، جاء في القاموس المحيط الشَّرْمُ : لُجَّةُ البَحْرِ أو الخَليجُ منه [2] ، وجاء في صحاح الجوهري : وشَرْمٌ من البحر: خليجٌ منه [3] .
موقع ميناء شُرْمَة :
الحدود : ويحدها من الغرب رأس شرمه والبحر ، ومن الشرق شاطئ يثمون ورأس باغشوة ومن الشمال منحدرات الهضبة والطريق الرئيس ( المكلا – سيحوت ) ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي.
أهمية موقع شرمة :
لموقع ميناء شرمة أهمية كبيرة من نواحٍ عدَّة ، منها أنَّه :
المساحة :
تبلغ مساحة منطقة شرمة حوالي 27 كيلومتر مربع لتشمل 270 ألف هكتار تقريبًا، ويبلغ طول شواطئها 18 كلم تقريبا بعمق بحري بين (1 -2) كلم تقريبا. [7]
ساحل حضرموت في العصور القديمة:
يشكّل ساحل حضرموت وأحواضه مساحة واسعة من جنوب شبه الجزيرة العربية، والذي كان مجالاً للنشاط البشري منذ فجر التاريخ [8] ، فعلى هذا الساحل عُرفت أمة من أقدم الأمم التي عرفها التاريخ ألا وهي أمة ( عاد ) [9] ، والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم ووصفها بأنها كانت تدين بالوثنية وعبادة الأصنام، فأرسل إليهم هُودًا عليه السلام، فكفرت به و لم يؤمن به إلا القليل من أهلها . و قد ذهب بعض الباحثين إلى أن (عادًا ) هي أصل الجنس السامي ، و قد عاشت بـ ( الأحقاف ) [10] من أرض حضرموت ، قال البيضاوي في تفسيره : إنهم ـ يعني عادًا ـ يسكنون بين رمالٍ مشرفة على البحر بالشحر من اليمن [11]، وعلى طول الساحل الحضرمي ( الشحر [12])، الذي يمتد من شرق عدن إلى ظفار في عمان تكونت العديد من الموانئ البحرية على مدى ، والتي ساد بعضها في فترات زمنية قديمة، ثم بادت وبقيت آثارها شاهدة عليها، والذي منها ميناء شرمة.
تاريخ البحث في شرمة و أهم نتائج عمليات التنقيب عن الآثار :
إن المنطقة الواقعة إلى الشرق من مدينة الشحر وحتى الحدود العمانية ظلت عمليًا غير مستكشفة و مجهولة إلى عام 1996م باستثناء ميناء حيريج [13] ، وتشمل هذه المنطقة معظم ساحل بلاد حضرموت وبلاد المهرة . [14]
وخلال الفترة ما بين عامي 1996 ـ 1999م تمت المسوحات الميدانية المكثفة لساحل حضرموت والمهرة ، من قبل البعثة الفرنسية برئاسة الدكتورة أكسيل روجول [15]، بين الشحر والحدود العمانية، . ضمن المشروع الفرنسي المدعوم من وزارة الشئون الخارجية الفرنسية ( الإدارة العامة للتعاون الدولي والتنمية ) ، والمركز الوطني للبحث العلمي برنامج موانئ المحيط الهندي ، وكان الهدف الأساس من هذه المسوحات هو تقديم معلومات عن الاستيطان في هذا الساحل ، ودوره في التجارة البحرية في المحيط الهندي لفترة القرون الوسطى، والموانئ وأنشطتها الاقتصادية والشبكات التجارية والسلع المتبادلة [16] ، وقد استكشفت رأس شرمة منذ حملة التنقيب الأولى في عام 1996م ، وتم اكتشاف عدد من الموانئ القديمة منها : ميناء شرق الشحر ، المصينعة ، شروين ،خلفوت ، كدمة يعرب ، وغيرها .
وبدأت أعمال الحفريات في ميناء شرمة وضواحيها، منذ سنة 2001م حتى عام 2006م خلال أربعة مواسم. و قد رافق البعثة أثناء عمليات التنقيب الأربع حوالي عشرون عالماً متخصصاً في مجالات مختلفة منهم : ماري لويز Inizan Marie-Louise و ريمي كراسارد Rémy Crassard المتخصصان في تحليل رفات عصور ما قبل التاريخ وبقاياها ، وجيريمي شيتيكاتي Jérémie Schiettecatte المتخصص في تحليل فترة الاستيطان لحضارة جنوب الجزيرة العربية وأريك فاليت Eric Vallet الباحث في تاريخ التبادلات التجارية البحرية بما فيها ميناء شرمة وغيرهم من العلماء ، وغيرهم من العلماء .
لقد أظهرت نتائج أعمال المسح و التنقيب عن الآثار في شرمة و ضواحيها من قبل البعثة الفرنسية حقيقة مهمة جدًا وهي : إن منطقة شرمة و ما حولها قد اُستوطَنت في مختلف الأوقات والأزمان [17]، منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث .
لذا يمكننا تمييز ثلاث مراحل للاستيطان في شرمة، هي على النحو الآتي:
المرحلة الأولى : مستوطنة عصور ما قبل التاريخ ، وتركز الاستيطان بدرجة رئيسة على الهضبة الغربية ، المتصلة برأس شرمة ( شبه جزيرة شرمة ) وأهم مظاهره الشاطئ الأحفوري القديم : كتلة كبيرة وواسعة من مجموعات المحار الحجرية ، ووجود هياكل المستوطنات البشرية المرتبطة بالمادة الحجرية على الرصيف صخري وقبور ما قبل التاريخ .
المرحلة الثانية : مستوطنة فترة حضارة جنوب الجزيرة العربية ، وتركز الاستيطان على الهضبة الشرقية ، والتي تشرف على الميناء مباشرة . وآثار الاستيطان هنا أقل من المرحلة السابقة وأبرزها الشرفة المغليثية الكبيرة .
ومن الملاحظ إن هاتين الهضبتين قد تعرضتا ، لنحت الأمواج لصخورهما خلال آلاف السنين ، مما أدى إلى انهيار أجزاء من تلك المستوطنات في البحر، وإن استمرار هذه عمليات ــــ التعرية البحرية ـــ سيؤدي إلى انهيار أجزاء أخرى مستقبلاً ، كما هو ملاحظ من أثر عمل الأمواج على صخور الهضبتين .
المرحلة الثالثة : ( مرحلة العصر الذهبي ) ، و هي مستوطنة فترة الحضارة العربية الإسلامية، في فجر الإسلام ، و هي من أهم مراحل الاستيطان في ميناء شرمة ، إذ تركز الاستيطان في السهل الساحلي باتجاه خليج شرمة ( الميناء / الفرضة ) ؛ إذْ تكونت مستوطنة محصنة بالأسوار والقلاع ، وتضم المستودعات والسوق والمسجد والمقبرة الإسلامية … وغير ذلك ، كان ميناء شرمة في هذه الفترة مركزًا رئيسًا للتجارة الدولية ، فقد ازدهر الميناء ازدهارًا عظيمًا لم يسبق له مثيل على مدى تاريخه ، إذ عُدَّ واحدًا من أكثر الموانئ ازدحامًا في غرب المحيط الهندي خاصة في الفترة من نهاية القرن العاشر الميلادي حتى منتصف القرن الثاني عشر الميلادي [18]، و بهذا أصبحت شرمة ثالث ميناء على مستوى الجنوب العربي بعد الشحر وعدن. [19] وثاني أهم موانئ حضرموت في تلك الفترة [20] .
و سنتناول في هذه الورقة[21] الاستيطان في ميناء شرمة منذ عصور ما قبل التاريخ، إلى نهاية العصر الجاهلي قبيل الإسلام، وسنترك المرحلة الثالثة في فرصة قادمة أن توفرت لنا الظروف إن شاء الله .
و سنستعرض أهم المعالم الأثرية لتلك العصور :
أولًا: مستوطنة شرمة و ما جاورها في عصور ما قبل التاريخ :
يقصد بعصور ما قبل التاريخ هي تلك العصور التي سبقت اكتشاف الإنسان للكتابة ، وفي الجزيرة العربية ظهرت الكتابة في نهاية الألف الثاني وبداية الألف الأول ق.م [22]، و بالاستناد على الأدلة الأثرية في جزيرة العرب فيما يخص الأدوات الحجرية يمكن تصنيف هذه العصور وفق النظام التقليدي المسمى : ( The three Age System ) نظام العصور الثلاثة وهي العصر الحجري ( The Stone Age ) والعصر البرونزي ( The Bronze Age ) والعصر الحديدي ( The Iron Age ) [23]، و هذه العصور الثلاثة الرئيسة تصنف إلى تصنيفات فرعية تفصيلية أخرى نحن في غنى عنها في الوقت الراهن .
ويتطابق العصر الحجري القديم من الناحية الجيولوجية مع العصر المطير ( البلايستوسين ) [24] ، عندما كانت جزيرة العرب بساتين وأنهار ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق r [25]؛ إذْ كانت شبه جزيرة العرب في عصر الجليد كثيرة المياه والأمطار ، وتجري فيه الأنهار والجداول ، وتنتشر الغابات والأشجار والحشائش ، وتسرح الحيوانات ، وظلت كذلك حتى نهاية العصور الحجرية [26]، وكان الإنسان القديم في تلك العصور يعيش في الكهوف والملاجئ الجبلية والغابات على جمع الجذور والبذور وثمار الفواكه وعلى صيد الأسماك والحيوانات كالماعز البري وأنواع الوعول والغزلان والأرانب والطيور ونحوها . وارتقى الإنسان تدريجيًا في سلَّم التطور فصنع القوارب واستخدمها في النقل ، وصنع الملابس وأدوات الزينة [27] وغيرها.
أما الدلائل على وجود الإنسان في منطقة شرمة وضواحيها فإنه يعود في الأقل إلى العصر الحجري الحديث Neolithic (النيوليثي) [28]، فآثار الاستيطان المبكر القديم في شرمة رجحته البعثة الفرنسية إلى الألفية الثالثة أو الرابعة قبل الميلاد [29] .
تنتشر آثار هذه المستوطنة في شبه جزيرة شرمة ، والتي تشمل الهضبة الغربية ( منطقة رأس شرمة ) والسهل الساحلي المجاور لها ، وهذه المنطقة عبارة عن لسان من اليابسة يمتد داخل البحر باتجاه الجزيرة الصخرية الصغيرة ( جزيرة شرمة ) تحيط بها مياه البحر من ثلاثة اتجاهات. ولا شك إن هذه المنطقة قد تعرضت لنحت الأمواج لصخور الشاطئ لفترات زمنية طويلة ما أدى تدمير العديد من الآثار التي جرفتها الأمواج خلال آلاف السنين وغيبتها في البحر .
مظاهر عصور ما قبل التاريخ في شبه جزيرة شرمة :
ويتضح ذلك إذا قمنا بنبش الرمال الذهبية على السطح ، سنلاحظ إن الرمال في الأسفل ذات لون أسود ، وبها ليونة نسبية ، وهذا دليل على تكوين الوقود الأحفوري على الشاطئ القديم بسبب تحلل الكائنات الحية ، وربما يمثل احتمالات آثار من الساحل القديم جدًا. وقد أظهرت الحفريات أن الودائع الأثرية لا تزال باقية تستند دائمًا على طبقة القاعدة التحتية ، وهي لوح من الحجر الجيري أو الشاطئ الأحفوري ، الطبقات الصخرية الظاهرة حتى ذلك الحين على شكل بروزات في كل مكان على السطح ، على الأقل في هذا الجزء الغربي من السهل ، وهي غنية بالموارد الغذائية [30]. إذ كان ميناء شرمة مشغولًا جدًا ، ومزدحمًا بالأعمال منذ وقت مبكر جدًا، كما تظهر ذلك وتبينه الهياكل المختلفة لعصور ما قبل التاريخ أو التاريخ البدائي المحددة في هذا القطاع ؛ إذْ لا تزال ما تبقى من مجموعات المحار والأسماك الصدفية [31]، وهياكل الموائل [32] والمقابر [33]. و تتوزع على السهل الساحلي القديم والهضبة الغربية :
تم العثور على نموذج لمهن الصيادين في الفترة الزمنية الأخيرة لعصور ما قبل التاريخ (على الأرجح الألفية الثالثة ، أو حتى الألف الرابع قبل الميلاد.). و هي عبارة أثقال شباك الصيد الحجرية [35] ( poids de filet ). و قد عثر على مثل هذه الأدوات في بعض المواقع الساحلية من سلطنة عمان ، و المعروفة على نحو أفضل في المنطقة ، أظهرت بالضبط نفس النوع من المعدات و الأدوات [36] . يتبين من ذلك إن المستوطنين الأوائل كانت لهم صلات بعُمان لتشابه الأدوات … كانت بلاد اليمن وحضرموت وعمان من أخصب بقاع الجزيرة العربية في ذلك الوقت وأوفرها نماءً ، وعلى صلة بمراكز الحضارة سواء عن طريق البر أو البحر [37].
لأول مرة تستخدم أصداف المحَّار وعلى وجه الخصوص نوع Conus sp المخروطي و Strombus sp ، وتستخدم هذه في مجال تصنيع الخواتم، بعد أن يتم استخراج قمة رأس الصدفة وتلميعها وربط ذلك بالحلقة (شاربنتييه 1994). تم العثور على جزء وحلقة دائرية .
محارات الأسقلوب (pectens) موجودة أيضًا في شرمة تستخدم في الغالب بوصفها أوعية ( أواني ) أو حاويات ( صحون )
و غيرها من أنواع الأصداف .
تعود إلى الألفان الثالث والرابع قبل الميلاد ، وتقع في مقدمة رأس شرمة ، وهي عبارة عن مجموعة من هياكل المستوطنات البشرية المرتبطة بالمادة الحجرية على الرصيف صخري ( الرف ) في الهضبة الغربية . وكذا مجموعة من المدافن التلية ، شكل (8) .
هياكل حجرية في الجهة الشمالية ومقابر تلية في الجنوب
على حافة الجرف الشمالي من الهضبة الغربية، وفي طرف الرأس فوق الخليج ، تقع العديد من المنشآت الحجرية اللوحية الجامدة على نتوء صخري (الشكل). منها ماهي مفتوحة نحو الغرب على شكل حدوة حصان مثل هيكل B64 ، ومنها ما هو على شكل بيضاوي مثل الهيكل B65 ، ومنها على شكل قوس دائري مثل الهيكل (B66) . والمنشآت الأخرى من النوع نفسه تقع غير بعيد إلى الشرق، عند مدخل الطريق المؤدي من السهل الساحلي على الجهة الشرقية من الهضبة. عند سفح الى الأسفل من وجود ثغرة في نتوء الصخور، وعدد من الأحجار المصفوفة والتي قد خدمت لتوجيه الجريان السطحي لمياه الأمطار (B68). و هذه الهياكل يصعب تفسيرها .
توجد ثمانية مدافن تلية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الهضبة الغربية ( الرأس ) الشكل ( 17 ). وهي متآكلة جدا بشكل عام، فهي على شكل تلال دائرية غير واضحة ، أقطارها من 4-5 أمتار ، مغطاة بكسور من الصخور النارية [38].
غير إن البعثة لم تجري أي حفريات في هذا الموقع ، لتحديد تاريخ هذه المقابر بدقة ، وعلى العموم فإن مثل هذه الهياكل الحجرية هي عبارة عن مدافن تلية تنسب عادة إلى العصر البرونزي [39].
لا تزال بعض مخلفات مستعمرات البدو كما هو الحال ، وعلى الأرجح وجود هياكل مماثلة بنيت على الهضبة الشرقية من الحجر من تحت أنقاض الشرفة حضارة الجنوب العربي . ولكنها هنا ترتبط بمواد سطحية خاصة ، في مجموعة مثيرة للاهتمام تشمل أدوات عدَّة من المواد الحجرية، بما في ذلك العديد من أدوات حجر الصوان وكوارتزيت ، والتي يبدو أنها تمثل مستعمرة يصعب حتى الآن الْبَحْث وَالتَّحْقِيق في تحديد فترتها الزمنية في هذه اللحظة ، ربما تعود إلى ( الألفية الخامسة أو الرابعة أو الألفية الثالثة قبل الميلاد ) [40] ( الشكل 17، 18 )
هذه المجموعة هي بالتالي على الارجح بقايا مستوطنة من العصر البرونزي ، أو حتى العصر الحجري الحديث ، والتي يمكن أن تكون مرتبطة مع أكوام أصداف المحار المتراكمة على السهل،، وربما يرجع تاريخها إلى الألفية الرابعة أو الثالثة قبل الميلاد [41].
وقد أجريت دراسات استقصائية عدَة ( مسوحات ) في المنطقة المحيطة بشرمة، من خلال الدراسة المكثفة للساحل في الفترة 1996-1999 خلال الحفريات في الموقع . وقد ركزت على أربعة مناطق متميزة (الشكل 19) وهي :
وكان هذا البحث يهدف لتحليل العلاقات بين شرمة والمناطق المحيطة بها ، ولكن أيضًا لتقدير طبيعة المستوطنات البشرية وكثافتها في المناطق المجاورة لرأس شرمة لكافة العصور . وقد ساعدت المسوحات في تحديد 44 موقعًا. و بما في ذلك نحو عشرين من المواقع لفترة ما قبل العصر الحديث . بالإضافة إلى عدد من المدافن ، ومواقع مستعمرات المواد الحجرية عدَّة.[42]
و من هذه المواقع :
تقع على الجانب الاخر المواجه لخليج شرمة . حيث مجموعات كبيرة من كتل المحار والرخويات مماثلة إلى حد كبير للشاطئ الأحفوري لشرمة لعصور ما قبل التاريخ . وهذا الرماد على نطاق كبير ، وهو ذو لون أسود تقريبًا ، تقع على طول حافة الشاطئ. مع قلة المواد التي التقطت من على السطح ، والتي هي عبارة بعض شظايا الصوان والأصداف .
عثر على عدد من الأدوات الحجرية بوادي حمم ، وهي أسلحة حجرية عبارة أنصال ورؤوس سهام ( الشكل 22 )
لقد مكنت حرفة الصيد البحري بالإضافة إلى الصيد البري والزراعة البدائية من أن تمد إنسان العصر الحجري الحديث في شرمة وضواحيها بوفرة من الرزق مكنته من أن يعيش حياة مستقرة ، وبدأ الناس في هذا العصر يخرجون من الكهوف إلى المواقع المكشوفة ، ليسكنوا الخيام و الأكواخ ، فانتشروا في الغابات وعلى سواحل البحار وحول الواحات وعلى شواطئ الأنهار يصيدون الأسماك والطيور والحيوانات [44].
الهوامش و المصادر :
[1]) انظر : تاج العروس من جواهر القاموس ، المؤلف: محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى: 1205هـ) ، المحقق: مجموعة من المحققين ، الناشر: دار الهداية ج 22 ص 464
[2]) ( القاموس المحيط ) – الفيروزآبادي (المتوفى: 817هـ) ، الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان الطبعة: الثامنة، 1426 هـ – 2005 م ، ص 1126
[3]) منتخب من صحاح الجوهري ، المؤلف: أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: 393هـ) ، ص 2594
[4]) (Axelle Rougeulle & Anne Benoist ( Notes on pre- and early Islamic harbours of Hadramawt ) (Yemen) . Proceedings of the Seminar for Arabian Studies 3 1 (2001 ) . p 211
[5]) محمد عبد القادر بامطرف الرفيق النافع على منظومتي الملاح باطايع مطبعة السلام بعدن ص10
[6]) يعرف عند العرب برأس عسير
[7]) موقع وزارة السياحة مديريات ساحل حضرموت .. مناطق الجذب السياحي ( ساحل حضرموت ) فضل ناصر سيف بن الشيخ علي
[8]) مجلة خلفة العدد الثالث صفحة 38 ( طاهر المشطي ، كنوز بلادي 1 ) لقاء مع المؤرخ والأنثروبولوجي الدكتور عبد العزيز جعفر بن عقيل .
[9]) عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، و من أولاده : ( شدّاد ) و ( شديد ) و ( إرم ) بان مدينة ( إرم ذات العماد ) التي جاء ذكرها في القرآن الكريم .
[10]) الأحقاف : (وهي جبال الرمل) وكانت باليمن بين عمان وحضرموت بأرض مطلة على البحر يقال لها: الشحر، واسم واديهم مغيث، وقد أرسل الله إليهم نبيّه هوداً عليه السلام، فكذّبوه فأهلكهم الله بريح صرصر عاتية. ( قصص الأنبياء – لابن كثير 1/89 ) .
[11]) تفسير البيضاوي ( 5 / 182 )
[12]) الشحر : معنى الشحر في اللغة المهرية تعني ساحل ، الشحر جمع مفرده شُحْرة بضم الشين و هي مسقط مياه السيل و مجراه برؤوس الوديان ، عند أقدام المرتفعات ، و هذا ما ينطبق طبوغرافياً على ساحل حضرموت و المهرة .
[13]) وهو موقع اكتشف بالقرب من سيحوت من قبل فريق روسي 1990م ، ثم درس خلال دراسة استقصائية (مسح ) من قبل المعهد الألماني بصنعاء في مطلع التسعينات والثمانينات من القرن الماضي (Vogt 1994).
[14] (Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . Introduction , P NO 1
[15]( ROUGEULLE Axelle (Ḥayrīǧ, Šarwayn, Ḫalfāt, les ports anciens du Mahra ) Yémen. c. ixe-xiie siècles . Anisi 42 (2008), p.378 .
[16]( Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . Introduction , P NO 1
[17] (Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . Introduction , P NO 4
[18] (Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . Introduction , P 5
[19] ( Dionisius A. Agius , (Classic Ships of Islam ) From Mesopotamia to the Indian Ocean . 2008 p 91
[20]) الأنصاري ، شمس الدين أبي عبد الله محمد أبي طالب ، نخبة الدهر في عجائب البر و البحر ص 217 من الكتاب المذكور طبعة 1281م
([21] ورقة مقدمة إلى الندوة العلمية الموسومة بــ(المعالم الحضارية لحضرموت القديمة حتى فجر الإسلام) المنعقدة في مدينة المكلا للفترة من 9 – 10 يوليو 2017م برعاية مركز حضرموت للدراسات التاريخية والنشر.
[22]) المعمري ، عبد الرزاق راشد ، (موروث العصور الحجرية في الجزيرة العربية ودوره في تشكل قُرَى ومُدن حضارة جنوبي الجزيرة المبكِّرة ) ص 4
[23]) آثار ماقبل التاريخ و فجره . د. محمد عبد النعيم ، ترجمة عبد الرحيم محمد خبير ص 61
[24]) د. تقي الدبَّاغ ، الوطن العربي في العصور الحجرية ، الناشر دار الشؤون الثقافية العامة ، وآفاق عربية . الطبعة الأولى بغداد 1988م ص 7، 8.
[25]) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ فَلا يَجِدُ أَحَدًا يقلها مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا . رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
[26]) د. تقي الدبَّاغ ، الوطن العربي في العصور الحجرية ، الناشر دار الشؤون الثقافية العامة ، و آفاق عربية .الطبعة الأولى بغداد 1988م ص 129 ، 130
[27]) ج . هاوكس و ل . وولي ، أضواء على العصر الحجري الحديث ، ترجمة و تعليق : د. يسرى عبد الرزاق الجوهري ، دار المعارف ص 7
[28]) العصر الحجري الحديث Neolithic ( النيوليثي ) : يمتد كما يرى زارنس و آخرون ( Zarins et al ) من الألف الثامن ( 8000 ق.م ) قبل الميلاد إلى نهاية الألف الثانية قبل الميلاد ( 2000 ق . م ) و تتميز هذه الفترة بسمات حضارية مثل : استئناس الحيوان ، و ظهور الزراعة ، و صنع و استعمال الأواني الفخارية ( المصدر : آثار ماقبل التاريخ و فجره . د. محمد عبد النعيم ، ترجمة عبد الرحيم محمد خبير ص 60 )
[29] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P 11
[30]( Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P 11
[31]) بقايا استخدامات او طعام لإنسان البدائي الجولات
[32]) الموئل : جمع موئل و هو الملجأ والمعقل
[33] ( Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P 11
[34] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P 11
[35]) تستخدم في تثقيل شباك الصيد عند رميها في البحر . بمثابة الرصاص التي يضعه الصياد اليوم في شبكة الصيد
[36] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P 12
[37]) د. أنور عبد العليم ، الملاحة وعلوم البحار عند العرب ، سلسلة عالم المعرفة العدد 13 ، ص 15
[38] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1-3. Les tumuli du plateau occidental, P 14
[39] ([39] Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique P15
[40] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique p14
[41] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique p14
[42] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique, P NO 16
[43] (Rémy Crassard, Marie-Louise Inizan, Axelle Rougeulle (Sharma Un entrepôt de commerce médiéval sur la côte du ДaḌramawt (Yémen, ca 980-1180) . I/1. L’occupation préhistorique, P NO 16
[44]) د. تقي الدبَّاغ ، الوطن العربي في العصور الحجرية ، الناشر دار الشؤون الثقافية العامة ، و آفاق عربية .الطبعة الأولى بغداد 1988م ص 83