سالم الكثيري
يقع إقليم ظفار العماني في الجهة الجنوبية من سلطنة عمان ، حيث تحدُّه من الشرق محافظة الوسطى ، ومن الجنوب الغربي الجمهورية اليمنية ، ومن الجنوب بحر العرب ، أما من الشمال والشمال الغربي فتحده صحراء الربع الخالي[1] ، ويطل الإقليم من جهة الشرق ، والجنوب الشرقي على بحر العرب ، بطول ساحل يمتد لأكثر من 500كم[2]، ويعد إقليم ظفار من المناطق متعددة التضاريس، والتي تتباين بين السهول ، والجبال ، والصحاري[3].
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 21 .. ص 49
رابط العدد 21 : اضغط هنا
وقد أسهمت تلك المقومات الجغرافية الطبيعية المتنوعة ، في ظهور عددٍ من الأنشطة التي مارسها السكان في المنطقة ؛ إذْ ظهر فيها النشاط الزراعي ، وتربية الحيوانات وصيد الأسماك[4]، كما إن الموقع الجغرافي لظفار قد هيأ لها تميزًا مهمًّا ، بحيث أصبحت جسرًا للتواصل الحضاري والاقتصادي قديمًا بين عمان وحضارات جنوب الجزيرة العربية القديمة ، وحضارات مصر ووادي النيل ، كما إنها كانت ولا تزال بوابة عمانية واسعة على بحر العرب ، والمحيط الهندي ، وما وراءهما[5].
عرفت ظفار على مرِّ تاريخها الطويل بتسميات عدَّة ، ومن بينها (ظفار) ذاك الاسم الذي عُرف به الإقليم في فترة الدراسة وما زال يحمله إلى وقتنا الحالي ، وهو اسم تشترك فيه بلدان وقرى وحصون عدَّة، ويقع غالبها في اليمن ، وقد أحصى الباحث منها 9 مواضع : منها 2 بلدتان ، و5 حصون ، ومعلمان جغرافيان ، فالبلدتان هما: ظفار حمير وتقع جنوبي صنعاء ، وهي أشهرها ، وكانت عاصمة التبابعة ملوك حمير[6] ، وإليهم نسبت (وهي أيضًا المعروفة بظفار ريدان ، نسبة لقصر ريدان الحميري) ، وقرية ظفار في منطقة العذارب غرب مدينة إب اليمنية[7]، أما الحصون الخمسة فهي : حصن ظفار داود في بلاد همدان (ويعرف أيضاً بظفار الظاهر وبظفار ذي بين)[8]، وحصن ظفار في منطقة الحيمة غربي صنعاء (ويعرف بظفار الأحبوب) ، وحصن ظفار في منطقة صعدة ، وحصن ظفار في بلاد آنس ، وحصن ظفار في حازة صنعاء[9].
أما المعلمان الجغرافيان فهما موقع ظفار في جبل الخضراء بمديرية حبيش غرب مدينة إب اليمنية[10]، وجبل ظفار في بلاد القراضي[11]، من نواحي منطقة وصاب اليمنية[12].
واختلف في ضبط اسم ظفار، فقد ضبطه البعض بفتح الظاء، وبناه على الكسر[13]، في حين ضبطه البعض الآخر بكسر الظاء[14]، وأكثر اللغويين والجغرافيين على ضبطها بالفتح[15]، إلا أن المؤرخ واللغوي اليمني نشوان بن سعيد الحميري (توفي573هـ /1178م) له تفصيل أكثر في المسألة ، فهو يرى أن ظفار بفتح الظاء هي ظفار حمير عاصمة التبابعة ، أما تلك المضبوطة بالضم على وزن (فُعال) هي ظفار التي تقع في مشارق اليمن[16] ، وهو يقصد بلا شك ظفار العمانية ، ولذلك وإن كان الضبط بالفتح هو ما يذهب إليه أكثر اللغويون ، فإن قول نشوان له بعض الوجاهة ؛ لأنه فصّل في المسألة، وقول من فصّل وبيّن مقدَّمٌ على من أجمل ، فضلًا عن كونه ابن اليمن وأحد لغوييها المشهورين ، ولهذا نرى أن الأقرب في ضبط ظفار العمانية بضم الظاء لا فتحها.
ومما عرفت به ظفار تمييزاً لها عن غيرها من المناطق المشابهة لها في الاسم : ظفار الساحل ، و ظفار الحبوضي[17]، وهناك من ذكرها بظفار المهرة [18]، أما عن معنى اسم ظفار ، فيذكر اللغوي المشهور إسماعيل بن حماد الجوهري (توفي 393هــ) في كتابه “الصحاح” أن ظفار اسم يطلق على كل أرض ذات مغرة[19]، والمغرة هي الطين الأحمر[20]، في حين يذهب ياقوت الحموي (توفي 626هــ) إلى أن الاسم مأخوذ ومشتق لغوياً بمعنى أظفر أو ظافر[21]، ورجَّح بعض الباحثين أن معنى الاسم مرتبط بنبات عطري وهو – حسب رأيه – موافق لما اشتهرت به ظفار منذ القدم من تجارة البخور والعطور[22]، وذكر أحد الباحثين أن ظفار سمِّيت بهذا الاسم نسبة لظفار بن حام بن نوح[23] .
وعند دراسة هذه الأقوال وفي محاولة مِنَّا للخروج بأقرب التفاسير للمعنى المقصود من الاسم ، نجد أن القول الذي يذهب إلى سبب تسمية ظفار كان نسبة لظفار بن حام بن نوح قولٌ غير ثابت ودقيق؛ إذْ لا نجد من أشار إلى أن حام بن نوح كان له ولدٌ يسمى ظفار!! وذلك بالرجوع إلى كتب التاريخ والأنساب وأخبار الماضين ، ونجد الرواية التوراتية تذكر له من الأولاد : كوش ومصرايم وكنعان فقط[24]، وفي رواية أخرى يذكر له من الأبناء : كوش ، ومصرايم ، وقوط ، وكنعان[25] ، وأقصى عدد ذكر لأبناء حام بن نوح ما ذكره ابن هشام (توفي 218هــ)؛ إذْ أثبت له من الأبناء : كوش، وماريع ، وقبط ، وسد، وقول ، وعامور[26]، فلا نجد ذكراً لابنٍ يسمى ظفار ، وهو ما يجعلنا نستبعد هذه الفرضية، ولا سيما أن صاحب هذا القول لم يشر للمصدر الذي رجع إليه.
أما القول الذي يذهب لترجيح سبب تسمية ظفار نسبة لنبات عطري ، فعلى الرغم من أن ظفار قد عرفت على مر تاريخها القديم كونها مصدراً مهماً من مصادر النباتات العطرية ، مما يجعل لهذا القول شيئاً من الوجاهة ، نظراً لما عرفت به من تجارة تلك الطيوب ، فإنَّنا نرى أن إسقاط هذا المعنى على ظفار لا يستقيم ؛ إذْ إنَّ النبات المعطر المقصود هو المسمى بنبات الظفر وجمعه أظفار ، وهو نوع من العطر الأسود، وسمي بذلك لأنه يشبه ظفر الإنسان[27] ، ويدخل في صناعة البخور[28]، ويوجد هذا النبات في جزيرة ببحر الهند ويصدَّر منها للبلدان [29]، وبهذا نجد أن اسم هذا النبات وموطنه لا ينطبق على ظفار ، وقد ربط البعض بين نبات القسط[30] ، المشهور بالقسط الظفاري[31] ونبات الظفر فجعلهما شيئاً واحداً ، وهو ما أوقع البعض في خطأ التسرع بربط ظفارنا بالنبات المذكورإ إذْ أكد ابن حجر العسقلاني (توفي 858هــ) عدم صحة هذا الربط ، وأوضح أن نبات القسط شيء ، والظفر شيء آخر[32] ، وبهذا نخلص باستبعاد فرضية ربط معنى اسم ظفار بنبات الظفر العطري.
أما القول الذي يذكره ياقوت الحموي إن اسم ظفار مشتق لغوياً من كلمة أظفر أو ظافر ، فالباحث يذهب إلى استبعاده ؛ وذلك لأن مجرد إرجاع الاسم إلى جذره اللغوي لا يؤدي دائمًا إلى المعنى الحقيقي المراد منه ، ولاسيما إذا لم تتوافر قرينة تاريخية تؤيد أو تقوي هذا المعنى ، كما أن بعض الباحثين يرجح أنَّ مسمى ظفار بمعنى الظفر إنما يخص ظفار حمير في اليمن لا ظفار عمان[33].
وهذا يجعلنا نصل إلى آخر الأقوال في تفسير معنى اسم ظفار ، وهو أن ظفار هي الأرض المغرة ، أي الأرض الحمراء ، والحقيقة هناك بعض القرائن والدلائل التي تقوي وتؤيد هذا المعنى ؛ إذْ نجد أن التربة في ظفار وخاصة في المناطق الجبلية منها يغلب عليها اللون البني المائل للاحمرار[34] ، بل إننا نجد أن من مسميات ظفار باللغة الشحرية[35] كما يذكر الباحث علي بن محاش الشحري :”فيجير عوفر” ، وتعني الأرض الحمراء[36]، وهذا ما يجعلنا نميل إلى ترجيح هذه الفرضية التي تفسر معنى ظفار بالأرض المغرة (الحمراء).
بعدما تطرقنا لمعنى اسم ظفار ، ننتقل إلى محاولة إيجاد أجوبة لتساؤلات مهمة ومنها : متى ظهر هذا الاسم؟ وفي أي زمن حملت المنطقة هذا الاسم؟ وهل كان الاسم عاماً للإقليم أم خاصاً بموضع ومدينة محدَّدة؟ في محاولة للإجابة عن بعض هذه الأسئلة نجد أن هناك اختلافاً بين الباحثين حول هذه القضية ، فالبعض منهم يرى بأن المنطقة قد سميت بهذا الاسم منذ القدم ؛ إذْ ربطوا بينه وبين اسم سفار الوارد في التوراة[37]، في حين يستبعد البعض الآخر هذا ويرى أن لا علاقة لسفار التوراتية بظفار عمان ، وإن ظفار لم تحمل هذا الاسم إلا في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي[38] ، أو خلال القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي[39].
بدايةً وفي واقع الأمر إننا نجد بعض الإشارات والقرائن التي تجعل من الرأي الذي يذهب إلى أن مسمى ظفار كان موجوداً منذ فترة قديمة رأياً وجيهاً وفرضيةً محتملة، فهناك من يرى أن سفار الواردة في التوراة ، والمذكورة على أنها من تخوم بني قحطان الشرقية ، تتطابق مع اسم ظفار وأوصافها ؛ إذْ إن أبناء قحطان كما ورد في التوراة كانت مساكنهم تمتد من ميشا حتى سفار جبل المشرق ، وميشا هي منطقة المخا اليمنية ، التي تقع شمال غرب اليمن ، وهذا يتطابق مع كون سفار هي ظفار عمان ، حيث تقع في شرق اليمن[40] .
كما إننا نجد أن الروماني بليني الكبير[41] يذكر منطقة تقع إلى الشرق من حضرموت، وتقع على بعد 8 أيام من شبوة ، ووصفها بأنها الإقليم المنتج للبخور (اللبان) ، وبكونها محاطة بالجبال من كل جانب ، وتفصلها عن البحر منحدرات شاهقة ، وتنمو على تلالها أشجار اللبان ، مسمياً إياها بــ : Sariba [42] ، وتلك الأوصاف التي ذكرها بليني تجعلنا نؤكد أنه يقصد بها ظفار؛ إذْ كانت منطقة إنتاج اللبان الرئيسة في المنطقة ، كما إن الأوصاف الجغرافية والتضاريسية التي ذكرها بليني تنطبق على ظفار[43]، ولكنْ نظراً لأن كثيراً من النصوص القديمة تتعرَّض للتصحيف والسقط والأخطاء من قبل النُّسَّاخ ، وخاصة إذا ما ترجمت للغات أخرى ، فضلًا عمَّا أكده د. محمد عبدالقادر بافقيه من أن كتابات بليني قد اعتراها تشويهات وتضارب في وصف المناطق والقبائل ؛ لاعتمادها على معلومات من مصادر غير مباشرة ، ومن عهود مختلفة [44]، هذا يجعلنا نرجح إمكانية وقوع تصحيف عند بليني بحيث أصبحت Saphar\سفار\ظفار = Sariba ، يضاف إلى هذا أن دائرة المعارف الإسلامية تذكر أن الجغرافي بطليموس[45] أورد في خارطته التي رسمها للجزيرة العربية إشارة إلى منطقة تسمى ظفار ، واضعاً إياها ضمن إحداثيات خطوط الطول والعرض تقارب موقع ظفار الحالية[46] .
ونجد أن الكشوفات والتنقيبات الأثرية في موقع (البليد) الأثري – وهو الموقع نفسه الذي حمل اسم ظفار في العصور الإسلامية – أكدت وجود استيطان بشري وحضاري قديم فيه ، بحيث كان الموقع يمثل مركزاً سكانياً رئيساً منذ نحو 2000 سنة ق.م ، وبرز بعد ذلك خلال العصر الحديدي المتأخر (1000 سنة ق.م – 300م) كمدينة مركزية نشطة[47]، ونظراً لوجود عدد من المدن والحواضر الإسلامية التي كان المتعارف عليه سابقاً أن بناءَها يعود للفترة الإسلامية ، ثم أتت الدراسات التاريخية الحديثة لتثبت خطأ ذلك ، وتثبت أن أصولها قديمة ، بل إن جذور تسمياتها الإسلامية كانت مشتقة من الأصول القديمة [48]، وهو ما يؤكد احتمالية استمرار تداول المسمى القديم لأية منطقة حتى وإن لم تعد مأهولة لفترات زمنية معينة ، حتى تجيء لحظة بنائها أو استيطانها من جديد ، لتأخذ اسماً مشابهاً أو قريباً من الاسم القديم، ولهذا فاحتمالية أن اسم ظفار موجود منذ فترات تاريخية متقدمة أمر وارد ، وفرضية تاريخية وجيهة .
كما إننا نجد أن بطليموس كذلك قد أورد في خارطته موقعاً باسم Saffara Mrtropolis ، أي: مقبرة سافارا [49]، وقد رجح العالم الآثاري زارنيس أن المقصود بها منطقة عين حمران[50]، وكما نرى أن اسم سافارا قريب جداً ويكاد ينطبق على سفار/ظفار، ووقوعه ضمن نطاق مدينة ظفار وضواحيها دليل على وجود اسم ظفار وتداوله منذ عهود قديمة .
ومما يقوي فرضية الوجود والتداول القديم لاسم ظفار منذ فترات متقدمة أن الاسم ذاته ورد في مصادر التراث الإسلامي وفي فترات سابقة على القرن السادس الذي يجعله بعض الباحثين أقدمَ ذكرٍ لظفار ، فمثلاً نجد في القرن الرابع الهجري أنَّ أبا عبدالله احمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه (توفي 318 هــ تقريباً) يذكر ظفار في كتابه البلدان قائلاً: “ظفار مشهورة على ساحل البحر”[51] ، وكذلك ابن طاهر المقدسي (توفي 355هــ) ذكرها ضمن أقاليم الإقليم الأول فقال: “من بلدان الإقليم الأول عمان وحضرموت وعدن وصنعاء وسبأ وظفار ومهرة”[52] ، والذي دفعنا إلى ترجيح أنه يقصد بها ظفار عمان أنه قرنها مع مهرة ، وهو الاسم الملازم والمرتبط بظفار تاريخياً ، فنلاحظ أن هذه الإشارات تعود للقرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي ، بل إننا نجد من نُسِبَ لظفار العمانية منذ القرن 5هـ ، مثل الفقيه والخطيب أبو جعفر حمدي بن جعفر القحطاني الظفاري[53] وهو ما يفيد بوجود ظفار إن لم يكن قبل تلك الفترة الزمنية المتقدمة ففي الأقل أثناءها ، هذا فضلًا عن الإشارات الأخرى التي تعود للقرن السادس الهجري/ الحادي عشر الميلادي[54].
وبهذا نستطيع أن نقول إن مسمى ظفار مسمى قديم، قد تكون المنطقة عرفت به منذ عصور ما قبل الإسلام، ولكن لأسباب معينة ربما يكون من بينها تراجع أهمية المدينة وتضاؤل حجمها وسكانها ومكانتها المركزية ؛ إذْ تؤكد الكشوفات الأثرية أن موقع مدينة ظفار (البليد) مر بأربع فترات زمنية رئيسة ، في حين كانت هناك فترة انقطاع وتراجع بين الفترتين الأولى والثانية ، وتمتد بين 650م -800م[55]، كما إن ظهور بديل منافس وهي مدينة مرباط وميناؤه، التي تسنَّمت مكانةً بارزةً في المنطقة ، تلك المكانة التي رشَّحتها فيما بعد لتكون عاصمةً وحاضرةً لأول الدول المستقلة في الإقليم وهي الدولة المنجوية ، كل ذلك أسهم في تراجع وتضاؤل أهمية ظفار ، في حين ظل الاسم متداولًا بين السكان المحليين وحاضراً في ذاكرتهم ، حتى عادت للمدينة أهميتها بعد ذلك ، وبدأت تستعيد بعض رونقها مع بدايات القرن 4هـ ، واستمرت في التطور والازدهار حتى أصبحت عاصمة وقاعدة الإقليم في العهد الحبوضي الذي بدأ في القرن 7هــ .
واسم ظفار وإن كان يُطلق في الأساس على مركز الإقليم وعاصمته ، والمتمثل في موقع البليد الأثري الحالي[56] ، غير أنه وفي الوقت نفسه قد يطلق على الإقليم ككل؛ إذْ تنسب إليه مدن الإقليم الأخرى، فتذكر أنها من أعمال ظفار وخاصة ما بعد القرن 7هــ بعدما أصبحت ظفار عاصمةً للإقليم، فنجد مثلاً أن مدناً مثل طاقة وحاسك التي تقع في الشرق من ظفار كانت تعتبر من ملحقات ظفار وتوابعها [57]، وهذا من باب إطلاق الجزء على الكل[58].
أما ما قبل القرن 7هــ وفي العصور الإسلامية الأولى فنجد أن ظفار كانت تندرج تحت مسميات إقليمية أعم وأشمل ، وكانت جزءاً من بلاد الأحقاف التاريخية ، وكذلك بلاد الشحر وبلاد مهرة فنجد السيرافي في القرن 4هـ يذكر ظفار (بلاد اللبان) باسم شحر لبان[59]، وفي القرن 6هــ يذكر صاحب التعليق على كتاب ابن حوقل والذي دخل المنطقة سنة 540هـ أن أحمد بن منجويه (المنجوي) كان المستولي على بلاد مهرة وهي الشحر، وظفار من أعمالها [60] ، وذكرت ظفار بأنها مصر بلاد مهرة[61]، وقاعدة بلاد الشحر وشمالها تقع رمال الأحقاف[62]، ولهذا فظفار مرتبطة ارتباطاً ملازمًا بتلك المسميات الإقليمية الكبرى ، فكانت جزءاً لا يتجزأ منها ، وتشكل معها وحدةً جغرافيةً واحدة في العصور المتقدمة ، ثم بعد ذلك طرأت بعض التطورات، أسهمت في حدوث تمايز بين مناطق الإقليم الواحد ، وذلك نتيجة للعوامل السياسية والاجتماعية بالأخص فيما بعد القرنين السابع والثامن الهجريين.
[1] مجموعة من الباحثين . موسوعة أرض عمان . مج1 ، مكتب مستشار السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي، ب-م، ب-ت، ص961.
[2] المعشني، أحمد بن محاد. فنون العمارة التقليدية في ظفار. ط1، ب-ن، ب-م:1997م، ص52.
[3] نفسه. ص53
[4] نفسه. ص41.
[5] مجموعة باحثين . موسوعة أرض عمان . مرجع سابق، مج1 ، ص261
[6] الحجري ، محمد بن أحمد . مجموع بلدان اليمن وقبائلها . ج3 ، مج2، ط4، تح: محمد بن علي الأكوع، مكتبة الإرشاد، صنعاء: 2009م ، ص564.
[7] المقحفي ، إبراهيم . معجم البلدان والقبائل اليمنية . مج 1 ، ط1 ، دار الكلمة للطباعة ، صنعاء: 2002م ، ص974.
[8] الأكوع. إسماعيلبن علي . هجر العلم ومعاقله في اليمن ، ط1، دار الفكر المعاصر ، بيروت: 1995م ، ص1283 .
[9] الحجري . مرجع سابق ، ص564
[10] المقحفي. مرجع سابق، ص974
[11] الوصابي، عبدالرحمن بن محمد الحبيشي. تاريخ وصاب المسمى الاعتبار في التواريخ والآثار . تحق عبدالله الحبشي . ط2. مكتبة الارشاد . صنعاء : 2006م . ص237
[12] ذكر سعود العنسي إضافة لما ذكرناه موضعين آخرين باسم ظفار وهما : ظفار ماوية ، وظفار عمران في منطقة عزلة سفيان ، ولكننا لم نقف على ما يؤكد ذكر تلك المناطق فيما رجعنا إليه من المراجع والمصادر المعنية بذكر بلدان اليمن! ولهذا لم نثبتها ضمن قائمة المناطق والحصون المسماة بظفار.
[13] الحموي ، ياقوت . معجم البلدان . مج3، ج6 ، ط1، تح: محمد عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت: 2008م، ص280 . وأيضا: البكري ، أبي عبيدالله عبد الله بن عبد العزيز.معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع .مج3، ج3 ،ط1، تح: جمال طلبة، دار الكتب العلمية، بيروت:1998م، ص169.
[14] المشهداني ، محمد جاسم حمادي. تاريخ ظفار حتى سنة 798هـ/ 1396م. بحث منشور ضمن بحوث ندوة ظفار عبر التاريخ ، مرجع سابق، ص78.
[15] المشهداني . مرجع سابق . ص78.
[16] الحميري ، نشوان بن سعيد. منتخبات من أخبار اليمن من كتاب شمس العلوم ودواء العرب من الكلوم. ط3، اعتنى به وصححه عظيم الدين أحمد، دار التنوير للطباعة، بيروت:1986م، ص ص 67-68.
[17] المرجع نفسه . ص78.
[18] الحداد ، علوي بن طاهر . الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها .نسخة مصورة عن طبعة سنغافورة 1940، تريم للدراسات والنشر، حضرموت:2005م، ص25.
[19] ابن منظور ، لسان العرب ، نسخة إلكترونية، ج4 ، ص519.
[20] الجوهري، إسماعيل بن حماد. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية. ج2، ط4، تح: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين ، بيروت: 1990م، ص176. و: سهم الألحاظ في وهم الألفاظ . رضي الدين ابن الحنبلي ، تحق: حاتم الضامن ، ط1، عالم الكتب ، بيروت: 1987، ص45. و: البارع في اللغة ، أبو علي القالي، تحق: هشام الطعان، ط1، دار الحضارة العربية ، بيروت: 1975، ص327.
[21] الحموي ، مصدر سابق ، مج3، ج6 ، ص80.
[22] المشهداني ، مرجع سابق ، ص78.
[23] العنسي ، سعود بن سالم . مسميات ظفار وسكانها . منشور ضمن ندوة ظفار عبر التاريخ ، مرجع سابق، ص50.
[24] الشريفي، إبراهيم بن جار الله. الخلق وأخبار العهد القديم ، ج1 ، ط1 ، ب-د، ب-م : 2009م، ص133
[25] الصحاري ، أبو المنذر سلمة بن مسلم العوتبي. الأنساب ، ج1، نسخة إلكترونية، ، ص23.
[26] ابن هشام ، محمد بن عبد الملك . التيجان في ملوك حمير. ط3، مكتبة الجيل الجديد ، صنعاء:2008م، ص38.
[27] القسطلاني ، أحمد بن محمد بن أبي بكر . إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. مج1، نسخة إلكترونية، ص414.
[28][28] العسقلاني ، ابن حجر . فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج1 ، ص414 .
[29] الزبيدي ، مرتضى. تاج العروس من جواهر القاموس ، ج12 ، ص472
[30] هو نبات عطري يدخل في صناعة الطيوب .
[31] الموطن الأصلي لنبات القسط هو الهند ، وإنما نُسب إلى ظفار لأنه كان يجلب إليها من الهند ، ومنها يصدر للبلدان ولهذا اشتهر بالنسبة إليها .ِ
[32] العقسلاني. مصدر سابق، ج1 ، ص414.
[33] موجز دائرة المعارف الإسلامية ، مج22، ط1، مركز الشارقة للإبداع الثقافي، الشارقة:1998م، ، ص7028.
[34] العمري ، عبدالله بن علي . جيولوجية وجغرافية مرباط . بحث منشور ضمن بحوث ندوة مرباط عبر التاريخ المنعقدة في الفترة من 27-28 شوال 1432هـ/ 26-27 سبتمبر 2011م، ط1 ، المنتدى الأدبي، مسقط: 2012م، ص22.
[35] اللغة الشحرية: ويطلق عليها البعض الجبالية ، لغة تصنف ضمن لغات جنوب الجزيرة العربية المعاصرة مع المهرية والبطحرية وغيرها ، وهي تنتشر في ظفار.
[36] الشحري ، علي بن أحمد محاش. لغة عاد . ط1، المؤسسة الوطنية للتغليف والطباعة، أبو ظبي: 2000م، ص9.
[37] العنسي ، مرجع سابق ، ص50 . وأيضا: مريخ ، سعيد مسعود نصيب. شذرات من تاريخ ظفار . بحث منشور ضمن ندوة ظفار عبر التاريخ، مرجع سابق، ص59.
[38] الشيبه ، عبدالله حسن . ظفار :المدينة والإقليم في المصادر الكلاسيكية وفي نظر الكتاب العرب الأقدمين. بحث منشور ضمن بحوث الندوة الدولية للتبادل الحضاري العماني اليمني المنعقدة في الفترة من 7-8 فبراير 2010م. مج1، ب-ط، مطبعة جامعة السلطان قابوس، مسقط: 2011م ، ص163و ص172.
[39] الرواس ، عبدالمنعم بن عبدالله البحر . ظفار في صفحات التاريخ .بحث مشروع تخرج، غير منشور، تحت إشراف د. محمد عبده حتاملة، قسم التاريخ ، كلية الآداب ، الجامعة الأردنية، عمان: 1988م، ص5.
[40] مايلز ، س.ب . الخليج: بلدانه وقبائله. ط4، تر: محمد أمين عبد الله، مطابع دار جريدة عمان للصحافة والنشر، روي، سلطنة عمان: 1990، ص464 . وأيضا: الفرح ، محمد حسين . الجديد في تاريخ دولة وحضارة سبأ وحمير . مج1 ، ب-ط، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء: 2004م، ص350.
[41] بليني أو بلينوس : مؤرخ روماني يعد من أبرز الكُتاب الموسوعيين الرومان ، ولد سنة 24م ، وترقى في المناصب الإدارية حتى أصبح مستشاراً للإمبراطور الروماني ، كتب العشرات من الأعمال الأدبية والتاريخية والعسركية ، ومن أهم كتبه موسوعة “التاريخ الطبيعي” ، توفي سنة 79م . (انظر: بلينوس والجزيرة العربية ، ضمن سلسلة الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية ، إصدار : دارة الملك عبدالعزيز، السعودية)
[42] عبدالغني ، محمد السيد . شبه الجزيرة العربية ومصر والتجارة الشرقية القديمة ، ب-ط، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية:1999م، ص204.والعبادي، أحمد صالح محمد. اليمن في المصادر القديمة: اليونانية والرومانية. ب-ط، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء:2004م، ص210.
[43] الفرح ، مرجع سابق ، مج 2 ، ص867.
[44] بافقيه ، محمد عبدالقادر . تاريخ اليمن القديم . ب-ط، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت:1985م، ص46.
[45] عالم وجغرافي ولد نحو عام 100م ، وعاش في الإسكندرية ، اهتم بالفلك والرياضيات والجغرافيا وألف فيها مجموعة من المؤلفات أشهرها كتابه “الجغرافيا” الذي حاول أن يجمع فيه أسماء البلدان المعروفة في زمنه في أرجاء العالم ، واضعاً لها خارطة عامة ، توفي في الربع الأخير من القرن 2م . (انظر: بطليموس كلاوديوس والجزيرة العربية ، ضمن سلسلة الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية ، إصدار : دارة الملك عبدالعزيز ، السعودية)
[46] موجز دائرة المعارف الإسلامية. مرجع سابق. مج22 ، ص7015 .
[47] متحف أرض اللبان ، إصدار مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية ، مسقط : 2007م .
[48] من أمثلة ذلك مدينة بغداد ، حيث تجمع أغلب المصادر الإسلامية على نسبة تأسيسها وبنائها للخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، في حين أكدت دراسات تاريخية وآثارية أن المدينة ذات تاريخ موغل في القدم يعود للألف 12 ق.م ، وكانت تسمى بغددو أو بجددو (انظر: الدوري، عبدالعزيز. العصر العباسي الأول : دراسة في التاريخ السياسي والإداري والمالي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت: 2006م.)
[49] زارنيس ، يوريس. التنقيبات الأثرية في محافظة ظفار ، تر: عبدالله الحراصي، مجلة نزوى ، عدد2 ، مارس: 1995م.
[50] نفسه ،
[51] ابن الفقيه، احمد بن محمد الهمذاني. البلدان ، تحق: يوسف الهادي ، ط2 ، عالم الكتب ، بيروت: 2009م ، ص92.
[52] المقدسي ، المطهر بن طاهر . البدء والتاريخ ، ج4 ، ص49 ، والذي جعلنا نرجح أن المقصود بها ظفار عمان أنه ذكرها مقرونة مع أقاليم في مشارق اليمن كسبأ (مأرب) والمهرة .
[53] تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ، ابن حجر العسقلاني ، تحق: محمد علي النجار، ج3، المكتبة العلمية ، بيروت: ب-ت ، ص884
[54] انظر : المعلق على كتاب صورة الأرض لابن حوقل الذي ذكر ظفار سنة 540هجـ (صورة الأرض ، لابن حوقل ، ص38) و: نشوان الحميري (توفي 573هـ) في كتابه “شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم”.
[55] منتزه البليد الأثري ، ص111
[56] عثمان، محمد عبد الستار. مدينة ظفار بسلطنة عمان: دراسة تاريخية أثرية معمارية. ب-ط، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الإسكندرية:1999م ، ص25.
[57] بامخرمة، جمال الدين عبد الله الطيب بن عبد الله بن أحمد. النسبة إلى المواضع والبلدان. 1مج، ص207 ، والأهدل، بدر الدين أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحمن. تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن. مج2، ب-ط، تح: عبد الله محمد الحبشي، المجمع الثقافي، أبوظبي: 2004م، ص444.
[58] الحوقاني ، مرجع سابق ، ص13.
[59] السيرافي ، موسى بن رباح الأوسي. الصحيح من أخبار البحار وعجائبها ، تحق: يوسف الهادي ، ط1، دار اقرأ ، دمشق: 2006م، ص169.
[60] صورة الأرض ، ابن حوقل ، ص38-39
[61] نخبة الدهر ، الدمشقي ، ص286
[62] تقويم البلدان ، أبي الفداء ، ص78