أ.د. علي صالح الخلاقي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 22 .. ص 13
رابط العدد 22 : اضغط هنا
توطئة
تعدُّ الإمارة الكسادية في حضرموت (1115-1299هـ/1703-1881م)، التي نشأت في المكلا، أول إمارة يافعية تكونت في حضرموت وأطولها بقاءً. ومع ذلك فإن الكثير من تاريخ هذه الإمارة ما يزال مجهولاً أو يلفه الغموض؛ لعدم تدوين تاريخها وسيرة حكامها من قبل معاصريها، ثم فقدان وثائقها وأرشيفها وضياعها بعد القضاء عليها من قبل القعيطيين. وعلى الأرجح أنه تم إتلاف كل ما يخص هذه الإمارة من وثائق لأسباب سياسية. كما ظلت هذه الإمارة الكسادية بعيدةً عن اهتمام المؤرخين والباحثين، ولم تنل حقها من البحث والدراسة التاريخية، حتى خصص الباحث سامي ناصر مرجان ناصر مشكورًا أطروحته العلمية لتاريخ هذه الإمارة التي صدرت في كتابه الموسوم (الإمارة الكسادية في حضرموت). ورغم جهوده المبذولة وحرصه على جمع أشتات دراسته من مصادر ومراجع شتى لاستيفاء موضوع دراسته وفق ما قيض له الحصول عليه من مصادر ومراجع ووثائق، فإن الاضطراب والتناقض يظل سيد الموقف في كتابه وفي المؤلفات التي تعرضت لشذرات من تاريخ هذه الدولة وحكامها، فعلى سبيل المثال يذكر المؤلف أن النقيب عبد الرب بن صلاح بن سالم بن أحمد بن سالم الكسادي حكم الإمارة الكسادية بعد وفاة أخيه الأكبر عبدالحبيب([1]). مستنداً في ذلك إلى ما قاله صاحب “إدام القوت” من أن صلاح بن سالم الكسادي مات وله ثلاثة أولاد: عبد الرب وعبد الحبيب وعبد النبي، ويقول: “وكان النفوذ لعبد الحبيب، لأنه الابن الأكبر، ولمّا مات خَلَفهُ أخوه عبد الرب، وبقي يحكم المكلا إلى أن توفي سنة 1142ه”([2]). لكن صاحب “إدام القوت” يناقض ذلك في صفحة أخرى من مؤلفه ([3])؛ إذْ يذكر نقلاً عن “تاريخ باحسن الشحري” أنه لما مات صلاح بن سالم خَلَفَهُ على المكلا ولده عبد الرب بن صلاح، ثم أخوه عبد الحبيب. كما أن التاريخ الذي ذكره لوفاة عبد الرب سنة 1142هـ غير صحيح وبفارق أكثر من قرن؛ إذ إنَّ وفاته كانت سنة 1258هـ/ 1842م([4]). ونجد مثل هذا اللبس في التواريخ في أكثر من موضع لدى ابن عبيد الله؛ لاعتماده على الروايات الشفوية، نظراً لغياب الوثائق وعدم وجود ما يؤكد تسلسل من تولى الإمارة الكسادية قبل النقيب عبد الرب بن صلاح وفترات كل منهم.
حقائق جديدة تكشفها الوثائق التاريخية
في البدء وجب الشكر والعرفان بالجميل للشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عز الدين البكري الذي فتح لنا خزائن أرشيف أسرته النفيس، وأتاح لنا تصوير وثائق ومراسلات تاريخية كثيرة، تعود في غالبها إلى جد الجد لوالده، المرجعية العامة والشخصية الاجتماعية والدينية الفقيه، نائب الشرع([5])، عبد الحبيب بن أحمد بن حيدر بن علي بن أحمد بن علي بن حيدر عزالدين البكري الذي يعد شخصية محورية ذات تأثير بالغ، يمتد إلى مساحة زمنية كبيرة وجغرافية واسعة في عصره، تشمل حضرموت ويافع ولحج وأبين والبيضاء، ويمتد تأثيرها وحضورها إلى عُمان ورأس الخيمة والشارقة والمهجر الهندي، وكانت له علاقة مؤثرة ورأي مسموع لدى أمراء الدولة الكسادية والإمارة البريكية والسلطنة الكثيرية وحكامها ولدى سلاطين يافع آل هرهرة، وحتى لدى ناجي بن قملا قائد الحملة الوهابية إلى حضرموت والتي عُرفت باسمه، وقد استطاع بمكانته المؤثرة وعلاقاته الواسعة وحنكته الجمع بين متناقضات هذه الكيانات في علاقاته المميزة وكلمته المسموعة لدى الجميع([6]).
كشفت لنا الوثائق التي تتعلق بموضوع بحثنا، وهي تعود إلى زمن حاكم الإمارة الكسادية النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي وشقيقه عبد الحبيب، جوانب من ذلك الغموض الذي ساد خلال العقود الماضية لدى الباحثين والمهتمين ممن تعرضوا لتاريخ الإمارة الكسادية، وتميط اللثام عن حقائق جديدة من تاريخها الغامض والمجهول. وتجيب هذه الوثائق عن تساؤلات مهمة، بما في ذلك حول فترة إمارة الشقيقين عبد الرب وعبد الحبيب أبناء صلاح بن سالم الكسادي، وتكشف عن أيهما تولى الإمارة قبل الآخر؟!. بل وتضعنا أمام تساؤل وجيه وهو: هل تولى عبد الحبيب الإمارة فعلاً وتوفي قبل أخيه عبد الرب، أم لا؟!.
ومن الحقائق الجديدة التي تكشفها هذه الوثائق أن عبد الحبيب بن صلاح لم يَتَولَّ الإمارة، قبل أخيه النقيب عبد الرب مطلقاً، كما أنه لم يلقَ ربه قبل تولي أخيه عبد الرب، كما ورد لدى المؤرخ ابن عبيد الله ومن أخذ عنه، بل إنه عاش طويلاً معاصراً ومزامناً لحكم أخيه النقيب عبد الرب، وشاركه في الحكم كأحد المقرَّبين. وما يؤكد ذلك رسائل تخصه وتخص أخاه النقيب عبد الرب وغيرهما من رجالات الإمارة الكسادية والمقرَّبين منها، تكشف بعض خفايا الأسرة الكسادية المجهولة.
من ذلك رسالة محررة يوم الاثنين 11 من شهر ربيع الثاني 1228هـ وجَّهها أحد رجالات الإمارة الكسادية، هو عبد المطلوب بن سالم بن بوبكر بازنبور إلى الفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري، وفيها يقرئه السلام من الوالد عبد الرب وأصناه عبد النبي وعبد الحبيب وأولادهم صالح وصلاح وعبدالكريم وأخوانهم. وهذا يعني أن النقيب عبدالرب هو الرجل الأول في الإمارة الكسادية، وربما الأكبر سناً ومكانة، ويأتي بعده كما في الرسالة عبدالنبي ثم عبدالحبيب([7]).
وبالمثل هناك رسالة مؤرخة يوم الاثنين 20ربيع الأول سنة 1244هجرية([8])، أي بعد 16عامًا على الرسالة السابقة، تذكر سفر النقيب عبد الرب والنقيب عبد الحبيب إلى مسقط؛ استجابة لدعوة سعيد بن سلطان للوساطة بين الكسادي وآل بن بريك، وهذا يعني أن عبد الحبيب قد رافق أخاه، أي إنه لم يتولَّ الإمارة حتى ذلك التاريخ 1244هـ، بل كان من رجالات الإمارات، وهذا يدحض خبر وفاته قبل تولي أخيه عبد الرب، كما شاع في بعض المؤلفات. بل عاصر إمارة أخيه النقيب عبد الرب معظم سنوات حكمه، وكان من المقرَّبين والمساعدين له، بدليل مرافقته في رحلته إلى مسقط، وكانت له مكانته وتأثيره، وهو أمر لا خلاف فيه في ظل الحكم الأسري، الذي يستند فيه الحاكم الأول على إخوته وأبنائه وأقربائه.
موقفان متناقضان من حملة بن قملا والدعوة الوهابية
كما تكشف لنا المراسلات التي بين أيدينا عن موقفين متناقضين لكل من النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي وشقيقه عبد الحبيب إزاء الموقف من حملة بن قملا الوهابية، ومن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بشكل عام. ففي الوقت الذي وقف النقيب عبد الرب موقف الترقُّب والحذر أو التوجس والريبة من حملة بن قملا، ثم العداء لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب بشكل عام، فإن مواقف شقيقه عبد الحبيب على العكس من ذلك؛ إذْ كشفت لنا مراسلاته ومواقفه أنه كان مؤيداً ومناصراً للوهابية، بل ومن أشد المتحمِّسين للجهاد في سبيلها.
مواقف النقيب عبد الرب
لاستجلاء موقف النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي غير المؤيد لحملة بن قملا أو للدعوة الوهابية ، نذكر أن هناك مساعيَ قد بُذلت من قبل رجالات كل من الإمارتين الكسادية والبريكية، في عهد كل من النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي، حاكم المكلا، والنقيب ناجي بن علي بن بريك حاكم الشحر- رغم الصراع والخلاف القائم بينهما – لتوحيد جهودهما؛ بغية مواجهة خطر حملة بن قملا قبل وصولها إلى الساحل قادمة من وادي حضرموت بعد أن سيطرت على أهم مدنه هناك.
ومثل هذه المساعي كشفت عنها رسالتان تعودان كما يتضح من مضمونهما إلى قُبَيْل وصول حملة بن قملا إلى الشحر سنة 1224هـ، وتحديداً حينما بلغت الحملة عقبة (عبد الله غريب) قادمة من وادي حضرموت في طريقها إلى الساحل الحضرمي، والرسالتان متبادلتان بين شخصيات اعتبارية ذات تأثير، وهي مقربة إلى حُكَّام الإمارتين الكسادية في المكلا والبريكية في الشحر.
الرسالة الأولى صدرت من بندر الشحر، حاضرة آل بن بريك، من عبد الله بن يحيى حسين هرهرة، وهو مقرب من الأمير ناجي بن علي بن بريك، وبعث بها إلى بندر المكلا، إلى ابن أخيه علي بن ناصر بن يحيى بن ناصر هرهرة والفقيه عبد الحبيب بن أحمد بن حيدر وعبرهما إلى حُكّام الإمارة الكسادية في المكلا، يلفت فيها الانتباه إلى أنه لا بد قد بلغهم وصول بن قملا إلى عبدالله الغريب الذي يهدف كما قال: “أن يوكِّل قوة من أهل البنادر ويَرِجَّ بهم في بعضهم البعض (أي يدفعهم ليقتل بعضهم بعضا) وبا يهلك الناس”. ويذكرهم بما قام به بن قملا من قَبْل من اعتداء على قبة الشيخ أبي بكر بن سالم والحبيب حسين وحبس الحبيب أحمد بن سالم. ويطلب منهم التفاهم مع حاكم المكلا النقيب عبدالرب الكسادي لقيام تحالف أو عصبة من أهل البنادر (يقصد الشحر والمكلا) بحيث لا يكون قبول أو تعاون مع ابن قملا، ووعد بأنه سيعمل كذلك مع ابن بريك الذي يحصِّن الشحر بمراتب عسكرية، وإذا ما قُبضت الشحر والمكلا فلن يجد بن قملا مدداً وسيفشل في نهاية المطاف. وطلب منهم أن يبلغوه إذا ما عرفوا أن هناك رغبة لعُصبة وائتلاف سيكون بين النقيب عبد الرب الكسادي وناجي علي بن بريك ضد ابن قملا([9]).
جاء الرد سريعاً من قبل علي بن ناصر بن يحيى بن الشيخ علي هرهرة([10])، والفقيه عبد الحبيب ابن أحمد حيدر، في رسالة جوابية بعثا بها إلى الحبيب شيخ بن عبد الله بن أحمد آل الشيخ أبي بكر بن سالم وكذلك السلطان عبد الله بن يحيى بن حسين بن الشيخ علي هرهرة في الشحر، وهما من ذوي المكانة لدى آل بريك. وتذكر الرسالة الجوابية ما توارد من أنباء عن وصول ابن قملا ومن معه إلى البنادر (الموانئ)، وطمعه في أن يفتن بين أهالي البنادر، وأن هناك من حَسَّن له هذا الأمر (أن معه سمق من أحد)، ولعل المقصود بهذا التلميح النقيب عبد الحبيب بن صلاح لمواقفه الواضحة المؤيدة لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب. جاء بالنص: “وما ذكرتموه في جانب بن قملا ومن معه قوم ملقوفة وصَّال إلى البنادر ومتسمّق في أهل البنادر وبا يرج في بعضهم البعض حقيق ذلك وعندنا علم حقيق أن معه سمق من أحد والوالد النقيب عبد الرب بن صلاح (حاكم المكلا) ما عنده علم ولا هو راضي والله الشاهد قوله تعالى {إن من أموالكم وأولادكم فتنة}، وصار ابن قملا يتابع قبصات (وخزات) يافع، وهتك مناصبهم سبب رضا بعضهم البعض، ولا أحد قام في وجهه والتالية (في الأخير) عاد معه الشحر والمكلا واعلموا أن قام لهدته (لمواجهته) بن بريك فهو لها أهل وقصد نحوه وإن هو الكسادي، وكذلك فإن الله بايهدي وبايقدر صالحت أحوالهم وصارت اليد واحدة وعسى الله يؤلف بين قلوبهم”([11]).
لم يكتب النجاح تلك المساعي في توحيد الجهود بين بين الكسادي وابن بريك في وجها بن قملا الذي وصل إلى الشحر، ربما لكونها جاءت متأخرة في الوقت الذي كانت فيه حملة ابن قملا في الطريق (عقبة عبدالله غريب)، ووصلت إلى الشحر فعلًا، ولم يكن للأمير ناجي بن علي سوى القبول بقدوم ابن قملا وعدم اعتراضه أو مواجهته طالما لم يهدف للسيطرة أو الاستيلاء على الحكم، واقتصرت مهمته على إزالة ما لم ينص عليه الشرع مما يعمل من تجصيص القبور وإقامة التوابيت والقباب والتوسلات بالأموات إلى غير مما اعتبروه مخالفًا لعقيدة الإسلام الصحيحة([12]).
كما يتجلَّى موقف النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي المعادي للوهابيين والمؤيد لأشد خصومهم الأتراك العثمانيين في عدد من رسائله. منها رسالة بعث بها شخصياً إلى الفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري ومحررة يوم 21ربيع الآخر سنة 1228هـ ([13]). فبعد المقدمة والسلام والتعرض لأخبار حضرموت، يأتي على أخبار الشام، ويقصد بها الحجاز، فيقول: “وإن سألت عن أخبار اليمن والشام حسبما يبلغكم من شان الترك وصلوا في قوة عظيمة قدر مئة وأربعين ألف واصطفوا الشام الجميع جدة ومكة والمدينة والطائف وجانب من الحجاز الجميع يذكرونهم نافذين إلى الدرعية ربنا ينصرهم وأيدهم”. وهو هنا يبين موقفه الواضح المؤيّد للترك الذي لا غبار عليه ولا لبس فيه، بل إنه يتباهى ويتفاخر بقوتهم التي يصفها بالعظيمة ويذكر عددها الكبير الذي بلغ (140ألفًا) وهو رقم مبالغ فيه، أراد منه تضخيم قوة الترك، ولم يخفِ سروره وغبطته لسيطرتهم على مدن الحجاز (الشام) الرئيسة، جدة ومكة والمدينة والطائف، وتأهبهم للاتجاه نحو الدرعية، ويدعو الله أن ينصرهم.
وفي رسالة ثانية محررة يوم الاثنين 13 شهر رجب سنة 1228هـ([14]) بعث بها النقيب عبد الرب إلى الفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري، أي بعد حوالي شهرين من رسالته السابقة، يذكر فيها حسب الأخبار الواردة من الشام – أي الحجاز- أن الوهابيين لم يعد لهم ذكر هناك، يقول: “وإن سألتم عن أخبار الشام الترك في قوة عظيمة والوهابي معاد له ذكر، وأخبار اليمن قد الواقع عندكم”. وهو هنا يبدي فرحه لتعاظم قوة الترك وفرحته لهزيمة الوهابيين على يد الأتراك العثمانيين، وتأكيده أنهم لم يعد لهم ذكر في الحجاز.
أما الرسالة الثالثة للنقيب عبد الرب بن صلاح فقد بعث بها إلى الشيخ عبد النبي بن عوض دينيش البكري([15]) وكذلك الفقيه عبد الحبيب أحمد حيدر البكري، وهي بدون تاريخ، لكن من مضمونها يتضح أنه بعث بها بعد هزيمة الوهابيين النهائية في عقر دارهم على يد قوات إبراهيم باشا وسقوط عاصمتهم الدرعية بعد قرابة ستة أشهر من المعارك الطاحنة واستسلام الإمام عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في 11 من ذي القعدة سنة 1233هـ/ 11سبتمبر 1818م وطلبه الأمان لأتباعه. ففي تلك الرسالة يذكر أخبار تلك السيطرة يقول: “وإن سألتم عن أخبار الشام [يقصد الحجاز] من شان الباشا فهو واصل في أخبار كثرة للحج، ومن شان ولده نفذ إلى الدرعية وحط عليها وضيّق عليهم، وبعد هم طلبوا الأمان ووالده الباشا أعطاهم على شرط يردُّون جميع ما شلّه سعود من حجرة النبي عليه أفضل السلام ولا جَبَوا له([16])، ولكن طلبوا منه مهلة إلى الحج وأخذ عليهم خمسين محبوس من أولاد سعود ومن مشايخ العرب، ونفذ بهم إلى مصر إلى والده، وعبدالله بن سعود يواجه الباشا في الحج، وحط رُتبة في الدرعية والقصيم خَيَّاله وعسكر”([17]).
وفي ذلك العام كانت قد انتهت الدولة السعودية الأولى، وفقد السعوديون أثناء تلك المعارك زهاء عشرين من أقرباء الإمام، وتم نقل الإمام عبد الله بن سعود الكبير إلى الأستانة عن طريق القاهرة، وهناك تم قطع رأسه مع عدد من قادته ممن تم أسرهم في الدرعية.
مواقف النقيب عبد الحبيب
أما مواقف النقيب عبد الحبيب بن صلاح الكسادي فكانت على النقيض من مواقف أخيه النقيب عبد الرب بن صلاح إزاء الوهابية، والمؤكد أنه كانت له صلة مباشرة أو غير مباشرة بحملة ابن قملا والتواصل معه ومع أتباعه الحضارم، ولا يستبعد أنه مَنْ أوعز إليهم بالوصول إلى الساحل الحضرمي.
وبين أيدينا رسالة بعث بها عبد الحبيب بن صلاح الكسادي إلى عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري مؤرخة يوم الأحد 12 رجب سنة 1228هـ تبين أنه يتتبع أخبار مسار حملة ابن قملا القادمة في طريقها إلى حضرموت والمؤلفة من ستة آلاف؛ إذ قال: “وصلت إلينا أخبار أن بأن ناجي بن قملا وبن عفرا خارجين إلى حضرموت … قدر ستة آلاف، وقد وصلوا إلى بلد الأمواه وحال صدرت وعادهم ما بعد وصلوا”([18]).
ونتعرف من رسالته لأول مرة على “ابن عفرا” الذي كان ضمن قيادة الحملة إلى جانب ناجي بن قملا، ولا ندري هل واصلت تلك الحملة طريقها إلى حضرموت من بلد “الأمواه”، الواقعة في منطقة عسير، ويبدو أن هناك تتبعًا ورصدًا لأخبار وتحركات ابن قَمْلا ومن معه من قبل عبد الحبيب بن صلاح الكسادي رغم بعد المسافات.
أما تأثره وتعلقه بدعوة الإمام محمد عبد الوهاب وإخلاصه لها، فنلمسه بوضوح من صيغة رسائله ومضمونها التي تطغى عليها الروح الجهادية. ففي رسالته الموجهة من المكلا إلى بني بكر- يافع للفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري يستهلها بعد البسلمة بقوله([19]): “من الواثق بالله عبد الحبيب بن صلاح بن سالم الكسادي، إلى الأخ في دين الله عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري حماه الله من الآفات واستعملنا وإياه بالباقيات الصالحات”. وبعد السلام يقول بالنص: “الأحرف من محروس بندر المكلا والأعلام سارة، أخبار المسلمين قدها عندكم نَصَرْهُم على عداهم وجعلهم الظاهرين، كما قال صلى الله عليه وسلم: “لم تزل طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم لحتى يلاقوا سيخ الدجال”([20])، فحصل بين المسلمين والترك وقايع كثيرة في “تربة”([21])، وقعت جملة وقايع وكل وقعة والله تعالى ينصر المسلمين، وكذلك وقعت لقيّة في القنفذة وحصلت كسيرة كبيرة في الترك، وبعدها وقعت لقيّة في الطائف وحصلت كسيرة في الترك، الحاصل أنهم وصلوا قدر أربعين ألف واليوم معاد إلاّ قدر أربعة آلاف، هذا ما صحت عندنا من أخبار المسلمين والترك، وأنت يا أخي إن كان تعصّب رجال ومرادهم الجهاد في سبيل الله للثواب والأجر والغنيمة يكون وصولكم إلينا أنت ومن معكم وبانطلع البحر نجاهد على كل من خالف الله ورسوله، وقال صلى الله عليه وسلم: “غزوة واحدة في البحر أفضل من عشر غزوات في البر، وأن من فاته الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليغزي البحر”([22])، وأنت إن كان وفقك الله لذلك تصل بناس موحدين لله وكل من يحب الإسلام، ولا يكون تصلون لطلب الدنيا، ومن يؤثر الدنيا على الآخرة فإنها دار زوال والآخرة دار قرار، فالمراد يا أخي طاعة الله والاستعداد لدار القرار، وعند ذلك ما يخيّب الله من قصده على هذا الوجه المشروع وتجيه الدنيا صاغرة راغمة، وإن قد حصلت حد مثل الوحيري([23]) أو بن عمر علي أو غيرهم من يحب الله وكتب له الأجر والغنيمة تصل ولو خمسمئة من المسلمين الذين يريدون وجه الله، ونحن إن شاء الله علينا الزاد والزانة والخشب ورجال البحر وجميع آلت البحر والله ناصر جنده. وصدر كتاب للولد طاهر ولا شرحنا له ما شرحناه لك، وأنت إن قد عزمت تصل به معك ويكون تصل برجال الذي توفي كلمة الله ويخافون من عقابه ويعرفون الحق من الباطل ويتبعون الحق ويتركون الباطل وجند الله منصور، والجواب سريع بما ترجَّح عندك، وما دار في نظرك والسلام”.
الرسالة السالفة بدون تاريخ، لكن يتضح من مضمونها أنها أرسلت سنة 1229هـ/1814م، أي بعد الهزائم التي ألحقتها قوات آل سعود ضد قوات طوسون باشا نجل والي مصر العثماني محمد علي باشا في المواجهات الشرسة التي جرت في تربة والطائف والقنفذة، وفيها يقسِّم الفريقين إلى مسلمين وأعدائهم، ويقصد بهم الأتراك، وكأنهم حسب رسالته غير مسلمين؛ لكي يبرر الجهاد ضدهم ويفرح لهزيمتهم، ولهذا نراه يعتبر ما تحقق انتصاراً للمسلمين وهزيمة للترك، الذين لم يبقَ من قوتهم سوى (4آلاف) من إجمالي عددهم (40ألفًا) كما بلغته الأخبار، ولعل الرقم في عدد القتلى من قوات الأتراك مبالغٌ فيه، ربما ليجعل من النصر عليهم ذا قيمة كبيرة ومشجعة للمتحمِّسين للجهاد. وفي رسالته يطلب تجنيد المزيد من المقاتلين للجهاد في سبيل الله، بغرض الثواب والأجر والغنيمة، وسيطلع بهم البحر لمجاهدة كل من خالف الله ورسوله، ويفضّل أن يكونوا موحدين لله ومحبين للإسلام ويؤثرون الدنيا على الآخرة. ويبدو أنه قد وصل إليه بعض المجاهدين من قبل مثل الوحيري أو ابن عمر علي ممن ارتاحت لهم نفسه ويطلب الحصول على أمثالهم ممن يحب الله وكتب له الأجر والغنيمة، ولو بعدد (500 من المسلمين) الذين يريدون وجه الله، وسيتكفَّل بمؤنتهم وعتادهم (الزاد والزانة) وكذلك وسائل النقل البحري (الخشب ورجال البحر وجميع آلة البحر).
وبالمثل نجده في رسالته الثانية المحررة يوم السبت 17 صفر عام 1230هـ والموجهة أيضًا للفقيه عبد الحبيب بن أحمد حيدر البكري، يذكر بعد الاستهلالة التقليدية أخبار الحجاز (الشام) وعُمان والتأكيد على الجهاد لإقامة دين الله. يقول بالنص([24]): “أخبار الشام رايقة والمسلمين في زَوْد … وأخبار عمان سعيد بن سلطان عاهد الإمام عبدالله بن سعود رسَّل له مطاوعة ونقلهم وقام بالأمر والمعروف ونحنا إن شاء الله مرادنا أن تقومون دين الله بقدر طاقتكم وترغبون في الأجر وتكونون أنصار لله بنصر دين الإسلام وتحصل الغنائم إن شاء الله، ونحنا إن شاء الله إذا ثبت الجهاد با نرسل لكم بالذي يشلكم إلى الساحل والخشب إن شاء الله تحصل وتحصل الغنايم والخير وأما جهاد بالفلوس ما يصح لأن المجاهد إلا ما حصله من غنيمة وإذا ثبت ذلك عندكم جهزنا لكم الخشب لحيث نحنا شرحنا لكم في الكتاب الأول إن كان با يحصل من عندكم رجال للجهاد للزاد والمزناد وخيش علينا نحنا إن شاء الله واصلين والخشب باتصلكم إلى شقرة والتحقيق منا لكم متى ما طلبناكم يكون إلى شهر معروف ومن كان مع الله كان معه ونحنا مرادنا برجال المئة والمئتين ما تلقي شي، والجواب مطلوب من قبل أحمد علي سعد ومخرج يافع معه ومتوجهين إلى أي جهة إلى المخا أو إلى الجبال إن كان مراده بخشب على المخا من بحر وشي با يصبح منه لا نكره، الخشب موجودة والرجال موجودة، والحقيق يصل منه لنا ومنكم بجميع الحقايق والكتب متصلة بيننا وبينكم”.
ومن خلال إمعان النظر في رسالته يتبين لنا ثقته في الانتصار على الأتراك العثمانيين، بدليل ذكره لخبر سلطان عمان سعيد بن سلطان ومعاهدته للإمام عبدالله بن سعود، مع أن ذلك الأمر حدث قبل أعوام مضت على تاريخ الرسالة، وقد جرت أحداث وتطورات، وساءت العلاقة بعد ذلك بين الطرفين، أي بين سلطان عُمان والإمام عبدالله بن سعود. وفي الرسالة يحث على الجهاد لنصرة دين الإسلام والترغيب في الأجر والحصول على الغنائم، وأبدى استعداده في حالة ثبوت الجهاد للتكفل بنقل المجاهدين القادمين من يافع من نقطة تجمعهم في ميناء “شُقرة” عبر البحر أو إلى الجبال حسب الحاجة، وشدد على طلب أعداد كبيرة من المجاهدين من بلاد يافع، لأن المائة والمئتين في نظره قليل ولا تكفي، بل وحدد اسم أحمد علي سعيد الذي سيكون على رأس خروج القوم، بما يدل على أن هناك أنصار يتواصل وينسق معهم.
الخلاصة
تكشف الوثائق التاريخية التي ننشرها لأول مرة، وتعود إلى عهد النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي وأخيه النقيب عبد الحبيب بعض الخفايا عن شخصيتيهما، وتميط اللثام عن حقائق ظلت مجهولة عمن تولى الحكم منهما قبل الآخر وعلاقة كل منهما بحملة بن قملا وبالدعوة الوهابية إجمالاً، وتصوب معلومات متضاربة هنا وهناك اعتمدت على الروايات المتناقلة التي لا أساس لها من الصحة وتتناقل كمسلَّمات.
وفي ضوء هذه الوثائق اتضحت لنا حقيقة أن عبد الحبيب بن صلاح لم يَتَولَّ الإمارة، قبل أخيه النقيب عبد الرب، كما أنه لم يلقَ ربه قبل تولّي أخيه الإمارة، وأن النقيب عبد الرب ظل لعقود رأس الإمارة الكسادية في ظل حياة أخيه عبد الحبيب، الذي عاصره ورافقه في بعض أسفاره، ومن أهمها السفر إلى مسقط تلبية لدعوة سعيد بن سلطان للوساطة بين الكسادي وآل ابن بريك ىسنة 1244هـ. وهذا يدحض بالحُجَّة والدَّليل ما ورد في بعض المؤلفات من أن وفاة النقيب عبد الحبيب سبقت تولي النقيب عبد الرب الحكم، وأنه خَلَفَهُ بعد وفاته. بل ليس هناك ما يثبت إن كان عبد الحبيب قد تولى الإمارة بعد وفاة أخيه عبد الرب، أما قبله فأمر لا يقبل الشك بعد ما كشفته الوثائق الأصيلة التي تعود إلى الشقيقين عبد الرب وعبد الحبيب وغيرها.
ومثلما انقسم المجتمع الحضرمي بين مؤيد أو معارض لحملة ابن قملا، كشفت الوثائق أيضًا أن مثل هذا الانقسام، قد برز أيضاً داخل الأسرة الكسادية في المواقف المتناقضة للشقيقين عبد الرب وعبد الحبيب من حملة ابن قملا ومن الدعوة الوهابية؛ إذْ وقف النقيب عبد الرب بن صلاح الكسادي، حاكم المكلا، موقف التوجس والريبة من حملة ابن قملا، ثم سعى عبر رجاله للتحالف مع خصمه النقيب ناجي بن علي بن بريك حاكم الشحر في وجه الحملة قبل وصولها، ورغم أن الحملة وصلت الشحر، ولم تدخل المكلا، فإن النقيب عبد الرب، كما دللت رسائله، كان معارضاً لها وللدعوة الوهابية إجمالاً، و كان يفرح لانكساراتهم وهزائمهم أمام قوات محمد علي باشا الوالي العثماني على مصر في معارك الحجاز ونجد، بل ويبدي تأييده للقوات التركية، ويعبر عن إعجابه بضخامة عددها، ولا يخفي سروره لكل انتصاراتها، ويتابع سيطرتها على مدن الحجاز، وحتى توجّهها لحصار الدرعية، ويدعو لها بالنصر.
وعلى النقيض من ذلك اتخذ النقيب عبد الحبيب بن صلاح الكسادي مواقف مؤيدة ومساندة للدعوة الوهابية. ولا يستبعد تواصله مع قادة حملة ابن قملا وأتباعهم في وادي حضرموت قبل أن تتجه الحملة إلى الساحل وتبلغ الشحر، والأرجح أنه هو من طمّع ابن قملا ومن معه بالوصول إلى البنادر (الموانئ). وقد كشفت لنا رسائله تأثره بدعوة الإمام محمد عبدالوهاب، وتكشف لنا لغة رسائله أنه من أكثر المتحمِّسين لنصرتها؛ إذْ سعى لتجنيد مجاهدين من يافع، وربما من حضرموت بغية إرسالهم لدعم المسلمين ومساندتهم، ويقصد بهم قوات آل سعود ضد أعدائهم الذين يقصد بهم الأتراك، وعلى نفقته بحراً بواسطة الزوارق البحرية أو عبر الجبال للجهاد في سبيل الله، بغرض الثواب والأجر والغنيمة.
وعلى عكس شقيقه النقيب عبد الرب نجده متشبعاً بأفكار دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، وحرص على أن يصبغ رسائله بها لحض المجاهدين الذين يفضل أن يكونوا “موحدين لله ومحبين للإسلام ويؤثرون الدنيا على الآخرة”. ولأن مثل هذه الدعوة للجهاد قد جاءت متأخرة، فلم يكتب لها النجاح، والسبب أنها تزامنت مع اقتراب هزيمة آل سعود، ثم سقوط عاصمتهم الدرعية على يد الأتراك العثمانيين، وهو ما أضعف الدعوة الوهابية في حضرموت، وأنهى تأثير حملة ابن قملا، التي أصبحت بعد ذلك مجرد سحابة صيف عابرة في التاريخ الحضرمي.
يتبع (ملحق الصور)المرسلة عبر الإيميل
[1] – انظر: الإمارة الكسادية في حضرموت، سامي ناصر مرجان ناصر، دار الوفاق، عدن، ط1، 2012م، ص99.
[2] – معجم بلدان حضرموت المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف، تحقيق: إبراهيم المقحفي، عبدالرحمن حسن السقاف، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط1، 1202م، ص50.
[3] – معجم بلدان حضرموت المسمى إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت، ص52.
[4] – انظر: الإمارة الكسادية في حضرموت، سامي ناصر مرجان ناصر، دار الوفاق، عدن، ط1، 2012م، ص101.
[5] – نائب الشرع، لقب مُنح له من قبل مولى عينات لنيابته في القضاء والفقه في يافع.
[6] – تمت الاستفادة من تلك الوثائق في أبحاث نشرت وأخرى في طريقها للنشر، منها بحث للدكتور علي صالح الخلاقي بعنوان (الصراع الكسادي-البريكي في وثائق تاريخية تُنْشَر لأوِّل) قُدِّم إلى المؤتمر العلمي الرابع “التاريخ والمؤرخون الحضارمة في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي” الذي نظمه مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر يوم 19ديسمبر2019م في المكلا- حضرموت. وبحث بعنوان (من وثائق تاريخ إمارة آل بن بريك في الشحر- اتفاقيتان بين النقيب ناجي بن علي بن ناجي بن بريك وآل بني بكر وخُلاقة في يافع سنة 1225هـ)، أ.د.علي صالح الخلاقي، مجلة “حضرموت الثقافية” العدد(7) مارس2018م، الصفحات11-14. وكتاب المؤلف الصادر هذا العام بعنوان (حملة بن قَمْلا الوَهَّابية على حضرموت مطلع القرن 13هـ/19م- ما لها وما عليها مع وثائق تاريخية تُنشر للمرة للأولى).
[7] – انظر صورة رقم(1)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[8] – انظر صورة رقم(2)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري، والرسالة مرسلة للفقيه عبدالحبيب بن أحمد حيدر الفقيه البكري، من طاهر معوضة سعيد عوسان بتاريخ يوم الاثنين 20ربيع أول سنة 1244هجرية.
[9] – انظر الوثيقة رقم (3)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن الفقيه بن عزالدين البكري.
[10] – علي بن ناصر بن يحيى بن الشيخ علي هرهرة، من أسرة سلاطين يافع آل هرة، كان جدهم الشيخ علي هرهرة مصلحاً ومرشداً دينياً في يافع العليا العلامة نصبه السيد الشيخ أبا بكر بن سالم مولى عينات قبل أن تدركه الوفاة عام 992هـ ثم لما مات الشيخ علي خلفه ابنه الصالح أحمد بن علي ولما توفي أحمد بن علي خلفه ابنه الشيخ صالح بن أحمد وفي أيامه تزايد اختلال أمر الدولة الإمامية وعم الفساد والظلم على عهد الإمام المتوكل ثم الإمام المهدي صاحب المواهب حتى ثار على هذا الإمام جميع سادات اليمن من سلاطين وأمراء ومشايخ الذين ضمهم إلى الدولة الإمامية الإمام المتوكل على الله إسماعيل فاجتمعت كلمة يافع العليا على طاعة الشيخ صالح بن أحمد واقاموه سلطاناً عليهم وأناطوا به مهمة إنقاذهم من جور حكم الإمام فحالف السلطان معوضة بن عفيف اليافعي سلطان القارة وابتدأت الحركة من يافع[ انظر: هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن، أحمد فضل بن علي محسن العبدلي، دار العودة بيروت ط2 1400هـ/1980م، ص 108-109].
[11] – انظر الوثيقة رقم (4)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن الفقيه بن عزالدين البكري.
[12] – انظر: (الصراع الكسادي – البريكي في وثائق تاريخية تُنْشَر لأوِّل مَرَّة)أ. د.علي صالح الخلاقي. بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الرابع “التاريخ والمؤرخون الحضارمة في القرن الثالث عشر الهجري/التاسع عشر الميلادي” الذي نظمه مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر يوم 19ديسمبر2019م في المكلا- حضرموت.
[13] – انظر الوثيقة رقم (5)،من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[14] – انظر الوثيقة رقم (6)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[15] – شيخ بني بكر-يافع في ذلك العهد، وآل دينيش هم بيت المشيخة في بني بكر حتى اليوم.
[16] – جَبَوا له: وافقوا له.
[17] – انظر الوثيقة رقم (7)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[18] – انظر الوثيقة رقم (8)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[19] – انظر الوثيقة رقم (9)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[20] – نص الحديث كما جاء في مسند أحمد: ” لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ “.
[21] – مدينة تربة أو «تربة البقوم»، مدينة قديمة تقع على حدود نجد مع الحجاز، وتبعد عن جنوب شرق مكة المكرمة بحوالي 190 كيلومترًا.
[22] – لم يرد في الحديث ذلك النص وإنا ورد قوله صلى الله عليه وسلم: غَزْوَةٌ فِي الْبَحْرِ أَفْضَلُ مِنْ عَشْرِ غَزَوَاتٍ فِي الْبَرِّ، مَنْ جَازَ الْبَحْرَ غَازِيًا فَكَأَنَّمَا جَازَ الْأَوْدِيَةَ كُلَّهَا.
[23] – آل الوحيري، هم شيوخ ناصفة مكتب لبعوس في يافع (آل عمرو والسيل).
[24] – انظر الوثيقة رقم (10)، من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.