سُكْنَةَ الحَرْفِ

عمر حسين المقدي

يَا سُكْنَةَ الحَرْفِ يَا نَهْرًا مِنَ العَجَبِ
يَـرَاكِ قَلْبَي لِـفَـرْطِ الحُسْـنِ سَـاحـِرَةً  
لَا تَمْشُطِي الشَّعْرَ أَرْخِي خَصْلَتَيْكِ هُنَا
لَا تَرْحَمِي عَاشِقِيْـكِ الغُـرَّ وَابْتَعِـدِي  
تِيْهِـي دَلَالًا وَوُدًّا وَانْـثَـنِي خَـجَـلًا
وَأَشْعِلـِي فِي جَبِيـْنِ اللَّيْـلِ أُغْنِـيَـةً  
شَاخَ الزَّمَانُ وَمَا شِخْتِ فَقَالَ سُدًى
إِذْ تَسْتَغِيْثُ عَلَى جَفْنَيْكِ حَاضِرَةٌ  
عَيْنَـاكِ مِنْ نَـزَقِ الأَحْـلَامِ مُتْعَبَةٌ
نُوْرِيَّةُ القُدْسِ لَمْ يَحْجُبْ سَنَاكَ مَدًى  
فَمُذْ مَرَرْتِ عَلَى الدُّنْـيَـا أَنَرْتِ نُهًى
وَعَاتَبَ الرِّيْـحُ حُـبًّا مُزْنَـةً فَنَمَا  
تَبَسَّمِي لَا يَرُعْكِ الدَّهْـرُ آخِـرُهُ
فَأَنْتِ خَالِدَةٌ فِي العَالَمِـيـْنَ هُـدًى  
مَاذَا أَقُـوْلُ ثَنَاءً وَالـحُرُوْفُ صَـدًى
كُلُّ اللُّغَـاتِ حِسَـانٌ إِنَّمَا لُغَتِـي  
تَخَيَّرِي أَيَّ وَصْـفٍ قُلْـتُ يَا لُغَـتِـي
إِنِّي أُحِبُّـكِ حُـبَّ الأُمِّ فَلْذَتَـهَا
مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكِ تُـعْـلَى قِـمَّـةُ الأَدَبِ
وَإِنْ نَظَـرْتُ أَرَى فِي دَفَّتَـيْـكِ نَـبـِي  
مَا أَجْمَلَ الحُبَّ فِي طَيْشٍ وَفِي صَخَبِ
وَخَاطِبِيْهِمْ جَلَالًا مِنْ وَرَا الحُجُبِ  
كَقُبْلَةٍ سَافَرَتْ دَهْرًا لِأَجْـلِ صَبِـي
لِتُلْبِسَ الحُزْنَ ثَـوْبَ الأُنْسِ والطَّـرَبِ  
أَلَمْ تَمُرَّ عَلَى أَعْتَـابـِهَـا حِقَبِـي
وَحَاجِـبَـاكِ يُعِيْدَا سَطْـوَةَ العَـرَبِ  
يَا لِلْعُـيُـوْنَ الَّتِي تَـزْدَانُ مِنْ تَـعَـبِ
وَقَدْ كَنَسْتِ عَتِيْمَ الجَهْلِ بالشُّهُبِ  
وَاسْتَأْنَسَ الكَوْنَ مِنْكِ كُلُّ مُغْتَرِبِ
عَلَى شِفَاهِ الصَّحَارَى مُخْلِصَ العُشُبِ  
وَلَا تَنَامِـي عَلَى شَيْءٍ مِنَ الغَـضـَبِ
وَأَنْتِ صَادِقَـةٌ مَا مِلْـتِ بِالـكَـذِبِ  
وَقَدْ حَوَيْتِ بِفَخْـرٍ سَـيَّـدَ الـكُـتُـبِ
تُعَلِّمُ الحُسْنَ مَعْنَى الحُسْنِ مِنْ كَثَبِ  
أَحْلَى مِنَ الشُّهْدِ أَوْ أَنْقَى مِنَ السُّحُبِ
فَهَلْ تُحِـبِّـيْـنَـنِي يَوْمًا كَـحُـبِّ أَب

18 ديسمبر 2020

#18_ديسمبر يوم اللغة العربية العالمي