أ.د. علي صالح الخلاقي
أ.د.علي صالح الخلاقي
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية-جامعة عدن
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 20 .. ص 7
رابط العدد 20 : اضغط هنا
توطئة:
صاحب عينات، أو مولى عينات، نسبة الي المدينة الحضرمية ذات الصيت الكبير الواقعة شرق مدينة تريم، والتي أنشأها رجُل الدِّين والمصلح الاجتماعي السياسي ذو النفوذ والجاه الكبير في الأوساط الاجتماعية الحضرمية الشيخ أبو بكر بن سالم بن عبدالله بن عبدالرحمن السقاف العلوي (919 – 992 هـ). وقد كانت له رئاسة ومشيخة علمية ودينية في بلدته عينات، وكانت تتوافد عليه الجموع في أي مكان يحلّ فيه، وتنشر أمام موكبه الأعلام، وتضرب بين يديه الطاسات، إلى أن توفي([1]).
وكان للشيخ أبي بكر بن سالم تأثير روحي كبير في يافع وكذلك لابنه الحسين، وقد أرسلا مجموعة من أقاربهما السادة ومن تلامذتهما الدعاة والفقهاء، على رأسهم الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة إلى بلاد يافع بناءً على طلب قبائل يافع لتعليم أهلها، وإصلاح ذات البين، وجمع العشور والنذور التي تلتزم بها يافع لآل الشيخ أبي بكر بن سالم. وقد ورث أبناؤه وأحفاده اللقب والتأثير الروحي([2]). وبفعل هذا التأثير كانت يافع تستجيب طواعية لطلب صاحب عينات أو استغاثته، سواء عبر (يافع التلد) من سكان حضرموت القدماء، الذين يرجع وجودهم إلى العهد الحميري وما تلاه، أو (يافع الغرباء) وهم من كانوا يأتون من يافع الجبل تلبية لطلب مولى عينات، ولاحقاً للالتحاق في جيش الدولة القعيطية، وتجلى دور يافع في حضرموت في مواقف عدَّة، أبرزها في مواجهة الوجود الزيدي في حضرموت وطردهم منها، وكذا في نجدة صاحب عينات وقت الخطر، كما حدث في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الهجري، أثناء فتنة آل تميم والمناهيل مع صاحب عينات الحبيب السيد أحمد بن سالم بن أحمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم، الذي تولى المنصب بين (1211-1242هـ).
وآل يماني هم عمود السلطنة التميمية بحضرموت، تأسست سلطنتهم سنة 621هـ/ 1224م على يد السلطان مسعود بن يماني بن لبيد التميمي، وعاصمتها مدينة تريم، وكانت نهايتها على يد السلطان الكثيري بدر بو طويرق.
وفي ظل الصراع الذي شهدته حضرموت وتفكك الدولة الكثيرية وضعفها ظلت علاقة آل تميم بيافع قوية، وأمتن من علاقة آل تميم بآل كثير. والسبب هو أن آل تميم يعتقدون أن آل كثير اغتصبوا الملك من آل تميم، حوالي عام 781هـ، وتحديداً من آل يماني. ثم إنَّ آل تميم كانوا يرون في التحالف المصلحي بينهم وبين يافع إضعافاً تدريجياً للدولة الكثيرية، وبالتالي تقليص رقعتها إلى مساحة ضيقة جداً إذا لم تتيسَّر لهم إبادتها. وقد تمكَّن آل تميم ويافع من حصر النفوذ الكثيري، عبر السنين، في منطقة منحصرة بين نُخْر مِحْوَلَهْ غرباً إلى الحَزْم شرقاً. وعلى ضوء هذه السياسة العامة تبادل يافع وآل تميم المعونات العسكرية في الرجال والعتاد سنين عدَّة([3]).
ومع ذلك فقد سادت هذه العلاقات المتينة والتعاون المتبادل فترات من الخلافات بلغت حد المواجهة أحياناً، وهو ما دفع الشاعر المعلم عبدالحق أن يخاطب آل تميم بشأن علاقتهم مع يافع، مهيباً بهم أن تكون يدهم واحدة على الخصم (الكثيري)، وأن يتناسوا الخلافات التي بينهم وبين يافع، أو في الأقل، يؤجلوا النظر فيها إلى الوقت المناسب:
انتُم ويافع كُل بادي نَقْلَه | شَلَّه بشلّه في مجاري سَوده | |
بُدْنِه ولُحمه في معاضد فصله | من هو الذي يأكل لحوم اعضوده؟ | |
لا تحسبوا ما قد تقدم قبله | لي بينكم قوّوا عليه اِربوده | |
ما قد سبق عيمان ذيك الوهله | من له طلايب خلِّفوا موعوده | |
العار يا اهل العار شو ذا حِلِّه | لا حد يبقِّي في الشَّنف مجهوده |
فتنة منصب عينات وابن يماني
من تلك المواجهات، ما جرى بينهما بسبب الفتنة التي جرت أحداثها في ثلاثينيات القرن الثالث عشر الهجري بين آل تميم ومنصب عينات. ففي أوائل العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري نشبت حروب ضروس بين الحبيب السيد أحمد بن سالم بن أحمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم منصب عينات وبين المقدَّم عبدالله بن أحمد بن يماني، من جراء الحصون المسمَّاة بالغرفة، خارج بلدة “قَسَمْ” واستمرَّت هذه الحرب نحو سبع سنوات، تضرَّر الناس منها أيَّما ضرر، وجنَّد كل منهما جنوداً من المقاتلة عادت عليهما وعلى غيرهما بالخسارة والدمار([4]).
ففي حدود سنة 1237هـ عادت الحرب جذعة بين الحبيب أحمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم وبين المقدم عبدالله بن أحمد بن يماني، وسببها كما يقول ابن عبيد الله أنَّ آل يماني قتلوا أحد خدَّام المنصب غلطاً. وفي شهر ذي الحجة من السنة نفسها أقبل جماعة من أتباع المنصب من جبل يافع يسوقون أغناماً إليه تجيء له كل عام، وبصحبتهم أشخاصٌ من السادة القاطنين بحبَّان، وبعد أن وصلوا عينات توجَّه بعض الأتباع إلى تريم لقضاء غرض لهم، فقابلوا تحت ديار باعطير أشخاصاً من آل يماني فأطلقوا الرصاص سريعاً على الأتباع المساكين وقتلوا واحداً منهم وجرحوا آخر، ووصل الخبر إلى منصب عينات فلم يعمل شيئاً في حينه، وعظم الأمر على السادة الذين جاءوا من حبان فكَمَن منهم اثنان خارج عينات حتى مرَّ بهم بعض آل عثمان من أصحاب المقدَّم فقتلوه وذلك في 19 محرم سنة 1238هـ ، ثم اتجه أولئك السادة إلى تريم ومنها إلى شبام رأساً، وهناك وجدوا قافلة متوجهة إلى بلادهم فصحبوها([5]).
وتحزَّب آل عثمان وابن يماني من جهتهم وصمَّموا على الانتقام بقتل ابن المنصب أحمد بن سالم، وكان ابنه هذا يتعوَّد الجلوس كل ليلة بعد المغرب على مصطبة لدار أبيه في حارة النخر هو وجماعة من أصحابه، وفي ليلة الأحد، الموافق 28 محرم سنة 1238هـ وصل رجلٌ من آل يماني إلى عينات ووقف أمام المصطبة وعليها السيدان أبوبكر بن أحمد سالم وعمر بن صالح وأطلق بندقيته على السيد أبي بكر بن أحمد سالم، وابن المنصب، فأخطأ الأوَّلَ، وأصاب السيد عمر بن صالح فقتل شهيداً، واستنجد المنصب بيافع، فلم يجد إلا القليل بقي يناوش بهم آل يماني في قَسَم، ثم تكاثر الورادون عليه من يافع، وكاد أن يستولي بهم على قَسَمْ لولا أنَّ المقدَّم جمع عسكراً كثيراً من المناهيل وهجم بهم على عينات، وطال بينهم أمد الحرب، وكان الرجحان في الأغلب لكفة بن يماني([6]).
نجدة يافع لصاحب عينات في وثائق تاريخية:
يكشف لنا الأرشيف الأسري الكثيرَ من الخفايا عن أحداث مضتْ، كاد أن يغفلها المؤرِّخون، فجاء ظهور هذه الرسائل ليزيل الركام عنها ويعيد التذكير بها من مصادر موثوقة، ومن شخصيات عاصرتْ تلك الأحداث وعايشتها أو شاركت فيها.
ومن الوثائق ذات الصلة المباشرة بفتنة ابن يماني وصاحب عينات ونجدة يافع التي جاءت في وقتها استجابة لطلب صاحب عينات الحبيب أحمد بن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد بن الشيخ أبي بكر سالم، بين أيدينا أربع وثائق تاريخية تنشر لأول مرة. وهذه الوثائق هي من ضمن وثائق تاريخية مهمَّة وكثيرة، ذات صلة بتاريخ حضرموت ويافع وأواصر العلاقة بينهما، حفظها لنا الأرشيف الأسري الثري والنفيس لأُسرة مشايخ بني بكر آل دينيش وأسرة قضاتها آل عزالدين، وتُبيِّن هذه الوثائق المكانة المهمَّة والدور المؤثر لهاتين الأسرتين وشخصياتهما الرئيسة في مجمل الأحداث التي شهدتها حضرموت.
ومن بين الشخصيات المهمَّة ذات الثقل والتأثير في الأحداث التي نحن بصدد الحديث عنها، نذكر تحديداً الشيخ عبدالله عوض دينيش [ابن عوض سعيد عوض سعيد عوض محمد دينيش البكري]([7])، عاقل بني بكر، الذي كان له دوره المؤثر وحظي بمكانة مهمَّة لدى صاحب عينات، ونال رضاه وحبه وتقديره لما أبداه من الإخلاص والوقوف معهم في محنتهم وفتنتهم. ومن آل دينيش ممن تجاوبوا مع تلك الأحداث وأسهموا فيها وفي غيرها من الأحداث التي شهدتها حضرموت في تلك الفترة، نذكر منهم: أحمد بن دينيش بن ناصر، ودينيش بن علي بن دينيش، وأحمد بن عبدالنبي بن عوض دينيش، وعلي نجل الشيخ عبدالله عوض دينيش الذي كان بصحبة والده، وغيرهم ممن تعرضت لهم رسائل أخرى.
والشخصية الأخرى نائب الشرع الفقيه عبدالحبيب بن أحمد بن حيدر بن عزالدين، الذي مثل شخصية محورية مهمَّة في كثير من الأحداث بما له من علاقة مؤثرة ورأي مسموع لدى سلاطين يافع ولدى أمراء الدولة الكسادية والإمارة البريكية والسلطنة الكثيرية وحكَّامها وصاحب عينات، وجمع بحنكته ودهائه بين متناقضات هذه الكيانات في علاقاته المميزة، وكلمته المسموعة لدى الجميع.
وسنتعرض في هذه الوثائق التاريخية بدرجة رئيسة لكل ما له صلة بتلك الفتنة فقط، فهي بيت القصيد في بحثنا هذا، ونتجنب الخوض في بقية محتويات الرسائل، وفضَّلنا نشر نصوصها كاملة وصورها لكي يستفيد الباحثون والمهتمون مما ورد فيها من مضامين وأخبار أخرى، دوَّنها شهود عيان ومشاركون في تلك الأحداث، ولا شك في أنها تمثل مصدراً مهماً للتعرف على جوانب من التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والعسكري، وغير ذلك من تاريخ حضرموت ويافع في تلك الفترة.
وسنركز هنا بدرجة رئيسة في الشرح والتعليق على مضامين هذه الوثائق ذات الصلة بموضوع بحثنا، وهو فتنة صاحب عينات وآل تميم.
الوثيقة رقم (1)
مصدرها: أرشيف الشيخ ناصر علي محمد عزالدين البكري – مدينة بني بكر – يافع، والصورة المرفقة نسخة من الأصل.
نوعها: رسالة من الحبيب أحمد بن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد بن الشيخ أبي بكر سالم وممهورة بختمه، وبدون تاريخ، ويبدو أنها تعود إلى مرحلة اشتداد الفتنة ومحاصرة عينات.
جهة صدورها: حوطة (عينات) حضرموت.
جهة وصولها: بني بكر-يافع، إلى كل من الشيخ عبدالله عوض دينيش، عاقل بني بكر، والفقيه عبدالحبيب بن أحمد حيدر وهو نائب الشرع وإلى كافة بني بكر.
(نص الرسالة)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الله يحفظ ويحمي ويحرس ويمن بالعافية والتوفيق على المحبين الملحوظين المحفوظين بعين العناية الشاملة الربانية:
الشيخ عبدالله عوض دينيش والفقيه عبدالحبيب بن أحمد حيدر وكافة بني بكر الجميع قريب وبعيد حوطهم الله
وخصهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونحنا عليكم لم نزل باذلون صالح الدعاء مقيمين خاطرنا معكم ونظرنا شامل عليكم معتنون بكم ومعكم الظاهر والباطن والنطق لكم في الحال والمال والسعد والنصر وحفظ وسلامة ودايره وأنتم الخلاصة لنا وعلاقة بنا زيادة سابق ولاحق، ونوصيكم الله الله بطاعة الله ورسوله وما يرضي الله ورسوله ويرضينا ومزيد من الإخلاص وصلاح النيات معنا وقف النيات وتمسكون وتباركون والنظر الشامل على الخدمة وما هو لنا سابق لاحق يخرج به الخادم الدَّرك عليكم مأمونين مدركين بنا محاسبين بنا، الجواب الشافي بخروج الخدمة الأول والتالي والتحقيق إلينا، وصدر إليكم جملة خطوط متعددة مترددة شرحنا بها لكم أحوال وأقوال وأمور وحققنا لكم ما جرى علينا وفينا من قبايل حضرموت تطورو وتشبرو وتكبرو ووصلو على قتل السادة آل الشيخ أبوبكر سالم وبسطو على الأرض ولا عاد معنا ومع يافع الاّ بيوتنا وخايفين على أحوالنا وأموالنا وما سبق إليكم كفاية فصدرت الخطوط السابقة واللاحقة إذا عاد شي نكفة ومحبة وغيرة ومعورة صدرت الخطوط للمحبين السلاطين ومكاتب يافع الجميع وبني أرض الاعتناء الدرك عليكم الله الله كونوا حسب الطلب والخروج الله الله اعتمدوا واعتمدوا ما سبق وأمرنا ورأينا وما في الصدور ما يسطر بالسطور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ولا منجا ولا ملجأ منه إلا إليه
والسلام عليكم
ختم
الواثق بالله الشيخ أحمد بن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد
الشرح والتعليق:
رسالة الحبيب أحمد بن سالم بن أحمد بن الشيخ أبي بكر سالم والممهورة بختمه بغير تاريخ، لكنها، كما يبدو من مضمونها، تعود إلى مرحلة تفاقم الصراع والمواجهات مع خصومه آل تميم، وعلى الأخص بعد أن وصل خطر الفتنة إلى أطراف حوطته (عينات) من قبل خصومه آل تميم والمناهيل وتهديدهم بقتل سادة عينات.
تبدأ الرسالة بالسلام، ثم تأتي الصيغة التقليدية المألوفة لمراسلات صاحب عينات إلى أتباعهم؛ إذ يغدق على من وجه إليهم الرسالة بصالح الدعاء، ويوصيهم بطاعة الله ورسوله، وبما يرضي الله ورسوله، وبما يرضي سادة عينات بمزيد من الإخلاص وصلاح النيات معهم، والتأكيد على أهمية تسليم ما هو لهم لدى يافع من العشور والنذور…إلخ.
ثم يأتي على بيت القصيد أو الأمر المهم، وهو طلب النجدة، فيذكِّرهم بالرسائل المتعددة (الخطوط) التي سبق أن بعث بها لشرح ما تعرضت له عينات ومنصبها من اعتداء من قبائل حضرموت، ويقصد هنا آل تميم والمناهيل ومن تحالف معهم، ممن بلغ بهم الأمر الوصول إلى قتل السادة آل الشيخ ابوبكر سالم. وكذلك محاصرتهم لبلدتهم المقدسة (عينات)، والبسط أو السيطرة على الأرض بحيث لم يكن للسادة آل الشيخ أبي بكر ويافع الموجودين معهم في عينات إلاّ البقاء في بيوتهم، والخوف يسيطر على أحوالهم وعلى أموالهم.
يتضح لنا أنه سبق له أن أرسل لهم برسائل عدة، توضح الاعتداءات التي تتعرض لها عينات من القبائل الحضرمية، وهو بهذه الرسالة لا يكتفي بالشكوى، بل يستحث همم آل يافع في الجبل وعزيمتهم للإسراع في نجدته ونجدة من معه من إخوانهم من يافع، ويذكِّرهم بما صدر من رسائل سابقة للمحبين السلاطين ومكاتب يافع الجميع وبني أرض، ويبدو أن الرد على تلك الرسائل السابقة قد تأخر ولم يصل بعد حتى كتابة رسالته، ولذلك فإنه يستصرخهم فيها مستغيثاً بهم، يطالبهم بالاستنفار السريع والخروج لنجدته وتدارك الأمر إذا بقيت لديهم محبة له وغيرة عليه، يقول:” إذا عاد شي نكفة([8]) ومَحَبَّة وغِيْرِة ومعورة([9])…الاعتناء الدَّرك عليكم، الله الله كونوا حسب الطلب والخروج، الله الله اعتمدوا واعتمدوا ما سبق وأمرنا ورأينا وما في الصدور ما يسطر بالسطور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ولا منجا ولا ملجأ منه إلا إليه”.
الوثيقة رقم (2)
مصدرها: أرشيف الشيخ قاسم صالح بن دينيش([10])، بني بكر – يافع، والصورة المرفقة نسخة من الأصل.
نوعها: رسالة من الشيخ عبدالله عوض دينيش.
تاريخها: أول شهر ربيع سنة 1238هجرية / الموافق 16 ديسمبر 1822م.
جهة صدورها: حوطة (عينات) حضرموت.
جهة وصولها: بني بكر-يافع، إلى كل من أحمد بن دينيش [بن ناصر بن عوض بن سعيد بن عوض بن سعيد بن محمد دينيش البكري([11])]، ودينيش بن علي [بن دينيش بن عوض بن سعيد بن عوض بن سعيد بن عوض بن محمد بن دينيش([12])]، والولد حسين القيفي، والولد عوض بن عبدالله والولد بوبك بن عبدالله.
(نص الرسالة)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين على أمور الدنيا والدين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وآله وصحبه أجمعين.
حفظ الله ورعا وتولى لنا بحياة الأجلاء الأكرم العزيز المحترم، قرة العين اليمين، من له في القلب محل مكين، الأصناء المحفوظين بعين الله الكريم، الصنو أحمد بن الوالد دينيش، وكذلك دينيش ابن علي والأولاد المحفوظين بعون الله وأهل السلف الولد حسين القيفي، وكذلك الولد عوض بن عبدالله والولد بوبك ابن عبدالله فواد أبوه، سلمهم الله وابقاهم وبعين الرعاية رعاهم وجمع الشمل بهم، آمين.
ويعود عليكم شريف السلام ورحمة الله وبركاته
صدر من الحوطة المشرفة، بلد سيدنا الشيخ أبوبكر بن سالم، بلد عينات، وكل علم خير وعافية، وان سألتم عن حالة المملوك والولد علي وكافة أصحابنا بني بكر الجميع بأتم عافية، نرجو من الله الكريم والعرش العظيم أن تكونوا كذلك، بل الأزيد من ذلك في خير ولطف وعافية.
أخبار الأرض ساكن، غير ساكن. نعلمكم بأن نحن قد صَدَّرنا لكم جُملة خطوط صُحبة السيد أحمد بن محمد ، وصُحبة المكتب الذي من عند الحبيب سيدنا المالك أحمد بن سالم، وفيهن كمال التحقيق، ونعلمكم من بعد ما طلعوا يافع من حصون أهل عيسا جاء عبد من عبيد أهل تميم بالليل وعينه با يقتل الحبيب ابوبكر وبعد أن الحبيب أبوبكر جالس على الدرج حق الحبيب وعنده سادة من أصحابه ووصل وضرب السادة وقتل الحبيب عمر بن صالح بن عمر، والحبيب أبوبكر سَلَّمه الله وشق على الحبيب وعلينا وعلى جميع خلق الله قتل السيد والحبيب ويافع متعوِّرة جم جم جم جم جم([13]).
ومن بعد نفذ الحبيب أبوبكر والحبيب سالم والحبيب سقاف ونفذ إلى البنادر وعوّروا([14]) على أهل البنادر ناجي[بن بريك] وعبدالرب [الكسادي]وحال التاريخ ورسلوا مغالمه([15]) من البندر وذكروا أن الدولة خارجين ومتعورّين جم جم ومعهم مخرج كبير جم جم، مخرج دولة، وعسى الله يصلح من هو في صلاح المسلمين.
وأما ما سار من أهل تميم من بعد ما نفذوا السادة جابوا قوم وغاروا على أطراف عينات، وأما البلاد فلا قَدَرَوا عليها، ولا با يقدرون، ونحن في عينات مقدر مية رجال، الذي منا ولبعوس وأهل الظُبَي ومناصرين ، ووصول الدولة في هذه الأيام والفتنة قيمة (قائمة) بين نحن وهم.
وأما السلطان حسين هو وباقي أصحابنا والتلد واصلين إلينا في هذه الأيام. ونحن والولد علي في عينات، ونشكر لكم جم جم في طاعة نحن. والحبيب وباقي الأغراب في تريم واصلين ويتخلصوا مصاريفهم من تريم ومن سيئون. ونحن بنا حد الشاغب([16]) منكم من قَلّ الخطوط الله الله في الحقيق وما أنتم عليه من خِرْف([17]) وثمر وصحة أبدانكم، وبقينا مشغوبين من ما نحن ملبوسين به وكساء أهل الدار لحتى حصل سفر الحبيب صادق بن هادي وعبدالله فلا عاد معنا أُمنه مع حد لحيث ذا آخر زمان وقل المسافرين يوم الأرض مخبوطة. الصادر إليكم صُحبة الحبيب صادق والحبيب عبدالله وداعة([18]) وخَطَّها فوقها يخرج ما صَدَر تقضوا الحارق الذي شَقّ علينا وعليكم عبد سالم بن سوادة ولا يقتصرون عيالنا من قصر لا تقصر عليهم قدكم تحرفون وتصرفون وتدون كل شي سعره وما زاد وما قصر جنوبنا تتحمل والحقيق يا الله والحذر يقتصرون . هذا ما نحقق لكم.
والسلام الصنو موسى بن علي والولد عبدالرب بن علي وأحمد عبدالنبي ودينيش صالح وعلي دينيش وعبدالله أحمد وناصر أحمد وقل لهم الله الله في بوبك لا يتواخذون والصبر لبعضهم البعض الكبير والصغير.
والسلام على الصنو موسى حسين وابنه والوالد علي محمد وعياله والصنو عبدالصفي وعلى عبدأحمد بن نسر وابنه محمد وعلى محمد الشرفي.
وخصوا نفوسكم منا ألف سلام ولا يقطع نحن كتابكم,
وسلموا لنا على الصنو عبدالله محسن الشرفي وعلى الوالد سالم محمد وحسين أخوه والحبيب داعي وراضي عليهم بجهد الخدمة قدك تقول لهم يا صنو أحمد.
وسلم لنا على عبدالله محسن بيبك والولد محمد أحمد وعلى الصنو عبد موسى وعبدالحبيب وكافة أهل سنان وعلى عوض علي الدعوس وعياله والصنو علي شيخ وإخوانه وعلى الوالد سالم علي وعياله الجميع وعلى محسن علي جابر وشيخ بن أحمد وعلى الولد صالح علي بن عبدالواحد وأصحابه الجميع وعلى الصنو عبد موسى الحذامي وأخوه وعياله وعلى الصنو أحمد عسكر وعلى الأصناء حسين أحمد وعبد سالم وعلى عبدالكريم بن محمد وعياله وعلى السنيدي الحطيبي … وعلى علي بوبك وأحمد السنيدي وباقي أهل الحقبي على الصنو أحمد مسعود وصالح عمر الجرمي والولد برك حسين علي جابر وعلي عبدالله الوجيه الحذر التعليق لا يقصر عيالنا شي …كبير وصغير وخصوا داعي بني بكر منا بألف سلام وسلموا على …..الرامدي لا دونه من غاب من عينك غاب من قلبك.
تاريخ يوم الاثنين، أول شهر ربيع سنة 1238هجرية / الموافق 16 ديسمبر 1822م
مستمد الدعاء المملوك لله عبدالله عوض دينيش
وسلموا لنا على عبدالحبيب بن حيدر
الشرح والتعليق:
سبق الإشارة إلى أسباب الفتنة وتطوراتها بين ابن يماني وصاحب عينات التي أدَّت إلى قتل شخص من آل يماني من قبل سادة حبَّان، ثم انتقام ابن يماني وتميم بإرسالهم رجلاً لقتل السيد أبي بكر بن أحمد سالم، ابن المنصب، فأخطأه، وقتل السيد عمر بن صالح، ثم ما تلا ذلك من نجدة المنصب بيافع، وما أعقبها من أحداث، وهذا ما يتوافق مع ما جاء في هذه الوثيقة التي تقدم لنا أيضاً حقائق جديدة نتعرف عليها لأول مرة عن تلك الأحداث بتفاصيلها الدقيقة.
وما يلفت الانتباه في هذه الرسالة، من الوهلة الأولى، أن مُرسلها هو الشيخ عبدالله عوض دينيش، وهو الذي وُجِّهت إليه وإلى الفقيه عبدالحبيب أحمد حيدر رسالة الاستغاثة السابقة من صاحب عينات الحبيب أحمد بن سالم، وهذا يعني أنه قد وصل من يافع إلى عينات منذ فترة على رأس قوم من أصحابه، خاصة من بني بكر، لنجدة صاحب عينات، ولا شك أن رسالته هذه لم تكن الأولى بعد وصوله عينات، بل سبقتها رسائل عدَّة (خطوط) من قبل كما أوضح ذلك.
تعود الرسالة إلى فترة الأحداث التي ذكرها ابن هاشم، وكان الشيخ عبدالله عوض دينيش شاهداً عليها ومشاركاً فيها لوجوده حينها في “عينات”، فرسالته مؤرخة يوم الاثنين، أول شهر ربيع سنة 1238هجرية / الموافق 16 ديسمبر 1822م، وأرسلها كما جاء في مستهلها:” من الحوطة المشرَّفة، بلد سيدنا الشيخ أبوبكر بن سالم، بلد عينات، وكل علم خير وعافية، وان سألتم عن حالة المملوك والولد علي وكافة أصحابنا بني بكر الجميع بأتم عافية، نرجو من الله الكريم والعرش العظيم أن تكونوا كذلك، بل الأزيد من ذلك في خير ولطف وعافية”. ثم انتقل بعد هذا الاستهلال إلى بيت القصيد بذكر الوجيز المفيد من أخبار حضرموت، لأن كمال التحقيق قد تضمنته جملة الرسائل (الخطوط) التي سبق ارسالها من قبل بصحبة السيد أحمد بن محمد ضمن مكاتبات السيد الحبيب أحمد بن سالم، يقول:
“أخبار الأرض ساكن، غير ساكن. نعلمكم بأن نحن قد صَدَّرنا لكم جُملة خطوط صُحبة السيد أحمد بن محمد ، وصُحبة المكتب الذي من عند الحبيب سيدنا المالك أحمد بن سالم، وفيهن كمال التحقيق، ونعلمكم من بعد ما طلعوا يافع من حصون أهل عيسى جاء عبد من عبيد أهل تميم بالليل وعينه با يقتل الحبيب أبوبكر، وبعد أن الحبيب أبوبكر جالس على الدَّرج حق الحبيب وعنده سادة من أصحابه، ووصل وضرب السادة وقتل الحبيب عمر بن صالح بن عمر، والحبيب أبوبكر سَلَّمه الله وشق على الحبيب وعلينا وعلى جميع خلق الله قتل السيد والحبيب ويافع متعوِّرة جم جم جم جم جم”([19]).
ونعرف من هذه الرسالة أيضاً أن الرجل القاتل الذي أرسله آل يماني للقيام بهذه المهمة هو عبدٌ من عبيدهم، وربما لهذا السبب لم يظن سادة عينات أن يأتي منه العيب أو يشرع بالقتل فلم يحترزوا منه أو يأخذوا حذرهم إلا بعد أن وقع المقدور بقتل السيد عمر بن صالح بن عمر، ونجاة السيد أبي بكر نجل السيد أحمد بن سالم. ويذكر أن حادث قتل السيد قد شقّ وثقُل على الحبيب وعلى الجميع، ويستثير حماستهم لمسح هذا العار، وهو المقصود بأن يافع (متعورّة)، أي مستنكرة ما حدث وكأنه لحق بها عارٌ كثيرٌ جداً (جم جم جم) لما أحاق بالسادة الذين لهم مكانتهم الدينية وتأثيرهم الروحي على يافع.
وقد ذكر ابن هاشم أيضاً أن المنصب استنجد بيافع، فهرع منهم حوالي 30 شخصاً من مواليد يافع الجبل ومواليد حضرموت وأقاموا بعينات، وأرسل ولديه أبابكر وسالماً إلى الشحر والمكلا يستنجدان بمن فيها من يافع، ولم ينجحا في مهمتهما لتردد آل ابن بريك والكسادي.. وأقبلت يافع سيئون بنحو30 شخصاً من أعيانهم وعقلائهم، وصارت يافع تريم تغزو غزوات صغيرة، وتهاجم قَسَمْ وضواحيها، وتقتل وتنهب، وذهب المنصب إلى تريم، وجمع يافع بها، ووحَّد كلمتهم، ثم نفذ ابن عبدالقادر إلى ريدة الصيعر، فجلب منهم مائة شخص، ومر بسيئون وجلب منها رجالاً، وذلك في محرم سنة 1238هـ([20]).
بَيْد أن رسالة الشيخ عبدالله عوض دينيش في هذا الصدد تذكر أنه تم إرسال أبناء الحبيب أحمد بن سالم الثلاثة، أبوبكر وسالم وسقاف، إلى البنادر، أي: إلى المكلا الكسادية، وإلى الشحر البريكية، يقول:”ومن بعد نفذ الحبيب أبوبكر والحبيب سالم والحبيب سقاف ونفذ إلى البنادر وعوّروا على أهل البنادر ناجي [علي بن بريك] وعبدالرب [بن صلاح الكسادي]، وحال التاريخ، ورسلوا مغالمه [غلمان] من البندر وذكروا أن الدولة خارجين ومتعورّين جَمْ جَمْ ومعهم مخرج كبير جَمْ جَمْ، مخرج دولة، وعسى الله يصلح من هو في صلاح المسلمين”.
ومن فحوى الرسالة نعرف أن التجاوب من الكسادي وابن بريك لم يكن مباشراً وسريعاً حسب المأمول، وأنهم اكتفوا بإرسال غلمان (مغالمة) فقط مع وعود بمخرج كبير، أي: بحملة كبيرة (مخرج دولة).
ولهذا اعتمد صاحب عينات السيد أحمد بن سالم بشكل أساسي على من كانوا في عينات من يافع في التعامل مع تطورات الأحداث التي لم تنتهِ عند هذا الحد، بل إن الفتنة ظلت قائمة. وبمجرد أن أرسل أولاده إلى المكلا والشحر لطلب النجدة من آل الكسادي وآل ابن بريك حتى غار قومٌ من آل تميم على أطراف عينات. وفي هذا الصدد يذكر ابن هاشم أن ابن يماني جمع نحو 200 شخصٍ من أهل الباطنة ومن المناهيل وهجم بهم على عينات، وقُتل مملوك لسالم غرامة اليافعي، وهجم مرة ثانية وأصيب الحسين من أولاد غرامة أيضاً([21]).
ومع ذلك فإن المهاجمين رغم وصول غارتهم إلى أطراف عينات، فإنَّهم لم يقدروا على دخولها؛ لوجود مائة رجل من المدافعين عنها من يافع، وهو ما توضحه لنا رسالة الشيخ عبدالله عوض بن دينيش البكري؛ إذْ يقول: “وأما ما سار (صار) من أهل تميم من بعد ما نفذوا السادة جابوا قوم وغاروا على أطراف عينات، وأما البلاد فلا قَدَرَوا عليها، ولا با يقدرون، ونحن في عينات مقدَّر مية رجال الذي منا ولبعوس وأهل الظُبَي ومناصرين ، ووصول الدولة في هذه الأيام والفتنة قيمة (قائمة) بين نحن وهم”.
وتشير الرسالة إلى التعزيزات المرتقب وصولها سواء من القادمين من يافع الجبل أو يافع التلد، وكذلك الباقين في تريم، بالقول: “وأما السلطان حسين([22]) هو وباقي أصحابنا والتلد واصلين إلينا في هذه الأيام. ونحن والولد علي في عينات، ونشكر لكم جم جم في طاعة نحن. والحبيب وباقي الأغراب في تريم واصلين ويتخلصوا مصاريفهم من تريم ومن سيئون”.
الوثيقة رقم (3)
مصدرها: أرشيف الشيخ قاسم صالح بن دينيش – شيخ بني بكر حالياً ، والصورة المرفقة نسخة من الأصل.
نوعها: رسالة من الشيخ عبدالله عوض دينيش وابنه علي
تاريخها: تاريخ يوم السبت 24 ربيع أول سنة 1239هجرية/الموافق 28/11/1823م
جهة صدورها: حوطة (عينات) حضرموت.
جهة وصولها: بني بكر-يافع، إلى كل من أحمد دينيش بن ناصر[بن عوض بن سعيد بن عوض بن سعيد بن محمد دينيش البكري([23])] ، ودينيش ابن علي دينيش[بن دينيش بن عوض بن سعيد بن عوض بن سعيد بن عوض ابن محمد بن دينيش البكري([24])] ، والولد حسين القيفي، والأولاد حسين عبدالله وعوض وبوبك.
(نص الرسالة)
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.. الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد آله وصحبه وسلم .
حفظ الله لنا ورعا وحرس وتولى بحال من لهم في القلب محل مكين وقرت العين اليمين الأصناء الكرام الماجدين الصنو الشقيق والركن الوثيق الصنو أحمد بن الوالد المرحوم دينيش ابن ناصر وكذلك الصنو دينيش ابن الوالد المرحوم علي دينيش والأولاد المباركين حسين عبدالله وعوض وبوبك سلمكم آمين، وعليكم منا جزيل السلام ما دامت الليالي والأيام والشهور والأعوام.
صدرت الأحرف من الحوطة الشريفة عينات وبعون الله الكريم والدعاء لكم مبذول من سيدنا المالك الحبيب أحمد بن سالم نفعنا الله به وإياكم ولا خرب حال علينا وعليكم بسعد الله وبسعد الشيخ بوبك وأهل السلف الصالح آمين.
سادتي إن سألتم عنا وعن أصحابنا فنحن في خير وعافية جعلكم الله في خير ولطف وعافية ويعود النظر فينا وفيكم قريب، ليس بعيد. وإن سألتم عن أخبار حضرموت بلسن أصحابنا الواصلين إليكم عبدالنبي والذي معه ومحمد صالح بهم جمال الحقيقة، لحيث أنهم قد وصلوا عندنا.
وأخبار الحبيب وبن يماني فلا شي قام بينهم، وجاء الخريف وجعل بن يماني أنها كما لوَّل اتصايح على عينات وجمل الرأي بين الحبيب ولبعوس أهل تريم وشلوا العار وصبحوا أهل تميم في طرف النخل على عادهم لوَّل ونحن جونا ثمانين عبد من تريم فوقنا يا الأغراب وظلاَّ حرب بيننا وبينهم وانتصرنا عليهم وكسرناهم وقتلنا رجب وقطعنا رأسه، وثلاثة مصاويب، ونحن مجملين بسعد الله والشيخ بوبك ، وخذنا لا نهار ثمان وغزوا يافع غريب وتليد، إلا الأخوان بحد قَسَمْ وجاهم واحد من أهل يماني وهم مكملين (كمين) وقع في مكمن لعيالنا واثنين عبيد وناصر عوض الحدي وسالم (شيبه) وقتلوه وقطعوا رأسه وشلوا سَلَبَه وتروحوا محملين والنصر مع يافع والخصم اقتهر. وخذنا لما تالي عاشور (محرم) من بعد ما ساروا من عندنا عبدالنبي ومحمد صالح وجو لبعوس ومعهم مية صيعر وثمانين عبد وجونا في الليل ونشروا هم والأغراب والعيال معهم الولد علي وأحمد صالح وناصر عبدالله وعبدالله جابر وسروا على المناهل وصبحوا عليهم وهجموهم وقتلوا أربعة مناهيل وهاشوا طمع كبير أربعة ألف غنم، وستة وعشرين جمال، وتروحوا محملين فلا حد به شوكة، والذي خرج قسم النفر اثنعشر رأس غنم، والقوم كلاً خذ طمعه وتروح، ومن قفا الطمع سعوا ما بين أهل تميم ولبعوس على صلح واصتلحوا سنة وتوابعث للبعوس أهل العرف والشورى ولا بقي إلا بن يماني والمنهالي وسعوا قيم ولكن قيم لزقيقه والله يقدر ما فيه الصلاح .
هذا ما نحقق لكم ومن نحن يا غصنا (أصناء) فنحن طالبين الفسح من الحبيب ومتروحين عقب القلمة لحيث ان ما توفي بالباروت والرصاص والفتيل.
ولا عاد شي للمستوي بقعة وصابرين للنية من الحبيب لنا ولكم لحيث أن من تغرَّب صبر وليد نحن والعيال إن شاء الله واجده في رجب ونحن عندكم. هذا سادتي، وصل كتابكم وحصل به الأنس وله الحمد على عافيتكم ذي هي القصد والمراد وكنا مشغولين يوم ابطأ علينا الكتاب ولكن الأرض ابتحكم ، وقدكم الله الله تكون حسب الظن في العيال، وكفا الحسينة حسينة إن شاء الله وتشاوفون عليهم في بيت ووادي ومالهم وعليهم ولا تخلون شي يقصر عليهم الله الله.
والسلام وعاد بالجوف كلام وسلموا لنا على الصنو موسى علي وعبدالرب ابن علي وأحمد عبدالنبي[ابن عوض دينيش ابن عوض سعيد عوض سعيد عوض محمد دينيش البكري]([25]) ودينيش صالح علي دينيش والوافد عبدالله دينيش والله يجعله رسول خير وبركة وعلى عبدالله أحمد وناصر أحمد وعلى علي محمد وعياله وعبدالصفي ابن أحمد وعلى موسى حسين وحسين الخضر ومحمد حسين الشرفي .
وسلموا لنا على الصنو عبدالله محسن الشرفي وأخوانه وعلى سالم شعيفان وعياله وعلى أهل بيبك وعلى الفقيه حيدر وعلى عبدموسى عبدالحبيب وعلي صالح وعلى سالم علي بن سوادة وعلى الصنو علي شيخ وعلى عبدالله ناصر الدعره وعلى أهل الحاشدي وعلى شيخ بن أحمد جابر ومحسن علي وعلى شيخ عبيد وعلى أحمد عسكر وعلى صالح علي عبدالواحد ألف سلام، وعلى عبدموسى غزاه وعبيد أخوه وعلى عبدأحمد سالم وعلى صالح عمر وعلى عيال عبيد وعبدأحمد مسعود وعلى عبدالكريم بن محمد وعيال الخضر وحبان وعلى أهل الحقبي ألف سلام، وعلى عبدالله أحمد الحطيبي وعلي عوض عمر العصيمي وعلى الوالد مسعود وعلى الخضر النجار وعلى عبدالله الوجيه وعبيد ابوبك وعوض محمد وبوبك قاسم سواد وبوبك أحمد علي وعلي أحمد عوض دحوك وعياله وعلى محمد حسين الشرح وأحمد الشرح وعياله وعلى عبدالله البكري (الكربي؟!) وجعفر وعلى أحمد عوض عوف وعلى أهل دلق ومحسن الجبني وسالم وأحمد صالح الوجيه وعبدالحبيب الخادم وعلى أحمد بنسر وعبدأحمد حسين (عطبه؟!) وأخوانه وأحمد سبهان وعلى من ذكرنا ومن نسيناه وربيع ومربع بألف سلام .
ويسلمون عليكم من عندنا ناصر عبدالله الفقيه وعبدالله جابر وسالم فاضل وانتوا مخصوصين منا بألف سلام ومن حضر مقامكم العزيز . ويسلم عليكم راقم الحرف أحمد صالح عمر.
تاريخ يوم السبت 24 ربيع أول سنة 1239هجرية/الموافق 28/11/1823م
طالب الدعاء المملوك لله
عبدالله عوض دينيش والولد علي
الشرح والتعليق:
الثابت أنه بوصول الدعم لصاحب عينات، أخذ صاحب عينات ويافع زمام المبادرة، وبدلاً من الدفاع عن أطراف عينات تحولوا إلى الهجوم في مناطق آل تميم والمناهيل. عن ذلك يقول ابن هاشم: “ووالت يافع غزواتها شرقي عينات فغنمت من المناهيل300 رأس من الأغنام وقتلت أربعة أشخاص وسَلَبَت سلاحهم وذلك حوالي حصن (العر) على طريق قبر هود، وبعد ذلك جعلوا منهم كميناً تحت قَسَمْ حوالي بئر الكبش”([26]). وتقدم لنا هذه الوثيقة تفاصيل أكثر عن ذلك.
ونشير إلى أن هذه هي الرسالة الثانية التي بعث بها الشيخ عبدالله عوض بن دينيش ونجله علي إلى أهلهم آل دينيش في بني بكر، وتأتي بعد قرابة عامٍ من الرسالة السابقة، وهي فترة جرت خلالها مياه كثيرة وتطورات على الأرض؛ إذْ أزيح الخطر عن عينات التي استقر فيها الشيخ بن دينيش كأحد المقرَّبين من صاحب عينات، الذي جاء على رأس قومه لنجدته. يقول في مستهل الرسالة المؤرخة في 24 من شهر ربيع أول سنة 1239هجرية / الموافق 28/11/1823م: “صدرت الأحرف من الحوطة الشريفة عينات وبعون الله الكريم والدعاء لكم مبذول من سيدنا المالك الحبيب أحمد بن سالم نفعنا الله به وإياكم ولا خرب حال علينا وعليكم بسعد الله وبسعد الشيخ بوبك (أبوبكر) وأهل السلف الصالح آمين”.
وبعد الاستهلالة التقليدية يأتي كالعادة على ذكر الأخبار العامة فيقول: “وإن سألتم عن أخبار حضرموت بلسن أصحابنا الواصلين إليكم عبدالنبي والذي معه ومحمد صالح بهم جمال الحقيقة، لحيث أنهم قد وصلوا عندنا”.
ورغم أنه أوضح لهم أن تفاصيل الأحداث وجمال الحقيقة بلسان من غادروا عينات من الأصحاب، فإنه يعود ويتحدث بتفاصيل دقيقة ومعلومات تكشف حقائق وخفايا مجهولة نتعرف عليها لأول مرة. وهو يشير في البدء إلى أن أخبار الحبيب صاحب عينات وبن يماني هادئة (ولا شي قام بينهم)، لكنه يعود ويذكر لنا المعلومات التالية المتصلة بأحداث تلك الفتنة على النحو التالي:
الوثيقة رقم (4)
مصدرها: الأخ عبدالله صالح شعيفان، من بني بكر، حيث حصلت منه على صورة عن الأصل الذي لا يحتفظ به، ولعل الأصل لدى آل عزالدين البكري.
نوعها: رسالة من الشيخ أحمد ابن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد (صاحب عينات).
تاريخها: 1 شعبان سنة 1239هـ /الموافق/4/1824م.
جهة صدورها: حوطة (عينات) حضرموت.
جهة وصولها: بني بكر-يافع، موجهة إلى كل من: آل دينيش وآل إبراهيم وآل حسن وآل يزيد وآل سنان والحاشدي. وهذه هي فخائذ بني بكر في ذلك العهد.
(نص الرسالة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه الجزيلة التي لا تُحصى بأقلام المحابر، ولا يقوم بواجبها كل حامدٍ وشاكر، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ما لاح برق وترنم طائر، وبعد:
الله تعالى يحفظ ويلحظ ويجمل ويحرس ويمن بالعافية الأبدية، والعناية السرمدية، على المحبين الملحوظين، الخلاصة المباركين، الكرام المكرمين، كافة بني بكر: آل دينيش وآل إبراهيم وآل حسن وآل يزيد وآل سنان والحاشدي، سلمهم الله وحماهم وخصهم من الداعي لهم جزيل السلام، ورحمة الله العزيز العلام.
صدرت الأحرف من عينات المحروسة، ونحن باذلون لكم صالح الدعاء والاعتناء بكم غاية الاعتناء ، ونظرنا شامل عليكم ، صباحاً ومساء، ولا نغفل عنكم ساعة واحدة، وندعو لكم بالزيادة في الحال والمال لأنكم الخلاصة لنا وعلاقة بنا الأول بالأول والتالي بالتالي وأنتم منا ومعنا دنيا ومعنا دنيا وآخرة، فنوصيكم بطاعة الله ورسوله وما يرضي وما يرضي الله ورسوله ويرضينا، ونوصيكم بمزيد الإخلاص بالنية الخالصة، والعقيدة الناصحة، والتمسك بالأنذار (النذور) لنا للتبرك والودِا (الإيصال) للمطبخ المبارك فما يأتي منكم يوافق للمطبخ ويخلفه الله عليكم بجمالة الحال، وصلاح الذرية والعيال، وكثرة الأموال والزيادة في كل حال ، الاعتناء الاعتناء، والله الله في إطلاق الخدمة أنتم والمحبين سالم وحسين أبناء شعيفان على الولد أحمد بن الشيخ هادي الاعتناء والجودة والوِدَا في جميع الأشياء إذا قصدتم الدعوة الصالحة.
وأخبار أرضنا حسب ما تبلغكم وتمينا صابرين لصلاح الضعيف والمسكين وتعرض كل وافدة وبن يماني يمنح وزاد أعطى ولد أحمد بن عمر التميمي رجال وقالوا له اقبض بلد اللسك ورد الشر نحو أحمد بن سالم وغير تحت عينات وحصل من ولد أحمد بن عمر ما حصل وبعد سرنا إلى تريم وإلى سيئون والقطن وصلحنا أحوال يافع الجميع ورديناهم عيال رجال وجينا بهم إلى عينات وخرجوا على ولد أحمد بن عمر وعنده ستة أنفار ببلد اللسك في كوت أقوى من الحصن المنيع فحصروه فخرج بالليل هو ومن عنده شاردين إلى حدرا ودخلوا يافع الكوت وشلّوا جميع ما فيه وأخربناه إلى القاع وصفت بلاد اللسك ونشروا إلى حَدرَا وكمنوا تحت قسم ولما الشرق قام الحرب وخرجوا ناس من أهل تميم من قَسَم وحملوا عليهم يافع وضربوهم ورجعوا شاردين إلى قسم وسقطوا منهم اثنين لما ضحى النهار حملوا يافع على غرفة المقطع اقوى منعة في حدرا وأحسن زبن وباب على حدرا وأخذوها يافع وشردوا اللي فيها ونفذوا يافع محدرين إلى حويلة أرض آل عمر بن عيسى التميمي وفيها عشرة أنفار متمنعين في دارين وحملوا عليهم يافع وقتلوا اثنين من أهل تميم وصوبوا واحد والباقين طلبوا السلامة، وسلموهم يافع، وأخذوا أسلاب الأحياء والميتين وما فيها من ركاب ونفر/ونقد وغنم وفيود ورجعوا يافع سالمين آمنين محميين بقدرة الله رب العالمين ثم بجاه السلف ولم يقع فيهم فشط، وقبضوا غرفة المقطع وحطوا في حدرا ويضيقون على الخصم وآل تميم مزيد الضيق والخصم مكسور ومخذول وبلسن الشيخ عبدالله كفاية، ومحبنا الشيخ عبدالله عوض دينيش تعوّر علينا وجلس عندنا مخلص معنا بالباطن والظاهر وبعد جاه ما أزعجه وطلب منا الفسح وفسحناه منا ونحن عليه راضين وعنه شاكرين وله داعين كل وقت وحين، ولا ننساه ولا نغفل عنه ساعةً واحدة، وهو منّي ومعي وخيل عنب في ظهري ومعلق/ومغلق برتبي دنيا وآخرة ، يصدر إليكم مصحوب السلامة والعافية والنعمة الدائمة وهو شيخ وأبواً (أب) فكونوا له مستمعين ولأمره مطيعين ، والحذر الحذر إذا قصدكم جبرنا ورضانا أحد يعجا عليه تنالوا الخير والبركة لحيث أنا مجبور منه وراضي عليه دنيا وآخره.
والجودة الجودة وكونوا وازعين حاضر باش ربما نطلبكم بارك الله فيكم وحماكم والدعاء مبذول عند الصلوات والحضرات والزيارات عند ضرايح (أضرحة) فخر الوجود الشيخ أبوبكر بن سالم وأولاده بالعافية الضافية والذرية الصالحة والجمالة دنيا وآخرة.
والسلام من الأولاد أبوبكر وسالم وسقاف وكافة المحبين وعليكم منا ألف سلام.
بتاريخ فاتحة شهر شعبان سنة 1239هـ [ الموافق1/4/1824م].
ختم الواثق بالواحد الأحد الشيخ أحمد ابن الشيخ سالم ابن الشيخ أحمد
الشرح والتعليق:
عند مقارنة هذه الرسالة بالرسالة الأولى [وثيقة رقم”1″] التي بعث بها صاحب عينات في جذوة مخاطر الفتنة التي واجهها حينها واقترب خطرها من عينات، فإن أول ما يلفت الانتباه أن هذه الرسالة قد خلت من الشكوى أو طلب النجدة التي طغى على مضمون الرسالة السابقة، بل حملت في مضمونها تعابير الارتياح والرضا بما تحقق على الأرض من انتصارات متلاحقة بعد وصول نجدة يافع، غريب وتليد، وتمكنهم من إزاحة الخطر المحدق حينها بعينات، والانتقال من الدفاع إلى الهجوم في عمق أراضي الخصوم. ولهذا نجد أن هذه الرسالة تتحدث بلغة المنتصر عن الأحداث التي سارت لصالح صاحب عينات ويافع ضد آل تميم والمناهيل، وهو ما يتجلى بمشاعر النشوة بالنصر، وكذا في عبارات الثناء والتقدير والعرفان لمن جاء لنجدته. فبعد أن استهل رسالته، كالعادة، بمقدمة تقليدية مسجوعة، تبدأ بالحمد لله والدعاء بحفظ من أرسل لهم الرسالة، ويوصيهم بطاعة الله ورسوله وبمزيد من الإخلاص والإيفاء بالنذور لآل الشيخ أبي بكر إذا أرادوا الدعوة الصالحة، انتقل لتفصيل أخبار عينات وحضرموت وإجمال تتابع الأحداث المتلاحقة، على النحو التالي:
الخلاصة
شهدت حضرموت خلال القرن الثالث عشر الهجري دوَّامةً من الفتن والنزاعات بين القبائل والقوى المتنفذة، وكانت يافع بحكم نفوذها طرفاً في كثير من تلك الفتن. ومن ذلك فتنة الحبيب السيد أحمد بن سالم بن أحمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم منصب عينات مع آل تميم، التي نشبت أوائل العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري؛ بسبب حصون “الغرفة” خارج “قَسَم”، والتي استمرت قرابة سبعة أعوام، شهدت خلالها غاراتٍ وهجماتِ كرٍّ وفرٍّ بين الطرفين، كانت يافع فيها هي القوة الرئيسة للدفاع عن عينات؛ لما لصاحب عينات من تأثير روحي على يافع منذ عهد الشيخ أبي بكر بن سالم. وقد استجابت يافع لنجدة صاحب عينات حينما داهمه آل بن يماني وتميم ووصل خطرهم إلى أطراف عينات حتى صارت تحت رحمتهم، فاستنجد المنصب بيافع، ثمَّ جاء المقاتلون من يافع الجبل تلبية لنجدته، وهم من يسمون بالمصادر (الغرباء)؛ ليلتحقوا بقومهم الموجودين قبلهم من سكان حضرموت القدماء، وهو ما يطلق عليهم (التلد)، وأبلوا بلاءً حسناً في دفع الخطر والانتقال من الدفاع إلى الهجوم، حتى استتبَّت الأمور، وعاد القادمون من يافع إلى بلادهم.
وتكشف لنا الوثائق الأسرية التي حصلنا عليها الكثير من خفايا تلك الصراعات والفتن وأسرارها، فضلاً عن كونها تقدِّم لنا معلومات تاريخية لمناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من التفاصيل، وقد حرصنا على نشر نصوص هذه الوثائق كاملة لكونها تشكل مادة دسمة ومصدراً مهماً للباحثين والمؤرخين في تدوين مختلف جوانب تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر.
[1] – انظر: أعلام الزركلي، م2/ج4، ص 153.
[2] – الموسوعة اليافعية، نادر سعد عبادي بن حلبوب العمري، دار الوفاق- عدن/ ط1ن 2013م، م/1، ج1، ص82.
[3] – المعلم عبدالحق، محمد عبدالقادر بامطرف، دار الهمداني للطباعة والنشر –عدن، الطبعة الثانية، 1983م، ص64.
[4] – تاريخ الدولة الكثيرية، محمد بن هاشم ، تريم للدراسات والنشر، ط1،2002م، ص182.
[5] – انظر: بضائع التابوت، ص388. وكذا: تاريخ الدولة الكثيرية، ص183.
[6] – انظر: تاريخ الدولة الكثيرية، ص 182. وكذا: بضائع التابوت، ص388.
[7] – احسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[8] – النكفة أو النكف: في العُرْف القَبَلِي هو أرفع حالات الاستنكاف والاستنفار والحشد للقبيلة وفروعها للقيام بغارة ضد قبيلة أخرى لردع عدوانها، أو لنجدة مستغيث أو لردع باطل أو غير ذلك مما يعتبر من الكبائر في العُرْف القَبَلِي (معجم الأسلاف والأعراف القبلية في بلاد يافع، د.علي صالح الخلاقي، ط1، 2020م، ص113.
[9] – معورة: تعني استنكار العار، وهو كلُّ ما يُعيَّر به الإنسان من فعلٍ أو قول.
[10] – اسمه الكامل حسب إفادته: قاسم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن دينيش بن ناصر بن عوض بن سعيد بن عوض بن سعيد بن محمد بن دينيش البكري
[11] – حسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[12] – حسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[13] – جم: كثير، وتكرارها للتأكيد.
[14] – عوّروا: من العار، أي الشعور بالعار.
[15] – مغالمة: غلمان، صغار السن.
[16] – الشاغب: ما يشغل البال.
[17] – الخِرف: ثمار موسم الخريف.
[18] – وداعة: أمانة من المال المرسل .
[19] – متعوِّره: من العار، أي مستنكرة، وكأن ما حدث عارٌ لحق بها وجب محوه. جم : كثير، وترديد الكلمة يفيد التوكيد.
[20] – انظر تاريخ الدولة الكثيرية ، محمد بن هاشم، ص183، ويورد السنة 1239هـ، وهو خطأ والصواب 1238م.
[21] – تاريخ الدولة الكثيرية، ص184
[22] – لعله السلطان حسين بن أبوبكر قحطان هرهرة.
[23] – حسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[24] – حسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[25] – حسب إفادة الشيخ قاسم صالح بن دينيش البكري.
[26] – تاريخ الدولة الكثيرية، ص184.
[27] – أبوبكر: يُنطق بلهجة يافع “بوبك” كما في نص الرسالة.
[28] – هاشوا: نهبوا وساقوا الماشية. الطمع: النهب.
[29] – حَدرَا: منحدر الوادي، وهي المناطق الواقعة شرقي تريم. و(علوا) أي أعلى الوادي وهي المناطق الواقعة إلى الغرب من مديرية سيئون.
[30] – تاريخ الدولة الكثيرية، ص185.
[31] – رِكاب [مفرد]: ج رَكَائبُ ورُكُب: رحال، إبل مركوبة أو حاملة شيء (فصيحة).
[32] – الجَوْدَه: الأفعال الجيدة والصفات الحميدة(ج) الجَوْدَات. وفي الفصيح: جادَ الشيء يجود جُوْدةً، أي صار جيدا. [معجم لهجة يافع، حرف الجيم).
[33] – وازعين: جاهزين، مستعدين.
[34] – حاضر باش: كلمة هندية دخلت لهجتنا بفعل تأثير المهجر الهندي وتعني (كُن جاهزاً )