يسلم سالم خراز
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 23 .. ص 31
رابط العدد 23 : اضغط هنا
تأسست فرقة الطيالة السلطانية منذ أن تولت الحكم السلطنة القعيطية بمدينة شبام حضرموت آنذاك منذ قرون خلت ، المسلّمة من أسرة الحبيب العلامة آل الشيخ أبي بكر مولى عينات شرقي مدينة تريم حضرموت ، ومن ثم تم تسليمها للقيادة السلطانية بمدينة شبام حضرموت وبدوره سلمت فرقة الطيالة لأسرة آل خراز بمدينة شبام بمواثيق عرفية وشروط الالتزام بها .
وبقي فرقة الطيالة لأسرة آل خراز منذ مئات السنين وهم يتوارثونها أبًا عن جدٍّ ولازالت إلى اليوم وهي قائمه عام بعد عام.
وعندما يهل هلال العيد معلنًا بقدوم العيد تدق طيالة العيد معلنة قدوم العيد منتصف ليلة العيد أعلى سطوح القصر السلطاني مع وابل من طلقات الرصاص معلنة بيوم العيد .
تدق طيالة العيد صباح يوم الزينة عند خروج السلطان من قصره تتقدمه فرقة طيالة العيد ومن خلفه الموسيقى العسكرية المستحدثة، ثم يمر عبيد السلطان بالشارع العام حتى وصوله جامع هارون الرشيد لأداء صلاة العيد (للعيدين الفطر والأضحى المباركين)، ومن ثم تدق الطيالة والموسيقى العسكرية بعد خروج السلطان والمصلين بعد أداء صلاة العيد سيرًا بالشارع الخلفي وصولًا إلى قصر السلطان. وبعدها تقوم فرقة الزامل التابعة (لدلل شبام) بالزامل والنشيد مرورًا بالعودة بالشارع العام ووصولًا إلى بيت شيخ الدلل ومقدَّمهم والذي ينحدر من أسرة آل نصير حسب العرف المتبع لديهم .
يعدُّ قيام مراسيم العواد والأفراح مظهرًا من مظاهر الاحتفال بالعيد، وبعد صلاة العيد وخطبتيه يخرج الطيالة والفرقة العسكرية يوم الزينة في جموع غفيرة من الجماهير والأطفال وهم متزينون بملابسهم الجديدة فرحين بقدوم العيد والاستمتاع بالأفراح ودقات طبول طيالة العيد، كما تطوف الطيالة السلطانية والفرقة الموسيقية العسكرية في بعض شوارع المدينة، مع زغاريد النساء من شرفات منازلهم في مشهد آخر يحاكي ويجسد مظاهر العيد أيام السلطنة. ومن تحت جامع المدينة تتوجه الطيالة إلى أمام قصر الحكم (ساحة الحصن)، وهي عادة منذ مئات السنين، وتقوم فرقة الطيالة لفترة قصيرة بعد الإفراغ من الزينة بدق رقصة البرعة لدقائق معدودوات تذكيرًا برقصة البرعة كما كان زمان، وبعد وقوف الفرق من أداء مهامها تتجه الناس للتزاور والمعاودة للأهل والأقارب كلٌّ في بيته، وفي أيام العواد تكون مداخل بيوت شبام مفتوحة للتزاور طيلة يوم العيد، كما تفوح الروائح الطيبة من العود والطيب للمعاودين، وتوافد الأولاد الصغار والبنات على مجموعات للمعاودة وحصولهم على عيدية العيد من مبالغ بسيطة وحلويات.
كما تقوم فرقة الطيالة في ثلاث ليالٍ عصرًا ابتداء من أول أيام العيد حتى غروب الشمس بدق رقصة البرعه تحت قصر السلطان في الساحة العامة. وهناك ضوابط البرعة؛ إذ لا يتبرع سوى السلطان وأفراد أسرته والعسكر التابعين له وعبيد السلطان وفرقة الطيالة، وهناك التزام للمتبرع في حال سقوط الجنبية، لا يحق للمتبرع أن يأخذها، وتسلم لفرقة الطيالة كأدب له بسقوط الجنبية، ويكون صلح للتسليم بالمقابل النقدي.
كما يقام عواد لمدة يومين ثاني يوم العيد، ويبدأ أولًا عواد العسكر والذهاب لبيت السلطان وأسرة آل القعيطي عامة، كلٍّ إلى لبيته، وفي اليوم الثاني عواد السادة العلويين ويقام في بيت الحبيب المنصب من أسرة آل بن سميط صباحًا فتدق الفرقة الخاصة لآل زبير وصولًا إلى بيت الحبيب، وهناك غرفة يقال لها أم الستة وهي على ستة أسهم، وتقام فيها مناسبات دينية، مثل الموالد والتسليم وحضرات ودروس دينية وفقهية.