أ.د. علي صالح الخلاقي
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 24 – 25 .. ص 14
رابط العدد 24 – 25 : اضغط هنا
توطئة
يتناول هذا البحث موضوعًا مهمًّا من تاريخنا المعاصر بالنظر لأهمية ذلك الدور الذي قام به سادة حضرموت، وتأثيرهم الروحي الذي وجد له قبولاً في عموم مناطق يافع وبقية مناطق الجنوب، لا سيما منذ مطلع القرن العاشر الهجري، بعد سقوط الدولة الطاهرية كآخر الدول المستقلة وكذلك انتهاء وجود الأتراك؛ إذْ برز التأثير الروحي لسادة حضرموت جليًا في المنظومة القبلية، التي حلت محل الدويلات المركزية، ونظمت شؤون القبائل وإدارة أمورهم، وقوَّت من مكانتهم ودورهم، وجعلت لهم شأنًا في صياغة التاريخ وصناعته، وهو ما انعكس على مجمل الأحداث اللاحقة، ليس في يافع فحسب، بل وفي حضرموت، وكذا في وقف المد الزيدي وصدِّه، المتطلِّع للسيطرة على حضرموت ومناطق الجنوب عامة. ومثل هذا التأثير لم يأت من فراغ؛ فهناك عرى وثيقة جامعة بين يافع وحضرموت، تعود بجذورها إلى زمن موغل في القِدَم، ثم توطدت وترسخت على مر التاريخ، وبلغت ذروتها في القرن العاشر الهجري وما تلاه من أحداث.
ولبلدة عينات الحضرمية ومناصبها مكانة روحية خاصة في منطقة يافع، وقد بدأ الاتصال الروحي بين يافع والسادة العلويين آل الشيخ أبي بكر بن سالم منذ عصر الشيخ أبي بكر بن سالم بن عبدالله بن عبدالرحمن السقاف العلوي، المولود سنة 919هـ، والمتوفَّى سنة 992هـ، وكان يحظى وابنه الحسين بمكانة خاصة من التجِلَّة والتعظيم، ويعدُّونهما من أولياء الله الصالحين، وقد أرسلا مجموعة من أقاربهما السادة من بني هاشم، وتلامذتهما الفقهاء، وعلى رأسهم الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة إلى بلاد يافع بناء على طلب من قبائلها، ليعلِّموا أهلها، ويصلحوا ذات البين عند نشوب النزاعات والفتن القَبَلية، ويتولوا القيام بالأعمال الشرعية، وجمع العشور والنذور والصدقات المخصصة لهما ولذريتهما الأوقاف، والتي تصل إلى عينات دون انقطاع كواجب ديني مُلزم([1]).
وكان الحسين بن الشيخ أبي بكر قد وصل إلى يافع في طريق عودته من الحرمين الشريفين مرشدًا وداعيًا إلى الله سنة 1027هـ فأحبَّتْه قبائل يافع محبةً عظيمةً، واتخذوه مرجعًا للكثير من مشاكلهم، وقد أسس مسجدًا في قرية “عنتر”، واشترى من ماله الخاص كثيرًا من الأراضي المتنازع عليها، فأوقفها على كثير من أوجه البر وفض الخصومات. وعند رحيله طلب من أهالي يافع أن يجعلوا عليهم الشيخ علي بن أحمد هرهرة سلطانًا عليهم في يافع العليا ([2]).
استمر تأثير الشيخ أبي بكر بن سالم وذريته من بعده، مناصب عينات، حتى أننا نجد الاعتقاد ببركتهم وتأثيرهم الروحي ملحوظًا في الذاكرة الجَمْعِيِّة وفي الموروث الشعبي وفي الأشعار اليافعية، وظلت عينات حتى عقود قريبة مضت، قِبْلةً يتجه إليها اليافعيون في مناسبات كثيرة، سواء لغرض الزيارة والتبرك أو استجابة لنجدة أو غوث أو لحل مشاكل قائمة، ويرسلون إليها العشير والنذور من الحبوب والبُن والنقود، وتزخر خزائن الوثائق الأسرية اليافعية بالكثير من رسائل مناصب عينات الموجهة إلى سلاطين يافع ومشايخها وأعيانها عن عددٍ من القضايا والمشكلات، والحض على أداء الفرائض والواجبات الدينية، وعلى إيصال العشور والنذور، التي كانت تخصصها القبائل اليافعية لهم، وتتوعد بالويل والثبور وعواقب الأمور لمن يقصر فيها.
وبنو بكر هي كُبرى التجمعات السكانية في يافع، وتنتمي قبليًا إلى مكتب الضُّبَي، أحد مكاتب يافع العشرة. واختيارنا للحديث عن بني بكر أنموذجًا في العلاقة مع مناصب عينات، لم يكن محض صدفة، وإنما لأنها ارتبطت بعلاقات مميزة مع مناصب عينات، ومع الكيانات والإمارات التي نشأت في حضرموت بشكل عام، فضلًا عن تأثيرها الواضح في مجريات الأحداث السياسية والاجتماعية، سواء عبر شيوخها آل دينيش (عُقال بني بكر)، أو عبر قُضاتها آل عزالدين البكري، الذين اشتهروا بلقب (قضاة يافعين)، وكذا مشاركة رجالاتها وحضورهم القوي في كثير من الأحداث، وانتشار مثاويهم في أكثر من منطقة في حضرموت، وبالتحديد في سيئون ومريمة وسَدْبَة ومنطقة بابكر في ضواحي القطن وفي القطن وغيل باوزير والمكلا والديس الشرقية والشحر وتريم([3])،
وتكشف الوثائق والمراسلات التي يزخر بها أرشيف أسرة قضاة بني بكر آل عزالدين وفقهائهم، وأرشيف مشايخ بني بكر (آل دينيش) كثيرًا من جوانب ذلك الحضور الفاعل، والعلاقات التاريخية، والتأثير المتبادل بين يافع وحضرموت، لا سيما التأثير الروحي والسلطة الدينية التي كانت لسادة عينات ومناصبها، وعلى الأخص الصلة المميزة بين عينات وبني بكر، وتأثير الأحداث المهمة وانعكاسها على الطرفين، واستجابة كل منهما لنجدة الآخر عند الضرورة، أو حين تلوح بوادر الخطر على أي منهما، كما حدث – على سبيل المثال – عند نجدة بني بكر لعينات أثناء فتنة صاحب عينات وابن يماني([4])، وكذا تجاوب مناصب عينات وتدخلهم في إصلاح ذات البين، وحل الخلافات الداخلية التي نشأت في بني بكر – على سبيل المثال – ومن ذلك خلاف بني بكر مع الفقهاء، ثم الفشل، كما وصفه منصب عينات، الذي حصل في بيت المشيخة (آل دينيش) لاختيار خلف لعاقل بني بكر المتوفي الشيخ ناصر بن عوض دينيش، وهو ما سنتعرض له في هذه البحث استنادًا إلى الوثائق التاريخية والرسائل الموجهة من مناصب عينات إلى مشايخ بني بكر وفقهائهم وإلى السلطان عمر بن قحطان بن هرهرة عن تلك الخلافات التي نشأت في بني بكر، وبلغ صداها إلى عينات، وسنتعرض لهاتين الحادثتين حسب أقدميتها الزمنية.
ويلزمنا في البدء توجيه الشكر الجزيل للأخ الفاضل الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين الذي أتاح لنا الاستفادة من هذه الوثائق التاريخية النفيسة وغيرها الكثير، والتي تكشف جوانب غامضة من تاريخنا الحديث والمعاصر، وجميع الوثائق المستفاد منها في هذا البحث من أرشيفه باستثناء وثيقة واحدة من أرشيف الشيخ قاسم صالح محمد بن دينيش البكري والشكر موصول له على ذلك.
المبحث الأول
خلاف بني بكر والفقهاء وموقف عينات
الفقيه: لغةً، العالم بأصول الشريعة وأحكامها، وقاضي الشرع من يقضي بين النّاس بحُكم الشّرع الإسلامي. ولفقهاء بني بكر وقضاتها مكانة مهمة ومميزة في المنظومة القبلية ليس فقط في بني بكر، بل وفي عموم يافع، ولا غرابة في ذلك فهم بيت علم وصلاح وتقوى، ولقبوا بـ(قُضاة يافعين)، وغالبهم تلقوا علومهم الدينية والشرعية وتخرجوا في مدارس حضرموت الدينية، وارتبطوا بعلاقة وطيدة ومميزة مع مركز الثقل الديني والروحي في عينات بشكل خاص، ومع كل الكيانات السياسية في حضرموت، وكان لهم إلى جانب مشايخ (عقال ) بني بكر حضورهم القوي والفاعل في الحياة السياسية والاجتماعية في حضرموت، الذي يعكس مكانتهم المهمة، ودورهم المحوري في كثير من الأحداث على مستوى يافع وحضرموت، ومثَّلوا مراجع ثقة في العلوم الشرعية والدينية، يُرجَع إليهم في مثل هذه الأمور وفي كتابة الوثائق بأنواعها، مثل وثائق الملكية (السجول والبصائر)، والعهود بين القبائل، وعقود الأنكحة وغيرها، ولهم دورهم في حل النزاعات؛ لقدرتهم على المزاوجة بين الأعراف القبلية والأمور الشرعية، فضلًا عن دورهم الرئيس في إمامة الناس بالصلاة، ووعظهم في الأعياد وفي الجُمَع. وكانوا بمثابة مستشارين، سواء لمشايخ القرى أو أقسام المكاتب (العقال) أو لشيوخ المكاتب، وكذا السلاطين.
عينات وإقامة فقهاء بني بكر
تبيِّن الوثائق التاريخية المحفوظة بخزائن آل عزالدين البكري علاقتهم الخاصة وارتباطهم بمناصب عينات، ومن عينات يتم بشكل خاص إقامة (نائب الشرع) في يافع من فقهاء آل عزالدين، الذي يعيِّنه ويقيمه صاحب عينات، وهذه الإنابة لم تحدث على مستوى يافع – حسب علمنا – إلا مع قضاة بني بكر وفقهائهم، وهو ما يعني أن فقهاء بني بكر هم نُوَّاب صاحب عينات في بني بكر خاصة ويافع عامة في الأمور الشرعية وفي الخطب وعقود الأنكحة وإمامة المساجد وضمام الصداق وغير ذلك، كما تفصح عن ذلك الوثيقة الآتية الخاصة بإقامة وإنابة الفقهاء أولاد علي بن حيدر عزالدين.
نص الوثيقة رقم (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
أما بعد فقد أقمت وأنَــبْت ووليت المحبين الفقهاء أولاد الفقيه علي بن حيدر بن عزالدين حسبما هم عليه في جهة بني بكر في خدمة الشريعة المطهرة وفي الخطب وعقود الأنكحة وإمامة المساجد وضمام([5]) الصداق وكل عادة مرتبة بأيديهم على عوائدهم السابقة لا عليهم مقلوب وهم على الله وعلينا خط أسود بأوجاهنا وما يجبرهم يجبرنا وما غَوَّش([6]) عليهم غوش علينا والنيابة والإقامة للكبير منهم في السن وهو الفقيه أحمد بن علي الذي قده قائم بالجهة ومن بعده الأكبر في السن والأعلم، ولا لغيرهم نيابة ولا إقامة ومن تعرض عليهم أو غوش عليهم في أدنى حال فقد تعرض لسخطنا وهي بوجهه والقدرة تفنيه وخطّنا شاهدًا بيدهم يعلم من وقف عليه يعتمده ومن تعداه لومه من نفسه والله خير الشاهدين.
ختم برسم الشيخ أحمد بن الشيخ علي
الشرح والتعليق:
عينات تطلب تدخُّل السلطان بن هرهرة
كان ليافع سلطنتان، هما: السلطنة العفيفية، وحاضرتها “القارة”، وتتبعها خمسة مكاتب، هي: يهر، كلد، السعدي، ذي ناخب، واليزيدي. والسلطنة الهرهرية، وحاضرتها “المحجبة”، وتتبعها خمسة مكاتب، هي: لبعوس، الضُبي، الموسطة، الحضارم، المفلحي. ويقف على رأس كل منهما سلطان، وهو أرفع سلطة في الترتيب القَبَلِي على مستوى السلطنة. والسلطان هو رأس المنظومة القبلية في يافع([7])، و يمثل الحَكَم أو المرجع الأعلى للمكاتب والقبائل المنضوية في إطار السلطنة، ويتصرف وفقًا لمصلحة المجتمع، وبتنسيق وباستشارة مع مشايخ المكاتب والعُقال.
وآل هرهرة هم سلاطين يافع بني مالك، ومؤسس هذه الأسرة السلاطينية في يافع هو العلامة الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة، الذي نصَّبه مولى عينات السيد الشيخ أبوبكر بن سالم، قبل أن تدركه الوفاة سنة 992هجرية، مُصلِحًا ومرشدًا دينيًّا في يافع، فقام بتعليم أهلها، والقيام بالأعمال الشرعية، وإصلاح ذات البين، وجمع مخصصات عينات من العشور والنذور والصدقات…الخ.
ومن سلاطين آل هرهرة السطان عمر بن قحطان بن عمر بن صالح بن أحمد بن علي هرهرة (ت 1205هـ)، الذي عاصر أحداث الانقلاب على فقهاء بني بكر، وطلب منه منصب عينات الشيخ أحمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن سالم بن أحمد بن الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم (تولى بين عامي1142-1177هـ) التدخل لإقامة الفقهاء آل عزالدين على عوائدهم، وإفشال الانقلاب الذي حصل عليهم بإقامة شخص آخر من غيرهم. وفيما يأتي نص رسالة منصب عينات([8]).
نص الوثيقة رقم (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الله تعالى يلحظ ويحفظ ويخص ويحرس ويمن بالعافية والتوفيق على المحب الصادق والوفي ورسوله الملحوظ بعين العناية الشاملة الربانية الجناب العالي المؤيد بالله تعالى الشيخ الأكرم عمر قحطان بن الشيخ عمر بن الشيخ صالح بن الشيخ أحمد بن الشيخ علي هرهرة حفظه الله تعالى آمين وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، موجب الكتاب خير وعافية، لا يخفى عليكم يا محب من شان المحبين الفقهاء آل عزالدين أولاد الفقيه علي بن حيدر بلغ إلينا حصل عليهم انقلاب واختلاف وتغوش من المحبين بني بكر خلاف ما يعتقدون وأقاموا رجل غيره لا يعرف شي واشغلنا ونحن علينا هذا الحال لأن الفقهاء آل عزالدين ناس ما يقصرون واقامتهم من نحنا وما يجبرهم يجبرنا وما غوش عليهم غوش علينا ونسهن من المحبين إلا مزيد الجبر لهم والاجلال والاحترام، والقصد يا محب أنها صدرت كتب للمحبين بني بكر وأهل بني بك وتحتمنا عليهم بإجراء الفقهاء على عوائدهم وأن لا يقلب عليهم مقلوب ويكون لهم مزيد الاجلال والاحترام والقصد يا محب أنك تجمع المحبين بني بكر وأهل ين دينيش وتقوم على بني بكر وتزجرهم وتقيم الفقهاء على عوائدهم السابقة لا يقلب عليهم مقلوب واشهر القول ان إقامتهم من نحنا ويجرون على عوائدهم وهم منا وإلينا وعلينا ومن جبرهم جبرنا ومن غوش عليهم أو تنكر عليهم أو قلب عليهم مقلوب فقد تعرض لسخطنا والقدرة تصيبه. وأنت يا محب قُم وجدّ في الأمور جميعاً ونحن سعدتك ونصرتك وأمرك من أمرنا ونصيبك من نصيبنا ومن أطاعك أطاعنا ومن خالفك خالفنا وإنّما عليك الجد في الأمور والتمام علينا طَيِّب نفسك قد أيدناك وألحفناك وأسقيناك وازددناك زيادات وقد النصر والولاية معك منا ولا عادك معارض ولا معاند من عاند أو عارض أصابته القدرة ونحن خصمه ونحن لم نزل ندعوك ومعتنون بك ولا ننساك ولا نغفل عنك الساعة الواحدة وأمورك مشموله ويحصل لك المطالب والمقاصد والنصر وكل أمر تعزم عليه فأنا معك وقبلك حاضر أينما كنت وأنا معك امنع على نطقي هو يعينك..[ناقص لتلف في الوثيقة].
ختم برسم الشيخ أحمد بن الشيخ علي (1142-1177هـ)
الشرح والتعليق:
عينات تفصح عن سبب الانقلاب على الفقهاء
ما كان لنا أن نعرف حصول هذا الخلاف أو الانقلاب على فقهاء بني بكر، كما وصفه منصب عينات، ولا أسبابه، لولا الحصول على هذه الوثائق النفيسة التي تكشف لنا ما غمض من أحداث، وها هي رسالة منصب عينات الموجهة إلى كل من: القاضي الفقيه أحمد بن علي والفقيه عبدالله بن علي والفقيه أحمد بن حيدر، تكشف جوانب من هذا الغموض وتبين لنا أسباب الخلاف أو الانقلاب، وتعالوا نتعرف أولًا على نص الرسالة، ثم نتعرض لها بالشرح والتعليق.
نص الوثيقة رقم (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الله تعالى يلحظ ويحفظ ويخص ويحرس ويمن بالعافية والتوفيق على المحبين الصادقين إلى الله ورسوله الملحوظين القاضي الفقيه أحمد بن علي والفقيه عبدالله بن علي والفقيه أحمد بن حيدر حفظهم الله تعالى وبعد السلام ورحمة الله وبركاته.
موجب الكتاب خير وعافية لا يخفى عليكم يا محبين، بلغ إلينا ما جرى عليكم من بني بكر من غير كتب منكم وصدرت منا كتب للمحبين بني بكر وأهل بن دينيش وكتاب للمحب الشيخ عمر بن قحطان بن الشيخ عمر وكتاب للخادم معوضة ، والكُتب في شأنكم قاطعة في إقامتكم وإجراء عوائدكم وحسبما تستمعون منها وفيها من التشديد كفاية وصدرت نيابة اقفوا عليها وأنتم قوموا عند قولنا ولا لنا معارض ولا معاند، وعليكم يا فقيه أحمد بالصبر وضمام الناس ومن اشغلك لا تراكزه نحن كافينك وادفع الأمور إلينا ونحن القائمين لك ومعتنون بك وأنت الله الله قدك تدخل وتخرج أنت والناس على مليح وأولادك أدّبهم وقُم عليهم الله الله كذلك لا يراكزون أحد وإخوانك مثل، والله الله في إقامة الدين الله الله حتى يقوم الله معك في الدنيا والآخرة ولا تراكز أحد على الدين المقام بالبصر ومن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها ، كما قال الله في القرآن، وعليك بنفسك لا يضرك من ضل أنت وأولادك ونحن داعون لك بصلاح أموركم ظاهرها وباطنها والسلام من الوالد علوي بن الشيخ والأولاد والأصناء عبدالرحمن وصالح وسلموا لنا على المحبين أولادكم والجميع والسلام.
برسم الشيخ أحمد بن الشيخ علي (1142-1177هـ)
الشرح والتعليق:
ثبات موقف عينات مع الفقهاء
ظل موقف منصب عينات السيد الشيخ أحمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن سالم بن أحمد بن الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم (1142-1177هـ) ثابتًا إلى جانب فقهاء يني بكر، منافحًا عنهم، وناصحًا لهم، كما يتبين ذلك في رسائله كلها إليهم وإلى غيرهم، وهو ما يؤكده مجدَّدًا في رسالته الآتية الموجهة إلى الفقهاء: أحمد بن علي حيدر البكري وعبدالله بن علي البكري وكافة الفقهاء آل عزالدين([9]).
نص الوثيقة رقم (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
الله تعالى يلحظ ويحفظ ويخص ويحرس ويحمي ويمن بالعافية والتوفيق على المحبين الصادقين في الله ورسوله الملحوظين الفقهاء: أحمد بن علي حيدر البكري وعبدالله بن علي البكري وكافة الفقهاء آل عزالدين حفظهم الله تعالى آمين وبلغهم أتم السلام.
يا محبين بعد وصول كتب المحبين بني بكر الذي من عندنا صحبة الشيخ علي عوض فأنتم البركة فيكم فقد الله الله الرياض وعايدت كلاً يرجع إلى محله، ومن شان بني بكر فهذاك لقل محبتهم بمخالفتهم لخطوطنا ولا يصيدون خير وأنتم محبين منا وإلينا وعد لنا وداعون لكم ومعتنون بكم ظاهراً وباطن ويعجل لكم مطلوبكم ومقصودكم والخير والبركة والعوض في الحال والمال والدعاء مبذول.
والسلام من الوالد علوي عبدالله صالح
إضافة جانبية:
ونحن شاهدين أنكم مجبرون بني بكر على جميع المطالب
ختم برسم الشيخ أحمد بن الشيخ علي (1142-1177هـ)
الشرح والتعليق:
نص الوثيقة رقم (5) ([10])
الحمد لله
وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
حفظ الله بحفظه وجمَّل حال المحب الملحوظ المخلص في محبته المحفوظ الفقيه المبارك حيدر بن علي البكري، حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصل كتابكم الكريم وما شرحتم تحققناه بتهنية عيد الحج الأكبر، والثواب الأوفر، جعله الله عائداً علينا وعليكم والمسلمين بعوايده الجميلة، على طاعة الله ورسوله، وعلى ما يحب ويرضى، وما ذكرتم من شان بني بكر وما جرى منهم فنحن يا محب معكم، وما نطقنا يوفى بقدرة الله تعالى، وأنت محب مخلص ولك زيادة. ومن جهة الحداد فهو خادمنا وإلينا ولا يدخل في أمور يافع، والدعاء لك مبذول بنيل كل سول ومأمول، وعلى الله الإجابة والقبول.
وسلموا على المحبين أولادك علي حيدر وحيدر بن أحمد وعبدالله والمحبين الجميع والسلام.
والسلام من الوالد علوي والأصناء عبدالرحمن وصالح والولد أبوبكر أحمد.
ختم برسم الشيخ أحمد بن الشيخ علي (1142-1177هـ)
الشرح والتعليق:
[1] – انظر: الموسوعة اليافعية، نادر سعد عبادي بن حلبوب العُمري، م/1، ج1: ص82-83.
[2] – هداية الأخيار في سيرة الداعي إلى الله محمد الهدار، حسين بن محمد الهدار ص 439، وكذا صحيفة (الأيام) 13 نوفمبر 2003م، العدد (4024) .
[3] – انظر: يافع في حضرموت، تأليف: طارق بن سالم سعد الموسطي وآخرون، م/8، ج/12 من الموسوعة اليافعية ، دار الوفاق- عدن، ط1، 2013م، 388-389.
[4] – انظر بحثنا: فتنة صاحب عينات وابن يماني ونجدة يافع في وثائق تاريخية تُنشر لأول مرة (1238-1239هـ)، مجلة حضرموت الثقافية، العدد (20) يونيو2021م، الصفحات 7-22.
[5] – كُتبت (ظمام و طمام) والأصح ضمام، أي ضم الأشياء أو جمع بعضَها إلى بعض.
[6] – غوَّش: أثار ضوضاء وضجة وصخباً.
[7] – انظر: معجم الأسلاف والأعراف القبلية في بلاد يافع، د.علي صالح الخلاقي، 2020م، (حرف السين- سلطان).
[8] – انظر صورة الوثيقة رقم(2) من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[9] – انظر صورة الوثيقة رقم (4) من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.
[10] – انظر صورة الوثيقة رقم (5) من محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عزالدين البكري.