عادل حاج باعكيم
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 24 – 25 .. ص 143
رابط العدد 24 – 25 : اضغط هنا
مدرسة مكارم الأخلاق التاريخيَّة من أعرق الصُّروح العلميَّة بحضرموت، تخرَّجت فيها أجيال عدة منذ افتتاحها على أيادي نخبة من فضلاء مدينة الشحر، وعلى مرِّ تاريخها أيضًا عمل فيها الكثير من التربويين وغيرهم، ونحن هنا سنحاول أن نترجم لعددٍ من الأعلام الذين لهم علاقة وطيدة بهذه المدرسة التاريخيَّة العريقة.
العَلم الأول: الشيخ العلَّامة مفتي مدينة الشحر عبد الكريم بن عبد القادر الملاحي، ولد بمدينة مروني بجزيرة أنقازيجا من جزر القمر في سنة 1328هـ الموافق عام 1909م، من أبرز طلاب الرَّعيل الأول المتخرج في مدرسة مكارم الأخلاق، التي فتحت أبوابها بمبنى الباغ، شرق مدينة الشحر، سنة 1337هـ، من مشايخه السيِّد العلَّامة أحمد بن أبي بكر بن سميط، والعلَّامة القاضي أحمد بن عوض المصلي الذي أخذ عنه علم الفرائض، والشيخ العلَّامة سالم بن مبارك الكلالي، والسيِّد العلَّامة أحمد بن محسن الهدَّار، والسيِّد العلَّامة علوي بن علي الجنيدي الذي أخذ عنه علم الحديث، والعلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبوبكر.
من تلاميذه ابنه أستاذنا المؤرخ عبدالرحمن، وابنه الأديب عبدالله، والشيخ الفاضل جمعان بن عبيد طايع، والشيخ الفقيه سعيد بن سالم بن بريك، والشيخ الفاضل عوض بن عمر خريص، والشيخ صالح بن عبدالله حنتوي وغيرهم كثير جدًّا، عمل منذ تخرُّجه في حقل التَّدريس بالمدارس الحكوميَّة، ورباط المصطفى بالشحر، بالإضافة إلى إمامة بعض المساجد، وإلقاء الدُّروس بها وفي بيته في أوقات مختلفة من اليوم، له رسالة جمع فيها ترجمة شيخه السيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر وغيرها.
توفي العلامة عبد الكريم بمدينة الشحر يوم السبت 17 ربيع الآخر سنة 1417هـ الموافق 31 أغسطس عام 1996م، ودفن داخل قبَّة العلَّامة عبد الله بلحاج بافضل رحمه الله تعالى.
العَلم الثاني: الشيخ العلَّامة سالم بن خميس حبليل، ولد بمدينة الشحر سنة 1332هـ الموافق لعام 1914م، من مشايخه العلَّامة القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والحبيب علوي بن عبد الرحمن بن شهاب الدين، والحبيب العلَّامة عبد الله بن عمر الشاطري، والعلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، من أقرانه السيِّد عباس بن حامد الحداد، ومن تلاميذه الشيخ العلَّامة ياسر بن محمد باعباد خطيب جامع الشحر القديم، والشيخ سعيد بن محمد بامطرف، والسيِّد العالم الشهيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل وغيرهم كثير.
من مؤلفاته “خطب منبريَّة”، و”رسالة في حُكم البصق في المسجد”، وله رسائل أخرى وبعض المكاتبات، وله جمع لبعض الفوائد الجليلة في بعض العلوم، تولى الخطابة في جامع الشحر (القديم) لمدَّة طويلة، كما تولى التدريس في مدارس الشحر وبعض مناطق حضرموت، توفي بالأردن بعد عشاء يوم الأربعاء 29 ربيع الأول سنة 1417هـ الموافق 13/8/1996م، ودفن في مقبرة سحاب بعمَّان رحمه الله.
العَلم الثالث: الشيخ الفقيه القاضي علي بن محمد سواد، ولد بمدينة الشحر سنة 1343هـ تقريبًا، تلقَّى تعليمه في بادئ أمره في مدرسة مكارم الأخلاق، ثم تفرَّغ للطلب عند علماء الشحر، من مشايخه السيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر، والعلَّامة القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والعلَّامة القاضي عبدالله بن عوض بكير وغيرهم، عمل قاضيًا ببعض مناطق حضرموت، منها دوعن، ثم محاميًا، ثم عمل بالتجارة.
من تلاميذه الشيخ الفاضل عبدالله براهم باعشن، والشيخ صالح بن صلاح البطاطي، ومن مؤلفاته “مقانصة الصَّيد في الرَّد على طه باحميد” وهي رسالة ردَّ فيها على الشيخ طه بن علي باحميد السَّاكن منطقة الريدة الشرقيَّة بالمشقاص في مسألة النيَّة في الصلاة أشرط هي أم ركن، والرِّسالة ذات لهجة قويَّة ولاذعة، وله أيضًا كتاب “إزالة القترة عن قانون الأسرة”، وله بعض الفتاوى الشرعيَّة المتفرقة والمحفوظ بعضها، توفي في مدينة الشحر يوم الأربعاء 14 ربيع الآخر سنة 1417هـ الموافق 28 / 8 / 1996م، ودفن في مقبرة العلامة عبدالله باهارون رحمه الله.
العَلم الرابع: الشيخ الفقيه عمر بن سعيد باغزال، ولد بمدينة الشحر سنة 1342هـ، وتلقى تعليمه بها وببعض مدن حضرموت، من مشايخه العلَّامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، والشيخ محمد سلطان الصوري، والشيخ أحمد سلطان الصوري، والشيخ الفقيه رمضان بن ربيع باقنانة، والشيخ القاضي محمد بن أحمد باصلعة، والعلَّامة عوض بن أحمد مصاقع، بعد تخرجه تولى التدريس في مدرسة مكارم الأخلاق، ثم مديرًا لها، ثم مدرسًا في الدِّيس الشرقيَّة، ثم بغيل باوزير، ثم بمنطقة القارة ورباط باعشن بدوعن.
في 5 ربيع الآخر سنة 1374هـ عين مديرًا للأوقاف والتركات العامة بالدولة القعيطية، وصاحب الترجمة خلف العلَّامة محسن بونمي في تدريب القضاة، فكانت الدفعة الأخيرة من تدريبه، من تلاميذه العالم الفقيه ياسر بن محمد باعبَّاد، والسيد الفقيه علوي بن عبدالله العيدروس، توفي بمدينة الشحر ظهر يوم الثلاثاء 18 من ذي الحجة سنة 1425هـ الموافق 8 / 2 /2005م رحمه الله.
العَلم الخامس: الشيخ الأديب محمد بن عوض عشّار حميدان، ولد بمدينة الشحر في سنة 1923م، وبها نشأ وتلقى تعليمة في صرحها العلمي مدرسة مكارم الأخلاق، من مشايخه وأساتذته العلَّامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، والعلَّامة القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ القاضي سالمين بن سالم بن سرور، والشيخ مبارك باراشد، والشيخ سهل بازهير، والشيخ سالم باجبير، ثم واصل دراسته الجامعية في جامعة الخرطوم قسم اللغة العربية. وبعد تخرُّجه في السودان عمل مدرسًا بمدرسة مكارم الأخلاق، ثم مديرًا لها، ثم مديرًا لعدد من المدارس في حضرموت، ثم مدرسًا في المعهد الديني بالغيل، ثم مديرًا لثانوية الشحر عند افتتاحها، ثم مدرسًا بجامعة عدن.
للشيخ محمد “ديوان شعر” مخطوط، ومجموعة من الأبحاث الإسلامية والتربوية واللغوية والأدبية، وبعض المسرحيَّات السياسيَّة والاجتماعية، وبعض المناظرات الشعرية، توفي بمدينته الشحر في فاتحة شهر الله المحرَّم سنة 1405هـ الموافق 26 /9 /1984م رحمه الله.
العَلم السادس: الشيخ الخطيب عوض بن أحمد باحميش، ولد بمدينة الشحر سنة 1341هـ الموافق لعام 1923م تقريبًا، نشأ يتيمًا في كنف جدِّه لأمه الشيخ عبدالله بن سعيد باحميش خطيب جامع الشحر آنذاك، تلقى تعليمه في عُلمة جدِّه الشيخ عبد الله وعلى يد علماء مدينة الشحر، منهم العلَّامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، عمل مدرسًا في مدرسة مكارم الأخلاق لمدَّة، ثم تفرَّغ للتدريس في عُلمة جدِّه لأمه الشيخ عبدالله، ثم تسلَّم منه أيضًا الخطابة في جامع الشحر، وكان توليه الخطابة في مطلع ستينيات القرن العشرين الماضي، كما تولى إمامة مسجد ابن عمران؛ في آخر حياته أصيب بمرض الشلل فأقعد بسببه في البيت، توفي بمدينة الشحر سنة 1393هـ الموافق 1973م رحمه الله.
العَلم السابع: الشيخ الفرضي محمد بن أحمد بن عمر باعكيم، ولد بمدينة الشحر في 12 /4 /1924م، نشأ بها نشأةً صالحة، تلقى تعليمه في مدرسة مكارم الأخلاق وعند علماء مدينته الشحر، من مشايخه العلَّامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، والعلَّامة القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ القاضي سالمين بن سالم بن سرور، والشيخ صالح جمعان باصالح، والشيخ مبارك بن عوض باراشد.
بعد إكماله الدِّراسة اتّجه للعمل في التجارة، عُرِفَ بتمكُّنه في علم الفقه والفرائض، فكانت المحكمة الشرعية بالشحر تحيل إليه بعض القضايا في المواريث وخصوصًا عندما تصل المسألة إلى المناسخات، كما تولى إمامة مسجد الشيخ علي، وكان يدرِّسُ به بعد صلاة العشاء لبعض الطلبة في الفقه والفرائض، توفي بالشحر يوم الأربعاء 4 جمادى الأولى سنة 1427هـ الموافق 31 / 5 / 2006م، ودفن في مقبرة ابن جوبان رحمه الله تعالى.
العَلم الثامن: الشيخ المؤرخ الفنان أحمد بن عبد القادر الملاحي، ولد بجزر القمر في 10 من ذي الحجة سنة 1331هـ الموافق 24 نوفمبر عام 1913م، من مشايخه الشيخ صالح بن جمعان باصالح، والشيخ هادي بن أحمد شامي، والشيخ القاضي محفوظ بن حازم، والشيخ مبارك بن عوض باراشد، والعلَّامة عبد الله بن عمر الشاطري، والحبيب العلَّامة علوي بن عبد الله بن شهاب، والعلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر.
تولى التدريس في مدرسة مكارم الأخلاق سنة 1348هـ، ثم عُيِّنَ مفتِّش الأعمال اليدويَّة والفنون بمصلحة المعارف الحضرميَّة زمن السلطنة القعيطيَّة، كما تولى الإمامة والتدريس في بعض مساجد غيل باوزير، منها مسجد الروضة، ومسجد شدَّاد، ومسجد ذهبان. من مؤلفاته كتاب “المذكرة التاريخيَّة الشحريَّة”، وكتاب “التدريب العملي واليدوي”، وكتاب في الفقه الشافعي، توفي بغيل باوزير صباح يوم الجمعة 2 صفر سنة 1400هـ الموافق 21 ديسمبر عام 1979م، ودفن في مقبرة باهارون بالغيل رحمه الله تعالى.
العَلم التاسع: الشيخ الفقيه الفرضي حامد بن يسر اليزيدي، ولد بمدينة الشحر سنة 1333هـ الموافق لعام 1915م، نشأ وتلقى تعليمه بها في مدرسة مكارم الأخلاق وعند علمائها، من مشايخه السيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر، والشيخ النحوي يسلم بن علي سند اليزيدي، والشيخ الفقيه عوض بن أحمد مصاقع وغيرهم؛ ومن تلامذته ابنه شيخنا العلامة عبدالله بن حامد.
له معرفة جيِّدة بعلوم النحو والفقه والفرائض والحديث والشعر، تولى التدريس في رباط المصطفى بالشحر في حياة صاحبه وشيخه العلامة عبدالله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبوبكر وبعدها، ثم عمل محاسبًا عند أحد تجَّار مدينة الشحر، ثم عمل محاميًا ثم مأذونًا شرعيًّا؛ له شعر جميل، توفي بالشحر سنة 1417هـ الموافق لعام 1996م رحمه الله تعالى.
العَلم العاشر: الشيخ القاضي محفوظ بن سعيد المصلي، من مواليد مدينة الشحر سنة 1910م، من أبرز طلاب الرَّعيل الأول المتخرِّج في مدرسة مكارم الأخلاق التي فتحت أبوابها بمبنى الباغ، شرق مدينة الشحر، سنة 1337هـ، من مشايخه القاضي العلَّامة أحمد بن عوض المصلي قاضي الشحر، والشيخ القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ القاضي سالمين بن سالم بن سرور، والسيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر. عمل مساعدًا لقاضي الشحر العلَّامة أحمد المصلي، ثم رئيسًا للتعليم في مدرسة النجاح بشبام، ثم قاضيًا، ثم نائب لواء شبام، ثم قاضيًا بالغرفة، ثم قاضيًا بالمكلا.
من مؤلفاته “مرشد الإخوان في علم البيان”، و”الثمر الينيع في علم البديع”، و”وسيلة المريد في أحكام التجويد”، و”عون الفارض في علم الفرائض”، و”وسيلة النجاح في أحكام النكاح”، و”نيل المقصود شرح حصيلة المجهود في حكم المكتوب بلا شهود”، و”الإسعاف شرح كأس السلاف”، و”مذكَّرات تاريخيَّة”، و”تنبيه العزايم إلى شرح أمثال الحضارم” والأخير قمنا بتحقيقه ونشره عام 2015م عن دار مكتبة تريم الحديثة، توفي عام 1975م رحمه الله.
العَلم الحادي عشر: الشيخ القاضي سعيد بن علي سلومة، ولد بمدينة الشحر في 5 / 3/ 1918م، نشأ بها نشأة صالحة، وتلقى تعليمه في مدرسة مكارم الأخلاق بالشحر ورباط ابن سلم بالغيل، من مشايخه السيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر، والعلَّامة عبد الكريم بن عبد القادر الملاحي، والسيِّد العلَّامة محسن بن جعفر بونمي، درس كرس القضاء بالغيل مع زملائه، منهم الشيخ القاضي سعيد بن سالم بن سرور، والشيخ القاضي محمد بن رشاد العمودي، وتخرجوا قضاةً بتاريخ 1 / 6 / 1374هـ.
في سنة 1375هـ عُيِّن قاضيًا بالمكلا، ثم في بعض مناطق حضرموت، منها عمد وحريضة والدِّيس الشرقيَّة والحامي والرَّيدة وقصيعر والهجرين ووادي العين وريدة الجوهيين وغيل ابن يمين وحورة، كما عيِّن مساعدًا لرئيس المجلس العالي للقضاء بالمكلا، من أقرانه شيخنا المعمّر العالم سعيد بن عوض بن مبارك الكلالي – رحمه الله تعالى -، ومن تلاميذه الشيخ عبد الله بن عوض بكران، والشيخ سالم بن سعيد سلومة، له بعض الكتابات المخطوطة والمحفوظة، توفي بالشحر في 17 من رمضان سنة 1413هـ الموافق 10 / 3 / 1993م، ودفن بمقبرة ابن جوبان رحمه الله تعالى.
العَلم الثاني عشر: الشيخ العالم عوض بن مطران قرينون، ولد بمدينة الشحر في مطلع القرن العشرين الميلادي، نشأ وتلقى تعليمه بالشحر فهو من أبرز طلاب الدفعة الثانية المتخرجة في مدرسة مكارم الأخلاق، من مشايخه وأساتذته السيِّد العلَّامة عبد الله بن عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر، والشيخ العلَّامة القاضي سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ القاضي سالمين بن سرور، والشيخ سالم باصالح. وصفه الأستاذ خميس حمدان بقوله: “كان فقيهًا أديبًا شاعرًا مجيدًا صريح الرأي حاد الذكاء”.
تولى التدريس في مدرسة مكارم الأخلاق لفترة وجيزة، ثم سافر إلى مدينة ممباسا بإفريقيا ليعمل مع والده في التجارة، ثم عاد إلى الشحر وتولى إدارة تجارة والده بها, له بعض الدروس كان يلقيها في بعض مساجد الشحر، مثل درس مسجد عيديد الذي يلقيه عصرًا، ودرس التفسير الذي يلقيه بعد صلاة المغرب في مسجد المدرسة بالسوق والذي وصف بجدَّته وغزارة مادته العلمية، توفي بالشحر سنة 1390هـ الموافق لعام 1970م رحمه الله.
العَلم الثالث عشر: الأستاذ المؤرخ الأديب عبدالرحمن بن عبد الكريم الملاحي، ولد بمدينة الشحر في أجواء سنة 1350هـ الموافق لعام 1930م؛ التحق عام 1936م بمدرسة مكارم الأخلاق، ودرس بها سنة تمهيديَّة أولية في عام 1937م، انتدب والده إلى مدينة الحامي ليكون أول مدير لمدرسة “الهدى والفلاح” الحكوميَّة ممَّا اضطر الأسرة الملاحيَّة للانتقال والعيش في الحامي، فدرس فيها صاحب الترجمة السنة الأولى الابتدائية، ثم عاد إلى الشحر فدرس السنة الثانية بمدرسة مكارم الأخلاق، ثم انتقل بمعية أسرته إلى شحير ودرس بها النصف الأول من السنة الثالثة والنصف الثاني في الشحر في مدرسة مكارم الأخلاق، ثم انتقل إلى الغيل ودرس بها أشهرًا، ثم عاد إلى الشحر ليتم السنة الرابعة الابتدائية.
في مدرسة مكارم الأخلاق بالشحر أكمل صاحب الترجمة المرحلة الابتدائية من تعليمه، ثم توجه إلى المدرسة الوسطى التي افتتحت في شهر مايو من عام 1944م بغيل باوزير، ثم دار المعلمين؛ من مؤلفاته: “الدلالات الاجتماعية واللغوية والثقافية لمهرجانات ختان صبيان قبائل المشقاص ثعين والحموم”، و”الحضارم في ممباسة ودار السلام 1930 – 1960م”، و”ملامح من التداخل المعرفي بين ربابنة اليمن وعُمان”، و”روزنامات الربان بامعيبد” شرح وتقديم، و”تاريخ الصراع الحمومي القعيطي ودوافعه 1867 – 1967م”، و”المسرح بمديرية الشحر نشأته وتطوره”، و”ملامح من التوسع العمراني لمدينة الشحر”، و”خصائص حكايات وقصص ومسرح الطفل وأهميتها التربوية والثقافية” غيرها.
تبوَّأ صاحب الترجمة مناصب ثقافيَّة رفيعة في الدولة، منها: أمين عام لاتحاد المسرحيين بالجمهوريَّة، ومدير عام الثقافة والسِّياحة بحضرموت وغيرها؛ توفي الأستاذ عبدالرحمن بعد حياة زاخرة بالعطاء والإبداع بمدينته الشحر يوم السبت 2 / 11 /2013م ودفن في مقبرة باهارون رحمه الله.
العَلم الرابع عشر: السيِّد العلامة عبد الله بن عبدالرحمن بن الشيخ أبي بكر، ولد بمدينة الشحر سنة 1312هـ الموافق لسنة 1894م، وتلقى تعليمه بمدينته وبغيل باوزير وتريم وسيئون، من مشايخه: الحبيب العلامة علي بن محمد الحبشي صاحب رباط العلم الشريف بسيئون، والعلامة محمد بن عمر بن سلم صاحب رباط غيل باوزير، والعلامة عبد الله بن عمر الشاطري صاحب رباط تريم، والعلامة علوي الجنيدي، والقاضي العلامة أحمد بن عوض المصلي، والحبيب أحمد بن محسن الهدَّار وغيرهم.
من مؤلفاته: “التحفة المرضيَّة في الأحكام الفقهيَّة”، و”الجوهر الفريد في خلاصة التوحيد”، و”الطريقة السَّهلة الجليَّة في العوامل النحويَّة”، و”الرِّسالة الجليَّة في الأحكام التجويديَّة”، و”شذرات من السِّيرة النبويَّة”، و”رسالة في علم الفرائض”، و”شرح مختصر على منظومة جوهرة التوحيد”، و”نور الأبصار في مناقب القطب أحمد الهدَّار”، ومولد “مفتاح الأنوار”.
تولى إدارة مدرسة مكارم الأخلاق لثلاثين عامًا؛ فهو أبرز من عمل في المدرسة على مرِّ تاريخها، في آخر حياته أصيب بمرض ألزمه الفراش حتى وافته المنيَّة بمدينته الشحر سنة 1384هـ الموافق 1964م، ودفن في قُـبَّة جدِّه الشيخ أحمد بن الشيخ أبي بكر بن سالم.
هذا آخر الأعلام الذين أوردنا تراجمهم في هذه العُجالة، وفي آخرها لابدَّ لنا أن نختم بأبيات من قصيدة للشاعر الشحري الكبير حسين أبوبكر المحضار – رحمه الله تعلى – إذ ذكر فيها مدرسة مكارم الأخلاق وأعلامها، وهو أحدهم بل من أبرزهم في المجال الفنِّي والشعري؛ قال:
إلى الخير سوَّاق قد ساقنا وزُرنا مكارم أخلاقنا
وزادت إلى العلم أشواقنا رحلنا إليه ونعم الرَّحيل
عسى الله يصلح أحولنا به ويحقق آمالنا
ونقفوا طريق من قبلنا من أهل الصلاح وذاك الرَّعيل
عادل حاج باعكيم – مدير دار الأسعاء للدراسات والنشر
المراجع: