د. أبوبكر محسن الحامد
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 24 – 25 .. ص 158
رابط العدد 24 – 25 : اضغط هنا
ينبع الشعر من ينابيع عمري،
فإذا الأرض كلّها خضراء!
كالتراتيل، يملأ الشعر أفقي،
فاسمعيني! وردِّدي أصداء!
كلمات لها التراتيل نهر، والكلام الجميل: ظل وماء!
هاهنا الشعر كالعطور تفشى،
لبسته الأقمار والأضواء!
وهنا كيمياء مزج المعاني،
والمعاني، جمالها الكيمياء!
مزجت واقعًا، وحلمًا، و”فانتازا”،
و”سريال” صاغها الشعراء!
وتماهى الزمان عصرًا فعصرا،
“كليوباترا” هنا! هنا “حواء”!
وهنا “عزة”، “كثير”، “جميل”، “قيس ليلى”. هنا الهوى “أسماء!
* * *
يصدح الشعر! ينجلي! يتجلى!
رجع روح، ورعشة، ورواء!
فيه فيض، وفيه وحي، وهدي،
قبس من إلهنا وضياء!
نفخة في مسارب الروح تسري،
فإذا الروح كله “سيناء”!
كان نور الحياة في مهمه الليل،
فضاء، يسوقهن فضاء!
دك نور الهدى رواسي “سيناء”،
فـ”اخلع النعل”! واهدئي صحراء!
أنا أطلقته بلابل تشدو،
فحنين في شدوها أو بكاء!
صور فذة، تولد لحنا،
هكذا الشعر: صورة وغناء!
ساحرات الألفاظ! طوفي سمائي،
وارقصي من نشيدها يا سماء!
أنت في حفلة الحياة نشيد،
أنت في ذروة الخيال ابتداء!
* * *
في طريق الحياة أخطو وحيدًا،
وحواليّ تعصف الأرجاء!
لي قلب كم قلَّبَـتْه الليالي،
صهرته الأرزاء والأنواء!
من ينابيع كل شعر أصيل،
يتغذّى وكل شعر غذاء!
أيها الشعر!
يارفيق دروبي!
أنت زادي، إذ الدروب خواء!
كم تشتت بي. وكم لملمتني،
منك،
تلك القصيدة العصماء!
* * *
كسحاب تراكم الشعر حولي،
فإذا الأفق ممطر، معطاء!
فيه برق، وفيه رعد وقصف،
وربتْ بعده الدنى زهراء!
يطلع الشعر كالليالي ببدر،
فإذا ليلة الحزين اختفاء!
يا شراعًا! يتيه فكرًا، وبعدا،
والمتاهات فكرة عنقاء!
نخبط العمر نحوها، وهي لغز،
رُبَّ ساعٍ، مآله الإرساء!
كل واد نهيم فيه ولكن،
ننتهي ها هناك! تلك: “كداء”!
حيث حسان واقفًا يا رسولي:
“كأنّك قد خلقت كما تشاء”!
حيث نلقى “سعاد” والقلب يسعى،
“لسعاد”، بكوره والمساء!
هي “بانت” لكنها سوف تأتي،
رُبَّ نَاءٍ يطيب منه لقاء!
يا شراع الحياة! اجهدْتَ نفسي،
لمراس يكون فيه العزاء!
كل بحر خبرته. كل غور سبرته.
فإلام أنتهي يابحور؟!
يا أفياء!
إحدى القصائد الفائزة في مسابقة الشعر، صحيفة عدن 24، عام 2017