د. نادر سعد حلبوب العُمَري
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 26 .. ص 28
رابط العدد 26 : اضغط هنا
تمهيد:
شهد القرن الثالث عشر الهجري تدفقًا هائلًا للمهاجرين اليافعيين إلى بلاد حضرموت، تدفعهم إلى ذلك دوافع شتى، أبرزها الوجود العسكري اليافعي هناك، فضلًا عن الدافع المعيشي في طلب الرزق وتحسين ظروف العيش.
وقد خلّفت تلك الهجرات مراسلات كثيرة، كان أولئك المهاجرون يبعثونها من حضرموت إلى أهلهم في يافع، وقد حافظت بعض الأسر اليافعية على مراسلات أقاربهم ممن سافروا إلى حضرموت، وأتاح أحفادهم للباحث وغيره الاطلاع على عدد كبير من تلك الوثائق في أماكن مختلفة من بلاد يافع.
وتحوي تلك المراسلات مادة ثرية من المعلومات التاريخية في نواحٍ مختلفة؛ لأن المرسِل كان يستهل رسالته بأخبار الجهة الحضرمية، ليضع أهله أمام صورة واضحة وموجزة عن الوضع الذي يعيشه، ولينبه من يرغب في الالتحاق به من أقاربه هناك بطبيعة الحياة، حتى يتخذ قراره بالهجرة على بصيرة.
ومن بين هذه الرسائل أستعرض هذه الوثيقة القيمة التي تضم في طيها أخبارًا مهمة، مكملة لما ورد في المصادر التاريخية، ولعل بعض ما ورد فيها كان في عداد التاريخ المجهول.
معلومات الوثيقة:
مصدرها: محفوظات الشيخ ناصر علي محمد الفقيه بن عز الدين البكري – يافع، بني بكر، مديرية الحد، وتوجد صورة منها في أرشيف مؤسسة الموسوعة اليافعية، عدن.
وصفها: رسالة طويلة مبعوثة من مدينة سيؤون في حضرموت إلى بلدة بني بكر في يافع، ومكتوبة بخط نسخي رديء في ورقة طويلة، في صفحتين، وبداية الرسالة من منتصف الصفحة الأولى منها، ثم أتمها على الحواشي وفي أعلى الصفحة، والصفحة الثانية معاكسة للأولى، فنهاية الأولى بداية للثانية، وهي مقطوعة من الجهة اليمني في أعلاها، فنتج عن ذلك ضياع النص في أعلى الصفحة الأولى وفي أسفل الثانية.
كاتبها: الفقيه عبد الحبيب بن أحمد بن حيدر بن علي بن عز الدين البكري.
جهة وصولها: الفقيه حيدر بن عبد الله بن أحمد حيدر علي عز الدين البكري وعبد موسى بن عبد الحبيب بن علي سنان البكري.
تاريخها: يوجد تلف في الوثيقة في موضع التاريخ، لكن القرائن التي فيها تدل دلالة ظاهرة على أنها كتبت سنة 1236هـ (20/1821م)([1]).
نص الوثيقة:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، {ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} يهدي السلام التام العبد الفقير إلى الله عبد الحبيب بن أحمد بن حيدر بن علي بن عز الدين إلى حضرة العارفين في الله ورسوله الولد الفقيه حيدر بن عبد الله بن أحمد حيدر علي عز الدين وكذلك الولد عبد موسى بن عبد الحبيب بن علي سنان البكري، عافاهم الله، آمين، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
صدرت من حضرموت بلاد سيؤون، بالله والحبيب الشيخ أحمد، حفظه الله، وإن سألتم عنا وعن الولد عبد الرحمن والولد عبد الحبيب بن صالح والمشايخ آل دينيش والغراب، الذي في عينات، والذي في شبام، وعن عيال أنسابنا وعبيدنا وأهل ديارنا، الجميع في أتم الصحة والعافية، نرجو من الله أنكم أنتم وعيالنا وأهل ديارنا وأنسابنا وأصحابنا بني بكر والمعاريف الجميع في أتم الصحة والعافية، آمين، وإن سألتم عن أسعار الجهة، الطعام أربعة مصاري، والبر ثلاثة ونصف، وطعام الساحل خمسة، والرز ثلاثة، والتمر عشرة، والجفل[2] ثمانية، وسبعة ونصف قرش عطر (ويحتمل عُطْب)، أربعين بر معيَّر، خمسة وعشرين كبير، خمسة وثلاثين بر أبيض، اثنا عشر رصاص، أربعة عشر جديد، اثنا عشر سكر، خمسة عشر رطل بقرش عسل، سبعة سليط رطلين، باقي المبايع كل شي بيع نفسه.
وإن سألتم عن أخبار جهة حضرموت ساكن وغير ساكن، عينات فيها رتبة من غريب وتليد، براهم وآل تميم، وأهل البنادر يكاتبون لأهل تميم يطلِّعون عقّال منهم، وآل يماني وآل تميم ما نطلِّع إلا متى الحبيب أحمد مخرِّج العسكر من عينات، ورجعت حوايات من أهل البنادر إلى الحبيب أن العسكر يخرجون من عينات في وجيهنا، ومنع الحبيب الشيخ أحمد والحبيب ما يكاتب إلا سيؤون يصلون ستة عقّال إلى تريم، وبايعارضهم وبايشاورهم الحبيب هم وعقال لبعوس، وحال الرقم وعادهم ما بعد نفذوا وعين ذا في ذا.
وأخبار لبعوس وآل تميم بَرَا، وأخبار رتبة سيؤون وآل عون وآل كثير برا، وأخبار آل علي جابر وآل عبدالعزيز والسلطان عمر في شبام، بعد مسيرك حطوا آل كثير على شبام في الشق النجدي بين القارة وشبام، وبعد وصلوا من قدّام السلطان وبن علي جابر وآل عبدالعزيز ولد عوض بن علي، ونكفوا في الرتبة، وقلمنا لهم باقي الغراب من آل الشيخ علي وسالم الحدامي وأحمد محسن مقدَّر خمسة وعشرين، ومن التليد عبد وسيد ثلاثين نفر، والذين قدهم في شبام عبدالنبي وأصحابنا، ومن عبيد الرتبة ثلاثين نفر، ونفذوا إلى شبام وطهّروا السحيل وبزرق وخمور وخشامر وديار آل المهري الذي في كور سيبان سندوهم ورتبة شبام في دراهم وأدخلوهم عندهم، ومن آل كثير حطوا على البرار وعلى ضعيف ومسكين، وما يعدي المعازاة بينهم، والعسكر قتلوا واحد من آل رواس، كمنوا له في كور سيبان ولا أحد قدر يعزم على أحد، والمصاريف قايمة مع عسكر شبام، وآل كثير السلطان عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر يصرف عليهم خفا إلى يد عبدالله بن محمد بن مرعي بن طالب، وشبام ملآنة عسكر، ولكن آل عبدالعزيز ما خلوهم يقدمون على الديار الذي فيها آل كثير، فزع من قبل يقع في آل كثير ورفع الوفا به.
وأخبار آل عون يا ولد حيدر بعد مسيرك حطوا في بير العجوز هم وآل كثير وبنوا قصرين، وحصل حرب بيننا وبينهم، وكسرناهم، واليوم التالي خرجوا العسكر إلى قبلي تريس، وتفرقوا العسكر كلًّا في شق[3]، وآل كثير بن مهري وبن عانوز شافوهم وتقدموهم وعشّروا فيهم وقُتِل عبادي المصلِّي وقطعوا رأسه، وعبد علي بن عبدالقادر.
وقد حقَّقنا لكم جميع الأخبار السابقة في خط بيد آل الشيخ علي هرهرة، وفي يد الولد علي عبد أحمد طاهر، وخط ثاني بيد مجاذيب بن علوان[4]، من ذي خير، لعل وصولهن الجميع.
ونعلمك من أجل ضرع البر، فهو صلح هذه السنة، ولما قد خرجت الجبهة الباكر ناجح أول صراب قَرَحت فيه حُمار، وسَرَحوا يصربونه، وعادهم حصّلوا نصف الوهمة، ونحن خرجنا الحوطة، جلست فيها شهر رجب، حصّلنا قليل كثير، قدها بركة.
ونعلمكم من رحمة الله الماء نجم الصرفة -عندكم المنسرق- ثارت شارة وصابت وادي ثِبِي سيل، وعيديد سيل، ودمون سيل، وفي علوا وادي العين جرين نصف المال، حيث كسروا وادي سدبة ووادي حورة، وبعد فصلة الشارة والماء آخر نجم العوا -عندكم المائة- ثارت الشارة يوم الربوع وسبعة أيام في نجم المائة، وجدنا إلى اليوم الثاني الخميس وثمان في المائة وباقي يومين في رجب، وصب الله الأمطار في جهة حضرموت، وسالت الوديان سر إلى شبام، وكسر الموزع، وجعيمة ختم، والغريب ختم، وشحوح بن يماني ويثمة اسقين الحمة، وحذع/ حذيح اسقى مريمة، وخرج الطاهرة شِعاب حوطة الريدة اسقة الحوطة، وخرج الظاهرة شعب أحمد الحبشي ختم شرج عبد سالم معافى، جروب حترشه شرب هنا الحمد لله، ومن تاربة إلى عدم وشروجه ما لهن شي، ومن وادي مدر ختم شرب الجميع، ومن بير ملح عَبَر سيل قبله ما بعد صلح معبرها، قلنا عسى يهدي الزبدة نثور في صلاحها هذه الأيام إن شاء الله، ومن شان أنخار الطاهرة أصلحوهن الولد عبدالرحمن شق وآل بازقامة شق وبن سليم شق، ونحن وآل صلاح في طاهرة الحبيب عبدالله بن علوي قد أصلحنا مقطب اثنا عشر هج، وباقي المقاطب سرحنا لهن نحن ثلثين وآل صلاح ثلث والنجار الذي أصلح عبدالرحمن وبازقامة سلمين من الكسر، وجروب حترشة سلمين من الكسر، وحال الرقم سرحوا وذروا الجميع، ونحن على فيحنا ذرينا بعض في الطاهرة، وذرينا في بير ضُباعي.
هذا ومن أخبار الكسور وصلوا محارثة وخطوط وذكروا أن وادي عمد افتك وسقى عندل ختم، ووادي دوعن أسقى أرض آل عامر، وزايد ماء عمد ودوعن أسقى عدان… عقيل وأرض هينن الجميع ودرج بالقايمة، والسيول ليلة الجمعة آخر يوم في شهر رجب الأصب وثمان نجم المائة، والفصل الخميس دخلت المائة الخميس وثنين وعشرين في شهر رجب، والشرب وقع ليلة الجمعة… في شهر رجب، فهذا، وعسى الله يتم المواسم حيث موسم الصيف تفرع عليه من طمام وجراد وعند الله الرحمة… (سطر غير واضح).
توصلت خطوط من جاوة، وذكروا الحبيب الحسن بن طاهر بن حسن الحبشي توفي، وعبدالله محمد بن حميد وولده وصنوه توفوا، وجملة سادة وعرب من سيؤون وغيرها، وكذلك الصنو حسين عبدالحبيب أبو طلعة توفي إلى رحمة الله في بندر المخا، والذي توفوا في بلد سيؤون محمد بن عمر بن زيد وعبدالله سالم محروس وروح بنت أحمد بلغحم وحسين دوني بلعفيف، وجملة خلق ما على الله حساب.
هذا، وأنت يا ولد عبد موسى عبدالحبيب خطك الذي من طريق البر وصل بعد مسير الولد حيدر عبدالله، وتحققنا جميع ما ذكرت من أخبار جبل يافع وسكونهم من الفتن، ومن أخبار الثمر وما حصل معانا وما اقتضيت منه وما بقا عوبلي طارف، وما هو في المدفن، وفي مسراح القياظ، فجزاك الله خير الدنيا ونعيم الآخرة، وقد أتعبناك أنت والولد عبدالعزيز والولد عبدالله، ولكن ما مع المحب إلا حبيبه، وأخوالي آل الحُقبي قد كانوا يتعبون مثلك إذا سافرنا حضرموت، الله يجزيهم ويجزيك خير، ونحن قد جاوبنا على خطك، خط مع المجاذيب، وخط من آل الشيخ علي ومع الولد علي عبد أحمد طاهر، لعل أن قد وصلين إليكم إن شاء الله.
وأنت يا ولد حيدر عبدالله يسّر الله لك الطريق وقل التعويق ومن بعد وصولك جبل يافع إلى حال التاريخ ما بعد وصل إلينا خط منك أعلام في وصولك إلى جبل يافع، سهنّا خطوط في قافلة البر من طريق البيضاء منكم، ولم شيء وصل، وعجبنا من ذلك، حيث الكتاب نصف الملاقاة، والقافلة كبيرة فيها مسافرين من القبلة والبيضاء، وفيها عبدالله عمر دحمي، توصلت لنصف رجب ورصفوها في قعوضة عند الحكمان يوم آل كثير حاطّين على شبام، وحال الرقم وعادها مرصوفة، وحمول تجار العرقة عبّروه وادي العين وخرجوا به على وادي العريب، والقصد عليه الله الله الله الله ألا يقطعنا خطوطكم، وأنت يا ولد حيدر عبدالله إذا أراد الله خروجك ثاني عيد الفطر، وحصل التيسير من الله وتوصلت بندر المكلا في شهر شوال، قد باتوخذ أخبار مواسم الكسور، إذا عرّف الله وعرفت وباترسل ما هو معك طريق سيؤون مع أحدنا منه، على ما عونك، وأنت تعبر طريق وادي العين إلى الكسور فنحن نباك ميد شركائنا أهل أموالنا قدك خابر لهم، ويفزعون منك، وتحاسبهم على الذي عندهم دين وأوصال، وقدك باتلحقنا قدامك أنا والولد عبدالرحمن والولد عبد سالم إن شاء الله، وإن عرّفت أنك ما عاد باتقدر تعبر الكسور فنحن قد نحن في كفايتك إن شاء الله.
وتكتب إلينا خط من المكلا أعلام في وصولك إلى الكسر وخط إلى سيؤون إلينا أعلام في وصولك البندر ميد ما احتجت له يوخذه للشهابي إذا نحن في الكسر، وعسى الله يوديك بالعافية حيث المسير إن شاء الله، والأقدام عليها الأحكام والأكد، راجين من الله أن ما يتغير حال لا علينا ولا عليكم ولا للمسلمين أجمعين.
هذا وأنتم الله الله فيما هو لكم وعليكم، وفي بتلة البلد شي خرف وشي ردود وشي معلة، وكذلك الغنم حققوا لنا كم هي؟، وحققوا الولد علي الراعي عساه فيها والأبتال، الله الله في الولد شيخ عبدالحبيب، وحققوا لنا عسى أنكم خذتوا ثور مليح، وكذلك حققوا لنا في حطيب وعِمْرته حيث ذكرت يا ولد عبد موسى أن فيه نصف حمل، وحققوا لنا نصف جميع الأخبار… والله الله في حد باعمر، ألا تعرجون في الفتن حيث الفتن لا تربي لا مال ولا رجال.
هذا، وشريف السلام من الولد عبدالحبيب بن صالح محمد وعياله صالح وعبدالله وعلي، وعبدالله محمد وأصنائه، وهادي عمر وعياله، والمشايخ عبدالحبيب بن طاهر وآل يحيى والنقيب عبدالله سالم وعلي أحمد وحسين محمد أبو طلعة وعبدالله ناصر وسالم حسين وصالح أحمد العفيف وعبدالحافظ عامر وعياله، والصنو عبدالله عامر حصم وعياله والمرافدة وصالح عبدالله المصلّي… وعلي أحمد بن سواد، وعبدالحبيب بن سالم، ويحيى داعر وأحمد صالح وكافة الرتبة، ومن الولد عبدالحبيب بن علي الشعموطي وعياله، وحسين سالم. ويسلّمون عليكم الولد الفقيه عبدالرحمن بن علي والولد عبد سالم معافى، والنقيب عوض سالم، وعوض بن أحمد والولد صلاح مسعود والرصّاص وعوض صلاح ومحسن عبدالحبيب وعيالهم، والولد محسن أحمد جابر وعبدالله وعمر وعيالهم وكافة العسكر، ومن أصحابنا الذي في شبام الشيخ عبدالنبي ومحمد العولقي وسالم الحذامي وأصحابهم جميع.
ومن أصحابنا الذي في عَيْنات الشيخ عبدالله عوض دينيش وعلي عبدالله وناصر عبدالله وعبدالله جابر وأحمد صالح الحرمي وسالم دينيش وأصحابهم وكافة المعاريف علي الشهابي والمشايخ للريدة وعبيدنا وأخدامنا وأهل بيوتنا يخصونكم بالسلام.
وسلموا لنا على المشايخ أحمد دينيش وعبد أحمد دينيش وعلي محمد ودينيش علي وكافة آل دينيش، وعلى الأصناء علي صالح وصالح عبد الحبيب وأحمد عبدالحبيب وبوبك علي وعبدالكريم وعبدالعزيز وبوبك أحمد وأصنائهم الجميع، ومحمد حسين وسلموا لنا على الصنو عبدالله محسن بيبك وعلى محمد أحمد وعبدالصفي ومحسن وسالم وجابر بنو عبد أحمد، وعلي محسن ومحمد جابر ومحسن علي وعبدالله محسن الشرفي ومحسن سالم وعيالهم وأحمد… وصالح… وأحمد الحاشدي وعلي شيخ وسالم وأحمد عبادي وأحمد حكمي/ قاسمي وسالم شعيفان وحسين وعبدالله الدعوة وشيخ… وعبد موسى أحمد وصالح علي عبدالواحد وسالم علي سوادة وأحمد سالم وحسين أحمد وعوض عبدالله وعبدالحبيب بن عوض وعلى معافى وأحمد… وصالح عمر الحرمي وعبدالله أحمد المركز ومحمد صالح وبلعيد وعبدالحبيب الهادي وسبهان وعبدالله… أحمد وبوبك الدماني ومحمد أحمد حسين وعياله وبن حريز وآل جبر وعيال الداعي/ الراعي وعوض صلاح وشيخ… ومحمد أحمد وأحمد صالح وكافة بني بكر، ومن نسيته يرى عليَّ سلموا عليه وادعوا لنا والمشايخ وعند أهل المدارس إن شاء الله، وعسى الله نعود… وسلموا لنا على العبد توفيق سرور.
حرر يوم الثلوث و… وثمانية أيام في نجم السماك وعندكم نجم السعـ…
وفي حاشية الصفحة الأولى من الرسالة:
…سعيد والولد وسلموا لنا على الأصناء محمد السنيدي وعلي بوبك وأحمد السنيدي وحسين بن… بوبك علي وأصنائه وعبدالله أحمد ومحسن محمد وعسى الله يعافيهم ونعود الوطن و… الحطيبي وعبدالحبيب بن عبدالله الزمري وبوبك حسين…
تحليل الوثيقة:
تتضمن الوثيقة أخبارًا تاريخية عدَّة وإشارات عابرة إلى أحداث مهمة، حدثت في حضرموت في سنة 1236هـ (20/1821م). وسأوجزها في النقاط الآتية حسب تسلسل ورودها في الوثيقة:
وردت أخبار عدَّة عن الحالة الاقتصادية في حضرموت، منها قائمة بأسعار سلع عدَّة، مما يشير إلى أنواع البضائع التجارية وأسعارها آنذاك، فقد ذكر أن سعر الأربعة المصاري من الطعام – وهو اسم عُرفي لنوع من الحبوب في حضرموت – بقرش، وسعر الثلاث المصاري والنصف من البُر([5]) بقرش، وسعر الخمس المصاري من الطعام المجلوب من الساحل بقرش، والثلاث المصاري من الرز بقرش، والعشرة المصاري من التمر بقرش، والثماني المصاري من البُن الجَفَل أو السبعة والنصف بقرش.
ثم أشار إلى سعر الكميات الكبيرة من السلع، ولم يحدد المعيار الذي تقاس به هذه الكميات، فذكر أن العطر (ويحتمل العُطْب وهو القُطْن) بأربعين قرشًا، والبر المعيّر بخمسة وعشرين قرشًا، والبر الكبير بخمسة وثلاثين قرشًا، والبر الأبيض باثني عشر قرشًا، والرصاص بأربعة عشر قرشًا، والرصاص الجديد باثني عشر قرشًا، وختم قائمة الأسعار بالسلع التي تباع بالرطل، فذكر أن سعر خمسة عشر رطلًا من السكر بقرش، والسبعة الأرطال من العسل بقرش، والرطلين من السليط (زيت السمسم) بقرش، وبقية المبيعات كل شيء بيع نفسه حسب تعبير كاتب الوثيقة.
ذكر كاتب الرسالة خبرًا مقتضبًا عن وجود حامية عسكرية (رتبة) في عينات، قوامها من يافع الغرباء والتلد، ومن الهنود (البراهم) ومن آل تميم، وأن أمراء البنادر (المكلا والشحر) كاتبوا آل يماني مقادمة آل تميم وطلبوا منهم إرسال بعض مقادمتهم (عُقّالهم) إلى الساحل (البنادر)، فاجتمعت كلمة آل يماني وبقية آل تميم أنهم لن يرسلوا أحدًا من مقادمتهم إلا بشرط أن يُخرج المنصب الحبيب أحمد بن سالم جميع العساكر من عينات، فأرسل أمراء الساحل وساطة إلى الحبيب أحمد يطلبون منه إخراج العساكر، وأن ذلك وما يترتب عليه في ضمانهم (وجوههم)، فرفض الحبيب أحمد هذا الطلب، وراسل عقّال يافع في سيؤون وطلب ذهاب ستة من عقّالهم ليلتقي بهم في تريم ليتشاوروا مع عقّال لبعوس في تريم (آل غرامة وآل عبدالقادر)، وأن هؤلاء العقّال لم يذهبوا بعد للقاء الحبيب حين كتابة الرسالة، وكل طرف مترقب للآخر[6].
ويذكر كاتب الوثيقة أن أخبار لبعوس في تريم مع آل تميم هادئة (برا)، وأخبار حامية سيؤون مع آل عون الكثيريين غربي سيؤون وبقية آل كثير في سيؤون هناك هادئة (برا)، لكنه يعرِّج على خبر حصل في شبام بعد سفر المرسَل إليه، من استنجاد آل علي جابر وآل عبدالعزيز والسلطان عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري بالحامية؛ إذ حط آل كثير على شبام في الجانب الشمالي (النجدي) منها، بين القارة وشبام، فجاء السلطان عمر بن جعفر وابن علي جابر وابن عوض بن علي من آل عبدالعزيز إلى الحامية اليافعية (الرتبة) هناك وطلبوا العون والمدد (نكفوا)، فقام أهل يافع بتجهيز حملة عسكرية قوامها حوالي 25 مقاتلًا من يافع الغرباء، وحوالي 30 مقاتلًا من يافع التلد وعبيدهم، و30 مقاتلًا من عبيد الرُّتبة، وقلموهم (رتبوا لهم راتبًا ماليًّا). وذكر من أسماء الغرباء: آل الشيخ علي هرهرة، وسالم الحذامي، وأحمد محسن، ومن حامية شبام: الشيخ عبدالنبي بن دينيش ومن معه من بني بكر، ودخلت هذه الحملة إلى شبام وأخرجوا آل كثير من السحيل وبزرق وخمور وخشامر وديار آل المهري التي في كور سيبان.
فقام آل كثير بقطع طريق البر واستقووا – حسب تعبير الكاتب – على الضعيف والمسكين، وكمنوا لأحد آل رواس وقتلوه في كور سيبان، ولم يستطع أحد أن يهجم على الآخر. وذكر أن السلطان عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر هو الذي يصرف نفقات العساكر في شبام؛ إذْ إنه يدفع نفقاتهم سرًّا إلى يد عبدالله بن محمد بن مرعي بن طالب، وهو يتولى الإنفاق عليهم، وختم هذا الخبر بالقول إن شبام مليئة بالعساكر، ولكن آل عبدالعزيز لم يسمحوا لهم أن يتقدموا على الديار التي يسكن فيها آل كثير حذرًا من العسكر.
ويخبر كاتب الرسالة أن آل عون الكثيريين الساكنين غربي سيؤون نزلوا هم وجماعة من آل كثير في مكان سماه بير العجوز في ضواحي سيؤون، وبنوا هناك قصرين، فنشبت معركة بينهم وبين حامية سيؤون، أدَّتْ إلى انكسار آل عون، في اليوم التالي للمعركة خرج عساكر الحامية إلى الجهة القبلية من تريس وتفرقوا كل مجموعة منهم في جانب، فلما رآهم آل ابن مهري وآل ابن عانوز الكثيريون متفرقين تقدموا عليهم وأطلقوا عليهم النار، فقُتل رجل من يافع الضبي اسمه عبادي المصلِّي، وقطعوا رأسه، وقُتل أيضًا أحد عبيد ابن عبدالقادر البعسي صاحب تريم.
ثم يخبر كاتب الوثيقة عن محصول البُر في تلك السنة، وأنه نبت صالحًا، حتى خرج نجم الجبهة([7])، ونضجت بكور الثمار، فانتشرت في الزرع آفة (الحَمَار)([8])، فسرح الناس يحصدون (يصربون) المحصول قبل أوان نضج بعضه. وأخبر الكاتب أنه خرج إلى الحوطة (حوطة أحمد زين غربي سيؤون)، ومكث فيها شهرًا في أرض زراعية له هناك، وحصَّل محصولًا لا بأس به.
يخبر كاتب الوثيقة عن هطول أمطار غزيرة في حضرموت في نجم الصَّرِفة([9]) من تلك السنة -وهو النجم الذي يسميه أهل يافع: (المُنْسَرِق)([10]) – فسالت أودية تريم الثلاثة: ثبي([11])، وعيديد([12])، ودَمُّون([13]). وفي (عَلْوى) وادي حضرموت، وهو أعلى الوادي في جهاته الغربية يخبر عن نزول السيول في أودية العين وسدبة وحورة.
وأخبر عن هطول أمطار أغزر من سابقتها في آخر نجم العوا([14])، – ويوافق اليوم السابع من نجم المية في التقويم اليافعي- بتاريخ الأربعاء 28 رجب من تلك السنة؛ إذ نزل مطر غزير، وعمّ وادي حضرموت، واستمر إلى مساء اليوم التالي، ونزلت السيول وسالت في وادي سر إلى شبام، وكسر سد الموزع، وملأ وادي جعيمة، ووادي الغريب. وأما وادي شحوح بن يماني، ووادي يثمة، فقد نزلت منهما السيول حتى سقت الحمة، ووادي حذع/حذيح سقى سيلُهُ مريمة، ونزلت السيول من شعاب الطاهرة فسُقيت منها حوطة الريدة، وأنه خرج السيل من شِعْب أحمد الحبشي المسمى الظاهرة وسقى شَرَج([15]) عبد سالم معافى، وجُرْوَب([16]) حَتْرشة.
وأخبر أن الأراضي الواقعة بين تاربة ووادي عِدِم وشروجه لم تسقَ بالسيول، وأن وادي مدر شربت أرضه، والأرض الزراعية الواقعة في بير ملح مر فيها سيل سابق فتعطل مجرى الماء المؤدي إليها، وأنهم سيذهبون لإصلاحها في الأيام القريبة القادمة، وأخبر عن إصلاح أراضٍ زراعية وتسوية مجرى الماء إليها بعد أن انكسرت بسبب السيول، وأورد أسماء أشخاص وأُسَر يقومون بهذه المهمة، وعن أراضٍ أخرى سلمت مجاريها من كسر السيول لها. وأخبر عن أرضٍ زراعية لهم في منطقة الكسور، وعن وصول بعض الفلاحين والرسائل من جهات غرب حضرموت، وأنهم أخبروا أن وادي عَمْد نزل فيه سيل كبير وسقى عَنْدَل، وأن سيول وادي دوعن سقت بلاد آل عامر، وأن سيول أودية عَمْد ودوعن سقت أراضي عدان وهَيْنن، وختم الخبر بأن نزول السيول وسقيا الأرض كانت ليلة الجمعة في آخر يوم من رجب، وهو اليوم الثامن من نجم المية في الحساب الزراعي اليافعي، ودعا الله تعالى أن يتم الموسم وأن يدرأ عنها الآفات من الطمام والجراد.
وأخبر عن وصول الأخبار بوفاة رجال من أهل يافع والحضارم في جاوة والمخا، وعن وفاة جماعة من أهل يافع في سيؤون، وهذا يعطي معلومات دقيقة عن الوفيات لمن أراد تتبعها.
والذين نصَّ على أسمائهم من المتوفين في جاوة: الحبيب الحسن بن طاهر بن حسن الحبشي، وعبدالله محمد بن حميد وولده وصنوه، وتوفي في المخا: حسين عبدالحبيب أبو طلعة، وهو من مكتب الضبي في يافع، وممن توفي في سيؤون: محمد بن عمر بن زيد، وعبدالله سالم محروس، وروح بنت أحمد بلغحم، وحسين دوني بلعفيف.
وفي الوثيقة نفسها يطلب الكاتب من المرسَلة إليه (حيدر عبدالله) أنه إذا عزم على السفر من يافع إلى حضرموت في ثاني عيد الفطر من تلك السنة، وتيسرت طريقه، ومرّ ببندر المكلا في شهر شوال (وهي إشارة إلى أنهم كانوا يمرون بالمكلا قبل وصولهم إلى الوادي) أن يسأل هناك عن أخبار موسم الزراعة والأمطار في مناطق الكسور، وأن يرسل ما معه من أمتعة مع أحد المسافرين إلى سيؤون، وأن يمر – إن استطاع – في طريق وادي العين إلى الكسور؛ لتفقد أرضٍ زراعية لهم هناك، ومراجعة شركائهم([17]) في الأرض، ومحاسبتهم على ما عندهم من ديون وحقوق.
وأخبر كاتب هذه الوثيقة الشخص المرسَل إليه أنه تسلَّم رسالته التي بعثها عن طريق البر – وهي إشارة تدل بمفهومها إلى سلوك مسافرين آخرين طريق البحر من ميناء شُقرة في أبين إلى المكلا كما تدل عليه وثائق أخرى بحيازة الباحث ليست محل هذا البحث -، وذكر أنه وعى ما فيها من أخبار يافع وهدوء الفتن فيها وأخبار الزراعة بها. واعتذر له ولجماعة من أقاربه عن تسببه في إتعابهم بحراثة أرضه وتعاهد ممتلكاته في يافع، وعاتب المرسلَ إليه الفقيهَ حيدر بن عبدالله على انقطاعه عن المراسلة بعد عودته من حضرموت إلى يافع، وأنّ كاتب الرسالة كان ينتظر منه رسالة مع القافلة الكبيرة التي سلكت طريق البر من البيضاء إلى حضرموت، وشدد على ضرورة المراسلة، وأوصى بحراثة أرضه وبراعي أغنامه، وسأل: هل اشترى أهله ثورًا قويًّا (مليحًا) لحراثة الأرض؟ وهل اعتنوا بأرضه الواقعة في وادي حطيب؟ ويوصي أقاربه باجتناب الفتن مع القبائل المجاورة في الحد؛ لأن الفتن لا تربي مالًا ولا عيالًا حسب تعبيره.
وأخبر الكاتب عن قافلة كبيرة تحركت من البيضاء إلى حضرموت عن طريق البر، وفيها مسافرون كثر من يافع وغيرها، وعن وصول هذه القافلة إلى حضرموت في منتصف رجب من تلك السنة، وأن الحمول الذي جاءت به مرصوف في قعوضة عند قوم يسميهم الحكمان، ولم تستطع مواصلة طريقها إلى شبام وسيؤون بسبب هجوم آل كثير على شبام حينذاك وانقطاع الطريق. ويخبر أن قافلة لتجار العِرْقة – من مكتب الناخبي في يافع – سلكوا به وادي العين وخرجوا به إلى وادي العريب، ونجوا من حصار الطريق.
وشرع في ذكر أسماء الأشخاص الذين يبعثون معه السلام إلى أهله في يافع، فعدّد أسماء أشخاص كُثر، من الحاميات (الرُّتَب) اليافعية في سيؤون وشبام، وهذا يعطينا ثَبَتًا بأسماء عدد كبير من العساكر اليافعيين في حضرموت آنذاك؛ ومما يلاحظ من الأسماء الواردة أن الحامية كانت تضم الأب مع أبنائه، والأخ مع إخوته، والرجل مع أبناء عمومته، وأن شخصيات يافعية بارزة هاجرت للعمل العسكري في حضرموت؛ مما يسلط ضوءًا على ظاهرة الهجرة اليافعية في القرن الثالث عشر الهجري، والتدفق البشري الذي صاحب تلك الظاهرة التي بقيت آثارها جلية إلى اليوم.
د. نادر سعد حلبوب العُمَري – أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد – جامعة عدن
([1]) لم يورد كاتب الرسالة تاريخًا للعام الذي كُتبتْ فيه، ولكنه أورد في الوثيقة ذكر منصب عينات الشيخ أحمد بن سالم الذي تولى المنصبة بين (1211-1242هـ)، وذكر السلطان عمر بن جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري الذي تولى السلطنة بين (1230-1243هـ)، فالقدر المشترك بين الرجلين هو (1230-1242هـ)، ثم ذكر أن مطرًا هطل على حضرموت في نجم المية (بالتقويم الزراعي اليافعي) وأنه صادف يوم الأربعاء 29 رجب (باقي يومين من رجب حسب تعبيره)، ومعلوم أن نجم المية يكون من (21 أبريل – 1 مايو)، وبمطابقة هذه المعطيات على الفترة من (1230-1242) وجد الباحث أنها تطابق سنة 1236هـ التي دخلت بتاريخ 9 أكتوبر 1820م تمامًا، وأن التاريخ المذكور يوافق الأربعاء 2 مايو 1821م، إلا أن حساب كاتب الرسالة للموسم غير دقيق بنسبة خمسة أيام، ويحدث هذا الخطأ كثيرًا من غير المتخصصين في علم الفلك القديم.
[2] – الجفل: البُن غير المحمّص.
[3] – أي: كل منهم في جهة.
[4] – مجاذيب ابن علوان: طائفة من فقراء الصوفية، ينتسبون لطريقة الشيخ أحمد بن علوان صاحب يفرس في تعز، كانوا يجوبون اليمن من تهامة إلى حضرموت وهم يحملون بأيديهم طبلة صغيرة لها ذوائب يقرعونها بها فتحدث أصواتًا، ويقومون باستعراض حركات خادعة للأنظار يزعمون فيها طعن أنفسهم بالخناجر دون أن تؤثر فيهم، وكانوا يخيفون الناس ليجمعوا منهم الصدقات بهذه الوسيلة، وقد أدركتُهم في زمن صباي.
([5]) القمح: محصول يزرع في حضرموت منذ القِدم، ومنه أصناف منها الهلباء وأسود الغشمور وباقريفة ومصيدقان وغيرها. (إفادة من أ. أحمد صالح الرباكي).
[6] – يأتي هذا الخلاف بين منصب عينات ومشايخ آل يماني ضمن سياق خلاف طويل بينهما؛ أدى إلى فتنة بدأت قبل سنة 1236هـ، وتجددت بعد ذلك سنة 1237، 1238هـ. ينظر: محمد بن هاشم: تاريخ الدولة الكثيرية، تريم للدراسات والنشر، ط1، 2002م، ص182، وقد وردت أخبار لهذه الفتنة في وثائق يافعية عرضها أ.د. علي صالح الخلاقي، في مجلة حضرموت الثقافية، العدد 20، (أبريل – يونيو 2021م)، ص7-22.
([7]) الجبهة: من نجوم الربيع حسب التقويم الشبامي بحضرموت، يدخل في 22 فبراير، وعدد أيامه 13 يومًا.
([8]) الحَمَار – بفتح الحاء -: وتسمى أيضًا: الحُمَيْراء، آفة تصيب الزرع، وتؤدي إلى فساد الثمار.
([9]) آخر نجوم الربيع حسب التقويم الشبامي بحضرموت، يدخل في 20 مارس وعدد أيامه 12 يومًا. والمعروف أنه يوافق نجم البحيري في التقويم اليافعي، ولعل اصطلاح تسمية المواسم يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة.
([10]) المُنْسَرِق: من نجوم الصيف في التقويم اليافعي ويمتد من 11 إلى 20 أبريل.
([11]) ثبي: وادٍ كبير ينحدر جنوبي تريم.
([12]) عيديد: وادٍ ينحدر غربي تريم ويوازي وادي ثبي في مجراه.
([13]) دَمُّون: وادٍ ينحدر شمالي تريم.
([14]) أول نجوم الصيف حسب التقويم الشبامي بحضرموت، يدخل في 2 أبريل، وعدد أيامه 13 يومًا.
([15]) الشَّرَج: ملتقى الأودية والشعاب، وتكون فيه أراضٍ زراعية في العادة.
([16]) الجُرْوَب: جمع جَرْيْب أو جِرْبة، وهي أراضٍ زراعية كبيرة تكون على ضفاف الأودية وسفوح الشعاب.
([17]) إشراك الأرض: أن يترك المالك أرضه مع من يحرثها ويزرعها مقابل جزء مما يخرج منها، وتسمى في الفقه الإسلامي: المزارعة. وتنقسم في عُرف أهل يافع إلى قسمين: شركة مؤقتة، يسترجع فيها المالك أرضه كاملة عندما يطلبها، وشركة أبدية، يحق فيها للعامل أن يحرثها إلى الأبد، وإذا طلبها منه المالك فإن العامل يملك منها بالاستحقاق ثلث الأرض مقابل تنازله عن الشركة.