صالح مبارك عصبان
المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 26 .. ص 38
رابط العدد 26 : اضغط هنا
صدر العدد الأول من صحيفة الطليعة الحضرمية بمدينة المكلا عاصمة السلطنة القعيطية في20ذي القعدة 1378هجرية 28مايو 1959م، ورأس تحريرها الأستاذ أحمد عوض باوزير، وفتحت أبوابها لمختلف توجهات الطيف السياسي والفكري، للحديث عن القضايا المختلفة وخاصة ما يتعلق بالوضع السياسي في حضرموت والجنوب والوطن العربي، ونشر الأخبار المتعلقة بالحياة السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية في حضرموت، وأحدثت الصحيفة ــ مع صحف أخرى ــ حراكًا فكريًا وثقافيًا ، وناقشت أمورًا تهم الرأي العام، وأسست لعمل صحفي مستقل، وهيأت الفرصة لأقلام واعدة.
وأتاحت الصحيفة للقضايا المرتبطة بتعاليم الدين الاسلامي مساحة واسعة، ونشرت للعلماء والكتاب مواضيع عن الإسلام، عقيدة وشريعة وسلوكًا، وجرت على صفحاتها حوارات عن مسائل عدة.
وفي هذا الموضوع سنعرض بعض تلك المساهمات لمعرفة مستوى التفكير، وأثر النظريات والمدارس الفكرية على الوضع العلمي بحضرموت، وأهم القضايا التي كانت تشغل بال العلماء والمفكرين والمثقفين، من خلال عناوين نرى أنها استوعبت تلك المناقشات.
التوعية والتوجيه التربوي والاجتماعي:
اتسم الخطاب الديني قبل الفترة التي صدرت فيها الصحيفة بأسلوب تقليدي توارثه الأبناء عن الآباء والأجداد، مع تغير طفيف بسبب نشأة الجمعيات والمنتديات الفكرية في مطلع القرن العشرين الميلادي، وكان للمسجد والزوايا والأربطة دور في نشر العلم الشرعي، كما كان لخطبة الجمعة والوعظ إسهام في التوعية، وسعى بعض العلماء ورجال التربية لتطوير ذلك الخطاب ووسائله من خلال فتح مدارس أهلية، وسارعت مؤثرات أخرى إلى ارتفاع الأصوات المطالبة بالتطوير، ومن تلك المؤثرات دور المهاجرين الحضارم واتصالهم ببيئات أخرى شهدت تقدمًا علميًا، وكذلك وصول الأفكار الإصلاحية التجديدية في العالم العربي والإسلامي، والمجلات التي كانت تصدر في مصر والعراق والشام.
ووجد كثير من المصلحين ضالتهم في الصحف الحضرمية، وبدأ الخطاب التوعوي يبث من خلالها كوسيلة من وسائل التوجيه والتربية، وتم عرض الإسلام هنا بشموليته ومبادئه العامة التي لا تنحصر في عبادات يؤديها المسل ، بل ممارسة في شؤون حياته كلها، يقول الأستاذ سعيد عوض باوزير في موضوعه (المنقذ الأعظم): ((هذه هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه هي مبادئ دعوته نور للبصر والبصيرة، ودستور للقضاء والإدارة، وتهذيب للفرد والمجتمع، وتنظيم للسياسة والحكم، وتخطيط لشؤون الاقتصاد والاجتماع، وجهاد للنفس والعدو، وإصلاح شامل للدين والدنيا))[1]، وبتلك المبادئ يتحقق للفرد والمجتمع النجاة من ضلالات الجهل، فالإسلام – عقيدة وشريعة – ينتظم به سير المخلوق على هدى من ربه ، وبتعاليم القرآن الكريم تتحقق الغاية من خلقه ، ويؤكد الكاتب في مقاله أن المسلمين في العصور الماضية اهتموا بالعلم فأنشأوا المكتبات[2]، وعليهم أن يعيدوا ذلك الاهتمام كما يعيدوا للمسجد دوره في نشر العلم وتوعية المسلمين، وهو ما ورد في مقال بعنوان (دور المسجد في توعية الجماهير)، الذي تضمن معالم هذه التوعية بالحديث عن معاني الحرية والكرامة والعدل والمساواة، والعناية بجوهر الاسلام ومعرفة أحكامه وحِكمه حق المعرفة[3].
ولِما لخطبة الجمعة من مكانة، كتب الكاتب عبد العزيز الثعالبي موضوعًا بعنوان (إدارة الأوقاف وخطبة الجمعة)، استعرض حالة الخطب في أغلب المساجد ووصفها بأنها قديمة لا تناسب العصر، وطالب إدارة الأوقاف بتوجيه الخطباء إلى تحديثها[4]، وأيده في هذا الرأي موضوع في العدد 204 بتاريخ 20/6/ 1963م، بعنوان (ملاحظات ومشاهدات عن خطبة الجمعة بحضرموت)، وبيَّن أنها تعتمد على خطب الشيخ ابن نباتة التي كتبها قبل عدة قرون، ولا علاقة لها بالعصر الحاضر، ومما له علاقة بهذا الأمر أن الأزهر أرسل شيخًا إلى حضرموت، فألقى بعض الخطب، فتعرَّض لانتقادات بزعم أن خطبه تخلو من الأركان المعتبرة لخطبة الجمعة، وتولَّى الرد على المنتقدين مقال بعنوان (أيها الحاقدون ، موتوا بغيظكم )[5].
وللتعليم الديني منزلة كبيرة وأساسية في حياة المسلم، وكان للمسجد والزوايا والأربطة دور في ذلك، ثم أنشئت المعاهد الدينية كوسيلة متطورة ومنظمة، وتعرضت في فترة لمضايقة فتصدى بعض الكتاب لبيان هذا الأمر، ففي مقال بعنوان (معاهدنا الدينية تحتضر)، أشاد كاتبه بدور المعاهد في تخريج أفواج من العلماء والوعاظ والمعلمين والأدباء، وأضاف – واصفًا ما تتعرض له من محاولات لتشويه صورتها – قائلًا : ((زعموك مظهرًا من مظاهر الرجعية يجب أن تقتلع من جذوره… زعموك عائقًا من عوائق الماضي السحيق محله المتاحف وبطون التاريخ))[6]، وعدَّ هذه الهجمة فرية استعمارية، وأكذوبة شيطانية، يروِّج لها بعض أبناء المسلمين ممن تأثر بالمناهج الغربية، ولكنه اعترف بأن تلك المعاهد والأربطة بحاجة إلى تطوير، ونشرت المجلة (مذكرة حول مستقبل المعهد الديني)، كتبها مدير المعهد الديني بغيل باوزير الشيخ علي محمد بن يحيى، وتحدث عن أوضاع المعاهد الدينية في البلاد العربية عمومًا وما وصلت إليه من ضعف بسبب استهانة الحكومات العربية بها، وأشار إلى أن المستقبل ينذر بحصول تغييرات سياسية واقتصادية بحضرموت والجنوب، ودعا الجميع إلى الاستعداد لهذه المتغيرات والمحافظة على المعاهد لتؤدي رسالتها، ويقول: ((فها هو الوضع السياسي والاقتصادي بحضرموت والجنوب العربي يؤذن بظهور هزات جسام في الكيان التقليدي للبلاد، ويحتاج بالأحق إلى إرهاف الحس للمحافظة على مقدرات الوطن وفي مقدمتها الأخلاق والتراث المجيد بدراسة العلوم الشرعية، التي امتازت بها سابقا حضرموت وحملت رايتها أزمنة طويلة لأهل هذا الجنوب العربي، بل ولغيره من البلدان))[7]، وانتقدت المذكرة محاولات إضافة مواد أخرى، كاللغة الإنجليزية إلى مناهج المعهد، على حساب حجم المواد الشرعية واللغة العربية، واقترحت فتح قسم ثانوي بالمعهد لتأهيل رجال القضاء ومعلمي المدارس.
وفي حلقات أربع كتب ش . ع . الحبشي مقالات بعنوان (المدارس الحديثة في الدولة الكثيرة)، تتبع من الناحية التاريخية ما قدمه المسجد وزوايا العلم ورباطا تريم وسيئون من أعمال لخدمة العلم، وأشاد بدور رباط تريم، ودور الفقيه عبدالله بن عمر الشاطري واهتمامه بالمعهد وطلابه الذين انتشروا في قرى ومدن حضرموت وخارجها، وأشار إلى تراجع دوره بعد وفاة الشاطري، وحذر من أساليب الاستعمار ومحاولاته أضعاف التعليم الديني فقال: ((إن المستعمر إذا دخل أمة ركز همته على مسح عاداتها وتقاليدها، ووجه كل أفكاره إلى إدانة روحها المعنوية، وعزز فيها لغته وجعلها هي الرسمية السائدة في المحاكم والدوائر وهكذا فعل في عدن ، وسوف يفعل وقد بدأ يفعل في حضرموت))[8].
وإصلاح المجتمع شرط ضروري لإحداث نهضة شاملة؛ وللوصول إلى إصلاحه يحتاج إلى جهد كبير، وحملة توعوية وإرشادية لأفراده، ونشر مبادئ المحبة والتعاون والمساواة، وتقع على عاتق علماء الدين والمصلحين مسؤولية كبيرة، أشار إليها الكاتب محمد صالح باشراحيل في مقاله (حول إصلاح المجتمع الحضرمي)، وطالب العلماء أن يكونوا في مقدمة الصفوف؛ لتبصير الناس بمبادئ الدين الإسلامي، التي تدعو إلى إشاعة العدل والتسامح والتآخي، وإنقاذهم من العصبيات الجاهلية على مبدأ الآية الكريمة ((إنما المؤمنون إخوة))[9]، وشنَّ هجومًا على الطبقية وآثارها السيئة، وعزَّز هذا الرأي الكاتب سالم عوض باسواد في مقالاته تحت عنوان (منهج الدعوة الاصلاحية )، و(مجتمعنا كما ينبغي أن يكون)، مبيِّنًا أن أسباب تماسك المجتمع وقوته هي الأخوة والمحبة والتحلي بالشجاعة والتضحية، ودعا أفراد المجتمع إلى العودة إلى تعاليم الإسلام، واليقظة إلى ما تقوم به قوى الشر والطغيان من محاولات تمزيق المجتمع، وتغذية الأمراض الاجتماعية من حقد وانحلال[10]، وفي مقال آخر في العدد (311) بتاريخ 5 أغسطس 1965م بعنوان (الترف والعصبية) يقول: ((إن الترف محل نقمة الإسلام وكرهه لما ينشأ من ذلك من تفاوت بين طبقات المجتمع ولما ينشأ عن ذلك من فساد وأخلاق المترفين وإشاعة الفاحشة والفساد في المجتمع))، وتحدث عن العصبيات التي تستمد غذاءها من التفاخر بالأحساب والأنساب والقوة والمال، فتنتشر الفوضى والهمجية والأنانية والبغي، وهي عوائق في طريق الإصلاح المنشود، وأرجع الكاتب محمود سالم صقران – في مقال آخر – التخلف الذي يعانيه المجتمع إلى (صراع الحويف) وتساءل قائلًا: ((هل كان ديننا الحنيف يدعو إلى هذا؟))[11]، وأهاب بالمواطنين بالتوجه إلى بناء المدارس، وتعليم أبنائهم للقضاء على تلك العادات.
والقضاء في الإسلام هو أحد أركان إقامة العدل وبه تصان الحقوق، ونشرت الصحيفة مقالات توعوية عن أهميته ودوره، فكتب (عصام) مقالًا تحت عنوان (قضاة المحاكم الشرعية )[12] بين فيه أن من مهام القاضي بث الوعي الديني والوطني، ومحاربة النزعات المنحرفة، وحماية الأخلاق وحراستها، واستعرض الشيخ عبدالرحمن عبدالله بكير في موضوعه (المحاكم في حضرموت) ما يتعلق بواقعها من حيث اختصاصها المكاني والموضوعي وعدد القضاة في الألوية والمقاطعات الذين بلغوا (14) قاضيًا، ووجود محكمة الاستئناف، واعتماد تلك المحاكم على المذهب الشافعي وبعض أقوال المذاهب الأخرى، وطالب بتحسين أوضاع القضاء بالاستعانة بالكفاءات المحلية، ووضع قواعد واضحة تحدد سير إجراءات التقاضي، ونشرت الصحيفة رسالة من بعض الشخصيات العلمية بالسلطنة الكثيرية موجهة إلى رابطة العلماء الشرعيين بسيئون، اقترحوا عقد اجتماع للعلماء والمثقفين لوضع أسس لاستقلال القضاء وحماية احكامه[13].
وفي مجال التوجيه التربوي للمجتمع نشرت الصحيفة مقالات عن أداء العبادات، وأحكامها، وأثرها في حياة المسلم، وعدِّها جزءًا من تكاليف شرعية شاملة تنظم حياته وعلاقته بخالقه سبحانه وتعالى، والتي يجب أن تكون على أسس صحيحة، ثم ما يجب على المسلم تجاه المخلوقين من أقارب وجيران ومجتمع، ففي موضوع (من أسرار الصلاة)[14]، كتب الأستاذ كرامة سليمان بامؤمن مقالته التي بينت أن الصلاة عمود الدين وحذر من التهاون في أدائها، وتناول أثرها على أخلاق وسلوك صاحبها، فبها يتواضع، وتسمو نفسه، ويترفع عن فعل المعاصي، ويقول عنها: )(إن أثر الصلاة الحقيقية لا يقف عند حدود الإنسان نفسه ولا النفس وخالقها، بل لابد إن صلحت سريرته وطابت نفسه وخشع قلبه أن تتحسن معاملته الأخوية))، وكذا الأمر عن فريضة الحج، أشار الشيخ حامد محمود إسماعيل في مقالة بعنوان (الحج مؤتمر المسلمين العام)[15] إلى أن الحج يؤكد مبدأ المساواة، كما أنه تربية نفسية وعسكرية وسياسية، وعن الصوم نشرت مواضيع أخرى، منها مقال للشيخ محمد عبدالله باجنيد ـ رئيس محكمة الاستئناف ـ بعنوان (رسالة رمضان)، ومقال للشيخ محمد بن عوض بن طاهر باوزير ـ عضو هيئة علماء الجنوب ورئيس الجمعية الحضرمية بعدن ـ بعنوان (الصيام مشروعيته وأسراره)، تناولا فيهما منزلة الصيام والآيات والأحاديث التي وردت فيه، وفضله وما فيه من مكرمات ورحمات ومنافع وتربية على البذل والصبر والرحمة والتكافل[16].
وعن (المناسبات الدينية) التي تتكرر كل عام، دعا بعض الكتاب إلى أن تكون وقفة للتأمل فيها وفي دلالاتها، لا أن تكون عادة أو (جسمًا بلا روح) حسبما عبر عنه الكاتب (عصام) في موضوعه (ذكرى المولد النبوي)، وأشار إلى أن المسلمين يعيشون في كل ساعة من ساعات النهار والليل في ذكرى رسولهم صلى الله عليه وسلم من خلال الصلاة والسلام عليه في كل صلاة، وأن تعلم هديه والعودة إلى سنته هو أساس محبته[17]، ووافقه الكاتب سالم عوض باسواد في موضوعه (من وحي ذكرى المولد النبوي)، وعدَّ الذكرى فرصة للتوجه الصحيح لبعث معاني العزة والمجد والكرامة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم، مع اتباع تعاليمه والسير على نهجه، لا ذكرى (لإحياء البدع) ـ حسب قوله ـ، وأضاف: (( أما أن نتخذ ذكراه بدعًا وخرافات لنجمد على القشور، فما كان هذا إلا ليزيدنا جهلًا على جهل))، وكتب الكاتب فرج السنوسي موضوعًا بعنوان (نحن ويوم المولد)، وتساءل عن استحداث أشياء في احتفالات المولد لم تكن معروفة من سابق، وقال: ((لم تجر العادة في هذه البلاد أن تقام مهرجانات وألعاب شعبية وزينات على غرار ما حصل في هذا العام بالذات))، وعدَّها زيادات ترفيه مع وجود الفقر والجوع في المجتمعات الإسلامية[18].
كما نشرت مقالات عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والغزوات وغيرها من المآثر.
قضايا العالم الاسلامي وما استجد من أمور:
شهدت فترة إصدار الصحيفة أحداثًا على مستوى البلدان العربية والإسلامية، منها الثورات العربية، وانتشار الأفكار المختلفة من قومية وليبرالية واشتراكية، واحتدم الصراع بين قادة الفكر والرأي والعلماء حول قضايا كثيرة، منها على سبيل المثال (العلاقة بين الإسلام والعروبة)، وتفاعل الحضارمة مع تلك المناقشات والحوارات التي كانت تُدوَّن على صفحات المجلات والصحف العربية، ومنها مقال نشرته مجلة (روز اليوسف) المصرية للكاتب أحمد بهاء الدين ناقش فيه رأي الدكتور طه حسين، إذ عدَّ فيه الإسلام العنصر الأساسي للقومية العربية، وكتب الأستاذ عبدالقادر محمد باحشوان مقالًا بعنوان (الإسلام والقومية العربية)، اتفق مع وجهة نظر أحمد بهاء الدين، وأشار إلى أن الإسلام أخرج العرب من تفكيرهم الضيق إلى حياة حضارية، كما نقل بلادًا أعجمية إلى مصاف تلك الحضارة، وتفاعل معه الشيخ علي محمد بن يحيى – مدير المعهد الديني بغيل باوزير – ونوه بدور الجزيرة العربية ومكانتها باعتبارها مهد العروبة الأول، وتحدث عن مكانة اللغة العربية ودورها في التاريخ والحضارة والرسالات السماوية، وأن الحضارة الإسلامية هي نتاج تفاعل بين الإسلام والعروبة، فتشرف العرب بحمل تلك الرسالة الخالية من العصبية والأنانية، وجعلهم إخوة لمن دخل الدين الإسلامي من جميع الأجناس، وحذر من الشعوبية ودعواتها[19].
وأشار كاتب بتوقيع (عربي مسلم) في مقال له بعنوان (القومية العربية هل يمكن فصلها عن الاسلام؟)، عن تضايق بعض دعاة القومية العربية من كل ما هو (إسلامي) وعدائهم لمبادئه، ووصف الشيوعية بأنها سلبية وغير عميقة، وسخر من مقولة (الدين إفيون الشعوب)[20]، وفي زاوية أخرى تتصل بهذا الأمر، صدر حينها كتاب (القومية في نظر الاسلام) لمحمد أحمد باشميل، وهاجم فيه الرئيس المصري أحد رموز القومية العربية جمال عبدالناصر، وعدَّه هو وغيره ممن يتبنون هذه الفكرة سببًا للانحرافات التي حصلت في البلاد العربية، ورد على كتاب باشميل الكاتب (هشام) بمقال على صفحات الطليعة تحت عنوان (باشميل بين القومية والإسلام)، ونعت باشميل بالجهل بأفكار القومية العربية، التي تدعو – حسب زعمه – إلى الحرية والكرامة، وتكررت الردود على باشميل في عدد آخر، وكتب (عصام) ردًا بعنوان (عبدالناصر يحارب الإلحاد)[21].
وكذلك الحال بالنسبة للاشتراكية فقد نشر قاضي الشحر الشرعي القاضي عبدالقادر العماري مقالًا بعنوان (الإسلام والاشتراكية)، أشاد بالدين الإسلامي، وأنه جاء لإنقاذ البشرية من الظلم والاستبداد، وتحقيق التوازن الاجتماعي في المجتمع من خلال الزكاة، وتحريم الربا والاحتكار، وقال: ((إن الاشتراكية التي تنبع من الإسلام وتجد فيه التأييد القوي، ليست الشيوعية التي نكفر بها، وتقرر أن المؤثرات في سير التاريخ كلها ناشئة عن الماديات الواقعية، وهي تناقض فكرة الإسلام الأساسية عن الكون والحياة الإنسانية وهي تعادي الإسلام عداءً شديدًا))[22].
وشهد الوطن العربي ثورات، واحتفت بها (الطليعة)، وأكدت أن غاياتها (إسلامية عربية)، وفي موضوع بعنوان (الإسلام في ثورة الجزائر) إشارة إلى المفكر مالك بن نبي الجزائري، بعدِّه أحد واضعي الفكرة الثورية في كتابه (ميلاد مجتمع)، وللقاضي محمد العماري مقالًا عن العراق، وحذر كاتب آخر من تسلل العناصر الشيوعية إلى الصحافة اليمنية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م، قال فيه: ((إن عملاء الشيوعية وأبطال السحل والقتل من الكفرة بدينهم وعروبتهم مازالوا على استعداد بأن يمثلوا مذابح الموصل وكركوك من جديد في أي قطر عربي))[23].
أما قضية المرأة في البلاد العربية فقد أخذت حظًا وافرًا من النقاش بين وجهات النظر المختلفة، فمنهم من تطرف ورفع شعار (تحرير المرأة) وفق الأسس الغربية، وآخرون طالبوا بحقوقها التي كفلها الإسلام، من تعليم ورعاية، وعدم ظلمها، وتناول الشيخ عبدالله الناخبي تاريخ تعليمها في حضرموت عبر سلسلة مقالات تحت عنوان (فكرة عن تعليم البنات بحضرموت)، ومن العناوين التي اهتمت بالمرأة مقالٌ للأستاذ أحمد زين بلفقيه بعنوان (حول تعليم المرأة والسينما)، ومما جاء فيه ((إن تعليم المرأة أمر واجب لا يشك في ذلك أحد، ولها الحق على حكوماتها أن تتمتع بالتعليم الذي يصقل عقلها، ويقوي خلقها، وينمي فيها الفضيلة والعفاف والشعور بالكرامة))، وانتقد نقل التجارب الغربية في تعلم المرأة قائلًا: ((أما التعليم الذي لفحنا بناره الغرب ورجع بالمرأة – كما رأينا بأعيننا – إلى سخافة الجاهلية ونزقها، وأخرجها عن الحشمة حتى تدنت إلى الدرجة التي يندى لها جبين الفضيلة، فلا أظن أنَّ عاقلًا بل متديِّنًا يدعو إليه))[24]، وحمل لواء الدعوة إلى تحرير المرأة – بدون قيود – جماعة تأثروا بالفكر الغربي وحركة خلع الحجاب في مصر، فكتب الأستاذ علي باذيب مقالًا تحت عنوان (دفاع عن قضية المرأة)، مهَّد له بالحديث عن حال المرأة العربية في الجاهلية، وأشار إلى حركات تحرير المرأة في العالم، وأنها وجدت صدى في بعض الأقطار العربية، ((فحطمت قيود الحجاب المذل، وانطلقت من هذا السجن الأسود الكئيب، وتمكنت من تحطيم كثير من العادات والتقاليد الرجعية))[25]، وشن حملة على المعارضين، ووصفهم بالجمود والجهل، وذهب الكاتب فريد بركات هذا المذهب في مقالته (نحن والمرأة)، ووصف الحال الذي تعيشه المرأة بالوضع الرجعي، وتقاليد وعادات متحجرة متزمتة، جعلت منها (قطعة أثاث منزلي)، ووصف بقاءها في المنزل (بالسجن المحترم)، كما وصف الحجاب (بالظلام)، ومن وجهة نظره يعدُّ وضعية المرأة هي المقياس الذي يحدد تقدم الشعوب، فيقول: ((فالمرأة العاملة السافرة في الشعب المتقدم المتحضر، والمرأة التي تلبس (الظلام)، وتقضي عمرها بين جدران أربعة، في الشعب المتأخر الرجعي))[26]، وأشاد بقاسم أمين في (ثورته التحريرية)، وغرَّد مع هذا السرب الكاتب (العمودي) بموضوع (ليست المشكلة حجاب المرأة أو سفورها)[27]، متأثرًا بخليط من النظريات الرأسمالية والاشتراكية، مستعرضًا تطور المجتمعات حسب تلك النظريات، وفي رأيه أن مشكلة المرأة بدأت حينما نشأ (الصراع الطبقي)، ودعا (التقدميين) إلى توعيتها لتتحول إلى عنصر إيجابي.
وتصدت لتلك الأطروحات أقلام أخرى، منهم الكاتب علي هود باعباد في مقال بعنوان (المرأة والنظريات الغربية الاستعمارية)، وناقش فيه مقال فريد بركات قائلًا: ((لقد أثار هذا المقال مشاعري، بل مشاعر كل مسلم يعيش بالعفة والكرامة والشهامة العربية والإسلامية))[28]، مُتَّهِمًا إيَّاه بدعوة المرأة الحضرمية إلى التفلُّت من الحياء والعفة، والسير في ركاب المرأة الغربية، واستهجن الأوصاف التي أطلقها، مثل (الظلام)، و(السجن المحترم)، و(الرجعيين)، وعدَّ مقاله جزءًا من الغزو الثقافي الاستعماري، وكتب الكاتب صالح سعيد جوبان مقالًا بعنوان (تحرير المرأة كما يدعو إليه الإسلام)، الذي أمرها بحجاب يستر عورتها، وآخر يكسبها قوة وعفة، وهو العلم النافع، وانتقد الذين يحرمون المرأة حقها في التعليم، فقال: ((إن الإسلام ليس دين الجمود، وليس كذلك دين الحرية المطلقة، وإن للمرأة المسلمة حقوقًا عادلة في الشريعة المطهرة وقدوة حسنة في أمهاتها السابقات الصالحات العفيفات المتحررات من قيود الجهالة، تغنيها عن الاقتداء بالنساء الكافرات الفاجرات الفاسدات السافرات ))[29].
وشهدت صفحات الصحيفة معركة أخرى في أثر حوار مع عميدة كلية المعلمات بمدينة المكلا، أجرته معها (نشرة المعلمين)، وأعادت نشره (الطليعة)، ومما جاء فيه، قولها إن المرأة الحضرمية لا زالت فريسة للجهل والتقاليد البالية، مفرطة في استعمال أدوات الزينة، وأن الحجاب أساس تأخرها، وادَّعتْ أنها حاولت إبعاد الحجاب عن بعض العاملات، ونشرت الصحيفة رسالة بتوقيع (مبلغون) هاجموا فيها العميدة قائلين: ((إنها لنكبة عظمى، ورزية كبرى، وتصريح خطير له أثره البالغ في نفوسنا جميعًا – نحن أبناء هذا البلد – أن يصدر عن عميدة كلية البنات هذا التصريح باعتبارها المسؤولة عن تعليم فتياتنا، وأنها تحاول إبعاد الحجاب، وبذا فهي تريد للفتاة الحضرمية تقليد الغرب))[30]، وعلق على تلك الرسالة الأستاذ عباس حسين العيدروس بمقال تحت عنوان (المرأة المجني عليها)، وسخر من الرسالة وأصحابها وأنها تعبر عن حالة انفعالية بعيدة عن التريث والرزانة[31]، ودافع عن العميدة.
واحتدم جدل حول الغناء والموسيقى والسينما، بدأته الصحيفة بعنوان (لماذا ألغت لجنة الشؤون الدينية حفلات حمدون؟) ناقشت فيه قرار اللجنة بإلغاء حفلة غنائية للفنان محمد صالح حمدون، وجادلت بأن (بعض السلف) حضروا أعراسًا فيها (دف) ولم ينكروا، وردت اللجنة بتوقيع الشيخ عبدالله عوض بكير (رئيس اللجنة)، و أشار إلى أن البلدان وشعوبها لن تستفيد في وضعها الديني أو الخلقي أو الاجتماعي من مثل تلك الاحتفالات، وأضاف في الرد قائلً : ((فالكل يعلم أن هذه السهرات الحالية والأغاني الحديثة، باستثناء بعض الأناشيد والأغاني المصرية بعد عهد الثورة المباركة – تتنافى مع شهامة الرجولة ومع الفضيلة والمرؤة والأخلاق، فكلها ميوعة وكلها غزل وكلها تشبيب، وكلها إغراء بالفتك بالأخلاق))، وتصدى أيضا الأستاذ صالح صلاح البطاطي لبيان (الطليعة)، ورد حجتهم بإباحة اللهو وضرب الدفوف وقياسها على أوتار العود والمعازف كالرباب والمزمار وآلات الملاهي المستعملة اليوم والتي نص الشارع على تحريمها[32]. وأعادت الصحيفة الكَرّة بنشر موضوع يتساءل عن اعتراض لجنة الشؤون الدينية على حفلات الغناء للمرشدي في حضرموت، ووصف قرار المنع بالمتحجر والنظرة الرجعية الضيقة نحو الموسيقى والغناء، ووصف رئيس التحرير الأستاذ أحمد عوض باوزير المعارضين لدور السينما بالمقاومين لحركة التطور[33].
البدع والخرافات:
فتحت الصحيفة أبوابها – كما أسلفنا – لوجهات النظر المختلفة، ومن ذلك توصيف بعض الممارسات بأنها بدع وخرافات، ومما وجهت له سهام النقد ما اختاره بعض الناس من احتفال بليلة النصف من شعبان، فكتب الكاتب سالم عوض باسواد مقالًا بعنوان (حول بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان)، أورد فيه صفة الصلاة التي تقام بعد صلاة المغرب وقراءة سورة (يس) بصوت مرتفع وبصورة جماعية، وقال: ((إن إقامة احتفال باسم الدين لا بد أن يكون على أساس صحيح من الدين وذلك كما في الاحتفال بصلاة الجمعة والعيدين والوقوف بعرفة، فإذا لم يكن للدين فيه أمر ولا ترغيب، كانت إقامته باسم الدين وإفراغ صبغة الدين عليه من الصلاة والقراءة والدعاء، افتراء على الدين وتشريع بالهوى))، وعدَّ سكوت بعض العلماء عن ذلك سببا لتفشيها[34]، ومن ذلك أيضًا ما كتبه الكاتب أحمد حسن باحشوان في مقاله (الاستسقاء وزيارة القبور) متحدِّثًا عن ما يتم في بعض المناطق من زيارة قبور مخصوصة قبل صلاة الاستسقاء قائلًا: ((فما بال أقوام يفزعون عند الشدائد إلى غير الله يلجؤون إلى القبور يرجون ذهاب ضرهم وقضاء حوائجهم))[35].
وعن الزيارات الحولية التي تقام طيلة أيام السنة، وإقامة الاحتفالات حول القبور والقباب، نشرت الصحيفة أجوبة لجنة الشؤون الدينية على أسئلة عن ذلك، وجاء في الأجوبة: ((إن الزيارات التي تقام سنويا ببعض المدن والقرى بشكلها المعروف لا يقرها شرع ولا دين… ولجنة الشؤون الدينية قد حاولت أكثر من مرة إيقافها وتوقفت في وقت من الأوقات، إلا أن بعض محبي الخرافات والشعوذة ومضللي هذا الشعب استطاعوا تحت ظروف سيئة أن يتحصلوا على السماح لهم ، فعادت))[36]، وأشارت الرسالة إلى أن اللجنة وجهت شرطة المكلا بمنع النساء من حضور تلك الزيارات؛ لما يحدث فيها من مخالفات شرعية، وكذلك إزالة السرج من القباب والقبور، أما الكاتب محمد سالم باشراحيل فقد أسهب في موضوعه (من مهازل الزيارات في حضرموت) بالحديث عن المخالفات التي تحدث، ومنها الذبح والنذر لصاحب القبر، والتمسح بالقبور والطواف بها، وتساءل قائلًا: ((على من تقع مسؤولية تطهير البلاد والمجتمع من هذه العادات السيئة التي لم يكن عليها السلف الصالح؟ أهي على العلماء؟ أم على لجنة الشؤون الدينية بالمكلا؟ أم على ولي الأمر حيث إن كل راع مسؤول عن رعيته))، ثم قال: ((فمال هؤلاء الذين جعلوا قبور موتاهم أصنامًا يعظمونها، ويحجون لها كل سنة في وقت معين وجعلوا لها المناصب))[37]، ووجه كاتب آخر الدعوة إلى العلماء ليبينوا للناس مبادئ الدين القويم، وينهون عن البدع والخرافات، ونشرت الصحيفة في العدد 56 بتاريخ 7 أغسطس 1960م رسالة من (أنصار السنة المحمدية بالمكلا) موجهة إلى لجنة الشؤون الدينية يطالبون بإيقاف الأعمال المنافية للشرع، ومنع الزيارات الحولية، ومما جاء فيها: ((إننا في انتظار أن تقوم لجنتكم بالضرب على أيدي السفهاء الذين يحاولون العبث بالعقيدة الصحيحة، وهذه هي مواعيد الزيارات السنوية للأولياء قد قربت… إننا في عصر العلم والنور والتوحيد، أما عصر البدع والخزعبلات والخرافات فقد مضى إلى غير رجعة))، ورسالة أخرى من (طلبة العلم الديني بالمكلا) إلى وزير السلطنة القعيطي، ومما جاء فيها: ((إن ما يحدث في هذه المناسبات التي يتبرأ منها المسلمون الحقيقيون أمر لا يمكن السكوت عليه ولا الإغضاء عنه، إنه أمر يجب فضحه، ويجب أن يقام فيه واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أشدّه، وهو المنكر الذي تجب إزالته بالقوة وبدون تراخ))، وبتوقيع (ابن القيم) ورد مقال بعنوان (الشعب الحضرمي والخرافات العقائدية)، فأبدى أسفه لما يسمعه من بعض العلماء من تأييد لتلك الزيارات[38].
وأعادت الصحيفة نشر فتوى الأزهر الشريف عن إقامة الأضرحة على القبور والبناء عليها وتجصيصها، والتي نشرتها مجلة (الأزهر) المصرية في ربيع الآخر 1366هـ، وقد وردت فيها أحاديث النهي، ومنها: ما رواه جابر ((نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يبنى عليه))، رواه مسلم، كما تناولت الفتوى بالتفصيل الخلاف بين العلماء فيما يتعلق بالأرض الموقوفة والمسبلة[39]، أما مقال الأستاذ كرامة مبارك سليمان بامؤمن (صاحب الخاتم على المشرحة) ، فتناول ما يمارسه الرجل المعروف (بصاحب الخاتم) من دجل وشعوذة، وعدَّ الخرافة انحرافًا في التفكير العقائدي يهدد المجتمع، وتفاعلت لجنة الشؤون الدينية بالمكلا مع الموضوع، وعلقت في عدد آخر قائلة: ((ولكن الدعايات الكاذبة التي روجت لابتزاز أموال السفهاء وناقصي العقول أخذت بسخاف العقول والسذج والجهلة والمشوبة عقائدهم بالخرافات، فاغتروا بتلك الدعايات التي لا يصدقها عاقل فضلًا عن ذي عقيدة دينية صحيحة))[40]، ودعا الكاتب (أبو هاشم) في مقال آخر في العدد (82) بتاريخ 5/1/ 1961م إلى فتح مزيد من المدارس للقضاء على الخرافة، وألقى باللوم على الحكومة التي بيدها إيقاف مهازل صاحب الخاتم من دجل وشعوذة، وكتب أيضًا الكاتب أحمد حسين باحشوان موضوعًا بعنوان (هذه سبيلي) في العدد (83) بتاريخ 12/1/ 1961م، يقول فيه: ((إن كارثتنا ليس في عرَّاف أفاك في جعيمة، إن كارثتنا هي في أولئك الذين انطلقوا إليه وهم يصطرخون… إن كارثتنا في هؤلاء الذين يؤمنون بالوهم من دون الله، الذين يدعون مع الله الجثث الميتة، الذين لا يفقهون أن الله ربهم له دعوة الحق، والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء، الذين ازدروا إنسانيتهم، وقطعوا أسبابها المتصلة برب الناس، ملك الناس، إله الناس، الذي بيده ملكوت كل شيء، يجير ولا يجار عليه، ليسلموا قيادهم للوهم والخرافة حتى تصبح حياة أحدهم مرتعًا خصبًا للتصورات المريضة))، وكتب (الراوي) – من سيئون – قصيدة بعنوان (ثورة العقيدة)، ومن أبياتها:
هل في كتاب الله أن نسعى لسكان المقابر
نرجو الإغاثة منهمُ ونقول غوثا يا أكابر
أنتم لنا الحصن الحصين إذا المهمات ادلهمت
أنتم لنا نعم الغياث بكم لنا الخيرات عمّت
هل في كتاب الله أن نسعى ونقصد كل قبّه
ونقول غوثا صاحب التابوت غوثًا للأحبه
….
هل في كتاب الله ما تأتونه في كل مسجد
عزف وتطبيل وصخب، إنه للدين مفسد [41]
وأخيرًا، تظل تلك المواضيع التي ناقشت القضايا السالفة الذكر، مادة تاريخية تعبر عن مستوى الوعي، وأثر النظريات والثقافات المختلفة، وتطور الصحافة الحضرمية، ووجود مساحة من الحوار والنقاش الذي يعد شاهدًا على مرحلة من مراحل الوعي الوطني، ومساحة للرأي والرأي الآخر، الذي تم وأده فيما بعد.
صالح مبارك عصبان * المدير التنفيذي لمركز وادي حضرموت للدراسات والنشر
الهوامش:
[1] – صحيفة الطليعة / المكلا ، العدد15 ، 10 سبتمبر 1959م
[2] – المصدر السابق العدد195، 1/4/ 1963م
[3] – العدد237بتاريخ 6/2/1964م، والعدد 91بتاريخ 9/3/1961م
[4] – العدد307، 8/1/1965م
[5] – العدد336، 3/2/1966م
[6] – العدد96 ، 20/4/1961م
[7] – العدد137، 8/2/1962م
[8] – تنظر الأعداد 305، 306، 308، 311 ، من يونيو_ أغسطس 1965م
[9] – العدد 82، 5/1/1961م
[10] – العدد319، 30/9/1965م
[11] – العدد240، 28 /5/ 1959م
[12] – العدد114، 31/8/1961م
[13] – العدد 55، 30/6/1960/ والعدد271، 15/10/ 1964م
[14] – العدد/90، 2مارس 1961م
[15] – العدد294، 1/4/ 1965م
[16] العدد89، 23/2/1961/ والعدد90، مارس 1961م
[17] – العدد113، 24/8/1961م
[18] – للمزيد ينظر العدد308، 15/7/1965/ والعدد309، 22/7/1965م
[19] – للمزيد من تلك الحوارات ينظر العدد 3، 11/6/1959م والعدد 5، 2/7/1959م والعدد 9 ، 29/7/ 1959م والعدد 11، 13/ 8/1959م
[20] – العدد31، 31/12/1959م
[21] – ينظر العدد 80 ، 22/12/1960م والعدد 183، 10/1/1963م والعدد200، 23/5/1963م، والعدد222، 14/10/1963م
[22] – العدد 141، 15/3/1962م
[23] – للمزيد ينظر العدد 19، 8/10/1959م والعدد182 ،3/1/1963م والعدد200، 23/5/ 1963م
[24] – العدد170، 11/10/1962م
[25] – العدد166، 13/10/ 1962م
[26] – العدد365، 31/ 8/ 1966م
[27] – العدد387، 2/ 8/ 1967م
[28] – العدد371، 19 /6/6691م
[29] – العدد 216، 12/9/1963م
[30] – ينظر العدد 376، 23/11/1966م، والعدد 380، 14/12/1966م
[31] – العدد 382، 31/12/1966م
[32] – ورد ذلك الجدل عن الغناء في العدد14بتاريخ 3/9/1959م ، والعدد 15 بتاريخ 10/ 9/ 1959م والعدد 18 بتاريخ 1/10/ 1959م
[33] – ينظر العدد 89 ، 23/2/ 1961م والعدد 100، 18/5/1961م
[34] – العدد 328 ، 3/12/1965م
[35] – العدد 375 ، 16/11/1966م
[36] – العدد 26، 26/2/1959م
[37] – العدد 87، 9/2/ 1961م
[38] – لمزيد من المعلومات عن هذه القضايا ينظر العدد 167، 30/9/1962م والعدد 188، 14 /2/ 1963م
[39] – العدد 193 ، 28/ 3/ 1963م
[40] – العدد 73 بتاريخ 3/11/1960م والعدد 75 بتاريخ 7/11/1960م
[41] – العدد89 ، 23/2/1961م