قصة قصيرة .. حفلة

إبداع

صالح سعيد بحرق

دُعِيتُ لحضورحفلة مرموقة،

أخذتُ الدعوة معي لأني أجهل العنوان، نزلت من الحافلة التي أقلَّتْـني، وقرأت الدعوة: حفل توقيع رواية العشَّاق يأتون قبل الفجر، المكان: صالة المتنبي، الزمان: الساعة العاشرة. تقاطع شارع الأمل.

فأسرعت السير، وقبلَها كُنْتُ قد اشتريْتُ علبة شوكولاتة؛ فأنا مغرم بها جدًا، وسبب ذلك أنَّ حبيبتي تعشقُها، فكنت ألتهِـمُها وأنا أمشي، وعيني على الإعلانات، حتى صادفتْني لائحة أرجوانية: صالة المتنبي، فدخلْتُ حتى وصلْتُ الدَّورَ الثالث، وولجْتُ الصالة مُتعَـبًا من الدَّرج، رميْتُ بأوراقي وجوَّالي، وهي عادة أفعلُها دائمًا عندما أكونُ تَعِبًا.

كانتِ الصَّالةُ خاليةً من المَدعُـوِّين، باستثناء رجل أشيب، لا يكترثُ بأحد.. كان كلُّ شيءٍ مُرتَّبًا ومُعَـدًّا في الصالة، لكنَّ المشاركين في حفلِ التوقيعِ لا وُجُـودَ لهم!، فهلْ هذه الصالة لحفل توقيع كتابٍ آخر؟! ما الذي يجري؟! وتمدَّدتُ على إحدى المقاعد، ونظرْتُ إلى السقفِ، وهي عادةٌ أفعلُها كُـلَّما تمدَّدتُ على ظهري، وعندما أفقْتُ وجدْتُ ثمةَ أشخاصًا قد دخلوا الصالة، وأنا لمْ أنتبهْ لهم، وغالبُهم من البنات، واستويْتُ جالسًا، كانتْ صورةُ غلافِ الرِّوايةِ أمامي، وبدأ الجمهورُ يصلُ تِـبَـاعًا، حتَّى امتلأتْ تمامًا، وصعد على المنصَّة المُكلَّفون، وبعدهم بقليلٍ صعد ذلك الرجلُّ الأشيبُ؛ فقد كان هو كاتب الرواية: العُشَّاق يأتون قبل الفجر.