مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتراث والنشر

من رحلات المفتش القضائي العلامة .. عبدالرحمن عبدالله بكير .. الرحلة الأولى .. رحلتي مع الوزير إلى حضرموت الداخل

أضو

أحمد بن محمد بن عوض بكير

 من المعلوم أن الناس كانت لهم رحلات في قديم الزمان، فبعضهم يرحل للتجارة، وبعضهم لطلب العلم، والبعض الآخر للتنقل بين البلدان ومشاهدة آثارها وعمارتها، والتعرف على العالم وبلدانه، وكانت لجدِّنا العلامة عبدالرحمن بكير – رحمه الله – رحلات متعددة، وأسفار متجددة، بعضها لطلب العلم، وبعضها للمشاركة في مؤتمرات خارجية، وبعضها للعلاج، فأحببت أن يتعرف القارئ الكريم، على خبايا هذه الرحلة التي رافق فيها شيخنا – رحمه الله – وزير الدولة القعيطية أحمد بن محمد العطاس إلى أراضي حضرموت الداخل ومناطقها، وليعذرني القارئ فقد كنت أنوي التعريف بجميع المناطق والقرى التي وردت بالنص وكذا (اللواء الغربي- المنطقة الشرقية- المنطقة الغربية…إلخ)، ولكن ذلك سيأخذ حيِّزًا أكبر من الحواشي، والمقصد – بالدرجة الأولى – بالنسبة لي هو إبراز نص الرحلة، ولعل ذلك يكون في وقت لاحق، عند جمع هذه الرحلات في كتاب مستقل – إن شاء الله، وقد اعتمدت في التعريف بالبلدان في الجملة على كتاب ((معجم بلدان حضرموت للمقحفي))، ولنرجع الآن فيما نحن بصدده، وهو النص:


المرجع : مجلة حضرموت الثقافية .. العدد 29 .. ص 34

رابط العدد 29 : اضغط هنا


[نـــص الرحلـــة]

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي صاحب الفضيلة، رئيس المجلس العالي([1])، الموقر، بعد التحية: يقتضي الواجب؛ أن أقدم إليكم تقريرًا موجزًا، عن أهم ما اشتملت عليه الرحلة، التي رافقنا فيها معالي السيد الوزير([2])، إلى لوائَيْ شبام والغربي، والتي استغرقت عشرين يومًا، تبدأ من: 9/ 2/ 84ه، والموافق: 19/ 6/ 64م، وتنتهي يوم: 28/ 2/ 84هـ، الموافق: 8/ 7/ 1964م.

أهداف الرحلة:

إن الرحلة في الواقع هي رحلة الوزير، والمرافقين له، استصحبهم – كما جاء في بعض خطبه – ليطلعوا وليسمعوا معه على ما يرونه وما يقال، وليكونوا على مقربة منه، كلما لزم الأمر للرجوع إلى أحدهم، وأعتقد أن وجودهم مع معالي السيد الوزير، كان له فوائد جمة مزدوجة([3]).

جدول أعمال الرحلة:

إن الجدول الذي أعد للرحلة، لم يكن كما وضح بعد مبنيًا على حقيقة ما يراد لهذه الزيارة، فهو مثلًا؛ لم يوضح في كثير من الأحيان الأغراض من زيارة بعض المناطق، أو قل كلها، ولقد كان مركّزًا بصورة أساسية على مجرد التنقل والإصباح، والمقيل والمبيت، مما أفقده قيمته كجدول لزيارة تاريخية ذات قيم كثيرة، وأهداف سامية، وإذا قدر لهذه الزيارة أن تؤتي ثمارها بواسطة ما تنفذه الحكومة، مما سيقترحه معالي السيد الوزير، لتقدّم المناطق التي زارها، والتي استمع لبعض مطالبها.

استقبالات الوزير في المناطق التي زارها:

لقد كانت الاستقبالات التي استُقبل بها معالي السيد الوزير، في كل مدينة، وكل قرية، وكل محلة بدوية، استقبالات تدل كلها بدون أدنى ريب، إلى تطلع الشعب بمختلف طوائفه وطبقاته وقبائله؛ إلى أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وسواء كان هذا الحاكم؛ زيدًا من الناس أو عمرًا؛ طالما أنه من أبناء البلاد، وذلك بالتأكيد لما يرجونه من حاكم عارف بما تتطلبه بلاده، وعارف لما تنطوي عليه جوانح أبناء بلاده، ولقد كان الاستقبال بالصحراء، وبالرملة، ذا تعبير خاص، ومعنى خاص، أكد فيه سكان تلك الرمال، وأطراف بلاد الدولة، ولاءهم لحكومتهم، رغم أنها كانت تتجاهلهم ردحًا طويلًا من الزمن، كما عبر عن ذلك بعضهم، ونتيجة لإظهار هذا الشعور، ومدى اغتباطهم وفرحتهم بزيارة السيد الوزير لهم، فإن لهم مطالب استمع لها معاليه، وسأعرض لطائفةٍ منها في هذا التقرير، يجب أن تلبى؛ لأن في إمكان الدولة تحقيقها، ومن حق أولئك المطالبين أن تحقق لهم، وكفاهم ما مر بهم، وما صبروا وما استكانوا.

المدن والقرى التي زرناها في لواء شبام([4])ومطالب الأهالي:

المنطقة الشرقية:

في لواء شبام، وفي المنطقة الشرقية بالذات، زرنا دَمُّون([5])  وعَيْنَات([6])، وقَسَمْ([7]), والسُوْم([8])، وفُغْمَه([9])، وشِعْب نبي الله هود، وسَنَا([10])، في نهاية الوادي.

        ومطالب هذه المنطقة تتلخص في:

  • زيادة دور التعليم بالمنطقة، وفتح مدرسة متوسطة بها، نظرًا لزحمة المتخرجين من المدارس الأولية.
  • تحسين الأحوال الزراعية بالقروض، وبتوفير قطع الغيار لرافعات الماء، والإشراف الصحيح عليها.
  • إنشاء السدود بصورة فنية، وغير مرتجلة، لتؤدي السدود الغاية من بنائها، وتحتفظ بقوتها أمام اندفاع المياه، وأنه إن لم يتم شيء من ذلك؛ فستقبر جميع تربة المنطقة وهي هائلة بالبحر، ومعنى ذلك بالتأكيد خراب هذه المنطقة إلى الأبد.
  • العلاج الطبي، وتوفيره للمنطقة، بوجود طبيب، توضع تحت يده جميع الإمكانيات، والوسائل، والعقاقير، ووجوب الرقابة الصحية، كوقاية ضد الأمراض.
  • تسهيل وسائل العيش للساكنين بهذه المنطقة، وذلك برفع الجمارك المتكررة؛ مما سبب للأهالي المستهلكين غلاء في المعيشة، وفقرًا في المواد التي يحتاجها الجسم لبنائه، وللاحتفاظ بهذا البناء؛ نظرًا لما يقاسونه من غلاء مستمر، وبطريقة يمكن أن تتجنبها الدولة، والتمادي في الخطأ ليس له ما يبرره على الإطلاق.
  • تطوير المجالس المحلية؛ لتَدْخُلَهَا عناصرُ طيبة، وبتوسيع اختصاصاتها.

اجتماع في سنا:

        وبعد مغرب اليوم الذي قضيناه بسنا، وتحت أضواء القمر الفضية، وعلى بساط وثير من الرملة، عقد السيد الوزير مع رفاقه اجتماعًا؛ لدرس مطالب المنطقة، وكان من أهم ما درس في هذه الجلسة؛ هو التساؤل عن الطريقة الصحيحة لإنعاش هذه المنطقة، التي ظلت زمنًا طويلًا وهي شبه مقفلة، وكان أن أتى على أهلها حين من الدهر، وهم في المهاجر الأفريقية وغيرها، وهذه المهاجر قد لفظتْهم في الآونة الأخيرة، وأنهم لابد قادمون إلى بلادهم، والعيش فيها، وهي بهذا الشكل غير ممكن، فلابد إذًا من حركة ذات أسس؛ لإنعاش هذه المنطقة، وللسيطرة على الخبرة الصحيحة للمنطقة، وإعطاء القروض اللازمة للمزارعين؛ للحصول على رافعات للماء، وإقامة السدود الممكن إقامتها، وتوفير الخدمات الصحية، والتعليمية، وإيجاد العدد الكافي من اللجان الإصلاحية شبه الرسمية، والشبيهة بالمجالس المحلية، بحيث تكون في كل قرية، وكل بلدة، وكل محلة، ولـمَّا كانت الدراسات العلمية للمشاريع تتطلب في الغالب زمنًا طويلًا، فقد انعقد إجماع المجتمعين على ضرورة البدء بإعطاء رافعات الماء لمن يطلبونها في صورة قروض، مع القروض اللازمة لاستمرار العمل، وعلى نائب المنطقة والقائم عليها دراسة الطلبات التي من هذا النوع، والعمل على تنفيذها بأقرب ما يمكن من الطرق، وبهذه المناسبة؛ فإن أغلب السدود القائمة والخربة زارها الوفد.

المنطقة الغربية:

        وفي المنطقة الغربية من لواء شبام – زرنا شبام – وبعض المنشآت الوطنية فيها، كمحطة الماء، ومحطة الكهرباء، والصيدلية التعاونية، والمكاتب الحكومية، والرَّيــِّضَة([11]) بالقَطْن([12])، والعَنِيْن([13])، ومزارع القطن.

        وقد احتفلت المنطقة في كل بلدة في شبام، وفي القطن، وفي العنين بالسيد الوزير، احتفالات رائعة، كانت دلالتها كما قلت سابقًا؛ هي: رغبة الأهالي في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وأنه يجب أن يكون من يحكمهم في مستوى آمالهم، وطموحهم، وفي مستوى الأحداث التي تمر بالمنطقة – منطقة الجنوب العربي – وفي مستوى الأحداث العالمية العامة؛ حتى تواكب البلاد الموكب العالمي في حدود طاقاتها وإمكانياتها.

        أما مطالب الأهالي بهذه المنطقة، فهي بالإضافة إلى ما تقدم من مطالب، تطالب بـــ:

  • توسيع التعليم في اللواء، وبالذات تعليم الفتاة.
  • إنجاز مشروع الدستور للدولة، والمجلس التشريعي؛لتحكم البلاد بنفسها.
  • إطلاق الحريات للمنظمات، والهيئات السياسية، والأدبية، والثقافية؛ لتزاول نشاطها في توعية الشعب.
  • إصلاح الموظف؛ ليشعر بأنه خادم الشعب لا سيده.

وهناك مواضيع أخرى، على هامش هذه المواضيع كالخيرية، وتكافؤ الفرص في البعثات التعليمية… إلخ.

ومن أهم تصريحات الوزير بهذه المنطقة، بصدد إطلاق الحريات؛ أنه وكلَ دراسة الموضوع إلى لجنة الدستور، وهي التي ستوصي بما إذا كان من المفيد إطلاق الحريات فيما ذكر، قبل تكوين المجلس التشريعي أو بعده، على أنه هو يرى أن يتم ذلك قبل تكوين المجلس التشريعي، والملاحظ على الموضوع، وأنا عضو بلجنة الدستور؛ أنني لا أتذكر أنَّ أمرًا صدر للجنة، بدراسة مثل هذا الموضوع – موضوع إطلاق الحريات – وهل يكون بعد تشكيل المجلس أو قبله؟!.

ومما جاء في خطب بعض الخطباء بالقطن:

  • أن تنفيذ الأحكام والأوامر، لا يتم بالطريقة المعروفة في دوائر الحكومة، وقد يبقى الحكم أو الأمر زمنًا طويلًا، والجهة المسؤولة عن التنفيذ لا تقوم بواجبها، مما يرهق المحكوم له، أو المأمور له، بتردُّده على تلك الجهة، وعلى الجهة التي أصدرت الحكم أو الأمر.
  • ضرورة وجود قاض بمنطقة القطن، وهذا الموضوع لي عنه رأي مكتوب، سبق أن قلته وكتبته، ويتلخص في أن المنطقة فعلًا بحاجة إلى قاض، وربما أغنى وجود القاضي بالقطن عن القاضي بشبام، على أن للموضوع مشاكله التي يجب أن تدرس قبل البت في شأنه.

الوحدة الحضرمية:

وفي وفد مختار من أهالي شبام؛ للتحدث مع الوزير عن مواضيعهم التي طرقوها في خطبهم، طلبوا من الوزير أن يحدِّثهم عن الخطوات التي تمت من أجل تحقيق وحدة الشعب الحضرمي، وأن يصارحهم بالعقبات التي تقف في سبيل الوحدة، وفي حديث صريح للغاية، تحدث الوزير معهم عن خطوات الوحدة من بدايتها، من حين طلب السلطان القعيطي إلى السلطان الكثيري لتحقيق الوحدة، ومن حين رد السلطان الكثيري على السلطان القعيطي برفض الوحدة، واتخاذ الاتحاد([14]) وسيلة لها، وما إلى ذلك من مفاوضات، آخرها المفاوضات غير الرسمية في زيارة الوزير الأخيرة، ومظهر التجاوب الذي بدأ في هذه المحادثات، عن إمكان تحقيق الوحدة، على أن تسبق ذلك دراسات غير رسمية، يمكن بعدها وضع القرار النهائي من الطرفين القعيطي والكثيري.

وفد الشباميين:

ولقد تحدث وفد الشباميين مع الوزير، وطلب منه رأيه، ووضع الحلول في المواضيع الآتية:

  • إطلاق الحريات، والسماح للموظفين بالاشتراك في المنظمات السياسية.
  • المجلس التشريعي المرتقب.
  • أن تكون المجالس المحلية مجالس منتخبة، لا معينة كما هو الوضع.
  • وضع حل لمشكلة النقل من الساحل إلى الداخل.
  • توسيع الخدمات الصحية في البلد.
  • رفع الرسوم الجمركية عن الأدوية.
  • فتح مدرسة ثانوية بالداخل.
  • البحث عن البترول وما تم فيه.

وفي كل هذه المواضيع تحدث الوزير، وشرح وجهة نظر الحكومة فيها.

سيؤون:

وبين زيارتنا للمنطقة الشرقية، والمنطقة الغربية، من لواء شبام، زرنا سَيْؤُون[15] لمدة يوم وليلة، وكان نزولنا بسيؤون على ضيافة الحكومة الكثيرية، وفي عصر اليوم الذي قضيناه بسيؤون، عقد معالي الوزير مع رجال الحكومة الكثيرية اجتماعًا غير رسمي، تناولوا فيه – كما قال لي – كثيرًا من المسائل المتعلقة بالحكومتين، وعلى رأسها قضية الوحدة، القضية التي آنس من المسؤولين الكثيريين تفهُّمًا جديدًا لها، ربما كان له محتوى جديدًا، سيظهر في الاجتماع الذي تقرَّر أن يتم بين الطرفين، في الوقت الذي يحدِّده السيد معالي الوزير، عقب رجوعه من المأمورية التي هو فيها، وإلى جانب ذلك قضايا أخرى، ليس من حقي أن أتحدَّث بها في تقرير مكشوف كهذا التقرير، وربما أطلعكم معالي السيد الوزير عليها في تقرير مكتوب أو شفوي.

وفي أثناء إقامتنا بسيؤون، زرنا الشيخ محمد مسعود بارجاء([16])، ورئيس الاستئناف السيد عبدالقادر بن عقيل([17])، وقاضي سيؤون الشيخ عبدالرحيم محمد بارجاء([18])، كما طلبنا من فضيلة رئيس رابطة العلماء بسيؤون، السيد علوي بن عبدالله السقاف([19])؛ أن يتصل بمن يمكن الاتصال بهم من علماء سيؤون؛ لبحث بعض النواحي العملية، المتعلقة بالقطاعين الكثيري والقعيطي، من الناحية القضائية، وبحث التدهور الخلقي من ناحيته الدينية، ووضع ما يمكن من الحلول؛ لصد كثير من التيارات التي ربما كان لها أسوأ الأثر في الجيل القادم من أبناء هذه البلاد.

وفي جلسة ضمَّتْنا ببيته مع بعض طلبة العلم بسيؤون، جرى البحث عما ذكر، ووعد بأن يعقد جلسة مع طلبة العلم هناك، ثم سيفيدنا بما يتقرر، ونحن مسبقًا عن طلبة العلم بالساحل، أكَّدْنا له موافقتنا على كل ما يقترحونه، من أجل الصالح العام، ومن أجل خدمة العلم الديني، والأخلاق الاسلامية الفاضلة.

اللواء الغربي:

وهذا اللواء المترامي الأطراف، المتاخم لحدود بعض الحكومات العربية الأخرى، والذي قطعنا بين قراه وأوديته ورماله أكثر من سبعمائة ميل في هذه الرحلة، فقد زرنا فيه حُوْرَة([20])، وقَعُوْضَة([21])، والقَارَة([22])، وصِنَا([23])، وسِهوة([24])، والخَشْعَة([25])، وهَيْنَن([26])، وحجر الصّيْعَر([27])، وزَمَخ([28])، والعَبْر([29])، وعَسَاكِر([30])، ومركز خروه، والـمَافُود([31])، وسمرة باكيله، والطَّلْح([32])، والشمرية، ومَعْبَر([33])، وهذه المناطق هي التي أقمنا بكل منها يومًا، أو بعض يوم، أو أكثر من يوم، أما الأماكن التي مررنا بها مجرد مرور فكثيرة، والأماكن التي أقمنا بها في الصحراء فمتعددة.

حورة:

وفي حورة أقيم احتفال استقبال لمعالي السيد الوزير وصحبه، وفي خطبة ألقاها نائب اللواء، قال: إن الأهالي يتطلعون إلى معرفة ما تمَّ، وما ينتظر أن يتم عن الأمور الثلاثة الآتية:

  • المجلس التشريعي.
  • الوحدة الحضرمية.
  • البترول، وأنهم يودُّون أن يشرح لهم السيد الوزير تفاصيل هذه المواضيع، ومن الخطباء كانت فتاة لا يتجاوز عمرها السنة السادسة فيما أظن طالبتْ بفتح مدرسة للبنات؛ لأنهن يدرسن مع الطلبة في مدرسة البنين، والجدير بالذكر أن الفتيات في مدرسة حورة يدرسْنَ مع الفتيان كما فهمت من بعض الأهالي.

قعوضة:

        لم أستطع حضور الاحتفال الذي أقيم لاستقبال السيد الوزير بدار الحَكَم بن عجاج، وقد علمت فيما بعد أن أحد الخطباء قال في خطبته بالحرف الواحد: (إن المشكلة التي يعاني منها الشعب، والتي يجب أن تعطوها الكثير من الاهتمام، هي قضية انتشار الرشوة بشكل مخيف، حتى الجهاز القضائي لم يسلمْ من هذا المرض الخبيث، إلى أن قال: فإذا كان القضاء يعاني من هذا الداء فمن باب أَوْلى أن يكون منتشرًا في بقية أجهزة الدولة الأخرى…).

        وإنني شخصيًا أطالبكم وأطالب الوزير بدراسة مثل هذه الأمور، لأنه فعلًا إن صحَّتْ فستكون مصدر شرٍ مستطير على هذه الأمة؛ إذ كيف يأمن الضعيف غائلة القوي إذا انتشرت الرشوة؟ أو كيف يضمن المواطنون العدالة الاجتماعية في نظام تنخر في عظامه الرشوة؟ وكيف يحصل المواطنون على تكافؤ الفرص في ظل أوضاع الرشوة من أسسها؟ وكيف وكيف وكيف إلى آخر القائمة.

        إن من واجب الحكومة أن تنشئ جهازًا خاصًّا لمراقبة الموظفين؛ حتى لا يتلاعب المتلاعبون بحقوق الشعب، ولا بحقوق الحكومة، وتمكِّن لهذا الجهاز من أسباب العمل وتحصينه تحصينًا كاملًا من الرشوة والارتشاء، وبغير مثل هذا الجهاز فلن تستطيع الحكومة أن تقوم بعمل إزاء مثل هذه الأخطار المؤذنة بزوال العدل بكل ما تحمله كلمة العدل من المعاني.

قارة آل ثابت:

        وفي ضيافة الحكم علي بن صالح بن ثابت خطب الخطباء باسم الحكم وسكان المنطقة، ورحَّبوا بالوزير، وعبَّروا عن شعورهم إزاء الوزير الوطني وصحبه، وما يعقدونه من آمال على هذا الوزير وعلى رفاقه في العمل، وبهذه المناسبة فإن العودة من وادي رخية كانت إلى الخشعة، وعلى كريم ضيافة الحكم بن ثابت؛ إذ استُقبِلَ الوزير هناك بمظاهر الحفاوة، وبقوافل الهجانة، التي تكرر وصولها في زواملها البدوية، معبِّرة عن بهجتها بمقابلة أول وزير وطني، ومرة أخرى أكرِّر أن رغبة الناس في أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم هي عنوان هذا الشعور كلّه، الذي لمسناه كلما خطا وكلما وقف الوزير.

هينن:

        وفي هينن استقبل وفد الوزير بمظاهر الفرح والابتهاج، وأقيم احتفال اشترك فيه طلبة المدرسة بهينن مع أهاليهم، وطالبوا أكثر ما طالبوا بإتاحة الفرص للتلاميذ الفقراء – وكلهم فقراء كما قالوا – في المدارس الوسطى ذات السكن الداخلي ومجانًا، وقد وُعِدُوا بدراسة مطلبهم وتحقيقه إن شاء الله.

حجر الصيعر:

        وفي حجر الصيعر وأمام مبنى المركز الحكومي استقبل الوزير بعض أهالي المنطقة من الصيعر، الذين حَيَّوْه بإطلاق الأعيرة النارية في الفضاء، وبعد الظهر إلى وقت متأخر من الأصيل أجرى الوزير في بناية المدرسة مع عقلاء المنطقة بعض المحادثات في شؤونهم الخاصة، والإصلاحات التي تتطلبها المنطقة، وفي مقدمة كل ذلك آبار الماء، إلى جانب أشياء أخرى من اختصاصات السيد الوزير.

العبر:

        ولقد زار السيد الوزير بالعبر مكتب الجمارك، ومكتب الوحدة الصحية، كما قابل بعض رجال القبائل، الذين عبَّروا عن فرحتهم بمقدم الوزير إليهم بأساليب مختلفة، وشكروا له هذه اللفتة إليهم؛ إذ لم يزرهم من قبله زائر بهذه الطريق، وكثيرًا ما يسمعون عن وصول ضابط من ضباط الحكومة القعيطية بعد سفره، أما في هذه الزيارة فقد علموا بها قبل حينها، وفي حينها تحقَّقتْ، مما أبهج خواطرهم وسَرَّهم، وعرفوا حقيقة أن لهم حكومة ترعى مصالحهم، وأنها بسبيل أن تحقق لهم شيئًا مما يودون تحقيقه.

        وقد علمت من السيد الوزير أن الجهات المسؤولة في الدولة صدَّقتْ على فرض خيرية بالعبر، تؤدى بالطريقة التي تؤدى بها الخيرية بالمكلا، على أن تصرف موارد هذه الخيرية على المنطقة نفسها، وعلى أن يبدأ من الصرف منها على بناية مسجد كبير بالمنطقة، وعلى مرشد ديني من نوع ممتاز، يقوم بالوعظ والإرشاد والتعليم، وبعقود الأنكحة، إلى غير ذلك مما تحتاجه هذه المنطقة من طالب علم، وبالفعل فقد وكل إلى قاضي اللواء السيد عمر أحمد المشهور أن يبحث عن طالب علم صالح لملءِ الفراغ بهذه المنطقة، وإنني أرجو أن يرفع سيدي صاحب الفضيلة الرئيس رسالة شكر للسيد الوزير([34])، وحث على إنجاز المشروع.

خروة:

        في طريقنا من العبر بِتْنَا بالطريق، وعلى أطراف الرملة بين العبر وعساكر، وفي مركز عساكر أقمْنا بعض الوقت، ومنه قمنا إلى خروة، ومنطقة خروة منطقة جبلية وصحراوية، يقيم بها مأمور الجمرك وجنوده وبعض جنود الجيش النظامي، وإقامتهم في الكهوف التي في الجبل، وفي المثاوي التي نصبوها من الحجارة، والتي لا تتسع لأكثر من شخص، حيث ينامون بها، وفي الخيام التي نصبتها الدولة لهم، وبالخيام تقع مكاتبهم ومستودعاتهم، وفي منطقة خروة تقع شبوة والعقلة، وعلى بعد (25) ميلًا يقع وادي عرما، ولعلها المكان الذي يكشف كل الطرق التي تدخل حضرموت من الدول المجاورة، ومن أجل هذا وضع بها مركز الحامية، ومركز الجمرك، ويسكن هذه المنطقة باديةٌ من الكَرَب والمشايخ آل بريك([35])

        وحين تحدَّث بعض أهالي المنطقة مع السيد الوزير، فـقالوا إنهم حرس الصحراء وحماة الحدود بلا مرتَّبات، وسيقومون بهذه المهمة طالما كان شعورهم ما زال يمدُّهم بالأمل في الحكومة، ولهذه العبارة وأمثالها مما سمعناه من عرب الحدود معانٍ ودلالات.

        إن نائب العقود في شبوة يتلقَّى معلوماته، ويتلقَّى نيابته من علماء تريم كما يقول المشايخ آل البريكي([36]) سكان شبوة، وقد أرشدْتُ بعضهم للاتصال بقاضي اللواء الغربي بحورة؛ ليعطي نائب العقود المعلومات اللازمة، والنيابة اللازمة.

        إن أهالي هذه المنطقة يأملون في الحصول على الماء، ولا شيء غير الماء، وبالماء تستطيع الحكومة أن تسيطر على قلوب هؤلاء الأقوام وعقولهم، وإن كان من واجبها أن توفر لمثل هؤلاء كلما تستطيع توفيره من ماءٍ، وتعليم، وطبٍّ، ومحاكم محلية…إلخ.

المافود وسمرة باكيلة – عرما:

        وفي المافود تجمَّع آل عمرو، وخطب خطيبهم، وطالب بالمجلس التشريعي، وإطلاق الحرِّيَّات، وفي سمرة باكيلة طالب الأهالي بإخراج عين ماء في أعلى الوادي، قالوا إنها ستكفي الوادي كله، ووعد السيد الوزير المطالبين بدراسة طلباتهم مع المسؤولين بالدولة، وتحقيق الممكن منها.

الصوط:

        وفي الصيطان زُرْنا الطلح والشمرية، ومعبر مقر الحكم باهيصمي، وفي كل الأماكن التي زُرْنَاها كان الوزير وصحبه يُستَقْبَلُ استقبالًا شعبيًا معبِّرًا.

        ومما استمعنا إليه بالطلح ومعبر تضايق الأهالي من ملاحقة الحكومة الواحدية لهم؛ لأن كثيرًا من شروجهم وأماكن مزارعهم تقع في مناطق متنازع عليها، والواحدي هناك ورجاله يضايقون من ينزل إلى هذه الأماكن، وربما سجنوا منهم بغير إشعارٍ بالجريمة، وربما أقام المسجون زمنُا طويلًا بالسجن، ثم أفرج عنه وهو لا يعلم عن جريمته شيئًا، بهذا تحدَّث بعض الأهالي.

        وحين استفسروا معالي السيد الوزير عن المنع الصادر على المناطق المتنازع عليها، قال: إن موضوع المنع هو منع قوة أحد الحكومتين من احتلال هذه الأماكن، أما المواطنون الذين لهم أموال، سواءً من الحكومة القعيطية، أو من الحكومة الواحدية فغير ممنوعين من مزاولة نشاطهم في أموالهم.  

        وفي معبر استمعْنا إلى خطبة تردَّد فيها الإلحاح بتنفيذ رغباتهم ومطالبهم، وقالوا إن مطالبهم طال عليها الأمد، وكَثُرَتْ فيها المواعيد، ولم يتحقَّقْ منها شيءٌ، وإن مثل هذه المماطلة تستفزُّهم لعمل غير مناسب، وبالتأكيد فإن معالي السيد الوزير له تعليقه الخاص على هذه الجمل.

مــــولاي:

        إنني بهذا أعطيكم صورة مصغرة عن أكثر ما شاهدْتُه وسمعْتُه في هذه الرحلة التي هي أساسًا رحلة السيد الوزير، ولكني رأيت أنَّ من واجبي أن أقدِّم لكم هذه الصورة؛ حرصًا مني على اطِّلاعكم على بعض المعلومات العامة.

        وأُحِبُّ أنْ أُضِيفَ إلى كل ما سبق أن الأهالي بالمناطق التي زارها السيد الوزير يعلِّقون على زيارته الأمل كل الأمل، وسيسقط في أيديهم إن لم يُحَـقَّقْ لهم شيء من مطالبهم، ولذا فإن مهمة السيد الوزير ستبدو عسيرة في المستقبل إن هو لم يُـحَقِّقْ للمطالبين شيئًا من مطالبهم، وأن على المسؤولين في الدولة أن يساعدوا السيد الوزير في مشاريعه للجهات التي زارها، ورأى مشاكلها بعينه، ولا سيما تلك المناطق النائية عن العمران، والتي تقع على أطراف الصحراء وفي تخوم الحدود.

وبعـــــد:

        فلقد كان أعضاء الوفد في انسجام تام وتقارُبٍ في وجهات النظر عند مناقشة أمر من الأمور، متفاهمين متعاونين، حتى على أداء واجباتهم الدينية، فقد كانوا طيلة أيام الرحلة يُؤَدُّونَ شعيرة الصلاة في جماعة في كل الفروض اليومية، وهذه النقطة بالذات أحببْتُ تسجيلَها شُكْرًا لله، فنحن ما زلنا في خير، والحمد لله رب العالمين.

    المخلص

عبدالرحمن عبدالله بكير([37])  


([1]) المجلس العالي للقضاء، ورئيسه الشيخ القاضي عبدالله بن عوض بكير رحمه الله.

([2]) هو السيد أحمد بن محمد العطاس، من مواليد عام 1917م، تلقى دراسته النظامية بمدرسة مكارم الأخلاق بالشحر، شغل منصب وزير الدولة القعيطية، خليفة للوزير الأجنبي (جيهان خان)، توفي عام 2008م. [ترجمة منشورة على الشبكة العكنبوتية].

([3]) كان المرافقون للسيد الوزير في هذه الرحلة، هم: المفتش القضائي (عبد الرحمن بكير)؛ كاتب هذه الرحلة، وناظر المعارف (السيد محمد عبدالقادر بافقيه)، ومدير الأوقاف (عمر سعيد باغزال)، ونائب ناظر الأشغال، ورئيس المحاسبين (الشيخ أحمد سعيد الحضرمي)، ورئيس الجمارك، ورئيس الأطباء (الدكتور طيب شاكر)، وطبيب الأسنان، والسكرتير الحربي (اللواء صالح يسلم بن سميدع)، والحرس، هؤلاء هم عدة المرافقين للوزير.

([4]) لقد كانت السلطنة القعيطية مقسمة إلى مقاطعات ست، تسمى ألوية، هي: لواء المكلا، ولواء الشحر، واللواء الغربي، ولواء دوعن، ولواء حجر، ولواء شبام. وشِبَام: بكسرٍ ففتح، مدينة مشهورة في قلب وادي حضرموت، ما بين سيئون شرقًا والقطن غربًا، وهي في فضاء واسع مترامي الأطراف. [معجم البلدان والقبائل اليمنية، المقحفي: (1/845)].

([5]) اسم منطقتان في وادي حضرموت، أحدهما في ضواحي مدينة (تريم) الشرقية، والثانية في السفح الشرقي لجبل (الهجرين). [المصدر السابق: (1/622)].

([6]) مدينة أسفل وادي حضرموت، تبعد عن مدينة تريم شرقًا، بمسافة ثمانية أكيال، وموقعها عند ملتقى كل الطرق المؤدية إلى قبر النبي هود. [المصدر السابق: (2/1158)].

([7]) بلدة في شمال مدينة تريم بوادي حضرموت، تقع بين النقرة، وقبر هود عليه السلام، [المصدر السابق: (2/1274)].

([8]) بضم فسكون، مركز إداري من مديرية سيئون وأعمال حضرموت، يقع في الجانب الشرقي من وادي حضرموت. [المصدر السابق: (1/829)].

([9]) بضم فسكون ففتح، بلدة في الجانب الشرقي من وادي حضرموت، على مقربة من السوم، تتكون من منازل وأكواخ من الطين، وهي آخر محط قبل قبر هود. [المصدر السابق: (2/ 1219)].

([10]) سنا: مدينة في منطقة السوم من مديرية سيئون وأعمال حضرموت، تقع بجوار قبر نبي الله هود. [المصدر السابق: (1/814)].

[11])) حصن بالقطن يقع تجاه قارة الدخان، وهو للبابلغيث من الحالكة. [المصدر السابق: (1/722)].

  ([12])بفتحٍ فسكون, مدينة في قلب وادي حضرموت، تقع في ملتقى سيول الأودية الرئيسة لوادي حضرموت، وادي العين, وادي عمد, وادي دوعن، وادي هينن. [المصدر السابق: (2/1283)].

([13]) من قرى مديرية القطن بوادي حضرموت، فيها بعض قبائل يافع الناجعة إليها، وهي من قدامى بلاد القطن. [المرجع السابق، (2/1135)].

([14]) صحيفة الطليعة مصدر سابق العدد (257).

([15]) هي أكبر مدينة في وادي حضرموت، تبعد شرقًا عن مدينة شبام بحوالي 18 كيلًا، وعن مدينة تريم غربًا بنحو 34 كيلًا. [معجم البلدان: (1/831)].

([16]) تولى القضاء بسيؤن مع آخرين، في: 6 صفر 1342ه، إلى نهاية 1345ه، ثم عاد إلى القضاء مرة أخرى، في سنة: 1350ه، إلى نهاية سنة 1358ه، كان شيخًا فاضلًا عالـمًا، تولى الإمامة والتدريس بجامع سيؤون أكثر من أربعين سنة، توفي في شعبان سنة 1384ه، (أي بعد خمسة أشهر من هذه الرحلة تقريبًا)، ووجوده كان في سنة 1301ه بسيؤون، ووفاته كذلك بسيؤون، رحمه الله. [انظر: النبذة المختصرة فيمن تولى القضاء من المشايخ آل بارجاء البررة، ص: 9].

([17]) لم أجد ترجمته فيما بين يدي من مراجع.

([18]) تولى القضاء بسيؤون، في: 6 شعبان سنة 1372ه، إلى سلخ رجب سنة 1387ه، أي لمدة خمسة عشر سنة تباعًا إلا أيامًا، وقبلها في فاتحة ربيع الثاني سنة 1368ه، عُيّن كاتبًا لقاضي الاستئناف الشرعي بسيؤون، وفي 7/ 8/ 1951م، عين مساعدًا للقاضي الابتدائي بسيؤون، وتحت التدريب للقضاء، إلى أن عين قاضياً بالأصالة كما بأعلاه، وكان رجلًا صالحًا متَّبعًا لسيرة أسلافه. [انظر: المصدر السابق، وهو من تصنيفه].

([19]) مولده بسيؤون في: 22 جمادى الآخرة سنة 1315ه، تفقه على والده السيد عبد الله، والفقيه عمر بن عبيد حسان، وغيرهم.

 تولى القضاء بسيؤون مرات، أولها عام 1340ه، له مصنفات عدَّة مخطوطة، المطبوع منها، هو: (النص الوارد في حكم تجديد المساجد)، وقد قرظه جماعة من العلماء، منهم: جدنا العلامة عبد الرحمن بكير. توفي السيد علوي في القاهرة، مساء السبت 25 ربيع الأول سنة 1392ه رحمه الله. [انظر: جهود فقهاء حضرموت في خدمة المذهب الشافعي: (ج2، ص: 1290)، وما بعدها].

 ([20])بفتح فسكون, قرية في جنوب بلدة هدا من أعمال وادي ميفعة في محافظة شبوة, يقال لها: حوره العليا، لتمييزها عن قرية حوره السفلى، التي تطل على البحر العربي. [معجم البلدان: (1/ 531)].

([21]) بلدة من مديرية القطن بوادي حضرموت, تقع في مرتفع جبلي جنوب ((هينن)). [معجم البلدان: (2/1289)].

([22]) بلدة عامرة في منطقة حوره من مديرية القطن بحضرموت، وهي المعروفة باسم (قارة آل ثابت) نسبة إلى سكانها آل ثابت من قبائل نهد. [المصدر السابق: (2/1234)].

([23]) قرية في وادي رخية من مديرية القطن بحضرموت. [المرجع السابق: (1/919)].

([24]) قرية في جنوب وادي رخية من مديرية القطن, وأعمال حضرموت, وهي أكبر قرية في وادي رخية, وسكانها آل العمودي, وآل بفلح. [المرجع السابق: 1/824].

([25]) منطقة غربي القطن بوادي حضرموت, تبعد عن الجحي بنحو 51 كيلًا. [المصدر السابق: (1/570)].

([26]) بفتح فسكون، مدينة في أعلا وادي حضرموت, غربي القطن ومن أعمالها، كانت مشهورة في السابق حيث كان يقام فيها مهرجان أدبي أشبه بسوق عكاظ، كما كانت إحدى عاصمتين كانتا لبدر أبي طويرق في مملكته، أما العاصمة الثانية فكانت سيئون. [المصدر السابق: (2/1840)، وإدام القوت: (456) وما بعدها].

([27]) أو ريدة الصيعر، منطقة واقعة في الشمال الغربي من حصن العبر، وهي أرض جدباء قليلة الماء والنبات. [معجم البلدان: (1/931)].

[28])) بفتحتين: قرية في الموطأة من ريدة الصيعر، في شرقي حصن العبر, تقع بجوار مَنْوخ، وفيها بعض قبائل الصيعر. [المصدر السابق: (1/745)].

([29]) بفتح فسكون، منطقة في الشمال الغربي من شبوة، على بعد نحو 80 كيلًا، وهي تشكل مديرية من مديريات محافظة حضرموت، وتشمل عددًا من البلدان والحصون. [المصدر السابق:  (2/ 107-108)].

([30]) في الأصل (عساكر)، وفي معجم البلدان: (2/1066): العساكره: فخيذة من آل محمد بلَّيث إحدى قبائل الصيعر، من كندة، تسكن في المنطقة المسماة (ريدة الصيعر)، غربي وادي حضرموت.

[31])) بلدة فيها عاصمة مديرية (عَرْمَا), الواقعة في الجهة الشمالية من محافظة شبوة. [المرجع السابق: 2/1391].

([32]) بلدة ومركز إداري من مديرية عرما, وأعمال شبوة. [المرجع السابق: 1/960].

([33]) بكسر الميم والباء بينهما عين ساكنة، قرية في منطقة الطلح من مديرية عرما، محافظة شبوة, تسكنها بعض قبائل آل بِلعُبّيْد. [المصدر السابق: 2/1571-1572].

([34]) كتب الشيخ عبدالله بن عوض بكير بهذا الخصوص رسالة موجهة للسيد الوزير؛ جاء فيها: (معالي وزير السلطنة المحترم، بعد التحية: نرفق بهذا صورة من التقرير الذي رفعه لنا المفتش القضائي عبد الرحمن عبد الله بكير، الذي صاحبكم في رحلتكم الموفقة، التي قمتم بها إلى المناطق المشار إليها فيه… ولقد سررت لما جاء فيه، عما قوبلتم به من حفاوة من سكان تلك المناطق, وعما لاقوه منكم من تجاوب، وإصغاء، حول مطالبهم، سائلاً من الله أن يوفقكم، وأن يساعدكم على الوصول لتحقيق آمالهم، وآمال إخوانهم من جميع أبناء الشعب، والله يأخذ بأيديكم لما فيه خير البلاد. عبد الله عوض بكير، (رئيس المجلس العالي). بتاريخ: 26/3/ 1384ه، الموافق: 4/8/1964م.

([35]) آل بريك هو لقب لعائلة قدمت إلى الشحر من حريضة، وحكمت الشحر في القرن الثاني عشر الهجري، ويرى البعض أنهم فصيلة من يافع، هاجرت إلى حضرموت. وفي شبوة جماعة من آل بريك. [معجم البلدان: 1/165- 167، بتصرف يسير].

([36]) بتاريخ: 7 ربيع الأول 1384ه، الموافق: 16 يوليو 1964م، المكلا.